إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خلايا القاعدة في اليمن ذاتية الحركة وأكثر تناسلا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خلايا القاعدة في اليمن ذاتية الحركة وأكثر تناسلا

    خلايا القاعدة في اليمن ذاتية الحركة وأكثر تناسلا
    عبد الإله حيدر شائع
    http://abdulela.maktoobblog.com

    يأتي تبني كتائب جند اليمن قصف مقر إقامة علي عبد الله صالح حاكم اليمن ضمن سلسلة عمليات مكثفة في اليمن ضد مصالح أمريكية بالدرجة الأولى والحلفاء المحليين والدوليين كالسفارة الإيطالية.
    ورغم أن عمليات كتائب جند اليمن لا تشاكل عمليات تنظيم القاعدة الرسمي بقيادة ابو بصير من حيث دقة الاختيار الزمني، وقوة الاعداد، ودقة التنفيذ كالعمليات المتزامنة الأربع بسيارات مفخخة ضربت اهدافا نفطية في حضرموت ومأرب في نفس التوقيت متزامنة مع الانتخابات الرئاسية والمحلية سبتمبر2006، إلا أن هذه العمليات كشفت كم هو تحالف الإرهاب الدولي والمحلي هشا وضعيفا رغم عدم دقة الإصابة لدى كتائب جند اليمن في قذائف الهاون والمورتر.
    فالسفارة الإمريكية في صنعاء أغلقت أبوابها، والخارجية الأمريكية أصدرت تحذيرا لرعاياها وحثا لهم على المغادرة بتوفير رحلات مجانية على مدار الساعة، وشركة توتال الفرنسية أجلت جميع عائلات موظفيها بعد تقارير استخباراتية أنها في وضع غير أمن وبقي الفنيون الأساسيون في الشركة، والشركة الأمريكية كنديان نيكسن النفطية أغلقت ابوابها ورحلت طاقمها وعلقت أعمالها في اليمن، والشركات النفطية الأمريكية الاخرى رحل طاقمها بعد قصف المجمع السكني لهم.

    وتتزامن وتيرة العمليات باتجاه تصاعدي بعد ثلاثة أيام من خطاب حواري مع الجمهور أجاب عن اسئلتها الدكتور أيمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة يحرض فيها على ضرب الحملة الصليبية وحلفاءها بما فيهم الحلفاء المحليين.
    "ندعو لضرب المصالح الصليبية واليهودية أينما وجدت لإرغام الغزاة على الرحيل من ديار المسلمين، والكف عن دعم الأنظمة الفاسدة في بلاد المسلمين، ولحشد الأمة الإسلامية للتصدي لهم، وتعرية الحكومات العميلة التي تدافع عنهم، بالإضافة إلى تحريض المسلمين للسعي الدؤوب للتخلص من الأنظمة الفاسدة المفسدة التي تجثم على صدورهم" الدكتور أيمن الظواهري-لقاء مفتوح مع الجمهور-مركز الفجر للإعلام-3 إبريل 2008.
    العمليات تستهدف "الحملة الصليبية وأعوانها" بحسب توصيف القاعدة، وركيزة أساسية في خطتها الاستراتيجية هو الامن "فكما تقتلون تُقتلون " من خطاب للشيخ أسامة بن لادن لأمريكا وحلفاءها.
    خلايا قاعدتها ذاتية الحركة
    ويتميز عمل تنظيم القاعدة في اليمن أنه على نمط الخلايا الشبكية التي تتشكل دون الحاجة للرجوع إلى التنظيم الرسمي، مما يجعلها أكثر تناسلا، وأخف حركة، وأكثر إيلاما. وتقوم الخلايا الشبكية بالاعتماد الذاتي، والتواصل الفعال التقني مع الخلايا الجهادية في العالم، والمحبين والأنصار، والمهتمين والمتابعين ووسائل الإعلام المختلفة، ووفق الإطار الذي ورد في كلمة الظواهري تتشكل المزيد من الخلايا ذاتية الحركة.
    ويقول الباحث الإمريكي غريغوري د. جونسين Gregory D. Johnsen( باحث ذو مهمات بحثية سابقة في اليمن، حاليا مرشح لنيل الدكتوراه في دراسات الشرق الادنى من جامعة برينستون) أن التنظيم الرسمي للقاعدة أعاد تشكيل نفسه بقيادة ناصر عبد الكريم الوحيشي –أبو بصير - Nasir al-Wahayshi
    ويقول غيرغوري في عدد مارس الماضي في دراسته عن أمير تنظيم القاعدة في اليمن أبو بصير بعنوان
    -Al-Qaeda in Yemen Reorganizes under Nasir al-Wahayshi-
    مسئول عن زيادة قوة القاعدة في اليمن، وهو سكرتير سابق لأسامة بن لادن عمره 32 سنة المسمى ناصر الوحيشي تولى قيادة التنظيم حين ظن الجميع أنه صفي, وببطء وخلال العامين الماضيين, أعاد إحياء القاعدة في اليمن".
    "صدور العدد الثاني من صدى الملاحم في 13 مارس الماضي يوضح إلى أي درجة أعادت القاعدة تشكيل وتنظيم نفسها. العدد الأخير للمجلة الإلكترونية صدر تحديدا بعد شهرين من صدور الأول على العديد من المواقع والمدونات. ولكن كانت هناك تغييرات مهمة في المجلة. فلم تعد تصدرها القاعدة في اليمن, بل "تنظيم قاعدة الجهاد في جنوب الجزيرة العربية". كان هناك كذلك تأكيد على الجودة و الثقة في العدد الثاني كانت ناقصة عما كان عليه العدد الأول."
    مثلا نفت المجلة ما ادعته صحيفة (الوسط الأهلية) عن لقاء بالمسؤول ا لإعلامي للقاعدة أو متحدث باسمها في شهر يناير ونفته نفيا قاطعا "نحن نقول بأننا في تنظيم قاعدة الجهاد في جنوب الجزيرة العربية, ادعت صحيفة الوسط أنها التقت بأبي عبد الرحمن كمسؤول إعلامي للقاعدة وأحمد المنصور كناطق باسمها، نقول لا نعرف هذين الشخصين ولا يمثلانا بأي حال من الأحوال, وليس لهما علاقة بالتنظيم".صدى الملاحم-العدد الثاني- مركز الفجر للإعلام.
    ويستدل غريغوري د. جونسين في دراسته عن تنظيم القاعدة في اليمن المنشورة في أحد أهم مؤسسات دراسات الإرهاب في العالم في واشنطن -Terrorism Focus- أن "كل هذا يدل على زيادة القيادة المركزية داخل صفوف الجماعة في اليمن".
    وتسرد الدراسة عن تنظيم القاعدة في اليمن أنه "في نوفمبر 2002م, فقد التنظيم قائده أبو علي الحارثي في هجوم شنته سي آي أي... بعد ذلك بعام, بدت القاعدة ميتة, عندما وصلت القاعدة إلى الحضيض في نوفمبر 2003م, أعيد الوحيشي إلى اليمن كجزء من إتفاقية تسليم مع إيران. "
    ونسبت الدراسة هدوء القاعدة النسبي في العمل على جبهة جنوب جزيرة العرب يعود إلى الجهود المكثفة لحكومة الولايات المتحدة واليمن, والعديد من البرامج البديلة وإغراء الحرب في العراق جميعها ساهم في أكثر من عامين في الهدوء النسبي داخل اليمن."
    ويقرأ غريغوري د. جونسين - Gregory D. Johnsen-أن ذلك كله تغير حين نجحت قيادة القاعدة بإمارة أبو بصير من الفرار في فبراير 2006م, عندما فر الوحيشي و 22 سجينا غيره من سجن الأمن السياسي في صنعاء. وكان الهروب معلما لبداية المرحلة الثانية من الحرب ضد القاعدة في اليمن."
    لماذا أبو بصير!؟
    برفقة مساعده الذي يثق فيه, قاسم الريمي (Qasim al-Raymi) – المكنى بأبو هريرة الصنعاني – أعاد الوحيشي بناء التنظيم بشكل كامل, الذي هو الآن منظم بشكل أفضل مما كان تحت قيادة الحارثي في 2002م. العملية الأولية لإعادة البناء كانت بطيئة و من غير الواضح ما إذا كان الوحيشي يقود عمليات التنظيم قبل أن يعلن رسميا قائدا لتنظيم القاعدة في اليمن في يونيو 2007م. و لكنه منذ ذلك الوقت وحد سلطة الجماعة, و يبدو أنه الآن ثابت في القيادة."
    واطلع الباحث الأمريكي في شؤون الإرهاب على ماكتبه "الأمير ابو بصير- ناصر الوحيشي تحكي قصة طويلة مفصلا فيها كيفية الهروب من السجن, و التي "في غياب أي توصيف رسمي, تبقى رواية الوحيشي أنها الرواية الأكثر قبولا حول الهروب."
    الوحيشي, المكنى بأبو بصير, رثى أبو الليث الليبي, القيادي في القاعدة الذي قتل في نهاية يناير في باكستان, في آخر عدد من صدى الملاحم. جزء من هذا الرثاء قد يساعد على تفسير لماذا تم إختيار الوحيشي كقائد للجماعة في 2007م.
    في بداية بيانه يورد عدد من شخصيات القاعدة الذين قتلوا الذين من بينهم رجال كأبو حفص, و أبو عبيدة, و أبو علي الحارثي. ضمنيا ليس فقط من واجبه أن يتحدث عن الليبي كقائد للجماعة, و لكن كذلك عن صلاته بقيادات القاعدة الأوائل هؤلاء عندما كان بجانب بن لادن في أفغانستان، ويربط خطابه بكل المجاهدين في العالم " وفتح الإسلام رأس حربة المجاهدين في بلاد الشام" ابو بصير كلمة صوتية-ديسمبر2007.
    وتفسر الدراسة كيف تم اختيار ابو بصير كأمير لتنظيم القاعدة في اليمن "من غير المعروف بالتحديد متى غادر الوحيشي منزله في محافظة البيضاء جنوب اليمن خلال التسعينيات للذهاب إلى أفغانستان, حيث أصبح مع مرور الوقت سكرتير لابن ولكن الوحيشي من غير ريب إستغل صلاته الشخصية بابن لادن, الذي يبدو أنه أبهر نسبيا الشباب الذين يشكلون اليوم الجيل الثاني للقاعدة في اليمن. هذا الإتصال الشخصي بقيادات القاعدة الأوائل في نهاية التسعينات عمل كمصادقة ضمنية لمؤهلاته كقائد. و يمكن أن يقال أن سلطته صدّق عليها عن طريق مرافقته للجيل الأول للقاعدة."
    بعد الهجوم الأمريكي على الطالبان و القاعدة في أفغانستان في نهاية 2001م, فر الوحيشي عبر الحدود إلى إيران حيث إعتقل هناك .و سلم إلى اليمن مع ثمانية غيره في نوفمبر 2003م. لم توجه اليمن رسميا أي تهم ضده, و لكنه بقي في السجن حتى هروبه في فبراير 2006م.
    يعتقد غريغوري د. جونسين أن السنوات التي قضاها ابو بصير في السجون الإيرانية و اليمنية جعلته يصبح أشد قسوة. فقد إشتكى من التعذيب في السجون اليمنية, و هدد بالرد على الذين يعذبون رفاقه بالموت.
    وتميز الدراسة عن طريق قراءة دقيقة لمسيرة القاعدة بين الذين سلموا أنفسهم للسلطات والاخرين المطاردين الذين يقودون العمليات، حيث أن أبو بصير اتهم الأعضاء الأقدم في القاعدة بعقد الصفقات مع الحكومة اليمنية. وبعد أن سلم جبر البنا نفسه (على رأسه خمسة ملايين دولار لعلاقته بخلية لاكوانا في منهاتن بنيويورك) وتبعه جمال البدوي (العقل المدبر لضرب المدمرة الأمريكية USS Cole اكتوبر2000) أصدر أبو بصير كلمة قصيرة -20 دقيقة- بعنوان "وعد صادق" يؤكد فيه أن "جيل الأنبياء والصحابة والصالحين لا يتنازلون عن مبادئهم ولا يستسلمون، ,ان التمكين لا يأتي إلا بعد الابتلاء وهذه سنة الله ولا يمكن تبديلها، والمجاهدون قد نجحوا في استدراج الأمريكان إلى مواطن عدة في افغانستان والعراق لنحرهم، ونحن على أبواب الخلافة الإسلامية بالانتصارات في العالم " ابو بصير –وعد صادق- كلمة صوتية- شبكة الاخلاص الاسلامية.
    "فلا تُفتِ نفسك أنك على ثغر وأنت لست على شيء، فكن غازيا أو معدا أو محرضا ولا تكن قاعدا فتهلك، ولا تسمعوا لفتوى قاعد عن نصرة الله، ففاقد الشيء لا يعطيه،وكثرة الشهداء وشدة الابتلاءات دليل على قرب النصر والفرج، وأما المفاوضات والتسليم فدليل على الذل والمهانة والحرص على الحياة، فاطلبوا الموت توهب لكم الحياة" كلمة صوتية-ابو بصير- ديسمبر 2007.
    ويفسر غريغوري د. جونسين هذا التوجه الصريح الغير متردد أنه نسبيا شيء جديد في اليمن, حيث المفاوضات والتسويات هي الوسائل الشائعة. الفلسفة الأساسية التي أقامها الوحيشي بين أتباعه في اليمن فصلت في العدد الأخير من صدى الملاحم.: "الجهاد واجب شرعي جعله الله فرض عين". مثل هذا التبرير لا يترك مكانا للمفاوضات, و هذا بالتحديد الموقف الذي تبنته القاعدة في اليمن تحت قيادة الوحيشي.
    ويختم غريغوري د. جونسين دراسته أن تنظيم القاعد في اليمن تحت قيادة أبو بصير –ناصر عبد الكريم الوحيشي-أصبح أكثر حدة, و أفضل تنظيما, و أكثر طموحا من أي وقت مضى".
يعمل...
X