* حمزة عبد الهادي
عندما سمعت الخبر الذي أعلنته أمريكا عن تخصيصها جائزة الخمسة ملايين دولار، لا أدري لماذا ضحكت من أعماق قلبي وفرحت لهذا الخبر، ولم تأتي ساعات قلائل، إلا وصار جرس الهاتف يرن، والكل يقول لي مبروك، فهذا الرجل الشجاع يستحق مثل هذه الشهادة.
لقد تعودنا خلال السنوات الماضية على مسألة مهمة، أن كلاب أمريكا هم وحدهم من يحصلون على أوسمة الرضا، وأما الرجال الشجعان، الذين لا ينتظرون من الدنيا شيئا، فهم يخيفون كلابها، ويخيفون أمريكا، وبالتالي تجد أمريكا نفسها مضطرة للبحث عن قاتل مأجور لكي يساعدها في التخلص منهم، ظنا منها أنها ستعيد ترتيب وجه الحياة من جديد، وكأن هذا الكون ليس فوقه خالق عظيم.
منذ البدء، أود أن أتذكر حواراً معه، فقد سألت هذا الرجل ذات يوم، لماذا لا تدخلون الانتخابات، وبالتالي تصبحون قوة فاعلة تحت مظلة سياسية يمكن أن تصبح غطاءا لعملكم فتضطر القوى الاستعمارية إلى تبديل إستراتيجيتها عندما تصبحون جزءا من السلطة المنتخبة التي ستأتي.
أجابني يومها بإجابة لم تكن تخطر لي على بال، فقد توقعت أن يشرح لي المعادلة السياسية، والمحاصصة والخلافات وغير ذلك مما يحدث من تنافس بعد أي عملية سياسية. ولكن الرجل أجابني إجابة مختلفة، فقال لي، هل تذكر الصحابي الجليل أبو دجانة رضي الله عنه، فقلت له نعم، فقال الم تلاحظ أن ذلك الصحابي الجليل كيف انحنى بجسمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يحميه من السهام، هكذا نحن في حركة الجهاد الإسلامي، نريد أن نكون مثل ذلك الصحابي الجليل.
تلك الإجابة التي علقت في ذهني، ظلت مرارا تدور في راسي، وجاءت الانتخابات وذهبت الانتخابات، لأكتشف أن هذا الصحابي الجليل ،عندما حمى بجسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يرسي منهجاً عظيما في الأمة، وهو أنه يجب أن يكون في هذه الأمة، من لا ينتظر من الدنيا شيئا، وبالتالي لا يرى غير رؤية واحدة، غير قابلة للتغير أو التبدل، وهي حماية رأس الأمة، لأنه لو أصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهلك الإسلام أجمع، وهنا لا بد من أن يكون هناك في الأمة، من لا يرى غير صورة واحدة، هي الحق الذي ننشده إرضاء لربنا، فإن متنا فذلك قدر الله فينا، وإن انتصرنا فالنصر من الله، ولكننا لا نبدل ما أراد الله، وهكذا هي فلسطين في عقل هذا الرجل وقلبه، فهي الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، فكيف يعصي الله تعالى ويقبل بأن يعطى شذاذ الآفاق نصيباً منها، فإذا قبلنا بأن نعطي اليهود منها، فأين نحن من الله تعالى.
الدكتور رمضان، يعرف ماذا يريد، فإذا كانت الفتنة قد وقعت، فإن عينه تكون على إيلات، وهكذا يجيب الغزاة الصهاينة، فإذا كنتم تريدون خلق الفتنة، بغية أن ينشغل الفلسطينيون فيها، فهم أيضا يقظون، وسوف يضربونكم في المكان الذي لا تتوقعون.
ثم في ذات اللحظة، ينظر إلى الساحة الفلسطينية، ومن أجل تكون شخصية أبي دجانة حاضرة أمامه، فعليه أن يتحول على الفور، إلى صمام أمان، يحاول جاهدا، درء الفتنة والخطر، فتبقى الحركة مشغولة بكافة أطرها السياسية، في كيفية حمل الأخوة على الوفاق، والخروج من الفتنة، فمن غزة إلى دمشق، حركة الجهاد الإسلامي حاضرة لا تقبل أبدا بأن تترك الدم الفلسطيني الحرام منسابا في طرقات أرض الرباط.
الانتخابات جاءت الانتخابات ذهبت، ..لا يهمه الأمر أبدا، فالتنافس الذي يريده، هو في المواجهة مع الغزاة، وهكذا ترسي ومنذ سنوات هذه الحركة، فكرة العمليات المشتركة، وهذه تعني الكثير، فالمطلوب صناعة منهج جديد على الساحة الفلسطينية، التي اعتادت أن تكون الأعمال العسكرية ضمن حسابات السياسة وليس خارجها، لذلك حتى العمل العسكري لا يريد له تنافسا يخدم هذا الفصيل أو ذاك، وإنما يريد أن يخدم مشروع الأمة بأكملها، بعد أن قتلتنا حرب البيانات، والعمليات التي تأتي في ذكرى انطلاقة هذا الفصيل أو ذاك، وغير ذلك من مفردات العبث في الساحة الفلسطينية، التي استغلت دماء الشهداء، من أجل الوقوف على برامج سياسية ذات نتائج مؤلمة.
أخي الدكتور، لماذا أنت لا تريد الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولماذا أنت لا تريد فكرة الهدنة، وكنت أول من خرقها في الساحة الفلسطينية، وكنت أول من رفضها، لماذا لا تريد المشاركة في اللعبة السياسية، فالأمريكان قالوا للجميع بصراحة: نريد ديموقراطية مفيدة في الشرق الأوسط، فلماذا كنت ضد ديموقراطية أمريكا، ولماذا وقفت ضد الاقتتال الفلسطيني وحاولت منعه.
يا أخي لقد خضعت الأمة من المحيط إلى الخليج، والكل..الكل.. قبل فكرة دولة فلسطينية في حدود عام1967 فلماذا لم تعجبك فكرة الكراسي التي توزعها أمريكا؟؟
أخي الدكتور، يمكننا الحديث كثيرا، عن حركة الجهاد الإسلامي، عن سرايا القدس، عن قائمة الشهداء العظيمة، ولكن باختصار، فيما الأمة تنحني، بحثوا عنك، فوجدوك في قائمة الرجال.
كاتب قلسطينى
عندما سمعت الخبر الذي أعلنته أمريكا عن تخصيصها جائزة الخمسة ملايين دولار، لا أدري لماذا ضحكت من أعماق قلبي وفرحت لهذا الخبر، ولم تأتي ساعات قلائل، إلا وصار جرس الهاتف يرن، والكل يقول لي مبروك، فهذا الرجل الشجاع يستحق مثل هذه الشهادة.
لقد تعودنا خلال السنوات الماضية على مسألة مهمة، أن كلاب أمريكا هم وحدهم من يحصلون على أوسمة الرضا، وأما الرجال الشجعان، الذين لا ينتظرون من الدنيا شيئا، فهم يخيفون كلابها، ويخيفون أمريكا، وبالتالي تجد أمريكا نفسها مضطرة للبحث عن قاتل مأجور لكي يساعدها في التخلص منهم، ظنا منها أنها ستعيد ترتيب وجه الحياة من جديد، وكأن هذا الكون ليس فوقه خالق عظيم.
منذ البدء، أود أن أتذكر حواراً معه، فقد سألت هذا الرجل ذات يوم، لماذا لا تدخلون الانتخابات، وبالتالي تصبحون قوة فاعلة تحت مظلة سياسية يمكن أن تصبح غطاءا لعملكم فتضطر القوى الاستعمارية إلى تبديل إستراتيجيتها عندما تصبحون جزءا من السلطة المنتخبة التي ستأتي.
أجابني يومها بإجابة لم تكن تخطر لي على بال، فقد توقعت أن يشرح لي المعادلة السياسية، والمحاصصة والخلافات وغير ذلك مما يحدث من تنافس بعد أي عملية سياسية. ولكن الرجل أجابني إجابة مختلفة، فقال لي، هل تذكر الصحابي الجليل أبو دجانة رضي الله عنه، فقلت له نعم، فقال الم تلاحظ أن ذلك الصحابي الجليل كيف انحنى بجسمه على رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يحميه من السهام، هكذا نحن في حركة الجهاد الإسلامي، نريد أن نكون مثل ذلك الصحابي الجليل.
تلك الإجابة التي علقت في ذهني، ظلت مرارا تدور في راسي، وجاءت الانتخابات وذهبت الانتخابات، لأكتشف أن هذا الصحابي الجليل ،عندما حمى بجسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يرسي منهجاً عظيما في الأمة، وهو أنه يجب أن يكون في هذه الأمة، من لا ينتظر من الدنيا شيئا، وبالتالي لا يرى غير رؤية واحدة، غير قابلة للتغير أو التبدل، وهي حماية رأس الأمة، لأنه لو أصيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لهلك الإسلام أجمع، وهنا لا بد من أن يكون هناك في الأمة، من لا يرى غير صورة واحدة، هي الحق الذي ننشده إرضاء لربنا، فإن متنا فذلك قدر الله فينا، وإن انتصرنا فالنصر من الله، ولكننا لا نبدل ما أراد الله، وهكذا هي فلسطين في عقل هذا الرجل وقلبه، فهي الأرض التي بارك الله فيها للعالمين، فكيف يعصي الله تعالى ويقبل بأن يعطى شذاذ الآفاق نصيباً منها، فإذا قبلنا بأن نعطي اليهود منها، فأين نحن من الله تعالى.
الدكتور رمضان، يعرف ماذا يريد، فإذا كانت الفتنة قد وقعت، فإن عينه تكون على إيلات، وهكذا يجيب الغزاة الصهاينة، فإذا كنتم تريدون خلق الفتنة، بغية أن ينشغل الفلسطينيون فيها، فهم أيضا يقظون، وسوف يضربونكم في المكان الذي لا تتوقعون.
ثم في ذات اللحظة، ينظر إلى الساحة الفلسطينية، ومن أجل تكون شخصية أبي دجانة حاضرة أمامه، فعليه أن يتحول على الفور، إلى صمام أمان، يحاول جاهدا، درء الفتنة والخطر، فتبقى الحركة مشغولة بكافة أطرها السياسية، في كيفية حمل الأخوة على الوفاق، والخروج من الفتنة، فمن غزة إلى دمشق، حركة الجهاد الإسلامي حاضرة لا تقبل أبدا بأن تترك الدم الفلسطيني الحرام منسابا في طرقات أرض الرباط.
الانتخابات جاءت الانتخابات ذهبت، ..لا يهمه الأمر أبدا، فالتنافس الذي يريده، هو في المواجهة مع الغزاة، وهكذا ترسي ومنذ سنوات هذه الحركة، فكرة العمليات المشتركة، وهذه تعني الكثير، فالمطلوب صناعة منهج جديد على الساحة الفلسطينية، التي اعتادت أن تكون الأعمال العسكرية ضمن حسابات السياسة وليس خارجها، لذلك حتى العمل العسكري لا يريد له تنافسا يخدم هذا الفصيل أو ذاك، وإنما يريد أن يخدم مشروع الأمة بأكملها، بعد أن قتلتنا حرب البيانات، والعمليات التي تأتي في ذكرى انطلاقة هذا الفصيل أو ذاك، وغير ذلك من مفردات العبث في الساحة الفلسطينية، التي استغلت دماء الشهداء، من أجل الوقوف على برامج سياسية ذات نتائج مؤلمة.
أخي الدكتور، لماذا أنت لا تريد الاعتراف بالكيان الصهيوني، ولماذا أنت لا تريد فكرة الهدنة، وكنت أول من خرقها في الساحة الفلسطينية، وكنت أول من رفضها، لماذا لا تريد المشاركة في اللعبة السياسية، فالأمريكان قالوا للجميع بصراحة: نريد ديموقراطية مفيدة في الشرق الأوسط، فلماذا كنت ضد ديموقراطية أمريكا، ولماذا وقفت ضد الاقتتال الفلسطيني وحاولت منعه.
يا أخي لقد خضعت الأمة من المحيط إلى الخليج، والكل..الكل.. قبل فكرة دولة فلسطينية في حدود عام1967 فلماذا لم تعجبك فكرة الكراسي التي توزعها أمريكا؟؟
أخي الدكتور، يمكننا الحديث كثيرا، عن حركة الجهاد الإسلامي، عن سرايا القدس، عن قائمة الشهداء العظيمة، ولكن باختصار، فيما الأمة تنحني، بحثوا عنك، فوجدوك في قائمة الرجال.
كاتب قلسطينى
تعليق