بيت لحم- معا- يواصل مجموعة من الحرفيين والصناعيين في مخيم عايدة شمال بيت لحم منذ أسبوعين صنع مفتاح كبير يقولون أنه الاكبر في العالم, يمثل "مفتاح العودة" ليكون ابرز ما تشهده فعاليات احياء ذكرى النكبة "60" لهذا العام.
وفي تقرير اعده الزميل كفاح زبون مراسل صحيفة الشرق الاوسط يقول منذر عميرة مدير مركز شباب عايدة الذي اشرف على صنع المفتاح إن المفتاح "مش للبيع".
وبحسب عميرة فالمفتاح الضخم الذي سيكتب عليه باللون الأحمر "مش للبيع"، يرمز الى تمسك اللاجئين بحقهم بالعودة. ويرسل عدة رسائل مجتمعة في ان واحد، بعضها للاسرائيليين "وبعض للمفرطين" بان حق العودة لن يسقط وهو فردي وليس موضع تفاوض و"خط احمر". كما يرسل رسالة الى المجتمع الدولي بان الفلسطينين لم ينسوا هذا الحق بعد 60 عاما، ورسالة اخيرة الى الأطفال الفلسطينيين، بان هذا مفتاح عودتكم، فاحملوه".
ويأتي ابناء المخيمات في بيت لحم للاطمئنان على سير العمل، وقال ابراهيم مسّلم وهو يتلمس المفتاح الضخم، هذا (المفتاح) يمثل رمزا شخصيا لي، وحتى بعد 60 عاما، انا، ونحن جميعا متمسكون اكثر بالعودة". ويعتقد ابراهيم انه بالفعل عائد الى قريته، وقال "انا عمري اليوم 36 عاما، واعيش على امل العودة الى قريتي التي هجروا اهلي منها، ولم انسى ابدا".
وينحدر ابراهيم من قرية علار قرب القدس التي هجر اهلها عام 1948، وقال انه زار القرية مؤخرا متسللا، واضاف"لقد بكيت وعفرت وجهي بترابها" وتابع "لدي حق فردي بالعودة وعلى كل القيادة الفلسطينية ان تفهم انها لا تملك الحق بالتفريط بهذا المفتاح".
ويجري التخطيط لرفع المفتاح الذي يبلغ طوله 10 امتار، ووزنه 2 طن، ومصنوع من الحديد، فوق بوابة كبيرة، (على شكل مكان المفتاح(زرفيل). اقيمت على المدخل الشمالي لمخيم عايدة على بعد امتار من الجدار الذي يفصل بيت لحم عن القدس.
وهناك تجد عمالا منهمكين في انجاز البوابة الكبيرة، وجيشا اسرائيليا يراقب ما يدور من ابراج ومعسكرات قريبة جدا، وجدارا يمتد ويطول ويحجب رؤية مدينة القدس.
وقال عميرة، لقد اخترنا هذا المكان تجسيدا لمعاناتنا بعد 60 عاما، ولنقول لهم (الاسرائيليين) ان هذا الجدار الفاصل لن يمنعنا من العودة، ونحن نصر على ذلك.
وسيجوب المفتاح شوارع مدينة بيت لحم، غدا الخميس، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات الاسرائيلية "بقيام اسرائيل". متنقلا بين المخيمات الفلسطينية الثلاثة في المدينة، (عايدة والدهيشة والعزة)، في مسيرة" اجيال العودة"، والتي تحمل شعار "نحمل المفتاح من جيل لجيل ونحرس الحق الجميل"، قبل ان يعلق اخيرا فوق بوابة العودة، والتي من المفترض انها ستتزين باسماء القرى التي هجر اللاجئون منها. وسيُمنح اطفال المخميات الفرصة لكتابة اسماء قراهم بخط اياديهم فوق البوابة المصنوعة من الباطون والتي ستغطى "بالسيراميك".
كما ستشمل فعاليات افتتاح البوابة اعتصاما يتم فيه تسليم وثائق ملكية الأراضي في القرى الفلسطينية، ومفاتيح المنازل التي شرد منها اصحابها من جيل لجيل، من الاجداد إلى الأبناء.
ويخطط مركز الشباب لتحويل "بوابة العودة" الى مزار دائم، وخصوصا للاجانب والمتضامنين، في محاولة دعائية، للفت الانظار اكثر.
وترى مجموعة الشباب التي فكرت ونفذت "مفتاح العودة" انه سيبقى شاهدا على "حقنا بالعودة". كما سيشكل رسالة تحد لاولئك الزعماء الذي سيشاركون اسرائيل احتفالاتها بذكرى نكبنتنا وترحيلنا من ارضنا".
وقال ابراهيم غاضبا "يوم احتفالات ما يسمونه استقلالهم، هو يوم نكبتنا وتهجرينا واحتلال ارضنا".
ويسعى عميرة ورفاقه الى ادخال المفتاح في موسوعة "جينيس" العالمية. وقال عميرة انه ارسل رسالة الى ادارة "جينيس" دون ان يتلقى جوابا. لكنه قال انه ورفاقه سيعملون على تشكيل لوبي ضاغط من اجل قبول المفتاح في الموسوعة، وسيدشنون موقع الكتروني من اجل جمع التواقيع، للضغط على "جينيس". وذلك ليكتسب عالمية اكبر، تمكن الللاجئين من شرح اكثر لقضيتهم في الغرب.
ويقدر جهاز الاحصاء المركزي الفلسطيني عدد اللاجئين الفلسطينيين بحوالي 6 ملايين و800 لاجيء، بينهم 5 ملايين مقيمين خارج فلسطين. ويتركز وجودهم في الاردن (2.8 مليون). وفي باقي الدول العربية (1.6 مليون). بينما يتوزع الباقون على انحاء مختلفة من الدول الاوروبية والاميركيتين.
وقالت قاعدة بيانات الجهاز المركزي للاحصاء أن 44 % من سكان الاراضي الفلسطينية لاجئون، حيث بلغ عددهم مليون و800 ألف لاجئ، حتى منتصف عام 2007. وذلك بواقع 780 ألف لاجئ في الضفة الغربية وما يربو على المليون لاجئ في قطاع غزة.
تعليق