مقابلة مع نائب الامين العام # الدكتور زياد نخالة
حكومة الوحدة منقوصة السيادة ولن تستطيع فك الحصار عن الشعب الفلسطيني
استهداف إسرائيل لقادة الجهاد هو استهدف لرؤية الحركة ومشروعها المقاوم
الجهاد ستواصل عملياتها ضد إسرائيل في كل مكان ولن تضرها التهديدات
فلسطين اليوم-خاص
أكد القيادي زياد النخالة، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية أو حرية فلسطينية حقيقية في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وأن أي حكومة فلسطينية معتبرا أن حكومة الوحدة الفلسطينية المرتقبة "ناقصة السيادة" ولا تستطيع أن تمارس سلطتها بشكل كامل أو تتمكن من فك الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وشدّد نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي في مقابلة شاملة أجرتها معه "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" على أن استهداف إسرائيل المستمر لقادة حركة الجهاد الإسلامي هو استهداف لرؤية الحركة تجاه العدوان الإسرائيلي وتجاه دولة الكيان الصهيوني، لافتا على أن حركته ستواصل عملياتها ضد إسرائيل في كل مكان على الرغم من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بحقها.
وفيما يلي نص المقابلة:-
*الجهاد الإسلامي رفضت المشاركة في الحكومة، ماذا يعني هذا الرفض خصوصا في ظل ترحيبها باتفاق مكة؟ وهل ترى أن حكومة الوحدة ستتمكن من رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني؟
-الجهاد الإسلامي رفضت المشاركة في الانتخابات التشريعية ابتداء، ولم ترض المشاركة في الحكومة انتهاء، فموقف الجهاد الإسلامي فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية الفلسطينية اعتمد على رؤية واضحة، وهي أنه لا يمكن المشاركة في هذه الانتخابات طالما أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الصهيوني، ونحن باجتهادنا هذا افترضنا أنه لن تكون هناك ديمقراطية فلسطينية حقيقية في ظل الاحتلال،لن تكون هناك حرية حقيقية لشعبنا، في السيطرة وممارسة حقوقه السياسية في ظل الاحتلال، وبالتالي نحن رفضنا المشاركة على هذه القاعدة في الانتخابات التشريعية، وعلية فإن رفضنا المشاركة في الحكومة استند لهذه الرؤية التي لا زالت مستمرة، فالاحتلال مستمر، والحصار شدد على الشعب الفلسطيني في أكثر من مكان، والحواجز الإسرائيلية منتشرة على امتداد الضفة الغربية، وتحاصر قطاع غزة، معبر رفح ، المنفذ الوحيد لأهالي قطاع غزة تتحكم فيه إسرائيل، وبالتالي نحن نعتبر هذه الحكومة ناقصة السيادة، ولا تستطيع أن تمارس سلطتها بشكل كامل، أما حول اتفاق مكة، حركة الجهاد رحبت بهذا الاتفاق واعتبرته عاملا أساسيا في وقف نزيف الدم الفلسطيني الطارئ على الساحة الفلسطينية، واعتبرنا هذا الاتفاق انجازا لصالح الفلسطيني وجنب الشعب الفلسطيني حربا أهلية داخلية، لذلك نحن باركنا هذا الاتفاق. أما أن الحكومة الفلسطينية سوف تستطيع فك الحصار عن الشعب الفلسطيني، فالأمر لا يتعلق بالحكومة الفلسطينية على وجه التحديد، لكن الأمر يتعلق بموقف الحكومة السياسي، هل الحكومة الجديدة ستخفض من موقفها السياسي، وموقفها المبدئي باتجاه القضايا الأساسية العالقة، والتي رفضت على أساها الحكومة السابقة، أنا أعتقد أن الأمر يتعلق ببرنامج الحكومة السياسي، فإذا كان للحكومة برنامج سياسي مطابق تماما لبرنامج الحكومة السابقة، فمؤكدا لن تستطيع أن تفك الحصار.
إذا، الأمر متعلق بالموقف السياسي، ونحن نتوقع من الحكومة، التي أبدينا تأييدا لتشكيلها على قاعدة أنها ستجنبنا الحرب الأهلية، هذه الحكومة نتوقع منها أيضا أن تتمسك بالثوابت الأساسية للشعب الفلسطيني، وموقف التأييد الذي أبديناه تجاه هذه الحكومة هو مرتبط أيضا بالمحافظة على هذه الثوابت، وإذا تم التخلي عن هذه الثوابت سيكون لحركة الجهاد الإسلامي رأي آخر في هذه الحكومة، وأيضا أؤكد أننا على ثقة بأن هذه الحكومة ستمسك بالثوابت الفلسطينية الأساسية التي تنص على قيام دولة فلسطينية محررة كاملة السيادة تحافظ على الوطن، تفرج عن المعتقلين، توفر حياة أفضل للشعب الفلسطيني.
*إسرائيل تواصل عمليات الاغتيال بحق قادة الجهاد، والجهاد يواصل عملياته الاستشهادية، ما هي المعادلة التي ترغب حركة الجهاد الإسلامي بفرضها؟
- في الواقع إسرائيل لم تتوقف عن عمليات الاغتيال بحق قادة الجهاد الإسلامي ، وبحق قادة المقاومة، وفي الفترة الأخيرة، قبل سنتين تقريبا استمرت إسرائيل، وخاصة بعد التهدئة التي تم التوقيع عليها في 2005 في القاهرة، استمرت إسرائيل في استهداف قادة وعناصر الجهاد الإسلامي، وقد قال وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز حينها، إن الجهاد الإسلامي هي خارج الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة.
هذا الاستهداف الذي بقي مستمرا لقادة الجهاد الإسلامي في الحقيقة هو استهداف لرؤية حركة الجهاد الإسلامي تجاه العدوان الإسرائيلي وتجاه دولة الكيان الصهيوني التي قامت على الدم وعلى الاحتلال والقمع والتهجير والإرهاب، نحن نريد أن نثبت معادلة أساسية بأن الشعب الفلسطيني من حقه أن يدافع عن نفسه وأن يستمر في المقاومة لطرد الاحتلال، وبالتالي عمليات الاغتيال لن تثني الجهاد الإسلامي عن الثبات على موقفها ومواصلة المقاومة حتى بأقل القليل، لكن نقبل للاحتلال بأن يثبت رؤيته وأن يفرض الإرهاب على الشعب الفلسطيني، ويقسم الفلسطينيين إلى شعبين، في الضفة وفي غزة، حيث الاستهداف مستمر لرجال المقاومة في الضفة الغربية ويستثني قطاع غزة، وبالتالي الموافقة على هذه المعادلة يعني أن الشعب الفلسطيني هو جزءان وجغرافيتان، نحن نؤكد في موقفنا واستمرار المقاومة أن الأرض الفلسطينية هي أرض واحدة وأن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد، وأن استهداف أي قائد أو أي عضو في الجهاد الإسلامي أو في أي فصيل آخر في الضفة الغربية، هذا يعني أيضا استهداف لكل قائد ومقاوم في قطاع غزة، وبالتالي نحن نؤكد على الثابت الأساسي، لا فصل جغرافي، لا فصل سياسي بين الضفة وغزة مهما كانت التكلفة، الشعب الفلسطيني شعب واحد، وأرضه واحدة، ماذا يعني أن تتوقف غزة عن المقاومة وأن تنفرد إسرائيل بالضفة الغربية؟ أي رسالة يمكن أن يقدمها الشعب الفلسطيني في هذا الموقف. نعم هناك تضحيات يمكن أن يقدمها الفلسطينيون في قطاع غزة، لكن يجب أن يدرك الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن التخلي عن المجاهدين في الضفة الغربية رسالة سيئة الدلالة تقرأ سياسيا بمنظار خاطئ، الشعب الفلسطيني يجب أن يؤكد أنه شعب واحد، وبالتالي التوقف عن المقاومة تحت عنوان غزة خارج معادلة المقاومة، نرى فيه مؤامرة تستهدف تقسيم الشعب الفلسطيني على المستوى الجغرافي والسياسي وعلى مستوى الرابط الإنساني بين الضفة وغزة، وبالتالي نحن نثبت المعادلة الأساسية وهي أن المقاوم في الضفة هي المقاومة في غزة، وأن الاعتداء على الضفة هو اعتداء على غزة. وإذا توقف العدوان عن الضفة الغربية بالتأكيد موقف الجهاد الإسلامي سيكون مختلفا.
*هل تغيرت إستراتيجية الجهاد الإسلامي، بحيث أنها تستعد لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل خارج فلسطين المحتلة، كما يذاع في وسائل الإعلام الإسرائيلية؟
-الجهاد الإسلامي لم تغير إستراتيجيتها، نحن نقول إن المقاومة هي على أرض فلسطين التاريخية، هذه هي رؤية الجهاد الإسلامي، ونحن نؤكد على ذلك الآن، ولسنا معنيين بتوسيع ساحة الصراع، لكن هذا الخيار يبقى مفتوحا، لكننا نؤكد على أن الصراع هو على امتداد أرض فلسطين التاريخية وليس خارج فلسطين.
*كيف أثر دخول حركة حماس للحكم عليكم في حركة الجهاد الإسلامي؟ وهل هناك خطر على المقاومة؟ وما هو موقفكم من منظمة التحرير؟
-أولا نحن كنا ضد الانتخابات، ولكن عندما فازت حركة حماس بالانتخابات وشكلت الحكومة ومورست عليها ضغوط متعددة من أجل الاعتراف بإسرائيل والتنازل عن الثوابت الأساسية للشعب الفلسطيني ومن ضمنها التنازل عن المقاومة، وأعلنت حماس رفضها لكل الضغوط، نحن أيدنا موقف حماس، هذا التأييد ناشئ عن تثبت حماس بموقفها الأساسي وهو الحفاظ على راية المقاومة مرفوعة، وأنا لا أعتقد أن هناك خطرا على المقاومة، على الأقل كما تقول حركة حماس، حماس ما زالت ترفع راية المقاومة وتؤيد المقاومة ، وبالتالي نحن نعتبر فوز حركة حماس إنجازا للمقاومة طالما بقيت متمسكة بموقفها المعلن الآن، ونتوقع من حماس أن تستمر في هذا الموقف الذي يؤيد المقاومة ويحافظ على ثوابت الشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، الضغوط التي مورست على حركة حماس هي ضغوط هائلة، هذه الضغوط اقتضت من حركة الجهاد الإسلامي كحركة مقاومة أن تؤيد حركة حماس في التصدي لهذه الضغوط.
أما موقفنا من منظمة التحرير، فحينما تم الحوار الفلسطيني الفلسطيني وكان هناك جدال طويل عن أي منظمة نتحدث، وأي منظمة نؤيد، وأي منظمة يجب أن نكون في إطارها، نحن أوضحنا موقفنا من بداية الحوار الفلسطيني الفلسطيني الذي كان يدور حول منظمة التحرير، وأكدنا ثوابت أساسية، أننا نؤيد منظمة التحرير المقاومة، نؤيد منظمة التحرير التي تتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وتحافظ على حقوقه، ولا تتنازل والمتمسكة بالميثاق الوطني الفلسطيني، ولا نؤيد منظمة التحرير التي وقّعت على اتفاق أوسلو وتنازلت عن أغلب الأراضي الفلسطينية، هذا التأييد وهذا القبول بأننا يمكن أن نكون في إطار منظمة التحرير التي نراها نحن وليس التي يراها الذين يتحدثون الآن باسم منظمة التحرير، نحن نرى أننا ممكن أن نكون في إطار منظمة التحرير على أساس أن يتم بناؤها على أسس تنظيمية جديدة، وضمن هذه الرؤية، الحوار حول منظمة التحرير مفتوح، ونحن نطالب بهذا الحوار، ونطالب بإعادة منظمة التحرير، ولكن ليس منظمة التحرير التي وقّعت على اتفاق أوسلو.
* هل فاجأكم موقف الإدارة الأمريكية من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور رمضان عبد الله شلّح، وماذا عن التوقيت؟
-أولا ، أعتقد أن هذا الموقف من الإدارة الأمريكية هو رسالة سياسية بالخط العريض للشعب الفلسطيني أن كل جهة تعارض الاتفاقات التي عقدت مع إسرائيل سوف تطاردها الإدارة الأمريكية، نحن لم نفاجأ بموقف الإدارة الأمريكية، فهي تاريخيا منحازة للعدو الصهيوني، هي التي تزود العدو الصهيوني بكل أدوات القتل والدمار الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني، وموقف الإدارة من الأمين العام هو تحصيل حاصل طالما هو الموقف نفسه الممارس ضد الشعب الفلسطيني، الدكتور رمضان هو مواطن فلسطيني ومستهدف كما هو كل الشعب الفلسطيني مستهدف بأسلحة الدمار الأمريكية، لكن الإدارة الأمريكية برسالتها هذه للجهاد الإسلامي أيضا تعطينا فخرا بأننا مستهدفين من الإدارة الأمريكية، الإدارة الأمريكية لا تقبل الجهاد الإسلامي، وتستهدف قيادة الجهاد الإسلامي، وبالتالي نحن لسنا قلقين، لأننا نقرأ صلابتنا وقوتنا وصحة مواقفنا من مواقف العدو ضدنا، لا يمكن أن يكون عدوا من يجاملنا أو يعطينا التسهيلات، نحن بوضوح سنستمر في المقاومة، والعدو سيستمر في استهداف المقاومة، فالمعادلة الآن صحيحة، العدو يستهدفنا ونحن نقاوم، المعادلة غير الصحيحة والتي تشككنا في مقاومتنا أن يقبلنا الاحتلال وأن يقبلنا العدو.
أما عن التوقيت، فالإدارة الأمريكية نفذت وصية صهيونية من الحكومة الإسرائيلية باستهداف الدكتور رمضان لأنه رمز لمقاومة الجهاد الإسلامي.
*هل تغيرت طبيعة علاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالدول العربية؟ سيما مصر، وما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين إيران وسوريا في هذه المرحلة؟
-طبيعة العلاقة بيننا وبين الدول العربية لم تتوقع لا بالسلب ولا بالإيجاب، أما بالنسبة لمصر، فنحن معنيون طوال الوقت أن تكون علاقتنا معها جيدة لما لمصر من دور تاريخي في المنطقة بالرغم من الاتفاقات التي نعتبرها غير مشرق في تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية، لكن بالرغم من ذلك، ولتداخلات كثيرة، فنحن نعتبر مصر لها دول مهم وكبير في المنطقة العربية، وننطلق من علاقتنا معها ضمن هذه الرؤية وضمن الرؤية بأن الأمل في هذه الدولة أن تدافع عن الشعب الفلسطيني وأن تحميه وأن تقدم كل المساعدة له، وسوف نحافظ على علاقتنا مع مصر.
أما الدول العربية الأخرى، يوجد لنا بعض العلاقات الحسنة معها، ونسعى لتطوير هذه العلاقة ضمن رؤيتنا الجهادية على أرض فلسطين ومدى دعم هذه الدول للقضية الفلسطينية.
أما طبيعة العلاقة بيننا وبين سوريا وإيران في هذه المرحلة، ففي الحقيقة نحن نعتقد أن إيران وسوريا دول مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، وأيضا للمقاومة الفلسطينية، ودائما نحن نقول بأن موقف الجهاد الإسلامي، بقدر اقتراب أي دولة من فلسطين بقدر اقترابنا من هذه الدولة. فلسطين دولة عربية إسلامية، ومن واجب كل الدول العربية والإسلامية أن تدعم المقاومة وتحميها وتقدم كل الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني.
*قيل في الفترة الأخيرة أن الأجهزة الأمنية فتحت أبوابها لعناصر الأجهزة العسكري للفصائل، البعض قد امتثل إليها، ما هو موقفكم من ذلك؟
-في ظل حكومة الوحدة الوطنية نأمل أن يكون لهذه الأجهزة رؤية تقوم على أساس حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه والمحافظة على المجاهدين ومطاردة المشبوهين والمتعاونين مع الاحتلال، وسوف يكون موقفنا إيجابيا من هذه الأجهزة من الناحية النظرية، لكن الانتماء لهذه الأجهزة على أساس فلسفتها ورؤيتها القديمة مستبعد، ونأمل أن يطرأ في ظل الحكومة الجديدة تغيير جدي في بنية الأجهزة الأمنية، وعلى فلسفتها الداخلية، وفي حينه سيكون لنا موقف آخر.
*نعود إلى عملية إيلات، هل تمثل عملية إيلات نمطا جديدا من العمليات الاستشهادية؟ وما هي دلالات هذه العملية في ظل الحديث عن التهدئة؟
-إطلاقا، عملية إيلات لم تمثل نمطا جديدا، بل هي تواصل مع عمليات الجهاد السابقة، وهي تأتي في سياق جهادنا المتواصل ضد الاحتلال، وفي سياق رؤيتنا وفلسفتنا بأنه يجب أن نضرب العدو في كل مكان تصل إليه يد مجاهدينا، لكن العدو يضرب في كل مكان يتواجد فيه مجاهدونا، وبالتالي، نحن في صراع مفتوح مع العدو، ولا يوجد عمليات خاصة في هذه المرحلة أو في تلك المرحلة، العمليات إن شاء الله ستبقى مستمرة، كلما تمكنّا من الرد على العدو سوف نفعل، وسنستمر في العمليات طالما بقي الاحتلال مستمرا، لا يوجد مهادنة مع هذا الاحتلال، لا يوجد سلام مع هذا العدو، لا يمكن المساواة بين الضحية والمعتدي، فالشعب الفلسطيني هو ضحية الاحتلال الصهيوني، وبالتالي من واجبنا المقدس أن نقاوم الاحتلال بكل الوسائل والسبل الممكنة، فاستهداف العدو لقادتنا ولمجاهدينا ولشعبنا الفلسطيني يقتضي منا أن نرد في أي مكان يؤلم هذا العدو.
*هناك مسئوليات كبيرة أمام الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، هناك قضية الأقصى وما يجري في فلسطين، هناك ملفات الأسرى، الجدار، وغير ذلك من وسائل إزاحة الفلسطينيين عن أرضهم، ماذا تقولون في هذا؟
-هذه المسئوليات أمام الشعب الفلسطيني وأمام الشعوب العربية والإسلامية ليست جديدة، هذه مسئوليات ماثلة منذ نشوء هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين، التهويد مستمر لأرض فلسطين،الاعتداءات على المؤسسات وعلى الأراضي مستمرة، إقامة المستوطنات أيضا مستمرة، وبالتالي واجبات ومسئوليات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية هي الاستمرار في المقاومة ودعمها والإصرار عليها، المقاومة هي هوية هذه المقاومة، وطالما بقي الاحتلال بقيت مسئولية هذه الشعوب في دعم المقاومة، لا مهادنة مع هذا الاحتلال طالما أن هويته معروفة ومعلومة، فلسطين ترزح تحت الاحتلال، وبالتالي يجب أن تتكاثف كل الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية من أجل كنس هذا الاحتلال كاملا عن أرض فلسطين، ولا يوجد أي مبرر أمام هذه الشعوب لأن تستكين وتسلم لهذا العدو الغاصب لأرضنا ولمقدساتنا، اليوم يهددون الأقصى كما بالأمس كما مع بداية الاحتلال، تهويد الأراضي الفلسطينية مستمر رغم كل الدعايات السوداء أنها جزء من المنطقة ويمكن التعايش معها وإقامة علاقات سياسية معها، نحن لا نقبل بهذا المنطق، لا تعايش مع الاحتلال".
حكومة الوحدة منقوصة السيادة ولن تستطيع فك الحصار عن الشعب الفلسطيني
استهداف إسرائيل لقادة الجهاد هو استهدف لرؤية الحركة ومشروعها المقاوم
الجهاد ستواصل عملياتها ضد إسرائيل في كل مكان ولن تضرها التهديدات
فلسطين اليوم-خاص
أكد القيادي زياد النخالة، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية أو حرية فلسطينية حقيقية في ظل الاحتلال الإسرائيلي، وأن أي حكومة فلسطينية معتبرا أن حكومة الوحدة الفلسطينية المرتقبة "ناقصة السيادة" ولا تستطيع أن تمارس سلطتها بشكل كامل أو تتمكن من فك الحصار عن الشعب الفلسطيني.
وشدّد نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي في مقابلة شاملة أجرتها معه "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" على أن استهداف إسرائيل المستمر لقادة حركة الجهاد الإسلامي هو استهداف لرؤية الحركة تجاه العدوان الإسرائيلي وتجاه دولة الكيان الصهيوني، لافتا على أن حركته ستواصل عملياتها ضد إسرائيل في كل مكان على الرغم من التهديدات الإسرائيلية المتواصلة بحقها.
وفيما يلي نص المقابلة:-
*الجهاد الإسلامي رفضت المشاركة في الحكومة، ماذا يعني هذا الرفض خصوصا في ظل ترحيبها باتفاق مكة؟ وهل ترى أن حكومة الوحدة ستتمكن من رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني؟
-الجهاد الإسلامي رفضت المشاركة في الانتخابات التشريعية ابتداء، ولم ترض المشاركة في الحكومة انتهاء، فموقف الجهاد الإسلامي فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية الفلسطينية اعتمد على رؤية واضحة، وهي أنه لا يمكن المشاركة في هذه الانتخابات طالما أن الشعب الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الصهيوني، ونحن باجتهادنا هذا افترضنا أنه لن تكون هناك ديمقراطية فلسطينية حقيقية في ظل الاحتلال،لن تكون هناك حرية حقيقية لشعبنا، في السيطرة وممارسة حقوقه السياسية في ظل الاحتلال، وبالتالي نحن رفضنا المشاركة على هذه القاعدة في الانتخابات التشريعية، وعلية فإن رفضنا المشاركة في الحكومة استند لهذه الرؤية التي لا زالت مستمرة، فالاحتلال مستمر، والحصار شدد على الشعب الفلسطيني في أكثر من مكان، والحواجز الإسرائيلية منتشرة على امتداد الضفة الغربية، وتحاصر قطاع غزة، معبر رفح ، المنفذ الوحيد لأهالي قطاع غزة تتحكم فيه إسرائيل، وبالتالي نحن نعتبر هذه الحكومة ناقصة السيادة، ولا تستطيع أن تمارس سلطتها بشكل كامل، أما حول اتفاق مكة، حركة الجهاد رحبت بهذا الاتفاق واعتبرته عاملا أساسيا في وقف نزيف الدم الفلسطيني الطارئ على الساحة الفلسطينية، واعتبرنا هذا الاتفاق انجازا لصالح الفلسطيني وجنب الشعب الفلسطيني حربا أهلية داخلية، لذلك نحن باركنا هذا الاتفاق. أما أن الحكومة الفلسطينية سوف تستطيع فك الحصار عن الشعب الفلسطيني، فالأمر لا يتعلق بالحكومة الفلسطينية على وجه التحديد، لكن الأمر يتعلق بموقف الحكومة السياسي، هل الحكومة الجديدة ستخفض من موقفها السياسي، وموقفها المبدئي باتجاه القضايا الأساسية العالقة، والتي رفضت على أساها الحكومة السابقة، أنا أعتقد أن الأمر يتعلق ببرنامج الحكومة السياسي، فإذا كان للحكومة برنامج سياسي مطابق تماما لبرنامج الحكومة السابقة، فمؤكدا لن تستطيع أن تفك الحصار.
إذا، الأمر متعلق بالموقف السياسي، ونحن نتوقع من الحكومة، التي أبدينا تأييدا لتشكيلها على قاعدة أنها ستجنبنا الحرب الأهلية، هذه الحكومة نتوقع منها أيضا أن تتمسك بالثوابت الأساسية للشعب الفلسطيني، وموقف التأييد الذي أبديناه تجاه هذه الحكومة هو مرتبط أيضا بالمحافظة على هذه الثوابت، وإذا تم التخلي عن هذه الثوابت سيكون لحركة الجهاد الإسلامي رأي آخر في هذه الحكومة، وأيضا أؤكد أننا على ثقة بأن هذه الحكومة ستمسك بالثوابت الفلسطينية الأساسية التي تنص على قيام دولة فلسطينية محررة كاملة السيادة تحافظ على الوطن، تفرج عن المعتقلين، توفر حياة أفضل للشعب الفلسطيني.
*إسرائيل تواصل عمليات الاغتيال بحق قادة الجهاد، والجهاد يواصل عملياته الاستشهادية، ما هي المعادلة التي ترغب حركة الجهاد الإسلامي بفرضها؟
- في الواقع إسرائيل لم تتوقف عن عمليات الاغتيال بحق قادة الجهاد الإسلامي ، وبحق قادة المقاومة، وفي الفترة الأخيرة، قبل سنتين تقريبا استمرت إسرائيل، وخاصة بعد التهدئة التي تم التوقيع عليها في 2005 في القاهرة، استمرت إسرائيل في استهداف قادة وعناصر الجهاد الإسلامي، وقد قال وزير الحرب الإسرائيلي شاؤول موفاز حينها، إن الجهاد الإسلامي هي خارج الاتفاق الذي تم توقيعه في القاهرة.
هذا الاستهداف الذي بقي مستمرا لقادة الجهاد الإسلامي في الحقيقة هو استهداف لرؤية حركة الجهاد الإسلامي تجاه العدوان الإسرائيلي وتجاه دولة الكيان الصهيوني التي قامت على الدم وعلى الاحتلال والقمع والتهجير والإرهاب، نحن نريد أن نثبت معادلة أساسية بأن الشعب الفلسطيني من حقه أن يدافع عن نفسه وأن يستمر في المقاومة لطرد الاحتلال، وبالتالي عمليات الاغتيال لن تثني الجهاد الإسلامي عن الثبات على موقفها ومواصلة المقاومة حتى بأقل القليل، لكن نقبل للاحتلال بأن يثبت رؤيته وأن يفرض الإرهاب على الشعب الفلسطيني، ويقسم الفلسطينيين إلى شعبين، في الضفة وفي غزة، حيث الاستهداف مستمر لرجال المقاومة في الضفة الغربية ويستثني قطاع غزة، وبالتالي الموافقة على هذه المعادلة يعني أن الشعب الفلسطيني هو جزءان وجغرافيتان، نحن نؤكد في موقفنا واستمرار المقاومة أن الأرض الفلسطينية هي أرض واحدة وأن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد، وأن استهداف أي قائد أو أي عضو في الجهاد الإسلامي أو في أي فصيل آخر في الضفة الغربية، هذا يعني أيضا استهداف لكل قائد ومقاوم في قطاع غزة، وبالتالي نحن نؤكد على الثابت الأساسي، لا فصل جغرافي، لا فصل سياسي بين الضفة وغزة مهما كانت التكلفة، الشعب الفلسطيني شعب واحد، وأرضه واحدة، ماذا يعني أن تتوقف غزة عن المقاومة وأن تنفرد إسرائيل بالضفة الغربية؟ أي رسالة يمكن أن يقدمها الشعب الفلسطيني في هذا الموقف. نعم هناك تضحيات يمكن أن يقدمها الفلسطينيون في قطاع غزة، لكن يجب أن يدرك الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أن التخلي عن المجاهدين في الضفة الغربية رسالة سيئة الدلالة تقرأ سياسيا بمنظار خاطئ، الشعب الفلسطيني يجب أن يؤكد أنه شعب واحد، وبالتالي التوقف عن المقاومة تحت عنوان غزة خارج معادلة المقاومة، نرى فيه مؤامرة تستهدف تقسيم الشعب الفلسطيني على المستوى الجغرافي والسياسي وعلى مستوى الرابط الإنساني بين الضفة وغزة، وبالتالي نحن نثبت المعادلة الأساسية وهي أن المقاوم في الضفة هي المقاومة في غزة، وأن الاعتداء على الضفة هو اعتداء على غزة. وإذا توقف العدوان عن الضفة الغربية بالتأكيد موقف الجهاد الإسلامي سيكون مختلفا.
*هل تغيرت إستراتيجية الجهاد الإسلامي، بحيث أنها تستعد لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل خارج فلسطين المحتلة، كما يذاع في وسائل الإعلام الإسرائيلية؟
-الجهاد الإسلامي لم تغير إستراتيجيتها، نحن نقول إن المقاومة هي على أرض فلسطين التاريخية، هذه هي رؤية الجهاد الإسلامي، ونحن نؤكد على ذلك الآن، ولسنا معنيين بتوسيع ساحة الصراع، لكن هذا الخيار يبقى مفتوحا، لكننا نؤكد على أن الصراع هو على امتداد أرض فلسطين التاريخية وليس خارج فلسطين.
*كيف أثر دخول حركة حماس للحكم عليكم في حركة الجهاد الإسلامي؟ وهل هناك خطر على المقاومة؟ وما هو موقفكم من منظمة التحرير؟
-أولا نحن كنا ضد الانتخابات، ولكن عندما فازت حركة حماس بالانتخابات وشكلت الحكومة ومورست عليها ضغوط متعددة من أجل الاعتراف بإسرائيل والتنازل عن الثوابت الأساسية للشعب الفلسطيني ومن ضمنها التنازل عن المقاومة، وأعلنت حماس رفضها لكل الضغوط، نحن أيدنا موقف حماس، هذا التأييد ناشئ عن تثبت حماس بموقفها الأساسي وهو الحفاظ على راية المقاومة مرفوعة، وأنا لا أعتقد أن هناك خطرا على المقاومة، على الأقل كما تقول حركة حماس، حماس ما زالت ترفع راية المقاومة وتؤيد المقاومة ، وبالتالي نحن نعتبر فوز حركة حماس إنجازا للمقاومة طالما بقيت متمسكة بموقفها المعلن الآن، ونتوقع من حماس أن تستمر في هذا الموقف الذي يؤيد المقاومة ويحافظ على ثوابت الشعب الفلسطيني. من جهة أخرى، الضغوط التي مورست على حركة حماس هي ضغوط هائلة، هذه الضغوط اقتضت من حركة الجهاد الإسلامي كحركة مقاومة أن تؤيد حركة حماس في التصدي لهذه الضغوط.
أما موقفنا من منظمة التحرير، فحينما تم الحوار الفلسطيني الفلسطيني وكان هناك جدال طويل عن أي منظمة نتحدث، وأي منظمة نؤيد، وأي منظمة يجب أن نكون في إطارها، نحن أوضحنا موقفنا من بداية الحوار الفلسطيني الفلسطيني الذي كان يدور حول منظمة التحرير، وأكدنا ثوابت أساسية، أننا نؤيد منظمة التحرير المقاومة، نؤيد منظمة التحرير التي تتمسك بثوابت الشعب الفلسطيني وتحافظ على حقوقه، ولا تتنازل والمتمسكة بالميثاق الوطني الفلسطيني، ولا نؤيد منظمة التحرير التي وقّعت على اتفاق أوسلو وتنازلت عن أغلب الأراضي الفلسطينية، هذا التأييد وهذا القبول بأننا يمكن أن نكون في إطار منظمة التحرير التي نراها نحن وليس التي يراها الذين يتحدثون الآن باسم منظمة التحرير، نحن نرى أننا ممكن أن نكون في إطار منظمة التحرير على أساس أن يتم بناؤها على أسس تنظيمية جديدة، وضمن هذه الرؤية، الحوار حول منظمة التحرير مفتوح، ونحن نطالب بهذا الحوار، ونطالب بإعادة منظمة التحرير، ولكن ليس منظمة التحرير التي وقّعت على اتفاق أوسلو.
* هل فاجأكم موقف الإدارة الأمريكية من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، الدكتور رمضان عبد الله شلّح، وماذا عن التوقيت؟
-أولا ، أعتقد أن هذا الموقف من الإدارة الأمريكية هو رسالة سياسية بالخط العريض للشعب الفلسطيني أن كل جهة تعارض الاتفاقات التي عقدت مع إسرائيل سوف تطاردها الإدارة الأمريكية، نحن لم نفاجأ بموقف الإدارة الأمريكية، فهي تاريخيا منحازة للعدو الصهيوني، هي التي تزود العدو الصهيوني بكل أدوات القتل والدمار الذي يمارس ضد الشعب الفلسطيني، وموقف الإدارة من الأمين العام هو تحصيل حاصل طالما هو الموقف نفسه الممارس ضد الشعب الفلسطيني، الدكتور رمضان هو مواطن فلسطيني ومستهدف كما هو كل الشعب الفلسطيني مستهدف بأسلحة الدمار الأمريكية، لكن الإدارة الأمريكية برسالتها هذه للجهاد الإسلامي أيضا تعطينا فخرا بأننا مستهدفين من الإدارة الأمريكية، الإدارة الأمريكية لا تقبل الجهاد الإسلامي، وتستهدف قيادة الجهاد الإسلامي، وبالتالي نحن لسنا قلقين، لأننا نقرأ صلابتنا وقوتنا وصحة مواقفنا من مواقف العدو ضدنا، لا يمكن أن يكون عدوا من يجاملنا أو يعطينا التسهيلات، نحن بوضوح سنستمر في المقاومة، والعدو سيستمر في استهداف المقاومة، فالمعادلة الآن صحيحة، العدو يستهدفنا ونحن نقاوم، المعادلة غير الصحيحة والتي تشككنا في مقاومتنا أن يقبلنا الاحتلال وأن يقبلنا العدو.
أما عن التوقيت، فالإدارة الأمريكية نفذت وصية صهيونية من الحكومة الإسرائيلية باستهداف الدكتور رمضان لأنه رمز لمقاومة الجهاد الإسلامي.
*هل تغيرت طبيعة علاقة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالدول العربية؟ سيما مصر، وما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين إيران وسوريا في هذه المرحلة؟
-طبيعة العلاقة بيننا وبين الدول العربية لم تتوقع لا بالسلب ولا بالإيجاب، أما بالنسبة لمصر، فنحن معنيون طوال الوقت أن تكون علاقتنا معها جيدة لما لمصر من دور تاريخي في المنطقة بالرغم من الاتفاقات التي نعتبرها غير مشرق في تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية، لكن بالرغم من ذلك، ولتداخلات كثيرة، فنحن نعتبر مصر لها دول مهم وكبير في المنطقة العربية، وننطلق من علاقتنا معها ضمن هذه الرؤية وضمن الرؤية بأن الأمل في هذه الدولة أن تدافع عن الشعب الفلسطيني وأن تحميه وأن تقدم كل المساعدة له، وسوف نحافظ على علاقتنا مع مصر.
أما الدول العربية الأخرى، يوجد لنا بعض العلاقات الحسنة معها، ونسعى لتطوير هذه العلاقة ضمن رؤيتنا الجهادية على أرض فلسطين ومدى دعم هذه الدول للقضية الفلسطينية.
أما طبيعة العلاقة بيننا وبين سوريا وإيران في هذه المرحلة، ففي الحقيقة نحن نعتقد أن إيران وسوريا دول مؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، وأيضا للمقاومة الفلسطينية، ودائما نحن نقول بأن موقف الجهاد الإسلامي، بقدر اقتراب أي دولة من فلسطين بقدر اقترابنا من هذه الدولة. فلسطين دولة عربية إسلامية، ومن واجب كل الدول العربية والإسلامية أن تدعم المقاومة وتحميها وتقدم كل الدعم والتأييد للشعب الفلسطيني.
*قيل في الفترة الأخيرة أن الأجهزة الأمنية فتحت أبوابها لعناصر الأجهزة العسكري للفصائل، البعض قد امتثل إليها، ما هو موقفكم من ذلك؟
-في ظل حكومة الوحدة الوطنية نأمل أن يكون لهذه الأجهزة رؤية تقوم على أساس حماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه والمحافظة على المجاهدين ومطاردة المشبوهين والمتعاونين مع الاحتلال، وسوف يكون موقفنا إيجابيا من هذه الأجهزة من الناحية النظرية، لكن الانتماء لهذه الأجهزة على أساس فلسفتها ورؤيتها القديمة مستبعد، ونأمل أن يطرأ في ظل الحكومة الجديدة تغيير جدي في بنية الأجهزة الأمنية، وعلى فلسفتها الداخلية، وفي حينه سيكون لنا موقف آخر.
*نعود إلى عملية إيلات، هل تمثل عملية إيلات نمطا جديدا من العمليات الاستشهادية؟ وما هي دلالات هذه العملية في ظل الحديث عن التهدئة؟
-إطلاقا، عملية إيلات لم تمثل نمطا جديدا، بل هي تواصل مع عمليات الجهاد السابقة، وهي تأتي في سياق جهادنا المتواصل ضد الاحتلال، وفي سياق رؤيتنا وفلسفتنا بأنه يجب أن نضرب العدو في كل مكان تصل إليه يد مجاهدينا، لكن العدو يضرب في كل مكان يتواجد فيه مجاهدونا، وبالتالي، نحن في صراع مفتوح مع العدو، ولا يوجد عمليات خاصة في هذه المرحلة أو في تلك المرحلة، العمليات إن شاء الله ستبقى مستمرة، كلما تمكنّا من الرد على العدو سوف نفعل، وسنستمر في العمليات طالما بقي الاحتلال مستمرا، لا يوجد مهادنة مع هذا الاحتلال، لا يوجد سلام مع هذا العدو، لا يمكن المساواة بين الضحية والمعتدي، فالشعب الفلسطيني هو ضحية الاحتلال الصهيوني، وبالتالي من واجبنا المقدس أن نقاوم الاحتلال بكل الوسائل والسبل الممكنة، فاستهداف العدو لقادتنا ولمجاهدينا ولشعبنا الفلسطيني يقتضي منا أن نرد في أي مكان يؤلم هذا العدو.
*هناك مسئوليات كبيرة أمام الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، هناك قضية الأقصى وما يجري في فلسطين، هناك ملفات الأسرى، الجدار، وغير ذلك من وسائل إزاحة الفلسطينيين عن أرضهم، ماذا تقولون في هذا؟
-هذه المسئوليات أمام الشعب الفلسطيني وأمام الشعوب العربية والإسلامية ليست جديدة، هذه مسئوليات ماثلة منذ نشوء هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين، التهويد مستمر لأرض فلسطين،الاعتداءات على المؤسسات وعلى الأراضي مستمرة، إقامة المستوطنات أيضا مستمرة، وبالتالي واجبات ومسئوليات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية هي الاستمرار في المقاومة ودعمها والإصرار عليها، المقاومة هي هوية هذه المقاومة، وطالما بقي الاحتلال بقيت مسئولية هذه الشعوب في دعم المقاومة، لا مهادنة مع هذا الاحتلال طالما أن هويته معروفة ومعلومة، فلسطين ترزح تحت الاحتلال، وبالتالي يجب أن تتكاثف كل الجهود الفلسطينية والعربية والإسلامية من أجل كنس هذا الاحتلال كاملا عن أرض فلسطين، ولا يوجد أي مبرر أمام هذه الشعوب لأن تستكين وتسلم لهذا العدو الغاصب لأرضنا ولمقدساتنا، اليوم يهددون الأقصى كما بالأمس كما مع بداية الاحتلال، تهويد الأراضي الفلسطينية مستمر رغم كل الدعايات السوداء أنها جزء من المنطقة ويمكن التعايش معها وإقامة علاقات سياسية معها، نحن لا نقبل بهذا المنطق، لا تعايش مع الاحتلال".
تعليق