في الذكرى الستين للنكبة .. زيارة بوش..والراقصون على جراحنا
نحن الفلسطينيون نفتقد من يشاركنا (آلام النكبة وأحزانها) وفي نفس الوقت أبدى عدد من قادة دول العالم استعدادهم للحضور إلى الكيان الصهيوني وتقديم «التهاني» بمناسبة ذكرى إقامة الكيان المحتل الصهيوني على ارضنا التي احتلها وعلى رأسهم جورج بوش .. كنا نتمنى حضورهم وفي جعبتهم قرارات تاريخية تضع حدا للصراع الدامي والدائم في المنطقة..تضع حدا للاحتلال والسيطرة والقتل والتشريد والمعاناة وتعيد الحقوق إلى أصحابها الأصليين وتنصف شعبنا الذي تشرد في أصقاع الأرض .
العالم يغطي جرائم الاحتلال
دول العالم مجتمعة تتحمل المسؤولية الكاملة عن نكبة شعبنا الفلسطيني كونها تغاضت عن تشريد شعب بأكمله ولم تسعى إلى إجبار المحتل الغاصب بالالتزام بقرارات دولية اتخذت بهذا الخصوص ..كنا نتمنى أن تحل الذكرى الستين لنكبة شعبنا وقد لاح في الأفق بوادر حل دائم وشامل لقضيتنا العادلة !!
كنا نتمنى أن تحل الذكرى الستين للنكبة وقد زالت آثار النكبة وانعكاساتها عن شعبنا الفلسطيني..لكننا ومع الأسف بهذه الزيارة الماكرة لمجرم الحرب بوش وسكوت العالم عن جرائم المحتلين نعيش نكبة جديدة بكل ترتيباتها وكواليسها ... نكبة الانحياز الامريكي للمحتل الصهيوني ودعمه بالمال والسلاح والمواقف... نعيش نكبة الالتفاف على الحق الفلسطيني والتنكر له .
نكبة الاستمرار في احتلال أراضينا ومصادرتها بالقوة ..نكبة اغلاق معابر غزة وقطع الكهرباء والوقود عنهم نكبة حصار أطفال غزة وحرمانهم من أدنى سبل العيش الكريم ...نكبة الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي يضيف مأساة جديدة إلى التاريخ الفلسطيني .
والآن وفي ذكرى اغتصاب الأرض الفلسطينية يسعى الاحتلال الصهيوني لحشد اكبر عدد من قادة العالم بهدف إعطاء مشروعية أكبر لفكرة كون دولة المحتل دولة يهودية، كما يبدو للوهلة الأولى، ولكن هل هذه هي حقيقة المشهد اليوم في ستينية النكبة .
رغم كل هذا وغيره وحتى لو ان كل اهل الارض جميعا باركوا واعترفوا ووقفوا الى جانب الكيان المحتل فلن يعطي ذلك شرعية لوجود المحتل على ارضنا ما دامت الارض هي الارض ولن يضيع حقنا يالتقادم مهما طالت سنوات المحتل وبطشه .
مقاومة باسلة ........وهزائم متتاليه
قبل احتلال فلسطين كان الاعتقاد السائد عند اليهود ان اليهود شعب بلا أرض وأن فلسطين أرض بلا شعب، واعتبر المحتل آنذاك ان الفلسطينيين مثلهم كمثل الهنود الحمر يمكن ابادتهم واخلاء الأرض منهم وتشتيتهم في بقاع العالم العربي الكبير ويخلو للمحتل وجه فلسطين، ولكن الآن وبعد ستين عاماً اعترف المحتل الصهيوني ان فلسطين أرض لها شعب وان ابادته هي المستحيل ذاته ولن يهنأ المحتل وينعم بالأمن حتى يلج الجمل في سم الخياط.
و ليس من شك أن الواقع في فلسطين فرض نفسه وقال كلمته في أن الحق لا يضيع مادام وراءه مطالب،وكيف عندما يكون المطالب بحقه يملك الارادة القوية والعزيمة الصلبة لاسترداد حقوقه وما نماذج المقاومة الباسلة للمجاهدين في غزة والضفة الا خير شاهد وما تلك العمليات والضربات الموجعه للمحتل الا اكبر برهان ودليل على عدم ضياع الحق مهما توالت الايام وتعاقبت السنين .
وليس صعباً أن يدرك المراقب للمشهد الصهيوني حالة الارتباك على أثر تراجع حالة الزهو والكبر التي كان يتبجح بها المحتل من ان جيشه لا يقهر إثرالهزائم والإخفاقات المتتالية التي مني بها جيش الاحتلال الصهيوني، فمن هزيمته بخروجه مندحرا من قطاع غزة على يد المقاومة الباسلة الى هزيمته النكراء في جنوب لبنان على يد رجال حزب الله حيث ان المحتل لم يكن ليتوقع ان يواجه مقاومة باسلة كما هي في فلسطين ولبنان .
دروس النكبة
وأخيراً فإن للنكبة دروسا وعبر فهل تعلمنا منها الدرس القاسي, وانه يجب علينا أن نتكاتف ونتحاور ونحافظ على الوطن ونضعه في عيوننا ننشد له البقاء, ونجنبه المخاطر والأعاصير التي تقذف به بعيداً, وهل عرفنا كم يكون الوطن عزيزاً وغالياً؟؟؟؟وان فقد الوطن هو فقد الحياة......... لأن الحياة بدون وطن لا قيمه لها, خصوصاً أننا عانينا من الغربة سنوات طويلة, فما أجمل الوطن وما أروع النوم بين أحضانه لأن دفئه أجمل وأغلى من أي حضن, ولهذا نموت ويبقى الوطن ولتحيى فلسطين حرة أبيه.
المصدر: خاص نداء القدس
تعليق