بيت لحم- معا- رئاسة التحرير - من لا يملك خطة عسكرية لا يملك خطة سياسية والعكس صحيح ، ومن اجل أن تكون طرفا سياسيا في هذا الزمن يجب أن تملك الخطة العسكرية للبقاء والانتصار والصمود والنصر .
وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهم القادة الذين خاضوا وقادوا غزوات عسكرية ، وفي تاريخ الغزوات نقل في الحديث الشريف عن الرسول الكريم قوله " الحرب خدعة " .
وتاريخ الخدع الحربية طويل بطول التجربة الإنسانية ، وقد اشتهر العديد من القادة بدهائهم وخدعهم الحربية في تحقيق النصر على أطراف أقوى أو اضعف منهم بأقل خسائر ممكنة .
ومن مشاهير قادة الحروب المعاصرة القائد الألماني رومل والملقب بثعلب الصحراء ، والذي سيطر على شمال إفريقيا وقطع الطريق على الانجليز وحلفائهم في الحرب العالمية الثانية ، ورغم أن الجنرال الانجليزي مونت غمري انتصر عليه إلا أن دراسة واقعية لتاريخ المعارك تشير إلى أن رومل كان ابرع بكثير من مونت غمري ولكن جميع الظروف العالمية سخرت حينها لصالح الأخير ضد رومل .
ويقول رومل في مذكراته ( لو كنت أثق بتقارير الجواسيس والمخابرات لحسمت الحرب العالمية الثانية في اقل من عامين - ولكن من يثق بالجواسيس ؟ ) .
وجميع الجيوش التي حاربت فوق هذه الأرض ، كانت تستخدم الخدع وكانت تستخدم الحيلة لإرباك الخصم وتحقيق فوز سريع هربا من حرب الاستنزاف التي ترهق أي جيش مهما كانت قوته .
وحين حاصر المسلمون أسوار دمشق ولم يتمكنوا منها استعانوا بالقائد العسكري خالد بن الوليد لوضع خطة سريعة توقف الاستنزاف وتحسم المعركة .
حركة فتح استخدمت الحيلة والخدعة ضد إسرائيل للمحافظة على بقائها طوال 40 عاما ، وحتى حركة حماس وضعت خطة عسكرية محكمة - لم يكتب عنها بعد - في السيطرة على قطاع غزة .
أما التدريبات العسكرية ، فلها تاريخ غني في هذه المنطقة ، ويكاد المرء يجزم أن تاريخ التدريبات العسكرية المعاصرة يقود إلى استنتاج أنها جزء لا يتجزأ من الحيلة العسكرية .
قوات الهاجاناة والعصابات الصهيونية كانت تجري تدريبات عسكرية في العام 1946 - 1947 في منطقة خلده والساحل وكان العرب يضحكون ويسخرون منهم حين يشاهدونهم ينبطحون بين سنابل القمح ويحملون بنادق خشبية ، ولكنهم تذكروا ذلك بألم حين نجحت هذه المجموعات المنظمة في هزيمة الجيوش العربية السبعة .
وفي عام 1967 كانت القوات الإسرائيلية تتدرب في الأراضي الأمريكية لإخفاء الأمر عن عيون وجواسيس العرب وبادرت إسرائيل بضرب وهزيمة أقوى جيش عربي في مصر .
وفي العام 1973 قامت القوات المصرية باجراء تدريبات مكلفة جدا ، وخدعت إسرائيل واخترقت خط بارليف وأنزلت ضربة موجعة بقوات إسرائيل .
وفي نهاية الثمانينيات انشغلت أمريكا بتدريبات النجم الساطع في صحراء سيناء واتضح لاحقا أنها كانت مقدمة لحرب الخليج الأولى .
وحين قام الرئيس صدام حسين باستعراضات عسكرية في المدن العراقية اتضح لاحقا أنها مقدمة لغزو الكويت .
إسرائيل قامت بتدريبات عسكرية بعد معركة نهر الليطاني 1978 في الجنوب اللبناني واتضح لاحقا أنها كانت مقدمة لحرب 1982 واجتياح لبنان .
الزعيم عرفات أيضا كان في العام 2000 يعمل بكل جد من اجل تسليح وتدريب أجهزة أمنه الضعيفة ، وحين كان الصحافيون الإسرائيليون يسألونه عن ذلك كان يرد : من اجل محاربة التطرف ، واتضح لاحقا أنه كان يعد العدة لانتفاضة مسلحة .
إذن التدريبات العسكرية في هذه المنطقة - وهي مكلفة جدا - لا تكون لمجرد التدريبات ولمجرد صرف أموال الخزينة.
ومعظم التقارير العربية والمحللين العرب استندوا في تحليلاتهم مؤخرا على ما تنشره وسائل الإعلام العبرية أو ما يسمح لها بنشره حول التدريبات ، في حين يبدو ان التدريبات العسكرية الإسرائيلية الحالية تهدف إلى :
أولا : معرفة رد فعل القوات الإيرانية والسورية أثناء التدريب الإسرائيلي ومراقبتها عن طريق الأقمار الاصطناعية - أطلقت إسرائيل مؤخرا قمرين للتجسس - ودراسة تحركاتها ومعرفة أسرار لم يتسن معرفتها بعد عن طريق الجواسيس وبالتالي وضع الخطط اللازمة للتعامل معها في أي حرب قادمة .
ثانيا : رفع معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومسح حرب لبنان من ذاكرته واعداده عمليا لتلقي والتعامل مع صواريخ قد تسقط على اسرائيل .
ثالثا :منح القيادة السياسية الإسرائيلية المزيد من الوقت في سدة الحكم .
رابعا : جر الولايات المتحدة الأمريكية ودول المنطقة وبالذات روسيا إلى مربع التفكير في الحرب القادمة بين إسرائيل وإيران ولو من باب معرفة الاحتمالات العملية والنظرية لهذه الحرب ( اللازمة ) لإسرائيل .
خامسا : لا يبدو ان إسرائيل تفكر جديا باجتياح قطاع غزة ، فغزة تحولت مؤخرا إلى ما يشبه السلاح النووي – الجميع يتحدث عنه ولكن لا يستخدمه . ويمكن لإسرائيل أن توجه ضربات لغزة ولكنها لن تجتاحها .
ونختم بالعبارة التي قالها رئيس وزراء إسرائيل ارئيل شارون في مستوطنة جيلو عام 2002 حين نجح فلسطيني في تفجير نفسه وقتل 20 إسرائيليا ، فقال شارون ( هذا هو الشرق الأوسط لا رحمة فيه ولا شفقة على الضعفاء ) .
وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أهم القادة الذين خاضوا وقادوا غزوات عسكرية ، وفي تاريخ الغزوات نقل في الحديث الشريف عن الرسول الكريم قوله " الحرب خدعة " .
وتاريخ الخدع الحربية طويل بطول التجربة الإنسانية ، وقد اشتهر العديد من القادة بدهائهم وخدعهم الحربية في تحقيق النصر على أطراف أقوى أو اضعف منهم بأقل خسائر ممكنة .
ومن مشاهير قادة الحروب المعاصرة القائد الألماني رومل والملقب بثعلب الصحراء ، والذي سيطر على شمال إفريقيا وقطع الطريق على الانجليز وحلفائهم في الحرب العالمية الثانية ، ورغم أن الجنرال الانجليزي مونت غمري انتصر عليه إلا أن دراسة واقعية لتاريخ المعارك تشير إلى أن رومل كان ابرع بكثير من مونت غمري ولكن جميع الظروف العالمية سخرت حينها لصالح الأخير ضد رومل .
ويقول رومل في مذكراته ( لو كنت أثق بتقارير الجواسيس والمخابرات لحسمت الحرب العالمية الثانية في اقل من عامين - ولكن من يثق بالجواسيس ؟ ) .
وجميع الجيوش التي حاربت فوق هذه الأرض ، كانت تستخدم الخدع وكانت تستخدم الحيلة لإرباك الخصم وتحقيق فوز سريع هربا من حرب الاستنزاف التي ترهق أي جيش مهما كانت قوته .
وحين حاصر المسلمون أسوار دمشق ولم يتمكنوا منها استعانوا بالقائد العسكري خالد بن الوليد لوضع خطة سريعة توقف الاستنزاف وتحسم المعركة .
حركة فتح استخدمت الحيلة والخدعة ضد إسرائيل للمحافظة على بقائها طوال 40 عاما ، وحتى حركة حماس وضعت خطة عسكرية محكمة - لم يكتب عنها بعد - في السيطرة على قطاع غزة .
أما التدريبات العسكرية ، فلها تاريخ غني في هذه المنطقة ، ويكاد المرء يجزم أن تاريخ التدريبات العسكرية المعاصرة يقود إلى استنتاج أنها جزء لا يتجزأ من الحيلة العسكرية .
قوات الهاجاناة والعصابات الصهيونية كانت تجري تدريبات عسكرية في العام 1946 - 1947 في منطقة خلده والساحل وكان العرب يضحكون ويسخرون منهم حين يشاهدونهم ينبطحون بين سنابل القمح ويحملون بنادق خشبية ، ولكنهم تذكروا ذلك بألم حين نجحت هذه المجموعات المنظمة في هزيمة الجيوش العربية السبعة .
وفي عام 1967 كانت القوات الإسرائيلية تتدرب في الأراضي الأمريكية لإخفاء الأمر عن عيون وجواسيس العرب وبادرت إسرائيل بضرب وهزيمة أقوى جيش عربي في مصر .
وفي العام 1973 قامت القوات المصرية باجراء تدريبات مكلفة جدا ، وخدعت إسرائيل واخترقت خط بارليف وأنزلت ضربة موجعة بقوات إسرائيل .
وفي نهاية الثمانينيات انشغلت أمريكا بتدريبات النجم الساطع في صحراء سيناء واتضح لاحقا أنها كانت مقدمة لحرب الخليج الأولى .
وحين قام الرئيس صدام حسين باستعراضات عسكرية في المدن العراقية اتضح لاحقا أنها مقدمة لغزو الكويت .
إسرائيل قامت بتدريبات عسكرية بعد معركة نهر الليطاني 1978 في الجنوب اللبناني واتضح لاحقا أنها كانت مقدمة لحرب 1982 واجتياح لبنان .
الزعيم عرفات أيضا كان في العام 2000 يعمل بكل جد من اجل تسليح وتدريب أجهزة أمنه الضعيفة ، وحين كان الصحافيون الإسرائيليون يسألونه عن ذلك كان يرد : من اجل محاربة التطرف ، واتضح لاحقا أنه كان يعد العدة لانتفاضة مسلحة .
إذن التدريبات العسكرية في هذه المنطقة - وهي مكلفة جدا - لا تكون لمجرد التدريبات ولمجرد صرف أموال الخزينة.
ومعظم التقارير العربية والمحللين العرب استندوا في تحليلاتهم مؤخرا على ما تنشره وسائل الإعلام العبرية أو ما يسمح لها بنشره حول التدريبات ، في حين يبدو ان التدريبات العسكرية الإسرائيلية الحالية تهدف إلى :
أولا : معرفة رد فعل القوات الإيرانية والسورية أثناء التدريب الإسرائيلي ومراقبتها عن طريق الأقمار الاصطناعية - أطلقت إسرائيل مؤخرا قمرين للتجسس - ودراسة تحركاتها ومعرفة أسرار لم يتسن معرفتها بعد عن طريق الجواسيس وبالتالي وضع الخطط اللازمة للتعامل معها في أي حرب قادمة .
ثانيا : رفع معنويات الجبهة الداخلية الإسرائيلية ومسح حرب لبنان من ذاكرته واعداده عمليا لتلقي والتعامل مع صواريخ قد تسقط على اسرائيل .
ثالثا :منح القيادة السياسية الإسرائيلية المزيد من الوقت في سدة الحكم .
رابعا : جر الولايات المتحدة الأمريكية ودول المنطقة وبالذات روسيا إلى مربع التفكير في الحرب القادمة بين إسرائيل وإيران ولو من باب معرفة الاحتمالات العملية والنظرية لهذه الحرب ( اللازمة ) لإسرائيل .
خامسا : لا يبدو ان إسرائيل تفكر جديا باجتياح قطاع غزة ، فغزة تحولت مؤخرا إلى ما يشبه السلاح النووي – الجميع يتحدث عنه ولكن لا يستخدمه . ويمكن لإسرائيل أن توجه ضربات لغزة ولكنها لن تجتاحها .
ونختم بالعبارة التي قالها رئيس وزراء إسرائيل ارئيل شارون في مستوطنة جيلو عام 2002 حين نجح فلسطيني في تفجير نفسه وقتل 20 إسرائيليا ، فقال شارون ( هذا هو الشرق الأوسط لا رحمة فيه ولا شفقة على الضعفاء ) .
تعليق