إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التقييم والتقويم في العملية الجهادية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التقييم والتقويم في العملية الجهادية

    التقييم والتقويم في العملية الجهادية

    في جميع المدارس الفكرية التي تتبع المنهجية العلمية يوجد ما يسمى بمرحلة "التقييم والتقويم"والتي تعني باختصار :
    محاولة تقييم ما تم الوصول اليه وتشخيص الاخطاء والاخفاقات ومن ثم محاولة تقويم واصلاح تلك الاخطاء ومعالجة العيوب .
    يتطلب التقييم وجود معايير يتم بموجبها اجراء التقييم , وتلك المعايير تستند عادة اما الى :
    اما الى مفهوم الجدوى والنفعية من العمل مثل الجدوى الاقتصادية التي تقيس ما تجنيه الشركة نسبة الى ما تدفعه فيه ( مقارنة المدخلات باللمخرجات) ,
    واما استنادا الى مجموعة اهداف يتم وضعها من قبل اصحاب المشروع انفسهم
    ويتم تقييم النتائج نسبة الى ما تحقق من الاهداف, كان يكون الهدف ان تبلغ المبيعات عشرة الاف قطعة شهريافاذا اجري "تقييم" للمشروع وكانت نسبة التقييم 100%
    عندها سوف يتم اعلان النجاح في تحقيق هذا الهدف المرحلي ما اذا كانت نسبة التقيييم 70% او اقل مثلا فسوف يتم اجراء تقويم للمشروع والاهداف والوسائل المتاحة للوصول الى تلك الاهداف لاجل اصلاح الخلل الذي حال دون الوصول الى الهدف الموضوع .

    مرحلة "التقييم والتقويم " تجري في حقبتين :

    1-قبل المباشرة بالمشروع: وتتم عن طريق اجراء القياسات النظرية والتجارب المختبرية
    مثل اجراء دراسة عن فعالية بعض الادوية ,او اجراء الحرب الوهمية"الالكترونية" لتجربة نجاح الخطة العسكرية الموضوعة وهذا ما يقوم به العدو الامريكي في مختلف حروبه
    او يسعى احيانا لتطبيق المناورات العسكرية واجراء التجارب عن كيفية القيام ببعض الفعاليات العسكرية , وكل هذا داخل ضمن مفهوم مرحلة "التقييم والتقويم "التي تقوم بها المؤسسات ذات المنهج العلمي لاجل اختبار مشاريعها قبل مرحلة التنفيذ.

    2-بعد تنفيذ المشروع: وتتم بعد انقضاء مدة معينة من عمرعمر المشروع,
    والغاية منها دراسة نجاحات واخفاقات المشروع ومحاولة سد النقص وتلافي الخسائر قدر الامكان .
    من ايجابيات اجراء النوع الاول هو امكانية اختبار المشروع قبل تنفيذه وبالتالي تقليل الخسائر المحتملة قدر الامكان وتلافي السلبيات قبل حدوثه ا.
    اما عيوبه فانه عادة مايكون قاصرا في تحديد جميع المتغيرات حيث يميل في العادة الى وضع الاختبار ضمن ظروف قياسية لا يمكن لها ان تكون شاملة لكل المتغيرات الحقيقية او الطوارء او الحالات الخاصة ,
    ومن يتابع المناورات الاخيرة التي قام بها الكيان الصهيوني يرى كيف كان يتحرك الجنود بطريقة بطيئة وبدون اي ارباك او نشاط بينما من المفروض انهم كانوا يعالجون صاروخا كيمياويا!
    فيما ان مشاهد حقيقية لسقوط صاروخ واحد على احد الاحياء الصهيونية كان يثير من الهلع والارتباك والصراخ والعويل ما يغير شكل الساحة برمتها
    بالاضافة الى الخوف والرعب وصور الدماء والموت الحقيقي وتلك متغيرات لا يمكن في كل الاحوال قياس تاثيرها على نفسية الجندي في ارض المعركة ودورها في تحقيق النصر او الهزيمة .
    لكنها رغم ذلك مفيدة جدا في تعديل بعض العيوب التي من الممكن ان يتم اكتشافها اثناء اجراء مثل هذه التدريبات مهما كانت بسيطة.

    عيوب تجنب اختبار المشروع قبل التنفيذ كثيرة ومتشعبة
    ليس اقلها ان عدم اختبار المشروع سوف يجعلنا غير قادرين على توقع الخطوات اللاحقة منه.
    لكننا في نفس الوقت يجب ان نقرّ اننا لا نستطيع اختبار كل المشاريع
    اما بسبب ضعف الاليات والوسائل او لضيق الوقت او لانها تنزل احياننا بشكل طاريء
    وبالتالي كان على القيادة ان تكون ماهرة في اتخاذ القرارات التي تتيح لها قياس نتائج الخطط والتنبوء بآثارها الجانبية وردات افعالها وارتداداتها
    واجراء التقييم والتقويم على الخطط بواسطة عقولهم مباشرة
    ومن هنا يختلف القائد الجيد عن غيره بل ويختلف الانسان المبدع عن سواه
    فالانسان المبدع او من نسميه نحن بـ"ذو العقل الراجح والرأي السديد"
    هو ذلك الشخص القادرعلى اختبار ما نطرحه عليه من
    مشاريع وخطط بواسطة الاعتماد على مخيلته وقدرته العقلية.
    وهذا هو دور المستشار او الناقد او حتى المدرس في بعض الاحيان,

    عملية"التقييم والتقويم"هي اشبه بعملية اجراء "النقد الذاتي" للمشروع او الفكر
    او المنهج الذي تتبعه اي مؤسسة او حركة سياسية او عسكرية.
    واجرائها يتطلب الكثير من:
    الحيادية في طرح النقوصات
    والابداع في ايجاد الثغرات
    والمهارة في حل المشكلات.
    اما المجاملة او اخفاء الحقائق او المداهنة
    فلن توصل الى اي من النتائج المرجوة في اي عملية.

    يقوم كل منا بعملية "التقييم والتقويم" يوميا عشرات المرات,
    كتابة هذه المقالة استوجب منا ان نجري هذه العملية عليها اكثر من مرة
    فقد بدات بفكرة بكتابة هذه المقالة
    تعرضت هذه الفكرة لتقييم من قبل العقل(قبل التنفيذ)
    وبعد ان وجدها مناسبة وافق على كتابتها
    بعد كتابتها والانتهاء منها جرت عليها قراءة ثانية
    جرى تقييم الكتابة واجراء التنقيحات
    ثم اعيد قرائتها وتقييمها واجراء التنقيحات
    وهكذات تستمر الدورة الى ان تصل الكتابة الى الحد الذي اعطيناها فيها داخل انفسنا تقييما يتراوح بين90%و 100% حسب تقييمنا الخاص
    وعند ذلك سوف نسارع الى رفعها في الانترنيت
    لكن احيانا يتم رفعها للانترنيت رغم عدم وصول نسبة التقييم الى درجة100%
    وذلك لظروف ضيق الوقت او ضرورة نشر الفكرة باسرع وقت او لظروف طارئة
    وعندها سوف نقوم برفع المقال رغم عدم وصولها الى الحد المقبول ذاتيا عليها.
    واحياننا اخرى نعجز عن اجراء التعديلات الضرورية عليها اما لضعف قابليتنا في الانتاج او لعجزنا عن الابتكار
    وبالتالي نرفع المقال رغم اعترافنا بقصوره.
    كل ذلك داخل ضمن "التقييم والتقويم" قبل التنفيذ
    اي المرحلة الاولى.
    بعد ان نرفع المقال وتبداء الردود تنهال عليه سلبا او ايجابا
    و بعد ان نتركه لفترة معينة ثم نعود لمطالعته مرة اخرى وهو منشور
    يتم اكتشاف الكثير من العيوب التي لم نرها قبل النشر
    والتي نتمنى ان لو اتيحت لنا الفرصة لاصلاحها,
    وذلك هو "التقييم والتقويم "لما بعد التنفيذ.

    الاشخاص المبدعون او الماهرون هم الذين يستطيعون تقييم انفسهم بانفسهم
    الى الدرجة التي يكون تقييم الناس لاعمالهم اكبر من تقييمهم هم لها,
    فالمبدع يعطي لاعماله قيمة اقل مما يعطيها نقاده اليه.

    تجري عملية "التقييم والتقويم "اما بشكل دوري
    كان تتم كل نهاية سنة مثلا,
    او ان تتم نهاية كل موسم او جولة او معركة من المعارك.
    والتقييم عادة يشمل الاهداف المرحلية والمنهج(الطريق الموصل لتلك الاهداف)
    ولا تشمل الاهداف الكبرى والثوابت,
    لان عملية تقييم الثوابت والاهداف الكبرى وتنقيحها يعني وجود خلل بنيوي
    في تشكيل تلك المؤسسة او الحزب او التيار الفكري,
    او خلالا في قيادة ذلك التيار.
    رغم ان تنقيح ذلك مشروعا ومتاحا,
    وهو في كل الاحوال افضل من الاستمرار على الخطاء.

    التقييم والتقويم في العملية الجهادية
    العملية الجهادية اذا اريد لها ان تؤصل علميا
    وان تكون ذات طابع علمي رصين
    بعيدا عن الارتجال والاحتكام الى الفرص وفلتات الزمان
    فيجب ان لا تحيد عن المنهج العلمي الذي لا بد من ان تكون مرحلة "التقييم والتقويم" احد اركانه الاساسية.
    بعد مرور خمس سنوات على احتلال العراق
    وبعد مرور ثمان سنوات على غزوة مانهاتن
    وبعد مرور اثنا عشر سنة على تشكيل الجبهة العالمية لمقاتلة اليهود والصليبيين
    وبعد عشرين سنة على تاسيس تنظيم القاعدة
    كان على الاخوة المجاهدين اجراء مرحلة "التقييم والتقويم "على مسيرتهم الجهادية
    لاكتشاف مكامن القوة وثغرات الضعف
    في صفوف بنيانهم
    او في جدران عدوهم.
    رغم اني على يقين ان الاخوة يقومون بذلك دوريا
    الا اننا نود ان نستوعب بعض المتغيرات التي قد تلتبس علينا
    والتي تقود البعض الى ان يكون تقويمه اكثر احباطا
    فيما يكون تقييم القادة اكثر استبشارا.

    الدراسة العلمية لاجراء "التقييم والتقويم "لا تعني اصدار الحكم الصريح:
    رابح او خاسر
    فاشل او ناجح
    او منتصر او مهزوم
    بل الامر يحتاج الى تفاصيل كثيرة قد لا تعلن على الملاء
    لكنها لابد ان تمرر على القادة للاطلاع عليها واخذ العبرة منها.
    ولست هنا بصدد اجراء مثل ذلك "التقييم والتقويم "على مشاريع الاخوة المجاهدين
    ولا يمكن لغيرنا ايضا ان يجري مثل ذلك التقييم
    ليس لاننا اقل من ان نقوم بمثل هذا التقويم فقط
    بل لاننا لا نعرف اصلا الاهداف المرحلية التي وضعها المجاهدين لانفسهم
    وهذه هي المعضلة التي تؤدي الى حدوث ذلك اللبس والاختلاف بين تقييم من هم خارج دائرة المجاهدين وتقييم المجاهدين المطلعين على اسرار الاهداف المرحلية.

    جرت العادة على ان
    ينشر المجاهدون اهدافهم الكبرى ويعلنونها
    اما الاهداف المرحلية فتلك من الاسرار والخصوصيات التي لا يُعلن عنها الا بعد تحققها,
    وبالتالي يضع المحللون تقييمهم وفق ما يعتقدونه انه من ضمن اهداف المجاهدين ,
    ومن ثم يضعون تقييمهم في ظل مقدار ما تحقق من هذه الاهداف,
    فاذا ما فشلوا في تشخيص الاهداف الحقيقية للمجاهدين
    فسوف يكون هنالك اختلاف جذري في نوع النتائج المستنتجة في التقييم,
    وهذا هو مكمن الخطاء الذي يقع فيه الكثير من المحللين السياسيين والسترتيجيين
    من الذين يخرجون على الفضائيات ولا همّ لهم سوى
    ارضاء سياسة القنوات التي تستضيفهم
    فان كانت حيادية مع المجاهدين كانوا حياديا
    وان كانت ضدهم كانوا ضدهم
    (لا يوجد قناة تناصر المجاهدين لحد الان)
    ولهذا ترى بعض المحللين يغير آراءه مع كل قناة!!
    بل ويغير حتى الصفات التي يطلقها
    فتارة "متمردين" وتارة"مقاومة" وتارة"مجاهدين"!!!.

    الخطاء في إطلاق التقييمات للاهداف المرحلية
    يكون نتيجة لوجود ما يسمى بـ"الخدعة"او"الايهام",
    عندما اراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة الى المدينة
    سار في طريق مضاد لطريق المدينة
    وبالتالي سوف يقع في الخطاء كل من اراد تقييم طريق هجرته
    ان كان يقيم طريق الهجرة اعتمادا على النقاط الاولى في طريق تلك الهجرة.
    ولهذا أيضا قد يظن البعض ان تنظيم القاعدة قد عمل على اعطاء الفرصة للعدو الامريكي لاحتلال افغانستان والعراق جراء غزوة سبتمبر,
    وبالتالي فان نتائج التقييم ستكون لصالح العدو الامريكي الذي انتهز الفرصة
    لاحتلال المنطقة,
    كانت هذه بعض التقييمات التي اطلقت في السنين الاولى لاحتلال العراق
    والتي اطلقت استنادا على الوقائع وليس على اهداف التنظم نفسه,
    لكن من كان على اطلاع على اهداف التنظيم المرحلية
    كان على علم ان الخطة كانت تسير كما خُطط لها
    وانها كانت ناجحة بدرجة بلغت احياننا المائة بالمائة,
    لان هدف التنظيم المرحلي كان استدراج الامريكان لهذا الفخ,
    وذلك ما كان يجهله الكثير من المحللين وخصوصا الامريكان
    اما بعد مضي خمس سنوات على الاحتلال
    وبعد ان لم تعد امريكا بقادرة على الامساك اكثر بجمرة العراق وافغانستان الملتهبة
    وبعد ان تراكمت الخسائر الاقتصادية والعسكرية والبشرية
    وبعد ان خسرت امريكا اهم مصادر قوتها وهو "مظهر القوة التي لا تقهر"
    وبعد ان اصبحت حتى "زامبابوي" تتجراء على امريكا
    فقد تبين لكثير من المحللين والسياسيين الامريكان
    ان مشروع القاعدة قد نجح
    وان تقييماتهم القديمة كانت خاطئة
    وان التقييم الاصوب هو
    "نجاح القاعدة "
    رغما عنهم.
    لقد اعترف الجميع بالحقيقة الان
    ويبقى الفرق كبيرا بين من يتوصل الى الحقيقة قبل تحققها
    وبين من لا يتوصل اليها الا بعد ان"يقع فاسنا براسه".

    نجاح مشروع القاعدة
    لم يكن في تحرير ارض العراق وافغانستان من الاستمكان العسكري الامريكي,
    وانما كان النجاح في محورين:
    المحورالاول: ترسيخ وجود القاعدة كقوة عظمى مستكملة لكل مراحل الارهاب والرعب ومظاهر القوة التي من شانها ان تتيح لها ان تدلي بشروطها في اي تفاوضات ممكن ان تجري مستقبلا مع اي دولة في العالم.
    والتهديدات الاخيرة للشيخ "الظواهري" ضد ايران كانت كفيلة بارباك ايران وارغامها على الخضوع لمطالبها.
    وما جرى من احداث في الامارات وقطر وبعض الدول الخليجية
    والمفاوضات مع كوريا الشمالية وبعض الدول الاخرى
    ونفي الفاتيكان اي دور لها في قضية الرسوم المسيئة للاسلام بعد تهديدات
    الشيخ "اسامة"لاوربا,
    فيه من الدليل ما يكفي على استكمال اطوار قوة القاعدة وتحولها من مجرد تنظيم
    الى دولة تنتظر الارض وتملك ما لا يملك غيرها من دبلوماسية القوة.
    هذا بالاضافة الى توسع رقعة القاعدة خارج ارض الاشتباك المباشر
    وتمددها الى اراضي مجاورة
    واخرى بكر لم يسبقها اليها احد.

    المحور الثاني: على مستوى الهزيمة النفسية والانكسار المعنوي وفقدان الثقة بالنفس الذي مني به الشعب الامريكا لدرجة انعكست حتى على افلام هوليوود
    التي اختفت منها صور الجندي الذي لايقهر
    لتحل بدلا عنها صورة الجنديالامريكي المعوق
    العائد من افغانستان والعراق,
    فالتنظيم يعلم انه لا يستطيع ان يُبيد الجيش الامريكي برمته
    او ان يحطم بارجاته البحرية او ان يقتل مليونا من الامريكان,
    لكنه يعلم ايضا ان لامريكا مفاصل رخوة يسهل الوصول اليها
    واذا ما ضربت فسوف ينهار بنيانها اعتمادا على ضخامة كتلتها الذاتية.
    ولو كان هدف التنظيم ايقاع اكبر الخسائر البشرية في غزوة سبتمبر
    لكان قد استهدف بطائراته ملاعب كرة القدم
    او حفلات المجون الليلية
    او مباني المطارات نفسها.
    من يموت في امريكا بمرض السرطان يفوق سنويا المليون شخص
    وبالتالي فان الخسارة المادية لا تقاس امام الخسارة المعنوية,
    ومفعول عبوة ناسفة تطير على اثرها احد الهمرات الامريكية عدة امتار
    يحطم معنويات الجيش والشعب الامريكي بما يفوق كل خسائره المكتومة.

    لقد طرح الشيخ "الظواهري" في خطابه الاخير
    تقييما موضوعيا لنتائج الاحتلال الامريكي للعراق
    واراد ان يفند نتيجة كان قد قررها بعض الاعداء
    عن نوع من الارتباط بين القاعدة وايران,
    ثم وضع قراءة استشرافية لما ستؤول اليه النتائج
    في حال ان اكتشف العالم الاسلامي حقيقة التواطيء الامريكي الايراني
    واستغفالهم للمسلمين.
    وفي هذا المجال
    احب ان اشير الى احد خيوط ذلك التوطيء واهمها
    الا وهي الرسالة التي بعث بها "احمدي نجاد" الى "بوش" قبل سنتين تقريبا
    والتي قام الاعلام باخفاء مضامينها حتى اعيانا البحث عن نصها كاملا ولم نجد له اثرا!
    لقد تم اخفاء نص تلك الرسالة بشكل مريب
    في وقت كان من المفروض ان تكون منشورة في جميع المواق !!.

    تقييم الوضع في العراق
    يجب على كل من يريد اجراء تقييما لنتائج ما جرى في العراق
    ان يلمّ اولا بكل خلفيات الوضع العراقي لما قبل سقوط نظام البعث,
    ففي ذلك الوقت الذي كان حكم الاعدام ينزل على كل من يتهم بـ"الوهابية"
    او يُطيل لحيته او يتردد على المساجد,
    ثم فجاءة نرى جموعا من الشباب يشكلون كتائب للمجاهدين
    ويعلنون بصريح العبارة انهم من تنظيم "القاعدة" السلفي,
    ان هذا الحدث لوحده كان يمكن اعتباره نصرا سترتيجيا بالنسبة لتنظيم القاعدة
    فكيف بنا اذا ونحن نرى ان تنظيم القاعدة تعدى ذلك الى ان
    قام بتشكيل نواة دولة سماها"دولة العراق الاسلامية"
    وان هذا التنظيم قد مدّ يديه لتطال كل بقاع العراق
    بل وباقي دول العالم المجاورة والبعيدة؟
    لنعيد الذاكرة قليلا
    ولنتذكر تلك الايام التي كان نظام البعث يحكم قبضته على العراق
    وما هو سقف الاهداف التي كان الاخوة يضعونها
    كان جلّ همهم ان يجدوا مكاننا يخبئون فيه مسدسا عيار سبع ملم!!
    اما اليوم فهم يملكون صواريخ "ارض ارض" ومضادات طائرات وعبوات من شتى الاصناف كان اكبر احلامهم لا يصل بخياله الى ان يمتلك عشر قوتها!.
    ثم بعد ذلك يجد اسود القاعدة العطاشا لدماء الامريكان انفسهم وجها لوجه
    مع عدوهم اللدود
    ثم تنشب المعارك ويصول الاستشهاديين بمواكب اعراسهم في قواعد الامريكان
    ليغرفوا وهم في طريقهم الى الحور العين كل من تطاله مخالب شضايا سياراتهم
    ليلقوهم في مواقد جهنم
    ثم ليشتهر اسم القاعدة حتى يكون الاسم الاكثر رعبا والاشد سطوة على الساحة العراقية
    ثم لتنكسر امريكا وتوشك على الفرار,
    وكل ذلك خلال فترة وجيزة لم تتجاوز السنتين.
    كان هذا نجاحا فاق التوقعات بشكل يتعدى الالف بالمائة
    نسبة الى سقف الاهداف التي كانت موضوعة لهذا التنظيم
    المستجد والناشيء.
    ان المشكلة ليس في الصعود السريع للتنظيم في ارض الرافدينبما فاق الهدف
    ولكن في نتائج التقييم التي يقدمها اليوم بعض المحللين السياسيين
    وبعض انصار الجهاد انفسهم.
    لقد اخطاء الكثيرون
    في تقييم نتائج تنظيم القاعدة في العراق حاليا لاسباب منها:

    1-انهم يقيسون استتباب الامن المزعوم حاليا في العراق الى نسبة الامن اثناء الحرب الطائفية بعد تفجيرات سامراء. فيمزجون عدد العمليات ضد الامريكان وعملائهم مع عدد العمليات جراء الحرب الطائفية. والاصل هو ان يقيسوا الحالة الامنية(للسكان وليس للامريكان) بالحالة الامنية قبل احداث سامراء,وعندها سوف تكون النتائج متقاربة نسبيا , ويكون الامن الذي تحقق في بعض المناطق هو نفس ما كان عليه الحال قبل احداث سامراء.

    2-انهم يقيمون النتائج وفق اعلى مستوى من سقف الاهداف للتنظيم,
    فهم يقيسون ما في يد التنظيم حاليا نسبة الى ما كان في يده قبل عام,
    والاصل ان يقيسوا ما كان في يد التنظيم قبل الاحتلال وما في يده حاليا.

    3-انهم يقيمون النتائج قياسا الى ارض الواقع وليس قياسا الى اهداف التنظيم المرحلية.

    4- انهم يقيسون نتائج ما حققته القاعدة من مكاسب ويتناسون مقدار ما حلّ بالعدو الامريكي من خسائر. ونتائج الحرب تقاس بقياس خسائر كل طرف وليس قياسا بخسائر طرف واحد,وهذا شيء متعارف عليه عالميا لا يمكن التغاضي عنه.

    5-لقد استطاعت القاعدة ان تجعل "دولة العراق الاسلامية" واقع حال آمن به الكثير من الاعداء قبل الاصدقاء,وجعل اسمها مذاعا في اوسع مدى
    وذلك بحد ذاته هدفا ستراتيجيا يستحق كل ما قدمه التنظيم من خسائر.
    ولنتذكر ان نواة دولة الرسول صلى الله عليه وسلم الاولى في المدينة
    قد جائت بعد ثلاث عشر سنة !
    فكيف يريدون من التنظيم ان يعلن عن استمكان كل جوانب الدولة في اقل من خمس سنوات؟!!.

    ان المشاكل والاحباطات التي نسمعها احياننا من بعض انصار الجهاد
    هو استعجالهم في جني الثمار ورؤية النتائج ورفع سقف اهدافهم المرحلية بطريقة غير واقعية في اغلب الاحيان.
    من جانبنا
    فاننا نرى ان انتصار القاعدة واستمكان "دولة العراق الاسلامية " للادارة في العراق
    اذا ما تمت قبل ان تنقضي عشرين سنة على الاقل,
    فان ذلك سيكون من ضمن"الاستعجال"
    الذي قد يؤدي بنا الى "عقوبة الحرمان"!.

    لقد قلنا قبل فترة
    ان الجهاد الحقيقي في العراق قد بداء للتو,
    اما سابقا
    حيث كان المجاهدون يلعبون بالعبوات وينصبونها امام عيون الناس
    ويطلقون الصواريخ من اي مكان يشاؤون
    ويتباها البعض بالللثام والاخر بنزع اللثام
    فذلك كان مجرد"تدريب" او"مناورات" للمجاهدين
    ولم تكن حربا حقيقية بكل ما فيها من خوف ورعب واستنفار.
    كان لا بد من التمحيص والاختبار لمعرفة المجاهدين الصادقين
    "والله اعلم بمن يجاهد في سبيله"
    من الوطنيين والقوميين والبعثيين
    ومن الوصوليين والمرائيين واصحاب الاهواء والثارات!.

    التقويم المقترح
    ان كان لنا ان نطرح تقويما للاخوة المجاهدين
    من خلال متابعتنا لتجربة الجهاد في العراق
    فاننا نضع هذه النقاط رهن اعتبارهم:

    1-كان باستطاعة المجاهدين تقليل تضحياتهم بالاستشهاديين والمجاهدين عموما
    من خلال تقنيين العمليات وتوجيهها نحو النقاط الفعالة فقط .
    2-امكانية استخدام الحرب بالوكالة وليس من الضروري ان نقاتل العدو بايدينا.
    3-ليس من الضروري ان نظهر في الساحة منذ اول يوم ,ويمكن استثمار البدايات بالاعداد التنظيمي ونشر الفكر ومن ثم التحرك.
    4-ليس من الضرورة ان يتحمل المجاهدون كل الخسائر اذا كان هنالك في الساحة من يعمل سواهم.
    5-توحيد الصفوف قبل التحرك افضل واسهل من توحيدها بعد التحرك.
    6-مقاتلة العدو ضمن راية واحدة افضل من مقاتلته تحت اكثر من راية(وهذا على خلاف ما كان سائدا في بدايات احتلال العراق,وحيث كانت فكرة تكثير الجماعات لغرض التشويش على العدوهي السائدة,فيما ادى ذلك لاحقا الى اعتداد كل جماعة بنفسها وبالتالي صعوبة اعادة تجميعها,وهذا ما حصل مع الجيش الاسلامي تحديدا).


    في الختام
    نود ان نذكر معيارا اخر للتقييم فضلنا ذكره منفصلا
    وهو المعيار المعتمد على قياس ما حققه المشروع نسبتا الى ما حققته المشاريع الموازية او المشابهة.
    وهنا نستطيع ان نقيم ما استطاع تنظيم القاعدة تحقيقه خلال الفترة القصيرة الماضية نسبة الى ما حققته حركات وجماعات أخرى مضى على نشوئها عشرات السنين.

    واعود لاذكر نفسي واياكم,
    ان التقييم والتقويم الحقيقي والصادق هو من شأن قادة الجهاد وحدهم,
    وليس من حق او من قدرة من هم مثلي ان يقيّموا او يُقوّموا اعمالهم
    "فليس لمن في الحافر ان يقيّم او يُقوّم من هم فوق السنام".

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    اخوكم الفقير
    عبد الرحمن الفقير

    --~--~---------~--~----~------------~-------~--~----~
يعمل...
X