توهج الحلم في دمك يا عوض ... سرايا القدس الاعلام الحربي
كم أوجعنا هذا الرحيل المفاجئ لك يا عوض!
كيف يمكن أن نتخيل الحياة بدونك؟
كيف يمكن أن نتذوق الحياة بعد رحيلك؟
وقد تركت السرّ الذي حملته في جوانبك ينطلق كالسهم في أوصالنا
كيف يمكن للكلمات أن تطال قامتك؟
هل رحلت عنا وتركتنا لنبقى عاجزين مع أنفسنا...
ونحن نحاول أن نصل إلى الحلم الذي توهج في دمك...
اعذرنا إن بقينا حائرين...
اعذرنا إن لم نجد اللغة المناسبة التي توصلنا إليك...
فالكتابة عنك تبدو مستحيلة...
والحديث عنك يبدو مستحيلا...
فلا نعرف كيف نبدأ...
ولا كيف ننتهي...
*****
عبثا أن نوفيك حقك...
عوض القيق سيرة متوهجة وتاريخ طويل...
بهذه السنوات القليلة من عمرك استطعت أن تترك بصماتك في كل مكان...
ولم تكن معلما عاديا...
لم تكن موظفا روتينيا...
لم تجذبك الدنيا التي كانت بين يديك...
لم يرهبك الموت...
ولم يفلح العدو أن يطفئ انفعالك وتوهجك...
لم يقتل الحلم الذي توهج في دمك...
لم يبعدك عن خيارك فتواصلت وتواصلت وتواصلت...
واستعجلت الخطى نحو ربك لتلحق بالأقمار الرائعة التي سبقتك...
بدمك نكتشف الحقيقة...
وبدمك يتعرّى الزيف...
وتعرف البوصلة اتجاهها...
ويسقط السلام المدنس...
*****
بفقدانك أيها الفارس مازلنا نعيش هول الصدمة...
نحاول أن نفهم هذا اللّغز الذي حملته بين جنبيك ومضيت...
ما أروعك يا عوض!
كيف كنت تصل الليل بالنهار وتحمل على عاتقك كل هذا العبء...
ما أروعك أيها الفارس الرباني الرساليّ!
كيف استطعت أن توزع حلمك مع ذرّات دمك في كل قلب وفي كل ذرة تراب من فلسطين...
مسجد العودة الذي اكتظ بالمشيعين من أحبابك الذين أتوا من كل مكان وازدحم بهم المسجد حتى آخر شبر فيه...
يدل على أن دمك هو الخيار...
يدل على أن رفح الشقاقي تهتزّ بدمك وتفجّر البركان...
رفح الشقاقي تعيد لنا ملامحنا الأصيلة...
فمباركٌ هذا الدم...
مباركةٌ هذه المسيرة...
مباركٌ هذا العطاء...
مباركٌ دمك يا عوض...
أيها الفارس الذي لا تغيب ملامحه...
ولا تنطوي ذكراه...
تعليق