يا أبو عبير.. الرد عالخروقات لا يحتاج لإجماع وطني...
بقلم/ عز الدين الشقاقي
لم أتفاجأ كأحد الفلسطينيين القابعين علي أرض غزة كثيراً من العناوين والخطابات والتصريحات الصحفية التي أدلى بها أقطاب السياسة في غزة بعد أن أطلقت سرايا القدس صواريخها باتجاه سديروت في إطار ردها علي الخروقات الصهيونية.
فنحن نعيش في فلسطين.. التي لا تحوي إلا غرابة المنظر.. فكل ما فيها غريب.. الأخ يقتل أخيه والابن يذبح والده.. والكثير الكثير.. لن أخوض ولن أطيل كثيراً فالسكوت دوماً من ذهب كما علمنا أجدادنا والكلام الكثير لا يولد إلا قلة العقل.
فمع اندلاع الانتفاضة المباركة تكاثرت وتعددت الجهات وطاف علي واجهة الأنظار الكثير من أقطاب المقاومة وهم يتكاثرون وينادون باسم كتائب فلان وتنظيم علان، شاب شعر رؤوسنا ونحن نخوض بالسياسة ودهالسيها، مررنا بتجربة قاسية خلال الانتفاضة السابقة، والآن نخوض تجربة كان لها نجاحات وكان لها سلبيات في إيجاد شباب مولعون بالسياسة، فلا يتحدثون إلا بما يملي عليهم الآخرين فلا يعلمون عما يتحدثون ولا يفقهون ما كانوا يتحدثون في فنادق شرم الشيخ.
الثلاثاء هو اليوم السادس علي التهدئة الفلسطينية- الصهيونية برعاية مصرية، هذه التهدئة التي اتفق علي تطبيقها الجميع، وحرصت الفصائل بكافة أطيافها أكانت ذو الميلاد الجديد أو الميلاد القديم المعبق بدماء الشهداء علي التوافق لمصلحة الشعب، وكان إجماعاً واضحاً خلال التوافق الفلسطيني علي ضرورة الرد علي أي خروقات صهيونية، وليس الوقوف موقف المتفرج في ملعب كرة القدم يستمتع بالقتل والذبح والإعدام علي طريقة هوليود في أفلام "رامبو".
في تمام الساعة 1.30 من فجر الثلاثاء 24-6 كانت القوات الصهيونية الخاصة تجوب شوارع نابلس دون حسيب أو رقيب، ومن عيون أفرادها يخرج شعاعاً ذو لون بنفسجي يدل علي مدى الحقد وحب القتل، فينتشرون كالجراد بين البيوت والمنازل إلي حين وصلوا لهدفهم، وحينما وصلوا أفرغوا 146 رصاصة في جسد فلسطيني تلاحقه كل الأجهزة الأمنية الصهيونية وأجهزة السلطة الفلسطينية وترقبه نظرات العملاء في كل مكان لينهشوا من هذا الجسد الضعيف ذو القوة الإيمانية الخارقة.
هذا الجسد الفلسطيني لم ينمو إلا رويداً - رويداً حتى قوى علي الكلام بالأفعال، فذاق العذاب بالسجون، وذاق مرارة الألم الذي يعتصر كل فلسطيني، كان "طارق أبو غالي" يحلم ككل إنسان بحياة هادئة يعيش فيها مع أسرته، لكن العدو الصهيوني الذي قتل الفلسطينيين جماعات- جماعات، لن يستثني طارق أو إياد خنفر من الإعدام رمياً بالرصاص.
لا أكتب استجداء إنساني استثير عواطفكم به، لكن رسالتي هي أن العدو نجاح في أن يقتنص من المقاومة تهدئة بدون الضفة يستباح فيها الدم ويستباح فيها كل من يحمل السلاح في وجه العدو، ويستفرد بالمقاومين فيقتلاهم فراداً – فراداً – وجماعات – جماعات.
ولم تشكل هذه الرسالة ونجاح العدو فيها لي الكثير من المفاجآت فبت أقتنع بها جيداً بعد أن وجدت من يدافع عن الاحتلال، ويقول أن العدو لم يصيب المواطن "فلان"، بل أصيب برصاص فلسطيني، ويجبر هذا المواطن وعائلته حتى المستشفي في إغلاق الحقيقة عن عيون المواطنين، ولم تكن هذه المصيبة، بل أن المصيبة كانت أكبر عندما أقدم ما يطلق عليه أحد أقطاب المقاومة بالقول أنه لا بد من الإجماع أولاً للرد علي الخروقات، وأنا أوجه السؤال له "ألم يتم الإجماع علي ذلك في مصر، أم كنتم تأكلون اللحم المشوي علي شرفات المسابح وتتبادلون النكت؟"؛ عجباً منكم كيف تحكمون وكيف تقلبون الأمور متى تشاءون؛ ألم تصرح أيها المتحدث في اليوم الأول من التهدئة بأن أي خروقات صهيونية ستقابل برد قاسي؛ أين هو ردك، وكيف يكون الرد، أم أننا سنعود ونطبل ونزمر علي أن التهدئة فقط في غزة، وإن كانت في غزة أين أنت وغيرك ممن يدفعوك للكلام من 16 خرق تهدئة منذ ستة أيام من بدايتها؟.
أعود وأكرر لن أطيل في الكلام.. فالسكوت من ذهب، لكن أذكركم جميعاً أن ما حصل في تهدئة 2005،سيتكرر خلال هذه التهدئة، وعلي المتباهين في غزة بخطاباتهم السياسية أن يعوا جيداً برفض تكرار تجربة سابقيهم، فباتوا تدريجياً دون وعي يلحقون بسابقيهم، وكل التحية لتلك الأيادي التي أطلقت اليوم صواريخ العز والكرامة رداً علي هذا الدم المتدفق بين جنبات الطرق والمنازل في نابلس جبل النار.
بقلم/ عز الدين الشقاقي
لم أتفاجأ كأحد الفلسطينيين القابعين علي أرض غزة كثيراً من العناوين والخطابات والتصريحات الصحفية التي أدلى بها أقطاب السياسة في غزة بعد أن أطلقت سرايا القدس صواريخها باتجاه سديروت في إطار ردها علي الخروقات الصهيونية.
فنحن نعيش في فلسطين.. التي لا تحوي إلا غرابة المنظر.. فكل ما فيها غريب.. الأخ يقتل أخيه والابن يذبح والده.. والكثير الكثير.. لن أخوض ولن أطيل كثيراً فالسكوت دوماً من ذهب كما علمنا أجدادنا والكلام الكثير لا يولد إلا قلة العقل.
فمع اندلاع الانتفاضة المباركة تكاثرت وتعددت الجهات وطاف علي واجهة الأنظار الكثير من أقطاب المقاومة وهم يتكاثرون وينادون باسم كتائب فلان وتنظيم علان، شاب شعر رؤوسنا ونحن نخوض بالسياسة ودهالسيها، مررنا بتجربة قاسية خلال الانتفاضة السابقة، والآن نخوض تجربة كان لها نجاحات وكان لها سلبيات في إيجاد شباب مولعون بالسياسة، فلا يتحدثون إلا بما يملي عليهم الآخرين فلا يعلمون عما يتحدثون ولا يفقهون ما كانوا يتحدثون في فنادق شرم الشيخ.
الثلاثاء هو اليوم السادس علي التهدئة الفلسطينية- الصهيونية برعاية مصرية، هذه التهدئة التي اتفق علي تطبيقها الجميع، وحرصت الفصائل بكافة أطيافها أكانت ذو الميلاد الجديد أو الميلاد القديم المعبق بدماء الشهداء علي التوافق لمصلحة الشعب، وكان إجماعاً واضحاً خلال التوافق الفلسطيني علي ضرورة الرد علي أي خروقات صهيونية، وليس الوقوف موقف المتفرج في ملعب كرة القدم يستمتع بالقتل والذبح والإعدام علي طريقة هوليود في أفلام "رامبو".
في تمام الساعة 1.30 من فجر الثلاثاء 24-6 كانت القوات الصهيونية الخاصة تجوب شوارع نابلس دون حسيب أو رقيب، ومن عيون أفرادها يخرج شعاعاً ذو لون بنفسجي يدل علي مدى الحقد وحب القتل، فينتشرون كالجراد بين البيوت والمنازل إلي حين وصلوا لهدفهم، وحينما وصلوا أفرغوا 146 رصاصة في جسد فلسطيني تلاحقه كل الأجهزة الأمنية الصهيونية وأجهزة السلطة الفلسطينية وترقبه نظرات العملاء في كل مكان لينهشوا من هذا الجسد الضعيف ذو القوة الإيمانية الخارقة.
هذا الجسد الفلسطيني لم ينمو إلا رويداً - رويداً حتى قوى علي الكلام بالأفعال، فذاق العذاب بالسجون، وذاق مرارة الألم الذي يعتصر كل فلسطيني، كان "طارق أبو غالي" يحلم ككل إنسان بحياة هادئة يعيش فيها مع أسرته، لكن العدو الصهيوني الذي قتل الفلسطينيين جماعات- جماعات، لن يستثني طارق أو إياد خنفر من الإعدام رمياً بالرصاص.
لا أكتب استجداء إنساني استثير عواطفكم به، لكن رسالتي هي أن العدو نجاح في أن يقتنص من المقاومة تهدئة بدون الضفة يستباح فيها الدم ويستباح فيها كل من يحمل السلاح في وجه العدو، ويستفرد بالمقاومين فيقتلاهم فراداً – فراداً – وجماعات – جماعات.
ولم تشكل هذه الرسالة ونجاح العدو فيها لي الكثير من المفاجآت فبت أقتنع بها جيداً بعد أن وجدت من يدافع عن الاحتلال، ويقول أن العدو لم يصيب المواطن "فلان"، بل أصيب برصاص فلسطيني، ويجبر هذا المواطن وعائلته حتى المستشفي في إغلاق الحقيقة عن عيون المواطنين، ولم تكن هذه المصيبة، بل أن المصيبة كانت أكبر عندما أقدم ما يطلق عليه أحد أقطاب المقاومة بالقول أنه لا بد من الإجماع أولاً للرد علي الخروقات، وأنا أوجه السؤال له "ألم يتم الإجماع علي ذلك في مصر، أم كنتم تأكلون اللحم المشوي علي شرفات المسابح وتتبادلون النكت؟"؛ عجباً منكم كيف تحكمون وكيف تقلبون الأمور متى تشاءون؛ ألم تصرح أيها المتحدث في اليوم الأول من التهدئة بأن أي خروقات صهيونية ستقابل برد قاسي؛ أين هو ردك، وكيف يكون الرد، أم أننا سنعود ونطبل ونزمر علي أن التهدئة فقط في غزة، وإن كانت في غزة أين أنت وغيرك ممن يدفعوك للكلام من 16 خرق تهدئة منذ ستة أيام من بدايتها؟.
أعود وأكرر لن أطيل في الكلام.. فالسكوت من ذهب، لكن أذكركم جميعاً أن ما حصل في تهدئة 2005،سيتكرر خلال هذه التهدئة، وعلي المتباهين في غزة بخطاباتهم السياسية أن يعوا جيداً برفض تكرار تجربة سابقيهم، فباتوا تدريجياً دون وعي يلحقون بسابقيهم، وكل التحية لتلك الأيادي التي أطلقت اليوم صواريخ العز والكرامة رداً علي هذا الدم المتدفق بين جنبات الطرق والمنازل في نابلس جبل النار.
تعليق