ندوة حـول :
تـجـديـد الـخـطـاب الـديـنـي ,والجهادالـمـعـاصـر !!
بـقـلم :
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي
أما ترى بعض قومي كلما نعقت
غربان أعدائهم في إثرها نعـقوا
وكلما هتفت في الغـرب هاتفة
طاروا إليها وعن أشواقها نطقـوا
كم ملحد نمقّ الألفاظ
فاحترفوا تمجيده وعلى أثاره انطلقـوا
ساروا وفي دربهم وحلٌ فإن وقفوا
غاصوا وإن حركوا أقدامهم زلقوا
أبناء جلدتنا لكنهم هـجروا
وأهــل مـلتنا لكنهم مــرقــوا
وكل الراكضين إلى أوهامهم ذهـبـوا
والثابتون بـقـوا
أمنت أن كتاب الله
منقذنا من الضياع
إذا تاهــت بنا الطـرق[1]
على صفحات صحيفة سياسية عربية وجدنا من يطلق عليه لقب ( باحث في الفكر الإسلامي أو مفكر في الشؤون الإسلامية.[2]..الخ ) وهو لا يجيد سوى الطعن علناً في أصول ديننا ويسخر ويستهزئ بنبينا عليه الصلاة والسلام مثلما فعل جهلة الدانمرك , ويشوش على الخاصة والعامة , ووصل بعض هؤلاء من فرقة البحث في الفكر الإسلامي و( الأصح أنهم يبحثون عن المال والشهرة )في أيامنا هذه إلى حد اعتبار أحدهم ( كل كلام النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم كلام عادي ومن اجتهاداته الشخصية وليس من الوحي !!) وصرخ : ( لنا أدلتنا التي لا تقهر, وضرب مثلا لذلك بقوله:( رجم الزاني حكم توراتي يهودي وليس حدا إسلاميا!!) ويتمادى في سخريته منا بتوجيهنا ان الغربيين يحبون الموسيقى , وان دفاعنا عن النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ينبغى ان يرتقى إلى مستواهم بتقديم نبينا عليه الصلاة والسلام لهم عبر الموسيقى ومن خلال العروض الفنية والغنائية ورقصات البالية وتقديم "سيمفونية غنائية "عن نبينا وديننا ويعتبر هذا وغيره من الخزعبلات التي نشرها " جهاد العصر"!!! تصوروا جهاد العصر عند هذا الذي لولا حرصنا على إزالة التشويش الذي قد يصيب البعض بسبب نقص العلم الشرعي والجهل ومسايرة دجاجلة الفضائيات والصحف المتحررة من كل ضوابط الشريعة وقيّم الإسلام لولا هدفنا النبيل هذا لما استحق الإشارة إليه , كما فعل احد إخوتنا الأفاضل عندما سئل عن أمثال هؤلاء فقال: ( وأنا رفضت ان اسمي صاحب المقابلة لأنه أراد أن يشتهر وأنا لا ولن أسهم في ذلك بل أردت ان يكون نكرة كالأعرابي الذي بال في زمزم فاشتهرت فعلته ولم يشتهر اسمه وعندما سئل لماذا فعلت هذا؟ أجاب : ( انه فعل ذلك من اجل ان يعرفه الناس!!).
وسبق ان شاهدنا " الكاتب المفكر الليبرالي كما وصفوه في برنامج " اضاءات" على قناة "العربية " ذات مرة[3] , وقال عن نفسه أيضا انه ( مسلم ليبرالي ) وان مجتمعه السعودي مهياء مثل أي مجتمع أخر لتقبل الليبرالية , فقد بداء مداخلته معبرا عن انبهاره وافتتانه بالحضارة الغربية المعاصرة [4]!! وقال: انه يعتبر من لا ينبهر بالحضارة الغربية وما وصلت إليه هو إنسان يعاني من جمود في الإحساس, وضعف في الذوق, وهزال في الإدراك,
وأشار إلى أن الغربيين حولوا الدنيا إلى هذا الشكل التي هي عليه, في حين لم يساهم المسلمون بشيء ولكنهم يريدون أن يدمروا كل شيء ).
واعتبر "هـــذا المفكر!!" ان ما يتم الترويج له عن الانهيار الأخلاقي في الغرب ليس إلا وهما . وان القيّم الأخلاقية عندهم ما زالت أقوى مما هي لدى المسلمين في المجتمع الإسلامي. وان من يتحدث عن ذلك الانهيار الأخلاقي يعتبر عادة ان الأخلاق ليست إلا الجنس , وهو هنا كمن يدخل " قصراً" مبهرا فلا يرى فيه إلا صندوق القمامة كما قال . في حين ان الجانب " الإنساني" لديهم ( رائـــع ) . حسب قوله أيضا .
وأضاف : كما ان التزامهم المهني ممتاز , ولا يوجد لديهم " نــفاق " وكلها أخلاق قويمة يدعوا إليها الإسلام , ولا يمثل الانحراف الجنسي الذي يعاني البعض منه نسبة كبيرة بالمقارنة مع تلك الأخلاق .
وشكك في ما سماه الادعاءات التي يرددها المسلمون حول فضل العرب على الحضارة الغربية , واعتبر ان تلك الحالات كانت حالات فردية لا تعبر عن وجود مناخ عام علمي وثقافي في العالم العربي والإسلامي خلال عصور نهضته.
وأكد على ان العلماء الذين نقل عنهم الغرب كانوا في الأصل ناقلين عن الحضارة الغربية .
وقال انه لا يصدق المبالغات التي روجت عن عهد الأمير عمر بن عبدالعزيز واعتبر: ان القول بان الذئاب صارت مع الغنم في عهده هو ( قول لا يستقيم عقلا !!)
وقال في مداخلته : ان الولايات المتحدة الأمريكية معذورة في الإجراءات التي بدأت باتخاذها تجاه المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م .
واتهم المسلمين بأنهم صاروا سببا في تقهقر العالم وتراجعه عن الحريات بعد أن أصبح أكبر إبداع يقدمونه للعالم هو الإبداع في القتل والتفجير وقطع الرؤوس .
وقال : ان العالم الإسلامي لو كان قوة عظمى حاليا , وتعرض لما تعرضت له الولايات المتحدة من الضرب في عقر دارها , لما اكتفى بما قامت به , لأن ما تفعله الولايات المتحدة هو رد فعل طبيعي لآي قوة على ظهر الأرض .
وأشار في هذا الإطار إلى : ان من المسلمين من يتحدث حتى اليوم عن " احتلال روما " ما يعني ان " منطق الغــزو " ما زال قائما لو امتلكنا القوة , .
وتسأل : فلماذا لا يحق لأمريكا ان تتعامل بنفس المنطق وهي تملك القوة ؟! إنها معذورة ؟؟!!
وذكرنا هذا بزميل له كان الكل يتوقع ان يحضر باللباس الشعبي المعروف بالزي الوطني ولكنه دخل باللباس الغربي بدلة بريطانية وتتدلى من عنقه ربطة عنق أمريكية وحذاء إيطالي وجهاز المحمول الياباني أمامه وألقى مداخلته في الندوة المخصصة بعنوان ( تجديد الخطاب الديني المعاصر!!)
خلاصة أقواله ما يلي :
إن ما يجري ألان ليس جهاد ولا يجوز إطلاق على المقاومة العراقية أو الفلسطينية جهاد إنما أطلق على المشكلة الأفغانية لفظ جهاد لان أمريكا أرادت إلهاب المشاعر الإسلامية ضد عدوها الاستراتيجي , ولهذا بدولاراتها صدرت الفتاوى .
وما يجري ألان هو أعمال شغب وإرهاب وتطرف مموله من قبل الصهيونية والامبريالية والرجعية وعملاء الاستعمار القديم والجديد .
ما يحدث هو مغامرات طائشة لمجموعة من المارقين والأطفال والمغرر بهم والمرتزقة والخوارج والخارجين عن طاعة ولي الأمر.
وقال: على آية حال الجهاد ليس فريضة دائمة إنما هي مؤقتة في زمانها ومكانها عندما غزا الجيش الروسي أفغانستان فذاك جهاد وعندما غزا الجيش الأمريكي والبريطاني العراق فهذا غزو ديمقراطي من اجل الحرية والديمقراطية.
وواصل قائلا : إن الجهاد يكون بقيادة أمير وألان العرب والمسلمين لهم 100 أمير فلا يجوز الجهاد بدون أمير واحد فيجب الانتظار حتى يتم توحيد مجلس التعاون الخليجي ويكون لهم أمير واحد بل عندما يتوحد العرب مثل الاتحاد الأوربي بعد ذلك لكل حادث حديث وقد فشلت حتى ألان جميع محاولات توحيد الدول العربية فعلينا الاقتناع بمشيئة الله وقضاء الله وقدره.
وقال : ثانيا : من ضوابط الجهاد الإعداد فنحن أمام قوة عظمى متطورة هاذي أمريكا ولا قبل لنا بها ننتظر حتى نملك ما يملكون لان القول بأننا سننتصر علي أمريكا بمثل ما انتصرنا فيه على الاتحاد السوفيتي خرافة ووهم في عقول بعض المعقدين نفسيا هذه أمريكا أمريكا هل تعقلون وتفهمون ؟
وأضاف : إن التعبئة أخذت بالصعود منذ السبعينات عندما تركت لهم المنابر يشحنون بها الناس فيقولون لهم جنة ونار وحور عين وحواصل طير خضر وصدقوهم !!
وواصل قائلا : إن قتال الصحابة لأهلهم وذويهم في بدر كان معركة داخلية أشبه بالحرب الأهلية وليس جهادا وقد غرروا بصبية مثل معاذ ومعوذ حتى إنهم اعتبروا عملهم الشنيع ضد أبى الحكم وسيد العرب جهادا وينبغي تصحيح مفاهيم الدين وتجديدها وفق العصر الراهن ..
وواصل مداخلته قائلا : ثم المُنْشَدّون إلى التخلف إلى الماضي يقولون لقد انتصرنا على مملكتين عظيمتين مثل " قيصر وكسرى " ونحن نعلم إن الصحابة انتظروا حتى أصبح لهم من القوة والعلم والإمكانيات ما تفوقوا به على تلك الممالك وبعد ان ضمنوا القوة المادية توجهوا للغزو !! وينبغي التصحيح فلم تكن جيوش المسلمين تقاد من صبية مثل أسامة بن زيد عمره 19 سنة عندما استلم الراية لإنفاذ بعثه , ثم إذا افترضنا إن ذلك حدث ينبغي ان نعرف فارق السنين والمتغيرات العالمية فلابد من تصحيح مفاهيم الدين والتاريخ وفق متغيرات العصر , ويجب عدم التغرير بالصبية والشباب ليقوموا بأعمال طائشة وخارجة عن القانون !
وقال: إن جهاد العصر قد تغير تماما وألغى الأشكال القديمة وأصبح جهاد حضاري بوسائل حضارية عبر الانتخابات واللعبة الديمقراطية.هذا جهاد العصر ولذلك يجب إلغاء العنف من قاموسنا ويجب إلغاء التحريض على العنف وإلغاء الآيات والأحاديث التي تحرض على العنف وإلغاء المناهج التربوية والتعليمية والثقافية التي تحرض على العنف ومنها تاريخ الغزوات, وإلغاء المعاهد العلمية التي تفرخ التطور والإرهاب والجمود والتعصب الديني والتوجه للمعاصرة من خلال افتتاح المعهد الأمريكي والمعهد الفرنسي والمعهد البريطاني ومعاهد تعليم اللغة العبرية لنشر ثقافة التسامح وديننا يأمرنا بالتسامح مع غيرنا فكيف بأهل الكتاب هم أهل الذمة أصلا وأمرنا ديننا بالإحسان إليهم وإعطائهم حتى بيوتنا وبترولنا وثرواتنا لكي نضرب لهم القدوة الحسنة ونستورد كل صناعتهم هذا من صلب ديننا الم يستورد النبي صلى الله عليه وسلم ويلبس من نسيجهم وثيابهم وسلاحهم وإذا استوردنا من عندهم محتاجاتنا هذا أمر طبيعي إذا أمر به ولي الأمر وهو اعلم بمصالحنا العليا .
وأختتم محاضرته قائلا: وبالمناسبة لابد من تغيير المفاهيم القديمة وإيقاف المحرضين الذين لازالوا يرددوا إن إسلام الأعمى أعظم عند الله من إسلام أشراف قريش .
وتساءل ساخرا : طيب ما ذا أفادهم إسلام الأعمى بل ما أفاد الأعمى المعاصر وذكر أسماء عدد من العلماء المكفوفين ,قد يقول قائل طيب وطه حسين أعمى , صحيح , ولكن أعمى عن أعمى يفرق انظروا الأعمى طه حسين أعمى لكنه جاء بفكر حضاري فرنساوي وفكر عالمي معاصر.
ودعى إلى الحزم في ما سماه محاربة الإرهاب والتخلف والانطلاق في ركب الحضارة العالمية المعاصرة !!!!
واعتذر من الاستمرار حتى نهاية الندوة لأنه مرتبط بلقاء على " قناة الحرة " وظهر على " قناة الحرة " باللباس الشعبي العادي وكرر هناك اغلب ما قاله في المحاضرة أعلاه عن ما سماه التجديد الديني المعاصر !!!!
ثم تناولت الكلمة زميلته ( .........!!!!) و ملخص ما قالته وبعض زميلاتها حول تجديد الخطاب الديني موضوع مقال قادم خاص " بالنـواعـم " بإذن الله.
[1] ألابيات لأخي وحبيبي د. عبدالرحمن بن صالح حفظه الله
[2] أنظر للمزيد من التفاصيل ما نشر على صحيفة ( إيلاف) 8 و16 ربيع ثان 1429هـ الموافق 15 و22 ابريل 2008م
[3] أنظر الملخص الذي نشرته صحيفة القدس العربي في لندن العدد 4934 يوم 28 صفر 1426هـ الموافق 7 أبريل 2005م.
[4] أحب أن الفت انتباه القراء الكرام إلى مراجعة موضوعنا الطويل قليلا بعنوان " رؤية واضحة للحضارة الغربية المعاصرة لاستكمال الصورة في الرد على أمثال هذا الذي نحن بصدده !!
تـجـديـد الـخـطـاب الـديـنـي ,والجهادالـمـعـاصـر !!
بـقـلم :
أبـى عـبـدالـرحـمـن الـيـافـعـي
أما ترى بعض قومي كلما نعقت
غربان أعدائهم في إثرها نعـقوا
وكلما هتفت في الغـرب هاتفة
طاروا إليها وعن أشواقها نطقـوا
كم ملحد نمقّ الألفاظ
فاحترفوا تمجيده وعلى أثاره انطلقـوا
ساروا وفي دربهم وحلٌ فإن وقفوا
غاصوا وإن حركوا أقدامهم زلقوا
أبناء جلدتنا لكنهم هـجروا
وأهــل مـلتنا لكنهم مــرقــوا
وكل الراكضين إلى أوهامهم ذهـبـوا
والثابتون بـقـوا
أمنت أن كتاب الله
منقذنا من الضياع
إذا تاهــت بنا الطـرق[1]
على صفحات صحيفة سياسية عربية وجدنا من يطلق عليه لقب ( باحث في الفكر الإسلامي أو مفكر في الشؤون الإسلامية.[2]..الخ ) وهو لا يجيد سوى الطعن علناً في أصول ديننا ويسخر ويستهزئ بنبينا عليه الصلاة والسلام مثلما فعل جهلة الدانمرك , ويشوش على الخاصة والعامة , ووصل بعض هؤلاء من فرقة البحث في الفكر الإسلامي و( الأصح أنهم يبحثون عن المال والشهرة )في أيامنا هذه إلى حد اعتبار أحدهم ( كل كلام النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم كلام عادي ومن اجتهاداته الشخصية وليس من الوحي !!) وصرخ : ( لنا أدلتنا التي لا تقهر, وضرب مثلا لذلك بقوله:( رجم الزاني حكم توراتي يهودي وليس حدا إسلاميا!!) ويتمادى في سخريته منا بتوجيهنا ان الغربيين يحبون الموسيقى , وان دفاعنا عن النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم ينبغى ان يرتقى إلى مستواهم بتقديم نبينا عليه الصلاة والسلام لهم عبر الموسيقى ومن خلال العروض الفنية والغنائية ورقصات البالية وتقديم "سيمفونية غنائية "عن نبينا وديننا ويعتبر هذا وغيره من الخزعبلات التي نشرها " جهاد العصر"!!! تصوروا جهاد العصر عند هذا الذي لولا حرصنا على إزالة التشويش الذي قد يصيب البعض بسبب نقص العلم الشرعي والجهل ومسايرة دجاجلة الفضائيات والصحف المتحررة من كل ضوابط الشريعة وقيّم الإسلام لولا هدفنا النبيل هذا لما استحق الإشارة إليه , كما فعل احد إخوتنا الأفاضل عندما سئل عن أمثال هؤلاء فقال: ( وأنا رفضت ان اسمي صاحب المقابلة لأنه أراد أن يشتهر وأنا لا ولن أسهم في ذلك بل أردت ان يكون نكرة كالأعرابي الذي بال في زمزم فاشتهرت فعلته ولم يشتهر اسمه وعندما سئل لماذا فعلت هذا؟ أجاب : ( انه فعل ذلك من اجل ان يعرفه الناس!!).
وسبق ان شاهدنا " الكاتب المفكر الليبرالي كما وصفوه في برنامج " اضاءات" على قناة "العربية " ذات مرة[3] , وقال عن نفسه أيضا انه ( مسلم ليبرالي ) وان مجتمعه السعودي مهياء مثل أي مجتمع أخر لتقبل الليبرالية , فقد بداء مداخلته معبرا عن انبهاره وافتتانه بالحضارة الغربية المعاصرة [4]!! وقال: انه يعتبر من لا ينبهر بالحضارة الغربية وما وصلت إليه هو إنسان يعاني من جمود في الإحساس, وضعف في الذوق, وهزال في الإدراك,
وأشار إلى أن الغربيين حولوا الدنيا إلى هذا الشكل التي هي عليه, في حين لم يساهم المسلمون بشيء ولكنهم يريدون أن يدمروا كل شيء ).
واعتبر "هـــذا المفكر!!" ان ما يتم الترويج له عن الانهيار الأخلاقي في الغرب ليس إلا وهما . وان القيّم الأخلاقية عندهم ما زالت أقوى مما هي لدى المسلمين في المجتمع الإسلامي. وان من يتحدث عن ذلك الانهيار الأخلاقي يعتبر عادة ان الأخلاق ليست إلا الجنس , وهو هنا كمن يدخل " قصراً" مبهرا فلا يرى فيه إلا صندوق القمامة كما قال . في حين ان الجانب " الإنساني" لديهم ( رائـــع ) . حسب قوله أيضا .
وأضاف : كما ان التزامهم المهني ممتاز , ولا يوجد لديهم " نــفاق " وكلها أخلاق قويمة يدعوا إليها الإسلام , ولا يمثل الانحراف الجنسي الذي يعاني البعض منه نسبة كبيرة بالمقارنة مع تلك الأخلاق .
وشكك في ما سماه الادعاءات التي يرددها المسلمون حول فضل العرب على الحضارة الغربية , واعتبر ان تلك الحالات كانت حالات فردية لا تعبر عن وجود مناخ عام علمي وثقافي في العالم العربي والإسلامي خلال عصور نهضته.
وأكد على ان العلماء الذين نقل عنهم الغرب كانوا في الأصل ناقلين عن الحضارة الغربية .
وقال انه لا يصدق المبالغات التي روجت عن عهد الأمير عمر بن عبدالعزيز واعتبر: ان القول بان الذئاب صارت مع الغنم في عهده هو ( قول لا يستقيم عقلا !!)
وقال في مداخلته : ان الولايات المتحدة الأمريكية معذورة في الإجراءات التي بدأت باتخاذها تجاه المسلمين بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م .
واتهم المسلمين بأنهم صاروا سببا في تقهقر العالم وتراجعه عن الحريات بعد أن أصبح أكبر إبداع يقدمونه للعالم هو الإبداع في القتل والتفجير وقطع الرؤوس .
وقال : ان العالم الإسلامي لو كان قوة عظمى حاليا , وتعرض لما تعرضت له الولايات المتحدة من الضرب في عقر دارها , لما اكتفى بما قامت به , لأن ما تفعله الولايات المتحدة هو رد فعل طبيعي لآي قوة على ظهر الأرض .
وأشار في هذا الإطار إلى : ان من المسلمين من يتحدث حتى اليوم عن " احتلال روما " ما يعني ان " منطق الغــزو " ما زال قائما لو امتلكنا القوة , .
وتسأل : فلماذا لا يحق لأمريكا ان تتعامل بنفس المنطق وهي تملك القوة ؟! إنها معذورة ؟؟!!
وذكرنا هذا بزميل له كان الكل يتوقع ان يحضر باللباس الشعبي المعروف بالزي الوطني ولكنه دخل باللباس الغربي بدلة بريطانية وتتدلى من عنقه ربطة عنق أمريكية وحذاء إيطالي وجهاز المحمول الياباني أمامه وألقى مداخلته في الندوة المخصصة بعنوان ( تجديد الخطاب الديني المعاصر!!)
خلاصة أقواله ما يلي :
إن ما يجري ألان ليس جهاد ولا يجوز إطلاق على المقاومة العراقية أو الفلسطينية جهاد إنما أطلق على المشكلة الأفغانية لفظ جهاد لان أمريكا أرادت إلهاب المشاعر الإسلامية ضد عدوها الاستراتيجي , ولهذا بدولاراتها صدرت الفتاوى .
وما يجري ألان هو أعمال شغب وإرهاب وتطرف مموله من قبل الصهيونية والامبريالية والرجعية وعملاء الاستعمار القديم والجديد .
ما يحدث هو مغامرات طائشة لمجموعة من المارقين والأطفال والمغرر بهم والمرتزقة والخوارج والخارجين عن طاعة ولي الأمر.
وقال: على آية حال الجهاد ليس فريضة دائمة إنما هي مؤقتة في زمانها ومكانها عندما غزا الجيش الروسي أفغانستان فذاك جهاد وعندما غزا الجيش الأمريكي والبريطاني العراق فهذا غزو ديمقراطي من اجل الحرية والديمقراطية.
وواصل قائلا : إن الجهاد يكون بقيادة أمير وألان العرب والمسلمين لهم 100 أمير فلا يجوز الجهاد بدون أمير واحد فيجب الانتظار حتى يتم توحيد مجلس التعاون الخليجي ويكون لهم أمير واحد بل عندما يتوحد العرب مثل الاتحاد الأوربي بعد ذلك لكل حادث حديث وقد فشلت حتى ألان جميع محاولات توحيد الدول العربية فعلينا الاقتناع بمشيئة الله وقضاء الله وقدره.
وقال : ثانيا : من ضوابط الجهاد الإعداد فنحن أمام قوة عظمى متطورة هاذي أمريكا ولا قبل لنا بها ننتظر حتى نملك ما يملكون لان القول بأننا سننتصر علي أمريكا بمثل ما انتصرنا فيه على الاتحاد السوفيتي خرافة ووهم في عقول بعض المعقدين نفسيا هذه أمريكا أمريكا هل تعقلون وتفهمون ؟
وأضاف : إن التعبئة أخذت بالصعود منذ السبعينات عندما تركت لهم المنابر يشحنون بها الناس فيقولون لهم جنة ونار وحور عين وحواصل طير خضر وصدقوهم !!
وواصل قائلا : إن قتال الصحابة لأهلهم وذويهم في بدر كان معركة داخلية أشبه بالحرب الأهلية وليس جهادا وقد غرروا بصبية مثل معاذ ومعوذ حتى إنهم اعتبروا عملهم الشنيع ضد أبى الحكم وسيد العرب جهادا وينبغي تصحيح مفاهيم الدين وتجديدها وفق العصر الراهن ..
وواصل مداخلته قائلا : ثم المُنْشَدّون إلى التخلف إلى الماضي يقولون لقد انتصرنا على مملكتين عظيمتين مثل " قيصر وكسرى " ونحن نعلم إن الصحابة انتظروا حتى أصبح لهم من القوة والعلم والإمكانيات ما تفوقوا به على تلك الممالك وبعد ان ضمنوا القوة المادية توجهوا للغزو !! وينبغي التصحيح فلم تكن جيوش المسلمين تقاد من صبية مثل أسامة بن زيد عمره 19 سنة عندما استلم الراية لإنفاذ بعثه , ثم إذا افترضنا إن ذلك حدث ينبغي ان نعرف فارق السنين والمتغيرات العالمية فلابد من تصحيح مفاهيم الدين والتاريخ وفق متغيرات العصر , ويجب عدم التغرير بالصبية والشباب ليقوموا بأعمال طائشة وخارجة عن القانون !
وقال: إن جهاد العصر قد تغير تماما وألغى الأشكال القديمة وأصبح جهاد حضاري بوسائل حضارية عبر الانتخابات واللعبة الديمقراطية.هذا جهاد العصر ولذلك يجب إلغاء العنف من قاموسنا ويجب إلغاء التحريض على العنف وإلغاء الآيات والأحاديث التي تحرض على العنف وإلغاء المناهج التربوية والتعليمية والثقافية التي تحرض على العنف ومنها تاريخ الغزوات, وإلغاء المعاهد العلمية التي تفرخ التطور والإرهاب والجمود والتعصب الديني والتوجه للمعاصرة من خلال افتتاح المعهد الأمريكي والمعهد الفرنسي والمعهد البريطاني ومعاهد تعليم اللغة العبرية لنشر ثقافة التسامح وديننا يأمرنا بالتسامح مع غيرنا فكيف بأهل الكتاب هم أهل الذمة أصلا وأمرنا ديننا بالإحسان إليهم وإعطائهم حتى بيوتنا وبترولنا وثرواتنا لكي نضرب لهم القدوة الحسنة ونستورد كل صناعتهم هذا من صلب ديننا الم يستورد النبي صلى الله عليه وسلم ويلبس من نسيجهم وثيابهم وسلاحهم وإذا استوردنا من عندهم محتاجاتنا هذا أمر طبيعي إذا أمر به ولي الأمر وهو اعلم بمصالحنا العليا .
وأختتم محاضرته قائلا: وبالمناسبة لابد من تغيير المفاهيم القديمة وإيقاف المحرضين الذين لازالوا يرددوا إن إسلام الأعمى أعظم عند الله من إسلام أشراف قريش .
وتساءل ساخرا : طيب ما ذا أفادهم إسلام الأعمى بل ما أفاد الأعمى المعاصر وذكر أسماء عدد من العلماء المكفوفين ,قد يقول قائل طيب وطه حسين أعمى , صحيح , ولكن أعمى عن أعمى يفرق انظروا الأعمى طه حسين أعمى لكنه جاء بفكر حضاري فرنساوي وفكر عالمي معاصر.
ودعى إلى الحزم في ما سماه محاربة الإرهاب والتخلف والانطلاق في ركب الحضارة العالمية المعاصرة !!!!
واعتذر من الاستمرار حتى نهاية الندوة لأنه مرتبط بلقاء على " قناة الحرة " وظهر على " قناة الحرة " باللباس الشعبي العادي وكرر هناك اغلب ما قاله في المحاضرة أعلاه عن ما سماه التجديد الديني المعاصر !!!!
ثم تناولت الكلمة زميلته ( .........!!!!) و ملخص ما قالته وبعض زميلاتها حول تجديد الخطاب الديني موضوع مقال قادم خاص " بالنـواعـم " بإذن الله.
[1] ألابيات لأخي وحبيبي د. عبدالرحمن بن صالح حفظه الله
[2] أنظر للمزيد من التفاصيل ما نشر على صحيفة ( إيلاف) 8 و16 ربيع ثان 1429هـ الموافق 15 و22 ابريل 2008م
[3] أنظر الملخص الذي نشرته صحيفة القدس العربي في لندن العدد 4934 يوم 28 صفر 1426هـ الموافق 7 أبريل 2005م.
[4] أحب أن الفت انتباه القراء الكرام إلى مراجعة موضوعنا الطويل قليلا بعنوان " رؤية واضحة للحضارة الغربية المعاصرة لاستكمال الصورة في الرد على أمثال هذا الذي نحن بصدده !!
تعليق