"دمعت العين وحق لها أن تدمع" من وسط زحام الأحداث وركام المنزل أحتضن الأطفال جثمان والدتهم لساعات, وهي تنزف دماً ينظرون إليها, ويحنونأن تتكلم ولو كلمة الوداع, ولكن الإجابة واضحة بأن الرأس قد أنفصل عن الجسد الذي أصبح جثة هامدة, وصت صيحات أطفالها السبعة. بتلك الكلمات نصور المشهد الإنساني لعائلة الشهيدة المربية وفاء شاكر الدغمة 33 عاما من بلدة عبسان الصغيرة شرقي خانيونس, جنوب قطاع غزة, والتي استشهدت برصاصة غادرة أطلقها عليها أحد الجنود من أحد الآليات المتوغلة في بلدة عبسان الجديدة أول أمس عندما كان تهم احتضان أطفالها السبعة خوفا عليهم من أن تخترق أجسادهم رصاصة من الجنود المتوغلين بالمنطقة, والذين كانوا يطلقون النيران بكثافة تجاه منازل المواطنين, فأصابت الرصاصة رأسها فصلته وبرمح البصر عن جسدها, لتلقى في أحضان أطفالها والذين كان لا حول لهم ولا قوة سوء البكاء والصراخ لساعات حتى انسحاب الجيش من المنطقة المتوغلة.وبرفقة القلم والدفتر توجهنا إلى مكان عائلة الشهيدة, لنسجل وأقع ليس بجديد أن تفرضه قوات الإحتلال بعد أن فرضت الحصار الذي خلف وراء حتى اللحظة مئات الحالات التي بكت من أجلها العيون, ولكن الجديد هو أن تحتضن الأم لتحمي أطفالها فتموت الأم دون أن تستطيع على الأقل أن تمسح الغبار عن أطفالها الذي أهاله عليهم قذيفة مدفعية أطلقته قوات الإحتلال على المنزل. فتابعون معنا هذا التقرير.تفاصيل الاستشهادقبل الذهاب لبلدة عبسان لرواية القصة كان قراري التعرف إلى الكيفية التي استشهدت فيها المربية الفاضلة والأم الحنونة, والتي وقبيل الاستشهاد كانت قد غادرت مدرسة عبسان الجديدة الابتدائية للاجئين والتي عملت فيها لسنوات مدرسة في تربية أجيال المستقبل منهيتا العام الدراسي, مهيئتنا طلابها للتحضير للامتحان. سارعت وفاء للذهاب إلى منزلها والذي لا يبعد عنه الدبابة سوء أمتار, لكي تطمئن على أطفالها, فطرقت الباب للتفاجئ بأن أطفالها ينتظرونا بلهفة وشوق, وقالت سميرة الطفلة ابنة الثلاثة عشر عاما والتي روت لنا تفاصيل اللحظات الأولى لاستشهاد أن والدتها حاولت التخفيف من خوف أخوتها, وقامت بطمأنتهم وبسرعة البرق سمعنا أصوات الجيش يتحركون من أمام المنزل, فأزداد أخوتي خوفا ولكن الوالدة حاولت التخفيف بقولها إنهم سينسحبون بعد دقائق, وحينها سمعنا صوت انفجار قوي هز البيت, وإذا بالنيران تلتهب وسط المنزل ولحظة سمعت صوت إطلاق النار حتى تفا جئت بأن والدتي تسقط الأرض حاولت أعرف ماذا يجري؟ إذا بي أشاهد رأس أمي قد تفشش ولم يبقى إلى جزاء من وجها, وحينها لم أستوعب أنا وأخوتي ما ذا حدث وإذ بأحد بالجنود يقتحمون المنزل وقد شاهدو أمي وهي تموت ولم يعملوا شيا وقالوا لي اسكتي وإذا كلمتي الجوال بالإسعاف سنلحقكي بأمكي أنتي وأخوتك ونبيدكم بالكامل.هذا الكلمات بالتأكيد خرجت من لسان عدو لطالما شرب من دماء الأطفال, ولا عيب لهم ولا حرام أن يشربوا من دماء هذه العائلة.وأضافت الطفلة سميرة وحينا تأكدت أن أمي استشهدت, وجمعت بعض من أجزاء رأسها وجلست أن وأخوتي في غرفة صغيرة بجوار جثة أمي, ونحن نتذكر اللحظات الأخيرة عندما كانت تحتضننا خوفا أن تصيبنا رصاص الجيش الإسرائيلي.
وأقع الفاجعةفي منزل الشهيدة العشرات من النسوة يملأن ساحة منزل وفاء، كل النسوة لم تخفف من وقع الصدمة على أطفال وأقارب المربية التي لم تكتمل فرحتها بتخريج طلابها لهذا العام, ولم تفرح بطفلها الصغير قصي الذي لم يتجاوز سوء سبع أشهر, ليحل الحزن الأبدي على أطفالها السبعة, وكذلك أفراد أسرتها, وما زالت الصدمة تسيطر على زميلاتها في المدرسة, وكذلك طلابها الذين أبو إلى أن يشاركوا وأجب العزاء في مربيتهم. التقينا مع عدد من أقارب الشهيدة لتحدثتا تحرير الدغمة شقيقة الشهيد والدموع تنهمر من عيناها عن حياء الشهيدة منذ الطفولة وقالت شقيقتي وفاء كنت لم أعرفها إلا مثابرة مجتهدة متفوقة منذ الطفولة, ورغم إنها تكبرني إلى إني رئيت منها الأخوة الصادقة حتى قبل الاستشهاد بدقائق عندما كنت على اتصال معها, قالت لي "لا تخفي المهم أنتم درباكم على حالكم" وكنت لم أدري إنها اللحظات الأخيرة والاتصال الأخير, بل الكلمات الأخيرة التي فصلتني عن إستشهاد شقيقتي وفاء, وحينها لم تستطيع تحرير التحدث طويلة فتركتها وهي تبكي حرقة فقدان شقيقتها.كانت صاحبة مواقف مشرفةوالتقيت بعمتها ليلي الدغمة والتي من خلال كلماتها الحزينة عبرت عن مدى الأسى لفقدان أبنت أخيها التي تركت وراءها سبعة من الأطفال أكبرهم الخامس عشر من عمره وهو محمد, والصغير لم يبلغ سوء أشهر بسيطة. وأوضحت ليلي أن للشهيدة مواقف مشرفة كثيرة كانت من خلاله الشهيدة تزرع روح الحب للدين والوطن في نفوس أبنائها حتى اللحظات الأخيرة عندما قالت لأحد أقربائها عبر مسج جوال"نحن صامدين مثل الجبل ولا تخافوا على أبنائي". مضيفتا أن الشهيدة رحلت ولكن لن بثنينا ذلك على مواصلة التحرر من الإحتلال, وتربية أبناؤنا على حب المقاومة وسيعلم يوما أطفال وفاء بأن أمهم استشهدت برصاص الإحتلال, وحينا لن يغفروا لقاتليها, لتكون الانتفاضة الثالثة انتفاضة الأطفال الأبرياء الذين شاهدو كل الماسي والعدوان.
غادرنا منزل الشهيدة وفاء الدغمة لنذهب إلى مدرسة عبسان الابتدائية, وهو المكان الوحيد الذي اعتادت عليه الشهيدة يومياً بحيث تعتبر الشهيدة أحد مدرسي تلك المدرسة, فإذا بالأطفال الخمسة قصي ومنال وربا وروى ومحمد وهم أبناء الشهيدة وفاء تنهمر أعينهم من البكاء حتى أبكوا كل الحضور, وحينها لم أستطيع إلا أن أقف وقفة إجلال لهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين احتضنوا أمهم وهي تنزف دما لتسقط دمعة من عيني, فتركت المكان على أمل أن تشرق عليه شمس التحرير, المدرسة بعد الوداعتوجهت إلى المدرسة فشاهدنا بين أسوارها البؤس والحزن بين طلبتها ومدرسيها, وفاجعة الاستشهاد دوت في فناء تلك المدرس, ومازالت الدموع تنهمر من عيون المدرسين والمدرسات, وكلماتهم كانت مشتركة " حسبي الله ونعم الوكيل" "كانت أم لكل طلاب المدرسة" فتحدثنا مع الأستاذ محمد أبو عابد وهو أحد المدرسين أصحاب الإحترام لهذا المربية قال ما عرفت يوما وفاء إلا أم لطلابها, وكذلك أخ وأخت لكل المدرسين, وكانت دائما تحترم كافة الطلبة , ورغم صغر سنهم إلا إنها كانت تعشق العلم والطفولة حتى اللحظات الأخيرة من حياتها, وقبل الاستشهاد بدقائق كانت قد انتهت من إعطاء المحاضرات لطلابها , وكانت تبدو لهم النصيحة تلو النصيحة للتحضير للامتحان. مؤكدا أن نباء الاستشهاد كان فاجعة كبيرة ليس له فقط بل لكافة أسرة التربية والتعليم بل لكل من عرف المربية وفاء الدغمة .هكذا طويت صفحة الشهيدة المربية وفاء الدغمة, ولن تغلق سجلات التاريخ ولم تطوى كذلك, وستكون الدماء شاهدة يوما على وحشية المحتل الذي لطالما عرفناه عاشق للدماء الفلسطينية, إلا إننا لن نسمح له بمجابهة التاريخ بكل مبرراته, بل أطفال وفاء سيكنون شاهدين يوما وحتى لو طال الزمان عن مدى الوحشية التي قتلت بها الأم المربية, وحينها لا أدري ما هي مبررات الإحتلال من هذه القضية وحتى نلتقي مع محكمة الزمان, نترككم أن تتخيلوا نفسيات وطبيعة الحياة المستقبلة لهؤلاء الأطفال الذين لم تغمض أعينهم عن قطرات الدماء التي تناثرت من رأس والدتهم وودعوا أمهم إلى الأبد.
رحم الله شهيدتنا واسكنها الله الفردوس الاعلى فى الجنة مع النبين والصديقين وحسن اؤلائك رفيق
حسبنا الله ونعم الوكيل
ان لله وانا اليه راجعون
11:11 11:11 11:11 12:12
وأقع الفاجعةفي منزل الشهيدة العشرات من النسوة يملأن ساحة منزل وفاء، كل النسوة لم تخفف من وقع الصدمة على أطفال وأقارب المربية التي لم تكتمل فرحتها بتخريج طلابها لهذا العام, ولم تفرح بطفلها الصغير قصي الذي لم يتجاوز سوء سبع أشهر, ليحل الحزن الأبدي على أطفالها السبعة, وكذلك أفراد أسرتها, وما زالت الصدمة تسيطر على زميلاتها في المدرسة, وكذلك طلابها الذين أبو إلى أن يشاركوا وأجب العزاء في مربيتهم. التقينا مع عدد من أقارب الشهيدة لتحدثتا تحرير الدغمة شقيقة الشهيد والدموع تنهمر من عيناها عن حياء الشهيدة منذ الطفولة وقالت شقيقتي وفاء كنت لم أعرفها إلا مثابرة مجتهدة متفوقة منذ الطفولة, ورغم إنها تكبرني إلى إني رئيت منها الأخوة الصادقة حتى قبل الاستشهاد بدقائق عندما كنت على اتصال معها, قالت لي "لا تخفي المهم أنتم درباكم على حالكم" وكنت لم أدري إنها اللحظات الأخيرة والاتصال الأخير, بل الكلمات الأخيرة التي فصلتني عن إستشهاد شقيقتي وفاء, وحينها لم تستطيع تحرير التحدث طويلة فتركتها وهي تبكي حرقة فقدان شقيقتها.كانت صاحبة مواقف مشرفةوالتقيت بعمتها ليلي الدغمة والتي من خلال كلماتها الحزينة عبرت عن مدى الأسى لفقدان أبنت أخيها التي تركت وراءها سبعة من الأطفال أكبرهم الخامس عشر من عمره وهو محمد, والصغير لم يبلغ سوء أشهر بسيطة. وأوضحت ليلي أن للشهيدة مواقف مشرفة كثيرة كانت من خلاله الشهيدة تزرع روح الحب للدين والوطن في نفوس أبنائها حتى اللحظات الأخيرة عندما قالت لأحد أقربائها عبر مسج جوال"نحن صامدين مثل الجبل ولا تخافوا على أبنائي". مضيفتا أن الشهيدة رحلت ولكن لن بثنينا ذلك على مواصلة التحرر من الإحتلال, وتربية أبناؤنا على حب المقاومة وسيعلم يوما أطفال وفاء بأن أمهم استشهدت برصاص الإحتلال, وحينا لن يغفروا لقاتليها, لتكون الانتفاضة الثالثة انتفاضة الأطفال الأبرياء الذين شاهدو كل الماسي والعدوان.
غادرنا منزل الشهيدة وفاء الدغمة لنذهب إلى مدرسة عبسان الابتدائية, وهو المكان الوحيد الذي اعتادت عليه الشهيدة يومياً بحيث تعتبر الشهيدة أحد مدرسي تلك المدرسة, فإذا بالأطفال الخمسة قصي ومنال وربا وروى ومحمد وهم أبناء الشهيدة وفاء تنهمر أعينهم من البكاء حتى أبكوا كل الحضور, وحينها لم أستطيع إلا أن أقف وقفة إجلال لهؤلاء الأطفال الأبرياء الذين احتضنوا أمهم وهي تنزف دما لتسقط دمعة من عيني, فتركت المكان على أمل أن تشرق عليه شمس التحرير, المدرسة بعد الوداعتوجهت إلى المدرسة فشاهدنا بين أسوارها البؤس والحزن بين طلبتها ومدرسيها, وفاجعة الاستشهاد دوت في فناء تلك المدرس, ومازالت الدموع تنهمر من عيون المدرسين والمدرسات, وكلماتهم كانت مشتركة " حسبي الله ونعم الوكيل" "كانت أم لكل طلاب المدرسة" فتحدثنا مع الأستاذ محمد أبو عابد وهو أحد المدرسين أصحاب الإحترام لهذا المربية قال ما عرفت يوما وفاء إلا أم لطلابها, وكذلك أخ وأخت لكل المدرسين, وكانت دائما تحترم كافة الطلبة , ورغم صغر سنهم إلا إنها كانت تعشق العلم والطفولة حتى اللحظات الأخيرة من حياتها, وقبل الاستشهاد بدقائق كانت قد انتهت من إعطاء المحاضرات لطلابها , وكانت تبدو لهم النصيحة تلو النصيحة للتحضير للامتحان. مؤكدا أن نباء الاستشهاد كان فاجعة كبيرة ليس له فقط بل لكافة أسرة التربية والتعليم بل لكل من عرف المربية وفاء الدغمة .هكذا طويت صفحة الشهيدة المربية وفاء الدغمة, ولن تغلق سجلات التاريخ ولم تطوى كذلك, وستكون الدماء شاهدة يوما على وحشية المحتل الذي لطالما عرفناه عاشق للدماء الفلسطينية, إلا إننا لن نسمح له بمجابهة التاريخ بكل مبرراته, بل أطفال وفاء سيكنون شاهدين يوما وحتى لو طال الزمان عن مدى الوحشية التي قتلت بها الأم المربية, وحينها لا أدري ما هي مبررات الإحتلال من هذه القضية وحتى نلتقي مع محكمة الزمان, نترككم أن تتخيلوا نفسيات وطبيعة الحياة المستقبلة لهؤلاء الأطفال الذين لم تغمض أعينهم عن قطرات الدماء التي تناثرت من رأس والدتهم وودعوا أمهم إلى الأبد.
رحم الله شهيدتنا واسكنها الله الفردوس الاعلى فى الجنة مع النبين والصديقين وحسن اؤلائك رفيق
حسبنا الله ونعم الوكيل
ان لله وانا اليه راجعون
11:11 11:11 11:11 12:12
تعليق