جنات: لم تنس الذاكرة الفلسطينية بعد كيف كانت بداية العلاقات بين قيادة منظمة التحرير الفلسطينية والإسرائيليين والامريكيين والتي تُوجت باتفاقيات “السلام” والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.
ففي الوقت الذي كانت فيه المنظمة برئاسة ياسر عرفات تخوض كفاحاً مسلحاً شرساً ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومصالحه داخل وخارج أرض فلسطين المحتلة كانت تجري اللقاءات السرية مع شخصيات إسرائيلية وامريكية “غير رسمية” ، وما كان مجرد لقاءات غير مباشرة مع “إسرائيليين” تطور ليصل إلى التفاوض المباشر وصولاً إلى ما آلت إليه القضية الفلسطينية بعد اتفاقات اوسلو .
بدايات متشابهة لمسلسل التنازل
*-* في العام 1970 قدمت المنظمة أولى حلقات مسلسل التنازل حين اعلنت عن مبادرة لحل الصراع مع “إسرائيل” بإقامة دولة ديمقراطية علمانية.
وكذلك حماس قدمت المبادرات قبل أن تخوض الانتخابات وعلى رأسها مبادرة الهدنة مع إسرائيل، والآن تركز على مبادرة الهدنة.
*-* وفي عام 1974 قالت منظمة التحرير الفلسطينية إنها تقبل بقيام دولة فلسطينية على أي جزء من فلسطين يتم تحريره.
وقد أعلنت حماس مرارا بأنها تقبل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 دون شروط.
*-* قالت منظمة التحرير الفلسطينية في ميثاقها إنها تعتبر العرب جزءا من عملية الصراع ضد إسرائيل، لكنها في الواقع العملي قبلت بهم كوسطاء بينها وبين “إسرائيل”.
ولا تختلف حماس في نصوص ميثاقها عن حشد العرب والمسلمين، لكنها تقبل بهم أيضا كوسطاء بينها وبين “إسرائيل”.
*-* كانت المنظمة معنية بأن تثبت للعالم أنها منظمة غير إرهابية وهدفها إحقاق الحق.
والآن حماس تفعل نفس الشيء، وهي منهمكة في تبرئة نفسها من تهمة الإرهاب.
*-* وقفت منظمة التحرير بداية ضد المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل، لكنها قبلت المفاوضات غير المباشرة بعد حين، وقبلت في النهاية المفاوضات المباشرة.
وحماس تخوض الآن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر أطراف عدة على رأسها الحكومة المصرية.
*-* وتقول حماس بأن خطواتها السياسية عبارة عن تكتيك لا يعبر عن إستراتيجية عمل، وهذا ما دأبت منظمة التحرير على ترديده سابقاً.
منظمة التحرير ألغت ميثاقها ..وحماس تضرب بميثاقها عرض الحائط!
في العام 1965 انطلقت حركة فتح من اجل تحرير فلسطين المحتلة عام (1948) حيث لم تكن أراضي الضفة والقطاع والقدس الشرقية قد احتلت بعد .
واعلنت في بيانها الاول أنها انطلقت لقتال الصهاينة “ اتكالا منا على الله ، وإيمانا منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب ، وإيمانا منا بواجب الجهاد المقدس” ، وقد نصت مبادئ فتح ان “الثورة” هي الطريق لتحرير فلسطين وأن فتح لا تعترف بالاتفاقات والمشاريع والقرارات التي تعترف باغتصاب “إسرائيل” لأرض فلسطين.
لكن حركة فتح سرعان ما تنكرت لميثاقها ومبادئها وقررت السير في طريق المفاوضات، وأدخلت تعديلات على “ميثاقها الوطني” فحذفت البنود المتعلقة بإزالة “إسرائيل” من الوجود وما يتعارض مع “اتفاق أوسلو” الذي أقرت فيه بحق إسرائيل في الوجود على أرض فلسطين المغتصبة.
تقول المادة الثالثة عشرة من ميثاق حماس بخصوص الحلول السلمية، والمبادرات والمؤتمرات الدولية:
(( تتعارض المبادرات، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية، فالتفريط في أي جزء من فلسطين تفريط في جزء من الدين .. وتثار من حين لآخر الدعوة لعقد مؤتمر دولي للنظر في حل القضية، فيقبل من يقبل ويرفض من يرفض لسبب أو لآخر مطالبًا بتحقيق شرط أو شروط، ليوافق على عقد المؤتمر والمشاركة فيه، وحركة المقاومة الإسلامية لمعرفتها بالأطراف التي يتكون منها المؤتمر، وماضي وحاضر مواقفها من قضايا المسلمين لا ترى أن تلك المؤتمرات يمكن أن تحقق المطالب أو تعيد الحقوق، أو تنصف المظلوم، وما تلك المؤتمرات إلا نوع من أنواع تحكيم أهل الكفر في أرض المسلمين، ومتى أنصف أهل الكفر أهل الإيمان؟
ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد، أما المبادرات والطروحات والمؤتمرات الدولية، فمضيعة للوقت، وعبث من العبث، والشعب الفلسطيني أكرم من أن يعبث بمستقبله، وحقه ومصيره)).
وللتذكرة: تقول المادة الحادية عشرة من ميثاق حماس:
(( تعتقد حركة المقاومة الإسلامية أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية، ولا يملك ذلك ملك أو رئيس، أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية، لأن فلسطين أرض وقف إسلامي على الأجيال الإسلامية إلى يوم القيامة)).
لقاء قادة حماس مع الرئيس الامريكي الاسبق كارتر كشف حجم التنازل المستعدة حماس لتقديمه!
السلام مع إسرائيل بعد ان كان جريمة وأحد المحرمات في ميثاق حماس اصبح ممكناً بشرط استفتاء الشعب على ذلك!
فقد قدمت قيادة حماس في لقائها بدمشق مع الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر تصورها لمستقبل الصراع مع "اسرائيل" والحل الذي تراه الحركة :
(( إذا نجح "الرئيس عباس" في مفاوضات الحل النهائي والتوصل الى اتفاق مع اسرائيل، ستقبل حماس بقرار وإرادة الشعب الفلسطيني من خلال استفتاء يراقبه مراقبون دوليون، بما فيهم البعض من مركز كارتر، او من خلال مجلس وطني جديد ينتخب وفق آليات يتم التوافق عليها وطنيا، حتى لو كانت حماس معارضة لذلك الاتفاق.
ولضمان امكان مناقشة الاستفتاء، وان يكون اختيار الناخبين يعبر بصدق عن ارادة الشعب الفلسطيني، سيكون من الضروري تحقيق مصالحة وطنية، خصوصا بين فتح وحماس!!!!.
وبخصوص الاعتراف بإسرائيل كان موقف حماس الذي تم ابلاغه لكارتر هو رفض الحركة الإعتراف بإسرائيل. لكنا حماس كما قال خالد مشعل : " تؤيد الإلتزم المتبادل بهدنة لمدة عشر سنوات، بهدف تسهيل الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلت سنة 1967، بما في ذلك القدس، دون المساس بحق العودة، وبعد تنفيذ اسرائيل لذلك يتم مناقشة حق العودة والإعتراف بإسرائيل"!!!.
استدراج حماس لطريق فتح
منذ استشهاد قادة حماس المؤسسين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي بدأت عملية استدراج حركة حماس لتسقط في نفس المستنقع الذي دخلته حركة فتح.
وكان دخول حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت على أساس اتفاقات اوسلو وهو ما رفضته حماس سابقاً في عام 1996 رفضاً باتاً ، ثم دخولها للسلطة الفلسطينية تحت سقف اوسلو والتزاماتها بداية الانحراف عن ميثاق الحركة ومبادئها حتى وصل حال حماس بعد امساكها بزمام الحكم في قطاع غزة إلى توسل التهدئة والهدنة مع “إسرائيل”.
احتفاء حماس المبالغ به بلقاء كارتر!
منذ البداية لم يكن مريحاً ذلك الترحيب المبالغ فيه من حماس بزيارة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر ، فليس هناك "فتح دبلوماسي" يستحق الاحتفال بلقاء رجل ترك السلطة منذ سنوات بعيدة ، ولأن التجربة ما زالت تؤكد أن أكثر ألاعيب الاستدراج في السياسة إنما تأتي في الغالب من أناس خارج السلطة يتقمصون دور الوسطاء ، أو من سياسيين وباحثين وكتاب وبرلمانيين يعملون لحساب دوائر ذات صلات بالصهاينة ومراكز صنع القرار في الغرب.
هذا ما تقوله تجربة حركة فتح والفصائل الفلسطينية ، وسائر الحركات الثورية ، وكذلك الحركات الإسلامية التي كانت تطالب بتقديم تنازلات مجانية ، فتبدأ بشلح ثوابتها واحداً إثر الآخر من دون أن يتقدم الطرف الآخر خطوة نحوها.
لقد بدأت معضلة حماس من لحظة دخول الانتخابات تحت سقف أوسلو الذي لم ينتج سوى سلطة تابعة للاحتلال مصممة لخدمة مصالحه ، ثم تفاقمت أكثر بعد الحسم العسكري.
في البداية قبلت حماس ما يعرف بوثيقة الوفاق الوطني رغم مخالفتها لبرنامجها وخطابها من أجل حكومة الوحدة الوطنية ، فكان أن بقيت الوثيقة وذهبت الحكومة ، واليوم لن يتجاوز هذا الخطاب الذي نسمعه لعبة التنازلات المجانية .
لقد حشرت حماس نفسها في قطاع غزة ، وصار فك الحصار هو الهدف الذي تدور السياسة من حوله ، مع أن الجميع يدرك أن القطاع ليس هو أسّ الصراع ، وهو لا يشكل سوى واحد ونصف في المئة من فلسطين ، ولا تسأل قبل ذلك وبعده عما نالها من مصائب في الضفة الغربية.
كيف تقبل حماس بفكرة الاستفتاء على اتفاق لم تكشف تفاصيله ، وماذا لو قرروا عرضه على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 67 دون سواهم؟ ثم ماذا لو كانت النتيجة هي الموافقة في حال كان الاتفاق على شاكلة أوسلو غامضاً يقبل التأويل فيما يتعلق بقضايا الوضع النهائي ، بينما يكرس الدولة المؤقتة قبل ذلك؟، عندها على حماس أن تقبل بمقدمات خريطة الطريق وعلى رأسها وقف المقاومة ، وبعد ذلك تذهب لانتخابات نتيجتها معروفة .
التايمز: مناورة كارتر لم تذهب سدى
تحت عنوان "مناورة جيمي كارتر" كتبت التايمز في افتتاحيتها أن الرئيس الأميركي الأسبق لم يضيع وقته في دمشق. حيث صدر بيان مقبول لدى كل الأطراف المعنية جاء فيه أن حماس ستقبل حق إسرائيل في العيش كجارة قريبة في سلام.
ومن جهته أقر كارتر بأن هذا لم يكن تقدما مفاجئا لأن اجتماعات دمشق والبيانات الختامية لم تحمل صفة رسمية، وأي قبول من حماس لإسرائيل كجارة سيتوقف على مصالحة بين حماس وفتح، في مقابل عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967 وإجراء استفتاء يتضمن كل الفلسطينيين.
القيادي في حماس محمود الزهار : “لا سلام من دون حماس “ !!
في مقال كتبه القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار في صحيفة امريكية اعادت نشره صحيفة "الرسالة" التابعة لحماس قال الزهار انه لا سلام بدون حماس! في إشارة واضحة الدلالة على إمكانية السلام بشرط وجود حماس!
وقال الزهار : “تجلب خطة جيمي كارتر في زيارة قيادة حماس هذا الأسبوع، الأمانة والبراغماتية في الشرق الأوسط، بينما تؤكد حقيقة أن السياسة الأميركية قد وصلت إلى طريق مسدود.
الآن، وأخيرا يأتي كلام كارتر المشجع، مؤكدا ما يجب أن يستنتجه أي مفكر مستقل وغير فاسد: لا يمكن لأية «خطة سلام» أو «خارطة طريق» أو «مجمل الاتفاقات السابقة» ان تكون قادرة على النجاح إلا إذا جلسنا حول طاولة المفاوضات من دون أي شروط مسبقة”.
وأضاف الزهار في مقاله الذي يناقض تماماً ما ينص عليه ميثاق حماس ويمثل هرولة غير مفهومة في الحديث عن “السلام المزعوم”:
“ لا يمكن تحقيق ولو خطوة محدودة في «عملية سلام» مع الفلسطينيين قبل انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 وتفكيك كل المستوطنات وإخراج جنودها من غزة والضفة الغربية والتخلي عن استيلائها على أراضي القدس وإطلاق سراح كل السجناء وإنهاء حصارها لحدودنا الدولية وساحلنا ومجالنا الجوي على نحو دائم. ستكون هذه بمثابة نقطة بداية للمفاوضات وستضع أساسا لعودة ملايين اللاجئين".
فهل سنشهد قريبا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ويخرج علينا شيوخ التأصيلات الشرعية بما يؤيد ذلك بل ما يؤيد “السلام” مع “إسرائيل”!!
#############
ففي الوقت الذي كانت فيه المنظمة برئاسة ياسر عرفات تخوض كفاحاً مسلحاً شرساً ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي ومصالحه داخل وخارج أرض فلسطين المحتلة كانت تجري اللقاءات السرية مع شخصيات إسرائيلية وامريكية “غير رسمية” ، وما كان مجرد لقاءات غير مباشرة مع “إسرائيليين” تطور ليصل إلى التفاوض المباشر وصولاً إلى ما آلت إليه القضية الفلسطينية بعد اتفاقات اوسلو .
بدايات متشابهة لمسلسل التنازل
*-* في العام 1970 قدمت المنظمة أولى حلقات مسلسل التنازل حين اعلنت عن مبادرة لحل الصراع مع “إسرائيل” بإقامة دولة ديمقراطية علمانية.
وكذلك حماس قدمت المبادرات قبل أن تخوض الانتخابات وعلى رأسها مبادرة الهدنة مع إسرائيل، والآن تركز على مبادرة الهدنة.
*-* وفي عام 1974 قالت منظمة التحرير الفلسطينية إنها تقبل بقيام دولة فلسطينية على أي جزء من فلسطين يتم تحريره.
وقد أعلنت حماس مرارا بأنها تقبل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967 دون شروط.
*-* قالت منظمة التحرير الفلسطينية في ميثاقها إنها تعتبر العرب جزءا من عملية الصراع ضد إسرائيل، لكنها في الواقع العملي قبلت بهم كوسطاء بينها وبين “إسرائيل”.
ولا تختلف حماس في نصوص ميثاقها عن حشد العرب والمسلمين، لكنها تقبل بهم أيضا كوسطاء بينها وبين “إسرائيل”.
*-* كانت المنظمة معنية بأن تثبت للعالم أنها منظمة غير إرهابية وهدفها إحقاق الحق.
والآن حماس تفعل نفس الشيء، وهي منهمكة في تبرئة نفسها من تهمة الإرهاب.
*-* وقفت منظمة التحرير بداية ضد المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع إسرائيل، لكنها قبلت المفاوضات غير المباشرة بعد حين، وقبلت في النهاية المفاوضات المباشرة.
وحماس تخوض الآن مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر أطراف عدة على رأسها الحكومة المصرية.
*-* وتقول حماس بأن خطواتها السياسية عبارة عن تكتيك لا يعبر عن إستراتيجية عمل، وهذا ما دأبت منظمة التحرير على ترديده سابقاً.
منظمة التحرير ألغت ميثاقها ..وحماس تضرب بميثاقها عرض الحائط!
في العام 1965 انطلقت حركة فتح من اجل تحرير فلسطين المحتلة عام (1948) حيث لم تكن أراضي الضفة والقطاع والقدس الشرقية قد احتلت بعد .
واعلنت في بيانها الاول أنها انطلقت لقتال الصهاينة “ اتكالا منا على الله ، وإيمانا منا بحق شعبنا في الكفاح لاسترداد وطنه المغتصب ، وإيمانا منا بواجب الجهاد المقدس” ، وقد نصت مبادئ فتح ان “الثورة” هي الطريق لتحرير فلسطين وأن فتح لا تعترف بالاتفاقات والمشاريع والقرارات التي تعترف باغتصاب “إسرائيل” لأرض فلسطين.
لكن حركة فتح سرعان ما تنكرت لميثاقها ومبادئها وقررت السير في طريق المفاوضات، وأدخلت تعديلات على “ميثاقها الوطني” فحذفت البنود المتعلقة بإزالة “إسرائيل” من الوجود وما يتعارض مع “اتفاق أوسلو” الذي أقرت فيه بحق إسرائيل في الوجود على أرض فلسطين المغتصبة.
تقول المادة الثالثة عشرة من ميثاق حماس بخصوص الحلول السلمية، والمبادرات والمؤتمرات الدولية:
(( تتعارض المبادرات، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية مع عقيدة حركة المقاومة الإسلامية، فالتفريط في أي جزء من فلسطين تفريط في جزء من الدين .. وتثار من حين لآخر الدعوة لعقد مؤتمر دولي للنظر في حل القضية، فيقبل من يقبل ويرفض من يرفض لسبب أو لآخر مطالبًا بتحقيق شرط أو شروط، ليوافق على عقد المؤتمر والمشاركة فيه، وحركة المقاومة الإسلامية لمعرفتها بالأطراف التي يتكون منها المؤتمر، وماضي وحاضر مواقفها من قضايا المسلمين لا ترى أن تلك المؤتمرات يمكن أن تحقق المطالب أو تعيد الحقوق، أو تنصف المظلوم، وما تلك المؤتمرات إلا نوع من أنواع تحكيم أهل الكفر في أرض المسلمين، ومتى أنصف أهل الكفر أهل الإيمان؟
ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد، أما المبادرات والطروحات والمؤتمرات الدولية، فمضيعة للوقت، وعبث من العبث، والشعب الفلسطيني أكرم من أن يعبث بمستقبله، وحقه ومصيره)).
وللتذكرة: تقول المادة الحادية عشرة من ميثاق حماس:
(( تعتقد حركة المقاومة الإسلامية أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها، ولا تملك ذلك دولة عربية أو كل الدول العربية، ولا يملك ذلك ملك أو رئيس، أو كل الملوك والرؤساء، ولا تملك ذلك منظمة أو كل المنظمات سواء كانت فلسطينية أو عربية، لأن فلسطين أرض وقف إسلامي على الأجيال الإسلامية إلى يوم القيامة)).
لقاء قادة حماس مع الرئيس الامريكي الاسبق كارتر كشف حجم التنازل المستعدة حماس لتقديمه!
السلام مع إسرائيل بعد ان كان جريمة وأحد المحرمات في ميثاق حماس اصبح ممكناً بشرط استفتاء الشعب على ذلك!
فقد قدمت قيادة حماس في لقائها بدمشق مع الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر تصورها لمستقبل الصراع مع "اسرائيل" والحل الذي تراه الحركة :
(( إذا نجح "الرئيس عباس" في مفاوضات الحل النهائي والتوصل الى اتفاق مع اسرائيل، ستقبل حماس بقرار وإرادة الشعب الفلسطيني من خلال استفتاء يراقبه مراقبون دوليون، بما فيهم البعض من مركز كارتر، او من خلال مجلس وطني جديد ينتخب وفق آليات يتم التوافق عليها وطنيا، حتى لو كانت حماس معارضة لذلك الاتفاق.
ولضمان امكان مناقشة الاستفتاء، وان يكون اختيار الناخبين يعبر بصدق عن ارادة الشعب الفلسطيني، سيكون من الضروري تحقيق مصالحة وطنية، خصوصا بين فتح وحماس!!!!.
وبخصوص الاعتراف بإسرائيل كان موقف حماس الذي تم ابلاغه لكارتر هو رفض الحركة الإعتراف بإسرائيل. لكنا حماس كما قال خالد مشعل : " تؤيد الإلتزم المتبادل بهدنة لمدة عشر سنوات، بهدف تسهيل الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي احتلت سنة 1967، بما في ذلك القدس، دون المساس بحق العودة، وبعد تنفيذ اسرائيل لذلك يتم مناقشة حق العودة والإعتراف بإسرائيل"!!!.
استدراج حماس لطريق فتح
منذ استشهاد قادة حماس المؤسسين الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي بدأت عملية استدراج حركة حماس لتسقط في نفس المستنقع الذي دخلته حركة فتح.
وكان دخول حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت على أساس اتفاقات اوسلو وهو ما رفضته حماس سابقاً في عام 1996 رفضاً باتاً ، ثم دخولها للسلطة الفلسطينية تحت سقف اوسلو والتزاماتها بداية الانحراف عن ميثاق الحركة ومبادئها حتى وصل حال حماس بعد امساكها بزمام الحكم في قطاع غزة إلى توسل التهدئة والهدنة مع “إسرائيل”.
احتفاء حماس المبالغ به بلقاء كارتر!
منذ البداية لم يكن مريحاً ذلك الترحيب المبالغ فيه من حماس بزيارة الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر ، فليس هناك "فتح دبلوماسي" يستحق الاحتفال بلقاء رجل ترك السلطة منذ سنوات بعيدة ، ولأن التجربة ما زالت تؤكد أن أكثر ألاعيب الاستدراج في السياسة إنما تأتي في الغالب من أناس خارج السلطة يتقمصون دور الوسطاء ، أو من سياسيين وباحثين وكتاب وبرلمانيين يعملون لحساب دوائر ذات صلات بالصهاينة ومراكز صنع القرار في الغرب.
هذا ما تقوله تجربة حركة فتح والفصائل الفلسطينية ، وسائر الحركات الثورية ، وكذلك الحركات الإسلامية التي كانت تطالب بتقديم تنازلات مجانية ، فتبدأ بشلح ثوابتها واحداً إثر الآخر من دون أن يتقدم الطرف الآخر خطوة نحوها.
لقد بدأت معضلة حماس من لحظة دخول الانتخابات تحت سقف أوسلو الذي لم ينتج سوى سلطة تابعة للاحتلال مصممة لخدمة مصالحه ، ثم تفاقمت أكثر بعد الحسم العسكري.
في البداية قبلت حماس ما يعرف بوثيقة الوفاق الوطني رغم مخالفتها لبرنامجها وخطابها من أجل حكومة الوحدة الوطنية ، فكان أن بقيت الوثيقة وذهبت الحكومة ، واليوم لن يتجاوز هذا الخطاب الذي نسمعه لعبة التنازلات المجانية .
لقد حشرت حماس نفسها في قطاع غزة ، وصار فك الحصار هو الهدف الذي تدور السياسة من حوله ، مع أن الجميع يدرك أن القطاع ليس هو أسّ الصراع ، وهو لا يشكل سوى واحد ونصف في المئة من فلسطين ، ولا تسأل قبل ذلك وبعده عما نالها من مصائب في الضفة الغربية.
كيف تقبل حماس بفكرة الاستفتاء على اتفاق لم تكشف تفاصيله ، وماذا لو قرروا عرضه على فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 67 دون سواهم؟ ثم ماذا لو كانت النتيجة هي الموافقة في حال كان الاتفاق على شاكلة أوسلو غامضاً يقبل التأويل فيما يتعلق بقضايا الوضع النهائي ، بينما يكرس الدولة المؤقتة قبل ذلك؟، عندها على حماس أن تقبل بمقدمات خريطة الطريق وعلى رأسها وقف المقاومة ، وبعد ذلك تذهب لانتخابات نتيجتها معروفة .
التايمز: مناورة كارتر لم تذهب سدى
تحت عنوان "مناورة جيمي كارتر" كتبت التايمز في افتتاحيتها أن الرئيس الأميركي الأسبق لم يضيع وقته في دمشق. حيث صدر بيان مقبول لدى كل الأطراف المعنية جاء فيه أن حماس ستقبل حق إسرائيل في العيش كجارة قريبة في سلام.
ومن جهته أقر كارتر بأن هذا لم يكن تقدما مفاجئا لأن اجتماعات دمشق والبيانات الختامية لم تحمل صفة رسمية، وأي قبول من حماس لإسرائيل كجارة سيتوقف على مصالحة بين حماس وفتح، في مقابل عودة إسرائيل إلى حدود ما قبل 1967 وإجراء استفتاء يتضمن كل الفلسطينيين.
القيادي في حماس محمود الزهار : “لا سلام من دون حماس “ !!
في مقال كتبه القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار في صحيفة امريكية اعادت نشره صحيفة "الرسالة" التابعة لحماس قال الزهار انه لا سلام بدون حماس! في إشارة واضحة الدلالة على إمكانية السلام بشرط وجود حماس!
وقال الزهار : “تجلب خطة جيمي كارتر في زيارة قيادة حماس هذا الأسبوع، الأمانة والبراغماتية في الشرق الأوسط، بينما تؤكد حقيقة أن السياسة الأميركية قد وصلت إلى طريق مسدود.
الآن، وأخيرا يأتي كلام كارتر المشجع، مؤكدا ما يجب أن يستنتجه أي مفكر مستقل وغير فاسد: لا يمكن لأية «خطة سلام» أو «خارطة طريق» أو «مجمل الاتفاقات السابقة» ان تكون قادرة على النجاح إلا إذا جلسنا حول طاولة المفاوضات من دون أي شروط مسبقة”.
وأضاف الزهار في مقاله الذي يناقض تماماً ما ينص عليه ميثاق حماس ويمثل هرولة غير مفهومة في الحديث عن “السلام المزعوم”:
“ لا يمكن تحقيق ولو خطوة محدودة في «عملية سلام» مع الفلسطينيين قبل انسحاب إسرائيل إلى حدود عام 1967 وتفكيك كل المستوطنات وإخراج جنودها من غزة والضفة الغربية والتخلي عن استيلائها على أراضي القدس وإطلاق سراح كل السجناء وإنهاء حصارها لحدودنا الدولية وساحلنا ومجالنا الجوي على نحو دائم. ستكون هذه بمثابة نقطة بداية للمفاوضات وستضع أساسا لعودة ملايين اللاجئين".
فهل سنشهد قريبا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ويخرج علينا شيوخ التأصيلات الشرعية بما يؤيد ذلك بل ما يؤيد “السلام” مع “إسرائيل”!!
#############
تعليق