بين مقالات السويركي وأبو قصي.. حماس والجهاد والذبح على طريقة الانتهازيين
عز الدين الشقاقي
بات من الواضح جداً أنه لا يروق للكثير من الناس أن تكون الوحدة الإسلامية بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس أقرب إلى الميدان من الشعارات، ويعتبرون هذه الطريق خطراً على مشاريعهم سواء كانت مشاريع سياسية أو انتهازية نفعية.
ويسأل سائل.. انتهازية نفعية.. أقول وبكل ثقة نعم إن بعضها مشاريع انتهازية نفعية وأخرى سياسية، ولم استبعد يوماً أن أري مقالاً أو تصريحاً لهذه الفئة صاحبة النفع بالتطاول علي أسيادها الذين حطموا بفكرهم وعقليتهم السياسية كل الطرق للقضاء علي تاريخ الشعب الفلسطيني في مقاومته الاحتلال ونيل الحرية بدماء أبنائه الذين يعبدون بدمهم الطاهر الطريق إلى فلسطين التاريخية.
يطّل علينا هؤلاء الذين يطلقون علي ذاتهم المثقفين أو الإعلاميين بكتابات ومقالات كثيراً منها لا تمت للحقيقة بصلة، وهي مقالات مدفوعة الأجر لتحقيق مآرب سياسية بحتة بعد أن حققت أهدافها الانتهازية والنفعية، ولا يجدون الطريق في كسب لقمة العيش إلا من خلال كتاباتهم ومقالاتهم التعبوية التي تضر أكثر مما تنفع لأنها تتحدث بما لا يفقه أصحابها معني كتاباتهم.
المواقع الإعلامية باتت تغرق ساحة الشبكة العنكبوتية التي جعلت العالم كقرية صغيرة، وأصبح الجميع يكتب ويتحدث سواء كان يفقه أو لا يفقه، فقديماً كان للكاتب قّدره وللصحفي رمزيته وهويته، لكن العقول السياسية باتت تحّرك هذا الكاتب وهذا الصحفي حيث تشاء، في طريق واضحة المعالم لتنوير وجه ذاك السياسي وتحطيم غريمه.
وأنا أتصفح هذه المواقع العنكبوتية المليئة بالأخبار التي تتحدث عن هدنة بغزة وأخبار تهاجم حماس وأخبار تهاجم فتح وأخبار تهاجم الجهاد، ومقالات لا تقل عن هذه الأخبار، وجدت مقالين عنوانهما جذبني لأن أقرأ ما يقرأه الكثيرون من الفلسطينيين؛ الأول بعنوان "الجهاد الإسلامي ... وأسئلة حول التنظيم والمنهج/ بقلم: سائد السويركي"؛ والثاني "التهدئة .. هل كانت مشروعا خيانيا حتى أصبحت الان مشروعا وطنيا؟ / بقلم: أبو قصي ( المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى –فلسطين)".
بالنسبة للمقال الأول، وبعد قراءته وتمعني بهوية الكاتب، وجدت أن الكاتب هو أحد رموز الجهاد الإسلامي سابقاً بحي الشجاعية، وبعد قراءة سيرته العطرة وجدته أنه أحد أبرز المنتفعين بها سابقاً والذي كان يعمل ضمن صفوفها وينتفع بما كانت تقدم عليه، وقرأت له ديواناً من الشعر بعنوان "شاهداً رأس الحسين" ويمجد فيه شيعة إيران والخميني وغيرهم، دون أن يأتي بسيرة الحسن والحسين أبناء فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم؛ ومع عودة سلطة أوسلو عام 94 لأرض غزة والضفة، خلع عباءة الانتماء واللحية واللباس الذي كان يغطي جسده، وأصبح يلبس ما يروق لأهل الدنيا ويسعي في غزة لعملٍ ما بين جنبات قادة الأجهزة الأمنية والسلطة، فعمل في ما يسمي بتلفزيون فلسطين إلى جانب المذيعات، وأصبح من أصحاب الشهوات وأصحاب النزوات، ويلهث وراء هذا وذاك لكسب رضا رئيس جهاز أمن فلان ورئيس قسم فلان.
وبعد أحداث غزة والتي انتهت سريعة، عاد السويركي إلى حيث مكانه الأول، وبعد أن فشل في الانتفاع مجدداً خلع عباءة العقل وأقدم علي كتابة مقاله الذي بات الآن يهاجم فيه شيعة إيران، بعد أن كان أحد الرموز الذين يعشقون الخميني وأصدقاءه، ويتهم الجهاد الإسلامي أنها تنفذ أجندة إيرانية، وهو لم يعلم يوماً أن الجهاد وقيادتها لم تنتظر يوماً أوامرً من أيٍّ كان فقرارها لا زال هو القرار المفضل لدى الشعب فهي لم تفقه إلا حمل البندقية في وجه أعداء الإسلام أياً كان مكانهم وعلا شأنهم.
لن أخوض كثيراً في هذه الشخصيات التي باتت تتحدث بما لا يتطابق مع مصالحها، وأتوجه الآن للمقال الثاني لمن يدعي نفسه باسم "أبو قصي" والذي يحاول أن يتحدث من خلال مقالته عن قبول حماس بالتهدئة، ويحاول أن يوهم نفسه ويوهم القراء وأنا أعتقد بأنه لا يقرأ له إلا من هو علي شاكلته أو من يهتم بقراءة المقالات فقط للقراءة والضحك علي مصطلحات يوهم به نفسه أنها فعلاً لا تليق إلا بحماس وأنا أقول له أن هذه المصطلحات لا تليق إلا بمن قبّل بأوسلو وخارطة الطريق وأن يكون الجنرال الأمريكي صاحب الحمل الوديع "دايتون" هو صاحب قرار قادته.
نعم.. حماس قبلت بتهدئة في غزة أولاً.. هذا لا يعني ضعّف أبداً، هذا إن دّل علي شئ فإنما يدل علي أن حماس تسعي للتخفيف من وطأة الحصار الذي يعيشه سكان القطاع، فيما يقبع أسيادك في رام الله بالقصور والحانات يتناوبون علي شرب كاسات الخمر ويمّولون حفلات الرقص علي حساب دماء الشهداء الذين يرتقون في غزة وشمال الضفة دفاعاً عن كرامة الأمة الإسلامية بأكملها، فكل التحية والتقدير لكل من يحمّل هموم الشعب ويسعي لفك الحصار بكل السبل لنيل حريتهم في القليل من تأمين حياة كريمة يعيشها أسيادك في قصور دايتون برام الله.
للأسف باتت المواقع التي تطلق علي نفسها إعلامية حيادية تتناقض بحيادتها، فتنشر السموم التي يلقيها المنتفعين، وانتشرت المواقع الفئوية وصاحبة اللسان الذين يفتن بين هذا وذاك، وانطلق صيت هذه المواقع لتنشر البلوى بين المواطنين وتأبي هذه الفئة الضالة إلا أن تدق جرس الحسد بين التقارب الجهداوي الحمساوي من الشعارات إلى أرض الميدان.
عز الدين الشقاقي
بات من الواضح جداً أنه لا يروق للكثير من الناس أن تكون الوحدة الإسلامية بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس أقرب إلى الميدان من الشعارات، ويعتبرون هذه الطريق خطراً على مشاريعهم سواء كانت مشاريع سياسية أو انتهازية نفعية.
ويسأل سائل.. انتهازية نفعية.. أقول وبكل ثقة نعم إن بعضها مشاريع انتهازية نفعية وأخرى سياسية، ولم استبعد يوماً أن أري مقالاً أو تصريحاً لهذه الفئة صاحبة النفع بالتطاول علي أسيادها الذين حطموا بفكرهم وعقليتهم السياسية كل الطرق للقضاء علي تاريخ الشعب الفلسطيني في مقاومته الاحتلال ونيل الحرية بدماء أبنائه الذين يعبدون بدمهم الطاهر الطريق إلى فلسطين التاريخية.
يطّل علينا هؤلاء الذين يطلقون علي ذاتهم المثقفين أو الإعلاميين بكتابات ومقالات كثيراً منها لا تمت للحقيقة بصلة، وهي مقالات مدفوعة الأجر لتحقيق مآرب سياسية بحتة بعد أن حققت أهدافها الانتهازية والنفعية، ولا يجدون الطريق في كسب لقمة العيش إلا من خلال كتاباتهم ومقالاتهم التعبوية التي تضر أكثر مما تنفع لأنها تتحدث بما لا يفقه أصحابها معني كتاباتهم.
المواقع الإعلامية باتت تغرق ساحة الشبكة العنكبوتية التي جعلت العالم كقرية صغيرة، وأصبح الجميع يكتب ويتحدث سواء كان يفقه أو لا يفقه، فقديماً كان للكاتب قّدره وللصحفي رمزيته وهويته، لكن العقول السياسية باتت تحّرك هذا الكاتب وهذا الصحفي حيث تشاء، في طريق واضحة المعالم لتنوير وجه ذاك السياسي وتحطيم غريمه.
وأنا أتصفح هذه المواقع العنكبوتية المليئة بالأخبار التي تتحدث عن هدنة بغزة وأخبار تهاجم حماس وأخبار تهاجم فتح وأخبار تهاجم الجهاد، ومقالات لا تقل عن هذه الأخبار، وجدت مقالين عنوانهما جذبني لأن أقرأ ما يقرأه الكثيرون من الفلسطينيين؛ الأول بعنوان "الجهاد الإسلامي ... وأسئلة حول التنظيم والمنهج/ بقلم: سائد السويركي"؛ والثاني "التهدئة .. هل كانت مشروعا خيانيا حتى أصبحت الان مشروعا وطنيا؟ / بقلم: أبو قصي ( المتحدث باسم كتائب شهداء الأقصى –فلسطين)".
بالنسبة للمقال الأول، وبعد قراءته وتمعني بهوية الكاتب، وجدت أن الكاتب هو أحد رموز الجهاد الإسلامي سابقاً بحي الشجاعية، وبعد قراءة سيرته العطرة وجدته أنه أحد أبرز المنتفعين بها سابقاً والذي كان يعمل ضمن صفوفها وينتفع بما كانت تقدم عليه، وقرأت له ديواناً من الشعر بعنوان "شاهداً رأس الحسين" ويمجد فيه شيعة إيران والخميني وغيرهم، دون أن يأتي بسيرة الحسن والحسين أبناء فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم؛ ومع عودة سلطة أوسلو عام 94 لأرض غزة والضفة، خلع عباءة الانتماء واللحية واللباس الذي كان يغطي جسده، وأصبح يلبس ما يروق لأهل الدنيا ويسعي في غزة لعملٍ ما بين جنبات قادة الأجهزة الأمنية والسلطة، فعمل في ما يسمي بتلفزيون فلسطين إلى جانب المذيعات، وأصبح من أصحاب الشهوات وأصحاب النزوات، ويلهث وراء هذا وذاك لكسب رضا رئيس جهاز أمن فلان ورئيس قسم فلان.
وبعد أحداث غزة والتي انتهت سريعة، عاد السويركي إلى حيث مكانه الأول، وبعد أن فشل في الانتفاع مجدداً خلع عباءة العقل وأقدم علي كتابة مقاله الذي بات الآن يهاجم فيه شيعة إيران، بعد أن كان أحد الرموز الذين يعشقون الخميني وأصدقاءه، ويتهم الجهاد الإسلامي أنها تنفذ أجندة إيرانية، وهو لم يعلم يوماً أن الجهاد وقيادتها لم تنتظر يوماً أوامرً من أيٍّ كان فقرارها لا زال هو القرار المفضل لدى الشعب فهي لم تفقه إلا حمل البندقية في وجه أعداء الإسلام أياً كان مكانهم وعلا شأنهم.
لن أخوض كثيراً في هذه الشخصيات التي باتت تتحدث بما لا يتطابق مع مصالحها، وأتوجه الآن للمقال الثاني لمن يدعي نفسه باسم "أبو قصي" والذي يحاول أن يتحدث من خلال مقالته عن قبول حماس بالتهدئة، ويحاول أن يوهم نفسه ويوهم القراء وأنا أعتقد بأنه لا يقرأ له إلا من هو علي شاكلته أو من يهتم بقراءة المقالات فقط للقراءة والضحك علي مصطلحات يوهم به نفسه أنها فعلاً لا تليق إلا بحماس وأنا أقول له أن هذه المصطلحات لا تليق إلا بمن قبّل بأوسلو وخارطة الطريق وأن يكون الجنرال الأمريكي صاحب الحمل الوديع "دايتون" هو صاحب قرار قادته.
نعم.. حماس قبلت بتهدئة في غزة أولاً.. هذا لا يعني ضعّف أبداً، هذا إن دّل علي شئ فإنما يدل علي أن حماس تسعي للتخفيف من وطأة الحصار الذي يعيشه سكان القطاع، فيما يقبع أسيادك في رام الله بالقصور والحانات يتناوبون علي شرب كاسات الخمر ويمّولون حفلات الرقص علي حساب دماء الشهداء الذين يرتقون في غزة وشمال الضفة دفاعاً عن كرامة الأمة الإسلامية بأكملها، فكل التحية والتقدير لكل من يحمّل هموم الشعب ويسعي لفك الحصار بكل السبل لنيل حريتهم في القليل من تأمين حياة كريمة يعيشها أسيادك في قصور دايتون برام الله.
للأسف باتت المواقع التي تطلق علي نفسها إعلامية حيادية تتناقض بحيادتها، فتنشر السموم التي يلقيها المنتفعين، وانتشرت المواقع الفئوية وصاحبة اللسان الذين يفتن بين هذا وذاك، وانطلق صيت هذه المواقع لتنشر البلوى بين المواطنين وتأبي هذه الفئة الضالة إلا أن تدق جرس الحسد بين التقارب الجهداوي الحمساوي من الشعارات إلى أرض الميدان.
تعليق