فلسطين اليوم : رام الله
قليلاً ما تجدهم في شوارع وأزقة المخيمات والبلدات، وقليلاً ما تشاهدهم يحملون سلاحهم ويتجولون بأزقة هذا المخيم أو تلك البلدة، يطلّون قليلا ويختفون أكثر ، فالملاحقة المتواصلة بحقهم حرمتهم من كل تفاصيل لحياة عادية قاتلوا أعدائهم ليحيوها...
بدءوا حياة المقاومة بكوفية تلثم وجوههم وبندقية بيدهم ويدٍ أخرى تقدم المساعدة وتطلق العنان للبسمة ترسم أجمل ملاحم الصبر والصمود، أنهم مقاومي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الذين عجنوا بدماء شهدائهم...
وفي اشد الأوقات كان الامتحان لهم ولكل من حمل عقيدتهم وإيمانهم بالمقاومة...أنها "المجزرة" حرب موفاز على مخيمهم، ففي الخامس من نيسان بدأت المعركة ... إلا أنهم رفضوا الخنوع وأبوا إلا أن يدافعوا عن مخيمهم بدماء أثبتت أنه لا يمكن لقوة في العالم أن تقضي على شعب يدافع عن حقها...
ستة أعوام مرت علي ملحمة مخيم جنين، والكثير تحدث عن هذه الملحمة كما يحب أن يطلق عليها المقاومون.. أو "المجزرة" كما يحب أن يطلق عليها الحقوقيون.. فالملحمة أو المجزرة اسم تردد كثيراً في حياة الشعب الفلسطيني وبات أمراً طبيعياً في ظل تزايد وحشية هذا العدو الغاصب.
أعوام مرت سطرت خلالها ثلة من المقاومين أروع ملاحم الانتصارات على عتبات مخيم لا يتعدي الكيلو متر واحد، شواهدٍ وقصصٍ كثيرة كانت شاهدة علي ما سطرت المقاومة، لكن لن تكون هذه القضية قضيتنا التي تناولها الكثير في كتاباتهم وتقاريرهم.. بل أننا سننظر اليوم لحياة هذه الثلة بعد مرور ستة أعوام علي ملحمة "جنين".
مرت ساعات حين وصلت سيارة أجرة تحملنا من أمام أحد ميادين مدينة جنين، وانطلقنا إلى أزقة مخيم المدينة نبحث هناك عن مقاتلين قد نجدهم في هذا الزقاق أو ذاك، لكن صدمنا عندما لم نجد منهم أحداً، وبعد جهد طويل أقبلنا بالاتصال على أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي والذي بدوره قام بإيصالنا بأحد المقاتلين الذي قام بتأمين سيارة توصلنا إليه في جبال إحدى البلدات جنوبي جنين، وهناك كان هذا اللقاء..
قليلاً من الوقت إذ بنا نجد عدد من الملثمين المسلحين الذين يضعون علي جبهات وجوههم عصبات تحمل اسم "سرايا القدس"، وقد أحاطوا بنا ووسطهم ملثم يحمل بندقية وصفها بأنه يطلق عليها "كتسار ام18" وهي سلاح يختلف عن القطع الأخرى المسماة "ام16"، وتم اقتيادنا لأحد الكهوف وبدأنا بالحديث حول حياة المقاومين بعد ستة أعوام علي مرور ملحمة جنين التي فقدت خلالها المقاومة المئات من عناصرها والحملات التي تواصلت إلى يومنا هذا والملاحقة التي بدأت مؤخراً من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد المقاومين.
يقول القائد في سرايا القدس والذي أطلق علي نفسه لقب "أبو إبراهيم" "إن المقاومة اليوم تواجه حرباً حقيقية تقودها إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهذه الحرب تتمثل بالملاحقة اليومية ضد المقاتلين لمحاولة اعتقالهم على يد السلطة أو اغتيالهم علي يد إسرائيل، وقد حدثت عدة حالات في الآونة الأخيرة تلاحق فيها السلطة الفلسطينية مقاتلين من سرايا القدس ولم تتمكن من اعتقالهم وتم اغتيالهم فيما بعد على أيدي القوات الخاصة الإسرائيلية واعتقال بعضهم وكانت آخر هذه الحالات اعتقال المجاهد "أحمد الخفيف" في مخيم جنين.
ويضيف "أبو إبراهيم"؛ "كما تشاهدون أصبحنا نعيش في الكهوف والجبال حتى نتجنب قدر الإمكان محاولات الاعتقال أو الاغتيال، إننا نعيش ظروفاً صعبة بتنا لا نتمكن من رؤية أبنائنا وزوجاتنا، ونفقد في كل وقت إما أمهاتنا أو آبائنا ولم يتمكن بعضنا من المشاركة في وداع والديه أو الوصول لبيت العزاء بسبب الملاحقة الشديدة بحقنا".
ويتابع "إن بعضنا تم اغتياله وهو يهاتف زوجته وأبناءه ووالديه للاطمئنان عليهم، إن حياة المقاومين تغيرت تماماً، فقبل ملاحقة السلطة الفلسطينية لمقاتلينا كنا نعيش شبه حياة طبيعية نري ذوينا ونجلس بينهم ونخرج في أزقة وشوارع المخيمات والبلدات نجلس بين الناس ونسمع همومهم ويسمعون همومنا ويرحبون بنا ويحيون صمودنا، إما الآن بتنا نبتعد قدر الإمكان عن المخيمات والبلدات وأزقة مناطق سكنانا فالقوات الخاصة منتشرة والعملاء يلاحقوننا والسلطة تقوم بمتابعتنا لمحاولة اعتقالنا وإجبارنا على تسليم سلاحنا والموافقة علي ما يسمي "العفو عن المطلوبين" لكن نحن غير واثقين تماماً من وعود السلطة ولا نثق بالعدو".
و يواصل القائد في سرايا القدس حديثه فيما يقوم الملثمين المسلحين الآخرين بالإحاطة بمكان الكهف لتأمين الحماية والأمن "كما ترون جميعنا هنا ولا نعود لمخيماتنا أو البلدات إلا في أوقات قليلة جدا جداً وبشكل سريع وغالبية الوقت تكون في الليل للتصدي للاجتياحات الشبه يومية على بلداتنا ومخيماتنا، نحن لا يمكن أن نترك سلاحنا أو نسلم هذا السلاح الذي نعده هو كرامتنا وشرفنا في الدفاع عن حقوقنا، لا يمكننا أن نترك العدو يستبيح أراضينا ونحن هنا، إننا ننزل لمواجهته لندافع باستماتة عن أبناء شعبنا الذي يعاني ظلم الاحتلال".
و في سؤال حول رسالتهم للسلطة الفلسطينية "نحن لن نوجه رسالات لأياً كان، نحن قلناها منذ زمن ونجددها اليوم لا تسليم للسلاح ولا استسلام، نحن سنواصل طريقنا مهما كلفنا ذلك، ولا يمكن لأي قوات سواء فلسطينية أو إسرائيلية أو ما يطلقون عليها قوات "بدر" من القضاء علي مقاومتنا فهي حق شرعي لنا ونحن ندافع عن أنفسنا لا ندافع عن شعب آخر وعلي السلطة أن تحمي المقاومة لا أن تلاحقها وتعتقل أبنائها وتشارك العدو في القضاء عليها".
و عن رسالة المقاومين في ذكرى ملحمة جنين قال "أبو إبراهيم"؛ "رسالتنا لأبناء شعبنا مزيدا من الصبر والصمود، فبصبركم وصمودكم ودعائكم نستمد قوتنا ونجدد العهد لكم أن نسير على درب أبنائكم وإخواننا الشهداء والأسرى والجرحى، وأن لا نستكين حتى لو استشهد منا المئات، فلا زالت سرايا القدس تخرج المئات- المئات من أبنائها وبإذن الله ستدفع إسرائيل ثمن جرائمها قريباً جداً".
قليلاً ما تجدهم في شوارع وأزقة المخيمات والبلدات، وقليلاً ما تشاهدهم يحملون سلاحهم ويتجولون بأزقة هذا المخيم أو تلك البلدة، يطلّون قليلا ويختفون أكثر ، فالملاحقة المتواصلة بحقهم حرمتهم من كل تفاصيل لحياة عادية قاتلوا أعدائهم ليحيوها...
بدءوا حياة المقاومة بكوفية تلثم وجوههم وبندقية بيدهم ويدٍ أخرى تقدم المساعدة وتطلق العنان للبسمة ترسم أجمل ملاحم الصبر والصمود، أنهم مقاومي سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، الذين عجنوا بدماء شهدائهم...
وفي اشد الأوقات كان الامتحان لهم ولكل من حمل عقيدتهم وإيمانهم بالمقاومة...أنها "المجزرة" حرب موفاز على مخيمهم، ففي الخامس من نيسان بدأت المعركة ... إلا أنهم رفضوا الخنوع وأبوا إلا أن يدافعوا عن مخيمهم بدماء أثبتت أنه لا يمكن لقوة في العالم أن تقضي على شعب يدافع عن حقها...
ستة أعوام مرت علي ملحمة مخيم جنين، والكثير تحدث عن هذه الملحمة كما يحب أن يطلق عليها المقاومون.. أو "المجزرة" كما يحب أن يطلق عليها الحقوقيون.. فالملحمة أو المجزرة اسم تردد كثيراً في حياة الشعب الفلسطيني وبات أمراً طبيعياً في ظل تزايد وحشية هذا العدو الغاصب.
أعوام مرت سطرت خلالها ثلة من المقاومين أروع ملاحم الانتصارات على عتبات مخيم لا يتعدي الكيلو متر واحد، شواهدٍ وقصصٍ كثيرة كانت شاهدة علي ما سطرت المقاومة، لكن لن تكون هذه القضية قضيتنا التي تناولها الكثير في كتاباتهم وتقاريرهم.. بل أننا سننظر اليوم لحياة هذه الثلة بعد مرور ستة أعوام علي ملحمة "جنين".
مرت ساعات حين وصلت سيارة أجرة تحملنا من أمام أحد ميادين مدينة جنين، وانطلقنا إلى أزقة مخيم المدينة نبحث هناك عن مقاتلين قد نجدهم في هذا الزقاق أو ذاك، لكن صدمنا عندما لم نجد منهم أحداً، وبعد جهد طويل أقبلنا بالاتصال على أحد قادة حركة الجهاد الإسلامي والذي بدوره قام بإيصالنا بأحد المقاتلين الذي قام بتأمين سيارة توصلنا إليه في جبال إحدى البلدات جنوبي جنين، وهناك كان هذا اللقاء..
قليلاً من الوقت إذ بنا نجد عدد من الملثمين المسلحين الذين يضعون علي جبهات وجوههم عصبات تحمل اسم "سرايا القدس"، وقد أحاطوا بنا ووسطهم ملثم يحمل بندقية وصفها بأنه يطلق عليها "كتسار ام18" وهي سلاح يختلف عن القطع الأخرى المسماة "ام16"، وتم اقتيادنا لأحد الكهوف وبدأنا بالحديث حول حياة المقاومين بعد ستة أعوام علي مرور ملحمة جنين التي فقدت خلالها المقاومة المئات من عناصرها والحملات التي تواصلت إلى يومنا هذا والملاحقة التي بدأت مؤخراً من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية ضد المقاومين.
يقول القائد في سرايا القدس والذي أطلق علي نفسه لقب "أبو إبراهيم" "إن المقاومة اليوم تواجه حرباً حقيقية تقودها إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وهذه الحرب تتمثل بالملاحقة اليومية ضد المقاتلين لمحاولة اعتقالهم على يد السلطة أو اغتيالهم علي يد إسرائيل، وقد حدثت عدة حالات في الآونة الأخيرة تلاحق فيها السلطة الفلسطينية مقاتلين من سرايا القدس ولم تتمكن من اعتقالهم وتم اغتيالهم فيما بعد على أيدي القوات الخاصة الإسرائيلية واعتقال بعضهم وكانت آخر هذه الحالات اعتقال المجاهد "أحمد الخفيف" في مخيم جنين.
ويضيف "أبو إبراهيم"؛ "كما تشاهدون أصبحنا نعيش في الكهوف والجبال حتى نتجنب قدر الإمكان محاولات الاعتقال أو الاغتيال، إننا نعيش ظروفاً صعبة بتنا لا نتمكن من رؤية أبنائنا وزوجاتنا، ونفقد في كل وقت إما أمهاتنا أو آبائنا ولم يتمكن بعضنا من المشاركة في وداع والديه أو الوصول لبيت العزاء بسبب الملاحقة الشديدة بحقنا".
ويتابع "إن بعضنا تم اغتياله وهو يهاتف زوجته وأبناءه ووالديه للاطمئنان عليهم، إن حياة المقاومين تغيرت تماماً، فقبل ملاحقة السلطة الفلسطينية لمقاتلينا كنا نعيش شبه حياة طبيعية نري ذوينا ونجلس بينهم ونخرج في أزقة وشوارع المخيمات والبلدات نجلس بين الناس ونسمع همومهم ويسمعون همومنا ويرحبون بنا ويحيون صمودنا، إما الآن بتنا نبتعد قدر الإمكان عن المخيمات والبلدات وأزقة مناطق سكنانا فالقوات الخاصة منتشرة والعملاء يلاحقوننا والسلطة تقوم بمتابعتنا لمحاولة اعتقالنا وإجبارنا على تسليم سلاحنا والموافقة علي ما يسمي "العفو عن المطلوبين" لكن نحن غير واثقين تماماً من وعود السلطة ولا نثق بالعدو".
و يواصل القائد في سرايا القدس حديثه فيما يقوم الملثمين المسلحين الآخرين بالإحاطة بمكان الكهف لتأمين الحماية والأمن "كما ترون جميعنا هنا ولا نعود لمخيماتنا أو البلدات إلا في أوقات قليلة جدا جداً وبشكل سريع وغالبية الوقت تكون في الليل للتصدي للاجتياحات الشبه يومية على بلداتنا ومخيماتنا، نحن لا يمكن أن نترك سلاحنا أو نسلم هذا السلاح الذي نعده هو كرامتنا وشرفنا في الدفاع عن حقوقنا، لا يمكننا أن نترك العدو يستبيح أراضينا ونحن هنا، إننا ننزل لمواجهته لندافع باستماتة عن أبناء شعبنا الذي يعاني ظلم الاحتلال".
و في سؤال حول رسالتهم للسلطة الفلسطينية "نحن لن نوجه رسالات لأياً كان، نحن قلناها منذ زمن ونجددها اليوم لا تسليم للسلاح ولا استسلام، نحن سنواصل طريقنا مهما كلفنا ذلك، ولا يمكن لأي قوات سواء فلسطينية أو إسرائيلية أو ما يطلقون عليها قوات "بدر" من القضاء علي مقاومتنا فهي حق شرعي لنا ونحن ندافع عن أنفسنا لا ندافع عن شعب آخر وعلي السلطة أن تحمي المقاومة لا أن تلاحقها وتعتقل أبنائها وتشارك العدو في القضاء عليها".
و عن رسالة المقاومين في ذكرى ملحمة جنين قال "أبو إبراهيم"؛ "رسالتنا لأبناء شعبنا مزيدا من الصبر والصمود، فبصبركم وصمودكم ودعائكم نستمد قوتنا ونجدد العهد لكم أن نسير على درب أبنائكم وإخواننا الشهداء والأسرى والجرحى، وأن لا نستكين حتى لو استشهد منا المئات، فلا زالت سرايا القدس تخرج المئات- المئات من أبنائها وبإذن الله ستدفع إسرائيل ثمن جرائمها قريباً جداً".
تعليق