تحليل خاص بفلسطين اليوم
رايس جاءت إلى المنطقة، ويبدو أن خيارات السيد محمود عباس محدودة للغاية، فهي إما السجن في المقاطعة كما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، أو الاستقالة، وهو الخيار الأسهل أمام الرئيس أبو مازن، الذي وصل برنامجه السياسي بالفعل إلى طريق مسدود، ولم يعد بالإمكان السير فيه إلى الأمام مطلقاً.
الرئيس الراحل ياسر عرفات استعان به بسبب الضغوطات الأمريكية فيما مضى وتم تشكيل حكومة برئاسته، وكانت تلك ذريعة أمريكا، ومحاولة منها لسحب البساط من يد عرفات، فأرادت أمريكا في حينها، أن تكون رئاسة الحكومة تسير بمعزل عن قبضة ياسر عرفات، ومن هناك بدأت لعبة الحكومة، لكي تكون الحكومة في جانب، وقرارات أبو عمار في الجانب الآخر، وهكذا كانت العديد من الأسماء في فتح في تلك الآونة تعمل جهارا، وتنتقد ياسر عرفات، الذي أبى حتى آخر لحظة أن يستجيب للضغوط الأمريكية، التي كانت تطالبه بضرب قوى المقاومة وبالذات، حماس والجهاد الإسلامي.
بدوره الرئيس الراحل استعان برفيق دربه في تشكيل الحكومة، ورضيت الإدارة باسم محمود عباس، وراهنت على شق حركة فتح، من خلال بروز رأسين داخل الساحة الفلسطينية، ولكن محمود عباس، الرجل الدمث، ذو الخلق الطيب، وجد نفسه وجها لوجه، مع أشياء لا يمكن أن يسير فيها، ولا يمكن له أن يأخذ أي قرار بشأنها، فالمطلوب منه آنذاك كان الانقلاب على ياسر عرفات، وإعادة تشكيل حركة فتح من خلال تصفية كتائب الأقصى، وكل الأسماء التي تأبى المشروع التفاوضي.
بدوره محمود عباس كانت اقصر الطرق إليه الاستقالة، وهكذا جاء قريع وقرع طبول الوحدة الوطنية وغيرها من المفردات الإعلامية، التي لم تغير في واقع الحال شيئا، فبقي أبو عمار في سجنه وبقيت الأمور في الساحة الفلسطينية كما هي، وبالمقابل، استعجلت أمريكا الخلاص من أبو عمار، معتقدة أن ذلك يساهم في إحياء روح التنافس داخل فتح، مما يحولها إلى قوى متنازعة.
من جديد رجع أبو مازن إلى السلطة والى الواجهة بعد غياب عرفات، ولهذا الرجل برنامجه المعروف في التسوية، وهو معلن من قبل، ولكن أبو مازن، ليس في برنامجه مطلقا، أن يكون رئيسا عربيا وليس عنده أي نوايا لصناعة جهاز مخابرات قمعي يقف بوجه الشعب، ولهذا اختار الرجل الانتخابات، واقنع الأمريكان، ان الانتخابات ستكون وسيلة جيدة لتحريك المنطقة.
الأمريكيون بدورهم اعتبروا الانتخابات بأنها ستكون على شاكلة ما جرى في العديد من البلدان العربية وان النتائج ستكون مضمونة، وبعيدا عن التفاصيل، فقد عاقب الفلسطينيون حركة فتح وشهد العالم بنزاهة الانتخابات، خصوصا وان مكتب أبو مازن ذاته، وجدت فيه أوراق لناخبين اختاروا حماس، في ظاهرة نبيلة بالفعل، اثبت أبو مازن من خلالها انه أراد انتخابات نزيهة، واثبت الفلسطينيون بالفعل، أنهم أول شعب عربي ينتخب ويكون نتاج انتخاباته بهذه النظافة.
مرة أخرى عاد الوضع من جديد، رئاسة، وسلطة، ودخل صراع القطبية، خصوصا بعد أن ابتكرت أمريكا موضوع الحصار، وقد حاولت كثيرا بعد ذلك ان تزج بالسيد أبو مازن في مواجهة شاملة مع حماس، ورغم انخراط أسماء عديدة في فتح بذلك، إلا أن الرجل، عندما أتيحت له الفرصة، ذهب إلى مكة، وهناك بكل تأكيد، عاد برنامج أبو مازن إلى الظهور، وغضبت أمريكا وغضب اولمرت، وها هو اللقاء وراء اللقاء.
ابو مازن الآن، أمام خيارين لا ثالث لهما، الاستقالة، وبهذا يعلن انتهاء مشروعه للتسوية، وفشله، أو انه إذا استمر على ما هو عليه، فسوف يذهب الى السجن في المقاطعة، تماما كما حدث مع الرئيس الراحل أبو عمار.
المشكلة الآن في أمريكا والكيان الصهيوني، أنهما تخلصا من ياسر عرفات، لكن الذي جاء من بعده أخذ يقلد الخطى، ويريد احتضان الجميع، ومحاورة الجميع، ورأب الصدع من الداخل، وفوق هذا كله، يريد تقوية فتح، وهذا الأمر بحد ذاته مرفوض أمريكيا، لأن فتح المطلوبة، هي مجموعة قبائل وأجهزة أمنية متنافسة لا غير.
خيارات أبو مازن صعبة، والنهاية لهذا الرجل الدمث واللطيف يتم الإعداد لها من أمريكا بعناية.
__________________________________________
ونحن من هنا إذ نسأل الله العظيم أن يثت أبو مازن إن كانت نيته وحدة الشعب والوقوف في وجه المشروع الصهيو امريكي . فمن قبله أبو عمار تنازل ومن ثم ثبت وتمت محاصرته وأيضا ظل ثابتا إلى أن قتله دحلان بالسم
رايس جاءت إلى المنطقة، ويبدو أن خيارات السيد محمود عباس محدودة للغاية، فهي إما السجن في المقاطعة كما حدث مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، أو الاستقالة، وهو الخيار الأسهل أمام الرئيس أبو مازن، الذي وصل برنامجه السياسي بالفعل إلى طريق مسدود، ولم يعد بالإمكان السير فيه إلى الأمام مطلقاً.
الرئيس الراحل ياسر عرفات استعان به بسبب الضغوطات الأمريكية فيما مضى وتم تشكيل حكومة برئاسته، وكانت تلك ذريعة أمريكا، ومحاولة منها لسحب البساط من يد عرفات، فأرادت أمريكا في حينها، أن تكون رئاسة الحكومة تسير بمعزل عن قبضة ياسر عرفات، ومن هناك بدأت لعبة الحكومة، لكي تكون الحكومة في جانب، وقرارات أبو عمار في الجانب الآخر، وهكذا كانت العديد من الأسماء في فتح في تلك الآونة تعمل جهارا، وتنتقد ياسر عرفات، الذي أبى حتى آخر لحظة أن يستجيب للضغوط الأمريكية، التي كانت تطالبه بضرب قوى المقاومة وبالذات، حماس والجهاد الإسلامي.
بدوره الرئيس الراحل استعان برفيق دربه في تشكيل الحكومة، ورضيت الإدارة باسم محمود عباس، وراهنت على شق حركة فتح، من خلال بروز رأسين داخل الساحة الفلسطينية، ولكن محمود عباس، الرجل الدمث، ذو الخلق الطيب، وجد نفسه وجها لوجه، مع أشياء لا يمكن أن يسير فيها، ولا يمكن له أن يأخذ أي قرار بشأنها، فالمطلوب منه آنذاك كان الانقلاب على ياسر عرفات، وإعادة تشكيل حركة فتح من خلال تصفية كتائب الأقصى، وكل الأسماء التي تأبى المشروع التفاوضي.
بدوره محمود عباس كانت اقصر الطرق إليه الاستقالة، وهكذا جاء قريع وقرع طبول الوحدة الوطنية وغيرها من المفردات الإعلامية، التي لم تغير في واقع الحال شيئا، فبقي أبو عمار في سجنه وبقيت الأمور في الساحة الفلسطينية كما هي، وبالمقابل، استعجلت أمريكا الخلاص من أبو عمار، معتقدة أن ذلك يساهم في إحياء روح التنافس داخل فتح، مما يحولها إلى قوى متنازعة.
من جديد رجع أبو مازن إلى السلطة والى الواجهة بعد غياب عرفات، ولهذا الرجل برنامجه المعروف في التسوية، وهو معلن من قبل، ولكن أبو مازن، ليس في برنامجه مطلقا، أن يكون رئيسا عربيا وليس عنده أي نوايا لصناعة جهاز مخابرات قمعي يقف بوجه الشعب، ولهذا اختار الرجل الانتخابات، واقنع الأمريكان، ان الانتخابات ستكون وسيلة جيدة لتحريك المنطقة.
الأمريكيون بدورهم اعتبروا الانتخابات بأنها ستكون على شاكلة ما جرى في العديد من البلدان العربية وان النتائج ستكون مضمونة، وبعيدا عن التفاصيل، فقد عاقب الفلسطينيون حركة فتح وشهد العالم بنزاهة الانتخابات، خصوصا وان مكتب أبو مازن ذاته، وجدت فيه أوراق لناخبين اختاروا حماس، في ظاهرة نبيلة بالفعل، اثبت أبو مازن من خلالها انه أراد انتخابات نزيهة، واثبت الفلسطينيون بالفعل، أنهم أول شعب عربي ينتخب ويكون نتاج انتخاباته بهذه النظافة.
مرة أخرى عاد الوضع من جديد، رئاسة، وسلطة، ودخل صراع القطبية، خصوصا بعد أن ابتكرت أمريكا موضوع الحصار، وقد حاولت كثيرا بعد ذلك ان تزج بالسيد أبو مازن في مواجهة شاملة مع حماس، ورغم انخراط أسماء عديدة في فتح بذلك، إلا أن الرجل، عندما أتيحت له الفرصة، ذهب إلى مكة، وهناك بكل تأكيد، عاد برنامج أبو مازن إلى الظهور، وغضبت أمريكا وغضب اولمرت، وها هو اللقاء وراء اللقاء.
ابو مازن الآن، أمام خيارين لا ثالث لهما، الاستقالة، وبهذا يعلن انتهاء مشروعه للتسوية، وفشله، أو انه إذا استمر على ما هو عليه، فسوف يذهب الى السجن في المقاطعة، تماما كما حدث مع الرئيس الراحل أبو عمار.
المشكلة الآن في أمريكا والكيان الصهيوني، أنهما تخلصا من ياسر عرفات، لكن الذي جاء من بعده أخذ يقلد الخطى، ويريد احتضان الجميع، ومحاورة الجميع، ورأب الصدع من الداخل، وفوق هذا كله، يريد تقوية فتح، وهذا الأمر بحد ذاته مرفوض أمريكيا، لأن فتح المطلوبة، هي مجموعة قبائل وأجهزة أمنية متنافسة لا غير.
خيارات أبو مازن صعبة، والنهاية لهذا الرجل الدمث واللطيف يتم الإعداد لها من أمريكا بعناية.
__________________________________________
ونحن من هنا إذ نسأل الله العظيم أن يثت أبو مازن إن كانت نيته وحدة الشعب والوقوف في وجه المشروع الصهيو امريكي . فمن قبله أبو عمار تنازل ومن ثم ثبت وتمت محاصرته وأيضا ظل ثابتا إلى أن قتله دحلان بالسم
تعليق