تعاظم نفوذ طالبان باكستان في مواجهة الضربة الأميركية المقبلة
خمسة أخبار نحو هدف واحد
أحمد موفق زيدان
شكلت الأخبار الخمسة المتفرقة في المشهد الطالباني الباكستاني مادة هامة لعصف ذهني من نوع آخر عن تمدد وتنامي حركة طالبان باكستان في الساحة السياسية، في ظل انهماك القوى السياسية بتقاسم كعكة متآكلة وسط انسحاب داخلي شعبي من مشهد دعم القوى السياسية عكسته رسالة شعبية قوية أرسلها عشرات الآلاف من المشاركين ولأول مرة في إسلام آباد أمام البرلمان وذلك في مسيرة الزحف الطويل بقيادة المحامين الباكستانيين الذي نكص زعيمها اعتزاز أحسن على عقبيه وأوقف الزحف فجأة ربما ضمن صفقة مع حزب انتمى إليه طوال حياته وهو حزب الشعب الباكستاني، كل هذا يجري في ظل لا مبالاة شعبية بسبب انهماك المواطنين بمشاغله اليومية التي تقض مضجعه وتنّكد حياته بشكل لحظي، بينما يتقاتل السياسيون ويبحثون قضايا وخلافات تعنيهم لوحدهم، لا تمت إلى الناخب الباكستاني بصلة، كما أنها لا علاقة لها بمشروع انتخابي دخلوه....
الخبر الأول تعاظم هجمات مقاتلي حركة طالبان على منطقة كرّم ايجنسي لإخضاع الطائفة الشيعية لسلطتهم سيما بعد أن تردد عن تجنيد مليشيات شيعية في السابق لتقوم بدور مقاتلة مقاتلي طالبان على غرار مجالس الصحوة العراقية لكن طالبان باكستان سعوا إلى إجهاض المشروع قبل ولادته، ترافق ذلك مع تسريبات لطالبان باكستان بأنها تمكنت من القبض على خمسة من كبار قادة الطائفة الشيعية ممن سلموا عشرات الشباب العربي إلى القوات الأميركية والباكستانية أثناء انسحابهم من طوره بوره عام 2001 ، وقد قام مقاتلو طالبان باكستان بتصفية القادة الخمسة انتقاما للأسرى العرب الذين شُحنوا إلى غوانتانامو..
دلالة الخبر هو أنه سيعطي الصراع في المنطقة القبلية لون الصراع الطائفي الجديد، وهو ما يؤشر إلى تراجع قبضة الدولة في ضبط الصراع الطالباني ـ الأميركي ، والصراع الطائفي أيضا وهو ما يعني تمدد المشروع الطالباني على المشروع الحكومي، ترافق ذلك مع عودة القتال الطائفي إلى منطقة ديره اسماعيل خان التي تعد من المناطق المدنية البعيدة تصنيفا عن المناطق القبلية حيث القتل المتبادل بين الشيعة والسنة يتواصل .....
الخبر الثاني هو إقدام مقاتلي حركة طالبان على خطف سبعة عشر شرطيا باكستانيا ومن نقاط تفتيش متفرقة على الطريق الرئيسي الواصل بين بيشاور وجلال آباد، وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها قوات طالبان باكستان على هذا الطريق الحيوي، مما يعني تمددا في اتجاه يهدد خطوط الإمداد الأميركية لقواتها في أفغانستان، سيما وأنه يأتي بعد اختفاء أربعة محركات لطائرات مروحية أميركية تقدر قيمتها بثلاثة عشر مليون دولار أميركي على نفس الطريق، بالإضافة إلى حرق عشرات من حاويات النفط التي كانت في طريقها إلى القوات الأميركية، ينضاف إليه منشورات ليلية وزعت في كراتشي هددت سائقي الحاويات الذين ينقلون النفط إلى القوات الأميركية من ميناء كراتشي.......
الخبر الثالث مهاجمة مقاتلي طالبان وسط النهار لكنيسة في بيشاور وخطف أكثر من خمسة وعشرين مسيحيا مع بعض الرهبان ونقلهم إلى مناطق القبائل والمساومة عليهم بذريعة احتلالهم لبيت كان مدرسة محلية والقيام بأعمال تنافي الإسلام وتنشر المسيحية في منطقة محافظة، وهو ما يشكل تراجع سيطرة الدولة وسطوتها في منطقة كبيشاور يطلق عليها باريس البشتون إضافة إلى كونها عاصمة الاقليم الشمالي الغربي المتاخم لأفغانستان ....
الخبر الرابع عزم استراليا إرسال خبراء في مجال مكافحة ما يوصف بالإرهاب لتدريب الأجهزة الأمنية الباكستانية على التعامل مع الخطر الطالباني المتنامي على الأراضي الباكستانية، وهو يعكس القلق الغربي الآن من زحف الطلبنة إلى الأراضي الباكستانية بعد أن كان الشغل الشاغل للقوى الغربية التركيز على أفغانستان وإن كان على حساب تفجير الواقع الداخلي الباكستاني ....
الخبر الخامس تصريح الناطق باسم منظمة المؤتمر الإسلامي ومن الكويت لمحطة فضائية محلية يقول فيه بأن الوضع في باكستان أخطر من إيران، وأن القوى الغربية تنصب فخا لباكستان، وتسعى إلى توريطها، وكنت قد كتبت أكثر من مرة مقالات أثارت استغراب زملاء وأصدقاء أعزاء علي، وهي أن الضربة الأميركية القادمة لباكستان وليس إلى أفغانستان، فما جرى في منطقة مهمند القبلية من استهداف الطائرات الأميركية للقوات الباكستانية وقتل ثلاثة عشر جنديا وجرح تسعة آخرين، بالإضافة إلى دراسة راند عن تعاون الأجهزة الأمنية الباكستانية مع مقاتلي طالبان والقاعدة، وتقارير أميركية أخيرة عن اختراق طالبان للقوات شبه النظامية الباكستانية المكلفة بحماية الحدود، بالإضافة إلى تهديدات الرئيس الأفغاني حامد كارزاي لباكستان كل ذلك يؤشر إلى اتجاه واحد وهو تنامي الضغوط على باكستان، المترافق مع تصاعد المد الطالباني في ظل تراجع الاهتمام السياسي الباكستاني بمشاغل المواطن الباكستاني اليومية...
ظلت باكستان على ما يبدو طوال فترة تاريخها تعتقد جازمة بأن قوتها في ضعف سلطتها وسيطرتها على مناطق القبائل فمن خلالها تمارس حربا بالوكالة لا تدفع ثمنها بشكل مباشر، كونها ليست مسئولة عنها بسبب الاستقلال شبه الذاتي الذي تتمتع به هذه المناطق، إذ فشل المحتل البريطاني لمئات السنين من السيطرة عليها، وفشلت الحكومة الباكستانية لعشرات السنين من السيطرة عليها ودمجها بالمركز، لكن نجح المسلحون الطالبانيون في بضع سنوات بتغيير المشهد السياسي والإداري، أقول باكستان ربما تمارس نفس لعبة حرب بالوكالة التي مارستها حين استخدمت رجال القبائل هذه في الحرب الأولى لتحرير كشمير الباكستانية الحالية عام 1947 ، ووصلت آنئذ طلائع قبائل محسود ووزيري إلى مشارف سريناغر، كما استخدمت باكستان هذه المناطق في الحرب على الشيوعية في أفغانستان، وربما يعيد التاريخ نفسه في استخدامها الآن بعد أن شككت القوى الغربية في جدية إسلام آباد بالتعاطي مع ملف الحرب على ما يوصف بالإرهاب، بل وهددت باجتياح هذه المناطق القبلية...
هنا أود أن أروي قصتي مع أحد قادة العمل الإسلامي في باكستان دون ذكر اسمه، قال لي: ألا تعتقد أن الأجهزة الباكستانية وراء حركة طالبان باكستان، وهي التي تدعمهم، ضحكت في سري، تذكرت تماما ما كان يقوله زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار في عز قوته عام 1994 حين ظهرت طالبان أفغانستان فاتهم أميركا وباكستان وكل الأجانب بدعمها للقضاء عليه، ونسي أن السياسة لا تقبل الجمود والتاريخ لا يقبل التوقف، فحركته كالنهر المتدفق لا يقبل التوقف وإنما حياته في جريانه، والوضع الأفغاني الذي تجمد حينها بسبب خلافات جماعات المجاهدين، كان الطبيعي أن تخرج قوة ثالثة لتحريك الواقع الآسن، هذا ما يحصل في باكستان، فالواقع السياسي غدا أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية، وتعجبت من طريقة تفكير هذا الإسلامي فإن كان الإسلاميون يفكرون بهذا فكيف بالآخرين، لكن ما أقوله وأراه وألمسه وأنا الذي عايشت عن قرب وكثب تجربتي ظهور طالبان أفغانستان وباكستان فإن السحب الداخلي أدى إلى ظهورهما وسيؤدي إلى انتعاشهما، فالمواطن ليس مستعدا أن يظل أسيرا لساسة لا يهمهم إلا مصالحهم الفئوية بينما يتضور الملايين جوعا، ويهرش عشرات الملايين جلدهم من حر تصل درجته إلى الثمانية والأربعين درجة وربما أكثر في بعض المناطق بسبب انقطاع التيار الكهربائي العائد أصلا إلى فساد مالي وإداري وسياسي نخر بكل شيء ...
خمسة أخبار نحو هدف واحد
أحمد موفق زيدان
شكلت الأخبار الخمسة المتفرقة في المشهد الطالباني الباكستاني مادة هامة لعصف ذهني من نوع آخر عن تمدد وتنامي حركة طالبان باكستان في الساحة السياسية، في ظل انهماك القوى السياسية بتقاسم كعكة متآكلة وسط انسحاب داخلي شعبي من مشهد دعم القوى السياسية عكسته رسالة شعبية قوية أرسلها عشرات الآلاف من المشاركين ولأول مرة في إسلام آباد أمام البرلمان وذلك في مسيرة الزحف الطويل بقيادة المحامين الباكستانيين الذي نكص زعيمها اعتزاز أحسن على عقبيه وأوقف الزحف فجأة ربما ضمن صفقة مع حزب انتمى إليه طوال حياته وهو حزب الشعب الباكستاني، كل هذا يجري في ظل لا مبالاة شعبية بسبب انهماك المواطنين بمشاغله اليومية التي تقض مضجعه وتنّكد حياته بشكل لحظي، بينما يتقاتل السياسيون ويبحثون قضايا وخلافات تعنيهم لوحدهم، لا تمت إلى الناخب الباكستاني بصلة، كما أنها لا علاقة لها بمشروع انتخابي دخلوه....
الخبر الأول تعاظم هجمات مقاتلي حركة طالبان على منطقة كرّم ايجنسي لإخضاع الطائفة الشيعية لسلطتهم سيما بعد أن تردد عن تجنيد مليشيات شيعية في السابق لتقوم بدور مقاتلة مقاتلي طالبان على غرار مجالس الصحوة العراقية لكن طالبان باكستان سعوا إلى إجهاض المشروع قبل ولادته، ترافق ذلك مع تسريبات لطالبان باكستان بأنها تمكنت من القبض على خمسة من كبار قادة الطائفة الشيعية ممن سلموا عشرات الشباب العربي إلى القوات الأميركية والباكستانية أثناء انسحابهم من طوره بوره عام 2001 ، وقد قام مقاتلو طالبان باكستان بتصفية القادة الخمسة انتقاما للأسرى العرب الذين شُحنوا إلى غوانتانامو..
دلالة الخبر هو أنه سيعطي الصراع في المنطقة القبلية لون الصراع الطائفي الجديد، وهو ما يؤشر إلى تراجع قبضة الدولة في ضبط الصراع الطالباني ـ الأميركي ، والصراع الطائفي أيضا وهو ما يعني تمدد المشروع الطالباني على المشروع الحكومي، ترافق ذلك مع عودة القتال الطائفي إلى منطقة ديره اسماعيل خان التي تعد من المناطق المدنية البعيدة تصنيفا عن المناطق القبلية حيث القتل المتبادل بين الشيعة والسنة يتواصل .....
الخبر الثاني هو إقدام مقاتلي حركة طالبان على خطف سبعة عشر شرطيا باكستانيا ومن نقاط تفتيش متفرقة على الطريق الرئيسي الواصل بين بيشاور وجلال آباد، وهذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها قوات طالبان باكستان على هذا الطريق الحيوي، مما يعني تمددا في اتجاه يهدد خطوط الإمداد الأميركية لقواتها في أفغانستان، سيما وأنه يأتي بعد اختفاء أربعة محركات لطائرات مروحية أميركية تقدر قيمتها بثلاثة عشر مليون دولار أميركي على نفس الطريق، بالإضافة إلى حرق عشرات من حاويات النفط التي كانت في طريقها إلى القوات الأميركية، ينضاف إليه منشورات ليلية وزعت في كراتشي هددت سائقي الحاويات الذين ينقلون النفط إلى القوات الأميركية من ميناء كراتشي.......
الخبر الثالث مهاجمة مقاتلي طالبان وسط النهار لكنيسة في بيشاور وخطف أكثر من خمسة وعشرين مسيحيا مع بعض الرهبان ونقلهم إلى مناطق القبائل والمساومة عليهم بذريعة احتلالهم لبيت كان مدرسة محلية والقيام بأعمال تنافي الإسلام وتنشر المسيحية في منطقة محافظة، وهو ما يشكل تراجع سيطرة الدولة وسطوتها في منطقة كبيشاور يطلق عليها باريس البشتون إضافة إلى كونها عاصمة الاقليم الشمالي الغربي المتاخم لأفغانستان ....
الخبر الرابع عزم استراليا إرسال خبراء في مجال مكافحة ما يوصف بالإرهاب لتدريب الأجهزة الأمنية الباكستانية على التعامل مع الخطر الطالباني المتنامي على الأراضي الباكستانية، وهو يعكس القلق الغربي الآن من زحف الطلبنة إلى الأراضي الباكستانية بعد أن كان الشغل الشاغل للقوى الغربية التركيز على أفغانستان وإن كان على حساب تفجير الواقع الداخلي الباكستاني ....
الخبر الخامس تصريح الناطق باسم منظمة المؤتمر الإسلامي ومن الكويت لمحطة فضائية محلية يقول فيه بأن الوضع في باكستان أخطر من إيران، وأن القوى الغربية تنصب فخا لباكستان، وتسعى إلى توريطها، وكنت قد كتبت أكثر من مرة مقالات أثارت استغراب زملاء وأصدقاء أعزاء علي، وهي أن الضربة الأميركية القادمة لباكستان وليس إلى أفغانستان، فما جرى في منطقة مهمند القبلية من استهداف الطائرات الأميركية للقوات الباكستانية وقتل ثلاثة عشر جنديا وجرح تسعة آخرين، بالإضافة إلى دراسة راند عن تعاون الأجهزة الأمنية الباكستانية مع مقاتلي طالبان والقاعدة، وتقارير أميركية أخيرة عن اختراق طالبان للقوات شبه النظامية الباكستانية المكلفة بحماية الحدود، بالإضافة إلى تهديدات الرئيس الأفغاني حامد كارزاي لباكستان كل ذلك يؤشر إلى اتجاه واحد وهو تنامي الضغوط على باكستان، المترافق مع تصاعد المد الطالباني في ظل تراجع الاهتمام السياسي الباكستاني بمشاغل المواطن الباكستاني اليومية...
ظلت باكستان على ما يبدو طوال فترة تاريخها تعتقد جازمة بأن قوتها في ضعف سلطتها وسيطرتها على مناطق القبائل فمن خلالها تمارس حربا بالوكالة لا تدفع ثمنها بشكل مباشر، كونها ليست مسئولة عنها بسبب الاستقلال شبه الذاتي الذي تتمتع به هذه المناطق، إذ فشل المحتل البريطاني لمئات السنين من السيطرة عليها، وفشلت الحكومة الباكستانية لعشرات السنين من السيطرة عليها ودمجها بالمركز، لكن نجح المسلحون الطالبانيون في بضع سنوات بتغيير المشهد السياسي والإداري، أقول باكستان ربما تمارس نفس لعبة حرب بالوكالة التي مارستها حين استخدمت رجال القبائل هذه في الحرب الأولى لتحرير كشمير الباكستانية الحالية عام 1947 ، ووصلت آنئذ طلائع قبائل محسود ووزيري إلى مشارف سريناغر، كما استخدمت باكستان هذه المناطق في الحرب على الشيوعية في أفغانستان، وربما يعيد التاريخ نفسه في استخدامها الآن بعد أن شككت القوى الغربية في جدية إسلام آباد بالتعاطي مع ملف الحرب على ما يوصف بالإرهاب، بل وهددت باجتياح هذه المناطق القبلية...
هنا أود أن أروي قصتي مع أحد قادة العمل الإسلامي في باكستان دون ذكر اسمه، قال لي: ألا تعتقد أن الأجهزة الباكستانية وراء حركة طالبان باكستان، وهي التي تدعمهم، ضحكت في سري، تذكرت تماما ما كان يقوله زعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار في عز قوته عام 1994 حين ظهرت طالبان أفغانستان فاتهم أميركا وباكستان وكل الأجانب بدعمها للقضاء عليه، ونسي أن السياسة لا تقبل الجمود والتاريخ لا يقبل التوقف، فحركته كالنهر المتدفق لا يقبل التوقف وإنما حياته في جريانه، والوضع الأفغاني الذي تجمد حينها بسبب خلافات جماعات المجاهدين، كان الطبيعي أن تخرج قوة ثالثة لتحريك الواقع الآسن، هذا ما يحصل في باكستان، فالواقع السياسي غدا أشبه بلعبة الكراسي الموسيقية، وتعجبت من طريقة تفكير هذا الإسلامي فإن كان الإسلاميون يفكرون بهذا فكيف بالآخرين، لكن ما أقوله وأراه وألمسه وأنا الذي عايشت عن قرب وكثب تجربتي ظهور طالبان أفغانستان وباكستان فإن السحب الداخلي أدى إلى ظهورهما وسيؤدي إلى انتعاشهما، فالمواطن ليس مستعدا أن يظل أسيرا لساسة لا يهمهم إلا مصالحهم الفئوية بينما يتضور الملايين جوعا، ويهرش عشرات الملايين جلدهم من حر تصل درجته إلى الثمانية والأربعين درجة وربما أكثر في بعض المناطق بسبب انقطاع التيار الكهربائي العائد أصلا إلى فساد مالي وإداري وسياسي نخر بكل شيء ...