رد على سائد سويركي من شبكة فلسطين اليوم
أيمن خالد ـ 30/4/2008
ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذه السطور في الرد على الحقد الطافح والسموم القاتلة التي نفثها المدعو (المنفلش) سائد السويركي على بعض مواقع الإنترنيت ضد حركة الجهاد الإسلامي.. ومصدر ترددي في الكتابة بيتان من الشعر العربي الذي هو ديوان الحكمة لهذه الأمة الضائعة بعد تفريطها في كتاب ربها وتخليها عن الشرف والمروءة العربية التي كان يتحلى بها عرب الجاهلية قبل الإسلام.
البيت الأول هو قول الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
وأما البيت الثاني فهو:
لو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً
لأصبح الصخر مثقال بدينار
والرد بهذه الأبيات ليس من باب الشتائم أو عدم الموضوعية بل هو الرد المناسب للشخص المناسب في الموضوع المناسب وإلا لما كانت العرب تحدثت بهذه الأبيات.. بل إنني أعتبر أن مثل هذه الأبيات وما فيها من أوصاف قليلة على أمثال هؤلاء.. فعندما يصف السويركي حركة الجهاد.. بما وصفها به فهذه وقاحة وجرأة على الفحش تفوق كل حد.. وأية حركة جهاد؟! جهاد طوالبة، وملحمة جنين، ووادي النصارى ومحمد سدر، وهنادي جرادات في حيفا، وحمزة السمودي في مجدو، وهبة دراغمة في العفولة، وباصات الجيش الملتهب في كركور، جهاد إياد الحردان، وحمزة أبو الرب، وإياد صوالحة، ولؤي السعدي اللذين صنعا ميزان رعب في قلب تل أبيب ونتانيا والخضيرة وغيرها.. جهاد مقلد حميد، ومحمد الشيخ خليل، وأبو الوليد الدحدوح، وبشير الدبش، وأبو مؤمن الحرازين، وأبو مرشد، وغيرهم ممن رحلوا فداء للدين والوطن ورووا بدمائهم الزكية شجرة الجهاد والسرايا الربانية "سرايا القدس"، وكتبوا بهذه الدماء العزيزة إجابة حركة الجهاد الإسلامي عن "الأسئلة المصيرية" التي يتحدث عنها الفيلسوف السويركي، عندما يعتبرهم هذا "العبقري!" وما فعلوه وما فعلته حركة الجهاد الإسلامي "هو اغتيال إضافي لمنهج الجهاد الإسلامي بعد اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي على يد إسرائيل" فهذا اتهام كبير وخطير، بل كبير جداً وخطير جداً، لا أظن أن حركة الجهاد وقيادتها تملك ترف وزهد السكوت عليه أو تمر عليه مرور الكرام.
ما كتبه سائد السويركي ضد حركة الجهاد ليس نقداً موضوعياً بناء يراد منه النصيحة أو تصحيح أي خطأ أو انحراف.. ما كتبه السويركي هو هدم متعمد ومع سبق الإصرار استخدم فيه كل معاول اللغة والمفردات المشحونة ليوصل رسالة مفادها أن حركة الجهاد باعت دينها وباعت عقيدتها وباعت قضيتها المركزية مقابل حفنة نقود لإيران.. وأية إيران؟ إيران الثورة التي كتب عنها فتحي الشقاقي أن نهجها الثوري هو "الحل والبديل"، إيران التي لا تعترف بإسرائيل، إيران التي تدعم حزب الله الذي مرغ أنف إسرائيل في التراب وهزمها شر هزيمة في حرب تموز/ يوليو عام 2006، إيران الدولة الوحيدة في العالم التي يقول رئيسها بأن إسرائيل يجب أن تزول من الوجود.. إيران التي تغنى بها سائد السويركي بدواوين الشعر قديماً اكتشف أن لها مشروعاً يتهم به السويركي الجهاد الإسلامي وحماس أنهم في خدمتها لا في خدمة فلسطين.. إيران هذه دعمها للشعب الفلسطيني ومجاهديه حرام وخيانة وطنية، أما مال السحت الذي تدفعه الدول المانحة وعلى رأسها أمريكا ثمن بيع فلسطين وينعم به السويركي، نجم تلفزيون سلطة أوسلو سابقاً وأمثاله فهذا لا مشكلة فيه ومباح جداً!!
إيران التي ينتظر العالم ضربها على يد أمريكا وإسرائيل اكتشف السويركي أنها خصم للشعب الفلسطيني، فالحمد لله أنك اخترت وحددت موقعك بنفسك بأنك في صف أمريكا وإسرائيل في مواجهة محور المقاومة والممانعة في الأمة!!
يعرف السويركي أنه لو كان في أي بلد من بلدان الحداثة الغربية التي انتمى إليها بعد توبته عن الجهاد الإسلامي فإن كل كلمة كتبها بحق الجهاد، عندما تصل إلى حد الاتهام في الدين والعقيدة، والمروءة، والعقل، واغتيال الشقاقي مجدداً، هو قذف وتشهير وقول زور يوجب السجن.. وفي الشريعة الإسلامية يوجب الحد.. وقبل أن أطالب حركة الجهاد وأمينها العام، أبا عبد الله الذي حمل الراية بجدارة بعد الشهيد المعلم بإقامة الحد على المنفلش السويركي أود أن أطرح سؤالاً جوهرياً في كل هذا الموضوع؟
لماذا هذا الهجوم على حركة الجهاد وفي هذا الوقت بالذات؟!
السويركي نفسه يزعم أنه لا يدري لماذا يكتب عن الجهاد الآن؟!، لكن الذي يتصفح ما كتبه يدرك أن جريمة حركة الجهاد عنده هي لا فقدان المنهج ولا بطيخ! القصة باختصار أن السيد السويركي هو من أيتام العصر البائد، عصر ما قبل سيطرة حماس على قطاع غزة.. وهو بحكم علاقته السابقة بحركة الجهاد الإسلامي يتصور أن الموقف التاريخي الذي كان ينتظره ويتوقعه من هذه الحركة أن تقف في وجه حماس وتتصدى لها بالنيابة عن كل الذين فروا أمام جحافل حماس ولم يدافعوا عن المقرات الأمنية التي بنتها المخابرات الأمريكية بدعم إسرائيل لسلخ أبناء الجهاد وحماس!! هذه هي تهمة حركة الجهاد وتهمة أمينها العام الدكتور رمضان شلح، الذي لا ينطق أحد بالثوابت الفلسطينية اليوم، مثلما ينطق بها الدكتور رمضان، وطبيعي أن يكون أكثر تشدداً في الخطاب (يا سويركي) وإلا فإن حركة الجهاد لا تكون حركة الجهاد التي يتباكى عليها لسان حال "المنفلشين الرائعين" من أبناء الجهاد السابقين على حد تعبير السيد السويركي!!
كل حرف كتبه السويركي بحاجة إلى وقفة لكن تركيزي في العنوان على حقد المنفلشين وفقدان الذاكرة مرده إلى نقطتين: الأولى، أن ما كتبه السويركي ليس من بنات أفكاره فقط، بل هو يعبر عن بعض المنفلشين الذين يعتبرون أن لهم ثأراً مع حركة الجهاد الإسلامي وأمينها العام الذي أثبت أن حركة الجهاد لم تمت مع استشهاد القائد المؤسس أبو إبراهيم، بل استمرت وازدادت قوة وانتشاراً. وإذا كان السويركي يعرف فعلاً أن الشقاقي كان على خلاف مع إيران، فليسأل أصدقاءه المنفلشين عن سر الخلاف؟ ومن الذي كان يحرض الإيرانيين على فتحي الشقاقي وحركة الجهاد؟! اسألهم لتعرف الجواب ويعرف كل حجمه وتاريخه وموقعه بميزان الشقاقي ومنهج الشقاقي الذي يتباكى عليه السويركي.. فإذا كان البعض يريد أن يصفي حساباً مع الشقاقي في قبره أو مع خليفته أبي عبد الله، بهذا الأسلوب الخبيث فإننا نقول للسويركي لقد أخطأ الهدف، يعني الضربة (أوت out)!! لأن بيتك من زجاج هش جداً جداً ولا يصلح لإقامة حفلة "ندب ولطم" على منهج الشقاقي، لأن في هذا البيت الزجاجي من قال عن الشقاقي قبل أن يجف دمه على يد الموساد، وفي مقابلة صحفية أن الشقاقي "كان ياسر عرفات آخر في الساحة الفلسطينية"!! في إشارة إلى أسلوب عرفات في الفساد والإفساد!! من الذي حاول اغتيال الشقاقي ومنهجه حياً وشهيداً يا سويركي يا (......)! الذي وصف الشقاقي بهذا الوصف هو من الرائعين جداً بالنسبة لك. أليس كذلك؟! كنا نظن أنك أعقل وأوزن من أن يختبئ خلفك أحد، ويصب نار حقده على حركة الجهاد وقادتها الذين تسميهم "بالقادة الجدد"، ولا ندري من تقصد بالقادة الجدد؟! هل هم الذين ألهبت ظهورهم سياط العدو وسياط أولياء نعمتك المفقودة في سجون العصر البائد، أم تقصد أبا عبدالله الذي أعلنت الإدارة الأمريكية عن مكافأة خمسة ملايين دولار ثمناً لرأسه لا لشيء إلا لتمسكه بمنهج الشقاقي الذي هو منهج الإسلام والجهاد قبل كل شيء.. أبا عبدالله الذي تعرفه ساحات المسجد الأقصى ليلة القدر، وساحات صلوات العيد بالعراء في قطاع غزة، ومنابر مساجده وقاعات جامعاته، محرضاً ومعبئاً، ومبشراً بأفكار الشقاقي ومنهجه يوم كان أمثالك ملفوفاً بخرقة قبل اختراع البامبرز؟!!
حتماً أنك نسيت كل هذا، وهذه النقطة الثانية في العنوان أنك على ما يبدو مصاب بفقدان الذاكرة، ولو لم تكن كذلك، لما تحدثت عن "الواجب والإمكان" في منهج الشقاقي، ولما تجرأت أن تتلفظ باسمه واسم الشهيد سيد قطب قبل أن تطلق هلوساتك عن فقدان المنهج، وضبابية الرؤية، والخصام مع الوعي، وغيرها من الفذلكات، وإلا فقل لنا بربك بأي الأمرين أخذت يوم خلعت ربقة الجهاد من عنقك ووليت الأدبار والشهيد أبو إبراهيم صاحب المنهج على قيد الحياة مع مجيء سلطة العار كما يسميها الشهيد عام 1994؟! هل ما فعلته يومها أملاه عليك الواجب أم نقص الإمكان؟ لا أظن أنه الواجب ومن المؤكد أنه نقص الإمكان!! لكن أي إمكان وأي نقص هو الذي عانيت منه يا سائد يا سويركي، بالتأكيد إنه نقص الشجاعة ونقص المناعة ضد الانهيار الذي أصابك وأمثالك، وقبل ذلك نقص الإيمان.. حركة الجهاد وقيادتها كانت تعرف كل أحوالك العامة والخاصة، لكنها كانت تراهن على الخير والجميل في الإنسان وتحاول تعزيزه والأخذ بيد الضعفاء لمساعدتهم على التخلص من الانجرار للأهواء والشهوات والنزوات التي كان حظك منها كبيراً وأنت تعرف، ونحن نعرف، وكل من يعرفك يعرف، لكن ما كنا نظن أن منسوب الحقد والشر في داخلك وصل إلى المستوى الذي عبرت به في ما كتبته ضد حركة الجهاد!! فإما أنك فعلاً مصاب بفقدان الذاكرة ونسيت من أنت، وما تاريخك مع حركة الجهاد؟ وإما أن هناك قصة جديدة وموالا جديدا وابتلاء جديدا يطل برأسه على حركة الجهاد، وهنا أطالب قيادة الحركة وقائدها وأمينها العام الدكتور أبا عبدالله، أن يتوقفوا أمام هذه الضربة المعنوية الكبيرة التي وجهها السويركي ومن دفعه لها بكل ما فيها من كذب، وبهتان، وزيف، بل وفجور ويقدموا لنا جواب الإسلام وجواب المجاهدين الشرفاء على الساقطين المنهارين الذين يغيرون مبادءهم وانتماءاتهم كما يغيرون أحذيتهم، وليس سائد السويركي سوى نموذج حي لهؤلاء.
مشكلة حركة الجهاد الإسلامي أنها محترمة جداً، وهذا ما يشهد به القاصي والداني، وأنها في غابات البنادق التي ابتدعها عرفات وابتليت بها الساحة الفلسطينية، مازالت تصر على التعامل مع الجميع وحتى مع "السفلة" بإنسانية كما لو كانت جمعية خيرية أو منظمة حقوق إنسان، لذلك يتجرأ عليها كل من هب ودب!! لو كانت حركة الجهاد تعامل خصومها مثل الآخرين، والسويركي يعرف ماذا يفعل الآخرون، لما تجرأ أمثاله على كتابة حرف مما كتب!! مشكلة حركة الجهاد أن أمينها العام مازال يصر على التعامل بأسلوب حضاري مع المخالفين، وهذا جيد وفخر لكنه لا ينفع وخطير عندما يتعلق الأمر بالمفارقين للجماعة، الذين انتقلوا إلى مربع الخصوم بل الأعداء، ويرمون الحركة بحجارة من عيار ثقيل كالذي رماه بها عبقري زمانه السويركي!!
لمصلحة من يتم تشويه صورة حركة يشهد الأعداء قبل الأصدقاء بنظافتها وصدقها ووعيها وثباتها على المبادئ وأبلت في ميدان الجهاد ولا زالت بلاء أقض مضاجع الأعداء؟! لمصلحة من يتم تسويد صفحات جهادها وتاريخها الناصعة البيضاء؟!
وحتى تكشف الأيام هذه الحقائق وتجيب على هذه الأسئلة نقول لحركة الجهاد وقادتها الشرفاء وعلى رأسهم القائد أبي عبدالله: سيروا على بركة الله، ولن تضركم بإذن الله الأقلام المأجورة أو الأبواق التي تنطق بما يثلج صدور الأعداء، سيروا ولا تلتفتوا إلى النباح حتى لا يرتفع سعر الصخر في سوق الكلاب!! وصدق من قال: دع الكلاب تنبح والقافلة تسير!
أيمن خالد ـ 30/4/2008
ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذه السطور في الرد على الحقد الطافح والسموم القاتلة التي نفثها المدعو (المنفلش) سائد السويركي على بعض مواقع الإنترنيت ضد حركة الجهاد الإسلامي.. ومصدر ترددي في الكتابة بيتان من الشعر العربي الذي هو ديوان الحكمة لهذه الأمة الضائعة بعد تفريطها في كتاب ربها وتخليها عن الشرف والمروءة العربية التي كان يتحلى بها عرب الجاهلية قبل الإسلام.
البيت الأول هو قول الشاعر:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
وأما البيت الثاني فهو:
لو أن كل كلب عوى ألقمته حجراً
لأصبح الصخر مثقال بدينار
والرد بهذه الأبيات ليس من باب الشتائم أو عدم الموضوعية بل هو الرد المناسب للشخص المناسب في الموضوع المناسب وإلا لما كانت العرب تحدثت بهذه الأبيات.. بل إنني أعتبر أن مثل هذه الأبيات وما فيها من أوصاف قليلة على أمثال هؤلاء.. فعندما يصف السويركي حركة الجهاد.. بما وصفها به فهذه وقاحة وجرأة على الفحش تفوق كل حد.. وأية حركة جهاد؟! جهاد طوالبة، وملحمة جنين، ووادي النصارى ومحمد سدر، وهنادي جرادات في حيفا، وحمزة السمودي في مجدو، وهبة دراغمة في العفولة، وباصات الجيش الملتهب في كركور، جهاد إياد الحردان، وحمزة أبو الرب، وإياد صوالحة، ولؤي السعدي اللذين صنعا ميزان رعب في قلب تل أبيب ونتانيا والخضيرة وغيرها.. جهاد مقلد حميد، ومحمد الشيخ خليل، وأبو الوليد الدحدوح، وبشير الدبش، وأبو مؤمن الحرازين، وأبو مرشد، وغيرهم ممن رحلوا فداء للدين والوطن ورووا بدمائهم الزكية شجرة الجهاد والسرايا الربانية "سرايا القدس"، وكتبوا بهذه الدماء العزيزة إجابة حركة الجهاد الإسلامي عن "الأسئلة المصيرية" التي يتحدث عنها الفيلسوف السويركي، عندما يعتبرهم هذا "العبقري!" وما فعلوه وما فعلته حركة الجهاد الإسلامي "هو اغتيال إضافي لمنهج الجهاد الإسلامي بعد اغتيال الدكتور فتحي الشقاقي على يد إسرائيل" فهذا اتهام كبير وخطير، بل كبير جداً وخطير جداً، لا أظن أن حركة الجهاد وقيادتها تملك ترف وزهد السكوت عليه أو تمر عليه مرور الكرام.
ما كتبه سائد السويركي ضد حركة الجهاد ليس نقداً موضوعياً بناء يراد منه النصيحة أو تصحيح أي خطأ أو انحراف.. ما كتبه السويركي هو هدم متعمد ومع سبق الإصرار استخدم فيه كل معاول اللغة والمفردات المشحونة ليوصل رسالة مفادها أن حركة الجهاد باعت دينها وباعت عقيدتها وباعت قضيتها المركزية مقابل حفنة نقود لإيران.. وأية إيران؟ إيران الثورة التي كتب عنها فتحي الشقاقي أن نهجها الثوري هو "الحل والبديل"، إيران التي لا تعترف بإسرائيل، إيران التي تدعم حزب الله الذي مرغ أنف إسرائيل في التراب وهزمها شر هزيمة في حرب تموز/ يوليو عام 2006، إيران الدولة الوحيدة في العالم التي يقول رئيسها بأن إسرائيل يجب أن تزول من الوجود.. إيران التي تغنى بها سائد السويركي بدواوين الشعر قديماً اكتشف أن لها مشروعاً يتهم به السويركي الجهاد الإسلامي وحماس أنهم في خدمتها لا في خدمة فلسطين.. إيران هذه دعمها للشعب الفلسطيني ومجاهديه حرام وخيانة وطنية، أما مال السحت الذي تدفعه الدول المانحة وعلى رأسها أمريكا ثمن بيع فلسطين وينعم به السويركي، نجم تلفزيون سلطة أوسلو سابقاً وأمثاله فهذا لا مشكلة فيه ومباح جداً!!
إيران التي ينتظر العالم ضربها على يد أمريكا وإسرائيل اكتشف السويركي أنها خصم للشعب الفلسطيني، فالحمد لله أنك اخترت وحددت موقعك بنفسك بأنك في صف أمريكا وإسرائيل في مواجهة محور المقاومة والممانعة في الأمة!!
يعرف السويركي أنه لو كان في أي بلد من بلدان الحداثة الغربية التي انتمى إليها بعد توبته عن الجهاد الإسلامي فإن كل كلمة كتبها بحق الجهاد، عندما تصل إلى حد الاتهام في الدين والعقيدة، والمروءة، والعقل، واغتيال الشقاقي مجدداً، هو قذف وتشهير وقول زور يوجب السجن.. وفي الشريعة الإسلامية يوجب الحد.. وقبل أن أطالب حركة الجهاد وأمينها العام، أبا عبد الله الذي حمل الراية بجدارة بعد الشهيد المعلم بإقامة الحد على المنفلش السويركي أود أن أطرح سؤالاً جوهرياً في كل هذا الموضوع؟
لماذا هذا الهجوم على حركة الجهاد وفي هذا الوقت بالذات؟!
السويركي نفسه يزعم أنه لا يدري لماذا يكتب عن الجهاد الآن؟!، لكن الذي يتصفح ما كتبه يدرك أن جريمة حركة الجهاد عنده هي لا فقدان المنهج ولا بطيخ! القصة باختصار أن السيد السويركي هو من أيتام العصر البائد، عصر ما قبل سيطرة حماس على قطاع غزة.. وهو بحكم علاقته السابقة بحركة الجهاد الإسلامي يتصور أن الموقف التاريخي الذي كان ينتظره ويتوقعه من هذه الحركة أن تقف في وجه حماس وتتصدى لها بالنيابة عن كل الذين فروا أمام جحافل حماس ولم يدافعوا عن المقرات الأمنية التي بنتها المخابرات الأمريكية بدعم إسرائيل لسلخ أبناء الجهاد وحماس!! هذه هي تهمة حركة الجهاد وتهمة أمينها العام الدكتور رمضان شلح، الذي لا ينطق أحد بالثوابت الفلسطينية اليوم، مثلما ينطق بها الدكتور رمضان، وطبيعي أن يكون أكثر تشدداً في الخطاب (يا سويركي) وإلا فإن حركة الجهاد لا تكون حركة الجهاد التي يتباكى عليها لسان حال "المنفلشين الرائعين" من أبناء الجهاد السابقين على حد تعبير السيد السويركي!!
كل حرف كتبه السويركي بحاجة إلى وقفة لكن تركيزي في العنوان على حقد المنفلشين وفقدان الذاكرة مرده إلى نقطتين: الأولى، أن ما كتبه السويركي ليس من بنات أفكاره فقط، بل هو يعبر عن بعض المنفلشين الذين يعتبرون أن لهم ثأراً مع حركة الجهاد الإسلامي وأمينها العام الذي أثبت أن حركة الجهاد لم تمت مع استشهاد القائد المؤسس أبو إبراهيم، بل استمرت وازدادت قوة وانتشاراً. وإذا كان السويركي يعرف فعلاً أن الشقاقي كان على خلاف مع إيران، فليسأل أصدقاءه المنفلشين عن سر الخلاف؟ ومن الذي كان يحرض الإيرانيين على فتحي الشقاقي وحركة الجهاد؟! اسألهم لتعرف الجواب ويعرف كل حجمه وتاريخه وموقعه بميزان الشقاقي ومنهج الشقاقي الذي يتباكى عليه السويركي.. فإذا كان البعض يريد أن يصفي حساباً مع الشقاقي في قبره أو مع خليفته أبي عبد الله، بهذا الأسلوب الخبيث فإننا نقول للسويركي لقد أخطأ الهدف، يعني الضربة (أوت out)!! لأن بيتك من زجاج هش جداً جداً ولا يصلح لإقامة حفلة "ندب ولطم" على منهج الشقاقي، لأن في هذا البيت الزجاجي من قال عن الشقاقي قبل أن يجف دمه على يد الموساد، وفي مقابلة صحفية أن الشقاقي "كان ياسر عرفات آخر في الساحة الفلسطينية"!! في إشارة إلى أسلوب عرفات في الفساد والإفساد!! من الذي حاول اغتيال الشقاقي ومنهجه حياً وشهيداً يا سويركي يا (......)! الذي وصف الشقاقي بهذا الوصف هو من الرائعين جداً بالنسبة لك. أليس كذلك؟! كنا نظن أنك أعقل وأوزن من أن يختبئ خلفك أحد، ويصب نار حقده على حركة الجهاد وقادتها الذين تسميهم "بالقادة الجدد"، ولا ندري من تقصد بالقادة الجدد؟! هل هم الذين ألهبت ظهورهم سياط العدو وسياط أولياء نعمتك المفقودة في سجون العصر البائد، أم تقصد أبا عبدالله الذي أعلنت الإدارة الأمريكية عن مكافأة خمسة ملايين دولار ثمناً لرأسه لا لشيء إلا لتمسكه بمنهج الشقاقي الذي هو منهج الإسلام والجهاد قبل كل شيء.. أبا عبدالله الذي تعرفه ساحات المسجد الأقصى ليلة القدر، وساحات صلوات العيد بالعراء في قطاع غزة، ومنابر مساجده وقاعات جامعاته، محرضاً ومعبئاً، ومبشراً بأفكار الشقاقي ومنهجه يوم كان أمثالك ملفوفاً بخرقة قبل اختراع البامبرز؟!!
حتماً أنك نسيت كل هذا، وهذه النقطة الثانية في العنوان أنك على ما يبدو مصاب بفقدان الذاكرة، ولو لم تكن كذلك، لما تحدثت عن "الواجب والإمكان" في منهج الشقاقي، ولما تجرأت أن تتلفظ باسمه واسم الشهيد سيد قطب قبل أن تطلق هلوساتك عن فقدان المنهج، وضبابية الرؤية، والخصام مع الوعي، وغيرها من الفذلكات، وإلا فقل لنا بربك بأي الأمرين أخذت يوم خلعت ربقة الجهاد من عنقك ووليت الأدبار والشهيد أبو إبراهيم صاحب المنهج على قيد الحياة مع مجيء سلطة العار كما يسميها الشهيد عام 1994؟! هل ما فعلته يومها أملاه عليك الواجب أم نقص الإمكان؟ لا أظن أنه الواجب ومن المؤكد أنه نقص الإمكان!! لكن أي إمكان وأي نقص هو الذي عانيت منه يا سائد يا سويركي، بالتأكيد إنه نقص الشجاعة ونقص المناعة ضد الانهيار الذي أصابك وأمثالك، وقبل ذلك نقص الإيمان.. حركة الجهاد وقيادتها كانت تعرف كل أحوالك العامة والخاصة، لكنها كانت تراهن على الخير والجميل في الإنسان وتحاول تعزيزه والأخذ بيد الضعفاء لمساعدتهم على التخلص من الانجرار للأهواء والشهوات والنزوات التي كان حظك منها كبيراً وأنت تعرف، ونحن نعرف، وكل من يعرفك يعرف، لكن ما كنا نظن أن منسوب الحقد والشر في داخلك وصل إلى المستوى الذي عبرت به في ما كتبته ضد حركة الجهاد!! فإما أنك فعلاً مصاب بفقدان الذاكرة ونسيت من أنت، وما تاريخك مع حركة الجهاد؟ وإما أن هناك قصة جديدة وموالا جديدا وابتلاء جديدا يطل برأسه على حركة الجهاد، وهنا أطالب قيادة الحركة وقائدها وأمينها العام الدكتور أبا عبدالله، أن يتوقفوا أمام هذه الضربة المعنوية الكبيرة التي وجهها السويركي ومن دفعه لها بكل ما فيها من كذب، وبهتان، وزيف، بل وفجور ويقدموا لنا جواب الإسلام وجواب المجاهدين الشرفاء على الساقطين المنهارين الذين يغيرون مبادءهم وانتماءاتهم كما يغيرون أحذيتهم، وليس سائد السويركي سوى نموذج حي لهؤلاء.
مشكلة حركة الجهاد الإسلامي أنها محترمة جداً، وهذا ما يشهد به القاصي والداني، وأنها في غابات البنادق التي ابتدعها عرفات وابتليت بها الساحة الفلسطينية، مازالت تصر على التعامل مع الجميع وحتى مع "السفلة" بإنسانية كما لو كانت جمعية خيرية أو منظمة حقوق إنسان، لذلك يتجرأ عليها كل من هب ودب!! لو كانت حركة الجهاد تعامل خصومها مثل الآخرين، والسويركي يعرف ماذا يفعل الآخرون، لما تجرأ أمثاله على كتابة حرف مما كتب!! مشكلة حركة الجهاد أن أمينها العام مازال يصر على التعامل بأسلوب حضاري مع المخالفين، وهذا جيد وفخر لكنه لا ينفع وخطير عندما يتعلق الأمر بالمفارقين للجماعة، الذين انتقلوا إلى مربع الخصوم بل الأعداء، ويرمون الحركة بحجارة من عيار ثقيل كالذي رماه بها عبقري زمانه السويركي!!
لمصلحة من يتم تشويه صورة حركة يشهد الأعداء قبل الأصدقاء بنظافتها وصدقها ووعيها وثباتها على المبادئ وأبلت في ميدان الجهاد ولا زالت بلاء أقض مضاجع الأعداء؟! لمصلحة من يتم تسويد صفحات جهادها وتاريخها الناصعة البيضاء؟!
وحتى تكشف الأيام هذه الحقائق وتجيب على هذه الأسئلة نقول لحركة الجهاد وقادتها الشرفاء وعلى رأسهم القائد أبي عبدالله: سيروا على بركة الله، ولن تضركم بإذن الله الأقلام المأجورة أو الأبواق التي تنطق بما يثلج صدور الأعداء، سيروا ولا تلتفتوا إلى النباح حتى لا يرتفع سعر الصخر في سوق الكلاب!! وصدق من قال: دع الكلاب تنبح والقافلة تسير!
تعليق