يخرج كل يوم بسيارته السوداء من نوع ( بي ام دبيلو ) من منطقة سكنه في البقعة فيركن السيارة على جانب الطريق وينتقل الى كرسيه المتحرك المخصص لأعاقات الحركية ليدخل بعد ذلك في طور الحياة الثانية التي يعيشها !.
فهو يمتهن التسول طوال النهار ليعود في المساء الى منزله بعد ان يكون قد حصل على صدقات - هكذا يظن من قدمها من المواطنين- تتراوح من ( 30- 50 ) دينارا يوميا.
في الخمسينيات من عمره، استغل اعاقته الحركية فصار الكرسي المتحرك مصدر دخل حقيقي له ودافعا للأستمرار في التسول الذي جنى من ورائه مالا وفيرا اقتنى منه هذه السيارة الفارهة.
ضبطته أجهزة وزارة التنمية الاجتماعية مؤخرا في احد شوارع منطقة ام اذنية ، ليتضح أنه يمتلك من وراء تسوله سيارة خاصة به وبقالة وثلاثة محلات لبيع الورق الصحي باختلاف اشكاله اضافة الى امتلاكه ( بسطة ) لبيع المواد الخفيفة في منطقة البقعة،ودخله اليومي لا يقل عن الأربعين دينارا من التسول فقط.
هذا المتسول الذي ضبطته الوزارة مرات عديدة وقام الحاكم الاداري بفرض الاقامة الجبرية عليه في منطقة سكنه، لا يقتنع الا بالتسول فما ان تنتهي المدة الزمنية المخصصة للأقامة الجبرية حتى يعود للتسول مستغلا اعاقته رغم وضعه المادي الميسور الحال.
مدير برنامج مكافحة التسول في الوزارة خالد الرواشدة اشار الى ان هذا المتسول يعكس مدى استغلال فئة من المعاقين لاعاقاتهم في التسول واستغلال عطف المواطنين مع هذه الفئة التي لا تحترم اعاقتها وتستغلها بهذه الصورة.
واضاف الرواشدة ان الوزارة تعاملت مع هذا المتسول مرات عديدة وتم فرض الاقامة الجبرية عليه في السابق لمدة ستة شهور الا انه لا يلبث ان يعود للتسول بعد انتهاء المدة الزمنية المخصصة لاقامته.
وبين الرواشدة ان هذا المتسول يعتبر من المتسولين الممتهنين الذين يعتبرون التسول مهنة لا عودة عنها ولا يمكنهم التنازل عنها اضافة الى مقاومته المستمرة للمسؤولين عن تنفيذ حملات مكافحة التسول وضبطهم واصراره على البقاء في كرسيه المتحرك يجول بالشوارع مستغلا اعاقته التي ساعدته في تكوين وضع مادي يغنيه عن الاستمرار في التسول ان رغب بذلك.
تعليق