النقاط الثمانية لإدانة القيادة الحماسية
عبد الإله شائع
اقتباس:
إن المنظمات المسلحة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وخاصة في هذه الحقبة، وعلى رأسها حماس -حاشا المخلصين من أبناء القسام- هم في الحقيقة خانوا الملة والأمة ، وتنكروا لدماء الشهداء ، فمسلسل خياناتِ قاداتهم السياسية مستمر ومنذ سنين ، فجميع أبناء الساحة الفلسطينية يعلمون قصة الحصار المادي الجائر الخانق الذي ضربته تلك القيادة على كتائب القسام ولفترة طويلة، ومن قبل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حتى يذعن المخلصون من أبناء القسام إلى قرارهم السياسي المشؤوم ، فكانت النتيجة قتل واعتقال معظم المخلصين من حملة السلاح ، على أيدي اليهود وعملائهم من سلطة الخيانة . الرابع من صفر 1429هـ الموافق 14فبراير 2008 بينما قادة حماس منشغلون في إطار مدافعة تصريحات قادة القاعدة ، جاءتهم الضربة من حيث لا يحتسبون ، أو من ظنوا أنه قضى نحبه شهيدا في إحدى معارك الجهاد على أيدي حماس العراق .امير المؤمنين لدولة العراق الإسلامية؛ أبو عمر البغدادي في شريط صوتي
بعنوان "الدين النصيحة ."
برنامج المناصحة لقادة حركة حماس والجنود والأنصار لم يبدأ مع نجاح تنظيم القاعدة بالتوسع وتشكيل الإمارات الإسلامية، بعد أن نجح في تحقيق وجود الملاذات الامنة للتدريب والتصنيع العسكري، وللإثراء الفكري والأدبي والإعلامي . بل بدأ منذ وقت مبكر من عصر الحركة التي أكملت عشرون ربيعا من حياتها، وهو عمر الشباب والانطلاق للحركات ، إلا أن المشهد الحمساوي يختلف، فما أن بلغت ربيع العمر حتى بدأ هرمها القيادي يتصدع ، ليس بفعل الاحتلال اليهودي لفلسطين، أو غدر "إخوانهم" في سلطة أبو مازن، إنما من تيار عريق في الجهاد والاستشهاد.
الصدمة والذهول!
لاأتوقع ردا رسميا من قادة حماس على البغدادي، واتوقع ردا تنظيميا تربويا عبر
برنامج تطعيم ضد "فيروس" القاعدة.
هذه المرة لن تستطيع قيادة حماس التباكي بالحصار، ولا التفاخر بالأحزمة الناسفة ،
ولا بالابتداء بالجهاد، لأن سقف قادة حماس أصبح بلا غطاء، بدأ بخلعه الرجل الثاني
في القاعدة .
فإذا أرادت قيادة حماس أن تضاهي القاعدة في عملها الميداني الاستشهادي الذي نفذه
خيرة أبناء الحركة، فإن القاعدة ستضع قائمة رقمية تتقزم أمامها قيادة حماس، فعلى
مدى عشرين عاما لم تبلغ عمليات حماس الاستشهادية المئة عملية، بينما تجاوزت عمليات
تنظيم القاعدة رقم خمسة ألاف عملية استشهادية منفردة في خمسة اعوام.
وإذا أرادت قيادة حماس أن تتحدث عن المحاصرين في فلسطين منذ أكثر من نصف قرن من
الزمان، فإن الحصار مفروض على شعب فلسطين المسلم، وقادة الحركة يتحركون ويجوبون
عواصم البلدان التي تستضيف الاحتلال الأمريكي.
وفي حالة القاعدة فإن حصارا مضروبا عليهم منذ أكثر من ست سنوات، ليس في تورا بورا
فقط، بل في جميع أنحاء العالم بما فيها بلاد الحرمين مهبط الوحي وقبلة المسلمين
أجمعين.
والحصار المالي على تنظيم القاعدة لا يخفى على أحد، بينما عواصم عربية من اشد حلفاء
الاحتلال الأمريكي الداعم الأول والرئيسي للاحتلال اليهودي في فلسطين؛ دفعت لحماس
أكثر من مئة وأربعين مليون دولار أمريكي مساعدات.
وفي نفس الوقت الذي أغلقت فيه كبرى الجمعيات الخيرية، وتم الاستيلاء على أرصدتها
وتحويلها لمنظمات رسمية تابعة لدول حليفة للاحتلال الأمريكي، وتقوم بدور رئيسي في
دفع عجلة التطبيع مع الاحتلال اليهودي، يتم في نفس الوقت رفع الحظر عن "مؤسسة الأرض
المقدسة" داخل الولايات المتحدة الأمريكية المتهمة بجمع التبرعات لحركة حماس.
إذا حاول قادة حماس أن يتهموا أمير دولة العراق الإسلامية بأنه عميل لإيران كما
يفعل نظراؤهم من مليشيات الاخوان المسلمين حماس العراق وكتائب جامع والجيش
الإسلامي، فإن قادة حماس هم من استلم من إيران (90) مليون دولار أمريكي مساعدات
وليس البغدادي المتهم جنوده باستخدام بعض العبوات الإيرانية التصنيع تم شراؤها من
أسواق السلاح كما تفعل كتائب القسام حين تشتري من اليهود سلاحا.
وهم من وضع إكليل الزهور على قبر الخميني وليس البغدادي الذي يعتبر حكام إيران أهل
شرك وردة، وهم من اعتبرتهم مرجعيات إيران بالذراع الاستراتيجي لتحقيق التوازن بين
المشروع الفارسي والصهيوصليبي في المنطقة إلى جانب مليشيات أمل وحزب الله التي ذبحت
الفلسطينيين على سفوح جبال لبنان جنوبا وشمالا.
بينما قادة حماس منشغلون بالرد على الدكتور أيمن الظواهري، ومحاولة التشكيك فيه أنه
"حاقد" على الإخوان المسلمين من زمان، وبأنه استحوذ على الشيخ أسامة بن لادن بفريق
المصريين لتقليص الفلسطينيين من حول الشيخ زعيم القاعدة، إذا بخطاب الشيخ أسامة إلى
دولة العراق الإسلامية يقول "للمخلصين" من حماس أن يتركوا قيادتهم التي "باعت دينها
بدنياها".
ويأتي أبو عمر البغدادي ينادي "المخلصين المجاهدين" من كتائب القسام إلى إعلان
"إنقلاب" على قادتهم التي عدد انحرافاتها وأجملها في ثمان نقاط كلها في جانب
الانحراف العقائدي.
حماس فلسطين على خطى حماس العراق
بالأمس العاجل في العراق أعلنت قيادة الاخوان الهاشمي أنه أدرك مبكرا خطورة القاعدة
وحاربها قبل أن يتنبه الأخرون، وهو اعتراف بأنه قاتل المجاهدين لصالح المحتلين من
اللحظات الأولى للجهاد، وهنا نفهم دموع وبكائية أمير الاستشهاديين الزرقاوي وهو
يدعو على قادة الحزب الإسلامي ويبكي بكاء المحروق.(راجعوا موقع الحزب الإسلامي
العراقي)
وبالأمس القريب في فلسطين شنت قيادة حماس على رأسها إسماعيل هنية (الحاج بطائرة
ملكية سعودية بعد حضوره مهرجان غنائي في الدوحة أحيته المطربة اللبنانية ماجدة
الرومي ومطربون عالميون، واستعراض فاضح عبر فتيات كاسيات عاريات بحضور أمير قطر
واحمدي نجاد) شنت هذه القيادة حربا إعلامية على جيش الإسلام ذو الانتماء إلى السلفية الجهادية ، حين اختطف صحفيا بريطانيا يبادل به أسرى من المسلمين في سجون بريطانيا والأردن .
وفي بادرة خطيرة اعتلى مسلحون من حماس في غزة أسطح المنازل حول مناطق محتملة لتواجد الصحفي المخطوف من جيش الإسلام ، متوعدين بالقتل لمن يرفض تسليم "الضيف" على حركة حماس بحسب تعبير هنية.
تولى ملف الصحفي البريطاني القيادي الحمساوي محمود الزهار، صاحب الرسالة الشهيرة
إلى كوفي عنان بأنه يريد "دولتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام في الأرض المقدسة"
بحسب نص الرسالة المقدمة من حماس وبعثها وزير خارجيتها أنذاك محمود الزهار.(راجعوا
برنامج بالعربي من قناة العربية)
رفض الزهار أن يصف جيش الإسلام بالفصيل المقاوم، وألمح حينها أن تنسيق القسام مع
الجيش في عملية الوهم المتبدد التي قتلت جنود محتلين وخطفت جندي جلعاد إلى أنه كان
خطأ، وصرح أنه لن يتكرر.
تحركت الالة الإعلامية لحركة حماس فسرى بين الناس أن جيش الإسلام "مرتزقة دحلان"
وأنه كان يجهز عشرات السيارات المفخخة -في إشارة إلى منهج السلفية الجهادية- ليقتل
قيادات من حماس.
ومؤخرا "عملية انتحارية" في مسجد بصلاة الجمعة لاغتيال الحاج هنية وأن مخطط
الاغتيال تم تدبيره من قيادة فتحاوية؛ إخوة التراب لقادة حماس.
وفي قراءة الخبر من المركز الفلسطيني للإعلام صرح أن الفتوى بقتل الحاج هنية صدرت
للشاب "مغسول الدماغ" من شيخ سلفي "معروف بحقده على جماعة الاخوان المسلمين." في
إشارة إلى أن الحقد على الإخوان دلالة إجرامية، حتى لو كان الاخوان حلفاء الاحتلال
كما في العراق وأفغانستان. (راجعوا موقع المركز الفلسطيني للإعلام)
تبديد وهم قادة حماس
خطاب البغدادي جاء كـ "عملية الوهم المتبدد" لكشف قادة حماس بعد أن صعقهم بالكهرباء
الحكيم (الطبيب) الظواهري.
جاء خطاب الظواهري في ابريل من العام الميلادي المنصرم 2007، فكانت سيطرة حماس على
غزة في يونيو من نفس العام .
تنفس المجاهدون من حماس والقسام خصوصا الصعداء بأنهم -ولأول مرة- يقاتلون
"المرتدين" الذين طالما حثهم الطبيب الظواهري على فعل ذلك.
بدد قادة حماس خطاب الظواهري بعملية السيطرة على غزة، ومرت ثمانية أشهر، والقادة
المنتصرون في غزة يخاطبون "المرتدين" من جديد، ويعيدون مقراتهم، ويفرجون عن
سجنائهم، ويستجدون الحوار معهم . في المعركة التي دارت لم تكن ضد "المرتدين" بمفهوم الشيخ أسامة بن لادن، والدكتور الظواهري ، والأمير البغداي، إنما قاتلت حماس "التيار الخياني" الذي يشوه صورة "الأخ الرئيس أبو مازن." ويستغل لافتة حركة "فتح الوطنية" لتحقيق مآرب يهودية .
استمر الاحتلال في قطف رؤوس قادة الجهاد من كل الفصائل، مما يؤكد أن "التيار
الخياني" بمفهوم هنية، و "المرتدين" بمفهوم البغدادي مايزالون نشطين في القطاع رغم
سيطرة حماس عليه.
صور إعلامية حمساوية
قتلت الصورايخ الأمريكية يطلقها يهود محتلون خمسة من مجاهدي القسام، فكان خبرا
عاجلا على قناة الجزيرة وكان بالصيغة التالية "مقتل اثنين من كتائب القسام"
قتلت الصواريخ عشرة من جيش الإسلام، فكان خبرا عاديا على الجزيرة، وبالصيغة التالية
"استشهاد مقاومين فلسطينيين"
أطلق جيش الإسلام عشرات الصواريخ باتجاه مغتصبات ومعسكرات عدة في المحيط، لا خبر
على الجزيرة، قصفت القسام بصواريخ على مغتصبة سيدروت، فكان خبرا رئيسيا وموضوعا
للنقاش في ماوراء الخبر.
قتلت قاذفات القنابل للاحتلال الأمريكي عشرات الأسر في عرب جبور والموصل وديالى
وبعقوبة، لا شيء من ذلك على الجزيرة، منع الاحتلال اليهودي الكهرباء عن المسلمين في
غزة، فكانت التغطية مباشرة.
قتلت قاذفات القنابل أسرة كاملة بأبنائها وبناتها -هي أسرة الدكتور أيمن الظواهري-
فترة الغارات على تورابورا، لم يكن خبرا حتى ولم تذكره الفضائيات حتى أحاطنا به
علما الظواهري نفسه.
قتلت صواريخ أمريكية أطلقها الاحتلال اليهودي مجاهدين من بينهم نجل القيادي
الحمساوي محمود الزهار، فأطلقوها خبرا عاجلا، ودليلا دامغا على الريادة.
بلا شك أن قادة حماس في مأزق شديد الحساسية، لان الخطاب صادر ممن يحشد العالم جيوشه
لقتاله في دولة العراق الإسلامية، وليس من كاتب صحفي خلف الكيبورد باسم مجهول.
لا أتوقع استجابة فورية في خلال الساعات القادمة لخطاب الأمير أبو عمر البغدادي من
أنصاره داخل حماس والقسام خصوصا، إلا أن خطابه يؤكد أن له أرضيه ستتلقفه وتبني عليه
تحركات ميدانية واسعه سوف نشهد ثمرتها على أقل تقدير في هذا العام الهجري الذي أطلق
عليه الشيخ أسامة بن لادن "عام الجماعة." ويقصد التوحد تحت راية التوحيد وليس غيرها
مهما كان الثمن.
كتبها الشيخ زهير بن حسن حميدات
14:14
تعليق