"مقتل 15 إسرائيليا منذ بداية العام الحالي لا يبشر بالخير"..
عــ48ـرب
07/03/2008 12:49
كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" أنه بعد أسبوع من المحاولات الفاشلة لتصفية الحساب مع إسرائيل بشأن ضحايا العملية العسكرية في قطاع غزة، حققت المنظمات الفلسطينية يوم أمس، الخميس، سلسلة من النجاحات العملانية المؤلمة. بدأت بتفجير جيب عسكري على حدود قطاع غزة، بتوثيق من كاميرات الجهاد الإسلامي (ومقتل جندي إسرائيل وإصابة آخرين)، واستمرت بإصابة مباشرة وجرحى في أحد البيوت في سديروت، وانتهت بعملية القدس، في مدرسة "الصهيونية الدينية"، العملية التي تعتبر "الأخطر في داخل الخط الأخضر منذ سنتين"، على حد تعبيره.
لقد أعادت العملية إلى الذاكرة الأيام التي وقعت فيها القدس تحت سلسلة عمليات قاتلة في أوج الانتفاضة الثانية. وما حققه الجيش والشاباك في الضفة الغربية في السنوات الثلاث الأخيرة، يعتبر معجزة من الناحية المهنية، حيث هبطت العمليات إلى مستوى منخفض، وتم تسجيل نتائج هي الأقرب إلى الحسم، أكثر مما سجل في أي مواجهة أخرى في العالم في السنوات الأخيرة.
ويؤكد نجاح عملية القدس أن البنية التحتية للمقاومة لا تزال قائمة وتستطيع توجيه ضربات، وتتغذى من القتلى الذين سقطوا في غزة، وبرغبة الانتقام لمقتل القيادي في حزب الله، عماد مغنية. ( في هذا السياق يشير إلى أن منظمة عربية في داخل حدود 48 تدعى "أحرار الجليل" كانت أول من أعلن المسؤولية عن العملية انتقاما لمقتل عماد مغنية... إلا أن هذا النبأ غير مؤكد).
ويشير إلى أنه كان لدى الأجهزة الأمنية هذا الأسبوع عدة تحذيرات من عمليات محتملة في داخل الخط الأخضر، إلا أنه الفحص الذي أجري يوم أمس، بين أن أيا منها لم يلائم العملية التي وقعت في القدس. وبحسبه فإن هذه النتيجة معقولة؛ ففي السنوات الأخيرة، وعلى ضوء السيطرة الإستخبارية القوية للشاباك في الضفة الغربية، فإن معظم الذين نجحوا في تنفيذ عمليات هم بالنسبة للأجهزة الأمنية لم يأتوا من جهة محددة أو محتملة، حيث أن الحد الأدنى من المعلومات الإستخبارية كان يكفي لإحباط تنفيذ عملية.
ويتابع أنه يجب الافتراض أن من يقف وراء منفذ عملية القدس عملوا بسرية عالية نسبيا. وحتى منتصف ليلة الخميس- الجمعة، لم تعلن هوية منفذ العملية. وهناك احتمال عال بأن يكون لأناس من سكان القدس دور، كمساعدين أو منفذين.
ويضيف أنه من السهل لسكان القدس، الذين يحملون بطاقة الهوية الشخصية الزرقاء، جمع معلومات استخبارية عن هدف مثل المدرسة الصهيونية الدينية التي نفذت فيها العملية، كما لا يوجد أي صعوبة في دخول القدس الغربية. ولكن يجب تذكر أنه بعد 6 سنوات من بدء العمل بمشروع جدار الفصل فإن موعد استكماله لا يزال بعيدا، ولا يزال من الممكن الانتقال من الضفة الغربية إلى القدس. والسؤال هو: من كان يجب منع دخول منفذ العملية، الجيش أم الشرطة.
وبحسبه فإن عملية القدس تستوجب خطوتين موضعيتين؛ اعتقالات في البيئة المحيطة بمنفذ العملية، إلى جانب البحث عن الجهة التي دفعته إلى تنفيذها، والتي من الممكن تخمين أن لها جذورا في الضفة الغربية. ومن المتوقع أن يتم تشديد الإغلاق على الضفة في الأيام القريبة، وزيادة عدد الحواجز العسكرية، خلافا لطلب وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، بتخفيف الحواجز العسكرية. كما سيتطلب الأمر إعادة بعض الإجراءات الأمنية إلى القدس، وذلك خشية استغلال نجاح العملية الحالية للمبادرة إلى موجة عمليات تنسف الإحساس بالأمن في المدينة.
ويتابع أنه حتى لو لم يكن هناك علاقة بين عملية القدس وبين التوتر في قطاع غزة، فإن الساحتين تتأثران ببضعهما البعض. ومن الممكن أن يدفع الغضب الحكومة الإسرائيلية، بسبب العملية، إلى الإنجرار وراء عمليات أشد في قطاع غزة، خاصة في حال تبين وجود علاقة لحركة حماس بالعملية. و"إذا أردنا البحث عن سبب آخر للقلق، فإن العملية التي وقعت في المدرسة المذكورة، وهي القلعة الأيديولوجية لليمين، من الممكن أن تدفع يهودا إلى أعمال انتقامية.. فهي تأتي في سيق عمليتين سابقتين: الأولى مقتل المستوطن عيدو زولدان بالقرب من مستوطنة "كيدوميم"، والثانية مقتل الجنديين في كريات أرباع".
وينهي عاموس هرئيل مقالته بالقول إنه بعد أكثر من شهرين بقليل من بداية السنة الحالية فقد قتل 15 إسرائيليا، في حين قتل خلال السنة الماضية كلها 13 إسرائيليا فقط.. وبحسبه فإن ذلك "لا يبشر بالخير"..
عــ48ـرب
07/03/2008 12:49
كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" أنه بعد أسبوع من المحاولات الفاشلة لتصفية الحساب مع إسرائيل بشأن ضحايا العملية العسكرية في قطاع غزة، حققت المنظمات الفلسطينية يوم أمس، الخميس، سلسلة من النجاحات العملانية المؤلمة. بدأت بتفجير جيب عسكري على حدود قطاع غزة، بتوثيق من كاميرات الجهاد الإسلامي (ومقتل جندي إسرائيل وإصابة آخرين)، واستمرت بإصابة مباشرة وجرحى في أحد البيوت في سديروت، وانتهت بعملية القدس، في مدرسة "الصهيونية الدينية"، العملية التي تعتبر "الأخطر في داخل الخط الأخضر منذ سنتين"، على حد تعبيره.
لقد أعادت العملية إلى الذاكرة الأيام التي وقعت فيها القدس تحت سلسلة عمليات قاتلة في أوج الانتفاضة الثانية. وما حققه الجيش والشاباك في الضفة الغربية في السنوات الثلاث الأخيرة، يعتبر معجزة من الناحية المهنية، حيث هبطت العمليات إلى مستوى منخفض، وتم تسجيل نتائج هي الأقرب إلى الحسم، أكثر مما سجل في أي مواجهة أخرى في العالم في السنوات الأخيرة.
ويؤكد نجاح عملية القدس أن البنية التحتية للمقاومة لا تزال قائمة وتستطيع توجيه ضربات، وتتغذى من القتلى الذين سقطوا في غزة، وبرغبة الانتقام لمقتل القيادي في حزب الله، عماد مغنية. ( في هذا السياق يشير إلى أن منظمة عربية في داخل حدود 48 تدعى "أحرار الجليل" كانت أول من أعلن المسؤولية عن العملية انتقاما لمقتل عماد مغنية... إلا أن هذا النبأ غير مؤكد).
ويشير إلى أنه كان لدى الأجهزة الأمنية هذا الأسبوع عدة تحذيرات من عمليات محتملة في داخل الخط الأخضر، إلا أنه الفحص الذي أجري يوم أمس، بين أن أيا منها لم يلائم العملية التي وقعت في القدس. وبحسبه فإن هذه النتيجة معقولة؛ ففي السنوات الأخيرة، وعلى ضوء السيطرة الإستخبارية القوية للشاباك في الضفة الغربية، فإن معظم الذين نجحوا في تنفيذ عمليات هم بالنسبة للأجهزة الأمنية لم يأتوا من جهة محددة أو محتملة، حيث أن الحد الأدنى من المعلومات الإستخبارية كان يكفي لإحباط تنفيذ عملية.
ويتابع أنه يجب الافتراض أن من يقف وراء منفذ عملية القدس عملوا بسرية عالية نسبيا. وحتى منتصف ليلة الخميس- الجمعة، لم تعلن هوية منفذ العملية. وهناك احتمال عال بأن يكون لأناس من سكان القدس دور، كمساعدين أو منفذين.
ويضيف أنه من السهل لسكان القدس، الذين يحملون بطاقة الهوية الشخصية الزرقاء، جمع معلومات استخبارية عن هدف مثل المدرسة الصهيونية الدينية التي نفذت فيها العملية، كما لا يوجد أي صعوبة في دخول القدس الغربية. ولكن يجب تذكر أنه بعد 6 سنوات من بدء العمل بمشروع جدار الفصل فإن موعد استكماله لا يزال بعيدا، ولا يزال من الممكن الانتقال من الضفة الغربية إلى القدس. والسؤال هو: من كان يجب منع دخول منفذ العملية، الجيش أم الشرطة.
وبحسبه فإن عملية القدس تستوجب خطوتين موضعيتين؛ اعتقالات في البيئة المحيطة بمنفذ العملية، إلى جانب البحث عن الجهة التي دفعته إلى تنفيذها، والتي من الممكن تخمين أن لها جذورا في الضفة الغربية. ومن المتوقع أن يتم تشديد الإغلاق على الضفة في الأيام القريبة، وزيادة عدد الحواجز العسكرية، خلافا لطلب وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، بتخفيف الحواجز العسكرية. كما سيتطلب الأمر إعادة بعض الإجراءات الأمنية إلى القدس، وذلك خشية استغلال نجاح العملية الحالية للمبادرة إلى موجة عمليات تنسف الإحساس بالأمن في المدينة.
ويتابع أنه حتى لو لم يكن هناك علاقة بين عملية القدس وبين التوتر في قطاع غزة، فإن الساحتين تتأثران ببضعهما البعض. ومن الممكن أن يدفع الغضب الحكومة الإسرائيلية، بسبب العملية، إلى الإنجرار وراء عمليات أشد في قطاع غزة، خاصة في حال تبين وجود علاقة لحركة حماس بالعملية. و"إذا أردنا البحث عن سبب آخر للقلق، فإن العملية التي وقعت في المدرسة المذكورة، وهي القلعة الأيديولوجية لليمين، من الممكن أن تدفع يهودا إلى أعمال انتقامية.. فهي تأتي في سيق عمليتين سابقتين: الأولى مقتل المستوطن عيدو زولدان بالقرب من مستوطنة "كيدوميم"، والثانية مقتل الجنديين في كريات أرباع".
وينهي عاموس هرئيل مقالته بالقول إنه بعد أكثر من شهرين بقليل من بداية السنة الحالية فقد قتل 15 إسرائيليا، في حين قتل خلال السنة الماضية كلها 13 إسرائيليا فقط.. وبحسبه فإن ذلك "لا يبشر بالخير"..
تعليق