إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حماس وفتح ..الشريك الأبكم!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حماس وفتح ..الشريك الأبكم!!

    آخر ما سيصل إليه العقل الصهيوني أن يجلس الفريق الحكومي كاملا على طاولة المفاوضات، مضافاً إليه بقية التوابع من الحاخامات، والجماعات المتطرفة، وأمامهم الأفكار الخاصة التي استلهموها من (رب بني إسرائيل) الخاص بهم، مضافا إلى ذلك، كل ما رأوه في المنامات وما استطاعوا ابتكاره من تفسيرات تلمودية وتوراتية، وبالطبع سيجلس أمام المبنى الذي ستجري فيه المفاوضات بكل تأكيد العجل المقدس.



    الشريك المطلوب بالنسبة للكيان الصهيوني، هو الذي لا يستطيع الكلام، وحتى لغة الإشارة هي محظورة على أي طرف فلسطيني حتى يقبل به هذا الكيان أو يرضى عن وجوده.



    هذه هي جوهر المسألة المعقدة في التعامل مع العقل الصهيوني، الذي يتهافت عليه العديد من الساسة بغية الحصول منه على مكتسبات معينة، بقيت هذه المكتسبات في دائرة الوهم حتى اللحظة، ولكننا فقدنا الكثير أثناء هذا الرهان، ولا نزال نفقد، خصوصا وان المشروع الصهيوني في تهويد بلادنا مستمر، وانتزاع الأرض والقتل وكل مفردات الاحتلال مستمرة، ومع هذا كله، كل ما حققه هؤلاء الساسة، هو مجرد الجلوس على تلك الطاولة.



    فمنذ البدء كان مفهوم الشريك في المفاوضات خارج دائرة الفلسطينيين، وهي معادلة حساسة يلعب بها الكيان الصهيوني جيدا. فالعديد من الأنظمة العربية تجد أن من مصلحتها في إقامة علاقات وثيقة مع الكيان الصهيوني، لأنها تعتبر وجود الكيان الصهيوني، هو مبرر لوجود هذه الكيانات وبقاء هذه العروش.



    هذه المعادلة أدركها الكيان الصهيوني جيدا، وهو الآن يتوجه من جديد نحو الدول العربية، بغية تطويق الفلسطينيين وإخضاعهم من جديد لعملية مضيعة للوقت، من خلال ما أعلنه الكيان عن مشروع قمة قريبة في عمان.



    بالتالي إن اتفاق حماس وفتح لا يشكل بالنسبة للكيان الصهيوني وجود شريك بالمطلق، وحتى لو تراجعت حماس عن مواقفها من الكيان الصهيوني، فكل هذه الأمور لا تعني الكيان الصهيوني شيئاً، لأنه في حالة إقراره بوجود الشريك، فسوف يكون أمام تبعات سياسية عديدة، ولكن نفيه، أسهل الطرق لمزيد من البحث عن شريك، وعن خطة وخريطة وغير ذلك من المفردات المبهمة.



    الكيان الصهيوني يعلن مؤخراً أن أبو مازن هو شريك له، فمسألة تعليق المفاوضات بأسماء محددة، هي جزء من عملية تكرار نفي وجود شريك أصلاً، وإعادة تصدير الأزمة إلى عمق المفاوض الفلسطيني، الذي عليه باستمرار أن يقدم ما يرضي هذا الكيان أولاً، في لغة عجيبة للمفاوضات، لا يستسيغها عقل حر بالمطلق.



    الشريك الأبكم، هو المطلب الصهيوني في حالة كون الشريك من الفلسطينيين، وعلى هذا الشريك أن يجلس على الطاولة، ويقبل بما يقرره الحاخامات، ثم على الفلسطينيين – كما ذكرنا أكثر من مرة- عليهم أن يذهبوا إلى المسجد الأقصى، ويعملون على هدمه بأيديهم، ثم عليهم المساهمة ببناء الهيكل المزعوم، والمساهمة في استيلاد عجل بني إسرائيل، ولكن ..كل هذا لا يكفي، لأن المطلب الصهيوني أولاً وأخيراً، سيظل بحدود إزاحة الفلسطينيين عن هذه الأرض، فأي مفاوضات ممكنة، وأي شراكة يبحث عنها البعض؟؟.
يعمل...
X