نحن نفهم أن يخرج علينا عربي نصراني في قناة فضائية ليروّج بضاعة إخوانه في الدين من الأمريكان والبريطانيين وغيرهم من الكفار...
ونتفهّم إذا خرج علينا عربي مرتدّ - ممن يسمّون بالعلمانيين - ويروّج لبضاعة اليهود والنصارى على شاشات التلفاز "فالكفر ملّة واحدة"...
أما أن يخرج من يتزيّا بزي العلماء وينقل لنا النصوص من كتاب ربنا وسنّة نبينا ليروج لبضاعة المرتدين ويحاول تزيين وجه حكامه المُستعبَدين من قبل النصارى الغربيين، فهذا هو الغريب! وليس بغريب!
إن هؤلاء الحكام عبارة عن أحذية يلبسها الأمريكان ليدوسوا بها على كرامة الأمة وعزتها، فأمريكا - كما رأى العالم - تعجز أن تواجه الأمة الإسلامية مباشرة، وإن فعلت، فلها في كل خطوة شوك ومسامير وألغام تدمي لها أرجلها أينما حلّت ووطئت - بل وتبترها – ولذلك؛ كان لا بد لها من أحذية تقيها عذاب المسامير والأشواك والألغام، وهذا هو دور هؤلاء الحكام...
لقد كسى الطين والوحل والنجاسات والقاذورات وجوه هؤلاء الحكام من كثرة ما انتعلهم الأمريكان، فكان لا بد لهذه الوجوه من تلميع وتنظيف لتستأنف أمريكا لبسها، فالأمريكان لا يلبسون الأحذية المتسخة، وخاصة إذا كانت مصنوعة في مصانع "النفاق العربي" ذات الجودة الرديئة!
ولذلك بحثت هذه الأحذية عمن ينظفها ويلمعها فما وجدت أحسن من هؤلاء "العلماء" لتنظيف وتلميع هذه النجاسات!
إن هذه البرامج في الفضائيات، وهذه المقالات في الجرائد والمجلات، وتزييف الحقائق والثوابت والمسلمات لتلميع وتبرير أفعال ومواقف هؤلاء الحكام - التي لا حكم لها في شريعتنا غير الردّة والخروج عن الدين بإجماع علماء المسلمين - ما هي إلا لعق ولحس لهذه الأحذية بقاذوراتها من قِبل أُناس اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيل الله... والمسلم الذي لا زال على فطرته الإسلامية ليتقزز ويكاد يتقيّأ وهو يسمع ما يقوله هؤلاء "المسّاحين" وما يفعلونه من سرقة للنصوص ووضعها في غير محلها من أجل دريهمات تلقيها عليهم الأحذية!
ولو كنت مكان هذه الأحذية لصفعت هؤلاء "المسّاحين" على وجوههم بأسفل وجه النِّعال لأنهم لا يُحسنون تلميع الحذاء الملكي الذي رانت عليه الأوساخ!
ولنضرب مثال واحد فقط للنهج الذي ينتهجه بعض "المسّاحين" ليتبيّن للقارئ قلة بضاعة هؤلاء "المسّاحين" وعدم كفائتهم...
قال كبير من كُبراء "المسّاحين" في برنامج لقناة الأحذية الفضائية: (إن القتل جاء في تحريمه النص، ولذلك لا يجوز قتل النفس، والعهد أمر فيه نظر وبحث، فكيف يقدّم هؤلاء – المجاهدون - ما فيه نص قطعي على ما فيه اجتهاد؟)! - هذا معنى كلامه - وقد استدل بآية؛ {وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}!
هل فهمت - أخي القارئ - سبب جزمي بعدم كفاءة هؤلاء المسّاحين؟! إذا كان هذا يصدر من كُبرائهم، فكيف بمن هم دونه؟!
لا أعرف كلمة تصف هذا وأمثاله إلا ما قاله ربي جل في علاه؛ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
أين هذا "المسّاح" من قول الله تعالى؛ {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}؟!
وقوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ}؟!
وقوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}؟!
وقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}؟!
وقوله تعالى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}؟!
وقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}؟!
صدق الله {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، {نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}...
نرجع إلى الأحذية...
لا يظن ظان بأن هذه الأحذية لا تُصنع إلا في دول الخليج، فالنعال الخليجي ليس بأقذر من "التشبّاليْه" الأفغاني، وليس هذا بأقذر من "التشبّال" الباكستاني، أما "القُنْدرة" العراقية فحدّث عنها ولا حرج... وهناك "الكُندرة" الشامية، "والجزْمة" المصرية، وهناك "الصرماية" و"الشحّاطة"، و"الشالوخ" وغيرها من الأنواع والأشكال والموديلات التي تصنعها مصانع "الردّة" التي تشرف عليها إدارة البيت الأبيض...
وهناك "الإسكافيون"؛ وهم من حسنت نيّاتهم وظنوا أنههم يرقّعون ويُصلحون هذه الأحذية لتُصبح صالحة للإستعمال البشري... هؤلاء المساكين لم يُدركوا بعد بأن هذه الأحذية قد أصابها البلى لدرجة أصبح من المستحيل معها ترقيعها لأنها ممزّقة أيما ممزّق، وبالية لا يمكن تجميعها...
الإسكافي أفضل من المسّاح، فالإسكافي مستقل له كرامة لا يختلط بالنجاسات، وإنما هذا شأن المسّاح، ولكن بعض الإسكافيّون لا يُدركون بأن أوقاتهم مُهدرة وجهودهم مبعثرة... متى يُدرك هؤلاء بأن الأمة لا تحتاج إلى أحذية!
ينقل لنا ماسح الأحذية قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) - يوهم الناس أنه على إطلاقه –
ألا يعلم ماسح الأحذية بأن "عبد الله بن أُبيّ بن سلول" و"الجد بن قيس" وإخوانهم ومن نحا نحوهم لا يدخلون الجنة حتى يدخل الجمل في سم الخياط، بل هم في الدرك الأسفل من النار، وقد قالوا؛ "لا إله إلا الله"، بل وصلّوا الجماعة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتف أحدهم لصق بكتف أبي بكر وعمر... إبليس قال؛ "لا إله إلا الله" قبل آدم، ولكن إبليس في النار وآدم في الجنة... ليس كل من قال؛ "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فللشهادة ضوابط وحقوق ونواقض غابت عن ماسح الأحذية!
مساكين هؤلاء المسّاحين، يظنّون أن تجارتهم رابحة وأنهم يغتنون! {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}... فهم يظنون أن ما يقبضون كثير، وهو عند الله قليل...
أما التجّار الرابحين، الذين تجارتهم لا تبور، الذين لم يغرّهم بالله الغرور، والذين مشوا بدليل رباني على درب روحاني، الذين ربحهم أكيد، وممشاهم حميد، وطريقهم سديد، الذين ليسوا بضالين ولا مضلين، فقد عملوا بقول رب العالمين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
إن تجارة الأحذية خاسرة، وتجارة رب العالمين رابحة، وقد استبدل - من لا عقل له - ما هو أدنى بالذي هو خير، فلم يعدو فكره ذاك الحذاء الوسِخ، والمجاهد سمى بروحه إلى رب السّما فترك ما هو نجس...
إن لله عباداً فُطنا ***طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلمّا علموا ***أنها ليست لحيّ وطنا
جعلوها لُجّة واتخذوا ***صالح الأعمال فيها سُفنا
يريد ماسح الأحذية ممن داس على رأس لابس حذائه أن يصبح ماسح أحذية مثله! لقد تدنى هذا دهراً حتى ظن أن الناس كلهم في الدناءة مثله... إن من أطلق رصاصة في سبيل الله، قد اعتلى سنام الدين في حينه، وهذا يستحيل أن يُعطي الدنيّة في دينه...
يا هذا... إن المسلم لا يمسح أحذية...
أما العدو الأمريكي الصائل على بلاد وأعراض ودماء المسلمين؛ فنقول لإخواننا المجاهدين ما قاله ربنا فيهم: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}... {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}... {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}.
ونحن لا نفتئت على إخواننا... ولكن يحزننا إطلاق سراح أي أسير كافر في العراق وغير العراق؛ {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ}... أكثروا من الإثخان فيهم بارك الله فيكم، واشفوا صدور قوم مؤمنين...
المرتدون اليوم يدندنون على وتر إرسال قوات عربية إلى العراق، ونحن نقول لإخواننا المجاهدين في أرض الخلافة؛ هؤلاء الجنود إخواننا من بني جلدتنا قد خرجوا رغما عنهم! ابدأوا بهم، ولا تأخذكم فيهم رأفة ولا رحمة، واجعلوا فرقة منكم متخصصة في استقبال هؤلاء المرتدين استقبالاً يليق بكرمكم ومكانتكم في الأمة... لقد آن للمسلمين أن لا تأخذهم في الله لومة لائم؛ {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، فمن أطاع الحكّام المرتدين وذهب إلى العراق، فنستحلفكم بالله أن لا يخرج من العراق إلا على نعشه، ونحن نعاهد الله - ثم نعاهدكم - أن لا نصلي عليه...
معاشر المسلمين:
لا يحزنْكم ما يقول المسّاح، وليمسح ما شاء من الأحذية، وليُرقّع من شاء النِّعال، فالمؤمنون ماضون في الضرب فوق الأعناق، وماضون في ضرب الرقاب، وللأحذية يوم لن يُخطئهم، أما المسّاحون؛ فهم أحقر من أن يلتفت إليهم المسلمون... الجهاد في هذه الأمة ماض حتى يقاتل آخرها الدجال...
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الشيخ :حسين بن محمود
ونتفهّم إذا خرج علينا عربي مرتدّ - ممن يسمّون بالعلمانيين - ويروّج لبضاعة اليهود والنصارى على شاشات التلفاز "فالكفر ملّة واحدة"...
أما أن يخرج من يتزيّا بزي العلماء وينقل لنا النصوص من كتاب ربنا وسنّة نبينا ليروج لبضاعة المرتدين ويحاول تزيين وجه حكامه المُستعبَدين من قبل النصارى الغربيين، فهذا هو الغريب! وليس بغريب!
إن هؤلاء الحكام عبارة عن أحذية يلبسها الأمريكان ليدوسوا بها على كرامة الأمة وعزتها، فأمريكا - كما رأى العالم - تعجز أن تواجه الأمة الإسلامية مباشرة، وإن فعلت، فلها في كل خطوة شوك ومسامير وألغام تدمي لها أرجلها أينما حلّت ووطئت - بل وتبترها – ولذلك؛ كان لا بد لها من أحذية تقيها عذاب المسامير والأشواك والألغام، وهذا هو دور هؤلاء الحكام...
لقد كسى الطين والوحل والنجاسات والقاذورات وجوه هؤلاء الحكام من كثرة ما انتعلهم الأمريكان، فكان لا بد لهذه الوجوه من تلميع وتنظيف لتستأنف أمريكا لبسها، فالأمريكان لا يلبسون الأحذية المتسخة، وخاصة إذا كانت مصنوعة في مصانع "النفاق العربي" ذات الجودة الرديئة!
ولذلك بحثت هذه الأحذية عمن ينظفها ويلمعها فما وجدت أحسن من هؤلاء "العلماء" لتنظيف وتلميع هذه النجاسات!
إن هذه البرامج في الفضائيات، وهذه المقالات في الجرائد والمجلات، وتزييف الحقائق والثوابت والمسلمات لتلميع وتبرير أفعال ومواقف هؤلاء الحكام - التي لا حكم لها في شريعتنا غير الردّة والخروج عن الدين بإجماع علماء المسلمين - ما هي إلا لعق ولحس لهذه الأحذية بقاذوراتها من قِبل أُناس اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فصدوا عن سبيل الله... والمسلم الذي لا زال على فطرته الإسلامية ليتقزز ويكاد يتقيّأ وهو يسمع ما يقوله هؤلاء "المسّاحين" وما يفعلونه من سرقة للنصوص ووضعها في غير محلها من أجل دريهمات تلقيها عليهم الأحذية!
ولو كنت مكان هذه الأحذية لصفعت هؤلاء "المسّاحين" على وجوههم بأسفل وجه النِّعال لأنهم لا يُحسنون تلميع الحذاء الملكي الذي رانت عليه الأوساخ!
ولنضرب مثال واحد فقط للنهج الذي ينتهجه بعض "المسّاحين" ليتبيّن للقارئ قلة بضاعة هؤلاء "المسّاحين" وعدم كفائتهم...
قال كبير من كُبراء "المسّاحين" في برنامج لقناة الأحذية الفضائية: (إن القتل جاء في تحريمه النص، ولذلك لا يجوز قتل النفس، والعهد أمر فيه نظر وبحث، فكيف يقدّم هؤلاء – المجاهدون - ما فيه نص قطعي على ما فيه اجتهاد؟)! - هذا معنى كلامه - وقد استدل بآية؛ {وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ}!
هل فهمت - أخي القارئ - سبب جزمي بعدم كفاءة هؤلاء المسّاحين؟! إذا كان هذا يصدر من كُبرائهم، فكيف بمن هم دونه؟!
لا أعرف كلمة تصف هذا وأمثاله إلا ما قاله ربي جل في علاه؛ {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
أين هذا "المسّاح" من قول الله تعالى؛ {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ}؟!
وقوله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ}؟!
وقوله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}؟!
وقوله تعالى: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَءَاتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}؟!
وقوله تعالى: {فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}؟!
وقوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}؟!
صدق الله {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}، {نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}...
نرجع إلى الأحذية...
لا يظن ظان بأن هذه الأحذية لا تُصنع إلا في دول الخليج، فالنعال الخليجي ليس بأقذر من "التشبّاليْه" الأفغاني، وليس هذا بأقذر من "التشبّال" الباكستاني، أما "القُنْدرة" العراقية فحدّث عنها ولا حرج... وهناك "الكُندرة" الشامية، "والجزْمة" المصرية، وهناك "الصرماية" و"الشحّاطة"، و"الشالوخ" وغيرها من الأنواع والأشكال والموديلات التي تصنعها مصانع "الردّة" التي تشرف عليها إدارة البيت الأبيض...
وهناك "الإسكافيون"؛ وهم من حسنت نيّاتهم وظنوا أنههم يرقّعون ويُصلحون هذه الأحذية لتُصبح صالحة للإستعمال البشري... هؤلاء المساكين لم يُدركوا بعد بأن هذه الأحذية قد أصابها البلى لدرجة أصبح من المستحيل معها ترقيعها لأنها ممزّقة أيما ممزّق، وبالية لا يمكن تجميعها...
الإسكافي أفضل من المسّاح، فالإسكافي مستقل له كرامة لا يختلط بالنجاسات، وإنما هذا شأن المسّاح، ولكن بعض الإسكافيّون لا يُدركون بأن أوقاتهم مُهدرة وجهودهم مبعثرة... متى يُدرك هؤلاء بأن الأمة لا تحتاج إلى أحذية!
ينقل لنا ماسح الأحذية قول نبينا صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله دخل الجنة) - يوهم الناس أنه على إطلاقه –
ألا يعلم ماسح الأحذية بأن "عبد الله بن أُبيّ بن سلول" و"الجد بن قيس" وإخوانهم ومن نحا نحوهم لا يدخلون الجنة حتى يدخل الجمل في سم الخياط، بل هم في الدرك الأسفل من النار، وقد قالوا؛ "لا إله إلا الله"، بل وصلّوا الجماعة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتف أحدهم لصق بكتف أبي بكر وعمر... إبليس قال؛ "لا إله إلا الله" قبل آدم، ولكن إبليس في النار وآدم في الجنة... ليس كل من قال؛ "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فللشهادة ضوابط وحقوق ونواقض غابت عن ماسح الأحذية!
مساكين هؤلاء المسّاحين، يظنّون أن تجارتهم رابحة وأنهم يغتنون! {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}... فهم يظنون أن ما يقبضون كثير، وهو عند الله قليل...
أما التجّار الرابحين، الذين تجارتهم لا تبور، الذين لم يغرّهم بالله الغرور، والذين مشوا بدليل رباني على درب روحاني، الذين ربحهم أكيد، وممشاهم حميد، وطريقهم سديد، الذين ليسوا بضالين ولا مضلين، فقد عملوا بقول رب العالمين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
إن تجارة الأحذية خاسرة، وتجارة رب العالمين رابحة، وقد استبدل - من لا عقل له - ما هو أدنى بالذي هو خير، فلم يعدو فكره ذاك الحذاء الوسِخ، والمجاهد سمى بروحه إلى رب السّما فترك ما هو نجس...
إن لله عباداً فُطنا ***طلّقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلمّا علموا ***أنها ليست لحيّ وطنا
جعلوها لُجّة واتخذوا ***صالح الأعمال فيها سُفنا
يريد ماسح الأحذية ممن داس على رأس لابس حذائه أن يصبح ماسح أحذية مثله! لقد تدنى هذا دهراً حتى ظن أن الناس كلهم في الدناءة مثله... إن من أطلق رصاصة في سبيل الله، قد اعتلى سنام الدين في حينه، وهذا يستحيل أن يُعطي الدنيّة في دينه...
يا هذا... إن المسلم لا يمسح أحذية...
أما العدو الأمريكي الصائل على بلاد وأعراض ودماء المسلمين؛ فنقول لإخواننا المجاهدين ما قاله ربنا فيهم: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ}... {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ}... {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}.
ونحن لا نفتئت على إخواننا... ولكن يحزننا إطلاق سراح أي أسير كافر في العراق وغير العراق؛ {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ}... أكثروا من الإثخان فيهم بارك الله فيكم، واشفوا صدور قوم مؤمنين...
المرتدون اليوم يدندنون على وتر إرسال قوات عربية إلى العراق، ونحن نقول لإخواننا المجاهدين في أرض الخلافة؛ هؤلاء الجنود إخواننا من بني جلدتنا قد خرجوا رغما عنهم! ابدأوا بهم، ولا تأخذكم فيهم رأفة ولا رحمة، واجعلوا فرقة منكم متخصصة في استقبال هؤلاء المرتدين استقبالاً يليق بكرمكم ومكانتكم في الأمة... لقد آن للمسلمين أن لا تأخذهم في الله لومة لائم؛ {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، فمن أطاع الحكّام المرتدين وذهب إلى العراق، فنستحلفكم بالله أن لا يخرج من العراق إلا على نعشه، ونحن نعاهد الله - ثم نعاهدكم - أن لا نصلي عليه...
معاشر المسلمين:
لا يحزنْكم ما يقول المسّاح، وليمسح ما شاء من الأحذية، وليُرقّع من شاء النِّعال، فالمؤمنون ماضون في الضرب فوق الأعناق، وماضون في ضرب الرقاب، وللأحذية يوم لن يُخطئهم، أما المسّاحون؛ فهم أحقر من أن يلتفت إليهم المسلمون... الجهاد في هذه الأمة ماض حتى يقاتل آخرها الدجال...
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
كتبه الشيخ :حسين بن محمود
تعليق