التعاظم العسكري لحركة حماس في قطاع غزة
(نيسان / ابريل 2008)
تقرير شامل جديد حول موضوع التعاظم العسكري لحركة حماس في قطاع غزة من إعداد مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب في مركز تراث الاستخبارات
ترجمة: المكتب الإعلامي لكتائب القسام
المحتويــات:
• الجزء 1 : وصف البناء العسكري لحماس في قطاع غزة
أولا: المنظومات الدفاعية والهجومية.
ثانيا: مفهوم الدفاع عن قطاع غزة.
ثالثا: الاختلافات بين الأوضاع في قطاع غزة ولبنان.
• الجزء 2 : سيطرة حماس على قطاع غزة
أولا: قيادة حماس في قطاع غزة.
ثانيا: القوام الإجمالي للقوات العسكرية في قطاع غزة
ثالثا: الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام)
رابعا: الأمن الداخلي
خامسا: منظمات إرهابيه أخرى تعمل في قطاع غزة
• الجزء 3 : البنية الأساسية المادية في قطاع غزة:
أولا: البيانات الجغرافية و الديمغرافيه في القطاع.
ثانيا: شبكة تحت الأرض.
• الجزء 4 : تحسين الأسلحة التي تمتلكها حماس وغيرها من المنظمات الارهابيه:
أولا: مصادر الأسلحة.
ثانيا: الصواريخ ومدافع الهاون.
ثالثا: أسلحه مضادة للدبابات.
رابعا: المتفجرات.
خامسا: أسلحه أخرى.
• الجزء 5 : نظم تصنيع وتطوير وتهريب الأسلحة:
أولا: نظم تصنيع و تطوير الأسلحة.
ثانيا: نظم تهريب الأسلحة.
• الجزء 6 : التدريب في قطاع غزة وخارجه (إيران ، سوريا ولبنان)
• الجزء 7 : الدروس التي استفادتها حماس من احدث جولة من التصعيد الإسرائيلي.
نظرة عامة:
1. فك الارتباط الإسرائيلي من قطاع غزة في آب / أغسطس 2005 أنشأ وضعا جديدا أدى إلى تسارع في إنشاء منطقة خاضعة تماما للسيطرة الحمساوية. و سارعت حماس الى استخدام قوتها العسكرية المتزايدة لعمل غزة عاصمة سياسية.
وفازت في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني / يناير 2006 وشكلت الحكومة التالية في آذار / مارس. و في حزيران (يونيو) 2007 نفذت حماس انقلابا في قطاع غزة, وأزاحت قوة حركة فتح والسلطة الفلسطينية العسكرية والسلطة السياسية لها وأقامت كياناً إسلامياً راديكاليا في قطاع غزة, ولقب بـ "حماستان", الكيان الجديد مدعوم من إيران وسوريا ، حيث توجهان الأمور الداخلية والخارجية الخاصة بحماس، وتجري حماس حملة إرهابية ضد إسرائيل, وقامت حماس بتطليق السلطة بقيادة أبو مازن وحركة فتح.
2. منذ فك الارتباط ، وخاصة خلال السنة الماضية ، سارعت حماس لحشد وبناء قواتها العسكرية، وهذا الأمر بالنسبة لحماس محكوم بعدة عوامل:
- الصعوبات العديدة التي واجهتها حماس منذ أن جاءت إلى السلطة، وخصوصا منذ استيلاءها على قطاع غزة : حماس أجبرت على النضال ضد سلسلة من الصعوبات التي تشمل العزلة السياسية ، والحصار الاقتصادي ، وهجمات جيش الدفاع الإسرائيلي، والتخريب الداخلي ، والمنافسة السياسية مع حركة فتح ، والدعاية الحزبية التي تشنها حركة فتح وسلطة أبو مازن ضدها، من كل ما سبق وشعورها بالخطر، شكلت حماس النظم العسكرية - الأمنية التي تضمن حكمها في قطاع غزة وحمايتها من أعدائها الكثر، سواء من الداخل أو الخارج.
- الحاجة إلى إيجاد رد على هجمات جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة إلى جانب الخوف من أن تعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة أو أجزاء منه: سيناريو استيلاء جيش الدفاع الإسرائيلي يعود إلى الظهور على السطح في كل مرة يتصاعد فيها الإرهاب الفلسطيني، وكذلك كلما زاد نشاط جيش الدفاع الاسرائيلى، و يضاف إلى ذلك حاجة حماس المستمرة إلى التعامل مع جيش الدفاع الإسرائيلي وأنشطته المكثفة في قطاع غزة, بما فيها عمليات القتل واستهداف العناصر الارهابيه، والهجمات على القواعد والمنشآت والأنشطة الميدانية على الأرض في شمال وجنوب قطاع غزة.
- نجاح حزب الله والذي تعتبره حماس نموذجاً في توفير ردة فعل مناسبة ضد جيش الدفاع الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية، حيث كان من النتائج التي استفادتها حماس منها إطلاق الصواريخ المستمر على سديروت والنقب الغربي و أوضح هذا الإطلاق المستمر ان الصواريخ أصبح لها أهمية إستراتيجية، وبينت الدروس المستفادة من حرب لبنان الثانية أهمية وجود قوة عسكرية قوية يمكنها الصمود والبقاء لحماية حماس في قطاع غزة ، على غرار القوة العسكرية التي أنشأها حزب الله في جنوب لبنان.
3. مع كل ما ذكر أعلاه، حماس تتقدم في بناء قواتها العسكرية على أساسين رئيسيين : نظام الأمن الداخلي ممثلا بالقوة التنفيذية والتي كانت الذراع الأمنية لحماس للسيطرة على قطاع غزة؛ والمحور الثاني هو منظومة عسكرية – إرهابية "عز الدين القسام", و تعمل على التخطيط و شن هجمات ضد إسرائيل و الدفاع عن قطاع غزة من الداخل، ومع ذلك فإن عمل نظام الأمن الداخلي يصب في برنامج كتائب عز الدين في دفاعه ضد الجيش الإسرائيلي.
4. البناء العسكري لحماس يشمل:
- زيادة حجم قواتها ، وهو اليوم وهي تقدر بـ (20.000) عنصر, تابعين بشكل مباشر لحماس أو من الذين يمكن أن يخرجوا في حالات الطوارئ.
- إعادة تنظيم قواتها في تشكيلات شبه عسكرية.
- القيام بعمليات تدريب على نطاق واسع سواء داخل أو خارج قطاع.
- توريد الأسلحة المتطورة، ولا سيما تحسين الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى عسقلان وما بعدها, والأسلحة المتقدمة المضادة للدبابات كالتي يستخدمها حزب الله (ساجر وكونكرس).
- تحسين القيادة والسيطرة على القوات المنتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة.
- تمهيد الطريق من أجل الدفاع عن القطاع، و إقامة شبكة أنفاق تحت الأرض من اجل القتال و القدرة على التمويه والاختفاء في جميع أنحاء القطاع غزة.
- زيادة فعالية العبوات (مثل الشواظ) ووضعها بالقرب من الطرق والقرب من مواقع مختلفة يتوقع أن يدور فيها القتال ضد جيش الدفاع الإسرائيلي.
5. البناء العسكري حماس هو في ذروته واكتمال قوة التصنيع في حماس في تقديرنا سيستغرق عدة سنوات. ومع ذلك ، فإن بعض مكوناته مهياه, بحيث أنها تشكل تهديد حقيقي على جيش الدفاع الإسرائيلي وعلى السكان المدنيين الإسرائيليين في النقب الغربي. وتشمل التهديدات قدرات محسنه لتنفيذ هجمات إرهابيه معقدة مثل عملية اختطاف جنود و مدنيين ؛ و زيادة في نطاق المراقبة، والدقة، و قوة إطلاق صواريخ إلى داخل إسرائيل, وزيادة خطر الاسلحه المضادة للدبابات على المصفحات التابعة جيش الدفاع الإسرائيلي, وتحسين قدرات مقاتلي حماس بشن معظم الهجمات من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة.
6. البناء العسكري للحركة تم تحت قيادة حماس المتمركزة في دمشق معتمدة على إيران وسوريا وعلى أموال الدعم التي تأتي من إيران، والعالم العربي والإسلامي، وحتى من الغرب، ويتجلى والدعم الإيراني والسوري للبناء العسكري لحماس في نقل النظرية والخبرة التقنية، وامدادها بالأسلحة والمعدات, وتوفير التدريب اللازم لعناصرها حيث يتم تهريب الأسلحة والنقود إلى داخل قطاع غزة من خلال شبكة واسعة من الأنفاق (عن طريق معبر رفح) ، مستغلين العجز وعدم الكفاءة لقوات الأمن المصرية ، التي تتجنب اتخاذ التدابير الأمنية الفاعلة لقطع شريان الحياة عن حماس وغيرها من المنظمات الارهابيه في داخل أراضيها.
الجزء الأول: وصف قوة البناء العسكري لحماس في قطاع غزة
أولا: المنظومات الدفاعية والهجومية:
1. تتألف بنية حماس العسكرية من المنظومات الدفاعية والهجومية التي تلبي عدد من الاحتياجات الأساسية للحركة :
- أعمال حماس الجهادية ضد إسرائيل, والتي أصبحت بارزة منذ فك الارتباط من آب / أغسطس 2005، عن طريق تكثيف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون أكثر مما كانت عليه في الماضي تجاه النقب الغربي و المراكز السكانية (أحد الدروس المستفادة من حزب الله في لبنان)، وفي الوقت نفسه, حاولت حماس و نجحت في تنفيذ عدد من الهجمات باستخدام أنواع أخرى من أساليب المقاومة، مثل الهجمات الانتحارية وعمليات الاختطاف (على سبيل المثال جلعاد شاليط)، والعمليات بالأسلحة الخفيفة و المضادة للدبابات، وزرع العبوات.
- مواكبة نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة ، خصوصا منذ تكثيف نشاطه على طول الحدود لمنع إطلاق الصواريخ، ومنع محاولات اختطاف جنود, ولمنع إنشاء شبكات استخبارات تابعة لحماس، يقتصر القتال بين حماس والجيش الإسرائيلي على منطقة جغرافيه محددة ومحدودة في الوقت (مثل عملية الشتاء الساخن)، لذلك وضعت حماس في الاعتبار تعزيز بناء قواتها العسكرية.
- التعامل مع التهديدات الداخلية في قطاع غزة مثل التهديدات التي تأتي من أنصار أبو مازن وحركة فتح وغيرها من المجموعات، مثل العشائر المحلية وارتباطها بالجهاد العالمي ، والتي هي غير مستعدة لقبول حماس في السلطة، ولقد انخفض قوام هذه المعارضة خلال العام الماضي ولكنها لا تزال تشكل عقبة أمام رغبة حماس لاستكمال سيادتها على قطاع غزة، وفي الوقت ذاته ، فان حكومة حماس تتقدم في الرد على تنامي الجريمة التي خلفتها سلطة ابو مازن في قطاع غزة.
2. ترتيب القدرات العسكرية لحماس ضد إسرائيل ، سواء على نحو هجومي أو دفاعي لكتائب عز الدين القسام, ومحاولة البناء السريع لهذه القوة لتحويلها إلى قوة شبه عسكرية, وذلك لشن هجمات إستراتيجية ضد إسرائيل.
3. الفرق بين الاثنين ليس كبير, خلال التصعيد مع إسرائيل: قوى الأمن الداخلي من المفترض أن تنضم إلى كتائب القسام للقتال ضد جيش الدفاع الإسرائيلي في حالات الطورايء، حتى لو كان ذلك على حساب إضعاف قدراتها على التعامل مع ضرورات الأمن الداخلي، في الواقع ، يبدو أن العديد من عناصر حماس يلعبون الدورين معا في قوى الأمن الداخلي و القسام.
ثانيا: مفهوم الدفاع عن قطاع غزة:
4. تصور حماس للدفاع عن قطاع غزة يأتي تحت إدراكها للتفوق العسكري والتفوق التكنولوجي في الرد على جيش الدفاع الإسرائيلي، فهي تحاول عمل سبل لمقاومة اللجيش الإسرائيلي من خلال محاولة استخدام الأسلحة المتطورة كالتي استخدمت بنجاح من جانب حزب الله في لبنان (القذائف المضادة للدبابات)؛ عن طريق إيقاع عدد كبير من الإصابات في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي من خلال القتال في المناطق المكتظة بالسكان ومناطق العمران؛ لتحسين تكتيكات الإخفاء وللحفاظ على مقاتليها, وفي الوقت ذاته, القيام بهجمات انتحارية ، وشن حملة إعلامية عربية ودولية واسعة لكسب التعاطف مع القضية الفلسطينية ، وفي الوقت ذاته الحد من حرية إسرائيل في تنفيذ هجماتها.
5. وهذا التصور يعكس الفهم النسبي بين قوات حماس ، وقدرات جيش الدفاع الإسرائيلي, فحماس تدرك جيدا أن قدرة جيش الدفاع تفوق قدرتها بكثير ولكل جانب مزايا وعيوب:
- من جهة ، حماس تدرك أن جيش الدفاع الإسرائيلي متفوق عسكريا عددا، وحماية ، وأسلحة ، وقدرات جوية واستخبارات، ونتيجة لذلك، فان حماس تدرك انه سيكون من الصعب عليها إيقاف تقدم قوات الجيش الإسرائيلي.
- ومن ناحية أخرى، إذا بقي جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة لفترة طويلة من الزمن ، فسيكون لحماس فرصة شن حرب عصابات للاستنزاف، وخصوصا في المناطق المكتظة بالسكان و مناطق العمران.
6. حماس وضعت في اعتبارها المفهوم الدفاعي الذي يقضى بعدم استخدام كامل قدراتها العسكرية أثناء المراحل الأولى للقتال ، والحد من الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي في المناطق المفتوحة، وسيكون الهدف هو استنزاف قوات جيش الدفاع الإسرائيلي وقتل اكبر قدر ممكن من الجنود بينما تواصل حماس هجماتها ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية عبر إطلاق صواريخ (وفقا لنموذج حزب الله في حرب لبنان الثانية)، وبهذا يمكن لحماس أن تدعى بأنها هزمت " الجيش الإسرائيلي" بعيد انسحابه من قطاع غزة.
7. لاستنزاف قوات جيش الدفاع الإسرائيلي و قتل اكبر عدد ممكن من الجنود, ستسعى حماس إلى شن حرب شرسة ، وأكثر عنفاً، ومن المتوقع أن تشمل الحرب بالأسلحة الخفيفة من داخل البيوت وأسقفها؛ و فخاخ محفورة في الأرض على مداخل المدن وعلى طول الطرق الرئيسية ؛ باستخدام العبوات، والسيارات المفخخة, وإيفاد الإناث الانتحاريات ؛ و استخدام موسع الاسلحه المضادة للدبابات.
8. أحد تكتيكات حماس هو استخدام انتحاريين كسلاح في حرب العصابات ضد جيش الدفاع الإسرائيلي. جهزت حيث الحركة العشرات من الأحزمة الناسفة لاستخدامها في حالة الاجتياح الواسع, و في الماضي, شهد القتال في قطاع غزة محاولات لاستخدام انتحاريين لمهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي.
ثالثا: الاختلافات بين الأوضاع في قطاع غزة ولبنان:
اكتسب حزب الله قدرا كبيرا من الخبرة على مدار سنوات من القتال ضد الجيش الإسرائيلي في لبنان ، وأصبح الآن نموذجا يحتذى به في إقامة البناء العسكري لحماس والتنظيمات الأخرى العاملة في قطاع غزة. ومع ذلك ، هناك عدد من الاختلافات الأساسية بين الأوضاع في لبنان وقطاع غزة، التي أخذتها حماس بعين الاعتبار:
- التضاريس : قطاع غزة صغير ويصعب القتال فيه، في حين أن لبنان واسع ويمكن العمل فيه بحرية ويمنحهم وقتا أطول لالتقاط الأنفاس؛ ولذلك جنوب لبنان, نواة صلبة من البنية التحتية لحزب الله، فهي جبلية، في حين أن أرض قطاع غزة مسطحة، ومن جهة أخرى يتعرض القطاع لهجمات مستمرة، أما لبنان فلا، وقطاع غزة ذو كثافة سكانية عالية وهذه الكثافة مفيدة لقوة الدفاع عن القطاع، ويصعب لقوات الجيش النظامي العمل فيها.
- الحصول على الدعم الخارجي : حزب الله يتمتع بدعم مكثف من إيران و سوريا وسهولة الحصول على إمدادات من الأسلحة ، التي تمر على مدى طويل وحدود واسعة ومفتوحة بين لبنان وسوريا، وتعتمد حماس أيضا على الدعم الإيراني والسوري, ولكن نقل الأسلحة إلى قطاع غزة اكثر صعوبة بسبب الضغط المصري، لذا وضعت حماس نظاما لتصنيع الأسلحة محلياً، وبجانب ذلك تعتمد على تهريب الأسلحة, في حين أن حزب الله يتلقى جميع الأسلحة التي يحتاجها من إيران وسوريا مباشرة بدون عوائق.
- الدعم من السكان المحليين ومراكز الاتصال مع السلطة : حزب الله حازم ضد المعارضة ومن داخل الحكومة اللبنانية, وهناك طوائف أخرى ضد توجه حزب الله وتشكل عائقا له, أما حماس فقد نجحت في إخضاع فتح وقوات الأمن الفلسطيني التابعة للسلطة بعد انقلابها في حزيران (يونيو) 2007. وذلك يمكن حماس من تسريع بنائها العسكري, بالإضافة إلى أن ذلك يعطيها درجة كبيرة من حرية العمل وتنفيذ قراراتها المستقلة دون سياسة الركوع لمغزى سياسي داخلي, كحزب الله, كما يتوفر الدعم الشعبي الهائل والذي يكاد لا ينتهي لحماس.
الجزء الثاني: سيطرة حماس على قطاع غزة
أولا: قيادة حماس في قطاع غزة:
1. قيادة حماس في قطاع غزة وتشمل المؤسسات والأفراد المسئولين لإدارة الحركة اليومية واتخاذ القرارات الاستراتيجيه، أكثر أعضاء القيادة السياسية لا تلعب أدوار في حكومة حماس، على الرغم من أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بكبار أعضائها (برئاسة إسماعيل هنية).
2. قيادة حماس في قطاع غزة (المكتب السياسي) يدير أربع شعب رئيسية : الجناح العسكري (عز الدين القسام) ، قوات الأمن الداخلية (ممثلة في القوة التنفيذية) ، والحكومة, والبنية التحتية المدنية (الدعوة).
3. ومنذ إنشاء حركة حماس الحكومة في آذار / مارس 2006، فان قيادة حماس خارج قطاع غزة (في دمشق) زاد نفوذها, وأصبحت القيادة في القطاع تدير قرارات هامة بشأن إدارة الأوضاع في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه ، فإن القيادة في دمشق تلعب دورا محوريا في البناء العسكري لحماس لأنه من السهل الحصول على الإمدادات المتاحة من سوريا وإيران وحزب الله.
ثانيا: القوام الإجمالي للقوات العسكرية في قطاع غزة:
4. تعتمد قوة حماس العسكرية بشكل أساسي على كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري الإرهابي للحركة و في تقديرنا ، لديها اكثر من (10.000) مقاتل، ولكن الرقم قد يكون اكبر بكثير لان حماس في عملية تجنيد مكثفة تجريها منذ سيطرتها على قطاع غزة, وخصوصا في حالة الطوارئ مع الجيش الإسرائيلي، وأيضا يوجد لديها عناصر ماهرة عادت من الخارج تعمل على تدريب عناصرها, وكل هذه العناصر يقودها احمد الجعبري.
5. هناك عدد كبير من العاملين في كتائب عزالدين القسام والتنظيمات الأخرى الذين يعملون في قوى الأمن الداخلي, ويصل عددهم إلى (10.000) عنصر، وبذلك يصل عدد كتائب عز الدين القسام و قوى الأمن الداخلي التابعة لحركة حماس إلى حوالي (15.000) عنصر.
6. حوالي 3000-4000 من المنتمين للأمن الداخلي من القوى الارهابيه الفلسطينية العاملة في قطاع غزة وبإضافة هذا العدد إلى قوات حماس, فيصل العدد إلى حوالي (20000) رجل مسلح على درجات متفاوتة من المهارة والاحتراف.
ثالثا: الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام):
7. في السنوات القليلة الماضية، وحماس تبني الجناح العسكري بهيكل هرمي مما يشبه الجيش النظامي, مما يعطي هذه الكتائب القدرة على التحرك بشكل منظم وموحد ( تصنيع، وتهريب الأسلحة ، الخ)، ومع ذلك، فهي ليست تنظيم عسكري كلاسيكي، من خلال استخدامها لمبادئ الحرب غير التقليدية, كالوحدات المقاتلة (فصائل وفرق) ؛ وتركيزها على أسلوب الكر والفر في الهجمات.
8. القسام الجناح العسكري لحماس مقسم إلى عدة قواطع, في كل منطقة لواء, وهي منتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة، كل لواء فيه عدد من الكتائب وكل كتيبة فيها عدد من السرايا، وكل كتيبة يبلغ عدد المجاهدين بها (1000).
9. كتائب تنتشر على النحو التالي :
- لواء القاطع الشمالي ، بقيادة احمد الغندور.
- لواء قاطع مدينة غزة ، وهي حالياً لواءين بقيادة احمد الجعبري.
- لواء القاطع الأوسط ، بقيادة أيمن نوفل (محتجز في الجانب المصري).
- لواء القاطع الجنوبي ، وفيه لواءين (تبعا للظروف الجغرافية) ، واحد في خان يونس ، قيادة محمد السنوار, والآخر في رفح ، بقيادة رائد العطار.
10. مقاتلو القاطع الجنوبي مهرة في إطلاق الهاون والصواريخ واستخدام الأسلحة واختطاف الجنود كما حدث في عملية خطف شاليط.
11. لدى حماس الارهابيه سياسة تتسم بعمل خط بين الحكومة وعملها، وعمل التنظيم الذي يعبر عن الوجهة الجهادية لحماس من أجل تحقيق أهدافها التي تسعى لتحقيقها على الأقل في الوقت الحاضر, وتبني حماس قوة عسكرية كجزء من خطة الطوارئ للدفاع عن غزة سواء كان الاجتياح جزئيا أو كليا.
رابعا: الأمن الداخلي
12. وقوى الأمن الداخلي التابعة لحماس يبلغ قوامها (10.000) منهم (6.000) في جهاز الشرطة، وكثير منهم من أعضاء سابقين في القوة التنفيذية.
13. وبالإضافة إلى الشرطة, هناك العديد من الوحدات وهي كالتالي :
- قوة التدخل السريع (وهي النخبة في قوات الشرطة).
- الأمن والحماية ، المسئولة عن حراسة الشخصيات والمؤسسات المهمة.
- الأمن الوطني (400 عنصر).
- الأمن الداخلي (200 عنصر).
- قوات البحرية (200 عنصر).
- الدفاع المدني (400 عنصر).
14. وصف موجز لمختلف القوات والوحدات:
قوة الشرطة (المعروفه سابقا باسم القوة التنفيذية):
15. تم تأسيس القوة التنفيذية في عام 2006, وجاء التأسيس على خلفية رغبة حماس في التفرد بسيطرتها على الأمن بعيدا عن يد أبو مازن بعد الانتخابات, وكانت تمارس المهام الشرطية وتقاتل ضد المناوئين لحماس وكانت أهم أدوات حماس للسيطرة على قطاع غزة, وانتشرت بشكل واسع في القطاع اثناء المواجهات مع فتح في 2007.
16. يبلغ قوامها (6000) من رجال الشرطة، معظمهم من حماس ومعهم بعض من عناصر المنظمات الارهابيه الفلسطينية. وهم مسلحون بكلاشينكوف أو M-16 وقنابل يدوية ومجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للدبابات، وهم يرتدون الزى الرسمي وتدفع رواتبهم من قبل وزارة الداخلية, وعند دمج القوة التنفيذية بالشرطة رفض البعض الانضمام إلى القوة الجديدة, تم وضعهم في قوة التدخل السريع، للعمل جنبا إلى جنب مع الشرطة.
17. بعد دمج القوتين معاً، عين اللواء توفيق جبر مسئولا للشرطة وعين جمال الجراح نائباً له، حيث كان الجراح يعمل قائدا للقوة التنفيذية، وقد ولد جمال في مخيم جباليا للاجئين عام 1965 وبدأ مسيرته عنصرا في جهاز الأمن التابع لحماس في قطاع غزة، وفي عام 1996 اعتقل من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية, وبعد إطلاق سراحه استمر في تخطيط وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل. و في 30 كانون الأول 2003, نجا من محاولة اغتيال.
18. منذ السيطرة على غزة, تعمل القوة التنفيذية على تعزيز نفوذها بين الفلسطيني وفرض الأمن, والقوة موزعة على خمس مناطق جغرافية وهي: الشمال والوسط وغزة و خانيونس ورفح، وعملها الأساسي هو التعامل مع الجرائم ومواجهة المظاهرات, وإرساء الأمن بشكل جيد وتشترك كتائب القسام معها في تنفيذ بعض المهام بشكل منتظم لحفظ الأمن الداخلي.
الشرطة البحرية:
19. قوة الأمن الساحلي، وأنشئت في صيف 2007 اثر إعادة تنظيم للقوة البحرية التابعة للسلطة الفلسطينية، فهي التي تفرض النظام على شواطئ قطاع غزة وتقوم بمهام روتينيه على طول الساحل، ويبلغ عدد عناصرها حوالي (200) شخص.
20. قوة الأمن الساحلي تمتلك أسلحة السلطة السابقة، بما في ذلك أنواع مختلفة من القوارب، ويحمل أعضاؤها أسلحه خفيفة، بالإضافة إلى حفظ النظام على الساحل, شاركت هذه القوات في إطلاق النار على البحرية الإسرائيلية ، ويتوقع اشتباكهم مع الجيش الإسرائيلي إذا دخل قطاع غزة.
جهاز الأمن الداخلي:
21. دائرة الأمن الداخلي أنشأتها حماس في آب / أغسطس 2007، ويبلغ عدد أفرادها حوالي (200) عنصر ويتبعون وزارة الداخلية في غزة, وتحل هذه القوة مكان جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني الذي كان يعمل في قطاع غزة قبل انقلاب حماس, وعمله الأساسي هو جمع معلومات عن العملاء وجمع المعلومات عن الأشخاص المشتبه بقيامهم بأنشطة ضد حماس, وهو المسئول عن استجواب المعتقلين.
الدفاع المدني:
22. هذه القوة هي المسئولة عن الدفاع المدني في كافة أنحاء قطاع غزة، ويبلغ عدد أفرادها نحو 400 عنصر وغالبيتهم يتبعون لكتائب عز الدين القسام، وهي تدير (18) محطة ، منها (14) تحت سيطرة حماس, وتمتلك 25 محرك لإطفاء النار، وأربع مركبات إنقاذ, وستة سيارات إسعاف.
23. وحدات أخرى:
- الأمن والحماية: مسئولة عن حراسة الشخصيات والمؤسسات المهمة.
- الأمن الوطني: بعد تولي حماس السيطرة على قطاع غزة جددت أنشطة الأمن الوطني, وعدد أفراده حوالي (400) عنصر, وتنتشر بصورة رئيسية على طول محور فيلادلفيا، وهي مسئولة بشكل مستمر عن الأمن على طول الحدود مع مصر و مسئولة عن عمليات التهريب، وبعض عناصرها أعضاء سابقين في فتح؛ بينما ينتمي آخرون لحماس.
خامساً: تنظيمات إرهابية أخرى عاملة في قطاع غزة:
24. النظام الدفاعي والهجومي العسكري لحماس قائم على عناصر عز الدين القسام وعناصر قوات الأمن الداخلي في الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، هناك منظمات إرهابية أخرى عاملة في قطاع غزة تضم حوالي 3000-4000 عنصر، ومعظم هذه التنظيمات التي تعمل وفق أجندة قريبة من حماس وهو ما تعتبره حماس أمراً هاماً، والعملية اللافتة للانتباه هي العملية التي نفذتها حماس بمشاركة لجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام.
25. ولقد استغلت حماس سيطرتها على القطاع وقوتها العسكرية للتحكم في التنظيمات الإرهابية الأخرى وكان ذلك بشكل أساسي عن طريق دعمها، وذلك لسببين رئيسيين: هذا يمكن حماس من التعمية عن مسئوليتها عن العمليات ضد اسرائيل وبذلك يخفف الأذى الذي قد يلحق بعناصرها، وإلى جانب هذا الأمر الروتيني, فإن حماس تستطيع أن تستعين بهذه القوة البشرية الإضافية في قتالها ضد جيش الدفاع الإسرائيلي، وتسعى حماس إلى جعلهم تحت سلطتها في وقت الأزمات وإلى استخدام (غرفة العمليات المشتركة) لتوجيههم.
26. التنظيمات الإرهابية الفلسطينية الأصغر العاملة في قطاع غزة هي كالتالي:
حركة الجهاد الإسلامي
27. المنظمة الإرهابية الأكثر أهمية بعد حماس في قطاع غزة، ولديها 1000 عنصر مقسمين إلى مجموعات، وتتركز معظم نشاطاتها حول مدينة غزة ورفح ولكنها تعمل في كل مناطق القطاع.
28. تعتبر حركة الجهاد الإسلامي الإرهاب الوسيلة الرئيسية لتحقيق أهدافها، وهي على خلاف حماس ليس لها مسئوليات حكومية، وبسبب الظروف السائدة تعتبر الحركة التنظيم الإرهابي الأكثر نشاطاً في مهاجمة إسرائيل، قيادتها متمركزة في سوريا وتقوم إيران بتوجيه الحركة ودعم أنشطتها مالياً، وتستلهم نشاطاتها من حزب الله، وبنيتها التحتية المدنية "الدعوة" محدودة وغالباً ما تدعم أنشطتها الإرهابية.
29. وعلى خلاف حماس تركز حركة الجهاد الإسلامي على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل بشكل مستمر وهي لا تركز كثيراً على تعزيز قوتها العسكرية للدفاع عن قطاع غزة، وتتضمن نشاطاتها الروتينية إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون وتنفيذ هجمات إما على طول الحدود بين غزة وإسرائيل أو بالنفاذ إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، إمكانياتها لتنفيذ العمليات عالية نسبياً، ولقد كانت مسئولة عند عدد لا بأس به من العمليات الروتينية التي نفذت في قطاع غزة خصوصاً عمليات إطلاق الصواريخ على الأهداف المدنية الإسرائيلية.
30. بالالتفات إلى سعيها لتعزيز قدراتها العسكرية فإنها تركز على تطوير قدراتها التكنولوجية على إطلاق الصواريخ لاسيما الأكثر مدى، وهدفها من ذلك إطلاق الصواريخ إلى أبعد مدى ممكن داخل الأراضي الإسرائيلية أو إطلاق تلك الصواريخ من أماكن في عمق قطاع غزة (بعيدة عن الحدود) لجعل استهداف جيش الدفاع الإسرائيلي لمنصات الإطلاق صعباً.
لجان المقاومة الشعبية
31. تضم اللجان بضع مئات من المقاتلين بقاعدة قوية تتضمن عدة مجموعات، هذه المنظمة لها فرعان (خطين) رئيسيين وفروع أخرى صغيرة، ذراعها العسكري هو ألوية الناصر صلاح الدين ذو قدرة قتالية عالية وتمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة المختلفة.
32. هجمات لجان المقاومة الشعبية تضمنت إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والهجمات قرب الجدار الحدودي ونفذت اللجان هجمات أوقعت خسائر وعمليات خطف في الجانب الإسرائيلي من الحدود، على سبيل المثال (عملية خطف جلعاد شاليط)، في بعض الأحيان فإن حماس تدفع الألوية لتنفيذ بعض العمليات بالنيابة عنها، بل وأكثر من ذلك فإن العديد من خلايا الألوية في الحقيقة تعمل بتفويض من حماس، تصنع الألوية أسلحتها الخاصة ولكن بدرجة أقل من حماس والجهاد.
مجموعات كتائب شهداء الأقصى (فتح)
33. على الرغم من تولي حماس زمام الأمور في غزة فإن القليل من مجموعات فتح (عدة مئات) واصلت نشاطها في القطاع بموافقة حماس، وتمارس هذه المجموعات معظم أنشطتها في شمال قطاع غزة، ومعظم نشاطاتهم تكون مدعومة مالياً ومن حيث التنفيذ من منظمات إرهابية أخرى (عادة حماس والجهاد).
34. تعمل هذه المجموعات وفقاً لمصالح شخصية ومحلية ولها عدة قادة فهي لا تعمل كتنظيم ذو بناء هرمي، يمتلك نشطاؤها أنواعا مختلفة من الأسلحة بما فيها أسلحة خفيفة، وأسلحة مضادة للدروع وصواريخ محلية الصنع، وتطلق كتائب شهداء الأقصى الصواريخ بشكل روتيني وتقوم بزرع العبوات ويحاول عناصرها التسلل إلى داخل إسرائيل، وفي بعض الأحيان تتعاون مع التنظيمات الأخرى.
جيش الإسلام
35. تأسس جيش الإسلام بزعامة ممتاز دغمش في عام 2006م بعد أن انشق عناصرها عن لجان المقاومة الشعبية، كما يظهر للجمهور فإن أيديولوجيتها مشابهة لما تنتهجه منظمة الجهاد العالمية، ولكنها عملياً تحتفظ بشخصيتها الفلسطينية وتركز على أنواع مألوفة من النشاطات الإرهابية ضد إسرائيل، ولقد عرفت لأول مرة عندما اشتركت مع حماس ولجان المقاومة الشعبية في خطف جلعاد شاليط في يونيو 2006م.
36. معظم عناصرها هم من عائلة دغمش، وهي عائلة كبيرة في غزة أفرادها منضوين في حركة فتح والعديد منهم متورطين في نشاطات إجرامية مثل تعاطي المخدرات والسرقة والاغتصاب، ولقد قام عناصر هذه المنظمة على مدار سنوات ماضية بتنفيذ عدد من الهجمات (الداخلية) بما فيها مقتل موسى عرفات، وهجمات تفجيرية واختطاف عدد من الأجانب في داخل قطاع غزة، ولقد عادت المنظمة لمهاجمة إسرائيل منذ انقلاب حماس وهذا على ما يبدو تماشياً مع الواقع الجديد في قطاع غزة ولأن ذلك من مصلحة حماس في منع الفوضى.
الجزء الثالث: البنية التحتية لقطاع غزة
أولاً: البيانات الجغرافية والديموغرافية في قطاع غزة:
1. تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كم2 وهي من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ويبلغ تعداد سكانها مليون وأربعمائة ألف نسمة، 65.5% منهم لاجئين، 960.000 من السكان (73%) يقطنون في مناطق متمدنة واسعة، ويبلغ معدل الزيادة الطبيعية في عدد السكان 3.8% سنوياً بمعدل ستة أطفال لكل امرأة متزوجة، نسبة الأطفال تحت 15 عاماً هي 48.8% ويقع تحت خط الفقر 70% من سكان القطاع.
2. الوضع الاقتصادي في القطاع صعب للغاية خصوصاً منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000م، وتفاقمت الأزمة عقب عزل قطاع غزة والحصار الاقتصادي والسياسي الذي فرضه المجتمع الدولي على حكومة حماس والكيان الاسلامي المتطرف في القطاع، ومنذ ذلك الحين يعتمد سكان قطاع غزة على المساعدات الخارجية والدعم من المؤسسات الإسلامية ومنظمات الإغاثة العالمية والمساعدات المالية التي تزود بها إيران حكومة حماس، وتصل المساعدات للقطاع عبر المعابر الحدودية مع إسرائيل ومعبر رفح مع مصر الذي يعتبر الشريان الرئيسي للغزيين.
3. ينتشر الجناح العسكري لحماس على طول القطاع، ويقسم انتشارهم وأهميتهم بالنسبة لحماس والمنظمات الإرهابية الأخرى كالتالي:
• قاطع مدينة غزة: عاصمة قطاع غزة وهي المركز الرئيسي، وهي منطقة مكتظة بالسكان 450.000 نسمة، وموقع مركز حكومة حماس العسكري، ويقطن قادة حماس في مدينة غزة، وتقع هناك المراكز الحكومية والتنفيذية والتنظيمية.
• القاطع الشمالي: في معظمه زراعي، وتعتبر المناطق الشمالية الشرقية من غزة (خصوصاً بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة) المناطق الأهم لشن الهجمات الصاروخية باتجاه سديروت وعسقلان والمراكز السكنية النقب الغربي، وتعتبر منطقة جباليا العصب الرئيسي للمنظمة الإرهابية (حماس) وتعطي القاطع الشمالي عمقاً أكبر لإطلاق الصواريخ.
• قاطع المعسكرات الوسطى: ويبلغ تعداد سكانها 200.000 وتعتبر الساحة الخلفية لمدينة غزة، وبها أربع معسكرات رئيسية ومدينة دير البلح وعدد قليل من الأراضي الزراعية، ومهام القاطع أنه الداعم اللوجيستي الخلفي لغزة وكذلك البنية التحتية للعمليات المحلية التي تحمي القاطع وتنطلق منها بعض العمليات.
• القاطع الجنوبي: تعداد سكانه 250.000 نسمة ويقسم إلى ثلاث مناطق هي خانيونس ورفح وعلى طول الساحل منطقة المواصي وأنقاض مجمع غوش قطيف الاستيطاني، ويعتبر القاطع الجنوبي المسلك الحصري الذي يربط القطاع بالخارج وعلى طوله تمر الأسلحة والمال والنشطاء الإرهابيين، وعبر هذه المنطقة يغادر النشطاء الإرهابيون قطاع غزة للتسلل إلى داخل إسرائيل عبر الحدود المصرية الإسرائيلية في سيناء، أو للتدرب في إيران وسوريا.
ثانياً: شبكة تحت الأرض
(نيسان / ابريل 2008)
تقرير شامل جديد حول موضوع التعاظم العسكري لحركة حماس في قطاع غزة من إعداد مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب في مركز تراث الاستخبارات
ترجمة: المكتب الإعلامي لكتائب القسام
المحتويــات:
• الجزء 1 : وصف البناء العسكري لحماس في قطاع غزة
أولا: المنظومات الدفاعية والهجومية.
ثانيا: مفهوم الدفاع عن قطاع غزة.
ثالثا: الاختلافات بين الأوضاع في قطاع غزة ولبنان.
• الجزء 2 : سيطرة حماس على قطاع غزة
أولا: قيادة حماس في قطاع غزة.
ثانيا: القوام الإجمالي للقوات العسكرية في قطاع غزة
ثالثا: الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام)
رابعا: الأمن الداخلي
خامسا: منظمات إرهابيه أخرى تعمل في قطاع غزة
• الجزء 3 : البنية الأساسية المادية في قطاع غزة:
أولا: البيانات الجغرافية و الديمغرافيه في القطاع.
ثانيا: شبكة تحت الأرض.
• الجزء 4 : تحسين الأسلحة التي تمتلكها حماس وغيرها من المنظمات الارهابيه:
أولا: مصادر الأسلحة.
ثانيا: الصواريخ ومدافع الهاون.
ثالثا: أسلحه مضادة للدبابات.
رابعا: المتفجرات.
خامسا: أسلحه أخرى.
• الجزء 5 : نظم تصنيع وتطوير وتهريب الأسلحة:
أولا: نظم تصنيع و تطوير الأسلحة.
ثانيا: نظم تهريب الأسلحة.
• الجزء 6 : التدريب في قطاع غزة وخارجه (إيران ، سوريا ولبنان)
• الجزء 7 : الدروس التي استفادتها حماس من احدث جولة من التصعيد الإسرائيلي.
نظرة عامة:
1. فك الارتباط الإسرائيلي من قطاع غزة في آب / أغسطس 2005 أنشأ وضعا جديدا أدى إلى تسارع في إنشاء منطقة خاضعة تماما للسيطرة الحمساوية. و سارعت حماس الى استخدام قوتها العسكرية المتزايدة لعمل غزة عاصمة سياسية.
وفازت في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في كانون الثاني / يناير 2006 وشكلت الحكومة التالية في آذار / مارس. و في حزيران (يونيو) 2007 نفذت حماس انقلابا في قطاع غزة, وأزاحت قوة حركة فتح والسلطة الفلسطينية العسكرية والسلطة السياسية لها وأقامت كياناً إسلامياً راديكاليا في قطاع غزة, ولقب بـ "حماستان", الكيان الجديد مدعوم من إيران وسوريا ، حيث توجهان الأمور الداخلية والخارجية الخاصة بحماس، وتجري حماس حملة إرهابية ضد إسرائيل, وقامت حماس بتطليق السلطة بقيادة أبو مازن وحركة فتح.
2. منذ فك الارتباط ، وخاصة خلال السنة الماضية ، سارعت حماس لحشد وبناء قواتها العسكرية، وهذا الأمر بالنسبة لحماس محكوم بعدة عوامل:
- الصعوبات العديدة التي واجهتها حماس منذ أن جاءت إلى السلطة، وخصوصا منذ استيلاءها على قطاع غزة : حماس أجبرت على النضال ضد سلسلة من الصعوبات التي تشمل العزلة السياسية ، والحصار الاقتصادي ، وهجمات جيش الدفاع الإسرائيلي، والتخريب الداخلي ، والمنافسة السياسية مع حركة فتح ، والدعاية الحزبية التي تشنها حركة فتح وسلطة أبو مازن ضدها، من كل ما سبق وشعورها بالخطر، شكلت حماس النظم العسكرية - الأمنية التي تضمن حكمها في قطاع غزة وحمايتها من أعدائها الكثر، سواء من الداخل أو الخارج.
- الحاجة إلى إيجاد رد على هجمات جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة إلى جانب الخوف من أن تعيد إسرائيل احتلال قطاع غزة أو أجزاء منه: سيناريو استيلاء جيش الدفاع الإسرائيلي يعود إلى الظهور على السطح في كل مرة يتصاعد فيها الإرهاب الفلسطيني، وكذلك كلما زاد نشاط جيش الدفاع الاسرائيلى، و يضاف إلى ذلك حاجة حماس المستمرة إلى التعامل مع جيش الدفاع الإسرائيلي وأنشطته المكثفة في قطاع غزة, بما فيها عمليات القتل واستهداف العناصر الارهابيه، والهجمات على القواعد والمنشآت والأنشطة الميدانية على الأرض في شمال وجنوب قطاع غزة.
- نجاح حزب الله والذي تعتبره حماس نموذجاً في توفير ردة فعل مناسبة ضد جيش الدفاع الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية، حيث كان من النتائج التي استفادتها حماس منها إطلاق الصواريخ المستمر على سديروت والنقب الغربي و أوضح هذا الإطلاق المستمر ان الصواريخ أصبح لها أهمية إستراتيجية، وبينت الدروس المستفادة من حرب لبنان الثانية أهمية وجود قوة عسكرية قوية يمكنها الصمود والبقاء لحماية حماس في قطاع غزة ، على غرار القوة العسكرية التي أنشأها حزب الله في جنوب لبنان.
3. مع كل ما ذكر أعلاه، حماس تتقدم في بناء قواتها العسكرية على أساسين رئيسيين : نظام الأمن الداخلي ممثلا بالقوة التنفيذية والتي كانت الذراع الأمنية لحماس للسيطرة على قطاع غزة؛ والمحور الثاني هو منظومة عسكرية – إرهابية "عز الدين القسام", و تعمل على التخطيط و شن هجمات ضد إسرائيل و الدفاع عن قطاع غزة من الداخل، ومع ذلك فإن عمل نظام الأمن الداخلي يصب في برنامج كتائب عز الدين في دفاعه ضد الجيش الإسرائيلي.
4. البناء العسكري لحماس يشمل:
- زيادة حجم قواتها ، وهو اليوم وهي تقدر بـ (20.000) عنصر, تابعين بشكل مباشر لحماس أو من الذين يمكن أن يخرجوا في حالات الطوارئ.
- إعادة تنظيم قواتها في تشكيلات شبه عسكرية.
- القيام بعمليات تدريب على نطاق واسع سواء داخل أو خارج قطاع.
- توريد الأسلحة المتطورة، ولا سيما تحسين الصواريخ التي يمكن أن تصل إلى عسقلان وما بعدها, والأسلحة المتقدمة المضادة للدبابات كالتي يستخدمها حزب الله (ساجر وكونكرس).
- تحسين القيادة والسيطرة على القوات المنتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة.
- تمهيد الطريق من أجل الدفاع عن القطاع، و إقامة شبكة أنفاق تحت الأرض من اجل القتال و القدرة على التمويه والاختفاء في جميع أنحاء القطاع غزة.
- زيادة فعالية العبوات (مثل الشواظ) ووضعها بالقرب من الطرق والقرب من مواقع مختلفة يتوقع أن يدور فيها القتال ضد جيش الدفاع الإسرائيلي.
5. البناء العسكري حماس هو في ذروته واكتمال قوة التصنيع في حماس في تقديرنا سيستغرق عدة سنوات. ومع ذلك ، فإن بعض مكوناته مهياه, بحيث أنها تشكل تهديد حقيقي على جيش الدفاع الإسرائيلي وعلى السكان المدنيين الإسرائيليين في النقب الغربي. وتشمل التهديدات قدرات محسنه لتنفيذ هجمات إرهابيه معقدة مثل عملية اختطاف جنود و مدنيين ؛ و زيادة في نطاق المراقبة، والدقة، و قوة إطلاق صواريخ إلى داخل إسرائيل, وزيادة خطر الاسلحه المضادة للدبابات على المصفحات التابعة جيش الدفاع الإسرائيلي, وتحسين قدرات مقاتلي حماس بشن معظم الهجمات من المناطق المكتظة بالسكان في قطاع غزة.
6. البناء العسكري للحركة تم تحت قيادة حماس المتمركزة في دمشق معتمدة على إيران وسوريا وعلى أموال الدعم التي تأتي من إيران، والعالم العربي والإسلامي، وحتى من الغرب، ويتجلى والدعم الإيراني والسوري للبناء العسكري لحماس في نقل النظرية والخبرة التقنية، وامدادها بالأسلحة والمعدات, وتوفير التدريب اللازم لعناصرها حيث يتم تهريب الأسلحة والنقود إلى داخل قطاع غزة من خلال شبكة واسعة من الأنفاق (عن طريق معبر رفح) ، مستغلين العجز وعدم الكفاءة لقوات الأمن المصرية ، التي تتجنب اتخاذ التدابير الأمنية الفاعلة لقطع شريان الحياة عن حماس وغيرها من المنظمات الارهابيه في داخل أراضيها.
الجزء الأول: وصف قوة البناء العسكري لحماس في قطاع غزة
أولا: المنظومات الدفاعية والهجومية:
1. تتألف بنية حماس العسكرية من المنظومات الدفاعية والهجومية التي تلبي عدد من الاحتياجات الأساسية للحركة :
- أعمال حماس الجهادية ضد إسرائيل, والتي أصبحت بارزة منذ فك الارتباط من آب / أغسطس 2005، عن طريق تكثيف إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون أكثر مما كانت عليه في الماضي تجاه النقب الغربي و المراكز السكانية (أحد الدروس المستفادة من حزب الله في لبنان)، وفي الوقت نفسه, حاولت حماس و نجحت في تنفيذ عدد من الهجمات باستخدام أنواع أخرى من أساليب المقاومة، مثل الهجمات الانتحارية وعمليات الاختطاف (على سبيل المثال جلعاد شاليط)، والعمليات بالأسلحة الخفيفة و المضادة للدبابات، وزرع العبوات.
- مواكبة نشاط جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة ، خصوصا منذ تكثيف نشاطه على طول الحدود لمنع إطلاق الصواريخ، ومنع محاولات اختطاف جنود, ولمنع إنشاء شبكات استخبارات تابعة لحماس، يقتصر القتال بين حماس والجيش الإسرائيلي على منطقة جغرافيه محددة ومحدودة في الوقت (مثل عملية الشتاء الساخن)، لذلك وضعت حماس في الاعتبار تعزيز بناء قواتها العسكرية.
- التعامل مع التهديدات الداخلية في قطاع غزة مثل التهديدات التي تأتي من أنصار أبو مازن وحركة فتح وغيرها من المجموعات، مثل العشائر المحلية وارتباطها بالجهاد العالمي ، والتي هي غير مستعدة لقبول حماس في السلطة، ولقد انخفض قوام هذه المعارضة خلال العام الماضي ولكنها لا تزال تشكل عقبة أمام رغبة حماس لاستكمال سيادتها على قطاع غزة، وفي الوقت ذاته ، فان حكومة حماس تتقدم في الرد على تنامي الجريمة التي خلفتها سلطة ابو مازن في قطاع غزة.
2. ترتيب القدرات العسكرية لحماس ضد إسرائيل ، سواء على نحو هجومي أو دفاعي لكتائب عز الدين القسام, ومحاولة البناء السريع لهذه القوة لتحويلها إلى قوة شبه عسكرية, وذلك لشن هجمات إستراتيجية ضد إسرائيل.
3. الفرق بين الاثنين ليس كبير, خلال التصعيد مع إسرائيل: قوى الأمن الداخلي من المفترض أن تنضم إلى كتائب القسام للقتال ضد جيش الدفاع الإسرائيلي في حالات الطورايء، حتى لو كان ذلك على حساب إضعاف قدراتها على التعامل مع ضرورات الأمن الداخلي، في الواقع ، يبدو أن العديد من عناصر حماس يلعبون الدورين معا في قوى الأمن الداخلي و القسام.
ثانيا: مفهوم الدفاع عن قطاع غزة:
4. تصور حماس للدفاع عن قطاع غزة يأتي تحت إدراكها للتفوق العسكري والتفوق التكنولوجي في الرد على جيش الدفاع الإسرائيلي، فهي تحاول عمل سبل لمقاومة اللجيش الإسرائيلي من خلال محاولة استخدام الأسلحة المتطورة كالتي استخدمت بنجاح من جانب حزب الله في لبنان (القذائف المضادة للدبابات)؛ عن طريق إيقاع عدد كبير من الإصابات في صفوف قوات الجيش الإسرائيلي من خلال القتال في المناطق المكتظة بالسكان ومناطق العمران؛ لتحسين تكتيكات الإخفاء وللحفاظ على مقاتليها, وفي الوقت ذاته, القيام بهجمات انتحارية ، وشن حملة إعلامية عربية ودولية واسعة لكسب التعاطف مع القضية الفلسطينية ، وفي الوقت ذاته الحد من حرية إسرائيل في تنفيذ هجماتها.
5. وهذا التصور يعكس الفهم النسبي بين قوات حماس ، وقدرات جيش الدفاع الإسرائيلي, فحماس تدرك جيدا أن قدرة جيش الدفاع تفوق قدرتها بكثير ولكل جانب مزايا وعيوب:
- من جهة ، حماس تدرك أن جيش الدفاع الإسرائيلي متفوق عسكريا عددا، وحماية ، وأسلحة ، وقدرات جوية واستخبارات، ونتيجة لذلك، فان حماس تدرك انه سيكون من الصعب عليها إيقاف تقدم قوات الجيش الإسرائيلي.
- ومن ناحية أخرى، إذا بقي جيش الدفاع الإسرائيلي في قطاع غزة لفترة طويلة من الزمن ، فسيكون لحماس فرصة شن حرب عصابات للاستنزاف، وخصوصا في المناطق المكتظة بالسكان و مناطق العمران.
6. حماس وضعت في اعتبارها المفهوم الدفاعي الذي يقضى بعدم استخدام كامل قدراتها العسكرية أثناء المراحل الأولى للقتال ، والحد من الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي في المناطق المفتوحة، وسيكون الهدف هو استنزاف قوات جيش الدفاع الإسرائيلي وقتل اكبر قدر ممكن من الجنود بينما تواصل حماس هجماتها ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية عبر إطلاق صواريخ (وفقا لنموذج حزب الله في حرب لبنان الثانية)، وبهذا يمكن لحماس أن تدعى بأنها هزمت " الجيش الإسرائيلي" بعيد انسحابه من قطاع غزة.
7. لاستنزاف قوات جيش الدفاع الإسرائيلي و قتل اكبر عدد ممكن من الجنود, ستسعى حماس إلى شن حرب شرسة ، وأكثر عنفاً، ومن المتوقع أن تشمل الحرب بالأسلحة الخفيفة من داخل البيوت وأسقفها؛ و فخاخ محفورة في الأرض على مداخل المدن وعلى طول الطرق الرئيسية ؛ باستخدام العبوات، والسيارات المفخخة, وإيفاد الإناث الانتحاريات ؛ و استخدام موسع الاسلحه المضادة للدبابات.
8. أحد تكتيكات حماس هو استخدام انتحاريين كسلاح في حرب العصابات ضد جيش الدفاع الإسرائيلي. جهزت حيث الحركة العشرات من الأحزمة الناسفة لاستخدامها في حالة الاجتياح الواسع, و في الماضي, شهد القتال في قطاع غزة محاولات لاستخدام انتحاريين لمهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي.
ثالثا: الاختلافات بين الأوضاع في قطاع غزة ولبنان:
اكتسب حزب الله قدرا كبيرا من الخبرة على مدار سنوات من القتال ضد الجيش الإسرائيلي في لبنان ، وأصبح الآن نموذجا يحتذى به في إقامة البناء العسكري لحماس والتنظيمات الأخرى العاملة في قطاع غزة. ومع ذلك ، هناك عدد من الاختلافات الأساسية بين الأوضاع في لبنان وقطاع غزة، التي أخذتها حماس بعين الاعتبار:
- التضاريس : قطاع غزة صغير ويصعب القتال فيه، في حين أن لبنان واسع ويمكن العمل فيه بحرية ويمنحهم وقتا أطول لالتقاط الأنفاس؛ ولذلك جنوب لبنان, نواة صلبة من البنية التحتية لحزب الله، فهي جبلية، في حين أن أرض قطاع غزة مسطحة، ومن جهة أخرى يتعرض القطاع لهجمات مستمرة، أما لبنان فلا، وقطاع غزة ذو كثافة سكانية عالية وهذه الكثافة مفيدة لقوة الدفاع عن القطاع، ويصعب لقوات الجيش النظامي العمل فيها.
- الحصول على الدعم الخارجي : حزب الله يتمتع بدعم مكثف من إيران و سوريا وسهولة الحصول على إمدادات من الأسلحة ، التي تمر على مدى طويل وحدود واسعة ومفتوحة بين لبنان وسوريا، وتعتمد حماس أيضا على الدعم الإيراني والسوري, ولكن نقل الأسلحة إلى قطاع غزة اكثر صعوبة بسبب الضغط المصري، لذا وضعت حماس نظاما لتصنيع الأسلحة محلياً، وبجانب ذلك تعتمد على تهريب الأسلحة, في حين أن حزب الله يتلقى جميع الأسلحة التي يحتاجها من إيران وسوريا مباشرة بدون عوائق.
- الدعم من السكان المحليين ومراكز الاتصال مع السلطة : حزب الله حازم ضد المعارضة ومن داخل الحكومة اللبنانية, وهناك طوائف أخرى ضد توجه حزب الله وتشكل عائقا له, أما حماس فقد نجحت في إخضاع فتح وقوات الأمن الفلسطيني التابعة للسلطة بعد انقلابها في حزيران (يونيو) 2007. وذلك يمكن حماس من تسريع بنائها العسكري, بالإضافة إلى أن ذلك يعطيها درجة كبيرة من حرية العمل وتنفيذ قراراتها المستقلة دون سياسة الركوع لمغزى سياسي داخلي, كحزب الله, كما يتوفر الدعم الشعبي الهائل والذي يكاد لا ينتهي لحماس.
الجزء الثاني: سيطرة حماس على قطاع غزة
أولا: قيادة حماس في قطاع غزة:
1. قيادة حماس في قطاع غزة وتشمل المؤسسات والأفراد المسئولين لإدارة الحركة اليومية واتخاذ القرارات الاستراتيجيه، أكثر أعضاء القيادة السياسية لا تلعب أدوار في حكومة حماس، على الرغم من أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بكبار أعضائها (برئاسة إسماعيل هنية).
2. قيادة حماس في قطاع غزة (المكتب السياسي) يدير أربع شعب رئيسية : الجناح العسكري (عز الدين القسام) ، قوات الأمن الداخلية (ممثلة في القوة التنفيذية) ، والحكومة, والبنية التحتية المدنية (الدعوة).
3. ومنذ إنشاء حركة حماس الحكومة في آذار / مارس 2006، فان قيادة حماس خارج قطاع غزة (في دمشق) زاد نفوذها, وأصبحت القيادة في القطاع تدير قرارات هامة بشأن إدارة الأوضاع في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه ، فإن القيادة في دمشق تلعب دورا محوريا في البناء العسكري لحماس لأنه من السهل الحصول على الإمدادات المتاحة من سوريا وإيران وحزب الله.
ثانيا: القوام الإجمالي للقوات العسكرية في قطاع غزة:
4. تعتمد قوة حماس العسكرية بشكل أساسي على كتائب عز الدين القسام ، الجناح العسكري الإرهابي للحركة و في تقديرنا ، لديها اكثر من (10.000) مقاتل، ولكن الرقم قد يكون اكبر بكثير لان حماس في عملية تجنيد مكثفة تجريها منذ سيطرتها على قطاع غزة, وخصوصا في حالة الطوارئ مع الجيش الإسرائيلي، وأيضا يوجد لديها عناصر ماهرة عادت من الخارج تعمل على تدريب عناصرها, وكل هذه العناصر يقودها احمد الجعبري.
5. هناك عدد كبير من العاملين في كتائب عزالدين القسام والتنظيمات الأخرى الذين يعملون في قوى الأمن الداخلي, ويصل عددهم إلى (10.000) عنصر، وبذلك يصل عدد كتائب عز الدين القسام و قوى الأمن الداخلي التابعة لحركة حماس إلى حوالي (15.000) عنصر.
6. حوالي 3000-4000 من المنتمين للأمن الداخلي من القوى الارهابيه الفلسطينية العاملة في قطاع غزة وبإضافة هذا العدد إلى قوات حماس, فيصل العدد إلى حوالي (20000) رجل مسلح على درجات متفاوتة من المهارة والاحتراف.
ثالثا: الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب عز الدين القسام):
7. في السنوات القليلة الماضية، وحماس تبني الجناح العسكري بهيكل هرمي مما يشبه الجيش النظامي, مما يعطي هذه الكتائب القدرة على التحرك بشكل منظم وموحد ( تصنيع، وتهريب الأسلحة ، الخ)، ومع ذلك، فهي ليست تنظيم عسكري كلاسيكي، من خلال استخدامها لمبادئ الحرب غير التقليدية, كالوحدات المقاتلة (فصائل وفرق) ؛ وتركيزها على أسلوب الكر والفر في الهجمات.
8. القسام الجناح العسكري لحماس مقسم إلى عدة قواطع, في كل منطقة لواء, وهي منتشرة في جميع أنحاء قطاع غزة، كل لواء فيه عدد من الكتائب وكل كتيبة فيها عدد من السرايا، وكل كتيبة يبلغ عدد المجاهدين بها (1000).
9. كتائب تنتشر على النحو التالي :
- لواء القاطع الشمالي ، بقيادة احمد الغندور.
- لواء قاطع مدينة غزة ، وهي حالياً لواءين بقيادة احمد الجعبري.
- لواء القاطع الأوسط ، بقيادة أيمن نوفل (محتجز في الجانب المصري).
- لواء القاطع الجنوبي ، وفيه لواءين (تبعا للظروف الجغرافية) ، واحد في خان يونس ، قيادة محمد السنوار, والآخر في رفح ، بقيادة رائد العطار.
10. مقاتلو القاطع الجنوبي مهرة في إطلاق الهاون والصواريخ واستخدام الأسلحة واختطاف الجنود كما حدث في عملية خطف شاليط.
11. لدى حماس الارهابيه سياسة تتسم بعمل خط بين الحكومة وعملها، وعمل التنظيم الذي يعبر عن الوجهة الجهادية لحماس من أجل تحقيق أهدافها التي تسعى لتحقيقها على الأقل في الوقت الحاضر, وتبني حماس قوة عسكرية كجزء من خطة الطوارئ للدفاع عن غزة سواء كان الاجتياح جزئيا أو كليا.
رابعا: الأمن الداخلي
12. وقوى الأمن الداخلي التابعة لحماس يبلغ قوامها (10.000) منهم (6.000) في جهاز الشرطة، وكثير منهم من أعضاء سابقين في القوة التنفيذية.
13. وبالإضافة إلى الشرطة, هناك العديد من الوحدات وهي كالتالي :
- قوة التدخل السريع (وهي النخبة في قوات الشرطة).
- الأمن والحماية ، المسئولة عن حراسة الشخصيات والمؤسسات المهمة.
- الأمن الوطني (400 عنصر).
- الأمن الداخلي (200 عنصر).
- قوات البحرية (200 عنصر).
- الدفاع المدني (400 عنصر).
14. وصف موجز لمختلف القوات والوحدات:
قوة الشرطة (المعروفه سابقا باسم القوة التنفيذية):
15. تم تأسيس القوة التنفيذية في عام 2006, وجاء التأسيس على خلفية رغبة حماس في التفرد بسيطرتها على الأمن بعيدا عن يد أبو مازن بعد الانتخابات, وكانت تمارس المهام الشرطية وتقاتل ضد المناوئين لحماس وكانت أهم أدوات حماس للسيطرة على قطاع غزة, وانتشرت بشكل واسع في القطاع اثناء المواجهات مع فتح في 2007.
16. يبلغ قوامها (6000) من رجال الشرطة، معظمهم من حماس ومعهم بعض من عناصر المنظمات الارهابيه الفلسطينية. وهم مسلحون بكلاشينكوف أو M-16 وقنابل يدوية ومجموعة متنوعة من الأسلحة المضادة للدبابات، وهم يرتدون الزى الرسمي وتدفع رواتبهم من قبل وزارة الداخلية, وعند دمج القوة التنفيذية بالشرطة رفض البعض الانضمام إلى القوة الجديدة, تم وضعهم في قوة التدخل السريع، للعمل جنبا إلى جنب مع الشرطة.
17. بعد دمج القوتين معاً، عين اللواء توفيق جبر مسئولا للشرطة وعين جمال الجراح نائباً له، حيث كان الجراح يعمل قائدا للقوة التنفيذية، وقد ولد جمال في مخيم جباليا للاجئين عام 1965 وبدأ مسيرته عنصرا في جهاز الأمن التابع لحماس في قطاع غزة، وفي عام 1996 اعتقل من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية, وبعد إطلاق سراحه استمر في تخطيط وتنفيذ هجمات ضد إسرائيل. و في 30 كانون الأول 2003, نجا من محاولة اغتيال.
18. منذ السيطرة على غزة, تعمل القوة التنفيذية على تعزيز نفوذها بين الفلسطيني وفرض الأمن, والقوة موزعة على خمس مناطق جغرافية وهي: الشمال والوسط وغزة و خانيونس ورفح، وعملها الأساسي هو التعامل مع الجرائم ومواجهة المظاهرات, وإرساء الأمن بشكل جيد وتشترك كتائب القسام معها في تنفيذ بعض المهام بشكل منتظم لحفظ الأمن الداخلي.
الشرطة البحرية:
19. قوة الأمن الساحلي، وأنشئت في صيف 2007 اثر إعادة تنظيم للقوة البحرية التابعة للسلطة الفلسطينية، فهي التي تفرض النظام على شواطئ قطاع غزة وتقوم بمهام روتينيه على طول الساحل، ويبلغ عدد عناصرها حوالي (200) شخص.
20. قوة الأمن الساحلي تمتلك أسلحة السلطة السابقة، بما في ذلك أنواع مختلفة من القوارب، ويحمل أعضاؤها أسلحه خفيفة، بالإضافة إلى حفظ النظام على الساحل, شاركت هذه القوات في إطلاق النار على البحرية الإسرائيلية ، ويتوقع اشتباكهم مع الجيش الإسرائيلي إذا دخل قطاع غزة.
جهاز الأمن الداخلي:
21. دائرة الأمن الداخلي أنشأتها حماس في آب / أغسطس 2007، ويبلغ عدد أفرادها حوالي (200) عنصر ويتبعون وزارة الداخلية في غزة, وتحل هذه القوة مكان جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني الذي كان يعمل في قطاع غزة قبل انقلاب حماس, وعمله الأساسي هو جمع معلومات عن العملاء وجمع المعلومات عن الأشخاص المشتبه بقيامهم بأنشطة ضد حماس, وهو المسئول عن استجواب المعتقلين.
الدفاع المدني:
22. هذه القوة هي المسئولة عن الدفاع المدني في كافة أنحاء قطاع غزة، ويبلغ عدد أفرادها نحو 400 عنصر وغالبيتهم يتبعون لكتائب عز الدين القسام، وهي تدير (18) محطة ، منها (14) تحت سيطرة حماس, وتمتلك 25 محرك لإطفاء النار، وأربع مركبات إنقاذ, وستة سيارات إسعاف.
23. وحدات أخرى:
- الأمن والحماية: مسئولة عن حراسة الشخصيات والمؤسسات المهمة.
- الأمن الوطني: بعد تولي حماس السيطرة على قطاع غزة جددت أنشطة الأمن الوطني, وعدد أفراده حوالي (400) عنصر, وتنتشر بصورة رئيسية على طول محور فيلادلفيا، وهي مسئولة بشكل مستمر عن الأمن على طول الحدود مع مصر و مسئولة عن عمليات التهريب، وبعض عناصرها أعضاء سابقين في فتح؛ بينما ينتمي آخرون لحماس.
خامساً: تنظيمات إرهابية أخرى عاملة في قطاع غزة:
24. النظام الدفاعي والهجومي العسكري لحماس قائم على عناصر عز الدين القسام وعناصر قوات الأمن الداخلي في الأجهزة الأمنية التابعة لحماس، هناك منظمات إرهابية أخرى عاملة في قطاع غزة تضم حوالي 3000-4000 عنصر، ومعظم هذه التنظيمات التي تعمل وفق أجندة قريبة من حماس وهو ما تعتبره حماس أمراً هاماً، والعملية اللافتة للانتباه هي العملية التي نفذتها حماس بمشاركة لجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام.
25. ولقد استغلت حماس سيطرتها على القطاع وقوتها العسكرية للتحكم في التنظيمات الإرهابية الأخرى وكان ذلك بشكل أساسي عن طريق دعمها، وذلك لسببين رئيسيين: هذا يمكن حماس من التعمية عن مسئوليتها عن العمليات ضد اسرائيل وبذلك يخفف الأذى الذي قد يلحق بعناصرها، وإلى جانب هذا الأمر الروتيني, فإن حماس تستطيع أن تستعين بهذه القوة البشرية الإضافية في قتالها ضد جيش الدفاع الإسرائيلي، وتسعى حماس إلى جعلهم تحت سلطتها في وقت الأزمات وإلى استخدام (غرفة العمليات المشتركة) لتوجيههم.
26. التنظيمات الإرهابية الفلسطينية الأصغر العاملة في قطاع غزة هي كالتالي:
حركة الجهاد الإسلامي
27. المنظمة الإرهابية الأكثر أهمية بعد حماس في قطاع غزة، ولديها 1000 عنصر مقسمين إلى مجموعات، وتتركز معظم نشاطاتها حول مدينة غزة ورفح ولكنها تعمل في كل مناطق القطاع.
28. تعتبر حركة الجهاد الإسلامي الإرهاب الوسيلة الرئيسية لتحقيق أهدافها، وهي على خلاف حماس ليس لها مسئوليات حكومية، وبسبب الظروف السائدة تعتبر الحركة التنظيم الإرهابي الأكثر نشاطاً في مهاجمة إسرائيل، قيادتها متمركزة في سوريا وتقوم إيران بتوجيه الحركة ودعم أنشطتها مالياً، وتستلهم نشاطاتها من حزب الله، وبنيتها التحتية المدنية "الدعوة" محدودة وغالباً ما تدعم أنشطتها الإرهابية.
29. وعلى خلاف حماس تركز حركة الجهاد الإسلامي على تنفيذ هجمات ضد إسرائيل بشكل مستمر وهي لا تركز كثيراً على تعزيز قوتها العسكرية للدفاع عن قطاع غزة، وتتضمن نشاطاتها الروتينية إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون وتنفيذ هجمات إما على طول الحدود بين غزة وإسرائيل أو بالنفاذ إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، إمكانياتها لتنفيذ العمليات عالية نسبياً، ولقد كانت مسئولة عند عدد لا بأس به من العمليات الروتينية التي نفذت في قطاع غزة خصوصاً عمليات إطلاق الصواريخ على الأهداف المدنية الإسرائيلية.
30. بالالتفات إلى سعيها لتعزيز قدراتها العسكرية فإنها تركز على تطوير قدراتها التكنولوجية على إطلاق الصواريخ لاسيما الأكثر مدى، وهدفها من ذلك إطلاق الصواريخ إلى أبعد مدى ممكن داخل الأراضي الإسرائيلية أو إطلاق تلك الصواريخ من أماكن في عمق قطاع غزة (بعيدة عن الحدود) لجعل استهداف جيش الدفاع الإسرائيلي لمنصات الإطلاق صعباً.
لجان المقاومة الشعبية
31. تضم اللجان بضع مئات من المقاتلين بقاعدة قوية تتضمن عدة مجموعات، هذه المنظمة لها فرعان (خطين) رئيسيين وفروع أخرى صغيرة، ذراعها العسكري هو ألوية الناصر صلاح الدين ذو قدرة قتالية عالية وتمتلك عدداً كبيراً من الأسلحة المختلفة.
32. هجمات لجان المقاومة الشعبية تضمنت إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون والهجمات قرب الجدار الحدودي ونفذت اللجان هجمات أوقعت خسائر وعمليات خطف في الجانب الإسرائيلي من الحدود، على سبيل المثال (عملية خطف جلعاد شاليط)، في بعض الأحيان فإن حماس تدفع الألوية لتنفيذ بعض العمليات بالنيابة عنها، بل وأكثر من ذلك فإن العديد من خلايا الألوية في الحقيقة تعمل بتفويض من حماس، تصنع الألوية أسلحتها الخاصة ولكن بدرجة أقل من حماس والجهاد.
مجموعات كتائب شهداء الأقصى (فتح)
33. على الرغم من تولي حماس زمام الأمور في غزة فإن القليل من مجموعات فتح (عدة مئات) واصلت نشاطها في القطاع بموافقة حماس، وتمارس هذه المجموعات معظم أنشطتها في شمال قطاع غزة، ومعظم نشاطاتهم تكون مدعومة مالياً ومن حيث التنفيذ من منظمات إرهابية أخرى (عادة حماس والجهاد).
34. تعمل هذه المجموعات وفقاً لمصالح شخصية ومحلية ولها عدة قادة فهي لا تعمل كتنظيم ذو بناء هرمي، يمتلك نشطاؤها أنواعا مختلفة من الأسلحة بما فيها أسلحة خفيفة، وأسلحة مضادة للدروع وصواريخ محلية الصنع، وتطلق كتائب شهداء الأقصى الصواريخ بشكل روتيني وتقوم بزرع العبوات ويحاول عناصرها التسلل إلى داخل إسرائيل، وفي بعض الأحيان تتعاون مع التنظيمات الأخرى.
جيش الإسلام
35. تأسس جيش الإسلام بزعامة ممتاز دغمش في عام 2006م بعد أن انشق عناصرها عن لجان المقاومة الشعبية، كما يظهر للجمهور فإن أيديولوجيتها مشابهة لما تنتهجه منظمة الجهاد العالمية، ولكنها عملياً تحتفظ بشخصيتها الفلسطينية وتركز على أنواع مألوفة من النشاطات الإرهابية ضد إسرائيل، ولقد عرفت لأول مرة عندما اشتركت مع حماس ولجان المقاومة الشعبية في خطف جلعاد شاليط في يونيو 2006م.
36. معظم عناصرها هم من عائلة دغمش، وهي عائلة كبيرة في غزة أفرادها منضوين في حركة فتح والعديد منهم متورطين في نشاطات إجرامية مثل تعاطي المخدرات والسرقة والاغتصاب، ولقد قام عناصر هذه المنظمة على مدار سنوات ماضية بتنفيذ عدد من الهجمات (الداخلية) بما فيها مقتل موسى عرفات، وهجمات تفجيرية واختطاف عدد من الأجانب في داخل قطاع غزة، ولقد عادت المنظمة لمهاجمة إسرائيل منذ انقلاب حماس وهذا على ما يبدو تماشياً مع الواقع الجديد في قطاع غزة ولأن ذلك من مصلحة حماس في منع الفوضى.
الجزء الثالث: البنية التحتية لقطاع غزة
أولاً: البيانات الجغرافية والديموغرافية في قطاع غزة:
1. تبلغ مساحة قطاع غزة 365 كم2 وهي من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ويبلغ تعداد سكانها مليون وأربعمائة ألف نسمة، 65.5% منهم لاجئين، 960.000 من السكان (73%) يقطنون في مناطق متمدنة واسعة، ويبلغ معدل الزيادة الطبيعية في عدد السكان 3.8% سنوياً بمعدل ستة أطفال لكل امرأة متزوجة، نسبة الأطفال تحت 15 عاماً هي 48.8% ويقع تحت خط الفقر 70% من سكان القطاع.
2. الوضع الاقتصادي في القطاع صعب للغاية خصوصاً منذ اندلاع الانتفاضة الثانية في سبتمبر 2000م، وتفاقمت الأزمة عقب عزل قطاع غزة والحصار الاقتصادي والسياسي الذي فرضه المجتمع الدولي على حكومة حماس والكيان الاسلامي المتطرف في القطاع، ومنذ ذلك الحين يعتمد سكان قطاع غزة على المساعدات الخارجية والدعم من المؤسسات الإسلامية ومنظمات الإغاثة العالمية والمساعدات المالية التي تزود بها إيران حكومة حماس، وتصل المساعدات للقطاع عبر المعابر الحدودية مع إسرائيل ومعبر رفح مع مصر الذي يعتبر الشريان الرئيسي للغزيين.
3. ينتشر الجناح العسكري لحماس على طول القطاع، ويقسم انتشارهم وأهميتهم بالنسبة لحماس والمنظمات الإرهابية الأخرى كالتالي:
• قاطع مدينة غزة: عاصمة قطاع غزة وهي المركز الرئيسي، وهي منطقة مكتظة بالسكان 450.000 نسمة، وموقع مركز حكومة حماس العسكري، ويقطن قادة حماس في مدينة غزة، وتقع هناك المراكز الحكومية والتنفيذية والتنظيمية.
• القاطع الشمالي: في معظمه زراعي، وتعتبر المناطق الشمالية الشرقية من غزة (خصوصاً بيت حانون وبيت لاهيا والعطاطرة) المناطق الأهم لشن الهجمات الصاروخية باتجاه سديروت وعسقلان والمراكز السكنية النقب الغربي، وتعتبر منطقة جباليا العصب الرئيسي للمنظمة الإرهابية (حماس) وتعطي القاطع الشمالي عمقاً أكبر لإطلاق الصواريخ.
• قاطع المعسكرات الوسطى: ويبلغ تعداد سكانها 200.000 وتعتبر الساحة الخلفية لمدينة غزة، وبها أربع معسكرات رئيسية ومدينة دير البلح وعدد قليل من الأراضي الزراعية، ومهام القاطع أنه الداعم اللوجيستي الخلفي لغزة وكذلك البنية التحتية للعمليات المحلية التي تحمي القاطع وتنطلق منها بعض العمليات.
• القاطع الجنوبي: تعداد سكانه 250.000 نسمة ويقسم إلى ثلاث مناطق هي خانيونس ورفح وعلى طول الساحل منطقة المواصي وأنقاض مجمع غوش قطيف الاستيطاني، ويعتبر القاطع الجنوبي المسلك الحصري الذي يربط القطاع بالخارج وعلى طوله تمر الأسلحة والمال والنشطاء الإرهابيين، وعبر هذه المنطقة يغادر النشطاء الإرهابيون قطاع غزة للتسلل إلى داخل إسرائيل عبر الحدود المصرية الإسرائيلية في سيناء، أو للتدرب في إيران وسوريا.
ثانياً: شبكة تحت الأرض
تعليق