إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حكاية قناص وادي الحرامية يرويها من سجنه لأول مرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حكاية قناص وادي الحرامية يرويها من سجنه لأول مرة

    كان أزيز الرصاص قد صمت فجأة في منطقة 'وادي الحرامية'، شمال مدينة رام الله، ليرتفع مكانه رجع صدى حشرجات وتوسلات جنود ومستوطنين جرحى عندما القى 'ثائر' نظرة أخيرة لم تخل من عتاب على اشلاء بندقيته العزيزة وهو يستدير بهدوء عائدا الى منزله في بلدة سلواد المجاورة، من دون ان يدرك ان الشظايا وبقية متاع خلفها وراءه ستكون بعد عامين الشاهد الملكي في قضية افترض ان لا شهود عليه فيها. صباح الاثنين الثالث من مارس/ آذار 2002، استيقظ الشاب ثائر حماد (26 سنة) قبل الفجر او لعله لم ينم ليلته

    توضأ وأدى صلاة الفجر وتناول نسخة المصحف التي يحب.. وفي الخارج ارتدى بزة عسكرية لم يسبق وشوهد يرتديها وتمنطق بأمشاط الرصاص، وامتشق بندقية الـ (ام 1 ) اميركية قديمة من زمن الحرب العالمية الثانية، وتفقد عتاده المكون من 70 رصاصة خاصة بهذا الطراز القديم من البنادق.

    امتطى ثائر مع انبلاج الصبح صهوة جواده وانطلق به مثل فارس جوال من العصور الوسطى يسابق خيوط الشمس الى جبل الباطن الى الغرب من بلدة سلواد في مسالك جبلية وعرة بدا انه كما الجواد يحفظها وصل الى المكان الذي سبق له وعاينه غير مرة فترجل.. وترك للجواد عنانه يمضي حيث اراد، فالفارس قرر الاستشهاد واطلق جواده.

    في الأسفل حيث تخلت سفوح تلال سلواد الوعرة عن إنحدارها وبعض خضرة حقولها لتحتضن سواد اسفلت شارع رام الله - نابلس الملتوي مع مسار الوادي، ومن موقعه كان بوسع ثائر رؤية المكان بكل تفاصيله.. كانت قطرات الندى لا تزال ترصع الاعشاب والاوراق الغضة في منظر بديع رآه بعينيه نصف المفتوحة على الفوهة المسددة بثبات ومعها رآى الحاجز العسكري بجنوده ومكوناته التي تشوه المكان.

    ومن موقع هيأته له يد الطبيعة، ركز ثائر البندقية من جذع زيتونة اتخذها ساترا يحميه ويواريه عن الانظار بعد ان تحسس بندقيته بأصابعه كمن يداعبها وتفقد جاهزيتها لآخر مرة وأطمأن ان المخازن الثلاثة ذات سعة الثمانية رصاصات محشوة بها وتفحص باقي الرصاصات واخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر التي بدا انه حددها لنفسه. من زنزانته التي انعم عليه فيها القائد الأسير النائب مروان البرغوثي يلقب امير كتائب شهداء الاقصى يسرد الفتى الجسور اليوم ادق تفاصيل العملية العسكرية التي اعتبرتها اسرائيل أخطر عملية نوعية تنفذها المقاومة أثناء انتفاضة الاقصى والتي لا يزال الشعب الفلسطيني يتغنى بها في كل مناسبة.

    كانت الساعة قرابة الرابعة صباحا عندما انطلق ثائر نحو هدفه وكان جنود الحاجز الذي يذيق ابناء المنطقة الوان الاذلال والقهر وروح خاله الشهيد الذي اغتيل بدم بارد وصرخات الأبرياء تحثه وتدفعه الى القيام بعمل نوعي يشفي غليله ويلقن العدو درسا. كان يتطلع الى عملية فدائية أخيرة لأنه توقع ان ينال الشهادة فيها وفق ما أسر به الى شقيقه في الأسر.

    أمضى ثائر نحو ساعتين يراقب ويخطط بعناية طول المسافة التي تبعده عن هدفه بين 120 - 150 مترا هوائيا الى الشرق منه ومع اشارة عقارب ساعة يده الى السادسة اطلق رصاصته الاولى. كان ثلاثة جنود يحرسون الحاجز سدد على الاول فاستقرت الرصاصة في جبهته وخرّ مع صدى صوت الرصاصة.. كَبَرتْ يقول ثائر ولاحقت الثاني بفوهة البندقية وعاجلته برصاصة واحدة استقرت في القلب كَبَرتْ وزادت ثقتي بنفسي وفعل بندقيتي وأرديت الثالث برصاصة اخرى.

    عملية عيون الحرامية : منفذها الوحيد يروي تفاصيلها من خلف القضبان .. قتل فيها 11 جنديا ومستوطن وجرح تسعة
    التاريخ : 16 / 02 / 2007 الساعة : 07:22

    بيت لحم -معا- اعتبرت عملية عيون واد الحرامية التي نفذها فلسطيني ضد حاجز عسكري اسرائيلي شمال مدينة رام الله عام 2002 من اشهر عمليات المقاومة الفلسطينية خلال انتفاضة الاقصي التي اندلعت عام 2000، حيث قتل في تلك العملية 11 جنديا ومستوطنا وجرح 9 اخرون بـ 26 رصاصة اطلقت على ذلك الحاجز.

    وكانت المفاجأة في تلك العملية بان منفذها لم يستشهد ولم يلق القبض عليه مما فتح الباب علي مصراعيه لرسم القصص والحكايا سواء من قبل الفلسطينيين او الاحتلال الاسرائيلي، ففيما قدرت المصادر الفلسطينية والاسرائيلية ان منفذ تلك العملية طاعن في السن وربما شارك في الحرب العالمية الثانية كونه يمتلك تلك البندقية القديمة والدقة في التصويب اشارت مصادر امنية اسرائيلية الي ان منفذ تلك العملية ربما قناص من الشيشان استطاع الوصول الي الاراضي الفلسطينية لمحاربة الاحتلال الاسرائيلي وغير ذلك من التقديرات والتكهنات.

    وبعد 30 شهرا من تنفيذ العملية اعلنت سلطات الاحتلال الاسرائيلي عن اعتقال منفذ عملية واد الحرامية الشاب ثائر حماد (26 عاما) ناشط فتحاوي من منزله في بلدة سلواد شمال رام الله، وزج به في سجون الاحتلال وحكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة.

    ومن هناك من زنازين سجون الاحتلال الاسرائيلي روي ثائر تفاصيل العملية لاثنين من اشقائه الذين جمعهم السجن في زنزانة واحدة، ومن هناك تسربت تفاصيل تلك العملية النوعية التي اعتبرتها اسرائيل أخطر عملية تنفذها المقاومة أثناء انتفاضة الاقصي.

    وروت صحيفة القدس العربي التفاصيل وقالت: انه في صباح الاثنين الثالث من آذار (مارس) 2002 استيقظ الشاب ثائر حماد قبل الفجر، وأدي صلاة الفجر، وارتدي بزة عسكرية لم يسبق وشوهد يرتديها وتمنطق بأمشاط الرصاص وحمل بندقية الـ ام 1 امريكية قديمة من زمن الحرب العالمية الثانية وتفقد ذخيرته المكونة من 70 رصاصة خاصة بهذا الطراز القديم من البنادق قبل ان يمتطي صهوة جواده وينطلق به الي جبل الباطن الي الغرب من بلدة سلواد شمال رام الله في مسالك جبلية وعرة، ووصل الي المكان الذي سبق له وعاينه غير مرة فترجل عن جواده وتركه يمضي حيث اراد كونه كان متأكدا من شهادته في تلك العملية ولكن تسير الرياح بما لا تشتهي السفن كما قال.

    وفي اسفل الجبل الذي تمركز فيه ثائر عند الساعة الرابعة فجرا كان حاجز لجنود الاحتلال يسمي حاجز عيون الحرامية نسبة للمنطقة ووعورتها، وركز ثائر البندقية من جذع زيتونة وتفقد جاهزيتها لآخر مرة وأطمأن ان المخازن الثلاثة ذات سعة الثماني رصاصات محشوة بها وتفحص باقي الرصاصات واخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر التي حددها لنفسه.

    أمضي ثائر نحو ساعتين يراقب ويخطط بعناية طول المسافة التي تبعده عن هدفه بين 120 ـ 150 مترا هوائيا الي الشرق منه ومع اشارة عقارب ساعة يده الي السادسة صباحا واشرقت الشمس وبات كل شيء واضحا اطلق رصاصته الاولي علي جنود ذلك الحاجز الذي كان يذيق ابناء المنطقة الوان الاذلال والقهر.

    وحسب رواية ثائر كان هناك ثلاثة جنود يحرسون الحاجز فسدد علي الاول فاستقرت الرصاصة في جبهته، فعاجل الثاني برصاصة استقرت في القلب قبل ان يكبر ويطلق رصاصته الثالثة لتردي الجندي الثالث قتيلا، وعلي صوت الرصاص خرج جنديان آخران من غرفة الحاجز مذعورين يحاولان استطلاع الأمر، وقال ثائر: لم اجد صعوبة في الحاقهما بمن سبقهما ومن داخل الغرفة ذاتها رأيت سادسا كان يصرخ مثل مجنون اصابه مس المفاجأة كان ينادي بالعربية والعبرية ان انصرفوا وهو يدور في الداخل كان سلاحه بيده ولم يطلق في تلك اللحظة الرصاص، لاح لي رأسه من النافذة الصغيرة اطلقت عليه رصاصة وانقطع الصوت وساد سكون الموت منطقة الحاجز برهة، أعتقد انني عالجت أمر الوردية بست رصاصات، وفجأت وصلت الي المكان سيارة مدنية اسرائيلية ترجل منها مستوطنان اثنان صوب الاول سلاحه وقبل ان يتمكن من الضغط علي الزناد كان تلقي رصاصة وسقط صاحبه الي جواره مع ضغط الزناد التالي.

    وحسب ثائر مضت دقيقتان قبل ان تصل سيارة جيب عسكرية لتبديل الجنود، وما ان اتضح للضابط ومجموعته الأمر حتي ترجلوا وتفرقوا واخذوا يطلقون الرصاص علي غير هدي في كل اتجاه.

    وقال ثائر بان موقع الحاجز في اسفل الجبل مكنه بشكل جيد في تحديد اهدافه، فعالج امر هؤلاء الجنود بالتزامن مع وصول سيارة اخري للمستوطنين وشاحنة عربية أجبر سائقها علي الترجل الا ان ثائر تمكن من اصابة المستوطنين الي جانبه من دون ان يمسه هو بأذي. ويتذكر ثائر الذي يقضي حكما بالسجن 11 مؤبدا كيف وصلت مركبة مدنية اسرائيلية لاحظ ان بداخلها امرأة اسرائيلية مع اطفالها ويقول كانت في نطاق الهدف، ولكنني امتنعت عن التصويب باتجاهها بل صرخت فيها بالعربية والعبرية ان انصرفي خذي اطفالك وعودي ويذكر انه لوح لها ايضا بيده طالبا منها الابتعاد، وبعد ذلك انفجرت بندقيته (التي لا تحتمل اطلاق الرصاص منها بشكل سريع لقدمها) وبين يديه وتناثرت في المكان ما اجبره علي انهاء المعركة بطريقة مغايرة لما خطط لها، كان قد اطلق بين 24 و26 رصاصة فقط من عتاده المكون من 70 رصاصة يعتقد انها جميعا استقرت في اجساد هدفه حيث قتل 11 جنديا ومستوطنا واصاب تسعة آخرين.

    وبعد انفجار بندقيته قرر ثائر الانسحاب صعودا في طريق العودة الي المنزل كان ذلك نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً عندما وصل الي بيته واسرع لأخذ حمام ساخن وخلد الي الفراش فأخذ قسطا من النوم قبل ان يوقظه صوت شقيقه يحثه علي الاسراع لتحضير جنازة قريب لهما توفي.

    وترافقا في العمل في القيام بواجب العزاء، كل شيء كان طبيعيا ولم يبد علي ثائر أية مظاهر غير معروفة عنه حتي عندما بدأت الانباء عن العملية تتردد في القرية مع ما رافقها من إشاعات عن ان رجلاً مسناً هو القناص الفذ الذي نفذ العملية التي يؤكد ثائر ان احدا لم يساعده في تنفيذها او يعلم بسرها لكن مصادر تشير انه اشرك احد اشقائه الخمسة في سره.

    ومع اتضاح حجم العملية فرضت قوات الاحتلال طوقا حول بلدة سلواد المجاورة للحاجز ونفذت حملة تمشيط بحثا عن المنفذين المحتملين وأعتقل ثائر وأفرج عنه بعد 3 ايام بعد ان رسمت مخابرات الاحتلال صورة لمنفذ العملية بأنه رجل كبير في السن، الامر الذي عززه كذلك وجود لفافات من التبغ العربي الذي يدخنه كبار السن عادة بعد اعداده بأيديهم عثروا عليه في المكان الذي اطلقت النار منه علي الحاجز.

    وعزز الافراج عن ثائر في المرة الاولي الثقة بنفسه بأنه في مأمن ولا شكوك حوله وأخذ يردد في كل مجلس يرتاده حكاية القناص العجوز الذي نفذ العملية، والذي كان يقول انه ربما انتقل الي جوار ربه ولن يقع في يد الاحتلال.

    ومضي نحو 30 شهرا علي العملية عندما تسلمت عائلة ثائر أمرا من المخابرات يطالب ثائر بمراجعتها ولكنه لم يراجع كان ذلك قبل اسبوع من مداهمة منزله واعتقاله فجر يوم 2/10/2004 يومها بدا واثقا من نفسه وطمأن والدته والعائلة بأنه سيخرج بعد ايام قليلة لأنه لم يفعل شيئا يوجب اعتقاله ولا شيء ضده.

    ولم يطل المقام عندما نشرت صحف اسرائيلية صبيحة 6/10/2004 نبأ القاء القبض علي قناص وادي عيون الحرامية وانه ثائر حماد.

    وترافق اعتقال ثائر مع اعتقال ثلاثة من اشقائه هم نضال واكرم وعبد القادر الذي اعتقل قبله بعشرة ايام فيما ترافق اعتقال الآخرين مع الكشف عن العملية. هذا وبعد 30 جلسة من المحاكمة حكم علي ثائر بالسجن المؤبد 11 مرة .
    نعيب الزمان والعيب فينا

    وما للزمان عيب سوانا
يعمل...
X