أكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية, أن العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية, الأسبوع الماضي في القدس تستدعي موقفا أكثر تشدداً من خطر العمليات في الضفة، معتبرةً أن هذه العملية ليس لها تأثير كبير على المعضلة الأساسية: ما العمل مع غزة؟؟.
وتشير الصحيفة في عددها الصادر هذا اليوم, أن لإسرائيل مصلحتين هامتين, هما الوقف التام للنار ضدها ووقف تعاظم قوة الفصائل الفلسطينية بسلاح أكثر وأفضل, مبيّنةً أن هناك طريقين لتحقيق هاتين المصلحتين:- الأول : احتلال كل القطاع، والثاني: خلق ضغط من جهة، واستعداد للتوصل إلى "تسوية" من جهة أخرى.
وتقول الصحيفة :" إن احتلال كل القطاع هو أمر ممكن من ناحية عسكرية, ولكن يحتمل أن يؤدي إلى نتيجة معاكسة".
وتضيف الصحيفة :"مثل هذه الحملة، كالسور الواقي في العام 2002 تضع اهتمامها في مجرد العملية العسكرية, فلا حاجة في أن يكون فورها تماما "مخرج سياسي"، ذلك أن الوصول إلى انجاز هام سيستدعي البقاء لأشهر طويلة بل وربما لسنوات في غزة", مشددةً على أن النقيصة الأساس لمثل هذه الحملة هو الثمن الذي ستضطر إلى دفعه إسرائيل.
وحول الإمكانية الثانية و هي التوصل إلى "تسوية" توقف من جهة تدفق السلاح إلى غزة، ومن جهة أخرى تدفع فصائل المقاومة إلى عدم الرغبة في إطلاق الصواريخ التي في حوزتها, تقول الصحيفة:" وكي تكون مثل هذه التسوية ممكنة ينبغي لتحقيقها الحفاظ عليها على مدى الزمن بأن يكون مجدياً لكل الأطراف, وهي لن تكون مجدية إلا إذا أدى عدم قبولها أو خرقها إلى نتيجة أسوأ".
وتمضي الصحيفة في القول:"التسوية يمكنها أن تتضمن أربعة عناصر: وقف النار، تبادل الأسرى، ضمان تزويد إسرائيل لغزة, وحل آخر في حدود غزة – مصر".
وتوضح الصحيفة أن مثل هذه التسوية يمكنها أن تكون مقبولة من حماس التي تسيطر على غزة، السلطة الفلسطينية، مصر والأسرة الدولية فقط إذا كان بديلها سيكون أسوأ, لافتةً إلى أن البديل الأسوأ بالنسبة لهم هو عملية إسرائيلية شاملة لخمس خطوات – واحدة سياسية، اثنتان عسكريتان واثنتان اقتصاديتان.
الخطوة السياسية: القول إن غزة من ناحيتنا هي كيان دولة مستقلة أعلنت حرباً على إسرائيل، و "في الحرب مثلما في الحرب" لسنا نحن من ينبغي لنا أن نحرص على سكان دولة قيادتها تفضل قتالنا.
خطوة عسكرية أولى: "بتر القطاع" في مكان واحد أو اثنين، وخلق وضع حتى لو كان هناك تهريب سلاح من مصر، فإنه يتوقف في عائق إسرائيلي قبل وصوله إلى مدينة غزة.
خطوة عسكرية ثانية: تدمير بغارات جوية لكل البنى التحتية السلطوية – محطات شرطة، وزارات حكومية، جسور وما شابه.
خطوة اقتصادية أولى: إغلاق المعابر ووقف مطلق لتدفق الوقود، الكهرباء وباقي البضائع, "الدولة لا تنقل بضائع في أثناء الحرب لدولة مجاورة تقاتلها".
خطوة اقتصادية ثانية: إخراج غزة من الغلاف الجمركي لإسرائيل وقطعها التام ليس فقط عن إسرائيل بل وعن الضفة أيضاً.
2008-03-09 15:34:08
تعليق