وجه سعيد العتبة عميد الأسرى والمعتقلين، اليوم، رسالة إلى والدته من خلف قضبان سجن عسقلان بمناسبة ما يسمى بيوم الأم فيما يلي نصها:
تحية عطرة وبعد
لأول مرة يا أمي الحبيبة أحتار في اختيار كلماتي التي تخرج من خلف القضبان وعبر الأسلاك الشائكة، ورغم المسافات البعيدة أقول لك في هذا اليوم وكل يوم كل عام وأنت أمي الحبيبة وأقبل أياديك الطاهرة عبر الأثير.
دائما يا أمي أنتظر مشاعري التي تتكلم عن كل نساء العالم إلا أنت: رسائلي وكلماتي لك، أرسلها بمشاعر مختلفة؛ ضاربا بعرض الحائط كل القوانين والأنظمة، لأن كلماتي تنحني بصمت أمامك.
أمي الحنونة:
اسمحي لي أن أصفك بهذه الكلمات؛ فأنت ملاكي وأنت بريق الشمس الذي لا أستطيع إلا الرضوخ والركوع أمام أشعتك الحادة، كلمة أمي هذه ليست مقاما أورده لجزاء منك؛ أو لتصفية حسابات عذبتك بها، لا وألف لا، فأنا قطرة من بحر عطائك الذي لا ينتهي، قلبك الحنون الذي يأسرني بكل الحب.
عذرا يا أمي الحبيبة؛ فأنا لم أعطك حقك مثلما أعطيتني حقي في ليلة سهر وعذاب واحدة منذ طفولتي ولغاية الآن مقابل دموع سكبتها عيناك الجميلتان في ظلمات الليل وأشعة النهار؛ فلم أنس كل ذلك طوال فترة اعتقالي الطويلة وأعلم بذلك ولا تعلمين، فأنا متأكد أنك تخافين على مشاعري.
لا يا أمي الحبيبة؛ فأنا لن أوفيك حقك على متابعتك ومراقبتك لكل أحوالي وأحداثي، أريد أن أخبر جميع الناس؛ بل أصرخ في وجه العالم لأقول لهم ان عندي أما استثنائية جبارة ومقاومة؛ لأنها أفنت سني عمرها من أجل حريتي؛ فهي الوحيدة والأكيدة التي تطالب بحريتي من السجن والسجان؛ لتغمرني بعطفها وحنانها؛ وكأني طفل أتربع في حضنها.
أمي الحبيبة
لقد أطفأت كل شموع العالم وأهلكت حياتك وصحتك من أجل أن أفوز بالحرية، لا أعرف بماذا أكرمك، صدقا أنا أستمد قوتي منك، وأستمد الأمل والايمان من خلالك، وأنتزع الابتسامة عن شفاهك الباهتة لأرسلها لك مرة أخرى عبر نبضات قلبك الحنون.
أنت يا أمي؛ بل يا سيدتي المناضلة الرائعة، أزعل عليك لأني أرهقتك بزيارتي في السجن وقطع المسافات الطويلة، وأسأل نفسي: كل ذلك تفعلينه دون كلل أو ملل، دون حساب أو جزاء أو ثناء مني، تتهافتين على رؤيتي رغم الحواجز والجدران، عبر أسلاك الهاتف تودين سماع صوتي وأنيني: فماذا أهديك يا أمي الغالية؟
تحية عطرة وبعد
لأول مرة يا أمي الحبيبة أحتار في اختيار كلماتي التي تخرج من خلف القضبان وعبر الأسلاك الشائكة، ورغم المسافات البعيدة أقول لك في هذا اليوم وكل يوم كل عام وأنت أمي الحبيبة وأقبل أياديك الطاهرة عبر الأثير.
دائما يا أمي أنتظر مشاعري التي تتكلم عن كل نساء العالم إلا أنت: رسائلي وكلماتي لك، أرسلها بمشاعر مختلفة؛ ضاربا بعرض الحائط كل القوانين والأنظمة، لأن كلماتي تنحني بصمت أمامك.
أمي الحنونة:
اسمحي لي أن أصفك بهذه الكلمات؛ فأنت ملاكي وأنت بريق الشمس الذي لا أستطيع إلا الرضوخ والركوع أمام أشعتك الحادة، كلمة أمي هذه ليست مقاما أورده لجزاء منك؛ أو لتصفية حسابات عذبتك بها، لا وألف لا، فأنا قطرة من بحر عطائك الذي لا ينتهي، قلبك الحنون الذي يأسرني بكل الحب.
عذرا يا أمي الحبيبة؛ فأنا لم أعطك حقك مثلما أعطيتني حقي في ليلة سهر وعذاب واحدة منذ طفولتي ولغاية الآن مقابل دموع سكبتها عيناك الجميلتان في ظلمات الليل وأشعة النهار؛ فلم أنس كل ذلك طوال فترة اعتقالي الطويلة وأعلم بذلك ولا تعلمين، فأنا متأكد أنك تخافين على مشاعري.
لا يا أمي الحبيبة؛ فأنا لن أوفيك حقك على متابعتك ومراقبتك لكل أحوالي وأحداثي، أريد أن أخبر جميع الناس؛ بل أصرخ في وجه العالم لأقول لهم ان عندي أما استثنائية جبارة ومقاومة؛ لأنها أفنت سني عمرها من أجل حريتي؛ فهي الوحيدة والأكيدة التي تطالب بحريتي من السجن والسجان؛ لتغمرني بعطفها وحنانها؛ وكأني طفل أتربع في حضنها.
أمي الحبيبة
لقد أطفأت كل شموع العالم وأهلكت حياتك وصحتك من أجل أن أفوز بالحرية، لا أعرف بماذا أكرمك، صدقا أنا أستمد قوتي منك، وأستمد الأمل والايمان من خلالك، وأنتزع الابتسامة عن شفاهك الباهتة لأرسلها لك مرة أخرى عبر نبضات قلبك الحنون.
أنت يا أمي؛ بل يا سيدتي المناضلة الرائعة، أزعل عليك لأني أرهقتك بزيارتي في السجن وقطع المسافات الطويلة، وأسأل نفسي: كل ذلك تفعلينه دون كلل أو ملل، دون حساب أو جزاء أو ثناء مني، تتهافتين على رؤيتي رغم الحواجز والجدران، عبر أسلاك الهاتف تودين سماع صوتي وأنيني: فماذا أهديك يا أمي الغالية؟
تعليق