تويت
غزة – وكالة قدس نت للأنباء
عندما يشتد الخناق وتستحكم حلقاته.... يكون أمام المرء خيارين، أولهما الاستسلام لأمر الله سبحانه وتعالي والتذرع والدعاء بالفرج وزوال الكرب، ثانيهما البحث عن السبل البديلة المتاحة والممكنة والمشروعة للخروج من الأزمة، ولكن البعض لهم فلسفة خاصة ووسائل أخرى في ابتكار البدائل الغريبة والشاذة، ألا وهي التحايل علي الواقع، والاستسهال، والنصب، وتبرير ما لا مبرر له تحت شعار " الغاية تبرر الوسيلة ".
في حادثة قد لا تكون غريبة عن بعض المجتمعات التي عايشت هذا النوع من القصص، ولكنها قد تكون الأولى في مجتمعنا الفلسطيني التي تكتشف حسب علمنا..
هذه بالفعل قصة حقيقية حدثت في مجتمعنا بطلها رجلاً في منتصف العقد الرابع من عمره، من جنوب قطاع غزة، حيث أقدم علي التسول بملابس امرأة وغطاء علي الوجه" خمار المرأة "، هذا كان ستاره خوفاً من عيون الناس وكشفه والبوح عنه وفضحه أمام أهله وجيرانه.
مراقبة بالمرصاد...
ترجع وقائع القصة إلي ما يلي....... بدايةً أكد لنا أحد مصادرنا الخاصة بأن (ن.ع) يتنكر بملابس امرأة بقصد التسول ويمد يده لأي شخص يصادفه حتى يجلب أموال علي الرغم أن الحصول على المال بهذه الطريقة البشعة لا يدوم طويلاً.
نعم، بدأت خيوط القصة تنكشف بعد أن سيطر الشك علي أحد جيران (ن.ع)، ولا سيما بعد رؤيته مراراً وتكراراً خارجاً من البيت بملابس امرأة في الصباح الباكر، فهنا الشك تحول إلي يقين بعد أن بدأت الأفكار الغير مريحة تلعب بكل تفكيره، كما راودته العديد من الأسئلة التي بدأت تتزاحم في ذهنه والتي لم يستطع الإجابة عليها، فكان أمام خيار واحد حتى يصل للنتيجة؛ وذلك من خلال مراقبة وتتبع خطواته خطوةً بخطوة لمعرفة ملابسات قصة هذه المرأة المنقَّبة أو بالأرجح الجار المتستر بلباس امرأة، قام أولاً بمعرفة بداية الخيط وهي ترقبها بالمرصاد، هل هذه المرأة تخرج في الصباح فحسب، أم تخرج في الليل أيضاً؟!.
بالفعل خرجت المرأة في وقت الصباح وقام بمراقبتها إلي أين قدميها تأخذها، لكن فجأةً تغير مسار الطريق حيث استقلت سيارة أجرة متجهة إلي مدينة غزة، فهنا الجار تعقدت لديه الأمور بعد أن مسك أول الخيط لكن لم ييأس إنما كانت لديه الإصرار والفضول في معرفة وكشف هوية هذا الشخص.
حتى يصل الجار إلي النهاية ويقطع الشك باليقين قام باستئجار سيارة وانتظر خروج المرأة من البيت ومن ثم مراقبتها بعد صعودها لسيارة متجهة إلى غزة، إلى أن وصلت موقف الساحة بالمدينة ، وتوطنت في إحدى الشوارع الرئيسية لنفس المكان الذي توقفت به السيارة، هنا تصور الجار أن هذه المرأة هي زوجة جاره، لكن سرعان ما تراجع بعد أن وجد طول وعرض المرأة لا تطابق الزوجة، إنما كان مطابقاً للزوج وجاء ذلك بعد ترقبه عن بعد ومن كل الاتجاهات ولفترة طويلة، وأيضاً بعد التأكد من قبله وإحساس لا يخيبه وجده جاره (ن.ع) بكل أسف.
لا تفضحني..!!!
ومن جهتنا تابعنا القصة للوصول إلي الحقيقة التي قادتنا بعد عناء شديد ومحاولات عدة لمعرفة الرجل المتسول والحديث معه، وبعد إلحاح منا مع مصدرنا "جاره" والتي استمرت أكثر من شهر للكشف عن بيته وخاصة بعد الإلمام الكبير من المعلومات عن هذا الرجل، وبالفعل ذهبنا إلي بيته وتم استقبالنا، حيث وجدناه رجلاً في منتصف العقد الرابع، مفعماً بالحيوية والنشاط ويتمتع بصحة جيدة، تظهر عليه علامات الراحة وليس المشقة والتعب.
وبدأنا الحديث معه بطرح الأسئلة عما يفعله، ولماذا؟ وهل بالفعل هو بحاجة إلي المال التي جعلته يتسول هنا وهناك؟ أم ماذا؟، فكانت الإجابة متحدثاً بصوت عادي ليس فيه نبرة من الحزن، حيث قال: " ارحموا عزيز قوم ذل، أنا أب لستة أبناء أكبرهم في الجامعة، وكنت في السابق مقاول عملت في داخل الخط الأخضر ومرتاح مادياً في ذاك الوقت، ولكن الأمور بدأت تفقد توازنها معي منذ ثماني سنوات تقريباً، وكانت لدي فكرة مشروع وفتحته إلا أن انتهى بالفشل وخسرت بعض المال، لكن لم يجتاحني اليأس بل عملت في قطاع البناء إلي جانب أعمال حرة كثيرة ".
بعد موافقة زوجتي!
وتابع حديثه، مضيفاً: " حدث معي موضوع من فترة ( رفض الكشف عنه)، وهذا الموضوع فرض عليَّ الدين بمبلغ كبير، وبعد ذلك خسرت كل ما أملك حتى أسدد الديون علي الأقل التي تقع على كاهلي، لذا ضغطت علي نفسي وعلي أسرتي والأمور لم تسير كما أريد وضاقت الدنيا بوجهي بعد أن توقفت عن العمل نهائياً وخاصة بعد أحداث حزيران والحصار المفروض، وهنا سلكت طريق مختلف لم يفكر فيه أي إنس وهو طريق شيطاني إلي حدٍ ما، وقبل التنفيذ عرضت الفكرة علي زوجتي فرفضتها في بداية الأمر، ولكنها استسلمت لأمر الواقع ووافقت في النهاية ".
وفي نهاية حديثة استحلفنا بالله أن نحفظ سره، قائلاً: " لا تفضحني ولا تكتب اسمي، ولا تحدد المكان الذي أعيش فيه؛ لأن ابنتي علي وجه زواج وهذا الأمر قد يؤثر علي حياتها ومستقبلها من غير أن تشعر، ليس فقط إنما علي ابني أيضاً علي حسب قوله ".
اكتشاف الحقيقة...
بعد خروجنا من بيته ،وبعد مسافة طويلة نوعا ما، التقينا أهالي منطقته وتحدثنا معهم علي أساس نحن من طرف جمعية خيرية نسأل عن الوضع المعيشي والمادي لـ (ن.ع)،لمساعدته مادياً وخاصة أننا علمنا من مصدرنا أن وضعه لا بأس به، ومن باب التأكد أردنا الاستفسار أكثر وتفاجئنا واندهشنا من أن هذا الرجل غريب الأطوار، وجدنا بأن وضع الرجل المتسول علي ما يرام وأفضل بكثير من أسر فلسطينية كثيرة، ووجدنا لديه مصدر دخل ثابت يغطي احتياجات البيت الأساسية.
هناك أشخاص ظروفهم المادية أصعب بكثير من هذا الرجل،بحثوا عن لقمة عيشهم ورزقهم بطريقة شريفة محترمة تصون لهم كرامتهم وإنسانيتهم رأس مالهم الحقيقى0
وآخرون لا يحبذون العناء والشقاء،والعيش بشرف وكرامة،ولجئوا إلى طرق غير مشروعة مثل السرقة وتجارة المخدرات....الخ،وعندما تسألهم لماذا فعلتم ذلك الفعل المشين المبرر دائما جاهزا وأحيانا يحاولوا إقناعك بمبررهم بقطرات مصطنعة "دموع تماسيح".
بأي حال من الأحوال ومهما تعقدت الأمور وتأزم الوضع، ينبغي أن لا نتنازل عن شرف إنسانيتنا وكرامتنا ومن سواهم لا قيمة لنا في هذا الزمن، والاستسهال دائماً نتيجته الوقوع في الممنوع...
عندما يشتد الخناق وتستحكم حلقاته.... يكون أمام المرء خيارين، أولهما الاستسلام لأمر الله سبحانه وتعالي والتذرع والدعاء بالفرج وزوال الكرب، ثانيهما البحث عن السبل البديلة المتاحة والممكنة والمشروعة للخروج من الأزمة، ولكن البعض لهم فلسفة خاصة ووسائل أخرى في ابتكار البدائل الغريبة والشاذة، ألا وهي التحايل علي الواقع، والاستسهال، والنصب، وتبرير ما لا مبرر له تحت شعار " الغاية تبرر الوسيلة ".
في حادثة قد لا تكون غريبة عن بعض المجتمعات التي عايشت هذا النوع من القصص، ولكنها قد تكون الأولى في مجتمعنا الفلسطيني التي تكتشف حسب علمنا..
هذه بالفعل قصة حقيقية حدثت في مجتمعنا بطلها رجلاً في منتصف العقد الرابع من عمره، من جنوب قطاع غزة، حيث أقدم علي التسول بملابس امرأة وغطاء علي الوجه" خمار المرأة "، هذا كان ستاره خوفاً من عيون الناس وكشفه والبوح عنه وفضحه أمام أهله وجيرانه.
مراقبة بالمرصاد...
ترجع وقائع القصة إلي ما يلي....... بدايةً أكد لنا أحد مصادرنا الخاصة بأن (ن.ع) يتنكر بملابس امرأة بقصد التسول ويمد يده لأي شخص يصادفه حتى يجلب أموال علي الرغم أن الحصول على المال بهذه الطريقة البشعة لا يدوم طويلاً.
نعم، بدأت خيوط القصة تنكشف بعد أن سيطر الشك علي أحد جيران (ن.ع)، ولا سيما بعد رؤيته مراراً وتكراراً خارجاً من البيت بملابس امرأة في الصباح الباكر، فهنا الشك تحول إلي يقين بعد أن بدأت الأفكار الغير مريحة تلعب بكل تفكيره، كما راودته العديد من الأسئلة التي بدأت تتزاحم في ذهنه والتي لم يستطع الإجابة عليها، فكان أمام خيار واحد حتى يصل للنتيجة؛ وذلك من خلال مراقبة وتتبع خطواته خطوةً بخطوة لمعرفة ملابسات قصة هذه المرأة المنقَّبة أو بالأرجح الجار المتستر بلباس امرأة، قام أولاً بمعرفة بداية الخيط وهي ترقبها بالمرصاد، هل هذه المرأة تخرج في الصباح فحسب، أم تخرج في الليل أيضاً؟!.
بالفعل خرجت المرأة في وقت الصباح وقام بمراقبتها إلي أين قدميها تأخذها، لكن فجأةً تغير مسار الطريق حيث استقلت سيارة أجرة متجهة إلي مدينة غزة، فهنا الجار تعقدت لديه الأمور بعد أن مسك أول الخيط لكن لم ييأس إنما كانت لديه الإصرار والفضول في معرفة وكشف هوية هذا الشخص.
حتى يصل الجار إلي النهاية ويقطع الشك باليقين قام باستئجار سيارة وانتظر خروج المرأة من البيت ومن ثم مراقبتها بعد صعودها لسيارة متجهة إلى غزة، إلى أن وصلت موقف الساحة بالمدينة ، وتوطنت في إحدى الشوارع الرئيسية لنفس المكان الذي توقفت به السيارة، هنا تصور الجار أن هذه المرأة هي زوجة جاره، لكن سرعان ما تراجع بعد أن وجد طول وعرض المرأة لا تطابق الزوجة، إنما كان مطابقاً للزوج وجاء ذلك بعد ترقبه عن بعد ومن كل الاتجاهات ولفترة طويلة، وأيضاً بعد التأكد من قبله وإحساس لا يخيبه وجده جاره (ن.ع) بكل أسف.
لا تفضحني..!!!
ومن جهتنا تابعنا القصة للوصول إلي الحقيقة التي قادتنا بعد عناء شديد ومحاولات عدة لمعرفة الرجل المتسول والحديث معه، وبعد إلحاح منا مع مصدرنا "جاره" والتي استمرت أكثر من شهر للكشف عن بيته وخاصة بعد الإلمام الكبير من المعلومات عن هذا الرجل، وبالفعل ذهبنا إلي بيته وتم استقبالنا، حيث وجدناه رجلاً في منتصف العقد الرابع، مفعماً بالحيوية والنشاط ويتمتع بصحة جيدة، تظهر عليه علامات الراحة وليس المشقة والتعب.
وبدأنا الحديث معه بطرح الأسئلة عما يفعله، ولماذا؟ وهل بالفعل هو بحاجة إلي المال التي جعلته يتسول هنا وهناك؟ أم ماذا؟، فكانت الإجابة متحدثاً بصوت عادي ليس فيه نبرة من الحزن، حيث قال: " ارحموا عزيز قوم ذل، أنا أب لستة أبناء أكبرهم في الجامعة، وكنت في السابق مقاول عملت في داخل الخط الأخضر ومرتاح مادياً في ذاك الوقت، ولكن الأمور بدأت تفقد توازنها معي منذ ثماني سنوات تقريباً، وكانت لدي فكرة مشروع وفتحته إلا أن انتهى بالفشل وخسرت بعض المال، لكن لم يجتاحني اليأس بل عملت في قطاع البناء إلي جانب أعمال حرة كثيرة ".
بعد موافقة زوجتي!
وتابع حديثه، مضيفاً: " حدث معي موضوع من فترة ( رفض الكشف عنه)، وهذا الموضوع فرض عليَّ الدين بمبلغ كبير، وبعد ذلك خسرت كل ما أملك حتى أسدد الديون علي الأقل التي تقع على كاهلي، لذا ضغطت علي نفسي وعلي أسرتي والأمور لم تسير كما أريد وضاقت الدنيا بوجهي بعد أن توقفت عن العمل نهائياً وخاصة بعد أحداث حزيران والحصار المفروض، وهنا سلكت طريق مختلف لم يفكر فيه أي إنس وهو طريق شيطاني إلي حدٍ ما، وقبل التنفيذ عرضت الفكرة علي زوجتي فرفضتها في بداية الأمر، ولكنها استسلمت لأمر الواقع ووافقت في النهاية ".
وفي نهاية حديثة استحلفنا بالله أن نحفظ سره، قائلاً: " لا تفضحني ولا تكتب اسمي، ولا تحدد المكان الذي أعيش فيه؛ لأن ابنتي علي وجه زواج وهذا الأمر قد يؤثر علي حياتها ومستقبلها من غير أن تشعر، ليس فقط إنما علي ابني أيضاً علي حسب قوله ".
اكتشاف الحقيقة...
بعد خروجنا من بيته ،وبعد مسافة طويلة نوعا ما، التقينا أهالي منطقته وتحدثنا معهم علي أساس نحن من طرف جمعية خيرية نسأل عن الوضع المعيشي والمادي لـ (ن.ع)،لمساعدته مادياً وخاصة أننا علمنا من مصدرنا أن وضعه لا بأس به، ومن باب التأكد أردنا الاستفسار أكثر وتفاجئنا واندهشنا من أن هذا الرجل غريب الأطوار، وجدنا بأن وضع الرجل المتسول علي ما يرام وأفضل بكثير من أسر فلسطينية كثيرة، ووجدنا لديه مصدر دخل ثابت يغطي احتياجات البيت الأساسية.
هناك أشخاص ظروفهم المادية أصعب بكثير من هذا الرجل،بحثوا عن لقمة عيشهم ورزقهم بطريقة شريفة محترمة تصون لهم كرامتهم وإنسانيتهم رأس مالهم الحقيقى0
وآخرون لا يحبذون العناء والشقاء،والعيش بشرف وكرامة،ولجئوا إلى طرق غير مشروعة مثل السرقة وتجارة المخدرات....الخ،وعندما تسألهم لماذا فعلتم ذلك الفعل المشين المبرر دائما جاهزا وأحيانا يحاولوا إقناعك بمبررهم بقطرات مصطنعة "دموع تماسيح".
بأي حال من الأحوال ومهما تعقدت الأمور وتأزم الوضع، ينبغي أن لا نتنازل عن شرف إنسانيتنا وكرامتنا ومن سواهم لا قيمة لنا في هذا الزمن، والاستسهال دائماً نتيجته الوقوع في الممنوع...
تعليق