إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القَاعِدَة ومَعرَكَةُ الّنفط

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القَاعِدَة ومَعرَكَةُ الّنفط

    بسم الله الرحمن الرحيم

    القَاعِدَة ومَعرَكَةُ الّنفط


    كم ذا بودي لو تعلقت بشوارب الدكتور ضياء رشوان ثم قرصته من أذنه اليمنى وأخبرته بأن القاعدة تجيد لعب المصارعة الحرة أفضل من باتيستا , وأنها لم تخسر جولة واحدة منذ أن بدأت اللعبة , وأنها ملتزمة تمام الالتزام بآداب اللعبة ولا تضرب أبداً تحت الحزام , من قوانين لعب المصارعة مع القاعدة أن البطل يرتدي دائما الحزام الناسف على عكس الحزام الذهبي ثم يحذيه للخاسر ضربة قاضية تسوقه إلى الدرك الأسفل من النار .
    بل وأزيد الدكتور ضياء معلومة بأن القاعدة تجيد مصارعة الثيران , وليسأل ثيران الأسبان عن آخر جولات القاعدة معهم في مدريد , وكيف أن القاعدة استطاعت مداواة الثيران ولأول مرة في التاريخ من مرض عمى الألوان , فصاروا يرون الألوان على حقيقتها الطبيعية بعد أن صبغت لهم القاعدة شوارع مدريد باللون الأحمر القاتم .

    حتى أنني سأخبر الدكتور ضياء بأن القاعدة ليس لديها خبراء في الاقتصاد والسياسة فحسب , بل لديها خبراء في فنون التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومتلازمة القاعدة , وأنصحه نصيحة ما قبل النوم بأن عليه أن يحصل على إجازة لمدة أسبوعين ويذهب ليستجم في رحلة علاجية في منتجع جبال الهنداكوش بأفغانستان ويتناول يوميا ثلاث وجبات من البرياني لحم بدلا من محشي الملفوف .

    الدكتور ضياء خرج قبل فترة بمقال ينبئك عن أسرار لم تكتشف من قبل بأن هناك علاقة بين الحركات الإسلامية والاقتصاد , لست أعلم إلى الآن ألم ينمُ إلى علم الدكتور ضياء أن القاعدة أضحت هي المتحكم في الاقتصاد العالمي ؟.

    أية نظرية مبنية على مجموعة من الفرضيات , لكن القاعدة مبنية على مجموعة من الثوابت التي لا تقبل مجالاً للشك , حتى لا نُضيع وقت القارئ ونزيد من حيرة الدكتور في هذا الإثبات الذي طرحته فعليه أن يقرأ السطور التالية .

    بدأت القاعدة معركتها الفعلية مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها رأس هرم الكفر العالمي ورأس الحية التي يجب قطعها قبل أن تلتفت إلى الذيول في عام 1998م , ولأن القاعدة مجموعة من أبرع المفكرين على وجه الأرض وخيرة شباب وشيوخ وعلماء الأمة ولا نزكي على الله أحداً , كانت المعركة بالنسبة لهم مصيرية يجب أن تكون على كافة الأصعدة , سياسياً وعسكرياً واقتصادياً واجتماعياً , والذي يهمني هنا الناحية الاقتصادية .
    ولما رأت القاعدة أن دعامة اقتصاد عدوها هو النفط المستخرج من بلاد المسلمين , قررت أن تحول بينها ودونه , ولا تزال كلمات الشيخ الأسامة / أبي عبد الله أسامة بن لادن وهو يحرض شباب الأمة على أن يحول بين أمريكا والنفط " فحولوا بينهم ودونه " ترن في أذني, وكم نبه وصرح بأسماء كبرى شركات النفط في العالم " كهاليبرتون وأخواتها " والتي تتخذ من مدينة الخبر في المنطقة الشرقية بجزيرة العرب مقراً لها .

    وصلت أسعار النفط في عام 1998 م إلى أدني مستوياتها بعد فترة تراجع دامت قرابة الثلاثة أعوام ابتداءً من عام 1995 م وحتى عام 1998 م , هذا التاريخ هو نفس تاريخ ميلاد قاعدة الجهاد . فسجل لديك إذن ما كنت تجهله .

    ونلقي نظرة على مخطط أسعار النفط في خلال عشرة أعوام ( مرحلة ما قبل معركة النفط )




    لاح في الأفق سنا ضياء القاعدة وبدأت المعركة, كانت الأسعار مستقرة على حالة الانخفاض التي كانت عليها في عام 1998 م وبداية عام 1999م , ثم ارتفعت ارتفاعاً طفيفاً في عامي 2000م , 2001م , ثم انخفضت نسبياً بعد الحرب أحداث الحادي عشر من سبتمبر وبداية الحرب على أفغانستان ,ويرجع ذلك إلى عدة أسباب منها:
    1-الدعم النفطي اللوجستي الهائل من الدول المنتجة للنفط في منطقة الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم .
    2-انحسار النمو الاقتصادي لدول النمور الآسيوية بعد حادثة الانهيار الضخم في أسواقها المالية على أيدي اليهود .
    3-انخفاض مستوى الصادرات البترولية , ومنتوج منظمة الأوبك مما حدا بالأسعار إلى أن تصل إلى ما يقارب بالمتوسط 18.1 دولار للبرميل الواحد بداية عام 2001 .

    تحركت أسعار النفط ووصلت الأسعار في عام 2002 م إلى 25 دولار للبرميل الواحد على حسب أسعار منظمة الأوبك ولكن بالمفهوم الاقتصادي لا تزال الأسعار مرتفعة كثيرا عما كانت عليه من قبل .
    وتمر الأيام يا دكتور ضياء والمعركة دائرة وعيون الأمريكان على بحر قزوين المنطقة الغنية بالغاز الطبيعي ثاني مصدر للطاقة في العالم , هنا صراع الديكة الدب الروسي والرافضي المجوسي والكلب الأنجلوسي ( نسبة إلى لوس أنجلوس) , إلا أن القاعدة لم تمكن الأمريكان ولا حلفائهم في أفغانستان من السيطرة على الأراضي الأفغانية ناهيك على منطقة بحر قزوين .

    نحسبها جولة أم لا ؟ ( ابتسامة ) .

    في ربيع 2003 م بدأت الحرب على العراق , والنفط أحد الأسباب الرئيسة لهذه الحرب , ولم تنخفض أسعار النفط في العالم بل ارتفعت بمعدل أعلى من 7.2 دولار للبرميل الواحد بعد بداية الحرب مباشرة إلى أن وصلت مع ختام العام إلى ما بين 40 : 50 دولار للبرميل الواحد .

    هنا يأتي دور القاعدة السري وكيف تجهزت لهذا الأمر , كانوا على علم تام بهدف الخنازير من وراء غزو العراق , لذا بدأت المقاومة العراقية بحرق عدد كبير من آبار النفط في العراق وتدمير ما استطاعت أن تدمره منه وإعطاب أنابيب وخطوط النفط الكبيرة , مما أدى إلى انخفاض حجم الإنتاج العالمي من النفط وبالتالي انخفاض المعروض منه مع تنامي الطلب العالمي على النفط إذا علمنا أن العالم في هذا الوقت من التاريخ بحاجة إلى استهلاك 80 مليون برميل نفط يوميا .

    كانت الرياح تسير مع سفينة القاعدة ومن ركب معهم حيث تأثر الإنتاج في فنزويلا خامس دولة منتجة للنفط في العالم بسبب الاضطرابات والإضرابات التي حدثت فيها وتهديدات هيجو شافيز , وتضامنه مع كوبا , مما أدى إلى انخفاض شديد في إنتاجها النفطي , وتأثر بذلك الإنتاج العالمي وارتفعت الأسعار العالمية .

    لم تكن حوادث تفجير مصافي وآبار النفط في العراق حوادث انتقامية وعرضية , بل هي تكتيكات قاعدية ,.
    مع بزوغ فجر دولة الإسلام في العراق – أدامها الله وحفظ أمير المؤمنين أبا عمر البغدادي - , وسيطرتهم على بعض المناطق التي تنتج النفط وإن كانت قليلة من حيث العدد والإنتاج بالمقارنة مع حقول نفط الشمال في كركوك والتي يسيطر عليها المرتدون من الأكراد , أو حقول نفط الجنوب والتي يسيطر عليها الروافض المجوس .
    فإن الأمر الآن ظهر للعيان أنهم يتنازعون عليه , ويتقاتلون فيما بينهم على تقسيم هذه الغنيمة والتي وصل عائدها 40 مليار دولار , وهذا معناه أن النزاع سيظل قائما مما سيرفع الأسعار أكثر وأكثر .
    وإن قلنا بأن العراق لا تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية كثاني أكبر احتياطي نفط في العالم البالغ قبل عام 2001 م ( 112.500 مليون برميل ) , ويحتاج العراق إلى 150 مليار دولار ليعود إلى كامل طاقته الإنتاجية وهو الأمر الذي لن يحدث , خاصة بعد سيطرة دولة العراق الإسلامية على أجزاء كبيرة من مناطق إنتاج النفط في الشمال وتضامن عشائر العراق الأبية مع دولة العراق وانصهارهم معها , وبالتالي فإن الأسعار في طريقها إلى الارتفاع .

    لم تتوقف إستراتيجية القاعدة في معركتها النفطية على العراق وبحر قزوين فحسب بل كانت هناك عمليات قد تكون من القاعدة أو من أنصار القاعدة الذين يحملون أفكارها في جزيرة العرب , ففي تاريخ 1/5/ 2004 م تم تفجير أحد المنشآت النفطية التابعة للشركة السعودية للصناعات الأساسية ( سابك ) ورحم الله أبا هاجر وأيام أبي هاجر .

    إذا قلنا إن الولايات المتحدة لديها عجز في الطاقة التكريرية مليوني برميل يوميا أي ما يعادل 10 % من حاجتها وبالتالي فهي تعوض هذا النقص بالاستيراد من الخارج .
    لذا ففي ذلك العام وصلت أسعار النفط إلى 50 دولار للبرميل الواحد , واستمرت على نفس الأسعار مع زيادات مؤثرة خلال عام 2005 م حتى وصل سعر البرميل الواحد في شهر أغسطس 60 دولار للبرميل الواحد .

    في 24 فبراير من عام 2006 م تمت محاولة تفجير منشأة نفطية كبيرة وهي مصفاة أبقيق بالمنطقة الشرقية بجزيرة العرب , إلا أنها لم تفلح على الرغم من اختراق العناصر المهاجمة المنشأة ووصولهم إلى عمق المنشأة إلا أن التفجير فشل واقعياً , إلا أن هذا أحدث هزة في أسعار النفط وهزة أخرى فيما يسمى أمن المنشآت النفطية , والتي حرصت عليه الولايات المتحدة الأمريكية وجهزت له قوات خاصة بأمن هذه المنشآت , وعملت على حمايته على مختلف حكوماتها مع اختلاف توجهاتهم ما بين جمهوريين وديمقراطيين .

    هذه الحادثة أثرت على الأسعار عالمياً وبلغ سعر البرميل في منتصف عام 2006 م 75 دولار , ثم تراجع بعد تأكيدات بالولاء من الحكومات الخليجية بزيادة المنتوج للحد من الزيادة العالمية في الأسعار حتى وصل سعر البرميل الواحد 60 دولار للبرميل مع مطلع عام 2007 م .
    بدأت الأسعار تتصاعد يوما بعد يوم , وإذا عزونا هذا الارتفاع إلى عدة أسباب نذكر منها :
    1-انخفاض مستوى الإنتاج النفطي داخل الولايات المتحدة الأمريكية .
    2-انخفاض مستوى الإنتاج النفطي في العراق بسبب الحرب .
    3-ارتفاع مستوى الطلب على النفط من قبل الصين والهند الناميتين اقتصادياً .
    4-انخفاض القوة الشرائية للدولار , وارتفاع مستويات التضخم .
    5-لجوء الكثير من دول العالم وبنوكها المركزية إلى فك ارتباط عملاتها بالدولار , واللجوء إلى نظام سلة العملات .
    6-قوة اليورو كعملة أدت إلى انخفاض سعر شراء الدولار , وأيضا ارتفاع سعر شراء "الرنمينبي " عملة الصين .

    وبعيداً عن شوارب الدكتور ضياء , وقريباً من تلك العوامل ارتفعت أسعار شراء النفط في العالم وبلغ سعر برميل النفط في شهر أكتوبر 2007 م ( 92 دولار ) , ثم ارتفعت إلى ( 99.30 دولار ) مع شهر ديسمبر لنفس العام .
    بدخول العالم عام 2008 م كانت سبع السنوات العجاف مضت على القاعدة وبدأت السنين السمان – إن شاء الله - , واستطاعت القاعدة أن تتسبب في انهيار الاقتصاد الأمريكي أقوى اقتصاد في العالم , ووصل الدولار إلى أدني مستوياته , وبدأت الأزمات الاقتصادية تطفح على السطح الأمريكي وتظهر سوءات الغربان الأمريكية وبوش وزمرته الفاسدة المفسدة , وظهرت أزمة القروض العقارية , وارتفاع أسعار النفط , وإفلاس الكثير من الشركات العملاقة .
    وصلت أسعار النفط في شهر فبراير 2008 م ( 103.5 دولار ) , ثم استمر الارتفاع وشعر العالم بالأزمة وبالتالي بدءوا في رفع أسعار المواد الغذائية حول العالم كله وكل السلع الاستهلاكية , وفئة واحدة فقط هي التي لم تتأثر بهذا الارتفاع وهي القاعدة لأنها فوق العادة .

    يوم 30 مايو 2008 م قصف جند القاعدة بجنوب جزيرة العرب ( اليمن ) مصافي عدن وتبنت القاعدة بشكل رسمي هذه العمليات .
    بعد هذا التاريخ وصلت أسعار النفط إلى 122.8 دولار للبرميل الواحد .

    نبأٌ عَاجل : انفجار بثاني أكبر مصفاة نفط بالكويت ( وكالة رويترز ) بتاريخ اليوم 5/6/2008 م إلى الآن لم نر الآثار التي ستترتب على هذا العمل , ولكن الأيام القادمة حُبلى بالمفاجآت .



    هذا المخطط البياني يوضح أسعار النفط خلال العشر سنوات الماضية مع تنبؤ بالأسعار خلال عام 2009 م , والتنبؤ الأخير متفائل أكثر من اللازم , فغالب المحللين متفقين على أن الأسعار في طريقها إلى الزيادة وستتعدى حاجز الـ 200 دولار للبرميل الواحد مع نهاية عام 2008 . ( أي أن المخطط أعلاه هو مخطط أولي للمرحلة الأولى من المعركة وأثرها على أسعار النفط )

    لازالت إلى الآن المعركة دائرة وما سبق من أحداث مجرد استعراض عضلات للقاعدة فقط , ليست ضربات مع العلم أن كل ضربات القاعدة قاضية وفوق الحزام , وكثيرا ما نبه الشيخ أسامة حفظه الله على ضرورة ضرب مصالحهم الاقتصادية فهي السبيل للنكاية بهم وشل إمداداتهم , وهو ذات الأمر الذي نبه عليه الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله في كلماته العديدة , حتى في أجوبته على أسئلة السائلين , وهي الخطوة التي ستتخذها القاعدة في المرحلة القادمة .
    إن ارتفاع أسعار النفط في العالم وانتصار القاعدة في هذه المعركة وبما أن القاعدة القاعدية تقول إن القاعدة لا تدخل معركة إلا وانتصرت فيها , ولا دخلت قرية إلا أصلحتها بفضل الله , فالنصر لهم إن شاء الله وهذا الأمر الحاسم جعل جورج بوش يلهث مرتين من واشنطن إلى الرياض , راقصاً في الخليج , ثم أرسل تاجر النفط الكبير ديك تشيني إلى الرياض في مارس 2008م , وكانت الهدايا والعطايا تتوالى على ديك تشيني حتى منحه معلم الهجاء والإملاء عبد الله آل سعود وساماً من أعلى الدرجات .
    وصل ديك تشيني إلى المنطقة ليطمئن على أرباح شركته , ويسعى إلى زيادة إمدادات النفط , في اجتماعه الأخير بمدراء شركة هاليبرتون في جزيرة العرب .
    في الوقت الذي تعد فيه المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم وتنتج يومياً 12 مليون برميل خام , وتسعى إلى زيادته تحت مشروع أسميه ( برميل لكل مواطن ) حيث سيبلغ الإنتاج 18 مليون برميل خام . لذا يجب أن يسعى كل مواطن وعائلته بالوقوف وبشكل يومي مع كل صباح أمام وزارة المالية ووزارة البترول مطالباً ببرميل الصباح ( 123 دولار ) مع قهوة الصباح.
    إذا قلنا أنه في ذات الوقت تنتج المملكة العربية السعودية يوميا 3 مليون برميل مصفى , وتسعى إلى أن تضاعف هذا العدد ليصبح 6 مليون برميل يومياً على حسب تصريحات أكبر برميل نفطي ( وزير البترول / علي النعيمي ) . فكم يكون دخل المملكة يومياً من دخل البترول المصفى فقط ؟!

    في زيارة جورج بوش الأخيرة في تاريخ 16/5/2008م وقع عدة عقود واتفاقيات شراكة أمنية لأمن المنشآت النفطية بحضور الملك ووزير الداخلية , والهدف هو محاولة السيطرة على هذه المنشآت في حال حدوث أية هجمات عليها والحفاظ على استمرار تدفق النفط بالشكل الذي تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية . وتم بالفعل البدء في تفعيل هذه الاتفاقية وإن كانت هنالك اتفاقيات سابقة شبيهة إلا أن هذه الأخيرة من نوعها .

    لماذا أمن المنشآت النفطية ؟
    المنشآت النفطية عامة مسألة حياة أو موت بالنسبة للأمريكان وعملائهم في العالم , فقد شنت أمريكا حروبها من أجل أن يكون سعر برميل النفط المثالي بالنسبة لها يتراوح ما بين 15 إلى 18 دولار للبرميل الواحد , هذا ما أعلنته الإدارة الأمريكية قبل شنها الحرب على أفغانستان والعراق , وهو الأمر الذي نجحت القاعدة فعلياً في إفشال هذا المخطط وأوصلت سعر البرميل الواحد عشرة أضعاف ما كانت تحلم به الإدارة الأمريكية .
    القاعدة رتبت جيداً للمرحلة القادمة , حتى سيطرتها على حقول ومصافي النفط فعلياً , وهو الأمر الذي بدأ تجربته في العراق , وسيحدث في اليمن , وقد توسع القاعدة معركتها لتصل إلى ناقلات النفط التي تعبر من خلال مضيقي هرمز وباب المندب , وباب المندب أقرب للمعركة منه لغيره وسيتولى هذا جند القاعدة باليمن , هذا إضافة إلى مضيق جبل طارق ويتولى هذا قاعدة المغرب الإسلامي , وقناة السويس على حدود شبه جزيرة سيناء ودورها سيأتي لاحقاً خاصة بعد الخطابين الأخيرين لقادة القاعدة والخطاب الأول كان لأسد الإسلام الشيخ / أسامة بن لادن والذي كان بعنوان ( رسالة إلى الأمة الإسلامية ) والذي أكد فيه على ضرورة إسقاط نظام الطاغوت حسني ورفاقه وضرب مصالح الصهاينة والصليبين في أرض الكنانة , ثم تبعه خطاب الشيخ الدكتور / أيمن الظواهري بتاريخ 1 جمادى الآخرة 1429 هـ . (فـي ذكــرى النـكـســة ... فـــكــوا الحـصــار عــن غــزة!) , وهو الأمر الذي يعد بمثابة شرارة بركان الغضب القاعدي في أرض سيناء وعودة أمجاد الجهاد في أرض الكنانة .

    سيحاول الدكتور ضياء أن يزيحني عن شواربه بسؤاله التالي " كيف تقول إن القاعدة تنتصر في معركتها النفطية واليوم الشركات النفطية العالمية تحقق أرباحاً قياسية وأفضل العوائد وقيمة أسهمها في الأسواق المالية ترتفع يوما بعد يوم بل ساعة بعد ساعة ؟

    ج- الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم حيث تستهلك وحدها أكثر من 25 % من حجم الاستهلاك العالمي , وتستورد أكثر من نصف حجم استهلاكها من المملكة العربية السعودية وكانت تطمع أن تسرق النصف الباقي من العراق , إلا أن القاعدة حالت بينها وبينه والقادم أشد , ارتفاع القيمة السوقية لأسهم الشركات النفطية العالمية والتي يملكها الغربان الأمريكية وعلى رأسهم جورج بوش , لا يعني بالضرورة قوة الاقتصاد الأمريكي والذي دخل بالفعل مرحلة الكساد الكبير الذي سيكون مشابهاً للكساد الكبير الذي أصاب الاقتصاد العالمي فترة الثلاثينيات من القرن الماضي , هذا الارتفاع يعد مقارنة بأسعار الفترة الماضية وأخذ معامل التضخم ارتفاع هش للقيمة السوقية , وهو مجرد زيادة لرؤوس أموال فئة معينة من أصحاب الشركات البترولية , وبالتالي فإن السوق الأمريكي وأسواقه المالية تعاني من أزمة حقيقية , وكثير من الشركات أفلست أو على وشك الإفلاس , ونسبة البطالة بلغت أعلى معدلاتها , هذا إضافة على أزمة الرهون العقارية , ومعدلات الفائدة الربوية في البنوك , وإفلاس أكبر بنوك الولايات المتحدة الأمريكية , وغيرها من الأزمات الاقتصادية التي تسيطر على الساحة الأمريكية , وتؤثر على اختيار رئيس الإدارة الأمريكية .

    هل يمكننا أخيرا أن نقول إن القاعدة انتصرت في المعركة أم لا ؟



    الجواب هو ( ما ترون لا ما تقرؤون ) .



    وكتبه / زادي التقوى

    غرة جمادي الآخره 1429 ه
يعمل...
X