إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المسيحية الصهيونية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المسيحية الصهيونية

    المسيحية الصهيونية: جذورها ومعتقداتها بقلم الأستاذ: وليد القططي

    أولاً: تعريف المسيحية الصهيونية:

    أ‌- المسيحية (النصرانية):

    هي ديانة أُسست على تعاليم الإنجيل وإرشادات المسيح – عيسى عليه السلام – وتؤمن بالكتاب المقدس بقسيمة – التوراة والإنجيل – (العهد القديم والعهد الجديد)، وتؤمن بالثالوث المقدس (الأب والابن والروح القدس).

    ب‌- الصهيونية:

    الإيمان بأن اليهود شعب له الحق في إقامة دولة خاصة به فوق أرض فلسطين بناءاً على الوعد الإلهي لليهود في التوراة والإنجيل، سواء من كان يؤمن بذلك يهودي أو غير يهودي...، وكلمة "صهيوني" تنسب إلى جبل في القدس يُسمى صهيون.

    ج- المسيحية الصهيونية:

    مجموعة من المعتقدات الصهيونية المنتشرة بين بعض المسيحيين وخاصة البروتستانت، والتي تهدف إلى قيام دولة يهودية في فلسطين بوصفها حقاً تاريخياً ودينياً لليهود ودعمها بكل الطرق باعتبار أن عودة اليهود إلى أرض الميعاد – فلسطين – هي مقدمة لعودة المسيح ثانية بعد معركة (هار مجدون) ليحكم العالم ألف سنة يسود فيها السلام.

    ثانياً: جذور المسيحية الصهيونية ونشأتها:

    أ‌- الموقف المسيحي التقليدي من اليهود (الكنيسة الكاثوليكية/ كنيسة روما/ بابا الفاتيكان) موقف عدائي لأن اليهود أنكروا رسالة المسيح – عيسى عليه السلام – وكفروا بها، بل اعتبروه (ابن غير شرعي)، وهم الذين قتلوه أو حرضوا الحاكم الروماني أن يقتله.... وأن ما جرى لليهود من تدمير لهيكلهم وطردهم من فلسطين وشتاتهم في بقاع الأرض هو عقاب من الله لهم لأنهم كفروا بالمسيح وقتلوه، والواقع التاريخي يؤكد هذا الموقف العدائي من خلال المذابح التي قام بها المسيحيون ضد اليهود على مدار التاريخ ابتداءاً من مذابح الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش في أسبانيا وانتهاء بمذابح النازية في العصر الحديث.

    ب‌- رغم هذا الموقف العدائي للكنيسة الكاثوليكية ضد اليهود فإنها تنظر لليهود على أنهم (الشعب الشاهد) على صدق الكتاب المقدس عندما يؤمن في نهاية الزمان بالمسيحية، لذا يجب حمايتهم من الهلاك والدمار وذلك بوضعهم في معازل (جيتوهات) أي يجب اضطهادهم وحمايتهم.

    ج- لا تعترف الكنيسة الكاثوليكية بأن اليهود شعب الله المختار وتهمل العهد القديم وتعتبر تعلم اللغة العبرية بدعة، وأن المسيح – عيسى عليه السلام- قد نسخ التوراة وأعلن ديناً جديداً وكتاباً مقدساً جديداً (الإنجيل).

    د- بدأ التحول المسيحي لصالح اليهود بظهور (الحركة البروتستانتية) عام 1520 بداية القرن السادس عشر- الإصلاحية / الاحتجاجية – بزعامة القس (مارتن لوثر) المفكر المسيحي الألماني، الذي أحدث ثورة فكرية داخل الكنيسة الكاثوليكية أدى إلى انقسامها، وتحتل النظرة إلى اليهود واليهودية مكانةً مركزية في فكره الإسلامي حيث اعتبر أن العهد الجديد (الإنجيل) تكملة للعهد القديم (التوراة)، وأن اللغة العبرية مقدسة، وتبرئة اليهود من دم المسيح- عيسى عليه السلام – وتتلخص أفكاره تجاه اليهود بالآتي:

    * ان اليهود شعب الله المختار والأمة المفضلة على كل الأمم.

    * أن هناك ميثاقاً إلهياً يربط اليهود بالأرض المقدسة فلسطين.

    * أن عودة المسيح مرتبطة بتجميع اليهود في فلسطين وإعادة بناء الهيكل.

    هـ- لم يقتصر الأمر على الكنيسة البروتستانتية بل تعداه إلى الكنيسة الكاثوليكية التي عدلت موقفها تجاه اليهود تدريجياً كالآتي:

    · 1947_ تأييد الفاتيكان مسألة تدويل القدس وفق خطة الأمم المتحدة للتقسيم.

    · 1960- اعتذار البابا (يوحنا بولس ال23) عن دور الكنيسة في نشر العداء للسامية.

    · 1965- أعلن المجمع المسكوني الثاني براءة اليهود من دم المسيح.

    · 1993- اعتراف الفاتيكان رسمياً بدولة إسرائيل.

    · 1997- إصدار وثيقة تاريخية من الفاتيكان لشطب كل مظاهر العداء لليهود من الكتب المسيحية.

    · 2000- زيارة البابا (يحنا بولس الثالث والعشرين) للقدس وصلى في حائط المبكى وزار (يدفشيم).



    ثالثاً: المصادر الفكرية للمسيحية الصهيونية:

    تستمد المسيحية الصهيونية أفكارها من عدة منابع تختلط في مجموعها لتظهر في بوتقة واحدة تتلخص في الاعتقاد بالنبوءات التوراتية وبدور إسرائيل المركزي في مخطط الرب لنهاية العالم بمعركة (هارمجدون) والمجيء الثاني للمسيح...... وهذه المصادر هي:

    أ‌- الكتاب المقدس:

    يشمل التوراة (العهد القديم) والتلمود، والإنجيل (العهد الجديد) والرسائل، وهم يؤمنون بالكتاب المقدس بشقيه دون تسامح في تفسيره والإيمان بنبوءاته وأهمها مولد إسرائيل وعودة المسيح...

    ب‌- القبالاة: كتاب سري يُنسب إلى أحد الأحبار اليهود، والتي تتضمن مجموعة تفسيرات وتأويلات باطنية وصوفية يهودية تتضمن إشارات ورموز حول قرب ظهور المسيح المنتظر المخلص في فلسطين...

    ج- التراث الديني البروتستانتي: تستمد المسيحية الصهيونية فكرها من التراث الديني للمذهب البروتستانتي الذي نشأ مع حركة الإصلاح اللوثرى في القرن السادس عشر حيث بدل جوهر فكر المسيحيين تجاه اليهود من العند إلى التعاطف مع اليهود...

    د- الرؤى ونبوءات العصور الوسطى: ظهرت في أوروبا أثناء عصر الإصلاح الديني والاكتشافات الاستعمارية (عصر النهضة) بعض الرؤى والنبوءات التي تبشر بعودة المسيح بعد معركة (هارمجدون) الذي سيحكم العالم ألف سنة من السلام والاستقرار، ومن أمثلة هذه النبوءات نبوءة "نوستراد اموسى" عام 1566م التي تتنبا بوقوع الحرب العالمية الثالثة – الكيمائية والنووية- بين عامي 1999 – 2030م بين (إيران وروسيا "الشرق") وبين (إسرائيل وحلفائها "الغرب") ويكون المسيح الدجال مع الشرق ، والمسيح الحقيقي مع الغرب.

    رابعاً: معتقدات المسيحية الصهيونية (عقيدة الهارمجدون)

    أ‌- الولادة الثانية لإسرائيل:

    تؤمن المسيحية الصهيونية أن خلق إسرائيل من جديد وولادتها وسيطرتها على القدس والمسجد الأقصى هو مقدمة لعودة المسيح من جديد أثناء معركة (هارمجدون) ليحكم العالم ألف سنة وجزء من هذا المعتقد يتفق مع مفهوم وعد الآخرة في القرآن الكريم (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) [الإسراء : 104]

    ب‌- سيطرة اليهود على مراكز القرار العالمية:

    يسيطر اليهود على مراكز القرار في العالم من خلال امتلاكهم لقدرات سياسية واقتصادية وإعلامية تفوق عددهم بكثير، وقدرتهم على حشد الدعم البشري والمادي وتوظيفها لخدمتهم، وهذا يتفق مع مفهوم ردّ الكرة (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) [الإسراء : 6].

    ج- هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل الثالث:

    الإيمان بان اليهود قد بنوا هيكلهم الاول (بيت همقداس) سنة 953-960 ق.م الذي دمره بنو خذنصر البابلي سنة 586ق.م، وبنوا الهيكل الثاني سنة 520 – 515 ق.م الذي دمره تيتوسي الرماني سنة 70م، وأن الهيكل الثالث سيُقام على أنقاض المسجد الأقصى بعد هدمه ولذلك لم تنقطع محاولات اليهود لهدم المسجد الأقصى وتدميره.

    د- معركة هارمجدون (جبل مجدو):

    يعتقد المسيحيون الصهاينة انه بعد هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث ستندلع معركة كبرى في جبل مجدو بين قوى الشر (المسلمون) وقوى الخير (اليهود) ستكون معركة فاصلة يُباد فيها ثلثي اليهود (يتبقى منهم 144 ألف) بعد استخدام أسلحة فتاكة فيها ... ينزل في أثنائها المسيح ليقود قوى الخير ضد قوى الشر. وهذه المعركة الكبرى موجودة في القرآن والسنة ولكن ليست لصالح اليهود والغرب (فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً) [الإسراء : 7] كما ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر، يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله إلا شجر الغرقد فإنه من شجر اليهود).

    هـ- المجيء الثاني للمسيح:

    بعد قيام دولة إسرائيل وسيطرتها على القدس وهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث ووقوع معركة هارمجدون ينزل السيد المسيح عليه السلام لانقاد ما تبقى من اليهود ويرفعهم فوق السحاب ثم ينزل ليحكم العالم ألف سنة ثم تقوم بعدها القيامة(وإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدا)ً [النساء : 159]. وفي صحيح البخاري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة – رضي الله عنهما- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويقبض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها).

    رابعاً: معارضو المسيحية الصهيونية اليهود والمسيحيون:

    أ‌- يهود غير صهاينة: (اليهودية الارثوذكسية) – حركة ناطورى كارتا (حراس المعبد). يرى اليهود غير الصهاينة أنه لا أهمية للعودة إلى (صهيون) إلا من خلال أمر إلهي ومعجزة تقوم على يد المسيح المخلص، وكل من يدعو للعودة إلى الأرض المقدسة خارج عن الدين، ويرون أن الصهاينة أكبر عدو لليهود لأنها خارجة عن الإرادة الإلهية بتجميع اليهود في فلسطين قبل ظهور المسيح المخلص (نوع من الضغط على الإله لإجبار المسيح على المجيء).

    · اليهود الإصلاحيون يرون أن المسيح المنتظر هو أم مجازي يتمثل في وعي الأمة بواقعها وان علاقة اليهود بأرض الميعاد هي علاقة روحية دينية بحتة.

    ب‌- مسيحيون غير صهاينة:

    ليس كل المسحيين صهاينة بل إن أغلبية المسيحيين ليسوا صهاينة منهم:

    · الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والغربية (روسيا واليونان والمشرق العربي)

    · الكنيسة القبطية في مصر (الباب مشنودة)

    · الكنيسة البروتستانتية الليبرالية (تضم 40 مليون في أمريكيا)

    خامساً: التقاء المشروع الاستعماري الغربي مع المشروع الصهيوني في (المسيحية الصهيونية)

    · اليهود شعب عضوي منبوذ غير نافع في أوربا وفقد وظيفته في أوربا

    · يجب نقل اليهود خارج أوربا ليتحول إلى شعب وظيفي نافع يخدم الغرب.

    · ينقل هذا الشعب خارج أوربا – بشكل منظم بدل طردهم – إلى فلسطين لأسباب تاريخية ودينية

    · الحركة الصهيونية أضفت الصبغة الدينية على المشروع الصهيوني ضمن إطار المشروع الغربي..

    أصبح الشعب المنبوذ ---- الشعب المقدس

    أوربا ------- المنفى

    الهجرة من أوربا ------ الهجرة تنفيذ للوعد الإلهي

    فلسطين ----- أرض الميعاد (أرض إسرائيل)

    الدولة الوظيفية الاستعمارية ورأس حربة المشروع الغربي ----- دولة الخلاص هي "دولة إسرائيل"

  • #2
    كل الشكر على الموضوع

    تعليق

    يعمل...
    X