إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المأتمر الوطني في دمشق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المأتمر الوطني في دمشق

    بصحبة الأمين

    نص كلمة الأخ المجاهد د. رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في المؤتمر الوطني الفلسطيني.. ومقابلتين في صحيفة «الحياة» وتلف
    «الجهاد» تنشر نص كلمة د. رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في المؤتمر الوطني الفلسطيني في دمشق

    الدكتور رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي لـ«الحياة»

    د. رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لـ«a.n.b»



    «الجهاد» تنشر نص كلمة د. رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي

    في المؤتمر الوطني الفلسطيني في دمشق..

    ما يجري في غزة ليس مجرد احتجاج.. هو معجزة بكل معنى الكلمة اسمها

    إرادة البقاء والإصرار على الحياة





    تنشر «الجهاد» فيما يلي النص الكامل لكلمة الأخ المجاهد الدكتور رمضان عبد الله شلّح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والتي ألقاها في المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي تم عقده في دمشق ما بين (23 ـ 25/1/2008م):

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه وسائر إخوانه من الأنبياء أجمعين.

    السيد رئيس المؤتمر، الأخوة والأخوات جميعاً.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،

    أعرف أنّكم أُرهقتم، وأن الوقت قد طال بنا وبكم، لذلك، أبدأ تحيتكم لتلطيف الأجواء، بخبر عاجل، لا تنزعجوا منه وهو يتعلق بمؤتمركم.. أن كل المراكز الصحية الحديثة والمتقدمة جداً في واشنطن وتل أبيب، أعلنت تأكيد وثبوت رؤية إصابة جزء من الجسد العربي والفلسطيني الرسمي بالسرطان الإسرائيلي! وبناءً عليه، هؤلاء الذين أصيبوا بهذا السرطان غادرت فلسطين وخرجت من نفوسهم وقلوبهم وأرواحهم وعقولهم، لكنّها لم تستقر في الدولة اليهودية واختارت كما كانت دوماً، من خلالكم أن تستقر اليوم في قلب ونبض الأمة الطافح بالحياة، في دمشق العروبة والعرب.

    فلسطين هنا، كما قال أخي أبو الوليد، فلسطين هنا، مقاومة فلسطين هنا، إنّها مقاومة فلسطينية الوجه واليد، عربية القلب واللسان، إسلاميّة الجذور والانتماء إلى الأنبياء جميعاً، صعوداً إلى الله وليس إلى الإله الجديد، إله الحديد، إلههم جورج بوش.

    إخوتي الأعزّاء، أخواتي الكريمات والعزيزات..

    اختصاراً للوقت، أبدأ بعنوانين أساسيين، طرحهما المؤتمر، ومن خلالهما نعرّج على كثير من التفاصيل.. عنوان الثوابت الوطنية الفلسطينية.. المؤتمر جاء ليحافظ عليه، والعنوان الثاني، الوحدة الوطنية، ونقف من خلاله بين يدي مجزرة غزة، التي تُذبح كما تُذبح فلسطين من الوريد إلى الوريد.

    الثوابت الوطنية الفلسطينية هي ثوابت الأمة.. هكذا ينبغي أن يكون الحال. ما يجري في غزة هو عرض للمرض، ونتيجة للخلل الفادح، وللأزمة الطاحنة التي تعصف بالمشروع الوطني الفلسطيني، فيما يتعلق بالضبابية والفوضى التي أصابت الثوابت في عقولنا وضميرنا ووجداننا. كلّنا نعلم، أن فلسطين، كل فلسطين، من رفح إلى رأس الناقورة، ومن البحر إلى النهر، كل فلسطين، كامل فلسطين هي لنا، وهي أرض عربية إسلامية مقدسة مباركة بنص القرآن الكريم، وهي ليست ملك للفلسطينيين وحدهم، بل ملك للأمة كلها، بكل أجيالها، وملك للشعب الفلسطيني، بكل مكوناته، وألوانه، وأطيافه، وأجياله، فلا يحق لأي جهة، أو طرف، أو شخص، أو جيل، أن يفرط في شبر من فلسطين.. هكذا استقرت فلسطين في وعي وضمير الأمة والشعب الفلسطيني. وعلى هذا الأساس قاد من سبقنا المشروع الوطني الفلسطيني، بأن فلسطين هي ملك الأمة، وحقنا الكامل (علشان يرتاح وما يزعلش أخونا رشاد أبو شاور)، كامل فلسطين، لا يمكن أن يسقط بالتقادم.

    إذا كان هذا هو الوعي، وهذا هو الحال، فمن أين جاءنا الخلل؟! ومن أي نافذة دخلت ريح السموم؟! أقول لكم بإيجاز: دخلت علينا ريحهم من نافذة البرنامج المرحلي عام 1974. البرنامج المرحلي، وربما البعض (يزعل) فهذه وجهة نظري ورأي الجهاد الإسلامي، كفصيل فلسطيني، هو نكبة في الوعي، وفي الفكر السياسي الفلسطيني، لا تقل عن نكبتنا في أرضنا فلسطين. نحن الآن نتباكى على فلسطينيي 48، وعلى الشتات. نخشى على أولئك من خطر إعلان الدولة اليهودية، وعلى هؤلاء من شطب حق العودة. ولكن البرنامج المرحلي من اللحظة الأولى ولد شاطباً لفلسطينيي 48 ولفلسطينيي الشتات، وتم ترحيل حل قضية فلسطين بالكامل إلى حدود 67 فقط، وهذا ما جرى التوقيع عليه في اتفاق أوسلو، بأن قضية فلسطين برمتها تحل في حدود 67 التي عرفتها أوسلو بأنها أراضٍ متنازع عليها. يعني، (العوض بسلامتكو) دائماً نقول خطر تصفية القضية الفلسطينية لكن الذين وقعوا على أوسلو صفّوا 80 يوم اتفاق أوسلو؛ يوم توقيعه، ويمكن الصحفيين أن يراجعوا الأرشيف حتى يتأكدوا. نبيل شعث، الأستاذ نبيل شعث، المناضل، في مقابلة مع cnn أذكرها جيداً، وكنت عندها في الولايات المتحدة، سألوه: ما هو شعورك كفلسطيني، وأنت ترى التوقيع في حديقة البيت الأبيض، باحتفال الطواويس في حضرة قيصر والإمبراطور؟ كانوا يتوقعون منه أن يسمعوا زخرف القول والمديح في هذا الحدث التاريخي العظيم، ولكنه صدمهم، لدرجة أنني شخصياً، شعرت كأنني أصبت بصاعق كهربائي. قال، اليوم ـ وأخونا نبيل شعث بالفضائيات يسمعني واليُراجع مقابلته ـ اليوم شعرت وأدركت أن 80% من فلسطين ضاعت إلى الأبد، وأننا ندخل في مغامرة غير محسوبة النتائج على 20% الباقية. نحن نقول: فلسطين ليست أثاث بيت، حتى يتخلص منه هذا القائد أو المسؤول، فلسطين حية باقية في قلب كل عربي ومسلم إلى الأبد بأنها عربية وإسلامية.

    البرنامج المرحلي هو الذي أسس لكل هذا الضياع، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن في رام الله. وأنا أسأل الأخوة في رام الله، ماذا تنتظرون؟! وعلى أي شيء تراهنون؟! وعلى ماذا تريدون أن تفاوضوا هذا العدو تحت وقع سفك الدماء، وفي ظل شلال الدم المتدفق في فلسطين؟! أتريدون دولة فلسطينية؟ أنا قلت نكبة، لأن استبدال الدولة بالأرض، هذه هي الفاجعة، تم التركيز على الوهم، بعد التسليم بأن الأرض لعدونا وليست لنا! من قال لكم أننا نريد دولة بدل الأرض، نحن في الجهاد الإسلامي، في هدفنا، ليس هناك حديث عن دولة، نحن نريد أن نحرر الأرض، ثم بعد ذلك دولة؟! لا، بل أن يتاح للشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره، وأن يختار ما يريده، لإدارة نفسه بما يحفظ عمق انتمائه العربي والإسلامي. النص على دولة هو النص على سايكس بيكو، وفلسطين لن يحررها واقع سايكس بيكو.

    لذلك، آن الأوان أن نعي، المستوطنات باقية، والإمبراطور عندما زار عماله كما قال الأستاذ والمفكر العربي الكبير هيكل، شطب حق العودة.. أصبحت النتيجة مكتوبة على الحيطان، ماذا تتحدثون معهم في الغرف المغلقة؟! أخبرونا؟! والذين يدعمونهم ويريدون أن يواصلوا مسيرة السلام أقول لهم بإيجاز: هذا الكيان بتركيبته، وطبيعته الصراعية، لا يمكن أن يفرز سلاماً على الأرض، أبداً.. أبداً.. على الأرض، ليس هناك سلام، وليس في الناس مسرة، بل هناك الموت والذبح والقتل البشع الطافح في غزة، وفي فلسطين. هذا الذي جاء يبشر به إمبراطورهم. لذلك، هم يريدون فقط سلاماً واحداً، لا يريدون سلاماً فلسطينياً، ولا يريدون سلاماً عربياً، فقط يريدون سلاماً إسرائيلياً أمريكياً صهيونياً لتصفية ما تبقى من قضية فلسطين.

    أما دعم مسيرة السلام، تحت عنوان المبادرة العربية، فأنتم سمعتم، العدو لم يشترها، ولم يرفعها من مكانها. ماذا ينتظر الموقف العربي؟ هل أصيب العقل العربي والضمير العربي بهذا العقم، حتى يدور ويدور ويدور، ولا ينتج لنا إلا المبادرة العربية؟! المبادرة العربية، أقل ما قيل فيها للأسف، أنها أسوأ من وعد بلفور! لماذا؟ وهذا ليس تشهيراً أو رفضاً عدمياً، لا، تعلمنا في المدارس منذ الصغر، أن وعد بلفور باطل ومعادي للأمة وللعرب وللفلسطينيين. لماذا؟ لأن من لا يملك أعطى من لا يستحق. وإذا كنا نؤمن بأن فلسطين هي أرض العرب والمسلمين، فالمبادرة تعني، أن من يملك أعطى من لا يستحق! إذاً، يجب أن تسحب من التداول، وأن نبحث عن خيار آخر، وعن طريق آخر، وهذا هو الذي أشار إليه الرئيس الدكتور بشار الأسد، عندما قال بعد الانتصار في تموز، كل الخيارات يجب أن تبقى مفتوحة. هذا هو الطريق، الذي يجب أن نسعى إليه. لا يطالبنا أحد ببرنامج واقعي ويقول (طيب) البرنامج المرحلي مرفوض، والدولة مرفوضة، ماذا تريدون؟ نحن نقول لا يمكن أن نكرر تجربة الرهان على الأوهام، هذا الطريق الطويل الذي سلكه إخواننا وصل إلى طريق مسدود. نحن لا نطالب أحداً أن يعلن الحرب ويحرر لنا فلسطين في الغد. نحن ندرك ماذا يجري في العالم، وفي الظروف الدولية والإقليمية. ولكن نقول أن تكون استراتيجيتنا اليوم، هي استراتيجية للدفاع والصمود من أجل الدفاع عن شعبنا وثوابت قضيتنا إلى أن يحدث تحسن في الظرف الإقليمي والدولي والعالمي، نستطيع من خلاله أن نستعيد أو أن نحقق شروطاً وأوضاعاً أفضل من هذا السقوط في فخ ومصيدة المفاوضات.

    لا أريد أن أكرر كلاماً عن المفاوضات قلناه من قبل، بأنها مفاوضات عبثية، أضيف اليوم، فأقول هذه المفاوضات المسخرة يجب أن تتوقف.. يجب أن تتوقف، لأن فلسطين ودم شعب فلسطين أغلى وأعز من أن يأتي بعض العاطلين عن العمل السياسي ولا يجدوا مادة للتسلية إلا ثوابتنا ومقدساتنا. مع من؟! مع عدونا تحت خيمة «عيد عرشه» التي استقبلنا فيها وباركنا له بعيد العرش في القدس التي قال أبو جهاد إنها عاصمتنا المقدسة. هذا في الثوابت. فلسطين هي الثابت.. كامل فلسطين، هي الثابت والأساس.

    أما عن الوحدة الوطنية، أخي أبو الوليد تحدث عن ما يجري في غزة، ولا داعي للتكرار والحديث عن جريمة الحرب وإرهاب الدولة حتى بمقاييس التعريف الأمريكي للإرهاب، الذي يرتكب ضد شعبنا في قطاع غزة الصامد. ولكن، أقول ما يجري في غزة، نعم، هو قرار أمريكي إسرائيلي، ولكن يوجد إضافة، للأسف، وبتواطؤ أو رضى بعض العرب والفلسطينيين. هذه هي الحقيقة، التي يجب أن لا نهرب أو نخجل من أن نصدح بها. لذلك، هذا الانقسام، يجب أن ينتهي، ولا داعي للحديث عن تداعياته، ولكن كلكم يسأل لماذا لا ينتهي هذا الانقسام الفلسطيني؟ أنا أقول لكم لماذا؟ حتى لو توفرت الرغبة فلسطينياً لدى الأطراف، الرغبة لدى حماس، وأنا لا أدافع عن حماس، مترجمة إلى إرادة وإلى عزيمة أن تعالوا الآن لنخرج من الانقسام. ولكن لو وجدت الرغبة من باب حسن الظن، لدى الطرف الآخر، لماذا لا تترجم الرغبة إلى إرادة؟ لأن قرار الإبقاء على الانقسام قرار إسرائيلي أمريكي.

    الوحدة الفلسطينية، في العصر الإسرائيلي والأمريكي من المحرمات؛ يعني، بلغة المشايخ، مشايخنا الأعزاء والكرام، نحن ندرك أن الوحدة وإعادة اللحمة واجب وطني وديني وقومي وإنساني، لماذا لا يتحقق هذا الواجب؟ أليس لدينا إحساس لنترجم الواجب إلى واقع وفعل حقيقي؟ لا يا إخواننا، لا يوجد إمكانية، لأننا في عقول البعض نعيش في العصر الإسرائيلي والأمريكي، ولأن الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام حرام إسرائيلياً وأمريكياً، فبلغة أصول الفقه، الحرام الإسرائيلي مقدم على الواجب الإسلامي والعربي والوطني والإنساني. هكذا (يشتغلون) وهذه هي المعادلة. إذاً، كيف يُفهمون الناس أن هذه ليست رغبة إسرائيلية، ولا إذعان لإسرائيل؟ يجب أن نخترع ذرائع وأسباب فلسطينية مقنعة، حتى يفهم الناس، تضليلاً، أن القرار فلسطيني والإرادة فلسطينية!

    كلنا (زعلانين) مما حدث، ونحن انتقدنا ما جرى، بل في حماس هناك انتقادات لما جرى، لكن هل نبقى إلى يوم الدين نندب ونخترع الذرائع. لا أيها الأخوة، الذريعة التي تقال لكم اليوم، وشرط الخروج من الانقسام هو أن تتراجع حماس عن انقلابها، أنا أسأل، وأكرر وأؤكد ليس دفاعاً عما فعلته حماس في غزة، لكن، من الذي بدأ بالانقلابات، إن جاز لنا استعمال هذه اللغة؟ من الذي انقلب على إرادة الشعب الفلسطيني ولم يسلم بالنتيجة؟ من الذي انقلب؟ أكثر من ذلك.. من الذي انقلب على التاريخ الفلسطيني والثوابت الفلسطينية وتاريخ الأمة كله، وجلب لنا اتفاق أوسلو؟ اتفاق أوسلو، ماذا تسمونه؟ هدية، حمامة جاءتنا من البيت الأبيض بباقة ورد، وقالت خذوا هذه هديتكم! هذه كانت كارثة، أوسلو كان انقلاباً على التاريخ، والجغرافيا، والمبادئ والقيم. من الذي وقع أوسلو؟ اسمحوا لنا، الأخوة في رام الله، والأخوة في فتح في غزة والضفة، الذي وقع أوسلو وأشعل شرارة هذا الانقلاب هم الأخوة في حركة فتح للأسف. برغم ذلك، نحن تعاطينا مع هذا الواقع بمسؤولية. دخلنا السجون، عذبنا، طوردنا، تبليغ عن عملياتنا لإسرائيل، قتل المجاهدين وهم صائمون، ملاحقتهم حتى هذه اللحظة. ولا أريد أن أتحدث كيف يعرف الإسرائيليون حركة كل مجاهد بالضفة الغربية من شهداء الأقصى قبل حماس والجهاد. من قتل وليد العبيدي في قباطيا، من دلّ على خطوات كل مجاهدي المقاومة؟ كل ذلك نبلعه كالسم، ونسكت، ونقول لابد أن نتوافق ونتعايش وأن نخرج من هذا الواقع المر والمأساة.

    الذرائع التي تخترع كأسباب فلسطينية لاستمرار الانقسام، ذرائع كاذبة ومرفوضة وغير مقبولة. الذي يريد أن يهدم جذور الكراهية مع العدو، الذي قتل الشعب ونهب الأرض، قد لا يكون منتبهاً أنه يبني كتلاً من الإسمنت، إسمنت الكراهية السياسية والاجتماعية والمعنوية بين أبناء الشعب الواحد. يجب، أن ينتهي هذا الوضع وأن نخرج من هذه المأساة الفلسطينية التي يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى من يصر على رفض الحوار، ولذلك، المدخل لإنهاء الانقسام، وإعادة اللحمة هو الحوار كما قال الإخوة جميعاً.

    أختم، فقد أطلت، أختم في المخرج وفي التأكيد على الثوابت، بثلاث نقاط، العاجل والملح، هو إنهاء حالة الانقسام إذا أردنا أن نتحدث عن استراتيجية دفاع وصمود للشعب الفلسطيني اليوم، استراتيجية العمل المقاوم: أولاً، أن نخرج من حالة الانقسام، وليس هناك أي مبرر لاستمرار هذه الحالة، وهذا يتم من خلال الحوار الوطني الشامل غير المشروط، الحوار ليس هدفاً في حد ذاته بل ليحقق مصالحة وطنية، لأن الحديث عن احتراب كما جاء في حديث من سبقني من الأخوة، الاحتراب بحاجة إلى وفاق ومصالحة جديدة. نحن بحاجة إلى مصالحة وطنية حتى لا تتطور الأمور.

    الأمر الثاني، أخي أبو الوليد ذكرّني (هو السبب مليش دعوة) بالنحاس باشا بإلغاء اتفاقية 36، أنا أؤيده بدعوته إلى إلغاء اتفاقية المعبر، لكن دليل بحجم إلغاء اتفاقية 36 لا يُحتاج إليه للاستدلال على ضرورة إلغاء اتفاقية المعبر.. هذا يُستدل به على ضرورة إلغاء الاتفاق الكارثة والعار في تاريخ الأمة، اتفاق أوسلو. أدعو إلى إلغاء اتفاق أوسلو، وأدعو طرفي السلطة، فتح وحماس، أن يعيدوا النظر في هذه السلطة الكارثة، التي تعفي الاحتلال الإسرائيلي من عبء وتكلفة أي التزام تجاه الشعب المحتل. إسرائيل خرجت من قطاع غزة مادياً، لكن تعتبر نفسها تسيطر عليه سياسياً ولا أحد يدري. الاحتلال موجود في الضفة الغربية لكن، قصر الرئاسة في رام الله يحول هذا الاحتلال إلى احتلال مريح. (ما في شي! احتلال فقط! إيش الدعوة؟ والله اليوم قطعوا راس واحد من شهداء الأقصى، بكره لمين حاجزين الشباب؟ حاجزين لواحد من الجهاد؟ بعده لحماس، ما في مشكلة أبداً!!) هؤلاء الناس لا حرمة لدمائهم، وليس لديهم أهل، وليس لديهم مستقبل؟! فقط أولادهم (اللي ضايعين) هذا له بزنس هنا، وهذا له بزنس هناك، هذه هي كل القصة؟! وأنا هنا، أدعو كما دعا أخي من هذا المنبر أن توجهوا التحية إلى أهل غزة وعلى رأسهم والد الشهداء، والد الشهيدين الدكتور محمود الزهار الذي برهن هو وإخوانه في غزة وكل شعب فلسطين اليوم، على أن ما يجري في غزة هو ليس مجرد احتجاج لا على الكهرباء، ولا على البنزين، ولا على الماء، ولا على كل هذا الكلام، ما يجري في غزة يا إخوان، هو معجزة بكل معنى الكلمة، معجزة اسمها إرادة البقاء والإصرار على الحياة، إرادة الحياة التي ترجمها الشعب الفلسطيني على مدار تاريخه. الذين يبحثون في القضية الفلسطينية بمنطق الربح والخسارة ودائماً يقولون الظرف الدولي، الظرف الإقليمي، الظرف المحلي، دعوا كل هذه الظروف جانباً. إسرائيل لديها جيش لا يقهر، صحيح، ولكن الأمة قهرته في انتصار تموز، ونحن لدينا ركيزة أساسية للمواصلة والاستمرار والصمود، لدينا شعب لا يقهر، هذا الشعب الفلسطيني هو رأسمالنا، وهو رصيدنا، وهو وقودنا للاستمرار وللتأكيد على النقطة الثالثة وهي المقاومة. المقاومة هي الخيار، المقاومة هي طريق الانتصار، حقنا في فلسطين بالكامل هو المعيار لصوابية وسلامة هذه المسيرة.

    المجد للشهداء، المجد للأسرى.

    والتحية لجماهير شعبنا الفلسطيني الصامد البطل، التحية لكم.

    التحية لسوريا الصامدة، سوريا العروبة.

    تحية لإيران الإسلام.

    تحية لحزب الله المقاوم.

    تحية للمقاومة العراقية الباسلة، والمقاومة الأفغانية الشجاعة.

    لكل مواطن الصمود والمناعة في الأمة، ألف تحية أسجيها باسمكم جميعاً.

    والسلام عليكم ورحمة الله..

    -----------------------------------------------------
    [url]##############

    رحمك الله يابركات السرايا
يعمل...
X