يديعوت أحرونوت» ـــ اليكس فيشمان
بعد وقت قصير على اكتشاف شبكة العبوات الناسفة بالقرب من الخط الأزرق داخل الأراضي اللبنانية، قامت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات على علو منخفض. ورغم حالة الجوّ الصعبة، جرى البحث عن أهداف: عناصر مسلحين من حزب الله، مركبات، أو أي شيء يمكن إدانته باعتباره جهة إرهابية موجودة قرب الجدار.
في موازاة ذلك، تم أيضاً إرسال قوات من المشاة على طول الحدود لتنفيذ عمليات مختلفة، سرية وعلنية، للبحث عن أهداف وضربها. ومع أن الأهداف لم يعثر عليها بسبب حالة الجوّ، إلا أن اسرائيل أظهرت هنا بعض العضلات كي تذكّر، نفسها قبل الآخرين، بأنها قررت بأن ما حصل في الشمال قبل نصف سنة لن يتكرر مرة أُخرى، وأن الأوامر تقضي بعدم السماح لحزب الله بالاستقرار ثانية على الحدود، حتى لو كان ثمن ذلك حصول مواجهة. كما أن عرض العضلات الذي حصل أمس كان هدفه إفهام الطرف الآخر بأنه من الأفضل أن تبقى ساحة العبوات التي انكشفت أمس بمثابة عصفور منفرد لا يبشر بوصول السرب بأكمله. وعليه، المطلوب الآن التعلل بالأمل بأن تصمد سياستنا هذه على مدى الزمن وفي كل حالات الجوّ.
حتى الآن، أوامر إطلاق النار التي أصدرها قائد المنطقة الشمالية الحالي للقوات مشابهة جداً لتلك المتبعة حول قطاع غزة. المبدأ هو الحفاظ على السيادة الاسرائيلية حتى آخر سنتمتر. لكن ماذا عن أعلام حزب الله المنتشرة على طول الحدود؟ جواب الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة: حزب الله هو أيضاً حزب سياسي لبناني لا يمكن منعه من رفع الأعلام.
في هذا الوقت، ليس واضحاً بعد، بحسب المعلومات الاستخبارية المتراكمة، ما اذا كان حزب الله هو الذي زرع العبوات، ذلك أن هناك أيضا نشاطات لجهات إرهابية أخرى في منطقة جنوب لبنان. ومع ذلك، العبوات التي اكتُشفت هي عبوات مموهة تُذكّر كثيراً بالعبوات التي استخدمها حزب الله حيال دوريات الجيش الاسرائيلي. كما أنه ليس واضحاً ما اذا كان الحديث يدور بالفعل عن عبوات نشطة معدة للاستخدام الفوري، أم عن عبوات زرعت للاستخدام في مستقبل أبعد، وفقاً للتطورات السياسية. ويحتمل أن يكون زرع العبوات جاء لتهديد الدوريات التي تنفذها قوات الجيش الاسرائيلي في تلك «الجيوب» التابعة في واقع الامر لإسرائيل، والموجودة بين السياج الفاصل وخط الحدود. تقلق هذه الدوريات كثيراً حزب الله إذ إنها تجعل من الصعب عليه التسلل جنوباً.
ثمة أمر واحد واضح بالفعل: حزب الله يميل إلى العودة للاستقرار مع مرور الوقت على طول الحدود مع اسرائيل. تقدير الوضع في اسرائيل يقول إن حزب الله سيحاول الامتناع عن المواجهة معها في العام الجاري، ذلك أنه بحاجة الى الوقت كي يواجه بنجاح حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة وكي يبني قوته العسكرية استعداداً للمواجهة المقبلة. وهذا يذكّرنا كثيراً بتقويمات الوضع في اسرائيل بالنسبة إلى حركة «حماس».
وتجدر الإشارة الى أن زرع شبكة العبوات، سواء كانت نشطة ام لا، يتناقض مع تقدير الوضع المشار اليه. وعليه، لماذا يحتاجون الآن الى مواجهتنا ومواجهة اليونيفيل والجيش اللبناني؟ لماذا يشعلون الآن النار في لبنان؟ بحسب فهمنا للأمور، يفترض بهم أن يمتنعوا عن ذلك في العام الجاري. لكن قد تكون هذه العبوات، التي عُثر عليها وفُجّرت بنجاح، هي بالذات اشارة التحذير لكاتبي تقويمات الوضع.
حزب الله لا يزال «حيّاً يُرزق» في جنوب لبنان؛ فالسكان المنتشرون في عشرات القرى، والبالغ عددهم نحو 350 ألف، معظمهم من الشيعة المؤيدين لحزب الله، كما أن عناصر الحزب يعيشون ويعملون في داخلهم. كما أنه ثمة نشاط عسكري سري لحزب الله في عمق الأراضي. ولكن مع ذلك، تبدو اسرائيل، حالياً، راضية عن نشاط اليونيفيل. ففي الفترة الأخيرة عثر عناصر الامم المتحدة على 7 إلى 8 مخازن سلاح وفجروها.
حدث الأمس، يُذكّرنا جميعاً بمدى قابلية هذه الحدود للانفجار؛ فرئيس الأركان غابي أشكنازي تسلم مهماته من دون يوم واحد من الراحة. ومن شأن الجيش الاسرائيلي أن يدخل في مواجهة شاملة على إحدى الجبهات في غضون فترة تراوح بين أشهُر وسنة. هذه هي الفرضية الأساس وهذا ما ينبغي الاستعداد له.
بعد وقت قصير على اكتشاف شبكة العبوات الناسفة بالقرب من الخط الأزرق داخل الأراضي اللبنانية، قامت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بشن غارات على علو منخفض. ورغم حالة الجوّ الصعبة، جرى البحث عن أهداف: عناصر مسلحين من حزب الله، مركبات، أو أي شيء يمكن إدانته باعتباره جهة إرهابية موجودة قرب الجدار.
في موازاة ذلك، تم أيضاً إرسال قوات من المشاة على طول الحدود لتنفيذ عمليات مختلفة، سرية وعلنية، للبحث عن أهداف وضربها. ومع أن الأهداف لم يعثر عليها بسبب حالة الجوّ، إلا أن اسرائيل أظهرت هنا بعض العضلات كي تذكّر، نفسها قبل الآخرين، بأنها قررت بأن ما حصل في الشمال قبل نصف سنة لن يتكرر مرة أُخرى، وأن الأوامر تقضي بعدم السماح لحزب الله بالاستقرار ثانية على الحدود، حتى لو كان ثمن ذلك حصول مواجهة. كما أن عرض العضلات الذي حصل أمس كان هدفه إفهام الطرف الآخر بأنه من الأفضل أن تبقى ساحة العبوات التي انكشفت أمس بمثابة عصفور منفرد لا يبشر بوصول السرب بأكمله. وعليه، المطلوب الآن التعلل بالأمل بأن تصمد سياستنا هذه على مدى الزمن وفي كل حالات الجوّ.
حتى الآن، أوامر إطلاق النار التي أصدرها قائد المنطقة الشمالية الحالي للقوات مشابهة جداً لتلك المتبعة حول قطاع غزة. المبدأ هو الحفاظ على السيادة الاسرائيلية حتى آخر سنتمتر. لكن ماذا عن أعلام حزب الله المنتشرة على طول الحدود؟ جواب الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة: حزب الله هو أيضاً حزب سياسي لبناني لا يمكن منعه من رفع الأعلام.
في هذا الوقت، ليس واضحاً بعد، بحسب المعلومات الاستخبارية المتراكمة، ما اذا كان حزب الله هو الذي زرع العبوات، ذلك أن هناك أيضا نشاطات لجهات إرهابية أخرى في منطقة جنوب لبنان. ومع ذلك، العبوات التي اكتُشفت هي عبوات مموهة تُذكّر كثيراً بالعبوات التي استخدمها حزب الله حيال دوريات الجيش الاسرائيلي. كما أنه ليس واضحاً ما اذا كان الحديث يدور بالفعل عن عبوات نشطة معدة للاستخدام الفوري، أم عن عبوات زرعت للاستخدام في مستقبل أبعد، وفقاً للتطورات السياسية. ويحتمل أن يكون زرع العبوات جاء لتهديد الدوريات التي تنفذها قوات الجيش الاسرائيلي في تلك «الجيوب» التابعة في واقع الامر لإسرائيل، والموجودة بين السياج الفاصل وخط الحدود. تقلق هذه الدوريات كثيراً حزب الله إذ إنها تجعل من الصعب عليه التسلل جنوباً.
ثمة أمر واحد واضح بالفعل: حزب الله يميل إلى العودة للاستقرار مع مرور الوقت على طول الحدود مع اسرائيل. تقدير الوضع في اسرائيل يقول إن حزب الله سيحاول الامتناع عن المواجهة معها في العام الجاري، ذلك أنه بحاجة الى الوقت كي يواجه بنجاح حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة وكي يبني قوته العسكرية استعداداً للمواجهة المقبلة. وهذا يذكّرنا كثيراً بتقويمات الوضع في اسرائيل بالنسبة إلى حركة «حماس».
وتجدر الإشارة الى أن زرع شبكة العبوات، سواء كانت نشطة ام لا، يتناقض مع تقدير الوضع المشار اليه. وعليه، لماذا يحتاجون الآن الى مواجهتنا ومواجهة اليونيفيل والجيش اللبناني؟ لماذا يشعلون الآن النار في لبنان؟ بحسب فهمنا للأمور، يفترض بهم أن يمتنعوا عن ذلك في العام الجاري. لكن قد تكون هذه العبوات، التي عُثر عليها وفُجّرت بنجاح، هي بالذات اشارة التحذير لكاتبي تقويمات الوضع.
حزب الله لا يزال «حيّاً يُرزق» في جنوب لبنان؛ فالسكان المنتشرون في عشرات القرى، والبالغ عددهم نحو 350 ألف، معظمهم من الشيعة المؤيدين لحزب الله، كما أن عناصر الحزب يعيشون ويعملون في داخلهم. كما أنه ثمة نشاط عسكري سري لحزب الله في عمق الأراضي. ولكن مع ذلك، تبدو اسرائيل، حالياً، راضية عن نشاط اليونيفيل. ففي الفترة الأخيرة عثر عناصر الامم المتحدة على 7 إلى 8 مخازن سلاح وفجروها.
حدث الأمس، يُذكّرنا جميعاً بمدى قابلية هذه الحدود للانفجار؛ فرئيس الأركان غابي أشكنازي تسلم مهماته من دون يوم واحد من الراحة. ومن شأن الجيش الاسرائيلي أن يدخل في مواجهة شاملة على إحدى الجبهات في غضون فترة تراوح بين أشهُر وسنة. هذه هي الفرضية الأساس وهذا ما ينبغي الاستعداد له.
تعليق