إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نهاية مجاهد!.. "دمائي لعنة عليهم"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نهاية مجاهد!.. "دمائي لعنة عليهم"


    بسم الله الرحمن الرحيم



    كنت أبحث في مكتبة أبي عن كتاب.. فسقط مني كتيب صغير: "الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه".. التقطتُ الكتاب: مَن هذا المؤلف؟؟ إنه الشهيد عبد القادر عودة..

    سألت أمي عنه، أجابتني: لقد كان من كبار رجال القضاء في مصر..

    حملتُ للرجل من حينها كل تقدير وإجلال..
    حال صغر سني حينها دون فهم الكتاب كله.. لكنني فهمته فيما بعد.. وتساءلت من هذا الكريم الذي حمل مثل هذا الهم منذ قرابة الخمسين عامًا..

    عبد القادر عودة، علمٌ من أعلام الحركة الإسلامية المعاصرة، وداعية من دعاة الإسلام في العصر الحديث، كان له دوره الفاعل والمؤثر في مجرى الأحداث بمصر.
    وُلد سنة 1321هـ بقرية كفر الحاج شربيني من أعمال مركز شربين، تخرج من مدرسة المنصورة الابتدائية عام 1330هـ، اشتغل بالزراعة، ثم عاد فواصَل الدراسة، وحصل على البكالوريا سنة 1348هـ، ثم التحق بكلية الحقوق بالقاهرة، وتخرج فيها عام 1930م، وكان من أول الناجحين.

    التحق بوظائف النيابة، ثم القضاء، وكانت له مواقف غاية في المثالية.

    في عهد "عبد الهادي" قدمتْ إليه -وهو قاضٍ- أكثر من قضية من القضايا المترتبة على الأمر العسكري بحل جماعة "الإخوان المسلمين"، فكان يقضي فيها بالبراءة؛ استنادًا إلى أن أمر الحل غير شرعي.

    وفي عام 1951م استقال من منصبه الكبير في القضاء، وانقطع للعمل في الدعوة، مستعيضًا عن راتبه الحكومي بفتح مكتب للمحاماة، لكن لم يلبث أن بلغ أرفع مكانة بين أقرانه المحامين.

    وفي عهد اللواء "محمد نجيب" عُيّن عضوًا في لجنة وضع الدستور المصري، وكان له فيها مواقف لامعة في الدفاع عن الحريات، ومحاولة إقامة الدستور على أسس واضحة من أصول الإسلام، وتعاليم القرآن...
    وفي عام 1953م انتدبته الحكومة الليبية لوضع الدستور الليبي؛ ثقةً منها بما له من واسع المعرفة، وصدق الفهم لرسالة الإسلام.

    ولم يكن لرجل كهذا أن تمضى حياته بغير ابتلاء... يرفع الله به قدره ويعلى درجته..

    وبدأ هذا الأمر في 28 فبراير 1954م بمظاهرة أمام قصر عابدين، قصر الجمهورية، لتهنئة محمد نجيب بعودته لرئاسة الجمهورية. حين ارتفعت هتافات واحدة، ورفعت المصاحف: لا شرقية لا غربية.. إسلامية إسلامية.. إسلامية قرآنية.

    ثم ارتفع صوته رحمه الله بخطاب ملتهب أشار فيه إلى تصدي قوات من الجيش لطلاب جامعة القاهرة وطلاب مدارس الجيزة، وإطلاق الرصاص عليهم وسقوط عدد من الشهداء..

    فكان جزاء الشهيد عبد القادر أن ألقي القبض عليه وعلى الأستاذ عمر التلمساني رحمهما الله بعد خمسة أيام من هذه المظاهرة، ووُجهت له تهمة العمل على قلب نظام الحكم في مظاهرة 28 فبراير.

    نهاية مجاهد........ دمائي لعنة عليهم:

    في يوم الخميس 9 من ديسمبر عام 1954م كان موعد تنفيذ حكم الإعدام على عبد القادر عودة وخمسة من إخوانه... وتقدم الشهيد "عودة" إلى منصة الإعدام وهو يقول: "ماذا يهمني أين أموت؛ أكان ذلك على فراشي، أو في ساحة القتال.. أسيرًا، أو حرًّا.. إنني ذاهب إلى لقاء الله"، ثم توجه إلى الحاضرين وقال لهم: "أشكر الله الذي منحني الشهادة.. إن دمي سينفجر على الثورة، وسيكون لعنةً عليها".

    وقد استجاب الله دعاءه، فكان دمه لعنةً عليهم، فلم يفلت أحد من الظالمين من انتقام الله في الدنيا؛ حيث توالت عليهم النكبات، فهذا يصاب بمرض عصبي، وغيره تتوقف كليتاه ويحتبس بوله ويموت بالتسمم، وآخر يُحكم عليه بالمؤبد، وآخر يموت منتحرًا أو مسمومًا، ومنهم من تصدمه شاحنة فيتناثر لحمه في العراء، ومنهم يُعثر عليه قتيلاً بين الحقول، وغيره هاجمه جمل له وقضم رقبته فقتله، وكثيرون غيرهم من الظلمة وأعوان الظلمة، أرانا الله فيهم عجائب قدرته، والله غالب على أمره.





    مؤلفات الأستاذ "عبد القادر عودة":

    - التشريع الجنائي في الإسلام.
    - الإسلام وأوضاعنا السياسية.
    - الإسلام وأوضاعنا القانونية.
    - الإسلام بين جهل أبنائه وعجز علمائه.
    - المال والحكم في الإسلام.


    من كلام الشهيد:

    "حين أقارن بين القانون في عصرنا الحاضر وبين الشريعة، إنما أقارن بين قانون متغير متطور، يسير حثيثًا نحو الكمال حتى يكاد يبلغه كما يقال، وبين الشريعة التي نزلت منذ ثلاثة عشر قرنًا ولم تتغير ولم تتبدل فيما مضى، ولن تتغير أو تتبدل في المستقبل، شريعة تأبى طبيعتها التغيير والتبديل؛ لأنها من عند الله، ولا تبديل لكلمات الله، ولأنها من صنع الله الذي أتقن كل شيء خلقه، فليس ما يخلقه في حاجة إلى إتقان من بعد خلقه..
    نحن -إذن- حين نقارن إنما نقارن بين أحدث الآراء والنظريات في القانون، وبين أقدمها في الشريعة، أو نحن نقارن بين الحديث القابل للتغيير والتبديل، وبين القديم المستعصي على التغيير والتبديل، وسنرى ونلمس من هذه المقارنة أن القديم الثابت خير من الحديث المتغير، وأن الشريعة -على قدمها- أجل من أن تقارن بالقوانين الوضعية الحديثة، وأن القوانين الوضعية بالرغم مما انطوت عليه من الآراء وما استُحدث لها من المبادئ والنظريات لا تزال في مستوى أدنى من مستوى الشريعة".

    كانت هذه نفحات من سيرة هذا العظيم.. وبعض من درر حياته..

    جمعنا الله به مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ومع من مضى من ركب الدعوة المباركة.. وحسن أولئك رفيقاً.




    بقلم وريشة:
    هداية

  • #2
    الله يرحمه
    نفتقد هذه النماذج

    بارك الله فيك يا أخت هداية
    القناعة كنز لا يفنى

    تعليق


    • #3
      الله يرحمه
      نفتقد هذه النماذج في عصرنا هذا
      [B]
      صبرا أخي فطريقنا من نيران..ولا لن نرتاح الا في الجنان.فالحور تنادينا للرضوان. هناك نعانق الاخوان

      تعليق


      • #4
        مشكور علي الموضوع

        تعليق


        • #5
          الله يرحمه
          رجل في زمن عز فيه الرجال

          [fot1]
          سرايا القدس امتداد لسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم[/fot1]

          تعليق


          • #6
            الله يرحمه
            رجل في زمن عز فيه الرجال

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيكى أخت (( هدايه ))
              رجال ضحوا بأغلى ما يملكون
              لتكون كلمه الله هى العليا
              اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

              ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

              تعليق


              • #8
                الله يرحم يا رب


                اللهم انتقم لنا ممن ظلممنا واذانا أنت حسبما ونعم الوكيل

                تعليق

                يعمل...
                X