إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

)) كلب الشيخ شيخ(( المخابرات الإردنية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • )) كلب الشيخ شيخ(( المخابرات الإردنية

    )) كلب الشيخ شيخ((

    المخابرات الأردنية

    وخدماتها للمخابرات الأمريكية في حربها على المجاهدين والعراق

    (كتبه : أبو حمزة التبوكي)



    أعرف أن المخابرات العربية في بلادنا أجهزة واطية نذلة لا تحترم دين ولا تلتزم بمبدأ ولا ترقب في مؤمن إلاًّ ولا ذمة ؛ ولكني لم أكن أتوقع أن يبلغ الإنبطاح والخسة والنذالة بالمخابرات الأردنية المبلغ الذي فوجئت به عند اعتقالي في سجنها قرابة السنة قبل أن يتم تسليمي إلى المباحث السعودية في بلدي ، والذين تأكدت من خلال التحقيق معي أن التعاون بينهم وبين جهاز المخابرات الأردني دائم ومتصل والتآمر والتظاهر على المجاهدين وثيق وذلك من خلال نفس المعلومات والأسئلة والأسماء التي ووجهت بها هنا وهناك ..

    إن القلم ليعجز ويكل عن تصوير أو تقريب الصورة الواطية لهذا الجهاز الإستخباراتي الأردني ؛ دعك من أساليبهم القذرة في التحقيق من تعذيب وتنكيل وإذلال وإهانة وتهديد بالقتل أو باللواط أو التهديد باعتقال الزوجات والأخوات فهذا أمر معروف مفروغ منه وليس هو مقصودي هنا ..

    لكني سأقص بعض مشاهداتي المهمة في هذه الفترة التي قضيتها في زنازينهم ؛ تحذيراً لإخواني المجاهدين وفضحاً لهذا الجهاز الخبيث ..

    أعتقلت قبل عيد الفطر عام 1422هـ في أفغانستان من قِبل الأمريكان وتم التحقيق معي في الباكستان من قِبل محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ( الإف بي آي ) ولما لم يأخذوا مني شيئاً ذي بال .. قالوا لي : سنرحّلك إلى بلد يتم التحقيق معك فيه بحرية ، فتوقعت أن أرحّل إلى السعودية ليتم التحقيق معي من قِبل مباحث بلدي الذين هم خدم لمصالح أمريكا أو إلى جوانتنامو حيث كثيرا من المجاهدين المعتقلين ؛ ولكني فوجئت حين نقلوني في طيارة خاصة إلى الأردن !!

    الأردن ؟! وما دخل الأردن بي ؟ فأنا لست أردنيا ولم أدخل الأردن في يوم من الأيام ، ولماذا لم أرحّل إلى أمريكا مثلا ما دام الذين اعتقلوني من الأمريكان ؟

    هذه الأسئلة عرفت الإجابات عليها فيما بعد في ساحة التعذيب الواقعة أسفل مبنى سجن المخابرات ، حيث الجلادون الذين يرتدون الملابس والأقنعة السوداء والمحققون الحاقدون على الجهاد والمجاهدين ، ومعهم بعض المحققين الأمريكان الذين يشهدون التعذيب والتحقيق ويتابعونه ويُنصتون وقلّما يتكلمون .. وقد فهمت من المحققين الأردنيين أن إخوانهم المحققين الأمريكان مسرورون من طرائقهم في التحقيق وأن هذا المكان أنسب للتحقيق مع أمثالي لأن القوانين الامريكية تقيّد صلاحيات المحققين فلا يقدرون على اتباع أساليب الأردنيين في التعذيب ..

    قال لي المحققون الأردنيون : أنت هنا لا أحد يعرف بوجودك ، ولن تحال إلى محكمة ولن يقابلك أحد وستبقى سجينا عندنا حتى تموت وندفنك دون أن يعرف بك أحد ، أهلك لا يعرفون مكانك والصليب الأحمر لن يقابلك ولا احد في الدنيا يعرف عنك شيئا ..
    عند ذاك فقط علمت لماذا سُلِّمت للأردن للتحقيق معي ، ولماذا لم يُذهب بي إلى جوانتنامو حيث يقابل الصليب الأحمر المعتقلين فيه ويوصل أسمائهم إلى أهليهم فتعرف الدنيا كلها بهم وبوجودهم هناك ، ولذلك فمهما كانت أوضاعهم في ذلك المعتقل مأساوية فللتعذيب معهم هناك حدود ، وإن مات أحدهم عرف به الناس كلهم ؛ أما هنا فأنا وأمثالي لسنا بمعتقلين رسميين ولسنا سجناء ننتظر إحالتنا إلى مدعي عام أو محكمة ولو بعد حين ، بل حقيقتنا أننا مخطوفون من قِبل عصابة إجرامية تتآمر علينا مع الامريكان وتتكتم على أمرنا وتُخفينا عن كل أحد حتى تستنزف أكبر قَدَرٍ من المعلومات مِنَّا وكلما وصَلَتْهم صورة لمعتقل في الباكستان أو اليمن أو أفغانستان أو أمريكا او غيرها عُرضت علينا ..

    فحقيقتنا كما قال لي أحد المحققين : أنت كنز معلومات ولن تخرج من هنا ..

    علمتُ مع طول المدة التي قضيتها أن مندوبي الصليب الأحمر يزورون السجن بشكل دوري غالباً كل 14 يوم في يوم الإثنين وأحيانا الثلاثاء ..

    وكان الطابق الثالث الذي كانت زنزانتي فيه يظل عامراً ممتلئاً بالسجناء إلى صباح اليوم الذي سيزور فيه الصليب السجن ؛ حيث يأتينا العساكر في فجر ذلك اليوم ويأمروننا بجمع كل أغراضنا وملابسنا وربطها على هيئة صرة في شرشف أو بطانية ثم ينقلوننا وحداناً معصوبة أعيننا إلى زنازن أخرى في أماكن ومبانٍ لا يعرفها الصليب الاحمر ولا يزورها حيث نمكث طوال النهار هناك إلى أن ينتهي مندوب الصليب من زيارة السجن والمرور على السجناء الآخرين ذوي الأوضاع القانونية الرسمية حيث يجدون طابقنا فارغا ، وربما وجدوا فيه سجناء آخرين غيرنا يُنقلون مؤقتاً إليه من الطابق الأرضي - كما علمتُ من كتابة كتبها بعضهم على جدار زنزانتي خلال غيبتي - ثم يُعاد كلٌّ إلى زنزانته بعد انتهاء الصليب من زيارته ، وفي بعض الاحيان عندما كان الصليب يدقق في السؤال عن بعض السجناء الأردنيين الذين يعرف بوجودهم هنا من خلال أهليهم ، وكانوا يُخفونهم عنه معنا لوجود آثار للتعذيب على أرجلهم وأجسادهم ؛ كانوا ينقلوننا وإياهم إلى سكن العساكر ومناماتهم خارج السجن ويجلسوننا طوال النهار مقيَّدين إلى الخلف معصوبي الأعين حتى ينتهي الصليب من زيارته فيرجعوننا إلى زنازننا مساء ، وقد يفعلون بنا الشيء نفسه في اليوم التالي إن كان الصليب لم يُكمل مهمته في اليوم السابق فنرجع إلى زنازننا في المساء قد تشنجت أيدينا وظهورنا ورقابنا من طول الجلوس بالقيود وغمايات العيون .

    مكثت أكثر فترة اعتقالي بالطابق الثالث الأعلى من سجن المخابرات الذي يتكون من ثلاثة طوابق وكل طابق فيه ثلاثة ممرات ملتقية الاطراف على هيئة مثلث وكل ممر يتكوَّن من 10 أو 11 زنزانة تُفتح أبوابها على الممرات وتُطل طاقاتها على ساحة يشمسوننا فيها فرادى أحياناً لدقائق معدودة .. كان الطابق الأرضي يبدأ بزنزانة رقم 1 وينتهي بزنزانة رقم 31 وبالباب المطل على ساحة التشميس ، ويبدأ الطابق الثاني بزنزانة رقم 32 وينتهي بزنزانة 63 وهو الطابق المحاذي لمكاتب التحقيق وإدارة السجن حيث يفضي الممر الأول منه من أمام زنزانة رقم 41 بممر يؤدي إلى تلك المكاتب والإدارة ، أما الطابق الثالث حيث أمضيت الجزء الأكبر من اعتقالي فقد كان يبدأ بزنزانة رقم 64 وينتهي بالزنزانة رقم 95 وكان يحرس كل ممر من هذه الممرات الذي يتكون من 10 أو 11 زنزانة حارس بلباس الجيش الأردني ، ويسمون الممر ( تحقيق ) ويعطونه رقما خاصا به .

    بمجرد وصولي إلى سجن المخابرات الأردنية صودر المبلغ الذي كان بحوزتي ( عدة آلاف من الدولارات ) وقيل لي : هذه أموال تنظيمية مصادرة !! وأخذت ملابسي ، وأعطيت بدلا منها بدلة السجن الزرقاء ومنذ اليوم الأول بدأوا التحقيق معي باستعمال أساليب الترهيب والتخويف والتعذيب و الضرب والتنكيل والشتم والسب بأقذر وأحط وأسفل الألفاظ التي يعج بها قاموسهم المنحط ، ناهيك عن التهديد بكشف عورتي ومحاولتهم لذلك والتهديد باللواط وهتك العرض .. ضربت مرارا وتكرارا في مكاتب التحقيق وشتمت وشتم والدي ووالدتي وعشيرتي بألفاظ نابية وكلمات فاحشة يعف قلمي عن كتابتها وأنزلت مرارا وتكرارا إلى ساحة التعذيب التي حفظت طريقها فقد كانت تعصب عيناي في زنزانتي عصبا يكون محكما أحيانا فلا أرى من خلاله شيئا ، وأحيانا أرى طريقي من أسفل الغماية وأرى أرجل العساكر والضباط والمحقيقين بلباسهم المدني ، ومع طول مكثي وكثرة الذهاب والإياب بي عرفت تفاصيل مبنى السجن كله ، فكنت أقاد من زنزانتي وأنزل من الطابق الثالث من خلال مصعد إلى الطابق الثاني ثم يذهب بي يمينا من خلال الممر المقابل للمصعد ، ثم ينعطف بي إلى الجهة اليسرى من خلال الباب المؤدي إلى مكاتب التحقيق وإدارة السجن ، فإذا انعطف العساكر بي شمالا أو استمروا إلى الأمام أعرف أنهم يذهبون بي إلى مكاتب التحقيق ، أما إذا ما انعطفوا بي إلى الجهة اليمنى فأعرف فورا أنها ساحة التعذيب حيث يسلكون بي ممرا توجد على جهته اليسرى أشباك جماعية كبيرة يستعملونها في أوقات الأزمات عندما تمتلئ زنازن السجن وينتهي هذا الممر بدرج ومصعد حيث يهبطوا بي من خلال المصعد إلى الطابق الأسفل ، تحت طابق المطبخ حيث أجد الرجال المقنعين بالسواد والمحققين بإنتظاري ، وبمجرد أن تزال العصابة عن عينيّ يلقيني المقنعون وسط التهديد والشتم والوعيد على الأرض وترفع رجلاي على عصى غليظة حيث تشد قدماي بحبل غليظ مثبت في وسطها ثم ينهالوا عليها ضربا بعصي غليظة إلى أن تتمزق فتفك رجلاي ثم أؤمر بالجري في الساحة والركض فوق الماء والملح مرارا وأثناء ذلك تطرح علي الأسئلة ويطلب مني الإجابة عليها ويتخلل ذلك الركل بالأرجل والضرب بالأيدي واللكمات والبصق والشتم ونتف اللحية والشد من شعر الرأس والضرب بالعصي على مختلف أنحاء جسدي المناطق الحساسة منه وغيرها .. وكانت أسئلتهم تتركز على الشيخ أسامة بن لادن وزوجاته وأولاده ومكان وجوده وعن أفراد القاعدة وتعرض علي صورا لأشخاص ملتحين وغير ملتحين يمنيين وسعوديين وأردنيين ومصريين وغيرهم وأسأل عن أسماء بعضهم ولا بد أن أذكر أسمائهم حتى ولو لم أكن أعرفهم ، حتى أنني كثيرا ما كنت أخترع لهم أسماءا من مخيلتي لأنني لم أكن أعرف أصحاب الصور ولكنهم يلحون تحت الضرب ولا يتركونني حتى أذكر أسماء .

    آذوني كثيرا كي أعترف على أهداف أمريكية تخطط القاعدة لضربها ، ومع أنه لا معرفة لي بذلك فقد أصروا تحت التعذيب وأصروا حتى اخترعت لهم أهدافا وهمية فاهتموا بها وكتبوها ربما ليحذروا منها أسيادهم الأمريكان .. وسيكتشف أسياهم فيما بعد أنها تحذيرات فارغة أكره على اختراعها أمثالي تحت التعذيب .. كان المحققون يتنوعون ؛ فهناك الخبثاء وهناك الأغبياء وهم كثير ، ومن الأغبياء محقق يبدو أنه ذو رتبة كبيرة يدعى ( أبو رعد ) يتصرف وكأنه يفهم في كل شيء ويعرف كل صغيرة وكبيرة ، والحقيقة أنه لا يعرف إلا الشتم والضرب ويتعمد أن يبالغ في ذلك بحضرة سيده الذي ينادونه بـ( علي بيك ) وهو الرجل الأحمر ومسؤولهم الكبير الذي كان يقول لي : أنت كنز معلومات ولن تخرج من عندنا ، وسوف ندفنك هنا ولن يسمع أو يعرف أحد عنك شيئا ..

    هؤلاء المحققين هم في الحقيقة أحذية لأمريكا باعوا آخرتهم لخدمتها وحراستها ولحرب المجاهدين وتتبعهم في كل مكان ، لن أسترسل في وصفهم أو وصف أساليبهم القذرة والخسيسة في التعذيب المادي والمعنوي والنفسي للمجاهدين ، فهم كما قيل ( أسد علي وفي الحروب نعامة ) ؛ لكني سأذكر إلى أي حد بلغ إخلاصهم في خدمة أمريكا وانبطاحهم لأوامرها حتى ولو كلفهم ذلك أن يعرضوا أمنهم وأمن بلادهم للمخاطر ويجعلوه في مهب الريح .. لقد ورطوا أنفسهم في حرب المجاهدين في كل مكان معتمدين على أن أمريكا قد أمست سيدة العالم وشرطيه المتوحد في السيطرة على أرجائه ، ومن ثم تفانوا في خدمتها ومناصرتها في حربها على المجاهدين في كل مكان ، وما دروا أن طغيان أمريكا لن يطول عمره ولن تدوم أيامه وأنها عندما يدك المجاهدون أركانها كما فعلوا بروسيا من قبل فإنها ستتخلى عنهم وتلقيهم كأحذية بالية في مزبلة التاريخ وسيكون مصيرهم كما كان مصير شاه إيران والنجيب الأفغاني وغيرهم من خدمِ أعداء الدين .. فقد فوجئت بعد طول إقامتي في هذا السجن أني لست الوحيد المخطوف من بلد خارج الأردن عن طريق الأمريكان ؛ فقد كان الطابق الثالث مخصصاً للمجاهدين المخطوفين من خارج الأردن .. عرفت ذلك من سقطات بعض ضباط السجن الأغبياء الذين كانوا يخاطبون سجناء في زنازن قريبة من زنزانتي بصوت مرتفع أو يسئلني المحققون عن أشخاص أفهم من الأسئلة أنهم موجودون هنا ، أو يرونني صورهم كتلك التي صوروني مثلها بالبدلة الزرقاء ، ومن بعدها كنت أستدرج ضباط آخرين فأتبين حقيقة هؤلاء الأشخاص ، وكان بعضهم يكلمني على باب زنزانتي وبيده كشف فيه أسماء السجناء فألتقط بعض تلك الأسماء وأتتبع أمرها مع غيره من الضباط وهكذا حتى عرفت بذلك ومع طول المدة التي أمضيتها عندهم وبوسائل اخرى يسرها الله لي أسماء إخوة مجاهدين مخطوفين مثلي من بلدان شتى ، بل رأيت بعضهم بعيني كلمت البعض الآخر في ظروف سنحت :

    - منهم الأخ ( أبو معاذ الجداوي ) أحمد إبراهيم أبو الحسنة سعودي الجنسية من مواليد جدة ، اعتقله الأمريكان في اليمن قبل أكثر من سنة بعد زواجه بأقل من شهر ثم قاموا بنقله جوا إلى الأردن ، وسُلِّم إلى المخابرات الأردنية لتتولى أمر التحقيق معه وانتزاع المعلومات منه عن القاعدة والشيخ أسامة بن لادن والعمليات التي تنوي القاعدة تنفيذها ضد المصالح الأمريكية في اليمن وغيرها ، أمضى أكثر مدة اختطافه التي تقارب سنة ونصف في زنزانة رقم 87 ثم رُحِّل بعد ذلك لا أدري إلى جوانتنامو أم سُلِّم إلى السعودية أم أعيد إلى اليمن ؟؟ فك الله أسرك يا أبا معاذ ( شموخ في زمن الإنكسار ).

    - ومنهم الأخ ( أبو حمزة النجدي ) ( ناصر العتيبي) اعتقل إثر دخوله من سوريا إلى الأردن ومكث تحت التحقيق والتعذيب ليعترف عن علاقات مزعومة بينه وبين القاعدة أمضى شهوراً بعد أن كسرت يديه تحت التعذيب ثم سُلِّم للمباحث السعودية .

    - كذلك الأخ ( جليبيب التبوكي ) واسمه ( ناصر ) على ما أظن مرَّ في الأردن بعد عودته من أفغانستان عن طريق إيران فسوريا فاعتقل في الأردن ومكث تحت التعذيب وفي تحقيقات مماثلة ثمانية شهور ثم سُلِّم للمباحث السعودية ..

    - والأخ ( شرقاوي عبدة الحاج ) الشهير ( برياض الشرقاوي ) يماني من مواليد مدينة تعز خُطِفَ من الباكستان من قِبَل الأمريكان قبل أكثر من سنة ، ووقتها كتبت الصحف الباكستانية أن شخصاً يمانياًّ يُدعى ( رياض الشرقاوي) اعتقله الأمريكان ونُقِلَ إلى جوانتنامو ، والحقيقة أنه منذ ذلك الوقت قد سُلِّم من قِبَل الأمريكان بطائرة خاصة للأردن ليتم التحقيق معه هنا وانتزاع المعلومات منه بالقوة عن القاعدة والشيخ أسامة بن لادن وعن علاقات القاعدة المزعومة بالعراق وغيرذلك، وكان في زنزانة رقم ( 80 ) .

    - ومنهم الأخ ( حسن با حتش ) المشهور بـ ( عمير ) يماني من مواليد جدة اعتقل في الباكستان وسلمه الأمريكان للأردن للتحقيق معه وانتزاع المعلومات منه عن القاعدة والشيخ أسامة ، وقد كان في زنزانة رقم ( 85 ) وله في الإعتقال أكثر من ستة شهور ..

    - وكذلك الأخ ( خير الدين الجزائري ) اختطفه الأمريكان من جورجيا حيث كان يحاول الدخول إلى الشيشان بعد أن كان في أفغانستان وسُلِّم للأردن بطائرة خاصة لتحقق معه المخابرات الأردنية وتنتزع منه معلومات عن المجاهدين الشيشان وهُدِّدَ بتلفيق المؤامرة الإرهابية له ضد المصالح البريطانية كونه كان مقيماً في الأصل في بريطانيا ، وكان في زنزانة ( 95 ) وله قرابة خمس شهور .

    _وهناك إخوة كثير لم أتمكن من معرفة أسمائهم .. منهم إخوة شيشان لا يتقنون العربية بعضهم اختطف من جورجيا وبعضهم من تركيا والبعض الآخر من أفغانستان ..

    _ وآخرين مغاربة وسوريين وأكراد ؛ اعتقلهم الأمريكان واختطفوهم من بلدان شتى ثم سلموا للأردن للتكفل المخابرات الأردنية بمهمة التحقيق معهم وانتزاع المعلومات التي تهم السي آي إيه منهم بدلا عن الأمريكان .. جميعهم لا يعلم بهم أحد من الناس ويعدهم أهلهم من المفقودين أو المقتولين ، ومنهم من يظنه أهله في جوانتاموا .

    _ أما الإخوة الأردنيين فلن أتحدث عنهم لأن وجودهم هنا طبيعي حتى ولو كان اعتقالهم قد تم في الباكستان أو إيران أو تركيا أو غيرها كما كان حال الأخ فراس ( أبو عبد الرحمن الأردني ) الذي اعتقل في تركيا بعد أن أصيب بطلق ناري في ظهره أثناء ملاحقته سببّب له شللا جزئيا وكان معه الأخ ( يوسف شنار ) سلم معه من تركيا أيضا قبل أكثر من خمسة شهور بعد عودتهم من أفغانستان إلى تركيا ولفقت لهم تهمة الإنتماء للقاعدة .

    وهناك إخوة آخرين سلموا من إيران ، والبعض سلم من سوريا ، والبعض أبعدته إسرائيل أو جاء من فلسطين فتلقفته المخابرات الأردنية الباسلة !!

    الأمر الذي لفت انتباهي في آخر أيام سجني ، ولم أستغربه طبعا وجود عدد كبير من المعتقلين العراقيين ، فذلك كان قبل اندلاع الحرب على العراق بأسابيع معدودات ، وكونهم يعتقلون أعدادا من العراقيين اعتقالات ظالمة أمر غير مستغرب كإجراء إحترازي لحفظ مصالح الأمريكان في الأردن بين يدي الحرب ؛ لكن الأمر المستغرب أنني فوجئت أن بين يدي المعتقلين العراقيين مجموعة عددها عشرة أشخاص علمت أنهم معارضون لنظام صدام موالون للأمريكان ، وقد بقيت أسابيع في حيره أبحث عن سر هؤلاء العراقيين وكيف يعتقلون بل ويخفون مثلنا عن الصليب في كل زيارة له ؛ مع أنهم معارضة عراقية موالية لأمريكا .

    فهل يعقل أن يعتقل المخابرات الأردنية رجالات وعملاء أسيادهم الأمريكان .. حاولت أن أعرف سرهم من بعض المحققين الأغبياء بطريقة الدردشة حول كثرة المعتقلين و أني أسمع أصوات لهجات عراقية عندما يتكلم مدير السجن مع السجناء في جولته اليومية فقيل لي أنهم جواسيس لأمريكا على النظام العراقي فازددت حيرة على حيرتي ؛ ولماذا تعتقلهم المخابرات الأردنية وهي مثلهم خادمة لأمريكا ؟ وهل تجرؤ المخابرات الأردنية على اعتقال أذناب سيدتهم الأمريكية أو إلحاق الاذى بجواسيها ؟ .

    حاولت أن أستغفل الحرس وأتكلم مع بعض هؤلاء العراقيين عندما كانوا يُخفونهم معنا مقيّدين في زنازن بعيدة عن نظر الصليب الأحمر مؤقتاً في يوم زيارته .. فعلمت أن الأمريكان قد أحضروا من أمريكا بين يدي حربهم على العراق قرابة مائة وعشرة من العراقيين المعارضين للنظام العراقي ونقلوهم إلى القواعد الأمريكية الموجودة في شرق الأردن قريباً من الحدود العراقية وبدؤوا معهم بتدريبات مكثفة قبل شن الحرب على العراق بمساعدة من المخابرات الأردنية ليكون هؤلاء العراقيين جاهزين للقيام بمهام التجسس داخل العراق والتحقيق مع الأسرى العراقيين أثناء الحرب على العراق .. وقد رفض بعض هؤلاء المتدربين - وهم هؤلاء العشرة - الإستمرار بالتدريبات عندما تكشفت لهم حقيقة مهمتهم وأبعادها الخسيسة مما أوقع الأمريكان والأردنيين في مأزق حرج يُنذر بافتضاح خطة الامريكان وانكشاف تواطؤ الأردنيين معهم ، وهم الذين يعلنون للدنيا أنهم أشقاء للشعب العراقي ولن ينطلق أي عمل عسكري ضد العراق من أرضهم ، ولازالت كروشهم وجيوبهم متخمة بعائدات النفط العراقي الذي يقدم لهم بالمجان منذ سنين طوال ..

    فما كان من المخابرات الأردنية ؛ حلّالة مشاكل الأمريكان إلا أن نقلت هذه المجموعة من العراقيين إلى سجنها وتحفظت عليهم في زنازنها إلى أجل غير مسمى ، وجعلت حالهم كحالنا ؛ مخطوفين لم يقابلوا مدعي عام ولن يُحالوا إلى محاكم ولا يقابلهم الصليب ولا يعرف بأمرهم أحد ، ولا يبعد أن تعمد المخابرات الأردنية من التخلص منهم في حال خشيت من افتضاح تواطؤها مع الأمريكان في هذا الأمر وتداعيات ذلك على الرأي العام الاردني المتعاطف مع العراق في الحرب عليه .. وقد رأيت هؤلاء العراقيين يضع ضماضة على رقبته وسألت عن ذلك ، فذكر لي أحد الضباط الذين كانوا يسربون لي شيئا من المعلومات أنه طبيب انقلبت به سيارته أثر حادث سير في أمريكا قبل إحضاره مع هذه المجموعة إلى الأردن .. أذكر هذا من باب توثيق المعلومات إذ لم يتسن لي معرفة أسماء هؤلاء العراقيين لأن اطلاعي على أمرهم كان فقط قبل عيد الأضحى بمدة يسيرة وذلك قبل أيام من ترحيلي وتسليمي لمباحث بلدي السعودية ..

    بعد هذا السرد المختصر لأهم مشاهداتي في سجن المخابرات الأردنية ، أستطيع أن اخلص إلى النتائج التالية : -

    - لا عجب أن تُثني أمريكا على النظام الأردني كما اعلنت ذلك مراراً وتكراراً ، ولا عجب أن تسقط عنه كثيراً من ديونه وتمنحه كثيراً من المساعدات ولا عجب أن تغدق على جهاز مخابراته كافة أشكال الدعم ودورات التدريب وتسخر له إمكاناتها وتقنياتها ما دام خادما مخلصا وكلبا وفيا يحرس مصالحها ويتشمم أخبار الجهاد ويتتبع المجاهدين ..

    _ لا تعجب أخي المجاهد أو تفاجأ إذا علمت أن تقنيات هذا الجهاز الإستخباراتي في هذه الدولة الذليلة تتطور سريعا في مجالات التجسس على الهواتف ومراقبة البريد الإلكتروني واصطياد المجاهدين فقد سخر لهم أسيادهم الأمريكان كافة إمكاناتهم المادية والعلمية والتكنولوجية وغيرها لوثوقهم بهم ومعرفتهم بإخلاصهم لهم وإخوانهم اليهود ..

    _ وعليه فعلى الإخوة المجاهدين أخذ الحيطة والحذر في حال أضطروا للمرور من خلال هذا البلد وذلك بتجنب حمل أسماء أو عناوين أو أرقام هواتف أو عناوين بريد إلكتروني لأشخاص مهمين أو مجاهدين أو حتى لأشخاص عاديين وليعتمدوا على ذاكرتهم في الضروري من ذلك أو يلجأوا إلى التشفير ..

    _ وليتجنبوا حمل الكمبيوترات المحمولة وهواتف الثريا ونحوها من الأجهزة المصنفة عند المخابرات على أنها أجهزة يستعملها المجاهدون وهي إضافة إلى ذلك عرضة للمصادرة كما جرى مع كثير من الإخوة في اعتقالهم لدى هذا الجهاز .

    _ وليحذروا من حمل المبالغ المالية الكبيرة سواء كانت تبرعات أم أموال شخصية فهي عرضة للمصادرة والسرقة من قبل هذا الجهاز بحجة أنها أموال تنظيمية لأعمال الإرهاب وقد حصل ذلك مع الكثير من الإخوة ..

    _ الحذر من الإضرار بالإخوة المجاهدين في أي مكان بالإدلاء بمعلومات حقيقية عنهم أو عن تحركاتهم وجهادهم عند هذا الجهاز أو غيره إعتمادا من الأخ على أنهم بعيدون عن قبضة هذا الجهاز أو ذاك إذ التعاون الأمني الإستخباراتي وثيق ودائم بين أجهزة المخابرات الطاغوتية في مختلف الدول ..

    _ إذا قدر الله واعتقل الأخ من قبل هذا الجهاز فلا يظهر معرفته بقدر كبير من المعلومات فإن ذلك سيؤخره في الإعتقال وسيجعله مصدرا للمعلومان لن يفرطوا بالإفراج هعنه بسهولة . وليصبر على الأذى والإنكار فإن ذلك أقصر السبل للخلاص من قبضتهم .

    _ إذا سنحت الفرصة للأخ بمقابلة مندوب الصليب فليبادر بالتعريف باسمه وليحاول الإتصال بأهله والتعريف بمكان اعتقاله من خلال الصليب فهذا يجعل وضعه طبيعيا ويخفف من الضغط عليه ولا حرج على المستضعف من الإستفادة من ذلك فإنه من جنس ما ذكره الله تعالى عن بعض المشركين أنهم قالوا لنبيهم : ( وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ ) فإن كثيرا من المشركين يخشون الخلق أشد من خشية الله ، ولا حرج على المستضعف من الإستفادة من نصرة كافر له فقد امتن الله على نبيه صلى الله عليه وسلم بإيوائه إلى عمه الكافر فقال ( ألم يجدك يتيما فآوى ) والمخابرات الأردنية تسعى جاهدة لإسترضاء منظمة الصليب الأحمر وتُخفي عنها أيَّ مخالفات أو تعذيب ، وتزوّر الحقائق وتكذب عليها حرصاً على تلميع وجهها الدميم وإخفاء دورها الإجرامي الإرهابي ، وهم يخشون الصليب أشد من خشية الله ، ولا حرج على الأخ المستضعف أن يعرّف بوجوده في السجن واعتقاله هنا من خلال هذه المنظمة فهذا يصنفه كسجين عادي رسمي لا كمخطوف .

    - ليتذكر الأخ في اعتقاله قوله تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) وقوله : ( لن يضروكم إلا أذى ( ، وليوقن أن الألم يذهب ويبقى إن شاء الله الأجر والثواب .. فليحرص على أن لا يُضر بالجهاد والمجاهدين ما استطاع إلى ذلك سبيلا وليعلم أن أقصر الطرق للخروج من هذا البلاء قول ( لا أعرف ) وإن كان صعباً .

    - ومما مضى يتبين أن على من يبحث عن مفقود أو مختطف في الباكستان أو أفغانستان أو اليمن أو نحوها من الدول ولم يعثر عليه في قائمة معتقلي جوانتنامو ؛ أن يتحرى وجوده في سجن المخابرات الأردنية بطريقة أو بأخرى فقد أمسى هذا الجهاز وسجنه رديفاً لذلك المعتقل وبديلاً عنه في التحقيق في الحالات المستعصية على الامريكان .

    - فلا عجب إذن أن يستهدف المجاهدون أفراد هذا الجهاز الخبيث الذي يتربص بهم الدوائر ويُصدّر نفسه لحربهم في كل مكان خدمة لامريكا ؛ فليهيء نفسه إذن لهجمات المجاهدين وليتوقع غير المتوقع ما دام قد رضي أن يكون رأس حربة في الحرب على المجاهدين أو كما يقول الأردنيون ( بوز مدفع ) لأجل سواد أو زراق عيون الأمريكان ، وليس أدل على ذلك ما جرى لمسؤولهم الأول ( الرجل الأحمر ) ( علي ) فقد علمت منهم أنفسهم أنه استهدف بمحاولة تفجير لسيارته ( فلا تعجل عليهم إنما نعدّ لهم عدّا ) ( ولا يحسبنّ الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون ) .

    - أخيراً فقد تبين السبب الحقيقي في سلوك هذا الجهاز في هذه الدويلة مثل هذا المسلك غير المتناسب مع حجمها وإمكاناتها الذليلة حتى أمست تتصرف كدولة عظمى في تتبع واختطاف المجاهدين محاكاة لأسيادها في المخابرات المركزية الأمريكية ، بحيث صاروا يفاخرون بذلك فقد قال لي أحد محققيهم مفتخراً : ( نحن أحضرناك من باكستان ، وغيرك أحضرناه من اليمن وأستراليا حتى جورجيا وروسيا وصلناها ومن نُريده في أي مكان نحضره !! )

    أقول : ولم لا ؟ أليس قد قيل : ( كلب الشيخ شيخ ) ؟ نعم ولكن لا أحسب الكلب قادراً على تحمل شيئا من تبعات عمله هذا أو شيئا من أمثال هجمات المجاهدين على سيّده ..

    فهل يخسأ ويرعوي .. أم أنه كما قيل :

    ( ذنب الكلب أعوج ولا ينعدل ) فليقطع إذن .

  • #2
    كان الله في عون أخواننا المجاهدون في سجون الطواغيت
    ولكن للأسف لقد شرحنا بالأمس ما هو حكم ((حكام العرب والمسلمين )) في المنظور الشرعى الاسلامى ولكن سامحهم الله أخوتنا المشرفون قاموا بحذف الموضوع كله
    المهم ,,,,
    كان الله في عون الاسلام وأهله
    وثبتنا على طريق الحق والرشاد
    اشتاقت الأرض لضم الأجساد ، وزادت غربة المؤمنين في البلاد ، وظهر الفساد وكأن مسيلمة وعهد الردة قد عاد

    ولكن يبقى للحق صولة والباطل سيباد ، لا كما نريد ولكن كما الله عز وجل أراد.

    تعليق


    • #3


      تعليق

      يعمل...
      X