إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عودة طالبان بعاصفة الربيع ( السر )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عودة طالبان بعاصفة الربيع ( السر )

    منذ مايزيد على خمس سنوات أعلنت الولايات المتحدة الامريكية بداية الحرب الصليبية ضد المسلمين , وبدأتها بأفغانستان وانطلقت آلة الحقد الصليبي العسكرية تدمر كل شيء فى افغانستان المسلمة وسط حالة ضعف لامثيل لها فى العالم الإسلامى , واختارت القيادة فى طالبان أن تختفى من المدن تكتكياً لاختلال موازين القوى وحرصاً على دماء الشعب الافغاني المسلم.

    ومع نهاية عام 2001 اختفى نظام حكم طالبان من الخريطة السياسية أو خريطة الأحداث ولكن حركة طالبان صاحبة العقيدة الإسلامية كانت فى إعداد وتخطيط , وسرعان ما عادت طالبان , وتسارعت الأخبار حول قوة عودة طالبان وقد كانت الأخبار تأتى متناثرة وعلى فترات تطول وتقصر احياناً بخبر عن عملية عسكرية بسيطة تبنتها طالبان , واحياناً عن ظهور إعلامى لأحد قادتها لكن منذ شتاء 2005 والأخبار تزداد وتيرة سرعتها وقوتها بين عمليات عسكرية كبيرة وصلت إلى إسقاط طائرات وتدمير عربات مصفحة وعمليات استشهادية مما حمل تغير نوعي كبير.

    هذا من الناحية العسكرية ومن الناحية الإعلامية ظهر تصاعد قوي للخطاب الإعلامى لطالبان حتى وصل إلى تغير تكتيكى فريد لطالبان حيث ظهر القائد العسكري لطالبان داد الله فى حوار على قناة الجزيرة الفضائية فى بداية 2006 وقد ظهر فى الحوار استعراض قوة من حركة طالبان لجنودها , وتأكيد على سيطرتها على أماكن كثيرة فى أفغانستان وحمل الحوار رسالة تهديد قوية من طالبان لنظام حكم كرازى , البعض لم يأخذ التهديدات بجدية ثم كانت الواقعة الملفتة جداً للأنظار حيث تظاهر المئات من الافغانيين يوم الثلاثاء 30 مايو2006 ورشقوا السيارات الامريكية بالحجارة واصطدموا بالشرطة والاحتلال , وهتفوا ضد الوجود الامريكى في أفغانستان في واقعة رفض شعبي هي الأولى من نوعها علانية , وهنا انتبه جميع من في العالم إلى حدوث تغيرات فى مقاومة الاحتلال على الأرض الأفغانية ثم توالت العمليات العسكرية ضد المحتلين الصليبيين بطريقة أجبرت العدو على الإعتراف بالهزيمة والفشل في منع الجهاد الأفغاني.

    حتى وصل الأمر بالمجاهدين الافغان إلى استيلاؤهم على مديرية موسى قلعة وإعلانهم عن الإعداد لهجوم كبير بعشرة آلاف جندي على المحتلين الصليبين فى الربيع , أطلقوا عليه عاصفة الربيع وهو تحدي قوي بكل المقاييس العسكرية أو السياسية ومن هنا نتوقف وقفات هامة حو ل أسباب العودة الكبيرة لجهاد حركة طالبان.

    الوقفة الأولى: الاحتلال الأجنبي الصليبي المستفز والمخالف لدين وعادات وتقاليد الشعب الافغاني المحافظ والذي رفض على مدار التاريخ الإندماج مع أي قوة أجنبية كافرة , بدئاً من الإنجليز حتى الروس , كان له أثره فى تحول الشعب الافغاني.

    الوقفة الثانية: تأثر الشعب الافغاني بالأحداث , فعلى الخريطة الآسيوية حركات مقاومة إسلامية قريبة فى الشيشان ضد الروس فضلاً عن حركة المقاومة المجاهدة فى العراق , التى تصاعدت وقويت بطريقة أذهلت العدو وجعلته يعيد ترتيب خططه مرات عديدة ويعترف بالفشل ثم سرعة انتشار أخبار المقاومة الإسلامية في ظل التقنيات العصرية , جعلت الافغان عبر مشاهدتهم النشرات الإخبارية يتأثرون بلاشك بما يحدث حولهم ويتحمسون للدفاع عن بلادهم.

    الوقفة الثالثة: وهي أن الحكومة العميلة كانت مكشوفة أمام الشعب فى عمالتها وانتماؤها للمحتل الأجنبي الصليبي ولم تقف موقفاً واحداً يعبر عن ذرة انتماء وطني , فكم من قرية دمرت وكم من مدني قتله الاحتلال ولم تحرك حكومة كرزاي العميل ساكناً فضلاً عن فشلها فى توفير الأمن والتنمية للشعب الافغاني وعاد الوضع كما كانت عليه أفغانستان قبل طالبان فى سيطرة أمراء الحرب والعصابات وتجار الأفيون على الأراضي الأفغانية , فتحسر الشعب الافغاني على أيام طالبان التي حققت له الأمن بشهادة المنظمات الدولية على 90% وقضت على معظم تجارة الأفيون , لكن تجارة المخدرات الآن إزدادت بصورة مكثفة وأصبح لها مليشيات تحميها , والحكومة تغض الطرف عنها.

    الوقفة الرابعة: هي افتضاح المشروع الامريكى المعنون زيفاً وخداعاً بالديمقراطية المعسكرة حيث لم يجد الشعب الافغاني غير قوات عسكرية أجنبية صليبية متنوعة تحتل بلاده وتحرق الأخضر واليابس وإن كل المزاعم والشعارات التي أطلقت حول التنمية والحداثة والإزدهار كلها كانت للخداع وذلك ملموس لكل العالم فمن يشاهد أي فيلم أو رسالة تلفزيونية لقناة فضائية يرى بوضوح أن أفغانستان لم تتغير مطلقاً ولايسمع عن أي مشروع نهضوي صناعي أو زراعي مطلقاً وإن كان ذلك أمر ثانوي فى مقاومة المحتل , إلا أنه كشف زيف ادعاءته بخلاف أن ماحمله الاحتلال الصليبي ليس إلا كل ما يفسد دين وأخلاق الشعب الافغاني المسلم من قنوات فضائية إباحية وإسطوانات سي دي إباحية وتشجيع للإنحلال بدعوى التقدم والمدنية , مما فضح كل مزاعم الاحتلال وجعل الشعب يلتف حول حركة طالبان.

    الوقفة الخامسة: إندماج كثير من القيادات والرموز المؤثرة في افغانستان إلى صفوف المقاومة والجهاد ورفض الوجود الأجنبي الصليبي مثل الشيخ جلال الدين حقاني وحكمت يار وغيرهم , مما زاد من التفاف الشعب حول جهاد حركة طالبان.

    الوقفة السادسة: التمييز العنصري ضد قبائل البشتون الافغانية من قبل العرقيات الافغانية الأخرى المسيطرة على كثير من مقاليد الحكم فى البلاد , كان له الأثر الكبير فى تحول قبائل البشتون إلى التفاعل مع المقاومة وحركة طالبان وحمايتها ومن ثم استفادة طالبان من هذا الدعم بطرق متنوعة.

    الوقفة السابعة: استفادة طالبان من حالة الكمون التى خضعت لها والإختفاء عقب استيلاء الاحتلال الامريكى على كابول , فعملت على تجميع قواتها والإستعداد والتخطيط ولم تغامر بمقاومة سريعة تخسر فيها كل قواتها فاختبأت حتى إستعدت وظهرت مستفيدة من كل ما تقدم فى تجميع أنصار جدد لها على الأرض الافغانية حتى وصل نفوذها إلى السيطرة على ولايات جنوبية وكان لافتاً دخول العمليات الاستشهادية والحرب الإعلامية فى جهاد طالبان . والتطور فى استخدام أساليب حديثة فى التكتيك العسكري وكان لافتاً ما عرضته قناة الجزيرة فى النصف الأول من شهر فبراير 2007 عن انضمام مجاهدين عرب للجهاد فى أفغانستان وبلاشك أنهم من أصحاب الخبرات العسكرية ربما فى العراق أو الشيشان أو غيرها من بلاد المسلمين , مما سيكون له أثر ملموس فى انتصارات الجهاد فى أفغانستان.

    الوقفة الثامنة: استفادة حركة طالبان من القبائل الباكستانية فى الجنوب خاصة إقليم وزير ستان , وحصلت منهم على دعم لوجستي مما جعل منطقة القبائل تشكل عمق إستراتيجي هام جداً لطالبان.

    الوقفة التاسعة: على الرغم مما أثير حول افتقاد حركة طالبان للعمق السياسي إلا أن استفادة طالبان من أخطاء الاحتلال والحكومة العميلة فى تجميع أنصار جدد يدل على وعي سياسي فضلاً عن أن حركة طالبان سلفية والشعب الافغاني تنتشر فيه الصوفية وقد عمد الاحتلال منذ اليوم الأول لدخوله كابول على تقوية الصوفية لكن طالبان تجنبت مواجهة الصوفية فى مقاومتها للاحتلال , بل جعلت الشعب يلتف تحت رايتها بخلافاته المتنوعة وهو فقه إسلامي سياسي رائع فى دفع الصائل.

    الوقفة العاشرة: الإعلام العربي تعمد تهميش أخبار العمليات العسكرية لحركة طالبان ضد الاحتلال ولكن انجازات المقاومة الهائلة أجبرته على نشر الأخبار , وقد نجحت طالبان فى استغلال الإعلام وإذا كان الكثيرون يتوقعون انسحاباً أمريكياً من العراق بسبب إشتداد المقاومة , فإنى أتوقع أن ينسحب الاحتلال ايضاً من أفغانستان قبل العراق , حيث أن أفغانستان مثالية من كل شىْ , فى نجاح حرب العصابات من حيث التضاريس , والتفاف الشعب , فضلاً على عدم وجود صراع طائفي أوعرقي قوي , والحكومة العميلة تحاول بكل الطرق التفاوض مع طالبان لحفظ ماء وجه الاحتلال البغيض.

    وأخيراً: يبقى أن إلتزام حركة طالبان بالإسلام منهجاً وسلوكاً , وعدم وقوعهم فى فخ المساومات السياسية جعل العقيدة الإسلامية هى أقوى من كل سلاح , فهي التى تنتصر وتحقق البطولات للمسلمين بأسلحة بدائية أمام جيوش تملك أحدث التقدم التكنولجى العسكرى , وصدق الله (إن تنصروا الله ينصركم) وفي ذلك درس لأولي الألباب.
    نعيب الزمان والعيب فينا

    وما للزمان عيب سوانا

  • #2
    عودة قوية لمجاهدي طالبان
    الله معهم
    القناعة كنز لا يفنى

    تعليق

    يعمل...
    X