ثــرثــرة نــواعـــم!!!
في ظل ما سموه تجديد الخطاب الديني!!!
بـقـلم:
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي
هذه قصص وأحداث وحوارات حقيقية جرت ولازالت تجري على أرض الواقع قمت بصياغتها بأسلوبي توثيقا للأجيال والتاريخ ( وبعضها) بدون الأسماء والمناصب الحقيقية لأصحابها { إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) { {وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
ثــرثــرة نــواعـــم!!!
في ظل ما سموه تجديد الخطاب الديني[3]!!!
واصلت الندوة أعمالها وبداء دور القطاع النسائي يمثله في الندوة السبع الموبقات أو السبع المصائب : نوال السعداوي( 2) وبجانبها زميلاتها نوال ( 3 ) ونوال (4 ) و( الجندرية) وبقية ( السبع الموبقات ) اللواتي أجمعن ان الإسلام سبب تخلف المرأة ونسبن إلى الإسلام ما ليس فيه ولبسّن على الناس وشّوشن على الحقائق بمزيج من الجهل والكفر والنفاق والعياذ بالله . هاجمن الحجاب الشرعي باسم العادات والتقاليد وهاجمن الحشمة ومنع الاختلاط باسم العادات والتقاليد وهاجمن الزواج المبكر باسم العادات والتقاليد وهاجمن ( لا تخرج المرأة إلا بمحرم ) باسم العادات والتقاليد وغيرها من القضايا التي سنحاول الوقوف أمامها بإيجاز بما استطعنا بإذن الله [4]. وادعّين باطلا بضرورة تجديد الخطاب الديني حول النساء وتحليل ما حرم الله والعياذ بالله.
وعلى سبيل المثال قالت نوال السعداوي ( 2 ) : ) أدعوا إلى العمل بكل السبل الممكنة إلى إلغاء القيود المفروضة على سفر المرأة والتخلص من العادات التي كرستها العقليات المتحجرة داخل المجتمع – على حد قولها- وطالبت السلطات بإلغاء الحجر على سفر المرأة إلا بمحرم وبإذن خطي ممن يعولها , وأضافت : إن ما تعانيه المرأة في ظل هذه العقليات ومنها تكريس ظاهرة " الزواج المبكرّ التي فرضتها عقليات متحجرة داخل المجتمع وهو ما تسبب في حرمان المرأة من العمل ودعم نفسها بنفسها ) .
وكشفت ( نوال السعداوي اليمنية – ) نعم ( كشفت !!) إنها خاضت تجربة وسط أفراد أسرتها تمكنت خلالها توضيح الصورة المغلوطة والنظرة القائمة تجاه حصول المرأة على حقوقها إلا أنها اعترفت انها لا تزال تواجه مع الأهل صعوبات حول مسألة السماح لها بالسفر دون " محرم " خارج البلاد لمواصلة " دراستها الجامعية ".
وكانت العاصمة البريطانية أيضا بعد تلك الفترة قد احتضنت وفد نساء الأعمال اليمنيات اللواتي سافرن بلا محارم ! ومجموعة أخرى تحررن من المحرم والمحرّم واستجبن للجنرال كولن باول وزملائه وأتباعه الذين لا يقصدون " عمل المرأة " بل " العمل بالمرأة "!!!! إلى أمريكا ليتعشين على مائدة د. كوندي رايس ( طباخة فنادق طبعا – فبلا شك لا وقت لديهن جميعا للطبـيخ – وان كان لديهن وقت للدردشة و( الطباخ) اقصد (التصفيق) رغم ان نوال 3 أصرت انها ليست عارية - كما وصفها الباشمهندس ذات مرة وانه أخطاء التوصيف - وإنما هي متحررة من قيود التقاليد والمجتمع !!! وتأسف كثيرا – هي كما قالت سواء في الصحف أو على قناة الحرة والعبرية - لان المتحررات المتنورات أمثالها قليل في هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين !!
أما نوال 3 فقالت للحولاء القبيحة التي استضافتها على قناة الحرة إنها " لا تمانع من تجاوز كل ما كان عليه " مانعا " أو " ممنوعا " أو يمت لتاريخ وأجداد " مانع " بصلة وذلك بالتأكيد استجابة لنداء الوزير اليهودي الأميركي جيمس بيكر الذي قال: ( سنحطم المحرمات لدى المسلمين إلى ان نرى قادة السعودية وباكستان واليمن يجلسون " علنا" على طاولة تسيبي ليفني وشمعون بيريز سواء في تل أبيب أو شرم الشيخ أو العقبة !!!!!!)
وسبق ان كتبت وتكلمت ( ثــريــا) كثيرا عن حرية المرأة ومارستها في عنفوان الشباب وهي ألان في الولايات المتحدة الأمريكية هناك حيث معاناة المجتمع الأمريكي بسبب حوادث الاغتصاب وصلت حداً لا يطاق ولا تقبل الحكومة الأميركية بإيقافها مما حدا بالنساء إلى حمل أدوات المقاومة والدفاع عن النفس والتدرب على وسائل الدفاع الرياضية مثل الكاراتيه والملاكمة والجودو وخلافه والأغرب من ذلك الموضة التي تفشت في صفوف النساء لمقاومة الاغتصاب وهو «حزام العفة» ذلك الحزام الذي كان المقاتلون في العصور الوسطى يفرضونه على نسائهم عندما يغيبون في مهمات قتالية وكان يصنع غالباً من بعض المعادن الخفيفة وهو ذو قفل جانبي يأخذ مفتاحه الزوج لدى مغادرته ويفتحه عندما يعود من مهمته لكن الآن مع نهاية القرن العشرين الميلادي وفي بلد التحرر والحضارة كما يطلقون عليها تختار المرأة بمحض إرادتها هذا الحزام لتحمي نفسها من الاغتصاب إذ تلبسه وتترك مفتاحه في البيت فلا يتمكن من يريد اغتصابها من تنفيذ ما يريد والأغرب أيضاً أن الشركات المنتجة لم تتردد في إنتاجه على أوسع نطاق بألوان مختلفة ومقاسات متنوعة بحيث يكون مريحاً وانهمرت الإعلانات عنه وكسبت الشركات المنتجة في أقل من عام حوالي 400 مليون دولار([5]).
وانطلقت من هناك صرخـة ونداء من الصحفية الأميركية المتجولة إلى النساء ونشرتها كثير من المجلات والصحف وترجمت إلى العربية ومنها صحيفة المسلمون ومجلة المجتمع وغيرها! ففي المقال اليومي للصحفية الأميركية المتجولة «هيلي سيان ستانسيري» صرخة ونداء واضحان إذ تقول هذه الصحفية الأمريكية للمسلمين : « إن القيود التي يفرضها مجتمعكم على الفتاة صالحة ونافعة لهذا أنصح بأن تتمسكوا بها لأنها تحفظ أخلاقكم وتقاليدكم!! وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة فهذا خير لكم من إلاباحيه والانطلاق ومجون أوروبا!! إمنعوا الاختلاط فقد عانينا منه كثيراً! ( إن ضحايا الاختلاط يملأون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية!! إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا جعلت منهم عصابات أحداث ومخدرات ورقيق..).
أمر خطير نزل بسببه جبريل عليه السلام من السماء !!!
نحن نؤمن بان ديننا ( الإسلام ) ( وحـــي نــزل مـن السماء) إن الإسلام يا قــوم ليس مشروعا بشريا!! إن فنون الاجتهاد مفتوحة إلا فيما نزل فيه الوحي واضحا جليا في القران الكريم والسنة النبوية المطّهرة ).
والحجاب أمر خطير جدا نزل بسببه جبريل u من السماء حينما ضربت امرأة برجليها الأرض فأعلنت السماء حالة الطوارئ ونزل جبريل uمن السماء بأمر من رب العالمين جل وعلا ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31)
لقد نهى الله أصحاب رسول الله والمؤمنين من الحديث مع النساء إلا من وراء حجاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }الأحزاب53
نحن لا نقصد أن نخيط فم المرأة كلا !! نريدها الطبيبة والعالمة والممرضة والمعلمة والمستشارة كأم سلمة رضي الله عنها والمجاهدة والحافظة للقران والسنة و الكاتبة والخياطة وغيرها من المهن التي تحتاجها المجتمعات المسلمة بين النساء .
ولكننا نقصد المنهي عنه وهو التهتك والترقرق لغير زوجها والخضوع بالقول لغير زوجها {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب32
ونهى النبي r عن مصافحة النساء وفي ذلك حكمة بل حكم عظيمة يدركها الحليم العاقل والعالم الناضج بآثارها الحسية والمعنوية والجسدية . فجعل ربنا تبارك وتعالى كما أخبرنا النبي r ( الحياء شعبة من شعب إلا يمان ) ومدحه الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم فقال : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص:25)
( ثـريـا) تدّعي إنها:( نــبــيــه معاصره) !!!
ولكن ثـريـا قبل سفرها بأيام قليلة إلى أمريكا ( ثـرثـرت ) ووصلت بها ثرثرة الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني المعاصر إلى حد ( إدعاء النبؤة ) والعياذ بالله . وكتب مراسل صحيفة القدس العربي [6] إنها ادّعت النبؤة ولجاءت إلى الانترنت لتبليغ العالم عبر موقع الكتروني خاص بها بأنها ( نــبـــيــه مـــرســـلـــة ) لخلاص البشرية . وأشار الموقع إنها اهتدت إلى مؤمن واحد إتبع رسالتها وقامت بدعوة أصدقائها ورفاقها عبر منشور وزعته للإيمان برسالتها الجديدة. وأضاف الكاتب عنها في صحيفة القدس العربي نقلا عن بعض أصدقائها ممن دعتهم إلى إتباع رسالتها ( أنها تفكر بان رسالات السماء لم تنته وإن اصطفاء الرسل ليس حكرا على جنس الرجل !! ). ولذلك يقتضي المقام هنا أن نجد الإجابة على تساؤل البعض حول ولاية المرأة "الولاية العظمى في الحكم" بل أن البعض قد تساءل: لماذا لم يبعث الله سبحانه وتعالى للنساء نبية وهي أدرى بشؤونهن؟
وقد أجاب الشيخ فضيلة عبدالمجيد بن عزيز الزنداني على السؤال إجابة مطولة ويمكن تلخيصها في هذا المكان:
(أ) إن البلاغ عن الله وقيادة البشر وحمل المسؤولية العظمى لا بد له من صفات مثل الثبات والقوة والجلد والاحتمال ولنفترض أن الحاكم الظالم قام باغتصاب هذه المرأة الزعيمة وحملت منه، فكيف يكون حالها مع هذا الذي تواجهه وهو أب لطفلها؟ وكيف يكون حالها مع طفلها أيضا؟ المسألة لاشك شاقة ولذلك اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ( وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ ) الأنعام124).
(ب) كذلك إن المسئولية العظمى تقتض شجاعة وإقداما فقد يقتض الوضع إقامة الحد كالجلد أو القتل والمرأة عاطفية فلا تستطيع أن تتحمل ولذلك فهي غير قادرة على إقامة العدل.
(ج) كذلك إن المرأة قد حباها الله بخصائص وصفات لا يملكها الرجل مثل الصبر على تربية الأطفال والسهر عليهم والقيام بالأعباء المنزلية مما لا يتوافر لدى الرجل وعاطفتها تتغلب على حزمها وضبطها. لذلك قدمها الرسول صلى الله عليه وسلم على الرجال في حسن الصحبة.
(د) إن المسئولية العظمى تقتضى خوض الحروب واتخاذ قرارات سريعة بالانتقال السريع إلى مواقع الأحداث السياسية والحربية ولذلك إذا فاجأت البلاد حرب أو عدون عسكري والمسئولية في يد امرأة وهي في لحظة (وضع وولادة) والدستور يمنح حق القرار في هذا الشأن للزعيم فكيف يكون الحال؟
(هـ) إن مقدار الشطط في خصومة النساء يعرفه كل إنسان وهو ما لا يجعل منها قادرة على تحمل أعباء الحكم، فالمرأة إذا مارست العداء مارسته بشدة وعنف وإذا أحبت أحبت بعنف وعمى أيضا.- انتهى كلام الشيخ –
وقد حدد الله تبارك وتعالى قدراتها وقال حكماء العرب للإنسانية ( إن أسدا خلفه الف نعامة سيهزم جيشا فيه الف أسد تقوده نعامه ).
ومعلوم إن اغلب الإمبراطوريات سقطت بسبب ( فتنة النساء!).
ويتضح هنا أكثر بيان بطلان دعوى المنادين بتحرير المرأة ومساواتها بالرجل، لأن للمرأة تركيبها وخصائصها وفروقها التي تتميز بها عن الرجل. إذ أنه لا يمكن أن يتساوى الرجل بالمرأة، فالرجل لا يحيض ولا يلد ولا يرضع ولا يعاني ما تعانيه المرأة خلال كل ذلك من الأم الحيض والأم الحمل تسعة أشهر، منها أربعة أشهر تعاف فيها الزاد وخمسة أشهر تحمل فيها الجنين أيضا يحدث خلالها اضطراب في أنظمتها المختلفة مما لا يحدث عند الرجل وتقوم بإرضاع الطفل على الأقل بين كل ساعتين أو أكثر من ذلك بالإضافة إلى العناية بالطفل وطهارته ونومه وحمايته من الجراثيم والأوبئة، ثم السهر عليه وعنايته وعلاجه وغيرها من الأعمال العظيمة التي لا يقوى الرجل على القيام بها وهي تتحمل كل ذلك بالإضافة إلى النزيف الدموي الذي قد يستمر أربعين يوما، ثم حولين كاملين من الاعتناء الدقيق بالطفل إذا لم تعن قد حملت بآخر. ثم التربية الضرورية للطفل في مراحل نموه المختلفة وتعليمه وتوجيهه في الأسرة والمجتمع.
إن هذه المهمة الطبيعية العظيمة للمرأة عندما أهملت في تجارب البلدان الاشتراكية التحررية أحدثت تفككا رهيبا في حياة المجتمع والأسرة أوصلت إلى كوارث وفواجع والأم. وبعد 70 سنة من التجربة المرة يأتي الرئيس السوفييتي جورباتشوف في كتابه (البيروسترويكا، أي إعادة البناء) ليقرر: (ولكن طوال سنوات تاريخنا البطولي والشاق عجزنا أن نولي اهتماما لحقوق المرأة الخاصة واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة بيت ووظيفتها التعليمية التي لا غنى عنها بالنسبة للأطفال. إن المرأة إذ تعمل في مجال البحث العلمي وفي مواقع البناء وفي الإنتاج والخدمات وتشارك في النشاط الإبداعي لم يعد لديها الوقت للقيام بواجباتها اليومية في المنزل- العمل المنزلي وتربية الأطفال وإقامة جو اشري طيب- لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا في سلوك الأطفال والشباب وفي معنوياتنا وثقافتنا وفي الإنتاج تعلو جزئيا إلى تدهور العلاقات الأسرية والمواقف المتراخية من المسؤوليات الأسرية وهذه نتيجة مناقضة لرغبتنا المخلصة والمبررة سياسيا لمساواة المرأة بالرجل في كل شيء، والآن في مجرى البيروسترويكا بدأنا نتغلب على هذا الوضع ولهذا السبب، فإننا نجري الآن مناقشات حادة في الصحافة وفي المنظمات العامة والعمل والمنزل بخصوص ما يجب أن نفعله لنسهل على المرأة العودة إلى رسالتها النسائية البحتة. وهناك مشكلة أخرى هي استخدام المرأة في الوظائف الشاقة الضارة بصحتها وهذا هو تراث الحرب التي فقدنا فيها أعدادا ضخمة من الرجال والتي خلفت لنا نقصا حادا في اليد العاملة في كل مكان في كافة مجالات الإنتاج، لقد بدأنا الآن نعالج هذه المشكلة) ([7]).
وهو يقول أيضا عن مشكلة الخمر والمخدرات التي أدت هي الأخرى إلى مشاكل وأخطار جمة: (سنواصل بحزم النضال ضد السكر وإدمان الكحوليات وهذا الشر الاجتماعي قد ضرب بجذور عميقة في مجتمعنا لقرون وأصبح عادة سيئة. ومن ثم فليس من السهل مقاومتها بيد أن المجتمع ناضج لتحول جذري في هذه الناحية، فقد زاد سوء استخدام الكحوليات وبخاصة في العقدين الماضيين بمعدل ينذر بالخطر ويهدد مستقبل البلاد ذاته وتذكرنا الجماهير العاملة على الدوام بالحاجة إلى تكثيف جهودنا لمقاومة هذا الشر ويطالب البعض حتى بتحريمها على نطاق البلاد ونحن نجيب إذا ما أردتم فطبقوا التحريم في أسركم في منطقتكم وحيكم في آلاف القرى و المناطق ([8]).
وقبل ذلك الرئيس الأمريكي الأسبق صرح: إن مستقبل أمريكا في خطر، لأن شبابها مائع منحل غارق في الشهوات، الأمر الذي سيجعلهم عاجزين عن القيام بالمهام الملقاة على عواتقهم.
وكثير من العلماء والأدباء والمفكرين والسياسيين والأطباء في المجتمعات الأوروبية وغيرها أصبحوا يدركون مفاسد الدعوة القديمة إلى تحرير المرأة أو مساواتها بالرجال والأضرار الناتجة عنها.
وفي هذا ردا واضحا على دعاوى وشبهات البعض ممن اختلطت عليهم الأمور أو جهلوا حقيقة الإسلام لنقص في علمهم ومسايرة للشيطان، ولان العلم الذي سخره الله للإنسان يقود إلى الإيمان فان نتائج الأبحاث الطبية والعلمية المعاصرة أثبتت قطعيا الفوارق البيولوجية بين المرأة والرجل واثبات ذلك يؤكد الحقيقة القرآنية {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }آل عمران36 وغيرها من الفوارق المتعددة بين الرجل والمرأة وحكمة الله عز وجل في هذا التفريق الموصل إلى التكامل أيضا، والذكورة والأنوثة ليست مقصورة على الإنسان وحده، بل في كل شيء خلقه الله من حيوان ونبات وجماد {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ } يس36 سورة يس الآية 35، (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون) سورة الذاريات الآية 49،.
من تلك الفروق على مستوى النطف، وعلى مستوى الخلية وفي مرحلة الطفولة وفي مرحلة البلوغ وفى مرحلة النضوج وتكوين الأسرة والفرق بين الأم والأب والفروق في التكوين التشريحي وفي التكوين الفسيولوجي (الوظيفي) والتكوين الهرموني والسمات النفسية والعقلية وقوانين وظائف الأعضاء والحالات النفسية والعصبية والإفرازات الجسمية الدورية والمنتظمة وغيرها.
وبيّن العلماء حكمة الله من التحريم في شؤون الزواج وأنواعه في القران الكريم، بل وكل المحرمات التي نهى الله سبحانه وتعالى ورسوله عن الاقتراب منها وأضرارها على الإنسان والمجتمع والبيئة والبيت. وهناك العديد من المحاضرات والأبحاث والكتب التي صدرت تحمل تفاصيل مهمة لكل مسلم عن هذه الأمور المعاصرة وحكم الإسلام فيها ([9]).
ومن المفيد ان نتوقف قليلا هنا أمام مسألة النظرة الحرام وهي تعني تنبيه الفطرة لدى الإنسان. هذا التنبيه الذي يحتاج إلى أن يسلك الإنسان سلوكا طبيعيا فطريا ليستقر مرة ثانية. ولما كان الأعزب لا يجد طريقا فطريا طبيعيا للاستقرار فإنه يكبت ويثبط فيتردد الأعزب مع تردد النظرات الحرام بين إثارة وتثبيط بسبب سفور المرأة وتبرجها وخروجها من بيتها تختلط بالرجال في الأسواق والمكاتب والحفلات وغيرها، فتنشأ عن ذلك التردد (البرودة الجنسية) وقد تصل إلى (العنة).
يروي الشيخ عبدالمجيد الزنداني أنه عندما كان صغيرا شاباكان يناقش مع أقرانه من الشباب قضايا الشباب والمرأة وكان البعض من الشباب المتهور المنفلت يتحمسون لتحرير المرأة من الحجاب والعفة ويدعونها إلى السفور والتبرج ويزينون لها ذلك وكانوا يتساءلون معه لماذا تريدون المرأة أن تضل محجبة؟ وكان يرد آنذاك لأن هذا يثير الشهوة، فكانوا يردون عليه قائلين: إن هذا لا يثير الشهوة، إننا نذهب إلى بلاجات وحمامات سباحة وشواطئ ونرى المرأة عارية ولا يثير ذلك لدينا أي إحساس فقط. أنتم المتدينون معقدون.. أنتم أيها المشائخ المسلمون عندكم هذه الناحية متقدة ومستعرة.. وكانوا يقسمون إيمانا غليظة ويسوقون أدلة على عدم استثارة المرأة العارية لهم، وكان الشيخ يحفظها في نفسه ويقول: صدق الله ورسوله وكذبتم هذا لا يجوز ولم يحرم الله شيئا إلا لحكمة.
وتجلت جوانب من هذه الحكمة في عصرنا: ( فقد لفت إنتباه الدكتور صادق من مصر ظاهرة وجود عدد من الأمراض التناسلية لدى بعض الشباب العزاب والفتيات غير المتزوجات وهي أمراض لا تصيب إلا المتزوجين مثل: "التهاب البروستاتا وتورم الرحم وغيرها" فأخذ يبحث عن أسباب هذه الظاهرة فتوصل إلى النتيجة الدالة على ذلك وهي "النظرة الحرام" وقدم بحثا إلى المؤتمر الطبي للإعجاز في القران والسنة).
وجانب آخر من الحكمة تجلت في عصرنا وهى: أن سبب البرودة الجنسية أيضا لدى الشباب أمثال أولئك الذين كانوا يجادلون الشيخ الزنداني حفظه الله هو تحطم بعض الأسلاك والأجهزة الجنسية والتناسلية عندهم. لذلك لا يعودون إلى فطرتهم السوية إلا بالإقلاع عن المعاصي أو بواسطة الأدوية والمخدرات وغيرها.
ولذلك نجد الأوروبيين يتهمون الشرفيين والعرب المسلمين خاصة بالحرارة الجنسية لأنهم أصحاء معافون صانوا فروجهم وحفظوها من النظرة الحرام فحفظ الله فطرتهم وكيانهم امتثالا لقول الله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) سورة النور الآيتان 31/35، وامتدح الله سبحانه وتعالى (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَات) سورة الأحزاب الآية 35،
{وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }الأحزاب29
كما بيّن العلماء الآثار المدمرة للزنا في المجتمعات البشرية[10]، فلقد حرم الله الزنا لحكمة نبيلة، فآثاره المدمرة تعم الفرد والمجتمع فينتج عنه الأمراض المختلفة مثل: الزهري ومضاعفاته الأليمة والسيلان والقرحة الرخوة والقرحة الأكالة وسنط التناسل وهربس التناسل والعقم والجرب وقمل العانة، وأنواع كثيرة من الأمراض الجلدية الفطرية، بالإضافة إلى الأمراض الخلقية والنفسية والاجتماعية واختلاط الأنساب وما ينتج عن ذلك من تدمير وهلاك للمجتمع والصورة ماثلة في المجتمعات الإباحية الهابطة والحكيم من يعتبر من هذا كله قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) سورة الإسراء الآية 32،. وفي تقرير قام به فريق من أخصائي النساء والولادة في فلوريدا بأمريكا جاء : إن هناك زيادة في الأمراض بنسبة 800% في خلال أربع سنوات في الفتـرة ما بين 70- 1974م وهذه النسبة في الحالات المشابهة بها كسرطان عنق الرحم وذلك للفتيات من 15- 22 عاما ويرجع الباحثون هذه الزيادة الرهيبة إلى الزيادة المطردة في الممارسة الجنسية بدون تمييز (الزنى) وإلى زيادة استعمال حبوب منع الحمل ([11]).
وقبل عدة سنوات قامت الصحافة والتلفزيون الأمريكي بإجراء إحصائيات عن (حالات الحمل )من (الأمهات قبل الزواج) إي من سن 11 إلى 18 سنه فقط ، وهذه السن التي يحددها القانون للزواج ولا يسمح بالزواج قبلها ،فكانت النتيجة هي (11 مليون طفل غير شرعي قبل سن الزواج ) من(الأمهات قبل سن الزواج ) واقـتصر الإحصاء على هذه الفئة مع ان هناك أطفال غير شرعيين من سن 18 إلى 46 سنه هذا رغم استخدام موانع الحمل المختلفة.[12]
وسجلت بريطانيا أعلى معدل في العالم للحمل غير الشرعي في أوساط الفتيات المراهقات وقالت دراسة عن " العلاقات المحرمة في أكثر من 50 دوله " أعدتها " جمعية ألامومه العالمية " ان نحو 42000طـفل يولدون سنويا في بريطانيا لأمهات غير متزوجات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما وهو معدل أعلى من الولايات المتحد وبولندا واليابان ومعظم دول العالم الثالث أي ان بريطانيا تضم أعلى معدل للعلاقات غير الشرعية في أوساط المراهقين ويعتقد ان ما نسبته 11% من جميع الولادات كل عام إي ما مجموعه 15مليون ولادة سنويا هي لفتيات مراهقات. وتـبـيّن الدراسة ان 77% من نساء الدوّل الصناعية يمارسن الفاحشة قبل وصولهن سن العشرين مقارنة مع 80%نساء شبه الصحراء إلا فريقيه و50%من نساء أمريكا أللاتينيه بينما 60% تقريبا من نساء البيرو وكولومبيا تعرضت للاضطهاد والاغتصاب والعنف والاستغلال وبشكل مشابه أظهرت الدراسات في كينيا وبوتسوانا ان كثيرات من المراهقات تم إجبارهن على ممارسة الفاحشة بالقوة .وقدرت الدراسة ان 30% من الفتيات المراهقات في العالم يجبرن على ممارسة الفاحشة رغم إرادتهن . وقالت رئيسة جمعية " تنظيم ألاسرة في بريطانيا " " ان هذه الدراسة عكست ظاهره باتت معروفه في المجتمع البريطاني مشيرة إلى ان بريطانيا تشهد حالات إنجاب خارج إطار الزواج أكثر من إي وقت مضى . كما ان إعلان أميرة بريطانيا وزوجها الأمير أنهما يمارسان الزنا خارج إطار الزواج الشرعي شجع أكثر فأكثر على التأسي بهما وإعلان الآلاف بل الملايين نفس الإعلان مما ساعد على استعجال غضب الله ووعده بظهور الأمراض التي لم تكن في الأسلاف مع ظهور وإشاعة الفاحشة في المجتمعات وهي البديل الحقيقي للعفة والطهارة والزواج الشرعي. وقد اجتاحت أوروبا وأمريكا ووصلت إلى بعض البلاد الإسلامية والعربية مع بعض العصاة والمنحرفين القادمين من ملاهي أوربا وأماكنها المشبوهة. وأبرز تلك الأمراض الخطيرة الرهيبة التي أحدثت موجة من الذعر والخوف وبلغت أعداد ضحاياه الآلاف مرض (نقص المناعة) الإيدز Aidsوهو الأحرف الأولى من اسمه بالإنجليزية ويعني: "النقص المكتسب في مناعة الجسم تجاه الأمراض". وقد اكتشفت أول إصابة بالإيدز عام 1979م في مدينة نيويورك الأمريكية عند رجل شاذ جنسيا ثم تتابعت الإصابات واتصفت بسيرها السريع نحو الموت، والعامل المسبب هو فيروس اكتشف عام 1983 م في كل من أمريكا وفرنسا. وتبدي هذه الفيروسات ولعا شديدا وخاصا بخلايا الجهاز المناعي في جسم الإنسان وبخلايا الجهاز العصبي المركزي فتهاجمها وتخربها مما يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية شديدة وكذلك إلى انهيار مقاومة البدن فيصبح فريسة سهلة للسرطان وإلا نتنات الفتاكة ويقدر عدد الحاملين للمرض بالملايين وأتصف هذا المرض الخبيث منذ ظهوره بالانتشار السريع. فالإصابات والوفيات تتزايد في خط بياني صاعد ومستقيم وهي تتضاعف كل ستة أشهر ولقب (بطاعون العصر) وقامت المظاهرات الصاخبة تطالب المسئولين بوقف انتشار هذا المرض الذي يهدد فئات المجتمع بالكامل وقد امتنع كثير من الناس عن إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفا من العدوى وخرجت مظاهرات في عاصمة السينما الأمريكية (هوليوود) عاصمة الرذيلة العالمية تطالب بمنع القبلات في الأفلام لأنها إحدى طرق انتشار المرض الخبيث. وقد خصصت ميزانيات هائلة هناك للبحث في وسائل العلاج وأنشئت في الجامعات وغيرها مراكز البحث العلمي الطبي والعيادات المتخصصة واتخاذ الإجراءات الوقائية التي لا حصر لها وأغلقت الحمامات العامة وأطلقت صيحات الإنذار من مركز مراقبة الأوبئة الأمريكي وتحذيرات تقول: (علينا جميعا أن نفهم أنه يجب علينا أن نغير من نمط حياتنا ويجب أن يسمع الجميع هذه الرسالة بأن أسلوب الممارسة الجنسية الصحي والشرعي هو الوحيد الذي يجب أن يوجد في حياتنا ويكون شريكنا لأنه الدرع الواقي الوحيد من الإصابة بهذا الوباء اللعين. والطاعون الآخر اللعين أيضا وهو "الهربس ".
وقد وقف الأستاذ الكندي (برسو) أستاذ علم الأجنة في المؤتمر الطبي الإسلامي وغيره في الندوات والمؤتمرات العالمية والجامعات وهو أيضا بالمناسبة أستاذ في جامعة ما نيتوبا الكندية يقول : بعد أن شاعت فاحشة الزنا وتعددت المعاشرة الجنسية بين الرجال والنساء ظهر مرض جديد لم يكن معروفا عند الأسلاف فتك بعشرين مليونا من الأمريكيين في عام 1982م وفي كل عام يزداد المصابون به بحوالي نصف مليون وسببه فيروس "الهربس" وهذا المرض الوبائي ينتشر بسرعة لدرجة أنه ينتقل من إنسان إلى آخر إذا تعاقبا على الجلوس في دورات المياه. وذكر خطر مرض "الإيدز" أيضاً وخطورته وسرعة انتشاره، وأشار إلى: أن المريض يفقد المناعة المكتسبة لدرجة أنه إذا أصيب بالسعال الخفيف قد يتحول إلى ذبحة صدرية أو إلتهابا رئوي يؤدي به القبر.
وقال البروفيسور برسو: "انظروا الحكمة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بحديث صحيح قبل 14 قرنا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) رواه مالك. فمن أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم؟! إنه الله رب العالمين، إن هذا عقاب جماعي للذين يتجاهلون سنن الله وأوامره، قال الله تعالى: (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ{28} أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِين) سورة العنكبوت الآيتان 29/28، ويقول سبحانه وتعالى: (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ{54} أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون) سورة النمل 56/54،.
ويبقى ذلك التحدي الرئيسي أمام الحضارة المعاصرة التي أمعنت في الانحراف والشذوذ والإباحية هل تستمر في هذا الطريق بدعوى الحفاظ على حرية الفرد وإقامة النظام الديمقراطي وحق الإنسان في التمتع الحيواني فتضيف إلى إنسانها الذي يئن تحت وطأة التمزق الاجتماعي والضياع النفسي والخواء الروحي وكابوس الحرب النووية تضيف خطر "الإيدز" الذي يهدده بالعاقبة الوخيمة أم أنها ستستجيب لصيحات الإنذار الداعية لإنهاء عصر الإباحية الجنسية والحرية الديمقراطية المفرطة بعد أن تأكد لها أن الطهر والعفاف ضرورة حيوية وصحية، كما أنهما ضرورة أخلاقية واجتماعية. إنه نداء الفطرة التي تنسجم مع شرع الله عز وجل فقد أباح لعباده الطيبات وحرم عليهم الخبائث والفواحش والإثم والمنكرات.
وفي أثناء وجود الشيخ عبدالمجيد الزنداني حفظه الله قبل سنوات في استراليا ولبيان الإعجاز العلمي للقران والسنة والدعوة إلى الله ونشر الإسلام رسالته إحدى الصحف عن ما لدى المسلمين من علاج لخطر (الإيدز) وغيره؟ فأثبت الشيخ عبدالمجيد الزنداني أولا اعتراف الغرب كله وأوروبا كلها بعدم قدرتها على توفير العلاج لهذه الأمراض الجديدة الخطيرة مما حدا بهم إلى حجـز المرضى في محاجر خاصة معدة لذلك وعزلهم عن بقية السكان واعتبر الشيخ الزنداني هذا أيضا حلا غير موفق. وقال للصحيفة: ( أخشى أن تتسع المحاجر لتصبح في حجم القارات لأن المرض مستمر والوافدين إلى هذه المحاجر مستمرون.).
وذكر الشيخ عبدالمجيد الزنداني للصحيفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله من داء إلا أنزل معه الشفاء علمه من علمه وجهله من جهله". ففرح الناس بهذا الخبر الصادق وسألوا الشيخ الزنداني عن الدواء فبين لهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم السابق عن الأثر الذي يتركه ظهور الفاحشة ودعاهم إلى استئصال جذور السبب المباشر التي تمنع حصوله بإبطال كل القوانين والعادات والوسائل الخبيثة التي أدت إلى الانحلال الأخلاقي والممارسات الجنسية الحيوانية وتربية الجيل تربية حضارية جديدة تقوم على العفة والطهارة والإحصان وهذا لا يمنع التكامل بين الأخلاق الفاضلة والتقدم العلمي والتكنولوجي.. هذا هو الحل الإسلامي الصحيح وهو الحل القادم مرة أخرى إلى البشرية لينقذها مما وصلت إليه من انحطاط وفساد وأزمات وتدهور، فالمستقبل للإسلام لان الذي كمله وأتم نعمته للناس ورضيه لهم هو الله (ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) سورة الأنعام الآية 102.
ومن أول أولويات الحل الصحيح ضرورة الزواج المبكر لتفادى كثير من المنكرات والأخطار التي تحيط بالمجتمع بسبب مشكلات تأخير الزواج وغلاء المهور والشروط المجحفة من قبل هذا الطرف أو ذاك. ووجه الرسول صلى الله علية وسلم نداءه إلى الشباب عامة "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ".. رواه البخاري. ومن هذا المنطلق أسهمت فكرة "تيسير الزواج" وتحديد المهور اليسيرة وتزويج الشباب والشابات، وإقامة حفلات الزواج الجماعي الميّسره ويوجه الشيخ الشباب دائماً بقوله لهم "تخيروا لنطفكم" و"استفيدوا من طاقتكم في التكاثر لأن الرسول عليه الصلاة والسلام مباه بأمته الأمم " وأوجدوا حالة الاستقرار الفطري عندكم أبعدوا القلق والتفكير في المرأة لساعات طويلة عنكم بالزواج والاستفادة من التفكير والوقت في عمل آخر صالح وهو يمازحهم فيقول لهم: "إن قوة الجذب الفطرية بين الرجال والنساء هي التي تدفعكم أيها الشباب إلى التعبير عما في خواطركم برسم (قلب وسهم) بمجرد النظرة الأولى" كما يوجه نظر الشابات إلى خطر السفور على البيوت المستورة وعلى تحطيم الأسر ويحذر من ممارسة المرأة العدوان على أخواتهن النساء الأخريات لأن التبرج وإظهار الزينة والجمال للآخرين لا يعني الحرية، بل يعني العدوان على الأخريات القابعات في بيوتهن بينما تـتمخطر هذه المرأة في الشارع أمام الآباء والأزواج والأخوان بأبهى زينة وتتمايل بسيرها فيميل الناس بأعناقهم وأجسامهم إليهن وتتمايل هي عن طريق (الكعب العالي) الذي يجعلها لا تسير سيرا طبيعيا، بل تترنح يمنة ويسرة ويردد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "يكون آخر الزمان رجال يركبون على المياثر حتى يأتون أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات".. رواه أحمد والحاكم عن ابن عمر.
وقوله عليه الصلاة والسلام أيضا في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهم، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". يشرح ذلك الشيخ عبدالمجيد الزنداني فيقول: (أسنمة البخت: أسنمة الإبل، وربما كان المسلمون السابقون يجدون إشكالا في فهم التناقض الظاهري في قول الرسول صلى الله عليه وسلم "كاسيات عاريات" غير أن تقدم الزمان قد جعلنا نرى في البلدان الإسلامية التي أصيبت بالاستعمار وجود النساء اللاتي يملكن من الكساء ما يكفي عشرات النساء، ولكنه كساء عار يكشف العورات ووجدنا الكاسيات بالكساء الضيق الذي يجعل تفاصيل جسم المرأة ظاهرة وكأنها عارية ووجدنا النساء يلبسن الثياب في المنازل ويتحللن منها في شواطئ البحر إلا من قطع صغيرة على الفرح والثديين. أما في أوروبا فقد انساقت المرأة التي كانت محافظة ومحجبة أيضا إلى التبرج ثم وصلت إلى "نوادي العراة ") ([13]).
وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة عن هذه الأمور منها قوله صلى الله عليه وسلم: "شيئان يحجبان العقل: الشهوة والغضب" وقوله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ".
ويدلل الشيخ عبدالمجيد الزنداني على إظهار تكريم الإسلام للمرأة وصيانتها كالجوهرة وحفظ حقوقها الشرعية والإنسانية ما لم تعطها إياه أية شريعة أو قانون وضعي على سبيل المثال: ( بـالأمر الإلهي بالنفقة ) حيث يلزم الإسلام الأب بالإنفاق على زوجته وبناته والزوج على زوجته والابن على أمه وأخواته. وهكذا تحصل المرأة على (معاش ثابت) مضمون مقرر من الله سبحانه وتعالى. وإذا تعذر لأسباب وجيهة حصول المرأة على ذلك من المسؤولين في العائلة فإن الدولة الإسلامية ملزمة بالإنفاق عليها من بيت مال المسلمين. ويري الإسلام على طاعة الوالدين وحبهما والإحسان إليهما وقرن ذلك بالعبادة لله وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا، ولا يوجد إنصاف ولا عدل ولا تربية فاضلة مثل ما قدمه الإسلام للمجتمع المثال. وفي معرض إجابته الوافية على تلك الشبهة التي سأل عنها أحد الناس لماذا يعطي الإسلام المرأة إرثا أقل من أخيها؟ فيجيب الشيخ عبدالمجيد الزنداني: (الأخ سيتزوج وسيكون مسئولا عن زوجة وأطفال وأسرة بينما الأخت تتزوج وستجد من هو ملزم بالإنفاق عليها وعلى أولادها ولو كانت غنية لأنه أمر من الله على الزوج ولذلك فما أعطاها الإسلام فهو زيادة تستحق الشكر والحمد لله وهذا من عدل الله وفضله وكرمه.
وحول تساؤل بعض الكافرين والمنافقين العلمانيين والجهلة لماذا اعتبر الإسلام شهادة الرجل بشهادة امرأتين واعتبروا ذلك انتقاصا من حق. المرأة؟ يجيب الشيخ عبدالمجيد الزنداني : كنا وبقية علماء الإسلام نجيب على السائل بمثال نقدمه له في حياته حين يذهب للطبيب فيستسلم لكل الأوامر ويخضع ويستجيب لكل الفحوصات الصغيرة والكبيرة دون مناقشة وبرضى تام لأنه يعتقد أن الطبيب أعلم وأحكم منه ونقول للسائل: إن ثقتنا بالله أقوى من ثقتكم بالأطباء لأنه الحق وإن كان علم البشر محدود ولم يصل إلى تفاصيل وبيان بعض الأمور (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) سورة الإسراء الآية 85،. ويمضي الشيخ عبدالمجيد الزنداني في إجابته "ومنذ عام تقريباً جاء الجواب من فم العلماء في كندا وأمريكا عند بحثهم الطويل للمخ ووظائف المخ، حيث اكتشفوا فيه عددا من المراكز المتخصصة مركز للسمع ومركز للبصر ومركز للحركة وغيرها، وأخيرا اكتشفوا في مخ الإنسان مركزين: مركز للكلام ومركز للذاكرة. والمركزان منفصلان في مخ الرجل وإذا اشتغلا معا لا يعطل أحدهما الآخر. أما عند المرأة فالأمر يختلف، المركزان موجودان ولكن لا يوجد انفصال بينهما يعملان في رقت واحد بشكل مشترك. فإذا تكلمت المرأة غطت على جزء من الذاكرة وربما كان ذلك الجزء فيه المعلومة المطلوبة للشهادة فتحاول المرأة أن تتذكر أثناء الكلام فتظل المعلومة ولا تستطيع الحصول عليها وإيرادها، وإذا أردنا شهادة متيقنة في الحقوق والدماء والأعراض، فإن الطريق الصحيح والأسلم أن نأتي بامرأتين.. واحدة تتكلم وأخرى تتذكر لضبط الشهادة على وجهها الصحيح لنخرج بقرار عادل. وفي هذا يقول الله الخالق المدبر العظيم (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) سورة البقرة الآية 282، ([14])
وقبل الختام يسعدني أن اهدي إليهن خاصة المطالبات بالتجديد الديني المعاصر على الطريقة ألأمريكية والبريطانية والغربية بشكل عام وإلى الجميع عامة هذه الواقعة المؤثرة وهي أيــة معاصرة .
( سكان دار للعجزة في بريطانيا يدخلون في دين الله أفواجا!! )
سكان دار للعجزة في بريطانيا كانوا يرون الطالب السوداني الجامعي الملتزم بدينه وهو يولي كل اهتمامه لوالديه أبـيه وأمه ،أحضر هما للعلاج فسهر على راحتهما وأغدق عليهما من البر والعطف والتـقوى ما ينبغي به وجه الله الذي قرن عبادته بالإحسان إلى الوالدين كانت مشاهد سيرة وسلوك هذا الطالب تجاه أبويه أمامهم ،فلما سألوه عن سلوكه هذا ان ديني يأمرني بذلك .وقد حثنا الله في القران الكريم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين وشرح لهؤلاء، العجزة (القران الكريم والسنة النبوية )
كانوا متأثرين تماما ومتأملين فالبنت عندهم قبل سن البلوغ تخرج من بيت أبيها هائمة مع صديقها (البوي فريند ) لا تعرف معنى الـعفاف والطهر أسيرة للشهوات والانحرافات في مجتمع يحطم في الإنسان قواه ويدمر فطرته وإنسانيته ،تتحطم الأسر ويتـفكك المجتمع ويضيع الأطفال الصغار ويضيع الآباء في سن الشيخوخة ، في الولايات المتحدة ألأمريكية التي يتباهى كثير من الناس بأنها قمة الحضارة المعاصرة اليوم مالا يقبله عاقل .
إن الولد البار عندهم هو ذلك الذي يتذكر أبويه في عيد رأس السنة (الكريسماس) فيبعث بطاقة معايدة لوالديه ، فلما سمعوا عن الإسلام وما يحث به وسمعوا الـقران يتلى عليهم ويوضح لهم معانيه ورأوا بأم أعينهم قرأنا يمشى على الأرض ممثلا سلوك ذلك الطالب السوداني الجامعي المسلم .
أعلنت الدار كلها بصوت واحد { اشهد ان لا اله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله }.[15]
[3] الحلقة الاولى كتبتها بعنوان ( حول ندوة تجديد الخطاب الديني والجهاد المعاصر!!) وهي موجودة على هذا المنتدى المبارك وكثير من المنتيدات الاسلامية المباركة .
[4] لمزيد من تفاصيل ( الـرد ) يمكن مراجعة مقالاتي على هذا المنتدى المبارك وخاصة شقائق من الظلمات إلى النور . ألان في عصرنا . أخواتك في الله !!!وقساوسة ورهبانيخرجون من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام , يدخلون في دين الله أفواجا !!
(1) لمزيد من التفاصيل انظر كتاب مونيكا التي هزت عرش كلنتون من إعداد ممدوح الزوبي - بيروت.
[6] تفاصيل ادعاء النبؤة في العدد 4654 صحيفة القدس العربي يوم الثلاثاء 22 ربيع أول 1425هـ الموافق 11 مايو 2004م .
[7] - انظر كتاب إعادة البناء البيروسترويكا للرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتـشوف.
[8] - انظر كتاب إعادة البناء - جورباتشوف
[9] لمزيد من التفاصيل انظر أبحاث الأعجاز العلمي والطبي في القران والسنة وأنظر محاضرات ومؤلفات الشيخ عبدالمجيد الزنداني والبروفيسور الشيخ محمد علي البار حفظهما الله
[10]لمزيد من التفاصيل انظر أبحاث الآعجاز العلمي والطبي في القران والسنة وأنظر محاضرات ومؤلفات الشيخ عبدالمجيد الزنداني والبروفيسور الشيخ محمد علي البار حفظهما الله
[11] - لمزيد من التفاصيل انظر (اكتشافات العلمية الحديثة ودلالاتها في القرآن الكريم) تأليف الدكتور سليمان عمر قوش.
[12] انظر كتاب "بعض القضايا المعاصرة للامة الاسلامية وتوجهات النظام العالمي الجديد
[13] - انظر توحيد الخالق 3 أجزاء للشيخ عبدالمجيد الزنداني.
[14] - انظر محاضرات فضيلة الشيخ الزنداني 11- 1412هـ/ 91- 1992م حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
[15] انظر صحيفة المسلمون للدراسة المذكورة ، العدد 696 الصادرة في 12 صفر 1419هـ الموافق 6يونيو 1998م .
[16] الأبيات الرائعة كلها لأخي وحبيبي عبدالرحمن بن صالح حفظه الله . قالها بمناسبة انعقاد مؤتمرعن المرأة في بكين عام 1416هـ :
في ظل ما سموه تجديد الخطاب الديني!!!
بـقـلم:
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي
هذه قصص وأحداث وحوارات حقيقية جرت ولازالت تجري على أرض الواقع قمت بصياغتها بأسلوبي توثيقا للأجيال والتاريخ ( وبعضها) بدون الأسماء والمناصب الحقيقية لأصحابها { إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) { {وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
ثــرثــرة نــواعـــم!!!
في ظل ما سموه تجديد الخطاب الديني[3]!!!
واصلت الندوة أعمالها وبداء دور القطاع النسائي يمثله في الندوة السبع الموبقات أو السبع المصائب : نوال السعداوي( 2) وبجانبها زميلاتها نوال ( 3 ) ونوال (4 ) و( الجندرية) وبقية ( السبع الموبقات ) اللواتي أجمعن ان الإسلام سبب تخلف المرأة ونسبن إلى الإسلام ما ليس فيه ولبسّن على الناس وشّوشن على الحقائق بمزيج من الجهل والكفر والنفاق والعياذ بالله . هاجمن الحجاب الشرعي باسم العادات والتقاليد وهاجمن الحشمة ومنع الاختلاط باسم العادات والتقاليد وهاجمن الزواج المبكر باسم العادات والتقاليد وهاجمن ( لا تخرج المرأة إلا بمحرم ) باسم العادات والتقاليد وغيرها من القضايا التي سنحاول الوقوف أمامها بإيجاز بما استطعنا بإذن الله [4]. وادعّين باطلا بضرورة تجديد الخطاب الديني حول النساء وتحليل ما حرم الله والعياذ بالله.
وعلى سبيل المثال قالت نوال السعداوي ( 2 ) : ) أدعوا إلى العمل بكل السبل الممكنة إلى إلغاء القيود المفروضة على سفر المرأة والتخلص من العادات التي كرستها العقليات المتحجرة داخل المجتمع – على حد قولها- وطالبت السلطات بإلغاء الحجر على سفر المرأة إلا بمحرم وبإذن خطي ممن يعولها , وأضافت : إن ما تعانيه المرأة في ظل هذه العقليات ومنها تكريس ظاهرة " الزواج المبكرّ التي فرضتها عقليات متحجرة داخل المجتمع وهو ما تسبب في حرمان المرأة من العمل ودعم نفسها بنفسها ) .
وكشفت ( نوال السعداوي اليمنية – ) نعم ( كشفت !!) إنها خاضت تجربة وسط أفراد أسرتها تمكنت خلالها توضيح الصورة المغلوطة والنظرة القائمة تجاه حصول المرأة على حقوقها إلا أنها اعترفت انها لا تزال تواجه مع الأهل صعوبات حول مسألة السماح لها بالسفر دون " محرم " خارج البلاد لمواصلة " دراستها الجامعية ".
وكانت العاصمة البريطانية أيضا بعد تلك الفترة قد احتضنت وفد نساء الأعمال اليمنيات اللواتي سافرن بلا محارم ! ومجموعة أخرى تحررن من المحرم والمحرّم واستجبن للجنرال كولن باول وزملائه وأتباعه الذين لا يقصدون " عمل المرأة " بل " العمل بالمرأة "!!!! إلى أمريكا ليتعشين على مائدة د. كوندي رايس ( طباخة فنادق طبعا – فبلا شك لا وقت لديهن جميعا للطبـيخ – وان كان لديهن وقت للدردشة و( الطباخ) اقصد (التصفيق) رغم ان نوال 3 أصرت انها ليست عارية - كما وصفها الباشمهندس ذات مرة وانه أخطاء التوصيف - وإنما هي متحررة من قيود التقاليد والمجتمع !!! وتأسف كثيرا – هي كما قالت سواء في الصحف أو على قناة الحرة والعبرية - لان المتحررات المتنورات أمثالها قليل في هذه البلاد وسائر بلاد المسلمين !!
أما نوال 3 فقالت للحولاء القبيحة التي استضافتها على قناة الحرة إنها " لا تمانع من تجاوز كل ما كان عليه " مانعا " أو " ممنوعا " أو يمت لتاريخ وأجداد " مانع " بصلة وذلك بالتأكيد استجابة لنداء الوزير اليهودي الأميركي جيمس بيكر الذي قال: ( سنحطم المحرمات لدى المسلمين إلى ان نرى قادة السعودية وباكستان واليمن يجلسون " علنا" على طاولة تسيبي ليفني وشمعون بيريز سواء في تل أبيب أو شرم الشيخ أو العقبة !!!!!!)
وسبق ان كتبت وتكلمت ( ثــريــا) كثيرا عن حرية المرأة ومارستها في عنفوان الشباب وهي ألان في الولايات المتحدة الأمريكية هناك حيث معاناة المجتمع الأمريكي بسبب حوادث الاغتصاب وصلت حداً لا يطاق ولا تقبل الحكومة الأميركية بإيقافها مما حدا بالنساء إلى حمل أدوات المقاومة والدفاع عن النفس والتدرب على وسائل الدفاع الرياضية مثل الكاراتيه والملاكمة والجودو وخلافه والأغرب من ذلك الموضة التي تفشت في صفوف النساء لمقاومة الاغتصاب وهو «حزام العفة» ذلك الحزام الذي كان المقاتلون في العصور الوسطى يفرضونه على نسائهم عندما يغيبون في مهمات قتالية وكان يصنع غالباً من بعض المعادن الخفيفة وهو ذو قفل جانبي يأخذ مفتاحه الزوج لدى مغادرته ويفتحه عندما يعود من مهمته لكن الآن مع نهاية القرن العشرين الميلادي وفي بلد التحرر والحضارة كما يطلقون عليها تختار المرأة بمحض إرادتها هذا الحزام لتحمي نفسها من الاغتصاب إذ تلبسه وتترك مفتاحه في البيت فلا يتمكن من يريد اغتصابها من تنفيذ ما يريد والأغرب أيضاً أن الشركات المنتجة لم تتردد في إنتاجه على أوسع نطاق بألوان مختلفة ومقاسات متنوعة بحيث يكون مريحاً وانهمرت الإعلانات عنه وكسبت الشركات المنتجة في أقل من عام حوالي 400 مليون دولار([5]).
وانطلقت من هناك صرخـة ونداء من الصحفية الأميركية المتجولة إلى النساء ونشرتها كثير من المجلات والصحف وترجمت إلى العربية ومنها صحيفة المسلمون ومجلة المجتمع وغيرها! ففي المقال اليومي للصحفية الأميركية المتجولة «هيلي سيان ستانسيري» صرخة ونداء واضحان إذ تقول هذه الصحفية الأمريكية للمسلمين : « إن القيود التي يفرضها مجتمعكم على الفتاة صالحة ونافعة لهذا أنصح بأن تتمسكوا بها لأنها تحفظ أخلاقكم وتقاليدكم!! وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة فهذا خير لكم من إلاباحيه والانطلاق ومجون أوروبا!! إمنعوا الاختلاط فقد عانينا منه كثيراً! ( إن ضحايا الاختلاط يملأون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية!! إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا جعلت منهم عصابات أحداث ومخدرات ورقيق..).
أمر خطير نزل بسببه جبريل عليه السلام من السماء !!!
نحن نؤمن بان ديننا ( الإسلام ) ( وحـــي نــزل مـن السماء) إن الإسلام يا قــوم ليس مشروعا بشريا!! إن فنون الاجتهاد مفتوحة إلا فيما نزل فيه الوحي واضحا جليا في القران الكريم والسنة النبوية المطّهرة ).
والحجاب أمر خطير جدا نزل بسببه جبريل u من السماء حينما ضربت امرأة برجليها الأرض فأعلنت السماء حالة الطوارئ ونزل جبريل uمن السماء بأمر من رب العالمين جل وعلا ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(النور: من الآية31)
لقد نهى الله أصحاب رسول الله والمؤمنين من الحديث مع النساء إلا من وراء حجاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً }الأحزاب53
نحن لا نقصد أن نخيط فم المرأة كلا !! نريدها الطبيبة والعالمة والممرضة والمعلمة والمستشارة كأم سلمة رضي الله عنها والمجاهدة والحافظة للقران والسنة و الكاتبة والخياطة وغيرها من المهن التي تحتاجها المجتمعات المسلمة بين النساء .
ولكننا نقصد المنهي عنه وهو التهتك والترقرق لغير زوجها والخضوع بالقول لغير زوجها {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }الأحزاب32
ونهى النبي r عن مصافحة النساء وفي ذلك حكمة بل حكم عظيمة يدركها الحليم العاقل والعالم الناضج بآثارها الحسية والمعنوية والجسدية . فجعل ربنا تبارك وتعالى كما أخبرنا النبي r ( الحياء شعبة من شعب إلا يمان ) ومدحه الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم فقال : ( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (القصص:25)
( ثـريـا) تدّعي إنها:( نــبــيــه معاصره) !!!
ولكن ثـريـا قبل سفرها بأيام قليلة إلى أمريكا ( ثـرثـرت ) ووصلت بها ثرثرة الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني المعاصر إلى حد ( إدعاء النبؤة ) والعياذ بالله . وكتب مراسل صحيفة القدس العربي [6] إنها ادّعت النبؤة ولجاءت إلى الانترنت لتبليغ العالم عبر موقع الكتروني خاص بها بأنها ( نــبـــيــه مـــرســـلـــة ) لخلاص البشرية . وأشار الموقع إنها اهتدت إلى مؤمن واحد إتبع رسالتها وقامت بدعوة أصدقائها ورفاقها عبر منشور وزعته للإيمان برسالتها الجديدة. وأضاف الكاتب عنها في صحيفة القدس العربي نقلا عن بعض أصدقائها ممن دعتهم إلى إتباع رسالتها ( أنها تفكر بان رسالات السماء لم تنته وإن اصطفاء الرسل ليس حكرا على جنس الرجل !! ). ولذلك يقتضي المقام هنا أن نجد الإجابة على تساؤل البعض حول ولاية المرأة "الولاية العظمى في الحكم" بل أن البعض قد تساءل: لماذا لم يبعث الله سبحانه وتعالى للنساء نبية وهي أدرى بشؤونهن؟
وقد أجاب الشيخ فضيلة عبدالمجيد بن عزيز الزنداني على السؤال إجابة مطولة ويمكن تلخيصها في هذا المكان:
(أ) إن البلاغ عن الله وقيادة البشر وحمل المسؤولية العظمى لا بد له من صفات مثل الثبات والقوة والجلد والاحتمال ولنفترض أن الحاكم الظالم قام باغتصاب هذه المرأة الزعيمة وحملت منه، فكيف يكون حالها مع هذا الذي تواجهه وهو أب لطفلها؟ وكيف يكون حالها مع طفلها أيضا؟ المسألة لاشك شاقة ولذلك اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ( وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ ) الأنعام124).
(ب) كذلك إن المسئولية العظمى تقتض شجاعة وإقداما فقد يقتض الوضع إقامة الحد كالجلد أو القتل والمرأة عاطفية فلا تستطيع أن تتحمل ولذلك فهي غير قادرة على إقامة العدل.
(ج) كذلك إن المرأة قد حباها الله بخصائص وصفات لا يملكها الرجل مثل الصبر على تربية الأطفال والسهر عليهم والقيام بالأعباء المنزلية مما لا يتوافر لدى الرجل وعاطفتها تتغلب على حزمها وضبطها. لذلك قدمها الرسول صلى الله عليه وسلم على الرجال في حسن الصحبة.
(د) إن المسئولية العظمى تقتضى خوض الحروب واتخاذ قرارات سريعة بالانتقال السريع إلى مواقع الأحداث السياسية والحربية ولذلك إذا فاجأت البلاد حرب أو عدون عسكري والمسئولية في يد امرأة وهي في لحظة (وضع وولادة) والدستور يمنح حق القرار في هذا الشأن للزعيم فكيف يكون الحال؟
(هـ) إن مقدار الشطط في خصومة النساء يعرفه كل إنسان وهو ما لا يجعل منها قادرة على تحمل أعباء الحكم، فالمرأة إذا مارست العداء مارسته بشدة وعنف وإذا أحبت أحبت بعنف وعمى أيضا.- انتهى كلام الشيخ –
وقد حدد الله تبارك وتعالى قدراتها وقال حكماء العرب للإنسانية ( إن أسدا خلفه الف نعامة سيهزم جيشا فيه الف أسد تقوده نعامه ).
ومعلوم إن اغلب الإمبراطوريات سقطت بسبب ( فتنة النساء!).
ويتضح هنا أكثر بيان بطلان دعوى المنادين بتحرير المرأة ومساواتها بالرجل، لأن للمرأة تركيبها وخصائصها وفروقها التي تتميز بها عن الرجل. إذ أنه لا يمكن أن يتساوى الرجل بالمرأة، فالرجل لا يحيض ولا يلد ولا يرضع ولا يعاني ما تعانيه المرأة خلال كل ذلك من الأم الحيض والأم الحمل تسعة أشهر، منها أربعة أشهر تعاف فيها الزاد وخمسة أشهر تحمل فيها الجنين أيضا يحدث خلالها اضطراب في أنظمتها المختلفة مما لا يحدث عند الرجل وتقوم بإرضاع الطفل على الأقل بين كل ساعتين أو أكثر من ذلك بالإضافة إلى العناية بالطفل وطهارته ونومه وحمايته من الجراثيم والأوبئة، ثم السهر عليه وعنايته وعلاجه وغيرها من الأعمال العظيمة التي لا يقوى الرجل على القيام بها وهي تتحمل كل ذلك بالإضافة إلى النزيف الدموي الذي قد يستمر أربعين يوما، ثم حولين كاملين من الاعتناء الدقيق بالطفل إذا لم تعن قد حملت بآخر. ثم التربية الضرورية للطفل في مراحل نموه المختلفة وتعليمه وتوجيهه في الأسرة والمجتمع.
إن هذه المهمة الطبيعية العظيمة للمرأة عندما أهملت في تجارب البلدان الاشتراكية التحررية أحدثت تفككا رهيبا في حياة المجتمع والأسرة أوصلت إلى كوارث وفواجع والأم. وبعد 70 سنة من التجربة المرة يأتي الرئيس السوفييتي جورباتشوف في كتابه (البيروسترويكا، أي إعادة البناء) ليقرر: (ولكن طوال سنوات تاريخنا البطولي والشاق عجزنا أن نولي اهتماما لحقوق المرأة الخاصة واحتياجاتها الناشئة عن دورها كأم وربة بيت ووظيفتها التعليمية التي لا غنى عنها بالنسبة للأطفال. إن المرأة إذ تعمل في مجال البحث العلمي وفي مواقع البناء وفي الإنتاج والخدمات وتشارك في النشاط الإبداعي لم يعد لديها الوقت للقيام بواجباتها اليومية في المنزل- العمل المنزلي وتربية الأطفال وإقامة جو اشري طيب- لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا في سلوك الأطفال والشباب وفي معنوياتنا وثقافتنا وفي الإنتاج تعلو جزئيا إلى تدهور العلاقات الأسرية والمواقف المتراخية من المسؤوليات الأسرية وهذه نتيجة مناقضة لرغبتنا المخلصة والمبررة سياسيا لمساواة المرأة بالرجل في كل شيء، والآن في مجرى البيروسترويكا بدأنا نتغلب على هذا الوضع ولهذا السبب، فإننا نجري الآن مناقشات حادة في الصحافة وفي المنظمات العامة والعمل والمنزل بخصوص ما يجب أن نفعله لنسهل على المرأة العودة إلى رسالتها النسائية البحتة. وهناك مشكلة أخرى هي استخدام المرأة في الوظائف الشاقة الضارة بصحتها وهذا هو تراث الحرب التي فقدنا فيها أعدادا ضخمة من الرجال والتي خلفت لنا نقصا حادا في اليد العاملة في كل مكان في كافة مجالات الإنتاج، لقد بدأنا الآن نعالج هذه المشكلة) ([7]).
وهو يقول أيضا عن مشكلة الخمر والمخدرات التي أدت هي الأخرى إلى مشاكل وأخطار جمة: (سنواصل بحزم النضال ضد السكر وإدمان الكحوليات وهذا الشر الاجتماعي قد ضرب بجذور عميقة في مجتمعنا لقرون وأصبح عادة سيئة. ومن ثم فليس من السهل مقاومتها بيد أن المجتمع ناضج لتحول جذري في هذه الناحية، فقد زاد سوء استخدام الكحوليات وبخاصة في العقدين الماضيين بمعدل ينذر بالخطر ويهدد مستقبل البلاد ذاته وتذكرنا الجماهير العاملة على الدوام بالحاجة إلى تكثيف جهودنا لمقاومة هذا الشر ويطالب البعض حتى بتحريمها على نطاق البلاد ونحن نجيب إذا ما أردتم فطبقوا التحريم في أسركم في منطقتكم وحيكم في آلاف القرى و المناطق ([8]).
وقبل ذلك الرئيس الأمريكي الأسبق صرح: إن مستقبل أمريكا في خطر، لأن شبابها مائع منحل غارق في الشهوات، الأمر الذي سيجعلهم عاجزين عن القيام بالمهام الملقاة على عواتقهم.
وكثير من العلماء والأدباء والمفكرين والسياسيين والأطباء في المجتمعات الأوروبية وغيرها أصبحوا يدركون مفاسد الدعوة القديمة إلى تحرير المرأة أو مساواتها بالرجال والأضرار الناتجة عنها.
وفي هذا ردا واضحا على دعاوى وشبهات البعض ممن اختلطت عليهم الأمور أو جهلوا حقيقة الإسلام لنقص في علمهم ومسايرة للشيطان، ولان العلم الذي سخره الله للإنسان يقود إلى الإيمان فان نتائج الأبحاث الطبية والعلمية المعاصرة أثبتت قطعيا الفوارق البيولوجية بين المرأة والرجل واثبات ذلك يؤكد الحقيقة القرآنية {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }آل عمران36 وغيرها من الفوارق المتعددة بين الرجل والمرأة وحكمة الله عز وجل في هذا التفريق الموصل إلى التكامل أيضا، والذكورة والأنوثة ليست مقصورة على الإنسان وحده، بل في كل شيء خلقه الله من حيوان ونبات وجماد {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ } يس36 سورة يس الآية 35، (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون) سورة الذاريات الآية 49،.
من تلك الفروق على مستوى النطف، وعلى مستوى الخلية وفي مرحلة الطفولة وفي مرحلة البلوغ وفى مرحلة النضوج وتكوين الأسرة والفرق بين الأم والأب والفروق في التكوين التشريحي وفي التكوين الفسيولوجي (الوظيفي) والتكوين الهرموني والسمات النفسية والعقلية وقوانين وظائف الأعضاء والحالات النفسية والعصبية والإفرازات الجسمية الدورية والمنتظمة وغيرها.
وبيّن العلماء حكمة الله من التحريم في شؤون الزواج وأنواعه في القران الكريم، بل وكل المحرمات التي نهى الله سبحانه وتعالى ورسوله عن الاقتراب منها وأضرارها على الإنسان والمجتمع والبيئة والبيت. وهناك العديد من المحاضرات والأبحاث والكتب التي صدرت تحمل تفاصيل مهمة لكل مسلم عن هذه الأمور المعاصرة وحكم الإسلام فيها ([9]).
ومن المفيد ان نتوقف قليلا هنا أمام مسألة النظرة الحرام وهي تعني تنبيه الفطرة لدى الإنسان. هذا التنبيه الذي يحتاج إلى أن يسلك الإنسان سلوكا طبيعيا فطريا ليستقر مرة ثانية. ولما كان الأعزب لا يجد طريقا فطريا طبيعيا للاستقرار فإنه يكبت ويثبط فيتردد الأعزب مع تردد النظرات الحرام بين إثارة وتثبيط بسبب سفور المرأة وتبرجها وخروجها من بيتها تختلط بالرجال في الأسواق والمكاتب والحفلات وغيرها، فتنشأ عن ذلك التردد (البرودة الجنسية) وقد تصل إلى (العنة).
يروي الشيخ عبدالمجيد الزنداني أنه عندما كان صغيرا شاباكان يناقش مع أقرانه من الشباب قضايا الشباب والمرأة وكان البعض من الشباب المتهور المنفلت يتحمسون لتحرير المرأة من الحجاب والعفة ويدعونها إلى السفور والتبرج ويزينون لها ذلك وكانوا يتساءلون معه لماذا تريدون المرأة أن تضل محجبة؟ وكان يرد آنذاك لأن هذا يثير الشهوة، فكانوا يردون عليه قائلين: إن هذا لا يثير الشهوة، إننا نذهب إلى بلاجات وحمامات سباحة وشواطئ ونرى المرأة عارية ولا يثير ذلك لدينا أي إحساس فقط. أنتم المتدينون معقدون.. أنتم أيها المشائخ المسلمون عندكم هذه الناحية متقدة ومستعرة.. وكانوا يقسمون إيمانا غليظة ويسوقون أدلة على عدم استثارة المرأة العارية لهم، وكان الشيخ يحفظها في نفسه ويقول: صدق الله ورسوله وكذبتم هذا لا يجوز ولم يحرم الله شيئا إلا لحكمة.
وتجلت جوانب من هذه الحكمة في عصرنا: ( فقد لفت إنتباه الدكتور صادق من مصر ظاهرة وجود عدد من الأمراض التناسلية لدى بعض الشباب العزاب والفتيات غير المتزوجات وهي أمراض لا تصيب إلا المتزوجين مثل: "التهاب البروستاتا وتورم الرحم وغيرها" فأخذ يبحث عن أسباب هذه الظاهرة فتوصل إلى النتيجة الدالة على ذلك وهي "النظرة الحرام" وقدم بحثا إلى المؤتمر الطبي للإعجاز في القران والسنة).
وجانب آخر من الحكمة تجلت في عصرنا وهى: أن سبب البرودة الجنسية أيضا لدى الشباب أمثال أولئك الذين كانوا يجادلون الشيخ الزنداني حفظه الله هو تحطم بعض الأسلاك والأجهزة الجنسية والتناسلية عندهم. لذلك لا يعودون إلى فطرتهم السوية إلا بالإقلاع عن المعاصي أو بواسطة الأدوية والمخدرات وغيرها.
ولذلك نجد الأوروبيين يتهمون الشرفيين والعرب المسلمين خاصة بالحرارة الجنسية لأنهم أصحاء معافون صانوا فروجهم وحفظوها من النظرة الحرام فحفظ الله فطرتهم وكيانهم امتثالا لقول الله تعالى: (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) سورة النور الآيتان 31/35، وامتدح الله سبحانه وتعالى (وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَات) سورة الأحزاب الآية 35،
{وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً }الأحزاب29
كما بيّن العلماء الآثار المدمرة للزنا في المجتمعات البشرية[10]، فلقد حرم الله الزنا لحكمة نبيلة، فآثاره المدمرة تعم الفرد والمجتمع فينتج عنه الأمراض المختلفة مثل: الزهري ومضاعفاته الأليمة والسيلان والقرحة الرخوة والقرحة الأكالة وسنط التناسل وهربس التناسل والعقم والجرب وقمل العانة، وأنواع كثيرة من الأمراض الجلدية الفطرية، بالإضافة إلى الأمراض الخلقية والنفسية والاجتماعية واختلاط الأنساب وما ينتج عن ذلك من تدمير وهلاك للمجتمع والصورة ماثلة في المجتمعات الإباحية الهابطة والحكيم من يعتبر من هذا كله قال الله تعالى: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً) سورة الإسراء الآية 32،. وفي تقرير قام به فريق من أخصائي النساء والولادة في فلوريدا بأمريكا جاء : إن هناك زيادة في الأمراض بنسبة 800% في خلال أربع سنوات في الفتـرة ما بين 70- 1974م وهذه النسبة في الحالات المشابهة بها كسرطان عنق الرحم وذلك للفتيات من 15- 22 عاما ويرجع الباحثون هذه الزيادة الرهيبة إلى الزيادة المطردة في الممارسة الجنسية بدون تمييز (الزنى) وإلى زيادة استعمال حبوب منع الحمل ([11]).
وقبل عدة سنوات قامت الصحافة والتلفزيون الأمريكي بإجراء إحصائيات عن (حالات الحمل )من (الأمهات قبل الزواج) إي من سن 11 إلى 18 سنه فقط ، وهذه السن التي يحددها القانون للزواج ولا يسمح بالزواج قبلها ،فكانت النتيجة هي (11 مليون طفل غير شرعي قبل سن الزواج ) من(الأمهات قبل سن الزواج ) واقـتصر الإحصاء على هذه الفئة مع ان هناك أطفال غير شرعيين من سن 18 إلى 46 سنه هذا رغم استخدام موانع الحمل المختلفة.[12]
وسجلت بريطانيا أعلى معدل في العالم للحمل غير الشرعي في أوساط الفتيات المراهقات وقالت دراسة عن " العلاقات المحرمة في أكثر من 50 دوله " أعدتها " جمعية ألامومه العالمية " ان نحو 42000طـفل يولدون سنويا في بريطانيا لأمهات غير متزوجات تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاما وهو معدل أعلى من الولايات المتحد وبولندا واليابان ومعظم دول العالم الثالث أي ان بريطانيا تضم أعلى معدل للعلاقات غير الشرعية في أوساط المراهقين ويعتقد ان ما نسبته 11% من جميع الولادات كل عام إي ما مجموعه 15مليون ولادة سنويا هي لفتيات مراهقات. وتـبـيّن الدراسة ان 77% من نساء الدوّل الصناعية يمارسن الفاحشة قبل وصولهن سن العشرين مقارنة مع 80%نساء شبه الصحراء إلا فريقيه و50%من نساء أمريكا أللاتينيه بينما 60% تقريبا من نساء البيرو وكولومبيا تعرضت للاضطهاد والاغتصاب والعنف والاستغلال وبشكل مشابه أظهرت الدراسات في كينيا وبوتسوانا ان كثيرات من المراهقات تم إجبارهن على ممارسة الفاحشة بالقوة .وقدرت الدراسة ان 30% من الفتيات المراهقات في العالم يجبرن على ممارسة الفاحشة رغم إرادتهن . وقالت رئيسة جمعية " تنظيم ألاسرة في بريطانيا " " ان هذه الدراسة عكست ظاهره باتت معروفه في المجتمع البريطاني مشيرة إلى ان بريطانيا تشهد حالات إنجاب خارج إطار الزواج أكثر من إي وقت مضى . كما ان إعلان أميرة بريطانيا وزوجها الأمير أنهما يمارسان الزنا خارج إطار الزواج الشرعي شجع أكثر فأكثر على التأسي بهما وإعلان الآلاف بل الملايين نفس الإعلان مما ساعد على استعجال غضب الله ووعده بظهور الأمراض التي لم تكن في الأسلاف مع ظهور وإشاعة الفاحشة في المجتمعات وهي البديل الحقيقي للعفة والطهارة والزواج الشرعي. وقد اجتاحت أوروبا وأمريكا ووصلت إلى بعض البلاد الإسلامية والعربية مع بعض العصاة والمنحرفين القادمين من ملاهي أوربا وأماكنها المشبوهة. وأبرز تلك الأمراض الخطيرة الرهيبة التي أحدثت موجة من الذعر والخوف وبلغت أعداد ضحاياه الآلاف مرض (نقص المناعة) الإيدز Aidsوهو الأحرف الأولى من اسمه بالإنجليزية ويعني: "النقص المكتسب في مناعة الجسم تجاه الأمراض". وقد اكتشفت أول إصابة بالإيدز عام 1979م في مدينة نيويورك الأمريكية عند رجل شاذ جنسيا ثم تتابعت الإصابات واتصفت بسيرها السريع نحو الموت، والعامل المسبب هو فيروس اكتشف عام 1983 م في كل من أمريكا وفرنسا. وتبدي هذه الفيروسات ولعا شديدا وخاصا بخلايا الجهاز المناعي في جسم الإنسان وبخلايا الجهاز العصبي المركزي فتهاجمها وتخربها مما يؤدي إلى ظهور أعراض عصبية شديدة وكذلك إلى انهيار مقاومة البدن فيصبح فريسة سهلة للسرطان وإلا نتنات الفتاكة ويقدر عدد الحاملين للمرض بالملايين وأتصف هذا المرض الخبيث منذ ظهوره بالانتشار السريع. فالإصابات والوفيات تتزايد في خط بياني صاعد ومستقيم وهي تتضاعف كل ستة أشهر ولقب (بطاعون العصر) وقامت المظاهرات الصاخبة تطالب المسئولين بوقف انتشار هذا المرض الذي يهدد فئات المجتمع بالكامل وقد امتنع كثير من الناس عن إرسال أطفالهم إلى المدارس خوفا من العدوى وخرجت مظاهرات في عاصمة السينما الأمريكية (هوليوود) عاصمة الرذيلة العالمية تطالب بمنع القبلات في الأفلام لأنها إحدى طرق انتشار المرض الخبيث. وقد خصصت ميزانيات هائلة هناك للبحث في وسائل العلاج وأنشئت في الجامعات وغيرها مراكز البحث العلمي الطبي والعيادات المتخصصة واتخاذ الإجراءات الوقائية التي لا حصر لها وأغلقت الحمامات العامة وأطلقت صيحات الإنذار من مركز مراقبة الأوبئة الأمريكي وتحذيرات تقول: (علينا جميعا أن نفهم أنه يجب علينا أن نغير من نمط حياتنا ويجب أن يسمع الجميع هذه الرسالة بأن أسلوب الممارسة الجنسية الصحي والشرعي هو الوحيد الذي يجب أن يوجد في حياتنا ويكون شريكنا لأنه الدرع الواقي الوحيد من الإصابة بهذا الوباء اللعين. والطاعون الآخر اللعين أيضا وهو "الهربس ".
وقد وقف الأستاذ الكندي (برسو) أستاذ علم الأجنة في المؤتمر الطبي الإسلامي وغيره في الندوات والمؤتمرات العالمية والجامعات وهو أيضا بالمناسبة أستاذ في جامعة ما نيتوبا الكندية يقول : بعد أن شاعت فاحشة الزنا وتعددت المعاشرة الجنسية بين الرجال والنساء ظهر مرض جديد لم يكن معروفا عند الأسلاف فتك بعشرين مليونا من الأمريكيين في عام 1982م وفي كل عام يزداد المصابون به بحوالي نصف مليون وسببه فيروس "الهربس" وهذا المرض الوبائي ينتشر بسرعة لدرجة أنه ينتقل من إنسان إلى آخر إذا تعاقبا على الجلوس في دورات المياه. وذكر خطر مرض "الإيدز" أيضاً وخطورته وسرعة انتشاره، وأشار إلى: أن المريض يفقد المناعة المكتسبة لدرجة أنه إذا أصيب بالسعال الخفيف قد يتحول إلى ذبحة صدرية أو إلتهابا رئوي يؤدي به القبر.
وقال البروفيسور برسو: "انظروا الحكمة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حيث أخبر بحديث صحيح قبل 14 قرنا، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما ظهرت الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) رواه مالك. فمن أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم؟! إنه الله رب العالمين، إن هذا عقاب جماعي للذين يتجاهلون سنن الله وأوامره، قال الله تعالى: (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ{28} أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِين) سورة العنكبوت الآيتان 29/28، ويقول سبحانه وتعالى: (وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ{54} أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُون) سورة النمل 56/54،.
ويبقى ذلك التحدي الرئيسي أمام الحضارة المعاصرة التي أمعنت في الانحراف والشذوذ والإباحية هل تستمر في هذا الطريق بدعوى الحفاظ على حرية الفرد وإقامة النظام الديمقراطي وحق الإنسان في التمتع الحيواني فتضيف إلى إنسانها الذي يئن تحت وطأة التمزق الاجتماعي والضياع النفسي والخواء الروحي وكابوس الحرب النووية تضيف خطر "الإيدز" الذي يهدده بالعاقبة الوخيمة أم أنها ستستجيب لصيحات الإنذار الداعية لإنهاء عصر الإباحية الجنسية والحرية الديمقراطية المفرطة بعد أن تأكد لها أن الطهر والعفاف ضرورة حيوية وصحية، كما أنهما ضرورة أخلاقية واجتماعية. إنه نداء الفطرة التي تنسجم مع شرع الله عز وجل فقد أباح لعباده الطيبات وحرم عليهم الخبائث والفواحش والإثم والمنكرات.
وفي أثناء وجود الشيخ عبدالمجيد الزنداني حفظه الله قبل سنوات في استراليا ولبيان الإعجاز العلمي للقران والسنة والدعوة إلى الله ونشر الإسلام رسالته إحدى الصحف عن ما لدى المسلمين من علاج لخطر (الإيدز) وغيره؟ فأثبت الشيخ عبدالمجيد الزنداني أولا اعتراف الغرب كله وأوروبا كلها بعدم قدرتها على توفير العلاج لهذه الأمراض الجديدة الخطيرة مما حدا بهم إلى حجـز المرضى في محاجر خاصة معدة لذلك وعزلهم عن بقية السكان واعتبر الشيخ الزنداني هذا أيضا حلا غير موفق. وقال للصحيفة: ( أخشى أن تتسع المحاجر لتصبح في حجم القارات لأن المرض مستمر والوافدين إلى هذه المحاجر مستمرون.).
وذكر الشيخ عبدالمجيد الزنداني للصحيفة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنزل الله من داء إلا أنزل معه الشفاء علمه من علمه وجهله من جهله". ففرح الناس بهذا الخبر الصادق وسألوا الشيخ الزنداني عن الدواء فبين لهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم السابق عن الأثر الذي يتركه ظهور الفاحشة ودعاهم إلى استئصال جذور السبب المباشر التي تمنع حصوله بإبطال كل القوانين والعادات والوسائل الخبيثة التي أدت إلى الانحلال الأخلاقي والممارسات الجنسية الحيوانية وتربية الجيل تربية حضارية جديدة تقوم على العفة والطهارة والإحصان وهذا لا يمنع التكامل بين الأخلاق الفاضلة والتقدم العلمي والتكنولوجي.. هذا هو الحل الإسلامي الصحيح وهو الحل القادم مرة أخرى إلى البشرية لينقذها مما وصلت إليه من انحطاط وفساد وأزمات وتدهور، فالمستقبل للإسلام لان الذي كمله وأتم نعمته للناس ورضيه لهم هو الله (ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) سورة الأنعام الآية 102.
ومن أول أولويات الحل الصحيح ضرورة الزواج المبكر لتفادى كثير من المنكرات والأخطار التي تحيط بالمجتمع بسبب مشكلات تأخير الزواج وغلاء المهور والشروط المجحفة من قبل هذا الطرف أو ذاك. ووجه الرسول صلى الله علية وسلم نداءه إلى الشباب عامة "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ".. رواه البخاري. ومن هذا المنطلق أسهمت فكرة "تيسير الزواج" وتحديد المهور اليسيرة وتزويج الشباب والشابات، وإقامة حفلات الزواج الجماعي الميّسره ويوجه الشيخ الشباب دائماً بقوله لهم "تخيروا لنطفكم" و"استفيدوا من طاقتكم في التكاثر لأن الرسول عليه الصلاة والسلام مباه بأمته الأمم " وأوجدوا حالة الاستقرار الفطري عندكم أبعدوا القلق والتفكير في المرأة لساعات طويلة عنكم بالزواج والاستفادة من التفكير والوقت في عمل آخر صالح وهو يمازحهم فيقول لهم: "إن قوة الجذب الفطرية بين الرجال والنساء هي التي تدفعكم أيها الشباب إلى التعبير عما في خواطركم برسم (قلب وسهم) بمجرد النظرة الأولى" كما يوجه نظر الشابات إلى خطر السفور على البيوت المستورة وعلى تحطيم الأسر ويحذر من ممارسة المرأة العدوان على أخواتهن النساء الأخريات لأن التبرج وإظهار الزينة والجمال للآخرين لا يعني الحرية، بل يعني العدوان على الأخريات القابعات في بيوتهن بينما تـتمخطر هذه المرأة في الشارع أمام الآباء والأزواج والأخوان بأبهى زينة وتتمايل بسيرها فيميل الناس بأعناقهم وأجسامهم إليهن وتتمايل هي عن طريق (الكعب العالي) الذي يجعلها لا تسير سيرا طبيعيا، بل تترنح يمنة ويسرة ويردد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "يكون آخر الزمان رجال يركبون على المياثر حتى يأتون أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات".. رواه أحمد والحاكم عن ابن عمر.
وقوله عليه الصلاة والسلام أيضا في الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: "صنفان من أمتي من أهل النار لم أرهم، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". يشرح ذلك الشيخ عبدالمجيد الزنداني فيقول: (أسنمة البخت: أسنمة الإبل، وربما كان المسلمون السابقون يجدون إشكالا في فهم التناقض الظاهري في قول الرسول صلى الله عليه وسلم "كاسيات عاريات" غير أن تقدم الزمان قد جعلنا نرى في البلدان الإسلامية التي أصيبت بالاستعمار وجود النساء اللاتي يملكن من الكساء ما يكفي عشرات النساء، ولكنه كساء عار يكشف العورات ووجدنا الكاسيات بالكساء الضيق الذي يجعل تفاصيل جسم المرأة ظاهرة وكأنها عارية ووجدنا النساء يلبسن الثياب في المنازل ويتحللن منها في شواطئ البحر إلا من قطع صغيرة على الفرح والثديين. أما في أوروبا فقد انساقت المرأة التي كانت محافظة ومحجبة أيضا إلى التبرج ثم وصلت إلى "نوادي العراة ") ([13]).
وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة عن هذه الأمور منها قوله صلى الله عليه وسلم: "شيئان يحجبان العقل: الشهوة والغضب" وقوله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ".
ويدلل الشيخ عبدالمجيد الزنداني على إظهار تكريم الإسلام للمرأة وصيانتها كالجوهرة وحفظ حقوقها الشرعية والإنسانية ما لم تعطها إياه أية شريعة أو قانون وضعي على سبيل المثال: ( بـالأمر الإلهي بالنفقة ) حيث يلزم الإسلام الأب بالإنفاق على زوجته وبناته والزوج على زوجته والابن على أمه وأخواته. وهكذا تحصل المرأة على (معاش ثابت) مضمون مقرر من الله سبحانه وتعالى. وإذا تعذر لأسباب وجيهة حصول المرأة على ذلك من المسؤولين في العائلة فإن الدولة الإسلامية ملزمة بالإنفاق عليها من بيت مال المسلمين. ويري الإسلام على طاعة الوالدين وحبهما والإحسان إليهما وقرن ذلك بالعبادة لله وجعل الجنة تحت أقدام الأمهات وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا، ولا يوجد إنصاف ولا عدل ولا تربية فاضلة مثل ما قدمه الإسلام للمجتمع المثال. وفي معرض إجابته الوافية على تلك الشبهة التي سأل عنها أحد الناس لماذا يعطي الإسلام المرأة إرثا أقل من أخيها؟ فيجيب الشيخ عبدالمجيد الزنداني: (الأخ سيتزوج وسيكون مسئولا عن زوجة وأطفال وأسرة بينما الأخت تتزوج وستجد من هو ملزم بالإنفاق عليها وعلى أولادها ولو كانت غنية لأنه أمر من الله على الزوج ولذلك فما أعطاها الإسلام فهو زيادة تستحق الشكر والحمد لله وهذا من عدل الله وفضله وكرمه.
وحول تساؤل بعض الكافرين والمنافقين العلمانيين والجهلة لماذا اعتبر الإسلام شهادة الرجل بشهادة امرأتين واعتبروا ذلك انتقاصا من حق. المرأة؟ يجيب الشيخ عبدالمجيد الزنداني : كنا وبقية علماء الإسلام نجيب على السائل بمثال نقدمه له في حياته حين يذهب للطبيب فيستسلم لكل الأوامر ويخضع ويستجيب لكل الفحوصات الصغيرة والكبيرة دون مناقشة وبرضى تام لأنه يعتقد أن الطبيب أعلم وأحكم منه ونقول للسائل: إن ثقتنا بالله أقوى من ثقتكم بالأطباء لأنه الحق وإن كان علم البشر محدود ولم يصل إلى تفاصيل وبيان بعض الأمور (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) سورة الإسراء الآية 85،. ويمضي الشيخ عبدالمجيد الزنداني في إجابته "ومنذ عام تقريباً جاء الجواب من فم العلماء في كندا وأمريكا عند بحثهم الطويل للمخ ووظائف المخ، حيث اكتشفوا فيه عددا من المراكز المتخصصة مركز للسمع ومركز للبصر ومركز للحركة وغيرها، وأخيرا اكتشفوا في مخ الإنسان مركزين: مركز للكلام ومركز للذاكرة. والمركزان منفصلان في مخ الرجل وإذا اشتغلا معا لا يعطل أحدهما الآخر. أما عند المرأة فالأمر يختلف، المركزان موجودان ولكن لا يوجد انفصال بينهما يعملان في رقت واحد بشكل مشترك. فإذا تكلمت المرأة غطت على جزء من الذاكرة وربما كان ذلك الجزء فيه المعلومة المطلوبة للشهادة فتحاول المرأة أن تتذكر أثناء الكلام فتظل المعلومة ولا تستطيع الحصول عليها وإيرادها، وإذا أردنا شهادة متيقنة في الحقوق والدماء والأعراض، فإن الطريق الصحيح والأسلم أن نأتي بامرأتين.. واحدة تتكلم وأخرى تتذكر لضبط الشهادة على وجهها الصحيح لنخرج بقرار عادل. وفي هذا يقول الله الخالق المدبر العظيم (فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) سورة البقرة الآية 282، ([14])
وقبل الختام يسعدني أن اهدي إليهن خاصة المطالبات بالتجديد الديني المعاصر على الطريقة ألأمريكية والبريطانية والغربية بشكل عام وإلى الجميع عامة هذه الواقعة المؤثرة وهي أيــة معاصرة .
( سكان دار للعجزة في بريطانيا يدخلون في دين الله أفواجا!! )
سكان دار للعجزة في بريطانيا كانوا يرون الطالب السوداني الجامعي الملتزم بدينه وهو يولي كل اهتمامه لوالديه أبـيه وأمه ،أحضر هما للعلاج فسهر على راحتهما وأغدق عليهما من البر والعطف والتـقوى ما ينبغي به وجه الله الذي قرن عبادته بالإحسان إلى الوالدين كانت مشاهد سيرة وسلوك هذا الطالب تجاه أبويه أمامهم ،فلما سألوه عن سلوكه هذا ان ديني يأمرني بذلك .وقد حثنا الله في القران الكريم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين وشرح لهؤلاء، العجزة (القران الكريم والسنة النبوية )
كانوا متأثرين تماما ومتأملين فالبنت عندهم قبل سن البلوغ تخرج من بيت أبيها هائمة مع صديقها (البوي فريند ) لا تعرف معنى الـعفاف والطهر أسيرة للشهوات والانحرافات في مجتمع يحطم في الإنسان قواه ويدمر فطرته وإنسانيته ،تتحطم الأسر ويتـفكك المجتمع ويضيع الأطفال الصغار ويضيع الآباء في سن الشيخوخة ، في الولايات المتحدة ألأمريكية التي يتباهى كثير من الناس بأنها قمة الحضارة المعاصرة اليوم مالا يقبله عاقل .
إن الولد البار عندهم هو ذلك الذي يتذكر أبويه في عيد رأس السنة (الكريسماس) فيبعث بطاقة معايدة لوالديه ، فلما سمعوا عن الإسلام وما يحث به وسمعوا الـقران يتلى عليهم ويوضح لهم معانيه ورأوا بأم أعينهم قرأنا يمشى على الأرض ممثلا سلوك ذلك الطالب السوداني الجامعي المسلم .
أعلنت الدار كلها بصوت واحد { اشهد ان لا اله إلا الله واشهد ان محمدا رسول الله }.[15]
[3] الحلقة الاولى كتبتها بعنوان ( حول ندوة تجديد الخطاب الديني والجهاد المعاصر!!) وهي موجودة على هذا المنتدى المبارك وكثير من المنتيدات الاسلامية المباركة .
[4] لمزيد من تفاصيل ( الـرد ) يمكن مراجعة مقالاتي على هذا المنتدى المبارك وخاصة شقائق من الظلمات إلى النور . ألان في عصرنا . أخواتك في الله !!!وقساوسة ورهبانيخرجون من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام , يدخلون في دين الله أفواجا !!
(1) لمزيد من التفاصيل انظر كتاب مونيكا التي هزت عرش كلنتون من إعداد ممدوح الزوبي - بيروت.
[6] تفاصيل ادعاء النبؤة في العدد 4654 صحيفة القدس العربي يوم الثلاثاء 22 ربيع أول 1425هـ الموافق 11 مايو 2004م .
[7] - انظر كتاب إعادة البناء البيروسترويكا للرئيس السوفييتي ميخائيل جورباتـشوف.
[8] - انظر كتاب إعادة البناء - جورباتشوف
[9] لمزيد من التفاصيل انظر أبحاث الأعجاز العلمي والطبي في القران والسنة وأنظر محاضرات ومؤلفات الشيخ عبدالمجيد الزنداني والبروفيسور الشيخ محمد علي البار حفظهما الله
[10]لمزيد من التفاصيل انظر أبحاث الآعجاز العلمي والطبي في القران والسنة وأنظر محاضرات ومؤلفات الشيخ عبدالمجيد الزنداني والبروفيسور الشيخ محمد علي البار حفظهما الله
[11] - لمزيد من التفاصيل انظر (اكتشافات العلمية الحديثة ودلالاتها في القرآن الكريم) تأليف الدكتور سليمان عمر قوش.
[12] انظر كتاب "بعض القضايا المعاصرة للامة الاسلامية وتوجهات النظام العالمي الجديد
[13] - انظر توحيد الخالق 3 أجزاء للشيخ عبدالمجيد الزنداني.
[14] - انظر محاضرات فضيلة الشيخ الزنداني 11- 1412هـ/ 91- 1992م حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
[15] انظر صحيفة المسلمون للدراسة المذكورة ، العدد 696 الصادرة في 12 صفر 1419هـ الموافق 6يونيو 1998م .
[16] الأبيات الرائعة كلها لأخي وحبيبي عبدالرحمن بن صالح حفظه الله . قالها بمناسبة انعقاد مؤتمرعن المرأة في بكين عام 1416هـ :
تعليق