السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحمدلله كثيرا و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أشرف خلق الله،
تقرير عن قناة MBC4
مقدمة :
الإعلام سلاح ذو حدين، وهو أقوى ظاهرة اجتماعية من حيث التأثير والتوجيه للناس دخلت إلى المجتمعات البشرية منذ العصور البدائية للإنسانية حتى اليوم ، وبذا فإنه يشكل عصب الحياة المعاصرة ووجهاً من وجوه الحضارة، كما يعبر عن السياسة والاتجاهات الفكرية والظروف الاجتماعية والنظم الاقتصادية ويؤثر فيها كما يتأثر بها.ومما لا شك فيه أن التطورات الإيديولوجية والقيم والمبادئ المنبثقة عنها تمثل لحمة الإعلام وسداه. كان الإعلام في دولة أثينا يقوم على الأسطورة لتأدية أغراض سياسية بوساطة الخطابة والمسرح فتؤدي هذه الوسائط مجتمعة دور وزارة الإعلام فيما كانت سوق عكاظ والمربد في الجزيرة والرافدين تمثلان وزارة الإعلام في تأديتهما لأغراض ثقافية، أدبية وسياسية/ كان زهير بن أبي سلمى ـ على سبيل الظرافة ـ يضع كفه على رأس سيفه عندما يبدأ بإلقاء حوليته دون أن يتأثر بالألم أو بالدم النازف من يده جراء انفعاله بما يلقيه.. فكم هذه الصورة مؤثرة.
والآن نستطيع القول بأن النصف الثاني من القرن العشرين كان عصر التلفزيون وقد كان انتشاره في البلدان العربية كبيراً وسريعا بخلاف أوروبا التي اخذ فيها مدى من الزمن وتدرج لكن نجد أن بلداناً عربية لم تعرف الأبيض والأسود بل وقفت مباشرة على الديجتل الذي أصبحت قنواته محور حياة المشاهدين، أسر القلوب والعقول والأوقات، فإلى أين أخذ الناس؟ هل وسع مداركهم كما يدعي ملاك هذه القنوات ؟ وإن وسع هذه المدارك، هل وسعها بطريقة صحيحة تؤدي بالبشرية إلى النهضة الفكرية التي تليق بهم كخير أمة أخرجت للناس؟
نبذة عامة عن باقة قنواتMBC
من أبرز القنوات الفضائية في أيامنا هذه وأكثرها تأثيرا في مجتمعاتنا العربية هي قنوات مجموعة MBC: Middle Eastern Broadcasting Channels) مجموعة تلفزيون الشرق الأوسط ) :
فقد بدأ بث قناة MBC1 من لندن بتاريخ 18 سبتمبر 1991م بعد انتهاء حرب الخليج وانتصار القوات المشتركة بقيادة أمريكا .. وهي القناة الوحيدة من قنوات MBC عربية الأصل .. فهي تبث أفلام ومسلسلات وبرامج للفنانين والممثلين العرب ، في عام 1994 أطلقت المحطة الإذاعية MBC FM التي تقدمت عالماً من الموسيقى الخليجية والعربية .. وفي عام 2002 انتقل مقر مركز تلفزيون الشرق الأوسط إلى دبي الإمارات العربية المتحدة وبالتحديد في مدينة دبي للإعلام ..وفي عام 2003 تم إطلاق MBC2 المتخصصة في عالم السينما والأفلام الأجنبية وخصوصاً الأمريكية منها وهي من أشهر المحطات المجانية المتخصصة في ذلك.
وفي نفس العام وتحديداً في 3 مارس 2003 أطلقت قناة العربية الفضائية وهي محطة إخبارية وتبث على مدار الساعة .. بالإضافة إلى نشرات الأخبار تعرض البرامج التحليلية واللقاءات مع كبار الشخصيات السياسية وغير السياسية وكذلك البرامج الوثائقية .. وقد ظهرت بعد منافستها قناة الجزيرة الفضائية و سرعان ما أطلقت في عام 2004 محطة جديدة متخصصة في البرامج والمسلسلات الكرتونية للأطفال وهي MBC3 بعد أن أدركت المجموعة بأن 40% من مشاهديها أعمارهم تقل عن 15 عاماً .. فجاءت المحطة لتستهدف الجيل الجديد من المشاهدين صغار السن وذلك عن طريق بث المسلسلات الكرتونية والبرامج الجديدة للأطفال.وفي عام 2005 اطلقت قناة MBC4 وأطلقت في 5 مارس 2007 قناة جديدة وهي قناة MBC Action حيث تختص هذه القناة بأفلام ومسلسلات التشويق والمغامرة الأجنبية.
تمويل المجموعة:
يقوم بتمويل مجموعة قنوات MBC رجل الأعمال السعودي وليد الابراهيم وبما تجده كذلك رعاية رجال الأعمال في الخليج .وكان رأس مال مركز تلفزيون الشرق الأوسط عند إنشائه قرابة 300 مليون دولار .. وميزانيته السنوية قرابة 60 مليون دولار و ذلك منذ أكثرمن15سنة.
وليد الإبراهيم
http://www.alsary.com/vb/f2/t50163.html
المالك والمدير التنفيذي للمجموعة
قطاع العمل : تسويق وإعلام
دخل حديثاً لائحة أريبيان بزنس لأثرياء العرب. تقدر ثروته بـ 2.3 مليار دولار.
تم تكريمه من قبل الملتقى الإعلامي العربي للعام 2007.
وليد الإبراهيم صهر الملك فهد بن عبد العزيز، وهو من أغنى أغنياء العائلة المالكة:
من مقولاته : "نحن بحاجة إلى استثمارات كبرى في المجال الإعلامي بما يخدم القضايا التي تعيشها الشعوب العربية وفق منهجية مدروسة".
وهدفنا من هذه المجموعة قناة MBC4 ::
http://www.mbc.net/portal/site/mbc/m...00f1010a0aRCRD
تعد نافذة المرأة العربية على العالم الغربي كما يقدمها الموقع:
حيث خصصت للبرامج والمسلسلات الأجنبية عموماً والأمريكية خصوصاً .. وهي بشكل عام باللغة الإنجليزية ولكنها في كثير من الأحيان مترجمة إلى العربية.. تعرض القناة أشهر البرامج الحوارية الأمريكية مثل أوبرا Oprah والدكتور فل Dr. Phil وراشيل راىRachel Ray، تناقش فيها مشاكل المجتمع الأمريكي وتطرح حلول لها على أساس العلمانية مثل التشجيع على الرذيلة او التشجيع على تبني الحيوانات وتركز في هذه البرامج على اللقاءات مع الفنانين والممثلات و الشخصيات السياسية (كملكة الأردن في أوبرا) وتوحي الحلقات أن السعادة المطلقة للفرد تأتي مع الحرية ومع أسلوب حياة الأمريكان- الحلم الذي يسعى كل الناس لجعله حقيقة The American Dream- والمبالغة في حب الجمهور للمقدم أو المقدمة لدرجة التقديس كأن ما يقدمونه هو الحق المطلق. وتتركك هذه البرامج مبهورا بالأمريكان ومتخذا لطريقتهم في حل مشاكلك وتنسيك أن تسأل عن حكم الله سبحانه و تعالى في القضية.وتستعمل القناة هذه الشخصيات كمثل أعلى للنساء بالذات، وكأنهم ملائكة يمشون على الأرض كما علقت إحداهن ويعطفون على الناس وتتبرع أوبرا وينفري بملايين الدولارات للأعمال الخيرية سنويا. ولشدة شهرة أوبرا وإيمان النساء بطريقة حلها للمشكلات قد نظم، عبر مجلة "سيدتي" السعودية، أن يشاركن النساء العربيات في البرنامج.
اوبرا وينفري
و تتميز هذه القناة عن أخواتها بالتنوع ومن مسلسلاتها Numbers ومسلسل يستهدف المراهقين و المراهقات يسمى The OC والأفلام مثل Woman Wanted وكلها تهدف تلويث الاذهان ونشر الحريات الغربية والترويج للرذيلة والتشجيع لها ،ونقلت إليها حديثا منMBC1 مسلسل "نور"التركي لجذب مزيدا من المشاهدين إلى قناة MBC4. و فيها العديد من المسلسلات الكوميدية كالسلسلة الشهيرة فريندز Friends ولايف وز فران Life with Fran.. بالإضافة إلى البرامج الإخبارية الحصرية المنقولة في ABC وCBS مثل صباح الخير أمريكا Good Morning America و60 دقيقة Sixty Minutes والمسابقات المشهورة مثل جيوباردي Jeopardy وعجلة الحظ Wheel of Fortune .. بالإضافة إلى مجلات أخبار الفنانين مثل ذي إنسايدر The Insider وإنسايد إيديشن Inside Edition وكذلك حفلات توزيع الجوائز الموسيقية والسينمائية. وكلها تحمل نفس الرسالة التي تتنافى وابسط الاسس وتخدش الحياء والذوق العام وكما قال صاحب كتاب المتلاعبون بالعقول( لكي يؤدي التضليل الإعلامي دوره بفعالية أكبر،لا بد من إخفاء شواهد وجوده. أي أن التضليل يكون ناجحا عندما يشعر المضللون بأن الأشياء هي على ما هي عليه من الوجهة الطبيعية والحتمية. بإيجاز شديد نقول:إن التضليل الإعلامي يقتضي واقعا زائفا هو الإنكار المستمر لوجوده أصلا. وعلى ذلك فلا بد من أن يؤمن الشعب الذي يجري تضليله بحياد مؤسساته الاجتماعية و الرئيسة.)
التضليل الإعلامي علم قائم بذاته يعمل ببطء لكن له تأثير مدمرعلى العقول ولا يوسع المدارك أبدا عندما يكون هدفه ترويج الأفكار العلمانية بل يرسخ الوهن وحب الدنيا في القلوب.
نتائج دراسة القناة :
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=3250
وفقا لهذه الدراسة التي أجراها عبدالكريم آل عبدالمنعم .. باحث وأكاديمي
http://almaqreze.net/munawaat/artcl311.html
نجد أن البرامج التي تبث في MBC4 تتسم بكثير من المشاهد الخارجة عن الإسلام و أكثر من ذلك فإنها تكرر هذه المشاهد كثيرا بشكل لافت للإنتباه، ما السبب وراء ذلك؟
في سنة واحدة تقال كلمة أمريكا أو أحد مدنها في MBC4 عدد 39960 مرة
The American dream: ( الحلم الأمريكي)
تقوم فكرة الحلم الأمريكي على أساس المبدأ الرأسمالي الذي يفصل الدين عن الحياة، فالعلمانية عقيدته، بالتالي يعيش الإنسان على هذه الأرض،لا ليعبد الله سبحانه وتعالى، بل ليتمتع بأكبر قدر من المتع الجسدية و بكل الطرق و بأي شكل حتى يكون الإنسان سعيدا، فمهوم السعادة هوالمتعة والانبساط والمنفعة، بغض النظر عن ما يريده الله سبحانه و تعالى. لذلك نرى الحرية أهم ما تنادي به هذه البرامج ، العيش بدون رقابة أو محاسبة والعمل بجهد لجمع الأموال و صرفها ببذخ، والبعد كل البعد عن السياسة والإنخراط فقط في الحب و الجمال ،و الغناء والرقص ، و جمع المال والفردية المطلقة.فلا تطرح أفكار غير أسلوب الحياة الأمريكية السعيدة كما صورتها هذه البرامج . وتجعل المشاهدين يركضون وراء هذا الحلم و يقلدون ما يشاهدون من قصص حب ولبس عاري والأمثلة كثيرة. رب قائل وما الضرر؟
الضرر يكمن في أن هذا التوجيه من قبل هذه القناة مقصود
فلا يخفى علي المشاهد أن من الأساليب التقليدية لتغيير الرأي العام أسلوب التكرار والملاحقة: ولا تحدث الاستجابة العاجلة في الغالب من الجمهور إلا بعد ترسيخ الأفكار والمعتقدات التي تسعى لها الدعاية من خلال هذه البرامج ، ويأتي ذلك من خلال جهد منظم يعتمد التكرار بهدوء حتى تتركز الأفكار في أذهان المستهدفين فيسهل تأثرهم وتتحقق أهداف الدعاية. والحقيقة إن أسلوب التكرار في مخاطبة الجماهير احد الأساليب الشائعة التي تستخدمها الدعاية في كل مكان وزمان , وخاصة حين تتجه المخاطبة إلى إثارة العواطف والمشاعر لا إلى العقل كما في جميع برامج قناة MBC4.وتضخ كثير من الأموال في هذا المجال.فسياسة هذه المؤسسات في الإعلام الثقافي أشد خطرا وأكثر تضليلا , وتسعى من خلالها إلى تلويث الأذهان وقلب الحقائق وصرف الناس إلى توافه الأموركالمهرجانات والاحتفالات والدراما والفنون وبرامجها نسجت بمكرودهاء عظيمين لتكريس مفاهيم الفكر الغربي وقيم الحرية الغربية والترويج لمفاهيم الإباحية والاختلاط تحت دعاوى "الفن والتطور"والانفتاح وانتشار الترفيه الساقط والخلاعة بشكل يتنافى مع أبسط الأسس الثقافية للمجتمع الإسلامي.فالنتيجة أن هذه البرامج تبعد المسلمين عن قضاياهم المصيرية وتجعلهم في غفلة الدنيا يغرقون. والمشكلة تشمل كل الناس حتى غير المسلمين الذي يوجههم الإعلام كما يريد فيجعل منهم لاهثين وراء مجرد حلم فالحياة على أساس الرأسمالية هى حياة سطحية، لم تجلب للإنسانية غير الشقاء، فالمجتمع الأمريكي مجتمع منحط فكريا لا يتمتع بالرقي الذي أراده الله سبحانه وتعالى لعباده في معاملاتهم ولا أسلوب حياتهم، فحقيقة الحياة في الغرب حياة قلق.
تعليق