من فضلكم أديروا وجوهكم إلى الغرب فثمة قوة بحرية إسرائيلية تتجول في أراضينا للمرة الألف, لا تقولوا هم بعيدين فلم يعد الأمر مجرد تخمينات فالشهود يتكاثرون ويجمعون على نفس الرواية.
الشهود تعززت ثقتهم في أنفسهم أكثر فأكثر بعد عدة عمليات إنزال من البحر فرمال الشاطئ تعودت أقدامهم وزوايا المنطقة ألفت لغتهم الغريبة التي رحلت قبل أقل من 3 أعوام من محررة نتساريم .
إنزال بحري
قبل أقل من أسبوعين نفذت مشاة البحرية الإسرائيلية عملية إنزال على الشاطئ غرب مدينة الزهراء, عدد كبير من الجنود تسلل للجهة الشمالية من مدخل المدينة الساحلي فصنع 4 ثغرات في سياج أحد بساتين العنب وتسللوا إلى الداخل.
وقال أبو محمد أحد شهود العيان إن الجنود تقدموا إلى الشرق مسافة تزيد عن 100 متر, أشار بيده إلى جهة الغرب متابعا"عندما أتينا للمكان شاهدنا آثارهم في كرم العنب وبعد أن مشوا 100 متر للشرق قطعوا الأسفلت المؤدي للمدينة واتجهوا للجنوب إلى داخل كرم آخر وشاهدنا آثارهم فكثير من أشجار العنب مهدمة من جراء زحفهم وبعض الثمار تالفة تحت أجسادهم, كانت آثار المياه من سراويلهم المبللة لازالت على الرمل الأبيض لم تجف بعد بشكل واضح" وقام الجنود بالزحف مسافة غير بسيطة داخل الأشجار من الناحية الجنوبية قبل أن يعودوا أدراجهم إلى الغرب على شكل مجموعتين "سقط منهم قنبلة ملز إسرائيلية وأنبوبة بها سائل غريب واعتقد أن عددهم كبير ربما 15-20 جندياً".
وبحسب كلام أبو محمد أحد المزارعين في تلك المنطقة فإن الحديث يدور بين العمال عن خيمة بيضاء مريبة نصبت قبل الحادث بيومين مقابل الجهة التي انسحب منها الجنود مكثت وقتا طويلا ما أثار حفيظة وفضول بعض الصيادين, كما شهد الشاطئ ليلة الإنزال وعند الساعة 11 ليلا مرور اثنين من الغرباء طلبوا من أحد الصيادين إشعال سيجارة وقد أدهشه شكلهم الغريب وملامحهم غير المعتادة في المنطقة.
ما حدث غرب مدينة الزهراء يحبس الأنفاس بالفعل فالدلائل هذه المرة كثيرة والرواية بدأ البعض يتناقلها على مستوى أكثر من ضيق والخشية من ضربة جراحية من حيث لا يحتسب أحد .
غرباء في الليل
قبل شهر من اليوم وعند الساعة 2 فجرا تقدم زورق بحري إسرائيلي مقابل شاطئ الشيخ عجلين, صوت محركه قطع حديث أبو العبد العائد برفقة 3 من أصدقائه من أحد الأفراح في غزة إلى الوسطى بعد أن فقدوا الأمل في سيارة تقلهم, رجح ثلاثتهم أن الصوت يعود لطائرة استطلاع لكن إصرار الأول سحب عينيه للتركيز على الشاطئ "مقابل مسجد الشيخ عجلين سمعت صوتاً منخفضاً مشينا 400 متر ولما صرنا على مستوى الساحل نظرنا للبحر وعلى بعد أكثر من 10 أمتار رأيت الزورق بوضوح وقد نزل منه جندي يلبس خوذة ودرع فاتجهنا مسرعين جهة الشرق" أطلق الأربعة سيقانهم للريح حتى وصلوا محررة نتساريم ثم دخلوا مدينة الزهراء.
وترجح كل من الحادثة الأولى والثانية أن المنطقة من شمال جسر وادي غزة حتى أطراف الشيخ عجلين تخلو من أي نقطة للمرابطين وإلا لكان أحدهم تصدى أو أطلق النار وهو ما يشكل أكثر من ثغرة استغلتها البحرية الإسرائيلية لتنفيذ عمليات أصبحت حقيقة على الأرض.
تحركات مريبة
قبل 3 شهور تحديدا من اليوم شاهد أبو أحمد أحد المواطنين الذي رفض الكشف عن اسمه أنه شاهد 4 أشخاص ظهيرة أحد الأيام يتحركون في الناحية الغربية من دفيئات محررة نتساريم "ملامحهم غريبة وبشرتهم بيضاء وملابسهم فضفاضة وقمصانهم للخارج وهم ليسوا مزارعين وكأحد المتواجدين في المنطقة باستمرار والتي يعتبر سكانها قلائل خرجت لاستقبالهم وقد جاؤوا من ناحية الغرب وعندما اقتربت منهم حاولوا إخفاء وجوههم واتجهوا جهة الشمال".
يلّوح أبو أحمد بيديه وهو يجلس القرفصاء مستدركا "سألت نفسي لماذا ابتعدوا عني؟!", وبحسب إفادة أبو احمد فإن أعمارهم تقارب الخمسين وقد لفت انتباههم شخص قصير بنيته قوية مؤكدا أنهم حضروا مرتين لنفس المنطقة "المرة الأولى ابتعدوا وكان معهم صاحب أحد قطع الأرض سألته بعد ذلك عنهم فقال أنهم جاؤوا لضمان محصوله وفي المرة الثانية جاء الأربعة أنفسهم فتقدمت نحوهم وصافحتهم وسألت صاحب الأرض عنهم فقال إنهم من أقربائه وعندما طلبت معرفتهم لم يتكلموا أمامي مطلقا".
وعلمت الرسالة من مصدر خاص أن الشخص الذي رافق الغرباء تدور حوله شبهات أمنية ما يشير لطبيعة العلاقة المتوقعة بينهم.
بعد أن انصرف أبو أحمد وترك الغرباء وفي نفس الظهيرة هرع المواطن " م.ا " صاحب أحد المنازل القريبة إليه ليخبره أن منزله تعرض للاقتحام "كان الرجل هو وزوجته في العمل وعند عودتهم وجدوا سلك الحماية فوق السور مقطوعاً والمنزل مقلوباً رأساً على عقب ويركز أبو أحمد في حديثه على نقطتين هما رفضهم الحديث أمامه وملامحهم المشابهة لعرب شمال فلسطين كما يقول, في هذه الأيام يلاحظ حركة غير اعتيادية وكثيفة لأناس يأتون لاصطياد العصافير لكنهم كثيرون ! .
وفي ليلة الثالث من مارس قرب موقع الشرطة البحرية غرب مخيم النصيرات كانت المناوبة من نصيب كل من الشهيدين وليد أبو يوسف ودرويش مقداد وآخرين في تلك الليلة كان صوت طائرات الاستطلاع كأنها تحلق في حجرة نومك! الرسالة تحدثت إلى الضابط المناوب تلك الليلة فقال" كان هناك تحذيرات من تقدم زوارق إسرائيلية بعد الساعة واحدة فجرا شاهد بعضنا زورقاً بحرياً مطاطياً على بعد 200 متر أعتقد انه يحمل من 10-12 جندياً أطلق البعض النار عليه فابتعد ثم كثفت طائرات الاستطلاع من تحليقها فشاهد وليد أبو يوسف بعض الجنود وقد نزلوا قرب جسر الوادي صعد إلى مكان مرتفع ليتخذ مكانا للتصدي فقصفته طائرة استطلاع وعندما حاول الشهيد درويش مقداد إنقاذه قصفته الطائرة مرة أخرى فاستشهدا ", لا تنتهي الرواية بأحاديث الأربعة السابقين فالفصول لازالت متعاقبة ولا يدري أحد كيف هي النهاية.
ثغرة كبيرة
القاعدة الأمنية تقول "هناك ثغرة في أي نظام أمني مهما بلغت دقته" فالأغراب القادمون هم بشر مهما كانت حنكتهم وذكاؤهم.
وقال يوسف شرقاوي المحلل العسكري والعميد المتقاعد إن عمليات بحرية من هذا القبيل تنفذها مشاة البحرية الإسرائيلية من باب الاستطلاع وأنها مقدمة لعملية خاطفة تتم تحت قصف مدفعي أو غارة صامتة "يحاولون أن يستطلعوا أو ينشطوا ليرمموا قوة الردع على حساب المقاومة وإذا كانت المقاومة مستيقظة في غزة فبإمكانها أن تصنع كمائن غير مرئية".
اتجهوا معي في ذاكرتكم إلى الجنوب اللبناني وعملية "كمين أنصارية" ففي ليلة الخامس من أيلول 1997 قُتل 12 جندياً إسرائيلياً، من أفراد وحدة الكوماندوس البحري الإسرائيلي «شييطت 13»، في كمين لحزب الله في قرية أنصارية الجيش رأى حينها أن الكمين كان صدفة متجاهلاً الكثير من الوقائع التي تؤكد عكس ذلك, فحزب الله حلّل صور طائرات التجسّس والاستخبارات استخفّت بمعلومات عما وصفته أشخاصاً مشبوهين قوة الكوماندوس من «شييطت 13» عبرت باباً إلى حديقة على مقربة من قرية أنصارية، إلا أنه في الدقيقة 41 وبعد منتصف الليل انفجرت أولاً عبوة ناسفة في مسار القوة ثم انفجرت عبوات ناسفة حملها أفراد الكوماندوس البحري لنصبها داخل الهدف الذي كانوا في طريقهم إليه وبعد حضور مروحيات الإنقاذ تُركت جثّة أحد أفراد الكوماندوس الإسرائيلي، إيتمار إليا في لبنان ليتم عرض الأشلاء والمعدات على الإعلام وهي حادثة جسدت اخفاقا كبيرا للبحرية الإسرائيلية.
وأكد المحلل العسكري انه تاريخيا اعتمد الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات صامتة على ساحل الجنوب اللبناني فكان يقوم بإنزال دوريات تكسب عامل المباغتة وتعمل بصمت بعيدا عن فوضى مروحيات الإنزال المعتادة.
وأرجع المحلل العسكري أن هذا التطور في غزة ربما يكون محاولة لتحرير الجندي الإسرائيلي "شاليط" بالقوة ومحاولة رفع الروح المعنوية بعد أن تلقت البحرية ضربة قاصمة في لبنان 2006.
أما صالح النعامي الباحث والمهتم بالشئون الإسرائيلية فلا يستبعد أن تواصل البحرية الإسرائيلية تنفيذ عمليات إنزال بحري تترافق مع قصف جوي مشيرا أن قطاع غزة لا يكلفها امكانات كبيرة "لديهم سلاح بحرية متطور ووحدة خاصة –كوماندوس بحري- متخصصة في الإنزال ولهم رصيد من الإنجازات فهم يعتدمون بشكل كبير على الزورق المعروف محليا بـ( الدبّور) ".
وتحدث النعامي عن عملية اختطاف مهاوش القاضي أحد نشطاء حماس التي نفذها مشاة البحرية الإسرائيلية شرق رفح مشيرا أن وحدات البحرية لها حضور في عمليات الاغتيال والاختطاف.
وقد نفذت الضفادع البشرية قبل أعوام عملية اغتيال لحراس مبنى رئيس السلطة على ساحل غزة فيما دأبت الزوارق الحربية على قصف المقار والأهداف الأمنية طوال سنوات الانتفاضة.
عدوان من البحر
ورجح مصدر مراقب لتحركات الجيش الإسرائيلي رفض الكشف عن اسمه في حديث للرسالة أنه يتم إعداد سلاح البحرية الإسرائيلي لضربة قادمة إلى غزة.
وأرجع إمكانية إقدام الجيش على تفعيل سلاح البحرية إلى عدة أسباب "هناك انتقادات ازدادت مؤخرا للجيش خاصة الوحدات العاملة في البر وعلى الحدود وبالتالي قد تحاول البحرية إنجاز شيء ما إضافة إلى أن إسرائيل تمتلك ساحلاً طوله 40 كيلو متر مع القطاع في منطقة لا تمتلك المقاومة فيها أية خبرة للتعامل مع سلاح البحرية الإسرائيلي".
صحيح أن المنطقة المحاذية للساحل هي إما منطقة زراعية أو خالية على الأقل في الحوادث السابقة لكن فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس بإمكانها أن تقدم وتتخندق في الأرض إن خشيت نقاط المقاومة المكشوفة لا أن تترك شريطا واسعا من الشاطئ فاليوم أصبح الظل البعيد في الظلام يعني شيئا خطراً لا يحتمل التخمين.
لا تذهبوا بعيدا فالعرض مازال مستمراً والجيش الإسرائيلي لن يمل من تكرار المحاولة أما أهدافه المحتملة فقد تكون تنفيذ عمليات اختطاف أو اغتيال أو السيطرة على نقاط هامة في حال بدأت عملية عسكرية موسعة في غزة, فهل تنتظرونهم المرة القادمة على باب الشقة ليحملوا صيدهم ويغادرون ! .
الشهود تعززت ثقتهم في أنفسهم أكثر فأكثر بعد عدة عمليات إنزال من البحر فرمال الشاطئ تعودت أقدامهم وزوايا المنطقة ألفت لغتهم الغريبة التي رحلت قبل أقل من 3 أعوام من محررة نتساريم .
إنزال بحري
قبل أقل من أسبوعين نفذت مشاة البحرية الإسرائيلية عملية إنزال على الشاطئ غرب مدينة الزهراء, عدد كبير من الجنود تسلل للجهة الشمالية من مدخل المدينة الساحلي فصنع 4 ثغرات في سياج أحد بساتين العنب وتسللوا إلى الداخل.
وقال أبو محمد أحد شهود العيان إن الجنود تقدموا إلى الشرق مسافة تزيد عن 100 متر, أشار بيده إلى جهة الغرب متابعا"عندما أتينا للمكان شاهدنا آثارهم في كرم العنب وبعد أن مشوا 100 متر للشرق قطعوا الأسفلت المؤدي للمدينة واتجهوا للجنوب إلى داخل كرم آخر وشاهدنا آثارهم فكثير من أشجار العنب مهدمة من جراء زحفهم وبعض الثمار تالفة تحت أجسادهم, كانت آثار المياه من سراويلهم المبللة لازالت على الرمل الأبيض لم تجف بعد بشكل واضح" وقام الجنود بالزحف مسافة غير بسيطة داخل الأشجار من الناحية الجنوبية قبل أن يعودوا أدراجهم إلى الغرب على شكل مجموعتين "سقط منهم قنبلة ملز إسرائيلية وأنبوبة بها سائل غريب واعتقد أن عددهم كبير ربما 15-20 جندياً".
وبحسب كلام أبو محمد أحد المزارعين في تلك المنطقة فإن الحديث يدور بين العمال عن خيمة بيضاء مريبة نصبت قبل الحادث بيومين مقابل الجهة التي انسحب منها الجنود مكثت وقتا طويلا ما أثار حفيظة وفضول بعض الصيادين, كما شهد الشاطئ ليلة الإنزال وعند الساعة 11 ليلا مرور اثنين من الغرباء طلبوا من أحد الصيادين إشعال سيجارة وقد أدهشه شكلهم الغريب وملامحهم غير المعتادة في المنطقة.
ما حدث غرب مدينة الزهراء يحبس الأنفاس بالفعل فالدلائل هذه المرة كثيرة والرواية بدأ البعض يتناقلها على مستوى أكثر من ضيق والخشية من ضربة جراحية من حيث لا يحتسب أحد .
غرباء في الليل
قبل شهر من اليوم وعند الساعة 2 فجرا تقدم زورق بحري إسرائيلي مقابل شاطئ الشيخ عجلين, صوت محركه قطع حديث أبو العبد العائد برفقة 3 من أصدقائه من أحد الأفراح في غزة إلى الوسطى بعد أن فقدوا الأمل في سيارة تقلهم, رجح ثلاثتهم أن الصوت يعود لطائرة استطلاع لكن إصرار الأول سحب عينيه للتركيز على الشاطئ "مقابل مسجد الشيخ عجلين سمعت صوتاً منخفضاً مشينا 400 متر ولما صرنا على مستوى الساحل نظرنا للبحر وعلى بعد أكثر من 10 أمتار رأيت الزورق بوضوح وقد نزل منه جندي يلبس خوذة ودرع فاتجهنا مسرعين جهة الشرق" أطلق الأربعة سيقانهم للريح حتى وصلوا محررة نتساريم ثم دخلوا مدينة الزهراء.
وترجح كل من الحادثة الأولى والثانية أن المنطقة من شمال جسر وادي غزة حتى أطراف الشيخ عجلين تخلو من أي نقطة للمرابطين وإلا لكان أحدهم تصدى أو أطلق النار وهو ما يشكل أكثر من ثغرة استغلتها البحرية الإسرائيلية لتنفيذ عمليات أصبحت حقيقة على الأرض.
تحركات مريبة
قبل 3 شهور تحديدا من اليوم شاهد أبو أحمد أحد المواطنين الذي رفض الكشف عن اسمه أنه شاهد 4 أشخاص ظهيرة أحد الأيام يتحركون في الناحية الغربية من دفيئات محررة نتساريم "ملامحهم غريبة وبشرتهم بيضاء وملابسهم فضفاضة وقمصانهم للخارج وهم ليسوا مزارعين وكأحد المتواجدين في المنطقة باستمرار والتي يعتبر سكانها قلائل خرجت لاستقبالهم وقد جاؤوا من ناحية الغرب وعندما اقتربت منهم حاولوا إخفاء وجوههم واتجهوا جهة الشمال".
يلّوح أبو أحمد بيديه وهو يجلس القرفصاء مستدركا "سألت نفسي لماذا ابتعدوا عني؟!", وبحسب إفادة أبو احمد فإن أعمارهم تقارب الخمسين وقد لفت انتباههم شخص قصير بنيته قوية مؤكدا أنهم حضروا مرتين لنفس المنطقة "المرة الأولى ابتعدوا وكان معهم صاحب أحد قطع الأرض سألته بعد ذلك عنهم فقال أنهم جاؤوا لضمان محصوله وفي المرة الثانية جاء الأربعة أنفسهم فتقدمت نحوهم وصافحتهم وسألت صاحب الأرض عنهم فقال إنهم من أقربائه وعندما طلبت معرفتهم لم يتكلموا أمامي مطلقا".
وعلمت الرسالة من مصدر خاص أن الشخص الذي رافق الغرباء تدور حوله شبهات أمنية ما يشير لطبيعة العلاقة المتوقعة بينهم.
بعد أن انصرف أبو أحمد وترك الغرباء وفي نفس الظهيرة هرع المواطن " م.ا " صاحب أحد المنازل القريبة إليه ليخبره أن منزله تعرض للاقتحام "كان الرجل هو وزوجته في العمل وعند عودتهم وجدوا سلك الحماية فوق السور مقطوعاً والمنزل مقلوباً رأساً على عقب ويركز أبو أحمد في حديثه على نقطتين هما رفضهم الحديث أمامه وملامحهم المشابهة لعرب شمال فلسطين كما يقول, في هذه الأيام يلاحظ حركة غير اعتيادية وكثيفة لأناس يأتون لاصطياد العصافير لكنهم كثيرون ! .
وفي ليلة الثالث من مارس قرب موقع الشرطة البحرية غرب مخيم النصيرات كانت المناوبة من نصيب كل من الشهيدين وليد أبو يوسف ودرويش مقداد وآخرين في تلك الليلة كان صوت طائرات الاستطلاع كأنها تحلق في حجرة نومك! الرسالة تحدثت إلى الضابط المناوب تلك الليلة فقال" كان هناك تحذيرات من تقدم زوارق إسرائيلية بعد الساعة واحدة فجرا شاهد بعضنا زورقاً بحرياً مطاطياً على بعد 200 متر أعتقد انه يحمل من 10-12 جندياً أطلق البعض النار عليه فابتعد ثم كثفت طائرات الاستطلاع من تحليقها فشاهد وليد أبو يوسف بعض الجنود وقد نزلوا قرب جسر الوادي صعد إلى مكان مرتفع ليتخذ مكانا للتصدي فقصفته طائرة استطلاع وعندما حاول الشهيد درويش مقداد إنقاذه قصفته الطائرة مرة أخرى فاستشهدا ", لا تنتهي الرواية بأحاديث الأربعة السابقين فالفصول لازالت متعاقبة ولا يدري أحد كيف هي النهاية.
ثغرة كبيرة
القاعدة الأمنية تقول "هناك ثغرة في أي نظام أمني مهما بلغت دقته" فالأغراب القادمون هم بشر مهما كانت حنكتهم وذكاؤهم.
وقال يوسف شرقاوي المحلل العسكري والعميد المتقاعد إن عمليات بحرية من هذا القبيل تنفذها مشاة البحرية الإسرائيلية من باب الاستطلاع وأنها مقدمة لعملية خاطفة تتم تحت قصف مدفعي أو غارة صامتة "يحاولون أن يستطلعوا أو ينشطوا ليرمموا قوة الردع على حساب المقاومة وإذا كانت المقاومة مستيقظة في غزة فبإمكانها أن تصنع كمائن غير مرئية".
اتجهوا معي في ذاكرتكم إلى الجنوب اللبناني وعملية "كمين أنصارية" ففي ليلة الخامس من أيلول 1997 قُتل 12 جندياً إسرائيلياً، من أفراد وحدة الكوماندوس البحري الإسرائيلي «شييطت 13»، في كمين لحزب الله في قرية أنصارية الجيش رأى حينها أن الكمين كان صدفة متجاهلاً الكثير من الوقائع التي تؤكد عكس ذلك, فحزب الله حلّل صور طائرات التجسّس والاستخبارات استخفّت بمعلومات عما وصفته أشخاصاً مشبوهين قوة الكوماندوس من «شييطت 13» عبرت باباً إلى حديقة على مقربة من قرية أنصارية، إلا أنه في الدقيقة 41 وبعد منتصف الليل انفجرت أولاً عبوة ناسفة في مسار القوة ثم انفجرت عبوات ناسفة حملها أفراد الكوماندوس البحري لنصبها داخل الهدف الذي كانوا في طريقهم إليه وبعد حضور مروحيات الإنقاذ تُركت جثّة أحد أفراد الكوماندوس الإسرائيلي، إيتمار إليا في لبنان ليتم عرض الأشلاء والمعدات على الإعلام وهي حادثة جسدت اخفاقا كبيرا للبحرية الإسرائيلية.
وأكد المحلل العسكري انه تاريخيا اعتمد الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات صامتة على ساحل الجنوب اللبناني فكان يقوم بإنزال دوريات تكسب عامل المباغتة وتعمل بصمت بعيدا عن فوضى مروحيات الإنزال المعتادة.
وأرجع المحلل العسكري أن هذا التطور في غزة ربما يكون محاولة لتحرير الجندي الإسرائيلي "شاليط" بالقوة ومحاولة رفع الروح المعنوية بعد أن تلقت البحرية ضربة قاصمة في لبنان 2006.
أما صالح النعامي الباحث والمهتم بالشئون الإسرائيلية فلا يستبعد أن تواصل البحرية الإسرائيلية تنفيذ عمليات إنزال بحري تترافق مع قصف جوي مشيرا أن قطاع غزة لا يكلفها امكانات كبيرة "لديهم سلاح بحرية متطور ووحدة خاصة –كوماندوس بحري- متخصصة في الإنزال ولهم رصيد من الإنجازات فهم يعتدمون بشكل كبير على الزورق المعروف محليا بـ( الدبّور) ".
وتحدث النعامي عن عملية اختطاف مهاوش القاضي أحد نشطاء حماس التي نفذها مشاة البحرية الإسرائيلية شرق رفح مشيرا أن وحدات البحرية لها حضور في عمليات الاغتيال والاختطاف.
وقد نفذت الضفادع البشرية قبل أعوام عملية اغتيال لحراس مبنى رئيس السلطة على ساحل غزة فيما دأبت الزوارق الحربية على قصف المقار والأهداف الأمنية طوال سنوات الانتفاضة.
عدوان من البحر
ورجح مصدر مراقب لتحركات الجيش الإسرائيلي رفض الكشف عن اسمه في حديث للرسالة أنه يتم إعداد سلاح البحرية الإسرائيلي لضربة قادمة إلى غزة.
وأرجع إمكانية إقدام الجيش على تفعيل سلاح البحرية إلى عدة أسباب "هناك انتقادات ازدادت مؤخرا للجيش خاصة الوحدات العاملة في البر وعلى الحدود وبالتالي قد تحاول البحرية إنجاز شيء ما إضافة إلى أن إسرائيل تمتلك ساحلاً طوله 40 كيلو متر مع القطاع في منطقة لا تمتلك المقاومة فيها أية خبرة للتعامل مع سلاح البحرية الإسرائيلي".
صحيح أن المنطقة المحاذية للساحل هي إما منطقة زراعية أو خالية على الأقل في الحوادث السابقة لكن فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس بإمكانها أن تقدم وتتخندق في الأرض إن خشيت نقاط المقاومة المكشوفة لا أن تترك شريطا واسعا من الشاطئ فاليوم أصبح الظل البعيد في الظلام يعني شيئا خطراً لا يحتمل التخمين.
لا تذهبوا بعيدا فالعرض مازال مستمراً والجيش الإسرائيلي لن يمل من تكرار المحاولة أما أهدافه المحتملة فقد تكون تنفيذ عمليات اختطاف أو اغتيال أو السيطرة على نقاط هامة في حال بدأت عملية عسكرية موسعة في غزة, فهل تنتظرونهم المرة القادمة على باب الشقة ليحملوا صيدهم ويغادرون ! .
تعليق