إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفلسطينيين على الحدود العراقية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفلسطينيين على الحدود العراقية

    فلسطينيو العراق

    شهادة حية حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين على الحدود العراقية- السورية





    في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي وتحديداً في العاشر منه كتبت وبشكل مطول تحت عنوان "اخوة لكم يستصرخونكم فهل من مجيب" مركزاً الضوء على عملية بشعة كان ولازال أبناء شعبنا في العراق يتعرضون لها بشكل يومي على يد عصابات طائفية مجرمة وجدت في فلسطينيي العراق هدفاً وغاية لتفريغ أحقادها وأمراضها.

    يومها كتبت ووجهت نداء لمن يصنعون القرار ولكل حر شريف وقلت: " أخوة لنا في الدم والمصير يتعرضون للإضطهاد والقهر والتعسف تحت سمع وبصر العالم، ويوجهون النداء تلو النداء لإغاثتهم ولا من مجيب، وكأنهم ليسوا بشر، بل وكأنهم ليسوا من غير البشر، فلو كانت نداءات الإستغاثة لإنقاذ حديقة *****ات، أو حيتان جنحت للشاطيء، أو قرود لا تجد مأوى، لتحرك العالم بمؤسساته وهيئاته، وخصصت البرامج، وانطلقت حملات التبرع والتطوع لإنقاذهم، أما أن يكون المستغيث فلسطيني مستضعف يعاني الأمرين، ويعاقب لذنب لم يقترفه، بأيدي أعتى قوة غاشمة وأتباعها، فهذا أمر لا يستدعي التوقف عنده أو الحديث عنه!

    أخوة وأخوات لنا في العراق الجريح ذنبهم الوحيد أنهم من فلسطين وأنهم عاشوا في العراق لسنوات طوال كان ضمنها مرحلة ما قبل الاحتلال، ليعاقبوا أكثر من مرة مع كل حكم جديد في العراق باعتبارهم الحلقة الأضعف، وها هو الآن التاريخ يعيد نفسه بصورة أبشع وبوجه أقبح، دون أن يحرك أي مسؤول فلسطيني كبير أو صغير ساكناً أو ينبس ببنت شفه، وحتى أصحاب الأقلام الحرة جفت أقلامهم وكأنهم اعتادوا أخبار المهانة فسكتوا عما يجري بدلاً من فضح الممارسات التعسفية بحق أبناء شعبنا، اعتادوها لأنها تتكرر دائماً مع كل مأساة تمر بها أمتنا العربية يدفع ثمنها الفلسطيني دموعاً ودماء".

    استجاب العديد من كتاب وصحفيون واعلاميون، ورصدت ردات فعل متواضعة عن المجلس التشريعي الفلسطيني في حينها وأخرى عن الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وبدأت القضية في التفاعل والظهور للرأي العام، ورصدت شخصياً وخلال خمسة أيام ما كان بمثابة حملة اعلامية مركزة لإبراز تلك المعاناة أذكر منها:

    1) التشريعي يستنكر ممارسات ترتكب ضد أبناء شعبنا الأبرياء في العراق 13/06/2005

    2) السيد فضل الله يفتي بحرمة الاعتداء على فلسطينيي العراق 14/06/2005

    3) روحي فتوح يوجه رسائل عاجلةً لتأمين الحماية اللازمة لأبناء شعبنا في العراق 15/06/2005

    4) الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية – المكتب الاعلامي تعمم التقرير وتطالب بايجاد حل لمشكلة اللاجئين في العراق 15/06/2005

    5) العديد من الصحف والمواقع الاعلامية والأحزاب العربية تنشر التقرير وتبرز معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في العراق

    6) ردود فعل واضحة وغاضبة مما يجري طوال الأسبوع اللاحق وتحديد جلسة للتشريعي يوم 22/06/2005 لمناقشة الأوضاع المأساوية لللاجئين الفلسطينيين في العراق

    لكن وبكل أسف أجهضت تلك المحاولات المبكرة من قبل عزام الأحمد تحديداً والذي كان يشغل منصب سفير فلسطين في العراق ابان عهد الرئيس العراقي صدام حسين، رافضاً تقرير موثق حول أوضاع الفلسطينيين في العراق ومخيم الرويشد على الحدود الأردنية، قدمته لجنة شؤون اللاجئين بالمجلس التشريعي وقرأته النائبة جميلة صيدم رئيسة اللجنة في جلسة التشريعي يوم 22/06/2006.

    في ذلك اليوم وقف عزام الأحمد معترضاً، واحتج من خلال "خبرته" كسفير هناك، ومن خلال اتصالاته مع الحكومة العراقية المنصبة في بغداد، وليجهض كل ما من شأنه رفع المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني، رافضاً كل التقارير ومعتبراً ما يجري حوادث فردية فقال:

    · أن التقرير الذي قدم من لجنة اللاجئين غير دقيق وأن اللاجئين لم يتعرضوا لأي عدوان بشكل مباشر بصفتهم فلسطينيين، وأن هذه الاعتداءات جاءت في ظل العدوان الواقع على الشعب العراقي عموما.

    · أن الحكومة العراقية أكدت وبمذكرة خطية بحوزتي أنها ملتزمة بكافة القوانين التي كانت مطبقة على اللاجئين الفلسطينيين في السابق، باستثناء قضية الحصول على الجنسية

    · ليس من الضرورة إعطاء صورة مأساوية وغير واقعية عن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق، لأن ما حدث لهم عبارة عن أعمال فردية قامت بها فئات هامشية، بهدف تحقيق مصالح شخصية مثل السيطرة على البيوت التي يسكون فيها

    · اعتقلت قوات الاحتلال منذ دخولها إلى العراق 25 فلسطينيا فقط، بينهم ثلاثة طلاب قدموا للدراسة في العراق، تم إطلاق سراح ثمانية منهم، وجاءت هذه الاعتقالات بحجة ارتباطهم بالمقاومة العراقية وليس لأنهم فلسطينيون.

    وبعد نقاش مستفيض لهذا التقرير تقرر تأجيل البت فيه إلى يوم 23 حزيران 2005، على أن يسبق جلسة المجلس اجتماع بين لجنة شؤون اللاجئين والنائب عزام الأحمد لدراسة التقرير المقدم، واتخاذ قرار بخصوص عقد جلسة سرية أو علنية لمناقشة موضوع اللاجئين الفلسطينيين في العراق، ووضع التقرير على الرف وطواه النسيان تماماً كما أراد له عزام الأحمد الذي يمثل اليوم كتلة فتح البرلمانية في المجلس التشريعي.

    المجموعة الأولى

    شجع هذا الموقف المتهاون المتخاذل عصابات الاجرام في العراق على الاستمرار في جرائمها، حتى وصل الحال حداً لا يطاق من تهديد وتهجير واختطاف وقتل، مما فاقم الأوضاع سوءاً واضطرت عائلات كثيرة من اللاجئين الفلسطينيين لترك منازلها والنزوح بحثاً عن ملاذ آمن داخل العراق أو خارجه.

    وللتدليل على حجم المعاناة التي انكر وجودها عزام الأحمد الذي لا أملك تفسيراً لموقفه وموقف قيادته حتى اللحظة، ولا لمواقفهم الأخرى المتتالية، أنقل جانباً من المأساة الموثقة عام 2003 والتي تثبت زيف ادعاء الأحمد وقيادته عام 2005، ومن مصادر الأحمد وقيادة أوسلو، ناهيك عن المنظمات الدولية الأخرى، حيث أنه وتبعاً لمكتب منظمة التحرير الفلسطينية في بغداد، فقد تعرض نحو 344 أسرة فلسطينية في بغداد تضم 1612 فرداً للطرد أو لمغادرة منازلها قسراً بين 9 أبريل/نيسان و7 مايو/أيار 2003. وقامت جمعية الهلال الأحمر العراقية، وغيرها من المنظمات الإنسانية، بتأمين إقامة مؤقتة لكثيرٍ من العائلات في مركزٍ مؤقت في نادي حيفا الرياضي بحي البلديات ببغداد. وكان هذا النادي يوفر في 7 مايو/أيار 2003 إقامةً مؤقتة لحوالي 107 أسر تضم نحو 500 فرداً، وذلك في خيامٍ قدمتها جمعية الهلال الأحمر العراقية ونصبت في ملعب كرة القدم بالنادي. وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني 2003، بلغ عدد الفلسطينيين المشردين المقيمين في نادي حيفا الرياضي حوالي 1500 شخصاً يسكنون في 400 خيمة!

    كان نادي حيفا الرياضي المخيم الأول للعائلات الفلسطينية، وتبعته مخيمات أخرى في الرويشد على الحدود الأردنية، وبعدها في منطقة الرمادي، ومناطق أخرى متفرقة في العراق، وصولاً للحدود السورية التي شهدت تدفق أعداد متزايدة من اللاجئين الفلسطينيين في العراق.

    المجموعة الثانية

    أدت الهجمات التي استهدفت اللاجئين الفلسطينيين في العراق عام 2003 إلى تشريد الآلاف منهم داخلياً، إضافةً إلى فرار المئات إلى الأردن، وقد أغلق الأردن حدوده في البداية، ثم سمح بدخول عدة مئات منهم إلى مخيم الرويشد المعزول القاحل الذي يقع على مسافة 85 كم داخل الحدود الأردنية، وهو مخيم يدار من قبل الهيئة الخيرية الهاشمية والمفوضية السامية للاجئين منذ 15 ابريل 2003 ،أما بقية الفلسطينيين فظلوا أكثر من سنتين في مخيم الكرامة الذي لا يقل قسوةً والواقع داخل المنطقة العازلة على الحدود العراقية الأردنية، إلى أن قامت السلطات الأردنية بإغلاقه عام 2005 ونقلهم إلى مخيم الرويشد. وخلال السنوات الثلاث الماضية، كان عدة مئاتٍ من الفلسطينيين بمثابة سجناء في مخيم الرويشد

    بلغة الأرقام وبعد أشهر من غزو العراق وافق الأردن على استقبال 386 فلسطينيا متزوجا من أردنيات ولكنه لم يقبل بقية الفئات الأخرى، في حين فضل قرابة 250 منهم العودة إلى الوضع الخطير الذي كانوا يعيشونه في العراق على البقاء في المخيم دون بارقة أمل بإيجاد حلٍّ لمحنتهم، وبقي 280 فلسطينياً آخرون يواجهون مصيراً مجهولاً بعد رفض الدول العربية استقبالهم رغم أنهم يحملون أوراقاً ثبوتية.

    رغم كل المعارضات والاحتجاجات فقد تم الاتفاق هذا الشهر على ترحيل من تبقى في مخيم الرويشد إلى كندا وعلى مراحل طبقاً لاتفاق أبرمته الحكومة الأردنية مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

    المجموعة الثالثة


    وصلت مجموعة أخرى من اللاجئين الفلسطينيين في العراق يناهز عددها 200 شخصاً وبقيت عالقةً على الجانب العراقي من الحدود مع الأردن منذ مارس/آذار حتى مايو/أيار 2006، بعد أن رفض الأردن إدخالهم وقامت قوات حرس الحدود العراقية بإعادتهم قسراً إلى الأراضي العراقية، وعلى إثر طلبٍ قدمه وزير خارجية السلطة الفلسطينية، سمحت سوريا لهؤلاء اللاجئين الفلسطينيين بدخول أراضيها بتاريخ 10/05/2006 واستقروا في مخيم الهول في محافظة الحسكة شمال سوريا، ثم عادت سوريا فأغلقت حدودها بعد تزايد أعداد الفارين من جحيم العراق.

    المجموعة الرابعة

    مع بداية فصل الصيف لعام 2006، خرجت أعداد آخرى من اللاجئين بعد تزايد عمليات القتل والخطف والتهديد والتهجير القسري من منازلهم والاعتقال العشوائي ، ليصلوا إلى الحدود العراقية السورية أملاً في اجتياز تلك الحدود كما حدث مع المجموعة السابقة التي استقرت بمخيم الهول، وهو تماماً ما كانت تخشاه السلطات السورية وتوقعته وبسببه أغلقت الحدود حتى يتم تسوية أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق من قبل الهيئات المختصة والمسؤولين في الدوائر الفلسطينية المختلفة.

    استقر هؤلاء ولحق بهم آخرون في المنطقة العازلة على الحدود السورية العراقية وأطلق على تجمعهم مخيم التنف، ووصل عدد المقيمين في هذا المخيم ما يزيد عن 350 فرداً جلهم من النساء والأطفال، في ظروف معيشية بالغة الصعوبة، وافتقار لأبسط مقومات الحياة وهو ما سأستعرضه بالتفصيل.



  • #2
    مخيم التنف

    بعد نية الصيام في ذلك اليوم الرمضاني، وبعد صلاة الفجر يوم 03/10/2006، انطلقنا من دمشق في رحلة استغرقت أكثر من 3 ساعات تحت لهيب الشمس الحارقة في ساعات النهار الأولى، وفي صحراء نائية ممتدة على مدى البصر، وبعد الحصول على الموافقات والأذونات المطلوبة للدخول للمنطقة الحدودية، عبرنا نقطة الحدود السورية مع العراق، لتظهر لنا على بعد مئات الأمتار في المنطقة العازلة أولى خيام المخيم الجديد، مخيم التنف، وما أن وصلنا لهذا التجمع حتى تحلق حولنا من استيقظ ساعتها فقد وصلنا باكراً.

    عرّف أحدهم على نفسه بأنه من اختاروه ليكون ممثلاً عن "سكان" المخيم، وطلب منا التوجه لخيمة اتخذوها مضافة لمن يأتي، وهي كغيرها من الخيام القاتمة اللون لا يميزها شيء سوى ترحاب من جاءوا إليها من "سكان" ذلك المخيم، وزاد عدد من استيقظوا وتوجهوا لخيمة "الضيافة" حتى غصت بالحضور ومن جميع الأعمار، فزيارة أي كان هي من النوادر التي تكاد تكون من المستحيلات، وبالنسبة لهم هي حدث لا يمكن تفويته.

    بدأ "المختار" بالحديث شارحاً معاناة من يقطنون مخيم التنف، موجهاً اللوم والعتاب للجميع دون استثناء، وهو محق كل الحق في ذلك فبعد أكثر من شهرين على تواجدهم في هذه المنطقة المقفرة لم يزرهم مسؤول واحد من منظمة التحرير الفلسطينية أو من قيادة السلطة التي تتغنى بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثلة لكل الفلسطينيين، ولولا تدخل بعض القيادات الاسلامية المقيمة في سوريا لقضي عليهم، فبعد جهود جبارة من قبل هذه القيادات سمح بتمرير خزانات مؤقتة للمياه ومولد للكهرباء للمساعدة في مواجهة الظروف الصعبة والقاسية، وبدأ المختار بسرد مطالب "أهالي" المخيم والتي كان أهمها:

    - توفير العلاج لقاطني المخيم المؤقت

    - الحصول على أوراق ثبوتية تسمح لهم بالانتقال لمكان آخر

    - تثبيت وتوثيق المعاناة وايصالها لمن يهمه الأمر

    - توفير المستلزمات التعليمية للأطفال الذين باتوا بدون تعليم

    - تحسين الظروف المعيشية بشكل عام خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب

    طال الحديث عن المعاناة والمشاكل والمخاطر في العراق الذي تركوه أو في العراء الذي استوطنوه، وكان الجميع دون استثناء يردد: "وين المسؤولين، وينهم ما شفنا حدا منهم"؟ قصص لا نهاية لها تدمي القلوب، ومآسي يومية متكررة، وحتى يعر ف القاريء والباحث والمسؤول - إن كان يهمه أمر هؤلاء- أستعرض هنا تفاصيل ذلك المخيم "الجديد".

    الأوضاع والظروف المعيشية:

    § يقع مخيم التنف على بعد عدة مئات من الأمتار من بوابة الحدود السورية في المنطقة الحدودية الفاصلة بين سوريا والعراق، في منخفض على جانب الطريق الرئيسي يجعل أعلى جزء من الخيمة في موازاة الطريق، أي ما يشبه الخندق، في منطقة صحراوية نائية تمتليء بالعقارب والثعابين وأنواع لا حصر لها من الحشرات.


    § يقطن المخيم اليوم (03/10/2006)، 276 شخص تم تقسيمهم إلى 70 خيمة بائسة كئيبة، والعدد مرشح للزيادة في ضوء ما يتعرض له الفلسطينيون في العراق، بينهم أطفال رضع ونساء حوامل وكبار بالسن ومرضى ومعاقين من ذوي الاحتياجات الخاصة ينتظرون مصيرهم المجهول.

    § يشكل الأطفال نسبة كبيرة من قاطني المخيم، وتتراوح أعمار القاطنين من أيام ( من ولدوا هناك) إلى سن 75 عام، وعدد أفراد العائلات يتراوح بين شخصين وثمانية أشخاص.

    § الأوضاع المعيشية غاية في الصعوبة، في ظل نقص وانعدام أبسط مقومات الحياة الكريمة، وفي غياب أي إشراف حقيقي رسمي، مما جعل منطقة المخيم أشبه بمكب للنفايات، وهو ما يفاقم المشكلة صحياً وبيئياً.

    § لا توجد مياه صحية جارية، ويعتمد قاطنو المخيم في طعامهم وشرابهم على ما يجود به أصحاب الشاحنات التي تعبر الحدود في الاتجاهين، وكما ذكرت سابقاً بجهد جهيد، وبتدخل أهل الخير سمح بتركيب مولد كهربائي يساعد نوعاً ما في الحفاظ على المياه والأطعمة لمدة أطول، ولكم أن تتخيلوا المذلة في الحصول على ما يسد الرمق، ليس بالضرورة مجاني، ولكن في مرات كثيرة مقابل ما يملكونه من أموال بسيطة خرجوا بها أو ممتلكات شخصية لإشباع جشع البعض ممن امتهنوا التجارة بمعاناة الناس.

    § لا نظام للصرف الصحي، و"المراحيض" إن جازت تسميتها عبارة عن غرفة للرجال وأخرى للنساء، مع انعدام أية معايير صحية، ورغم أنها كانت "متنفس" في بداية الأمر وسط العراء، إلا أنها تحولت مع مرور الوقت إلى بؤرة تشكل خطراً حقيقياً على صحة القاطنين، بسبب الانسداد والروائح والحشرات وغيرها من المخاطر الصحية والبيئية.

    § يعاني "سكان" المخيم من مخاطر أخرى منها العقارب والثعابين، ومنها خطر الشاحنات المسرعة على الطريق، والعواصف الصحراوية التي تقتلع الخيام من حين لآخر، وخطر مياه الأمطار وهو ما حدث فعلاً في أول أيام عيد الفطر بعد هطول الأمطار حيث وصل ارتفاع المياه في بعض الخيام إلى متر!

    § لكن تبقى الخطورة الحقيقية في ميليشيات الموت التي تلاحق قاطني المخيم حتى بعد فراراهم، وقد حاولت هذه الميليشيات أكثر من مرة اعتقال أشخاص بعينهم وتصدى لها حرس الحدود السوري، حتى نجحوا في محاولة لهم بتاريخ 20/11/2006 حيث اعتقل الحرس الوطني 5 من قاطني المخيم واقتادوهم إلى جهة مجهولة.

    الوضع الصحي:

    خلال الزيارة التي قمت بها لمخيم التنف الحدودي بتاريخ 03/10/2006، وبحكم مهنتي، وبسبب الاحتياجات الصحية، وفي ظروف غير ملائمة على الاطلاق، وفي احدى الخيم، قمت بفحص ما يزيد عن 50 شخص من قاطني المخيم، وصرف الدواء (الذي تم احضاره مسبقاً) لمعظم الحالات، والتي تنوعت في درجة خطورتها وتنوعها الطبي، ويمكن تلخيص أهم الحالات المرضية الحادة التي يعاني منها قاطنو المخيم بالتالي:

    - القيء والاسهال خاصة لدى الأطفال

    - جفاف وتشقق الجلد

    - الالتهابات الميكروبية المختلفة (خاصة الجلد وجهاز تنفسي)

    - التهابات العيون

    - آلام الظهر والمفاصل والبطن

    - ارتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال

    - الصداع

    - التهابات بولية

    - لدغات الحشرات والعقارب

    - ضربات الشمس

    إضافة لتلك الحالات الحادة توجد حالات مزمنة ومنها الخطيرة التي تحتاج لعناية ومتابعة، وقد رصدت في ذلك اليوم الحالات التالية:

    - أمراض الغدة الدرقية (زيادة أو نقص الافراز)، تحتاج لفحص دم دوري وتعديل في جرعة الدواء

    - كيس على المبيض (المريضة تحمل تقارير مفصلة)، تحتاج لفحص موجات فوق الصوتية جديد وربما عملية قبل تفاقم المشكلة وربما انفجار الكيس.

    - اصابات بأعيرة نارية، ومنها شاب بحاجة لعلاج طبيعي فوري وإلا فقد القدرة على استخدام ذراعه ويده اليسرى بعد اصابته بطلق ناري في رقبته

    - حالة تعاني من اغماء متكرر وفقدان وزن، مع احتمال الاصابة بمرض السكر، وفي غياب الفحوصات الطبية لا يمكن معالجة الحالة

    - حالتين مرضيتين تعانيان من أعراض حصى في الكلى، منهم حالة سبق وأن عولجت من الحصى، وهذه تسبب ألام شديدة جداً، وتحتاج لفحوصات ومتابعة وربما تدخل جراحي

    - حالة مرضية تحتاج لعلاج دائم من مرض الصرع وسط نقص الدواء

    - عدة حالات تعاني من ارتفاع ضغط الدم

    - حالات اكتئاب وأمراض نفسية أخرى

    ولا ننسى هنا حالات الحمل والولادة، والتي لولا سماح السلطات السورية بدخول الحوامل وقت الوضع للمستشفيات السورية لكانت مأساة أخرى تضاف، وقد سجلت حتى الآن 3 حالات ولادة هي: سارة ياسر، مريم روحي، أحمد محمد، وبتاريخ 5-9-2006 تعرضت الطفلة مريم للدغة عقرب وليس هناك مشفى ولا دواء لها إلا حفظ الله!

    الاحتياجات الصحية الفورية:

    § توفير الأدوية بشكل فوري خاصة للحالات المزمنة

    § إجراء فحوصات دم وأشعة وموجات فوق صوتية حسب الحاجة، وهذه يمكن توفيرها ميدانياً دون الحاجة لإذن مسبق لدخول الأراضي أو المستشفيات السورية

    § توفير الضمادات والمضادات الحيوية والفوط الصحية النسائية

    § المتابعة الأسبوعية من قبل طبيب على الأقل

    § التثقيف والارشاد الصحي خاصة ما يتعلق بالمياه والصرف الصحي والقمامة

    § حليب الأطفال واللقاحات

    § أجهزة متنقلة لقياس ضغط الدم والسكر

    معاناة من نوع آخر

    لا يقتصر الأمر على ما ذكر سابقاً من مشاكل اجتماعية معيشية وصحية، بل يتجاوزها ليشمل تعليم الأطفال المعدوم وبعض المخاطر والمشاكل الأخرى، ومنها على سبيل المثال:

    - ستة أشهر و الأمم المتحدة ماتزال تدرس مشروع تقديم حاويات القمامة!

    - لا يستطيع قاطنو المخيم النوم بسهولة بسبب أعداد الذباب الخيالية والحشرات الزاحفة الأخرى

    - في يوم الاثنين 28 \ 8 \ 2006 دهست شاحنة طويلة متجهة إلى العراق فتىً فلسطينياً يبلغ من العمر 12 عاماً وذلك على الطريق السريع الواصل بين الحدود السورية العراقية وهو الفتى الفلسطيني (أحمد أكرم موسى)، وبسبب تعذر الوصول لأي مستشفى في المنطقة فقد فارق الفتى الحياة بعد ساعات من إصابته

    - هجمات متكررة من ميليشيات طائفية حاقدة، كان آخرها بتاريخ 20/11/2006 حيث اختطف 5 من قاطني المخيم

    - في بداية شهر 10 عُثر على ثعبان طويل بجانب إحدى الخيام، فقام بعض الشباب بقتله وطهيه وتناوله كوجبة من نوع خاص

    - إنعدام وسائل الاتصال، اللهم إلا من خلال 3 هواتف جوال أهديت لهم من قبل أهل الخير

    - على بعد حوالي 3 كيلومترات باتجاه الأراضي العراقية تقطن 14 عائلة أخرى في أربعة خيام يطلق عليها اسم "الغرفة" وفيها ينعدم كل شيء بدون استثناء في وضع أكثر مأساوية، وتمنع السلطات الحدودية هؤلاء من الالتحاق بمخيم التنف!

    - سُجلت 3 حالات زواج في مخيم التنف والغرفة، لكن الأزواج يعانون من قلق نفسي خشية أن لا يتم زواجهم بشكل رسمي في أي بلد وبالتالي يعامل أطفالهم كنتاج لعلاقة غير شرعية أو قانونية!

    هذه باختصار شديد أوضاع مخيم التنف، الأحدث في قائمة الشقاء الفلسطيني، وبشكل مختصر، حيث يعجز اللسان والقلم عن وصف ما يجري، وكأنه تغريبة فلسطينية جديدة بعد 58 عام من التغريبة الأولى!

    لم تنته القصة بعد، فالأوضاع تزداد مأساوية، وأعداد اللاجئين يزداد كل يوم، ولا أجد أفضل مما نُشر في مجلة الهدف العدد 1383، التي لخصت وضع الفلسطينيين في العراق بالتالي (بتصرف):

    مع استمرار تدهور الأوضاع الأمنية واستمرار الفوضى وكذلك تدمير مؤسسات الدولة وبناها التحتية، ترافق مع ذلك تصاعد وتفاقم النعرات الطائفية والمذهبية التي روج لها المحتلون ومن يقف معهم، مما أثر على أحوال المواطنين العرب المقيمين في العراق وخاصة اللاجئين الفلسطينيين حيث بدأت الاعتداءات والمضايقات تزداد وتخلف وراءها ضحايا: شهداء وجرحى ومعتقلين ومخطوفين ومفقودين، وتم استهداف التجمعات السكنية التي يشغلها فلسطينيون عبر الاعتداءات تارة بإطلاق النار، وتارة أخرى بقصفها بقذائف الهاون، خاصة المجمع السكني في البلديات الذي يسكن فيه ما لا يقل عن (40 %) من الفلسطينيين الموجودين في العراق في ظروف سكنية وخدمية ومعاشية صعبة. وسقط من جراء هذه الهجمات أعداد من الضحايا من المواطنين الفلسطينيين. جرى هذا بدءاً من 1/2/2004، 22/2/2006، و 27/6/2006، وصولاً إلى 19/10/2006، وقبلها وبعدها هجمات كثيرة، وحصلت اعتداءات أخرى على تجمعات سكنية في حي الدورة والحرية والزعفرانية وأماكن أخرى.

    يمكن القول أن هناك حرباً شاملة ظالمة تشن على اللاجئين الفلسطينيين في العراق يمكن أن نحدد عدة جوانب منها:

    1- الجانب السياسي الإعلامي:

    بدأت بعض الصحف الصفراء التي صدرت بعد الاحتلال الأمريكي للعراق بشن حملة إعلامية محمومة على العرب المقيمين في العراق وخاصة اللاجئين الفلسطينيين. وقد تصاعدت هذه الحملة في جريدة الصباح الناطقة بلسان شبكة الإعلام العراقية، وكذلك الفضائية العراقية،ـ وتم توصيف الفلسطينيين باعتبارهم من أتباع النظام العراقي السابق وبأنهم مسؤولون عن الكثير من الأعمال (الإرهابية) على حد زعم هذه الصحف، مما أودى بحياة المواطنين العراقيين الأبرياء. وجرى تحميل الفلسطينيين مسؤولية حادثة تفجير سيارة مفخخة في حي بغداد الجديدة، حيث سقط عشرات العراقيين الأبرياء ضحايا هذا الحادث الإجرامي الذي اتهم فيه (4) مواطنين فلسطينيين، منهم (3) أشقاء، وتم عرضهم لعدة أيام على الفضائية العراقية والفيحاء والفرات، وتم شن حملة إعلامية واسعة ساهمت في خلق رأي عام في أوساط بعض العراقيين الذين سمعوا وصدقوا هذا الأبواق المشبوهة. وبموازاة هذه الحملة التي تم فيها تصوير الفلسطيني في العراق على أنه عدو إرهابي ضد الشعب العراقي، تم شن سلسلة من شتى أشكال الاعتداءات والجرائم التي سوف نفرد لها عنواناً لاحقاً.

    2- الجانب القانوني:

    1- إلغاء الإقامة الدائمة: ألغت الحكومة العراقية المؤقتة والانتقالية الإقامة الدائمة للاجئين الفلسطينيين في العراق، واستبدلت ذلك بقرار المراجعة الدورية المستمرة الشهرية تارة، وكل شهرين أو ثلاثة تارة أخرى، وأخيراً أصبحت كل ستة أشهر. ولكن بعد تشكيل حكومة إبراهيم الجعفري تم العودة إلى قرار المراجعة الشهرية مرة أخرى، وأخيراً رست الأمور على المراجعة كل (3) أشهر، وتتم المراجعة بحضور كافة أفراد الأسرة صغيراً وكبيراً، مريضاً كان أو معوقاً، وأي تأخير في المراجعة يتوجب عليه دفع غرامة لكل فرد مقدارها (10) دنانير عراقية.

    2- وقف إصدار وثيقة السفر: منذ احتلال العراق وحتى شهر تموز الماضي تم إقرار رزنامة شروط ومطالب لكل من يتقدم بطلب إصدار وثيقة سفر جديدة، الشروط تعسفية وظالمة وتعجيزية. وقد تم إعطاءها لعدد محدد من الفلسطينيين منذ فترة وجيزة.

    3- إيقاف إصدار بطاقة الهوية الشخصية: لكل المواليد الجديدة منذ العام 2003، كما أنه لا يتم إصدار بطاقة هوية بدل فاقد أوتالف للاجئين الفلسطينيين، وهناك أعداد من الفلسطينيين لا يحملون أية أوراق ثبوتية، على الرغم من أن حمل الهوية الفلسطينية في ظل الأوضاع الأمنية المتردية في العراق يعتبر بمثابة تهمة أو جريمة، حيث تم إيقاف و اعتقال عدد من الفلسطينيين من قبل حواجز الجيش العراقي أو مغاوير وزارة الداخلية فقط لأنهم يحملون الهوية الفلسطينية الصادرة عن مديرية الإقامة.

    3- الجانب الأمني:

    1- القتل المتعمد للمواطنين الفلسطينيين: كما تمت الإشارة سابقاً تشن على اللاجئين الفلسطينيين حرب أمنية متعددة الأشكال أدت إلى استشهاد أكثر من (170) فلسطينياً (أكثر من 50 %) منهم قتلوا لأنهم يحملون الهوية الفلسطينية أو لكونهم فلسطينيين فقط، كان آخرها مقتل عميد الجالية الفلسطينية السيد توفيق عبد الخالق (أبو العبد) عميد الجالية الفلسطينية في العراق في العراق بعد اختفائه، حيث عُثر عليه يوم الاثنين (27/11/2006) جثة هامدة بعد تعرضه للتعذيب.

    2- اختطاف العشرات من اللاجئين الفلسطينيين بحجة أنهم ميسورين ومطالبة أهاليهم بدفع فدية تتراوح حسب الحالة بين (10 – 15) ألف دولار كي يتم إطلاق سراح المخطوف الذي يكون في حالات عديدة رجلاً طاعناً في السن، أو طفلاً في المدرسة الابتدائية، أو شاباً في مقتبل العمر. وقد تم أخذ الفدية في (10) حالات من أهالي المخطوفين وبعد ذلك تم قتلهم، وقد دخات القوات الأمريكية على الخط بشكل مباشر حيث وبحسب الجزيرة نت بتاريخ 13/11/2006 اعتقلت القوات الأميركية ثلاث نساء فلسطينيات وستة رجال آخرين، عندما اقتحمت منزلهم في حي البلديات شرق بغداد، وقال أهالي العائلة التي اعتقلت منها النساء أن القوات الأميركية سرقت جميع الأموال التي كانت بحوزتهم

    3- التهجير القسري من أماكن السكن: لا يعرف عدد البيوت التي تم إخلاءها من قبل ساكنيها من اللاجئين الفلسطينيين، بعضها ملك صرف ومسجل في وزارة المالية: في أحياء عدة من بغداد منها الدورة وأم المعالف والسيدية والحرية، وعند كتابة هذا المقال ورد إلينا خبر عن تهجير أكثر من (24) عائلة فلسطينية تسكن على نفقة الدولة من حي تل محمد بالقرب من بغداد الجديدة، كما أن عشرات العائلات الفلسطينية التي ما زالت تقيم في حي الحرية تم إبلاغها بأنها يمكن أن تعود إلى منازلها شرط ألا يعود الشباب من سن (15) سنة وكذلك الرجال إلى بيوتهم. وهذا ما تم فعلاً منذ أكثر من شهر مضى، علماً أن هذه البيوت تعود عائديتها إلى الحكومة العراقية الغائبة فعلاً والحاضرة شكلاً.

    4- استمرار اعتقال عشرات الفلسطينيين في سجون الاحتلال الأمريكي وكذلك سجون وزارة الداخلية العراقية، علماً أنه منذ بدء الاحتلال تم اعتقال وإطلاق سراح مئات الفلسطينيين في العراق. كما أن هناك عدداً يتجاوز (10) مواطنين فلسطينيين يعتبرون مفقودين ولا يعرف مصيرهم منذ أن اختفوا منذ أكثر من عام.

    5- إصابة عشرات الفلسطينيين بجروح بعضها خطيرة نتيجة فشل عدد من عمليات الاغتيال والتصفية، وكذلك من جراء إصابة الكثير منهم في قصف مجمع البلديات بشكل خاص كما حدث يوم 19/10/2006، حيث سقط (18) جريحاً.

    6- اضطرار آلاف اللاجئين الفلسطينيين إلى مغادرة العراق بكل الأشكال والطرق المتاحة إلى أي بلد عربي أو أجنبي يمكن أن يستقبلهم. كما أن هناك مئات من اللاجئين الفلسطينيين عالقين على الحدود منذ أكثر من (3) سنوات في معسكر رويشد على الحدود العراقية الأردنية، وهناك حوالي (250) شخصاً يعيشون في معسكر الهول في مدينة الحسكة السورية، كما أن هناك أكثر من (450) مواطناً فلسطينياً يقيمون في التنف على الحدود السورية العراقية، يعيشون في ظروف معاشية وإنسانية قاسية (ملاحظة ازدياد الأعداد)".

    ويبقى السؤال:

    متى يتحرك المسؤولون لرفع الظلم والغبن عن اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وهل قدر شعبنا أن تُسلط علينا عصابات الغدر من كل حدب وصوب لتُنكّل بأبناء شعبنا، وعصابات من أبناء جلدتنا لتتاجر بدمائنا ومعاناتنا؟

    من لهؤلاء الذين تقطعت بهم السبل؟ وما هو دورنا وواجبنا تجاههم؟ ألسنا من يقول ليل نهار أن الشعب الفلسطيني شعب واحد أينما وُجد؟ أين منظمة التحرير الفلسطينية التي تدعي تمثيل الشعب الفلسطيني؟ أين دوائرها ومؤسساتها؟

    هذه صرخة لكل ضمير حر، وشهادة من قلب المأساة أنقلها إليكم جميعاً، علها تجد صدى لها في قلوبكم وعقولكم، فهل من مجيب؟

    د.إبراهيم حمّامي


    تعليق


    • #3
      بسم الله ..
      مشكورة أختي إيمان على هذه المعلومات التي تحتاج الى إمعان بالقراءة ولقد قمت بحفظ هذا الموضوع لكي أقرأه كاملاً , ونسأل الله أن يخفف على أبناء شعبنا بالشتات , سبحان الله الشعب الفلسطني بكل أطيافه وبكل بلد يعاني , نسأل الله أن يكون الفرج قد أقترب .

      بوركتي مرة أخرى أختي إيمان على الموضوع
      ..
      رمضان كريم ,, كل عام وأنتم الى الله اقرب

      تعليق


      • #4
        استمرار معاناة الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين

        ثمة ما يربو على 3,000 لاجئ فلسطيني في عزلة تامة عن بقية العالم ويعيشون في ظروف مزرية ولا يحصلون على مساعدات إنسانية كافية.

        ففي مارس/آذار 2008، التقى مندوبو منظمة العفو الدولية باللاجئين الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل وعلقوا في مخيم التنف الواقع في المنطقة المحايدة بين الحدود العراقية والسورية.

        ومخيم التنف هو شريط ضيق من الأرض محصور بين جدار خرساني وبين طريق الترانزيت العام من بغداد إلى دمشق، وهو جاف ومغبَّر. وترتفع درجة الحرارة فيه إلى 50 درجة مئوية في الصيف وتنخفض إلى ما دون الصفر في الشتاء. ويؤوي المخيم مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين حاولوا الفرار من العراق، حيث كانوا في السابق مقيمين على نحو طويل الأجل. وكان الفلسطينييون بشكل خاص من بين المستهدفين بأعمال القتل والعنف الطائفية.

        والخيام المكتظة هي وسيلة الحماية الوحيدة من الحر والثلج والعواصف الرملية التي تعمي الأبصار.

        ويحدق الخطر بسكان المخيم، ولا سيما الأطفال، من كل حدب وصوب. فالأرض مليئة بالعقارب والأفاعي؛ وخيام المدرسة غير محمية من أخطار الطريق السريع المزدحم بحركة السير، التي راح ضحيتها حتى الآن صبي صدمته شاحنة.

        وقال بعض المقيمين ممن تحدثوا إلى مندوبي منظمة العفو الدولية الذين زاروا المخيم في مارس/آذار 2008، إن أنظمة التدفئة والطبخ في الخيام تسبب نشوب حرائق بشكل معتاد، مما يؤدي إلى تدمير العديد من الخيام (وصل عددها حتى الآن إلى 42 خيمة).

        وعلى الرغم من الظروف القاسية وغير الآمنة في مخيم التنف، فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين من العراق في هذا المخيم بازدياد، وذلك لأنه يتم التعرف على الفلسطينيين الذين دخلوا سوريا بجوازات سفر مزورة وترحيلهم إلى هذا المخيم. وقد وصف العديد من سكان المخيم لمنظمة العفو الدولية الأحداث المرعبة التي دفعتهم إلى الفرار من العراق وسبَّبت لهم صدمة نفسية. كما أُصيب سكان المخيم بالصدمة نتيجة للظروف القاسية في ذلك المخيم والخوف من أن يعلقوا فيه لسنوات عديدة أخرى. وناشد أحد المقيمين في المخيم مندوبي منظمة العفو الدولية أن " إنقذونا من هذا الجحيم".

        وبالإضافة إلى ذلك، فإن نحو 2000 لاجىء فلسطيني موجودون في مخيم الوليد في الصحراء العراقية يواجهون صعوبات أشد، لأن الاتصال بمنظمات المساعدة ووكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة صعب للغاية. إن ظروفهم المعيشة مزرية، والحل الوحيد لمحنـتهم يتمثل في إعادة توطينهم في بلد ثالث. وفي فبراير/شباط 2008، كان حوالي 300 فلسطيني آخر يقطنون في مخيم الهول في الحسكة بشمال شرق سوريا، وقد نُقل معظمهم إلى هناك من الحدود العراقية الأردنية في مايو/أيار 2006.

        ويعتقد مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن إعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين من العراق في بلد ثالث هو الحل الممكن الوحيد الطويل الأجل في الوقت الحاضر. وفي الوقت الذي فرَّ مئات الآلاف من اللاجئين من العراق إلى سوريا والأردن، فقد منع هذان البلدان بشكل عام دخول اللاجئين الفلسطينيين من العراق.

        وعرضت حكومة شيلي إعادة توطين مجموعة أولى مؤلفة من 116 فلسطينياً من مخيم التنف. وقد وصل إلى شيلي حتى الآن 64 شخصاً، ومن المقرر أن يصل بقية أفراد المجموعة عما قريب.

        وذُكر أن عدداً من الحكومات الأخرى خارج منطقة الشرق الأوسط، قالت إنها ستقوم بإعادة توطين بعض المقيمين في مخيم التنف، ولكن محنة اللاجئين قاسية وإعادة توطينهم في بلد ثالث آمن لا تتم بالسرعة الكافية.

        وقد أطلقت منظمة العفو الدولية حملة عالمية للفت الانتباه إلى محنة اللاجئين الفلسطينيين من العراق، مشددةً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة بهذا الشأن.

        وطلبت المنظمة من أعضائها ومؤازريها الدعوة إلى تقديم مساعدات دولية عاجلة لهم عن طريق إعادة توطين هؤلاء الفلسطينيين وغيرهم من اللاجئين المستضعفين من العراق.


        تعليق


        • #5
          استمعوا إلى مقابلات مع سكان المخيم

          مقابلة مع ثائر، أحد سكان المخيم

          مقابلة مع طبيب من المخيم


          تعليق


          • #6
            اينما ذهبنا الجراح والآلام تلاحقنا

            وحسبنا الله ونعم الوكيل

            تعليق


            • #7
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              كل التحية الى الاجئين فى الخارج
              نسأل الله أن يوفقهم وأن يرجعو الى بلادهم فلسطين .
              [flash=http://www.sh3des.com/desimg/saraya-aftakher.swf]WIDTH=510 HEIGHT=200[/flash]

              إضغط على التوقيع واستمع للأنشودة

              تعليق


              • #8
                لا حول ولا قوة لا بالله
                الله يكون معهم ويعينهم
                مشكورة اختي فارسة الاقصى
                بدنا نشوفك يوم الجمعة عند العلم ان شاء الله

                تعليق


                • #9
                  كان الله فى عونهم
                  ان تخلى عنهم الجميع فالله حافظهم وناصرهم

                  تعليق


                  • #10
                    صور المخيم















                    يا قومنا عَظُمَ البلاء


                    تعليق


                    • #11
                      فلسطينيو العراق


                      عيونهم على فلسطين وحالتهم مأساوية

                      المعونات تنفضّ عن فلسطينيي العراق.. فمن ينجدهم؟


                      خالد عزام - بيروت

                      لم تنته قضية فلسطينيي العراق بعد.. فمعظمهم ما زالوا عالقين على الحدود. بعضهم مرّ ودخل الأراضي السورية، وآخرون صودر استقرارهم في أي جهة كانت.. فأقاموا في «البرزخ» بين العراق وسوريا.

                      نعيش في «البرزخ».. قال ابن مخيم التنف.

                      إنه البرزخ الذي يُقيم بين «جحيم» العراق و«جنة» الشتات. بالتناقض العبارة (جنة وشتات)، وباب الشتات الجديد بالنسبة إلينا هو الحدود السورية، التي أصبحت مزاراً للوفود الأجنبية من مفوضية اللاجئين والسفارات الاجنبية سعياً إلى ترحيلنا صوب أبعد «جنة» ممكنة.
                      يقيم مخيمنا؛ التنف يا أخي، قرب «الصراط» الدولي، الذي تنهبه عجلات الشاحنات ولا يفصل أطفالَنا عنه سوى شريط قماشي لا يردّ اندفاع طفل ولا يحمي من تدهور شاحنة.

                      إنها الحدود، ليست كـ«حدود» دريد لحام، بل هي حدود من نوع آخر. مخيم يَقْليه الصيف ويجمده الشتاء في دورة موسمية. بل حتى هناك دورة يومية يقليه فيها النهار ويقرسه الليل. هي «برزخنا» الذي يقع بين نقطتي الحدود السورية والعراقية.
                      هناك في مخيم التنف، يا له من مخيم قماشي يقف منتصباً بين الثلوج التي تمنع القادمين من الوصول إليه وبين تسع حرائق تناوبت عليه منذ «الهروب الكبير» لفلسطينيي العراق.
                      لم نكن نعرف أن هناك ما هو أقسى من اللجوء والنكبة، اللجوء موجود في العراق، كما هو موجود في سوريا، فأين نحن الآن؟ وماذا يسمّى المقيم بينهما؟ إنه الفراغ السحيق، بل قل: اللاوجود في أجندة هذا العالم!



                      محمد البخوري من عين غزال، قضاء حيفا، انتقل مع عائلته من العراق إلى مخيم التنف. هو الآن رئيس لجنة المخيم. ملّ من حكاية التهجير والوصول إلى المخيم، تخطّاها سؤالنا عنها سريعاً إلى وضعهم الحالي. الواجب الآن هو تأمين الحال، قبل المطالبة بالعودة. محمد يحفظ المخيم عن ظهر قلب "350 شخصاً كنا قبل ثلاثة أشهر، نحن الآن 587 شخصاً، فينا 200 امرأة و170 طفلاً"، ويخجل من كون أهل المخيم لا تستطيع الدول العربية أن تستضيفهم في الوقت الذي تزورهم فيه وفود تشيلية وبرازيلية مع مفوضية اللاجئين.
                      "هربنا من العراق، وكل واحد منّا لديه قصة شهيد أو مخطوف، يحملها على ظهره ويضعها كل مساء بين عينيه، يبكي ذكرياتها، لكن.. لا تعني النجاة من الميليشيات أن نقع ضحية «برد» الصحراء وحرائقها. والصحراء هناك لا تبخل"عليهم بالعقارب والأفاعي، وفيضانات الشتاء وثلج هذا العام، وتسع حرائق حتى الآن، آخرها كاد يودي بالمخيم بأكمله " لو لم يقم الشباب بعزل الحريق عبر هدم الخيام المحيطة به لكانت احترقت خيمات المخيم الـ145.. مع أن إحدى الحرائق أكلت من المخيم 37 خيمة".
                      رئيس اللجنة، بات همّه، بعد أن فقد الأمل بحلّ مشكلة العالقين، أن يحسّن من ظروف حياتهم ليتجنب حرق العشرات واختناق المئات كل مرة. ويطالب العرب بعتب شديد بستر " أطفالنا ونسائنا المرميين قرب الشارع العام عند الحدود، فالذي يعمل للقضية الفلسطينية عليه العمل على ستر نسائه وأطفاله أولاً.. هذا عتبي على كل من يقول أنا عربي".
                      ينبّه البخوري إلى أن المستوى التعليمي لأهل المخيم عالٍ، وأن عدداً من الأساتذة تطوع بالتعاون مع الأونروا لإنشاء مدرسة في الخيام ويتم التدريس فيها حالياً حتى الصف التاسع، حقق الطلاب تفوقاً نسبياً على مستوى مدارس الأونروا في سوريا، حيث تقدّم طلاب «التنف» للامتحانات الرسمية.


                      تعليق


                      • #12
                        نكبات يومية
                        " نريد أن نشعر أننا نتحرك ونغيّر هذا الجمود.. إن " جابوا" أكل ومساعدات أكلنا وإن ما جابوا ما أكلنا.. هل يُعقل أن يعيش أكثر من خمسمائة شخص على المساعدات دون تأمين عمل ومصدر رزق؟!». ما يعنيه رئيس لجنة المخيم تحقق، لم تصلهم المساعدات عندما غمرت الثلوجُ الطريقَ الموصلة إليهم، لعدة أيام غطت الثلوج طريقهم حتى 50 سنتم.. «لا تحكموا علينا بالإعدام في الصحراء.. نناشد كل العالم.. نحن لا نريد شعارات، نحن نريد التطبيق». يُطرق قليلاً ثم يقول بحسرة: " هل يعقل أن يكثر الطلاق بين المنكوبين (نكبة بعد نكبة) وتصل حالات الإجهاض إلى 25 حالة بسبب الحصار ونقص العلاج الذي لا يصل إلا بصعوبة".


                        نحو الترحيل
                        " الترحيل هو الحل"، مفوضية اللاجئين تزور المخيم وتخطط لترحيل يشبه ترحيل «الرويشد». هل سيرفض أهل المخيم هذا المشروع بعد تجربة البرازيل؟ "حينما تضيق الدول العربية بخمسمئة لاجئ، لا يمكنها أن تعتب على الفلسطيني حين يختار الهجرة، الفلسطيني الذي يعيش في جزر القمر لن ينسى هويته وقضيته، وأفدي فلسطين بأهلي وروحي.. لكن لا يعني أن أموت مشرّداً في الصحراء" .
                        مخيم "الهول"
                        أما مخيم «الهول» فقد وصلوه بعد "أهوال"، والهول الواحد هيّن نسبياً، ولكنه يبقى «هولاً» واسماً على مسمى! ابن الرملة محمود صيدم، رئيس لجنة مخيم الهول في محافظة الحسكة يفرّق بين وضع مخيمهم ووضع مخيم التنف «فنحن – أولاً – صرنا في أمان داخل الحدود السورية، بعيداً عن دمشق 750 كلم، عند الحدود العراقية من جهة الموصل. كما أننا – ثانياً – لا نسكن الخيام، بل نسكن في بناء من الحجر المسقوف بالزينكو والفايبر. قامت ببنائه حركة «حماس» بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة. لكنه كان بناءً "على العظم"، نحن أكملنا الكهرباء وأعمال الصحية وغيرها.. من خلال بعض التبرعات التي وصلتنا من مؤسسات الإغاثة..".


                        محمود صيدم رئيس لجنة مخيم الهول

                        صحيح أن حالة مخيم الهول أقلّ مأساوية من مخيم التنف، إلا أنهم يواجهون بعض المصاعب والعقبات الحياتية "المدارس عندنا للصف التاسع فقط، مع العلم أن عندنا بنت اسمها آمال احتلت المرتبة الأولى على المحافظة في البكالوريا، ستتوقف الآن عن الدراسة، كما هو حال الجامعيين في المخيم.. لدي ولدان توقفا عن الدراسة لعدم توفر صفوف عليا أو دراسة جامعية".
                        هذا، فضلاً عن مشكلة العمل "لا يمكننا أن نعمل باختصاصاتنا، فنتوجه إلى العمل الحرّ، في الزراعة ورعي الغنم، تصور عندنا الآن أربعة مهندسين وطبيبان، اشترى كل واحد منهم عشر غنمات، ليرعاها ويستفيد منها، تعال عندنا وشوفهم: الدكتور محمد راعي غنم، المهندس مثنّى راعي غنم، المهندس علي محمود يعمل مزارعاً في الحسكة".. هل نقتنع ونقول: هذا هو مستقبلنا؟؟ يخشى صيدم من أنّ تحسُّن حالهم كمخيم بدأ ينقلب عليهم، حيث خفّ الدعم عنهم، ولم يعد كما كان في السنة الأولى، رغم أن الأعباء زادت والمدخول يقارب الصفر. ويحصي رئيس لجنة مخيم الهول سكان المخيم "كنا أكثر من الآن، لكن قسماً من السكان «زهق» ورجع إلى التنف أو الوليد، على أمل أن تَحلّ مشكلتهم بعض السفارات الأجنبية، لم يبقَ منا سوى 308 أشخاص فقط، وقد ولد بيننا خمسة عشر طفلاً نالوا لقب «نازح ابن لاجئ» ويعيشون معنا في تلك الصحراء".
                        هل يفكرون في العودة إلى العراق؟ وما هي احتمالات قبولهم بذلك؟
                        "لو شفت اللي شفناه ما بتسألنا هالسؤال! أنا شخصياً عندي سبعة شهداء من عائلتي وأقاربي. أما أختي فبعد أن قتلوا زوجها طردوها من منزلها وصادروه، ثم سألوا عني، وصرت مطلوباً لجيش المهدي، وبقيت متخفّياً عدة أشهر، ولم يضطرني لترك العراق سوى الخوف من انتهاك العرض وقتل الأولاد وسلب المال والطرد.. تركت كل شيء لتنجو عائلتي.. وحالتي مثال على حالات أفظع في المخيم".كان أملنا أن نهاجر إلى بلدنا – يقول صيدم – "فلسطين أوْلى بِينا" ولكن بعد ستين سنة في العراق "طلعنا صفر اليدين، بلا هوية أو جواز".


                        المساعدات
                        ماذا يفعل بالثلاجتين من لا يملك طعاماً؟!

                        وماذا سيفعل بالغسالتين من لا يملك ثياباً؟!

                        لا يحتاج أهل المخيم إلى أدوات منزلية وحاجات يومية، إنهم يحتاجون إلى مال يستطيعون من خلاله تدبير وإدارة شؤونهم، تحضر لهم الجمعيات طروداً غذائية وبعضها يحاول أن يكون أكثر كرماً، فيتنافسون في تقديم هذه الأدوات.. والأكثر إيلاماً أن بعض التجار صار يعرف بالأمر، فيسأل وينتظر وصول المساعدات "ليشتريها بأرضها وبنصف ثمنها" مستغلاً حاجة أهل المخيم للمال!"كنا نطالب بترشيد المعونات والمساعدات، ولكن الآن نطالب بإعادة النظر، لقد تركتنا الهيئات الإغاثية بعد السنة الأولى، ولم يعد يزورنا أحد سوى لجنة من حركة حماس في مخيمات حلب ولجنة أخرى من مخيمات حمص، وما زالوا مستمرين وجاؤوا يوم العيد وأحضروا لجنة إغاثة تركية وقدموا لكل عائلة خروفاً وطرداً غذائياً وألف ليرة سورية".

                        الجدار الأخير
                        أخيراً، هل سيقبل الفلسطينيون الترحيل؟ لقد خسروا حتى الجدار الأخير، كانوا يأملون أن تقوم الدول العربية بإيوائهم، لكن المأوى جاءهم من خلف البحار.البحر هذه المرة، أمامهم.. أما خلفهم فجدار هدّته الإرادة الأمريكية والمصالح الصهيونية والتقصير العربي.. والبحر الذي سيركبونه إلى تشيلي لن يحرقوا فيه سُفُن العودة بل ستبقى راسية في الموانئ بانتظار العائدين..
                        سكان مخيم التنف في ازدياد
                        زيادة سكانية واضحة، بعد عشرين يوماً من مقابلة رئيس لجنة مخيم التنف محمد البخوري، وفي أثناء إعداد التقرير، اتصلنا بالناشط الفلسطيني تامر أبو الحسن الذي غادر العراق سابقاً، ويعمل بين دمشق والحدود السورية العراقية في إغاثة ورعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين النازحين من العراق، فأكد أن عدد سكان المخيم أصبح 660 نسمة (بعد أن كان 587 نسمة منذ عشرين يوماً) . "لاحظنا زيادة عدد سكان مخيم التنف أخيراً، بسبب انتقال بعض النازحين إليه من مخيمات وأماكن أفضل حالاً منه. وذلك بسبب الإشاعات والأخبار التي تنتشر حول أسباب الزيارات المتكررة لمفوضية اللاجئين، وأنهم يعدّون العدّة لنقل عدد من سكان المخيم إلى دولة تشيلي، كما نُقل نازحو مخيم الرويشد إلى البرازيل".وهل هذه الإشاعات صحيحة؟نعم صحيحة – يقول تامر – وقد حضرت لجان من المفوضية وأجرت لقاءات مع 120 شخصاً، وأعدّت تقاريرها، وستتم الموافقة على معظم الأسماء خلال أيام ليجري العمل على نقلهم خلال شهر آذار/ مارس إلى تشيلي..


                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيك أخيتي فارسة الأقصى على الجهد الرائع
                          وبدنا نشوف منك شي تصميم حلو من تصاميمك اللي عودتينا عليها

                          اللهم فرج كرب أهلنا المسلمين في كل مكان


                          يا أمتي وجب الجهاد فدعي التشدق والصياحْ
                          ودعي التقاعس ليس ينصر من تقاعس واستراحْ
                          ####

                          عذرا أختي الكريمة فالإعلان والدعاية ممنوع وحياك الله

                          تعليق


                          • #14
                            "الآن حان الوقت لدفع الثمن"


                            انتهى المطاف باللاجئين الفلسطينيين في معسكر في وسط الصحراء بين العراق وسوريا وهو المأوى الوحيد لهم منذ ستة أشهر، تعيش فيه الأسر في خيام ممزقة تحت ظروف صحية سيئة ونقص في الاحتياجات الأساسية. فقد قلبت الحرب حياتهم رأسا على عقب على حد تعبير سميرة التي تمكث مع عائلتها في معسكر اللاجئين. فتروي أنهم كانوا يعيشون في بيت كبير مجهز بأحدث الأجهزة المنزلية وكان زوجها يعمل في شركة للاتصالات، وكانت الحياة مستقرة والأمور مستتبة إلى أن اندلعت الحرب وانقلبت الأوضاع.

                            لقد كان وضع الفلسطينيين في العراق جيدا نسبيا تحت حكم صدام حسين، إذ سمح لهم بالدراسة والعمل وتم علاوة على ذلك دعمهم من قبل الحكومة. "والآن حان الوقت لدفع الثمن"، هذا هو الشعار الذي ترفعه الميليشات المسلحة والتي تسيطر على مناطق واسعة من بغداد. فهي عازمة على التخلص من جميع الفلسطينيين في العراق، وتقوم في سبيل ذلك بإرسال خطابات تهديد تحمل عبارات مثل: "ارحلوا من هنا الآن وإلا لقيتم حتفكم عما قريب" أو تقوم بإجراء تهديدات هاتفية وفي أحيان كثيرة يهجمون على الفلسطينيين في الشوارع ويجبرونهم على الرحيل تحت تهديد السلاح. فكان من طبيعي أن يقوم المئات من الفلسطينيين بحزم أمتعتهم للفرار من العراق.


                            تعليق


                            • #15
                              "نحن أحق بدخول سوريا"


                              كل بضعة دقائق تمر على معسكر اللاجئين عربات محملة بأسر عراقية قد جمعت أغراضها متجهة إلى سوريا. منذ بداية الحرب وحتى الآن بلغ عدد اللاجئين العراقيين في سوريا حوالي 000 700 لاجئ، وبالرغم من ذلك لا تزال أبواب سوريا مفتوحة لهم مما يثير استياء الفلسطينيين الذين يمكثون في المعسكر. فتقول واحدة من اللاجئين: "نحن أحق بدخول سوريا، العراقيون لديهم دولة يستطيعون العودة إليها ولكننا نجلس هنا مع أطفالنا ولا نعلم ماذا سيكون مصيرنا. ينبغي على السوريين أن يسمحوا لنا على الأقل بدخول الأراضي السورية حتى نكون في أمان".

                              ولكن سوريا تتخذ موقفا صارما في هذا الشأن فالأمر متعلق بالمبدأ، فمنذ عشرات السنوات وسوريا تعتبر ملاذا للأرمن، للفلسطينيين، للعراقيين وأخيرا لمئات الآلاف من اللبنانيين. وترى الحكومة أنها لا تجني من وراء ذلك أي تقدير من المجتمع الدولي بل تظل دائما محلا للنقد. ولكن لورنس يولس، المسئول الأممي عن المعسكر، مدح استراتيجية سوريا في التعامل مع اللاجئين وحث المجتمع الدولي على المساهمة في تحسين الأوضاع، ويقول يولس في هذا السياق: "إن الأمر يتعلق بعدد قليل من اللاجئين. فإن عدد الفلسطينيين الموجودين في العراق يتراوح بين عشرة آلاف وعشرين ألفا. إذا تم تقسيمهم على عدد من الدول سنكون قد وجدنا حلا للمشكلة".


                              تعليق

                              يعمل...
                              X