إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
صور من جنازة الشهيد حسن شقورة
تقليص
X
-
وداعاً صديقي الطموح.. حسن شقورة
--------------------------------------------------------------------------------
التاريخ : 16/3/2008 الوقت : 15:15 اسم الكاتب : يوسف صادق كان خبر إستشهاده كالصاعقة، عندما تحدثت إذاعة القدس عن إستشهاد حسن برفقة إثنين من أصدقاءه في الجهاد الإسلامي.. وسرعان ما عاد شريط الذاكرة أيام جريدة الإستقلال، كلما حانت الفرصة لي أن أذهب لمدينة غزة، فأجده منكباً على جهاز الحاسوب يصمم صفحات الجريدة الأسبوعية.
وكلما شاهدت الخط الفاصل بين حواجبه، كنت اُدرك أن شدة التركيز وصلت لذروتها في هذا الشاب، لقد كان يخشى أن يُخطأ في كلمة فيلومه أحدهم.. هو كذلك.. لا للعب واللهو خلال العمل، إلا عندما كان أخينا أبو فتحي يحضر أكواب الشاي، لمعرفته السابقة بشغفي في شرب الشاي.. حينها يأخذ الجميع قسطاً من الراحة، وتبدأ الإبتسامات تعلو كلما تحدثت مزاحاً عن أمور لا تتعلق بالعمل الصحفي، فكان حسن يضحك وقد إمتزح إحمرار دمه بلون بشرته البيضاء من كلامي الجرئ.
ببساطة يا صديقي.. إفتقدناك بيننا الآن أنت ورفاقك وأحبابك الذين سبقوك.. ولا نعلم يا حسن من سيلحق بك في الغد، ربما سأكون أنا أو غيري.. فنحن يا صديقي ندفع ضريبة المكوث في أرضنا بدمنا، لا بمالنا.. هكذا حياتنا أيها الصديق الراحل.
لقد كنت خير الشباب الذين عرفناهم بهدوئهم ورجاحة فكرهم.. كنت طموحاً لأبعد من فكر الكثير منا، فنلت رضا وحب من عرفك أينما وُجدت، في الإستقلال أو إذاعة القدس أو فلسطين اليوم.. حتى في الحي الذي تسكنه يا صديقي، كُنت خير الشباب في تربيتك وإيمانك وطاعتك لله سبحانه وتعالي.
الآن يا حسن ستقابل هناك أصدقاءك الذين سبقوك، هم كُثر.. إشّكي لهم همّنا وحُزننا.. قل لهم يا صديقي أنهم محظوظين عندما حملناهم فوق أكتافنا وطفنا بهم شوارع مدنهم ووارينا جثامينهم... فنحن يا حسن لا نعلم إن كُنا سنكرّم كما كرمناكم..!؟ أم أننا لن نجد من يحملنا، وستبقى جثاميننا في أزقة مخيماتنا تنتظر من يُريها الثرى.
إنها حكاية شعب يا حسن.. لن تكون أنت أخر أحزانها.. إنتظر يا صديقي ما لم تكن تتوقعه فسيلحق بك الكثيرين من بعدك.. هي هكذا... إنه الجهاد في فلسطين يا صاحبي.
سلام لك يا حسن، وسلام إليك ولروحك الطاهرة..
تعليق
تعليق