"ياايها الذين امنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو انفروا جميعا"
اتصالات الشاباك على المجاهدين
اتصالات الشاباك على المجاهدين
تتنوع أساليب المخابرات الصهيونية في تجنيد العملاء وتدريبهم والسيطرة عليهم تنوعا كبيرا حسب اختلاف الهدف ومجال العمليات وهم مستعدون لاستغلال جميع أشكال الدوافع لدى المستهدفين لكسب عملاء جدد ، ويستغلون إلى حد بعيد في تجنيد العملاء نقطة الضعف التي يتصف بها أولئك المستهدفون ،وعليه فان اكتشاف طرق وأساليب ودوافع التجنيد للمخابرات الصهيونية له أهمية للوقاية منها ومحاربتها وكشف من وقع في حبائلها ومراقبة شبكاتها ،ونتعرف اليوم على اسلوب التجنيد
بالاتصال المباشر على الجوال والذي بات الشاباك يستخدمه بشكل كبير في الآونة الأخيرة ليحقق أهدافه المرجوة ومنها :
أولاً: تجنيد عملاء جدد للشاباك
من المعروف عن جهاز الشاباك أنه لا يجند العملاء اعتباطاً ولا بشكل عشوائي، صحيح أن مجرد سقوط العميل هو إنجاز للشاباك لأنه على الأقل سلخ هذا الشاب من انتمائه ونقله من دائرة الأعداء المحتملين إلى المحايد المتفرج إن لم يكن إلى الأصدقاء المتعاونين، عملية تجنيد العملاء حالياً مرتبطة بعمل وظيفي سيقوم به العميل، مرتبطة بمهمات تنتظر العميل.
وفي البداية وقبل كل شيء يتم ترشيح الشخص الضحية من خلال عملاء آخرين وغالباً لا يتم الأمر بشكل مباشر، فالمخابرات لا تسأل عملاءها من يصلح ليكون عميلاً ؟ وإنما تطلب منهم تقارير ومعلومات عن أشخاص محددين يقطنون في منطقة محددة أو يعملون في بيئة تحتاج فيها المخابرات إلى عملاء وعيون، المخابرات تبحث دائماً عن مواطن الخلل في حياة الشخص الضحية، كأن يكون محتاجاً إلى أموال، وكأن يكون قد تعود الحياة المترفة ولا يستطيع أن يعيش حياة متواضعة، أو كأن يكون من أصحاب المشاكل الشائكة التي لا يستطيع حلها بجهوده الذاتية، أو أن يكون مريضاً أو أحد أبنائه، أو أن يكون شاباً طموحاً ولا يجد من يساعده، أو عاطلاً عن العمل ولا يجد ما يسد به رمق أولاده...
وبعد ترشيح الأهداف، تبدأ مرحلة الاستطلاع عبر الاتصالات المباشرة على الجوال، ومن خلال تكرار الاتصال يتكون لديهم تصور واضح حول ما إذا كان الشخص الضحية يتمتع بالقابلية النفسية للتعامل أم لا ؟ وتسخر المخابرات لذلك الأموال والوعود بالرفاه أو الوعود بالأمان وعدم الملاحقة له إذا كان مجاهداً، أو التهديد من خلال معرفة المخابرات لقصة قد تشين هذا الإنسان كما تلجأ المخابرات إلى استخدام أسلوب الحوار السياسي أو الإنساني لإقناع الضحية بجدوى التعاون ضد أعداء السلام، وأعداء الوطن ..الخ وتستفيد المخابرات في ذلك من وجود أحزاب وفصائل فلسطينية تتقاطع معها في الرؤى السياسية والأمنية.
ثانياً: استكشاف قدرات وإرباك المجاهدين :
وهو أسلوب استخدمته المخابرات الإسرائيلية قديماً، حيث كانت تتصل بقادة الفصائل أو معاونيهم لتهديدهم وإشعارهم أنهم في متناول اليد الصهيونية، حالياً يتم استخدام هذا الأسلوب مع نشطاء ميدانيين في فصائل المقاومة , ومن خلال الاتصال تعطى المخابرات رسائل: أنك مكشوف، أنك مراقب، أنك ستموت ...الخ والهدف هو خلق نفسية مضطربة حائرة، تحسب حسابات أخرى غير حسابات الانتصار أو الشهادة والفوز بالجنة، كما يتم التركيز في الاتصالات على الجانب الإيحائي، حيث توجه إلى الشاب المتلقي للاتصال أسئلة وكأنه عميل يطلب منه أن يجيب فوراً، أحياناً تكشف المخابرات للأخ متلقي الاتصال معلومات كان يعتقد أنها سرية ومكتومة كأن تخبره بأنه شارك في نشاط كذا، وأنه توجه إلى الخارج وأخذ دورة كذا .. وأن مجموعته تتكون من فلان وفلان، وأحياناً تكشف له نقطة سوداء في حياته أو حياة أحد أخوته أو أحد خاصته، والهدف تركه حائراً، تركه يتساءل من أين جاءوا بهذه المعلومات، وفي المحصلة فإن المخابرات تنجح من وراء هذه الاتصالات في إرباك بعض المقاومين، وفي تشكيك البعض الآخر بإخوانه أو بمحيطه الاجتماعي، وهي لن تخسر شيئاً إذا تلقت إشارة ضعف أو استسلام من خلال اتصالاتها فلعلها تستطيع تجنيد عملاء أيضاً حتى من داخل صفوف المقاومة .
أمثلة ونماذج من الميدان:
مع تراجع فرص نجاح اللقاءات المباشرة بسبب المتغيرات السياسية والميدانية ، تزداد أعداد الاتصالات والنتيجة :-
فئة مشرفة استطاعت أن تهزا وتواجه الشاباك ،وهناك فئة تعاونت وتجاوبت مع الاحتلال ،وهناك اللامبالين الذين لا يتحدثون بما يحصل معهم ويضاف إليهم فئة من لا يملك الثقة بنفسه أو بإخوانه ولم يتعود على الصراحة ويعتقد انه إذا قام بالتبليغ عن الاتصال فإنه وضع نفسه في دائرة الشبهة الأمنية، وهناك شريحة واسعة لا تنتمي لفصيل ولا تعرف لمن تلجأ إذا تلقت مثل هكذا اتصالات ونستعرض معكم نماذج من هذه الحالات السلبية، مع العلم أن أساليب المخابرات متجددة و متغيرة باستمرار.
1) المال مقابل المعلومات :
أحدهم وبعد تكرار اتصالات المخابرات به اقتنع أن يتعاون بعد أن أقنعه ضابط المخابرات (أنك لست عميلاً ولا نريد منك أن تعمل جاسوساً)، فأنت لم تمارس الجنس، ولم تسقط أحداً ولم يسقطك أحد، ولم تقتل، ولم تخرج في القوات الخاصة، ولم تتدرب على السلاح، ولم تخن أصحابك ولم تعمل في شبكات ولم تُستدع للمخابرات ولا مجال لأحد أن يشك فيك ...إلخ والمجال الذي اقتنع من خلاله بالتعاون مع الاحتلال: هو المال والتعامل عن بعد، لأنه اعتقد أن التعامل عن بعد يشكل غطاءً مناسباً، ويحول دون انفضاح أمره وكشف ما قدم من خدمات.
2) بدأها بمزحة وأنهاها بورطة :
يغفل البعض أن المخابرات تسجل جميع مكالماتها، وهذا درس لمن لا يعي هذه الحقيقة :
أحد الشباب تعامل مع اتصال العدو معه بالهزل وحاول أن يجرب إلى أين ينتهي به المطاف، وبالبلدي (ساقها)، وفي كل مرة كان يثرثر في شئون خاصة اجتماعية، وكان يسأله عن بعض الناس فيجيب كلاماً صحيحاً وآخر دون ذلك، ومع التكرار كثرت زلات اللسان، واستطاع ضابط المخابرات أن يسجل معلومات تدين هذا الإنسان، وعندما بدأ ضابط المخابرات بابتزاز هذا الشاب طالباً معلومات حقيقية، أغلق الشاب جواله في وجهه، فكان رجل المخابرات يعاود وفي كل مرة يسمعه تسجيلاً بصوته وهو يتحدث عن فلان وعلان ويتحدث بمعلومات تدينه. إنها ورطة ولا يصح أن نسمح لأنفسنا أن نصل إلى هذا المطب .
3) لا تجتهد لوحدك وتعمل عميلاً مزدوجاً :
أحد الشباب وبعد طول عناء وافق على التعاون مع المخابرات، فشكل التعاون المطروح لا يمثل عبئاً شرعياً ولا عبئاً عرفياً، فهو لن يزني، ولن يشرب الخمر، ولن يتعاط المخدرات ، ولن يقتل، ولن يخرج مع قوات خاصة، ولن يعمل عصفوراً في السجن، إنه شكل مريح من أشكال التعاون. هذا الشاب عزم أن يضلل الشاباك فادعى القبول و أخذ يزود المخابرات بمعلومات مغلوطة وكان يستقبل بين الفينة والأخرى مبلغاً من المال نظير أتعابه ، صحيح أن المخابرات لم تثق في كل ما يقول، ولكنها أيضاً أرادت أن تورطه ثم تخضعه لشروطها، وعندما حانت ساعة الحقيقة وطلبت منه معلومات خطيرة استيقظ من سباته وقطع اتصالاته، فعاودوا وهددوه بالفضيحة وسوء العاقبة، فما كان منه إلا أن توجه إلى رفاق دربه ، ليخبرهم بما حدث معه وحينها سيسأل ألف سؤال وسؤال ليبرر ما قام به ويقنع رفاق دربه بصدق نيته ،وكان عليه أن يعرف أن مسألة العميل المزدوج لا تكون باجتهاد فردي، فهي بحاجة إلى جهة أمنية مختصة لترعاها وتوجهها وتتحمل تبعيتها.
4) الشجاعة والصراحة مطلوبة في كل الأحوال :
أحدهم يدعى (س) عندما اتصلت به المخابرات وكررت الاتصال، آثر أن يغلق جواله ويفصل خط تلفونه، فما كان من المخابرات إلا أن اتصلت على أحد إخوانه (طبعاً بلغة عربية وبلهجة محلية وبغطاء الصداقة) لتطلب منه محادثة (س) وعندما مسك (س) الجوال أسقط في يديه أنه ضابط الشاباك من جديد، طلب منه الشاباك أن يفتح جولاته ولا يقلقل.
وعندما فتح الجوالات وكان قد اعتقد أن المخابرات أصبحت قدراً يلاحقه استسلم في لحظة جبن، ولكن كانت المفاجأة أن المخابرات لم تعاود الاتصال به من جديد وكأنها أدركت أنه شخص مرتبك، وجبان ولا يصلح للمهام المنتظرة التي تعده لها.
كيف نواجه هذا الأسلوب
1- الثقة : بفعل المتغيرات أصبحنا وجها لوجه مع عدونا، وبالتالي فإن حجم الاستهداف كبير، لذا فإن أول خطوة مطلوبة هنا، هي توطيد معاني الثقة بين الأخوة المجاهدين في مختلف المواقع وقادتهم في العمل ويتمثل ذلك كالتالي:
- أن من يتلقى الاتصال عليه أن يبادر فوراً بالإبلاغ عن ذلك ولا ضير أن يكتب تقريراً عما حدث معه ويرفعه إلي مسئوليه.
- أن يُسلم الأخ لقرارات وتوجيهات إخوانه مثل:- قطع الاتصالات، المجابهة اللفظية ، الاستمرار الموجه بتوجيه مركزي لمعرفة الأساليب والأهداف التي يركز على رصدها العدو وتضليله بمعلومات موجهة.
- أن يتمتع الأخوة في موقع المسئولية بقدر كافي من المرونة واللياقة المهنية لتقبل مثل هكذا تقارير والتعامل معها بمسئولية.
2- التثقيف والتعبئة في مواجهة الاتصالات المشبوهة: حيث أن الاتصالات لا تقتصر على أبناء فصائل المقاومة لوحدهم، فلا بد أن تتسع دائرة التعبئة لتغطي كل من يتلقى اتصالاً مشبوهاً، وعلى الإخوة العاملين في حقل مكافحة التجسس في كل الفصائل أن يجتهدوا ليرصدوا ويصلوا إلى كل من تلقى اتصالاً ليتم إرشاده وتوجيهه بطريقة محترمة لا تشيع الخوف والجلبة في المجتمع.
3- التثقيف والتعبئة في مواجهة الإسقاط: فمن خلال المتابعة تبين أن العدو لا يفضل حاليا إسقاط الشباب من خلال الأعمال المثيرة (مثل الجنس)، وهو يعتمد بالدرجة الأولى على المال، لذا يجدر الانتباه إلى هذا المتغير، والذي من خلاله يحاول الشاباك أن يصنع عميلاً مقبولاً اجتماعياً لا تتجسد فيه معاني الانحراف التي تساعد على كشف العميل أو نبذه اجتماعياً وامنياً ً.
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين
دائرة التوجيه والإرشاد الأمني
دائرة التوجيه والإرشاد الأمني
تعليق