شلة يمينك يا عبد الحق التركماني ..
هذه رسالة كتبتها للتركماني رداً عليه وأعرضها لكم هنا مختصره جداً لطولها ولعلها تكشف كذب وتدليس كاتبها ...
وجاء فيها ...بعد الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه
(( أننا لن نقبل من أي مخلوق في الدنيا أن ينال من الأمام المجاهد شيخ الإسلام وأسده أسامة بن محمد بن لادن رضى الله عنه وأرضاه الذي أدب قوى الكفر وأرهبها وبدد أحلامها وأيقظ الأمة من سباتها وأحي فريضة الجهاد ... ولن نقبل أن يسفه المجاهدين الكرام ... ولن نقبل أن يُجهل الأمام الشهيد سيد قطب رضى الله عنه ... ولن نقبل أن يزور تاريخ أبن حزم وأن تسعود أفكاره حيث يريد التركماني - الأخرق - أن يضعه في منزلة علماء وفقهاء التسول .. وهيهات أن يكون أبو محمد منهم هيهات ))
يطل علينا من مركز البحوث الإسلامية دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع شخص يدعى عبد الحق التركماني في كتيبه من روائع الخطاب الديني في زمن الفتنة محققاً ومعلقاً ومقدماً لرسالة أبن حزم ( التلخيص لوجوه التخليص ) المطبوع عام 1423 هـ - 2003 م .. كما أسماها وأسمها الأصلي هو ( رسالة التلخيص في وجود التخليص ) كما ذكرها المرحوم ( محمود شيت خطاب )
أراد التركماني في كتابه الذي يوجد في مكتبات المهلكة الأعرابية السعودية .. ضرب مصداقية المجاهدين وقيادتهم وسيد قطب رحمه الله شرعياً و إعلاميا ومعنوياً حيث أن كتابه يتحدث عن أبن حزم رضى الله عنه وفتنة ملوك الطوائف ويحاول الدجال سعودة خطابات أبن حزم بإيهام القارئ أن أبن حزم لم يطلب من المسلمين الجهاد ضد أولئك الملوك الذين تصارعوا على الدنيا وأخذ يردد ذلك في ثنايا كتابه .... أي بمعني أن ما يقوم به المجاهدين الكرام غلو وفتنة وافتئات على الأمة . والحقيقة أن الذي يقرأ الكتاب ويسمع كلام ابن حزم في تلك الفترة يعلم مرض التركماني وتناقضه البين في هذا الموضوع ..
قال أبو محمد أبن حزم في كتابه نقط العروس – واصفاً عصر ملوك الطوائف (( لقد شغل عصر الطوائف من حياة الأمة في تحطيم الأخلاق واختلاط الحق بالباطل ، والحلال بالحرام )) وقال رضى الله عنه وبرد مضجعه لما سأل عن فتنة الطوائف (( وأما ما سألت من أمر هذه الفتنة وملابسة الناس بها مع ما ظهر من تربص بعضهم ببعض ، فهذا أمر امتحنّا به ، نسأل الله السلامة وهي فتنة سواء ، أهلكت الأديان إلا من وقى الله من وجوه كثيرة يطول لها الخطاب ، وعمدة ذلك أن كل مدبر مدينة أو حصن في أندلسنا هذه ، أولها عن آخرها ، محارب لله تعالى ورسوله ، وساع في الأرض لفساد ، والذي ترونه عياناً من شنهم الغارات على ابناء المسلمين من الرعية التي تكون في ملك من ضارهم ، وإباحتهم لجندهم قطع الطريق على الجهة التي يقضون على أهلها وأنهم ضاربون للمكوس ، والجزية على رقاب المسلمين ، مسلطون لليهود على القوارع طرق المسلمين في أخذ المسلمين في أخذ الجزية ، والضريبة من أهل الإسلام ، معتذرين بضرورة لا تبيح ما حرم الله ، غرضهم فيها استدامة نفاذ أمرهم ونهيهم ، فلا تغافلوا أنفسكم ، ولا يغرنكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه ، اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع ، المزينون لأهل الشر شرهم ، الناصرون لهم على فسقهم ))
قال التركماني (( ورغم قناعة أبن حزم بما تقدم ذكره من تحمل أمراء الفتنة المسؤولية عما وصلت إليه أحوال الأندلس ، نراه ُ لا يدعو في رسالته هذه إلى الخروج والثورة ، لأنه يعلم جيداً أن ذلك لن يأتي بنتيجة ، بل يزيد الفتنة والشر . والمسألة ُ أصعب من أن يدعو فيها إلى إصلاح شامل بالقوة ))
قال التركماني في مقدمة كتابه ، نكتبُ هذه الكلمات ومازالت الأمة الإسلامية تعاني من التبعاتِ الثقيلة لحوادث يوم الحادي عشر من سبتمبر الموغلةِ في الوحشيةِ ، والمتجردةِ من القيم الدينية ، والأخلاقية ، والحضارية .
لقد وضعت تلك الحوادث المسلمين أمام تحديات كبيرة تمس عقيدتهم وحضارتهم ، وكيانهم ، ويمكن تلخيصها في قضيتين :
الأولى : العدوان الأمريكي على الأمة الإسلامية ، الذي بدأ بالحرب الظالمة على أفغانستان ، والحملة الإعلامية ضد الإسلام والمسلمين ، والتدخل في الشؤون الداخلية لكثير من الدول الإسلامية ،.... إلى أخر قائمة طويلة لم تنفذ بعدُ كثيرٌ من مفرداتها ..
يستخف هنا التركماني المتسعود بعقول المسلمين ويصور أن العدوان الأمريكي لم يصل إلى المسلمين إلا بعد (( اعتداء المسلمين عليهم ))!!! مما ترتب بعد ذلك الهجوم الإعلامي ضد دولته المباركة !!!
الثانية : التطور الجديد للفكر الخارجي الغالي ، الذي تجرأ على الافتئات على الأمة الإسلامية ، واستعداء قوى الكفر عليها ، والتضحية برجالها ونسائها وأطفالها ، وبقدراتها وإمكانياتها وإنجازاتها ، في الوقت الذي قد ضمن لنفسه الاختفاء بين الجبال ، والاحتماءَ في الكهوف !
وهنا يكذب التركماني حيث يصف المجاهدين بالخوارج الغالين واستعدائهم لقوى الكفر على الأمة المسلمة والتضحية برجالها ونسائها وأطفالها ، وبقدراتها وإمكانياتها وإنجازاتها ويصف الأمام بن لادن بانه قد ضمن لنفسه الاختفاء بين الجبال ، والاحتماءَ في الكهوف ! فقبح الله هذا التركماني على ما يصف ..
ويقول التركماني : ولا شك أن هاتين القضيتين في غاية التناقض والمفارقة وقد وضعت المسلمين على المحك ، وكانت امتحاناً حقيقياً لمدى وضوح الثوابت الدينية والأخلاقية في أذهانهم .
أستطيع أن أقول – لا على أساس من الدراسات العلمية المتعمقة ، ولكن في ضوء قراءاتي ومتابعاتي الواسعة في هذا المجال - : إن النتائج كانت باعثة على التفاؤل ، ودالة – بوضوح – على أن عوامل الخير ، والقوة والثبات ، أسس ثابتةٌ في كيان الأمة .
فإزاء القضية الأولى : تحقق ما يمكن تسميته بالاتفاق العام ، على استنكار العدوان ، ووجوب مناصرة أهل الإسلام ، وتجاوز الأمر موقف الجهات الشعبية ليكون موقفاً رسمياً لبعض الدول الإسلامية . وفي هذا من معاني تقوية قاعدة الولاء والبراء ، وتوثيق أسس الترابط الإيماني بين المسلمين ، الشيء الكثير .
وإزاء القضية الثانية : تحقق – أيضاً – الاتفاق العام من قبل علماء الإسلام على استنكار تلك الأعمال المخالفة لأحكام الشريعة وأخلاق أهل الإسلام . وأدرك الجميع أن الحركات الغالية مرفوضة من قبل المرجعيات الإسلامية ..
ولما كان كثيرٌ من أولئك الذين قاموا بتلك الأعمال من بلد التوحيد ، صارت التهمة موجهةُ إلى أهل السنة والجماعة الذين يتبعون الكتاب والسنة ، ويتقيدون في ذلك بمنهج السلف الصالح ، الأمر الذي جدد الحاجة إلى كشف حقيقة المناهج والمدارس العقدية والفكرية التي تربي فيها أولئك المتمردون ، فكتبت البحوث والمقالات وجرى الحديث في وسائل الإعلام لتبيين هذه الحقيقة ، وكان لذلك أثر طيب في بيان حقيقة منهج السلف ، وكشف حقيقة المخالفين له . على أن الأمر يحتاج وسائل الإعلام المختلفة .
ومما يدخل في هذا الإطار، ويلفتُ نظر الباحث ، أن تلك الحوادث قد دفعت إلى الذين تربوا على المناهج الحركية ، وعرفوا بإيمانهم بها ، ونصرتهم لمبادئها ، إلى إعادة النظر في مواقفهم ، فعمدوا – أيضاً – إلى استنكارها ، إدراكاً منهم للعواقب الوخيمة لتلك الأعمال
وأستطيع هنا أن أضرب مثالاً واحد برجل عُرف بنشأتهِ على ( أفكار سيد قطب ومبادئه ) – نفس المدرسة التي تخرج منها أصحاب ُ غزوتي نيويورك وواشنطن ! – إنه الشيخ الدكتور سفر بن عبدا لرحمن الحوالي ، من داعية دفعهُ إعجابهُ الشديد بسيد قطب إلى أن قرنه ُ بشيخي الإسلام : ابن تيمية ، ومحمد بن عبدا لوهاب – رحمهما الله تعالي ..!
لقد أخرج الدكتور بياناً للأمة ، وضح فيه رأيه وموقفه من تلك النازلة ، وذكر مسائل كثيرة توجه من خلالها بالنقد إلى أولئك ، بعباراتِ صريحةٍ واضحةٍ ، تكشف إدراك الدكتور التام لخطورة الموقف . وهذه نماذج من كلامه فيه :
1- في بيان افتئاتهم على الأمة
2- في التنبيه إلى الجانب على النفسي في أفكارهم وتصرفاتهم .
3- في كشف حقيقة حالهم .
4- في عظم جنايتهم على الأمة .
5- في بيان جهلهم واغترارهم .
6- في كشف الأيادي الصانعة لهم
7- في رصد بعض مظاهر الانحراف عند جماعات الغلو .
8- في عوامل ومكان تأثرهم بالأفكار المنحرفة .
وتسأل الدكتور : (( كيف تسلل الغلو ، وانتهاج العنف إلى بعضهم ، وحوله إلى بلده ومجتمعه أحياناً ؟)) وأجاب بما أداه عليه رأيه واجتهاده ، وهو لا يخرج عن التفسير التاريخي ، الذي أخشى أن يكون من جنس الاحتجاج بالقدر الكوني ، ويسترسل التركماني قائلاً .. فأقول مستدركاً عليه – وفقه الله - :
إن الجواب سهل ويسير ، فيكفي أن يمد الدكتور يده إلى مكتبته ، ليخرج كتاباً من كتب سيد قطب ، ويقف بين صفحاتها على النصوص الكثيرة التي (( تسلل )) من خلالها : (( الغلو، وانتهاج العنف )) إلى عقول وسلوك شباب الأمة الذين ربوا على تلك الكتب .
يكفي الدكتور أن يجدد قراءاته في تلك النصوص بعين العدل والإنصاف ، والتجرد للحق ليكتشف أن الذي جرأهم على (( الافتئات على الأمة )) والإعراض عن علمائها ، بل الطعن فيهم ، وإساءة الظن فيهم ، وربما تكفيرهم ، إنما هو تلك النصوص القطبية التي زرعت فيهم روح الثورة على الأمة واحتقار أولي الأمر فيها ، أعني : العلماء ..
ويكمل التركماني قائلاً : ويكفي أن أذكر هنا نماذج من تلك النصوص :
أولاً : في بث روح الثورة والتمرد على الأمة الإسلامية – بالمفهوم الجمعي للأمة .
ثانياً : في احتقار العلماء وتجاوز المرجعيات الدينية للأمة .
وقد سخر التركماني من الشهيد سيد قطب وهو يذكر رأيه في الدولة الإسلامية والتوحيد و الحاكمية ولكن لا يستطيع أمثال هذا المتسول السعودي أن ينقص من قدر أئمة المسلمين المجاهدين والمرابطين ..
أبو مريم الاسمري
هذه رسالة كتبتها للتركماني رداً عليه وأعرضها لكم هنا مختصره جداً لطولها ولعلها تكشف كذب وتدليس كاتبها ...
وجاء فيها ...بعد الحمد لله والصلاة والسلام على نبيه
(( أننا لن نقبل من أي مخلوق في الدنيا أن ينال من الأمام المجاهد شيخ الإسلام وأسده أسامة بن محمد بن لادن رضى الله عنه وأرضاه الذي أدب قوى الكفر وأرهبها وبدد أحلامها وأيقظ الأمة من سباتها وأحي فريضة الجهاد ... ولن نقبل أن يسفه المجاهدين الكرام ... ولن نقبل أن يُجهل الأمام الشهيد سيد قطب رضى الله عنه ... ولن نقبل أن يزور تاريخ أبن حزم وأن تسعود أفكاره حيث يريد التركماني - الأخرق - أن يضعه في منزلة علماء وفقهاء التسول .. وهيهات أن يكون أبو محمد منهم هيهات ))
يطل علينا من مركز البحوث الإسلامية دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع شخص يدعى عبد الحق التركماني في كتيبه من روائع الخطاب الديني في زمن الفتنة محققاً ومعلقاً ومقدماً لرسالة أبن حزم ( التلخيص لوجوه التخليص ) المطبوع عام 1423 هـ - 2003 م .. كما أسماها وأسمها الأصلي هو ( رسالة التلخيص في وجود التخليص ) كما ذكرها المرحوم ( محمود شيت خطاب )
أراد التركماني في كتابه الذي يوجد في مكتبات المهلكة الأعرابية السعودية .. ضرب مصداقية المجاهدين وقيادتهم وسيد قطب رحمه الله شرعياً و إعلاميا ومعنوياً حيث أن كتابه يتحدث عن أبن حزم رضى الله عنه وفتنة ملوك الطوائف ويحاول الدجال سعودة خطابات أبن حزم بإيهام القارئ أن أبن حزم لم يطلب من المسلمين الجهاد ضد أولئك الملوك الذين تصارعوا على الدنيا وأخذ يردد ذلك في ثنايا كتابه .... أي بمعني أن ما يقوم به المجاهدين الكرام غلو وفتنة وافتئات على الأمة . والحقيقة أن الذي يقرأ الكتاب ويسمع كلام ابن حزم في تلك الفترة يعلم مرض التركماني وتناقضه البين في هذا الموضوع ..
قال أبو محمد أبن حزم في كتابه نقط العروس – واصفاً عصر ملوك الطوائف (( لقد شغل عصر الطوائف من حياة الأمة في تحطيم الأخلاق واختلاط الحق بالباطل ، والحلال بالحرام )) وقال رضى الله عنه وبرد مضجعه لما سأل عن فتنة الطوائف (( وأما ما سألت من أمر هذه الفتنة وملابسة الناس بها مع ما ظهر من تربص بعضهم ببعض ، فهذا أمر امتحنّا به ، نسأل الله السلامة وهي فتنة سواء ، أهلكت الأديان إلا من وقى الله من وجوه كثيرة يطول لها الخطاب ، وعمدة ذلك أن كل مدبر مدينة أو حصن في أندلسنا هذه ، أولها عن آخرها ، محارب لله تعالى ورسوله ، وساع في الأرض لفساد ، والذي ترونه عياناً من شنهم الغارات على ابناء المسلمين من الرعية التي تكون في ملك من ضارهم ، وإباحتهم لجندهم قطع الطريق على الجهة التي يقضون على أهلها وأنهم ضاربون للمكوس ، والجزية على رقاب المسلمين ، مسلطون لليهود على القوارع طرق المسلمين في أخذ المسلمين في أخذ الجزية ، والضريبة من أهل الإسلام ، معتذرين بضرورة لا تبيح ما حرم الله ، غرضهم فيها استدامة نفاذ أمرهم ونهيهم ، فلا تغافلوا أنفسكم ، ولا يغرنكم الفساق والمنتسبون إلى الفقه ، اللابسون جلود الضأن على قلوب السباع ، المزينون لأهل الشر شرهم ، الناصرون لهم على فسقهم ))
قال التركماني (( ورغم قناعة أبن حزم بما تقدم ذكره من تحمل أمراء الفتنة المسؤولية عما وصلت إليه أحوال الأندلس ، نراه ُ لا يدعو في رسالته هذه إلى الخروج والثورة ، لأنه يعلم جيداً أن ذلك لن يأتي بنتيجة ، بل يزيد الفتنة والشر . والمسألة ُ أصعب من أن يدعو فيها إلى إصلاح شامل بالقوة ))
قال التركماني في مقدمة كتابه ، نكتبُ هذه الكلمات ومازالت الأمة الإسلامية تعاني من التبعاتِ الثقيلة لحوادث يوم الحادي عشر من سبتمبر الموغلةِ في الوحشيةِ ، والمتجردةِ من القيم الدينية ، والأخلاقية ، والحضارية .
لقد وضعت تلك الحوادث المسلمين أمام تحديات كبيرة تمس عقيدتهم وحضارتهم ، وكيانهم ، ويمكن تلخيصها في قضيتين :
الأولى : العدوان الأمريكي على الأمة الإسلامية ، الذي بدأ بالحرب الظالمة على أفغانستان ، والحملة الإعلامية ضد الإسلام والمسلمين ، والتدخل في الشؤون الداخلية لكثير من الدول الإسلامية ،.... إلى أخر قائمة طويلة لم تنفذ بعدُ كثيرٌ من مفرداتها ..
يستخف هنا التركماني المتسعود بعقول المسلمين ويصور أن العدوان الأمريكي لم يصل إلى المسلمين إلا بعد (( اعتداء المسلمين عليهم ))!!! مما ترتب بعد ذلك الهجوم الإعلامي ضد دولته المباركة !!!
الثانية : التطور الجديد للفكر الخارجي الغالي ، الذي تجرأ على الافتئات على الأمة الإسلامية ، واستعداء قوى الكفر عليها ، والتضحية برجالها ونسائها وأطفالها ، وبقدراتها وإمكانياتها وإنجازاتها ، في الوقت الذي قد ضمن لنفسه الاختفاء بين الجبال ، والاحتماءَ في الكهوف !
وهنا يكذب التركماني حيث يصف المجاهدين بالخوارج الغالين واستعدائهم لقوى الكفر على الأمة المسلمة والتضحية برجالها ونسائها وأطفالها ، وبقدراتها وإمكانياتها وإنجازاتها ويصف الأمام بن لادن بانه قد ضمن لنفسه الاختفاء بين الجبال ، والاحتماءَ في الكهوف ! فقبح الله هذا التركماني على ما يصف ..
ويقول التركماني : ولا شك أن هاتين القضيتين في غاية التناقض والمفارقة وقد وضعت المسلمين على المحك ، وكانت امتحاناً حقيقياً لمدى وضوح الثوابت الدينية والأخلاقية في أذهانهم .
أستطيع أن أقول – لا على أساس من الدراسات العلمية المتعمقة ، ولكن في ضوء قراءاتي ومتابعاتي الواسعة في هذا المجال - : إن النتائج كانت باعثة على التفاؤل ، ودالة – بوضوح – على أن عوامل الخير ، والقوة والثبات ، أسس ثابتةٌ في كيان الأمة .
فإزاء القضية الأولى : تحقق ما يمكن تسميته بالاتفاق العام ، على استنكار العدوان ، ووجوب مناصرة أهل الإسلام ، وتجاوز الأمر موقف الجهات الشعبية ليكون موقفاً رسمياً لبعض الدول الإسلامية . وفي هذا من معاني تقوية قاعدة الولاء والبراء ، وتوثيق أسس الترابط الإيماني بين المسلمين ، الشيء الكثير .
وإزاء القضية الثانية : تحقق – أيضاً – الاتفاق العام من قبل علماء الإسلام على استنكار تلك الأعمال المخالفة لأحكام الشريعة وأخلاق أهل الإسلام . وأدرك الجميع أن الحركات الغالية مرفوضة من قبل المرجعيات الإسلامية ..
ولما كان كثيرٌ من أولئك الذين قاموا بتلك الأعمال من بلد التوحيد ، صارت التهمة موجهةُ إلى أهل السنة والجماعة الذين يتبعون الكتاب والسنة ، ويتقيدون في ذلك بمنهج السلف الصالح ، الأمر الذي جدد الحاجة إلى كشف حقيقة المناهج والمدارس العقدية والفكرية التي تربي فيها أولئك المتمردون ، فكتبت البحوث والمقالات وجرى الحديث في وسائل الإعلام لتبيين هذه الحقيقة ، وكان لذلك أثر طيب في بيان حقيقة منهج السلف ، وكشف حقيقة المخالفين له . على أن الأمر يحتاج وسائل الإعلام المختلفة .
ومما يدخل في هذا الإطار، ويلفتُ نظر الباحث ، أن تلك الحوادث قد دفعت إلى الذين تربوا على المناهج الحركية ، وعرفوا بإيمانهم بها ، ونصرتهم لمبادئها ، إلى إعادة النظر في مواقفهم ، فعمدوا – أيضاً – إلى استنكارها ، إدراكاً منهم للعواقب الوخيمة لتلك الأعمال
وأستطيع هنا أن أضرب مثالاً واحد برجل عُرف بنشأتهِ على ( أفكار سيد قطب ومبادئه ) – نفس المدرسة التي تخرج منها أصحاب ُ غزوتي نيويورك وواشنطن ! – إنه الشيخ الدكتور سفر بن عبدا لرحمن الحوالي ، من داعية دفعهُ إعجابهُ الشديد بسيد قطب إلى أن قرنه ُ بشيخي الإسلام : ابن تيمية ، ومحمد بن عبدا لوهاب – رحمهما الله تعالي ..!
لقد أخرج الدكتور بياناً للأمة ، وضح فيه رأيه وموقفه من تلك النازلة ، وذكر مسائل كثيرة توجه من خلالها بالنقد إلى أولئك ، بعباراتِ صريحةٍ واضحةٍ ، تكشف إدراك الدكتور التام لخطورة الموقف . وهذه نماذج من كلامه فيه :
1- في بيان افتئاتهم على الأمة
2- في التنبيه إلى الجانب على النفسي في أفكارهم وتصرفاتهم .
3- في كشف حقيقة حالهم .
4- في عظم جنايتهم على الأمة .
5- في بيان جهلهم واغترارهم .
6- في كشف الأيادي الصانعة لهم
7- في رصد بعض مظاهر الانحراف عند جماعات الغلو .
8- في عوامل ومكان تأثرهم بالأفكار المنحرفة .
وتسأل الدكتور : (( كيف تسلل الغلو ، وانتهاج العنف إلى بعضهم ، وحوله إلى بلده ومجتمعه أحياناً ؟)) وأجاب بما أداه عليه رأيه واجتهاده ، وهو لا يخرج عن التفسير التاريخي ، الذي أخشى أن يكون من جنس الاحتجاج بالقدر الكوني ، ويسترسل التركماني قائلاً .. فأقول مستدركاً عليه – وفقه الله - :
إن الجواب سهل ويسير ، فيكفي أن يمد الدكتور يده إلى مكتبته ، ليخرج كتاباً من كتب سيد قطب ، ويقف بين صفحاتها على النصوص الكثيرة التي (( تسلل )) من خلالها : (( الغلو، وانتهاج العنف )) إلى عقول وسلوك شباب الأمة الذين ربوا على تلك الكتب .
يكفي الدكتور أن يجدد قراءاته في تلك النصوص بعين العدل والإنصاف ، والتجرد للحق ليكتشف أن الذي جرأهم على (( الافتئات على الأمة )) والإعراض عن علمائها ، بل الطعن فيهم ، وإساءة الظن فيهم ، وربما تكفيرهم ، إنما هو تلك النصوص القطبية التي زرعت فيهم روح الثورة على الأمة واحتقار أولي الأمر فيها ، أعني : العلماء ..
ويكمل التركماني قائلاً : ويكفي أن أذكر هنا نماذج من تلك النصوص :
أولاً : في بث روح الثورة والتمرد على الأمة الإسلامية – بالمفهوم الجمعي للأمة .
ثانياً : في احتقار العلماء وتجاوز المرجعيات الدينية للأمة .
وقد سخر التركماني من الشهيد سيد قطب وهو يذكر رأيه في الدولة الإسلامية والتوحيد و الحاكمية ولكن لا يستطيع أمثال هذا المتسول السعودي أن ينقص من قدر أئمة المسلمين المجاهدين والمرابطين ..
أبو مريم الاسمري
تعليق