استعرض كاتب ومحلل سياسي بريطاني كبير الأسباب الحقيقية لانتصار حماس في الانتخابات البرلمانية، والموقف الخاطئ للأسرة الدولية بقيادة أمريكا في التعامل مع الضيف الجديد في الخارطة السياسية، والوعي الشعبي الفلسطيني في التعامل مع حكومته المنتخبة.
ورأى الكاتب البريطاني بيتر ليستر، أن الشعب الفلسطيني كان واعيًا للتحركات الدولية وفهم أن المقصود من حصار حكومته معاقبته على ممارسة حقوقه الديمقراطية، فأدرك أن عجز الحكومة عن تنفيذ التزاماتها يعود للأسرة الدولية وإسرائيل وليس إلى حماس.
وقال الكاتب ليستر في مقال له حمل عنوان "كلهم أخطئوا في التعامل مع حماس": "باختصار لم يغضب الرأي العام الفلسطيني على حماس ولم يحملها مسئولية التسبب في المعاناة التي يعيشها، وأن الكثير من الفلسطينيين ينظرون لحماس الآن على أساس أنها تمثل الكرامة الوطنية لهم".
كيف انتصرت حماس؟
الكاتب البريطاني، يجيب على سؤال كيف انتصرت حماس؟ بقوله: " ظهور حماس على الساحة الفلسطينية وفوزها بالانتخابات البرلمانية لم يأتِ من فراغ؛ فهي ظهرت كلاعب حقيقي على الساحتين الاقتصادية والاجتماعية خلال الانتفاضة الأولى التي بدأت في عام 1987".
ويضيف الكاتب في مقاله "تعود أصول حماس إلى الفرع الفلسطيني المؤسس منذ وقت طويل لحركة الإخوان المسلمين والذي بقي مهمشًا نسبيًّا، إلى أن انخرطت حماس بمقاومة الاحتلال. وكانت الحركة قد عارضت مفاوضات السلام مع إسرائيل في عام 1991، ثم عارضت اتفاقيات أوسلو وكل ما انبثق عنها من اتفاقيات بين إسرائيل والسلطة".
ويتابع "عليه قاطعت الحركة الانتخابات البرلمانية التي نظمت في عام 1996، وبسبب معارضتها تلك اكتسبت حماس 3 مزايا ساهمت في رفع شعبيتها لدى الشارع الفلسطيني، الميزة الأولى والأكثر أهمية هي انخراطها النشط في مقاتلة الاحتلال، في الوقت الذي انشغلت فيه حركة فتح بالتحرك السلمي والمفاوضات، وبالتالي ابتعدت عن مقارعة الاحتلال، وعليه حلَّت حماس محل فتح كقوة تقود المقاومة الوطنية، وساهم الرفض الإسرائيلي في وقف النشاط الاستيطاني اللاشرعي خلال العملية السلمية في تعزيز شعبية حماس".
ويسترسل الكاتب قائلاً "الميزة الثانية تتمثل في فشل العملية السلمية في الوصول للأهداف المعلنة، سواء في إنهاء الاحتلال أو تحسين حياة الفلسطينيين وإقامة المؤسسات التي ستقام عليها الدولة المستقبلية الفلسطينية، واستفادت حماس من الفشل في الحكم في عهود الحكومات الفلسطينية المتعاقبة حتى 2002".
وبين أن تردد إسرائيل في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، جعل الرأي العام الفلسطيني يتوصل إلى قناعة مفادها أن إسرائيل تحاول خداع القيادة الفلسطينية، واستفادت حماس من ذلك فزادت شعبيتها على حساب فتح".
مواقف خاطئة
ويصل بنا الكاتب البريطاني، إلى الفوز الحمساوي في الانتخابات البرلمانية، فيقول: "ردًّا على ذلك النصر الانتخابي، وبدلاً من أن تشكل جميع الأطراف ذات العلاقة داخل وخارج فلسطين سياساتها على أساس حقيقة أن حماس جاءت عبر انتخابات حرة وشرعية، اتخذت تلك الأطراف التي عارضت حماس مواقف مختلفة؛ فحركة فتح رفضت دعوة حماس المبكرة لها بتشكيل حكومة وحدة وطنية على اعتقاد أن محدوديات السلطات التي تتمتع بها السلطة الفلسطينية مضافًا إليها الإجراءات الإسرائيلية القاسية ستساهم في إفشال وإسقاط تلك الحكومة".
ويشير إلى الأسرة الدولية بقيادة أمريكا التي طبقت إستراتيجية مختلفة، فمن خلال فرض مقاطعة سياسية واقتصادية، أملت واشنطن في أن يؤدي ذلك إلى خروج الحكومة من فشل إلى فشل، وبالتالي سقوطها، واتخذت إسرائيل سياسة مشابهة، وقررت منع تحويل أموال الضرائب التي تجمعها لحساب السلطة بموجب اتفاقيات أوسلو، وهي أموال تساهم بحوالي ثلثي العائدات الداخلية التي تمول السلطة.
شعباً واعياً
ولكن الشعب الفلسطيني كان أوعى للتحركات الدولية - حسب الكاتب - ففهم أن هذه الإجراءات قصد منها بالدرجة الأولى معاقبته على ممارسة حقوقه الديمقراطية، وعليه أدرك الفلسطينيون أن عجز الحكومة عن تنفيذ التزاماتها يعود للأسرة الدولية وإسرائيل وليس إلى حماس
ويمضى الكاتب قائلاً "هكذا لم تنجح الولايات المتحدة في تأليب الرأي العام الفلسطيني على حماس، بل إن الكثير من الفلسطينيين ينظرون لحماس الآن على أساس أنها تمثل الكرامة الوطنية لهم، في ظل تشدد واضح من قبلها تجاه إسرائيل، ورفضها تمرير أي تنازل دون مقابل".
ورأى الكاتب البريطاني بيتر ليستر، أن الشعب الفلسطيني كان واعيًا للتحركات الدولية وفهم أن المقصود من حصار حكومته معاقبته على ممارسة حقوقه الديمقراطية، فأدرك أن عجز الحكومة عن تنفيذ التزاماتها يعود للأسرة الدولية وإسرائيل وليس إلى حماس.
وقال الكاتب ليستر في مقال له حمل عنوان "كلهم أخطئوا في التعامل مع حماس": "باختصار لم يغضب الرأي العام الفلسطيني على حماس ولم يحملها مسئولية التسبب في المعاناة التي يعيشها، وأن الكثير من الفلسطينيين ينظرون لحماس الآن على أساس أنها تمثل الكرامة الوطنية لهم".
كيف انتصرت حماس؟
الكاتب البريطاني، يجيب على سؤال كيف انتصرت حماس؟ بقوله: " ظهور حماس على الساحة الفلسطينية وفوزها بالانتخابات البرلمانية لم يأتِ من فراغ؛ فهي ظهرت كلاعب حقيقي على الساحتين الاقتصادية والاجتماعية خلال الانتفاضة الأولى التي بدأت في عام 1987".
ويضيف الكاتب في مقاله "تعود أصول حماس إلى الفرع الفلسطيني المؤسس منذ وقت طويل لحركة الإخوان المسلمين والذي بقي مهمشًا نسبيًّا، إلى أن انخرطت حماس بمقاومة الاحتلال. وكانت الحركة قد عارضت مفاوضات السلام مع إسرائيل في عام 1991، ثم عارضت اتفاقيات أوسلو وكل ما انبثق عنها من اتفاقيات بين إسرائيل والسلطة".
ويتابع "عليه قاطعت الحركة الانتخابات البرلمانية التي نظمت في عام 1996، وبسبب معارضتها تلك اكتسبت حماس 3 مزايا ساهمت في رفع شعبيتها لدى الشارع الفلسطيني، الميزة الأولى والأكثر أهمية هي انخراطها النشط في مقاتلة الاحتلال، في الوقت الذي انشغلت فيه حركة فتح بالتحرك السلمي والمفاوضات، وبالتالي ابتعدت عن مقارعة الاحتلال، وعليه حلَّت حماس محل فتح كقوة تقود المقاومة الوطنية، وساهم الرفض الإسرائيلي في وقف النشاط الاستيطاني اللاشرعي خلال العملية السلمية في تعزيز شعبية حماس".
ويسترسل الكاتب قائلاً "الميزة الثانية تتمثل في فشل العملية السلمية في الوصول للأهداف المعلنة، سواء في إنهاء الاحتلال أو تحسين حياة الفلسطينيين وإقامة المؤسسات التي ستقام عليها الدولة المستقبلية الفلسطينية، واستفادت حماس من الفشل في الحكم في عهود الحكومات الفلسطينية المتعاقبة حتى 2002".
وبين أن تردد إسرائيل في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة، جعل الرأي العام الفلسطيني يتوصل إلى قناعة مفادها أن إسرائيل تحاول خداع القيادة الفلسطينية، واستفادت حماس من ذلك فزادت شعبيتها على حساب فتح".
مواقف خاطئة
ويصل بنا الكاتب البريطاني، إلى الفوز الحمساوي في الانتخابات البرلمانية، فيقول: "ردًّا على ذلك النصر الانتخابي، وبدلاً من أن تشكل جميع الأطراف ذات العلاقة داخل وخارج فلسطين سياساتها على أساس حقيقة أن حماس جاءت عبر انتخابات حرة وشرعية، اتخذت تلك الأطراف التي عارضت حماس مواقف مختلفة؛ فحركة فتح رفضت دعوة حماس المبكرة لها بتشكيل حكومة وحدة وطنية على اعتقاد أن محدوديات السلطات التي تتمتع بها السلطة الفلسطينية مضافًا إليها الإجراءات الإسرائيلية القاسية ستساهم في إفشال وإسقاط تلك الحكومة".
ويشير إلى الأسرة الدولية بقيادة أمريكا التي طبقت إستراتيجية مختلفة، فمن خلال فرض مقاطعة سياسية واقتصادية، أملت واشنطن في أن يؤدي ذلك إلى خروج الحكومة من فشل إلى فشل، وبالتالي سقوطها، واتخذت إسرائيل سياسة مشابهة، وقررت منع تحويل أموال الضرائب التي تجمعها لحساب السلطة بموجب اتفاقيات أوسلو، وهي أموال تساهم بحوالي ثلثي العائدات الداخلية التي تمول السلطة.
شعباً واعياً
ولكن الشعب الفلسطيني كان أوعى للتحركات الدولية - حسب الكاتب - ففهم أن هذه الإجراءات قصد منها بالدرجة الأولى معاقبته على ممارسة حقوقه الديمقراطية، وعليه أدرك الفلسطينيون أن عجز الحكومة عن تنفيذ التزاماتها يعود للأسرة الدولية وإسرائيل وليس إلى حماس
ويمضى الكاتب قائلاً "هكذا لم تنجح الولايات المتحدة في تأليب الرأي العام الفلسطيني على حماس، بل إن الكثير من الفلسطينيين ينظرون لحماس الآن على أساس أنها تمثل الكرامة الوطنية لهم، في ظل تشدد واضح من قبلها تجاه إسرائيل، ورفضها تمرير أي تنازل دون مقابل".
تعليق