إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل تغض القاعدة الطرف عن دولة الإمارات لاتفاق مسبق بينهما؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل تغض القاعدة الطرف عن دولة الإمارات لاتفاق مسبق بينهما؟



    هل تغض القاعدة الطرف عن دولة الإمارات لاتفاق مسبق بينهما؟

    مجرد وجهة نظر مستقلة

    بقلم د. هاني السباعي

    hanisibu@hotmail.com

    مديرمركز المقريزي للدراسات التاريخية


    أعتقد أن القول بأن القاعدة كانت تغض الطرف عن دولة الإمارات واستبعدتها من ضرباتها لأن بعض قادتها كانوا يترددون عليها للاستراحة! لأنها محطة وسيط لتنقلاتهم في العالم هو حديث خرافة! وغير صحيح على الإطلاق للأسباب التالية:

    أولاً: تنظيم قاعدة الجهاد تنظيم عقدي وليس منظمة إغاثية لتوزيع البطاطين والأغذية والخيم على اللاجئين! بحيث تعمل طبقاً للقوانين الدولية التي تهيمن عليها الأمم المتحدة! كما أنها لا تعترف بالنظام العالمي ولا بقوانينه بالإضافة إلى أنهم لا يحملون جوازات سفر خاصة تحمل شعار تنظيم القاعدة لكي تفتح لهم أبواب الإمارات للتنزه والتقاط الأنفاس فإذا كان هذا لا يتصور في جمهوريات الموز في أمريكا اللاتينية! فهل يحدث هذا في دولة الإمارات التي تسيطر عليها الإستخبارت الأمريكية وتتحكم في مصير الأسر الحاكمة في الإمارات ودول الخليج وتراقب العصافير في أوكارها!.. الحمد لله على نعمة العقل!

    ثانياً: لو استطاع تنظيم القاعدة أن يضرب المصالح الغربية في الإمارات لفعل لكنه لا يجد فرصة لتنفيذ مثل هذه العمليات لأن دولة الإمارات صغيرة جغرافياً وسكانياً.

    ثالثاً: ضعف الحركات الإسلامية في دولة الإمارات ومعظمها له توجهات مختلفة تنظيمياً عن تنظيم القاعدة مثل الجماعات السلفية النظرية بشقيها الذي يقبل دخول الانتخابات والذي لا يقبل، وهناك جماعة التبليغ المنتشرة في الإمارات ودول الخليج وهي جماعة ضد كل الجماعات الإسلامية الحركية في العالم بما فيها بالطبع تنظيم القاعدة، وهناك جماعة الإخوان المسلمين التي على النقيض من القاعدة، بالإضافة إلى بعض الجماعات الشيعية التي تعادي كل هذه الجماعات السنية وعلى رأسها القاعدة.
    فهكذا لا توجد بيئة حاضنة لتنظيم القاعدة في دولة الإمارات الصغيرة لكي تنفذ القاعدة عملية كبيرة ضد السفارة البريطانية بالإمارات أو أي سفارات غربية كبرى في المنطقة. وبمعنى أوضح لا توجد بها غابة بشرية وجغرافية وعرة مثل باكستان وأفغانستان واليمن، والجزائر، ومصر تصلح لحرب المدن أفضل من حرب الكر والفر التي يطلق عليها حرب العصابات؛ في الدول التي توجد فيها أماكن حاكمة كالجبال التي تتوفرفيها الحياة لأي مجموعة مقاتلة تعتصم بها. لأنه قد توجد دول بها جبال ولا يستطيع رجل حرب العصابات الاستفادة منها بل قد يكون فيها حتفه كما في جبال البحر الأحمر في مصر فهي جبال صخرية انكسارية شديدة الوعورة والإنحدار ولا تتوفر فيها مقومات الحياة وبعيد جداً عن التواصل العمراني ومن السهل سيطرة الأنظمة على من يتعصم بها وستكون في منتهى السرور إذا أقدمت مجموعة مقاتلة ولجأت إلى مثل هذه الجبال لأنها متأكدة أنها ستهلك من الجوع والعطش بعد أشهر معدودات على الأكثر!

    رابعاً: الإمارات قامت ولا تزال تقوم بتسليم عشرات الإسلاميين المقيمين لديها لبلادهم وكانت تعتقل بعض الإٍسلاميين الذين يمرون عليها للتنقل لدول أخرى، وقد سلمت دولة الإمارت أكثر من ثلاثين إسلامياً مصرياً في خلال الأعوام الماضية رغم أنهم كانوا يقيمون إقامة قانونية، ولا يزالون يقبعون في غيابات السجون المصرية؛ ومن أشهر الشخصيات المهندس محمد الظواهري نائب أمير تنظيم الجهاد حيث قاموا باختطافه وتسليمه إلى مصر عام 1998م، ورغم ذلك لم تستطع أي جماعة أن تقوم بأية عملية ضد دولة الإمارات ليس بسبب الاتفاق أو الهدنة المزعومة وإنما لظروف لا يعلمها إلا قادة تنظيم القاعدة ونحن بدورنا نحلل أن هذه الظروف قد تكون للأسباب التي ذكرناها آنفاً.

    خامساً: الحالة الوحيدة حسب وجهة نظري المتواضعة التي يمكن أن ينفذ فيها تنظيم القاعدة مثل هذه العمليات ضد المصالح الغربية في الإمارات هو الاختراق الداخلي للعاملين في مثل هذه السفارات أو اختراق قوات الأمن وهذه المسألة في غاية التعقيد والصعوبة.



    مركز المقريزي للدراسات التاريخية

    لندن في يوم الإثنين

    12 من جمادى الثانية لسنة 1429 هـ

    الموافق 16 يونيو 2008م
يعمل...
X