في كتابه *** سنوات الامل*** و مجلة الأهرام العربي
مسئول أمني فلسطيني كبير سلَّم سعدات وكان عميلا لإسرائيل
أبو عمار يقول عن عباس: ''واحد في واشنطن وواحد محبوس بين أربعة جدران"
قادة أجهزة الأمن: صراعات داخلية وارتباطات خارجية
عمرو موسي كشف لعرفات تسرب المعلومات لإسرائيل من خلال مفاوض فلسطيني
تم تسليم السلطة الفلسطينية شكليا لحماس إلا أن النية كانت مبيتة لافشال عملها وتعطيل صلاحياتها
شن محمد دحلان تصريحات لاذعة ضد عرفات عام2002 وما بعدها
غزة- فلسطين الآن- لمع اسم مروان كنفاني, المستشار السياسي والمتحدث باسم الرئيس الراحل ياسر عرفات علي مدي عشرين عاما, حيث كان يعتبر من الشخصيات القريبة من دوائر صنع القرار الفلسطيني، ويروي في كتابه الأخير بعنوان ' سنوات الأمل' بعضا من الحقائق والأحداث التي عايشها، ويضع القارئ في إطار ما جري داخل الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتي كان هو نفسه جزءاً منها.
فقد كشفت مجلة الأهرام العربي في القاهرة بدأت بنشر ثلاث حلقات حصيلة حوار مع مروان كنفاني كشفت فيه ما بين السطور عن أحداث كبيرة ووقائع خطيرة ، وأولى هذه الحلقات كانت عبارة عن مفاجآت من العيار الثقيل وهي كالتالي:
مسئول أمني فلسطيني سلم سعدات وكان عميلا لإسرائيل
ويقول كنفاني في مذكراته ''سنوات الأمل'' أن عرفات لم يكن يستمع جيدا إلى مستشاريه ومعاونيه، ولم يكن يأخذ بما يرون، ذلك انه كان دائما لديه شيء خاص، يعرفه وهم لا يعرفونه ويقدره هو ومن ذلك ما حدث بالنسبة لأحمد سعادات أمين عام الجبهة الشعبية، كان اعضاء من الجبهة قد قاموا باغتيال ''رحبعام زئيفي'' الوزير الإسرائيلي، ردا على اغتيال إسرائيل أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة.
ويضيف قائلاً:"بعد اغتيال الوزير الإسرائيلي طالبت إسرائيل السلطة الوطنية بالقبض على منفذي العملية ومحاكمتهم، وكان عرفات ملزما بذلك وبالفعل تم القبض عليهم وفي المقدمة أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية، وانتقدت الجبهة الشعبية اعتقال زعيمها آنذاك، وانتقده كذلك بعض انصار فتح فضلا عن حركة ''حماس''.
ويواصل قائلاً : "تدخلوا جميعا للإفراج عنه، حيث كان سعدات معتقلا في السجن الملحق بمكتب عرفات، وكان يعامل معاملة طيبة وتلبى جميع مطالبه، لكنه في النهاية رهن الاعتقال، وكانت وجهة نظر عرفات انه اعتقله حماية له من اسرائيل، فلو اطلق سراحه فسوف تخطفه اسرائيل وتحاكمه، وربما اغتالته مباشرة.
لكن الأهم من ذلك هي الفترة التي سبقت القبض على سعدات كان الأخير هاربا في إحدى الشقق، وكان عرفات يعرف مكانه، وان كان قد أعلن للإسرائيليين والاميركيين انه لا يعرف عنه شيئا، وكانت اسرائيل تلح في ضرورة القبض عليه، وعرفات يعلن انه يبحث عنه وسيقبض عليه بمجرد التوصل إلى مكانه، إلى ان فوجئ عرفات بأحد مسؤولي الاجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية يتصل به على تليفون مكتبه، ولم يكن ذلك الخط مؤمنا وكان المعروف أن اسرائيل تتنصت عليه، وكان معاونو عرفات إذا أرادوا أن يقولوا شيئا مهما لا يتحدثون على ذلك الخط نهائيا، لكن ذلك المسؤول اتصل به وقال له بالعبارة الصريحة ان سعدات في الموقع الفلاني و... فهم عرفات المكالمة وأمر بالقبض فورا على سعدات. ويشير مروان إلى ان ذلك المسؤول كان غالبا مخترقا من الإسرائيليين!!
أبوعمار يقول عن عباس: ''واحد في واشنطن وواحد محبوس بين أربعة جدران"
ويرصد كنفاني واقعة مهمة تؤكد وجهة نظره، حين زار محمود عباس ''ابومازن'' رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك واشنطن أول مرة، وكان عرفات تحت الحصار، وكان التليفزيون مفتوحا في مكتب عرفات لحظة استقبال الرئيس الأميركي جورج بوش لعباس في البيت الابيض، كان هناك احتفاء بعباس وكان الواضح ان زيارته تحقق نجاحا، ولاحظ مروان ان عرفات ينظر في أوراق امامه ولا يوجه نظره بالمرة إلى شاشة التليفزيون، وكان صامتا وحاول مروان ان يقطع هذا الصمت، فقال له ان الاخ ابو مازن يجد استقبالا طيبا وتحدث عن الحقوق الفلسطينية وضرورة قيام الدولة، فبدا الانفعال على وجه عرفات، وقام من أمام المكتب واخذ يتحرك في الغرفة بسرعة ثم قال بانفعال ''واحد في واشنطن وواحد محبوس بين أربعة جدران ''.
قادة الأجهزة الأمنية : صراعات داخلية وارتباطات خارجية
تصارع الأجهزة الأمنية المختلفة موجود في كل العالم, لكن هذا التصارع يتوقف مع مرور الزمن عندما يتبلور عمل هذه الأجهزة بحدود واضحة فيما بينها, لكن هذا لم يحصل في بلادنا مع الأسف, لأن معظم هذه الأجهزة شكلت من كوادر فتح وجيش التحرير العاملة في هذا المجال, في أثناء الوجود خارج فلسطين خلال مسيرة طويلة.. وهؤلاء كانوا شرفاء ويرغبون في خدمة الوطن, لكنني أحمل رؤساء هذه الأجهزة, وهم قلة, وبعض كبار ضباطها, مسئولية التدهور, لأن عملهم لم يكن أمنيا مهنيا بل سياسيا لخدمة أهداف سياسية.. وبهذه الصورة تجاوزوا اختصاصاتهم لزيادة دخولهم, وقدرتهم علي تجنيد الناس, وشراء الناس, والتجربة أثبتت أنه عند الصدام الحقيقي في يونيو الماضي لم يكن هناك أي دافع لهم للتدخل ضد حماس .
ويتحدث كنفاني عن معاناة الحصار وانقلاب دحلان فيقول:
في ذلك الوقت شن محمد دحلان المستشار الرئيس للأمن القومي تصريحات لاذعة ضد عرفات عام2002 وما بعدها, وكان ذلك لافتا للنظر, وتساءل البعض هل هناك انشقاق في القيادة الفلسطينية, واستفسر آخرون, فيقول كنفاني:' بلا جدال فإن أجهزة الأمن كانت قد أصبحت شبه مستقلة حتي في تصرفات غير مرغوبة, حيث استطاع بعض قادتها إجراء اتصالات مع دول مجاورة عربية وغير عربية واستطاعوا تأمين دخل كبير تماما كما يحدث في أي دولة تتضخم بها أجهزة الأمن بشكل منعزل عن السلطة بكاملها'.
عمرو موسي كشف لعرفات تسرب المعلومات لإسرائيل من خلال مفاوض فلسطيني!!
هنا يصل كنفاني إلي ذروة التراجيديا الفلسطينية ويكشف مفاجأة من العيار الثقيل:
كشف مروان كنفاني سرا خطيرا هو أن وزير الخارجية المصري السابق عمرو موسي ـ الأمين العام لجامعة الدول العربية ـ كشف لعرفات عن اسم عضو مفاوض في الوفد الفلسطيني كان يسرب المعلومات الخاصة بالتنسيق بين مصر والفلسطينيين إلي إسرائيل.
أثناء الاجتماعات بين وزير الخارجية المصري عمرو موسي في مقر وزارة الخارجية المصري المطل علي النيل في القاهرة,برفقة السفير الفلسطيني لدي مصر حسن عصفور, لمح موسي إلي أن هناك تسريبا, من مسئولين فلسطينيين, لما يجري من حديث وتنسيق مع المصريين في هذا المجال, قمت بالطبع بنفي هذه الشكوك, ولكن الوزير عمرو عاود الحديث حول الموضوع, وبعد إصرار من عصفور علي الوزير موسي لمعرفة مصدر التسريب.ذكر الوزير اسم أحد المفاوضين الفلسطينيين..
ويختم كنفاني بالقول عن نتائج الانتخابات الفلسطينية:
قال ان عباس وحركة فتح تقبلا "على مضض فوز حماس (في الانتخابات) وتم تسليم السلطة الفلسطينية شكليا لها والموافقة على تشكيلها الحكومة الا أن النية كانت مبيتة لافشال عملها وتعطيل صلاحياتها
مسئول أمني فلسطيني كبير سلَّم سعدات وكان عميلا لإسرائيل
أبو عمار يقول عن عباس: ''واحد في واشنطن وواحد محبوس بين أربعة جدران"
قادة أجهزة الأمن: صراعات داخلية وارتباطات خارجية
عمرو موسي كشف لعرفات تسرب المعلومات لإسرائيل من خلال مفاوض فلسطيني
تم تسليم السلطة الفلسطينية شكليا لحماس إلا أن النية كانت مبيتة لافشال عملها وتعطيل صلاحياتها
شن محمد دحلان تصريحات لاذعة ضد عرفات عام2002 وما بعدها
غزة- فلسطين الآن- لمع اسم مروان كنفاني, المستشار السياسي والمتحدث باسم الرئيس الراحل ياسر عرفات علي مدي عشرين عاما, حيث كان يعتبر من الشخصيات القريبة من دوائر صنع القرار الفلسطيني، ويروي في كتابه الأخير بعنوان ' سنوات الأمل' بعضا من الحقائق والأحداث التي عايشها، ويضع القارئ في إطار ما جري داخل الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والتي كان هو نفسه جزءاً منها.
فقد كشفت مجلة الأهرام العربي في القاهرة بدأت بنشر ثلاث حلقات حصيلة حوار مع مروان كنفاني كشفت فيه ما بين السطور عن أحداث كبيرة ووقائع خطيرة ، وأولى هذه الحلقات كانت عبارة عن مفاجآت من العيار الثقيل وهي كالتالي:
مسئول أمني فلسطيني سلم سعدات وكان عميلا لإسرائيل
ويقول كنفاني في مذكراته ''سنوات الأمل'' أن عرفات لم يكن يستمع جيدا إلى مستشاريه ومعاونيه، ولم يكن يأخذ بما يرون، ذلك انه كان دائما لديه شيء خاص، يعرفه وهم لا يعرفونه ويقدره هو ومن ذلك ما حدث بالنسبة لأحمد سعادات أمين عام الجبهة الشعبية، كان اعضاء من الجبهة قد قاموا باغتيال ''رحبعام زئيفي'' الوزير الإسرائيلي، ردا على اغتيال إسرائيل أبو علي مصطفى أمين عام الجبهة.
ويضيف قائلاً:"بعد اغتيال الوزير الإسرائيلي طالبت إسرائيل السلطة الوطنية بالقبض على منفذي العملية ومحاكمتهم، وكان عرفات ملزما بذلك وبالفعل تم القبض عليهم وفي المقدمة أحمد سعدات أمين عام الجبهة الشعبية، وانتقدت الجبهة الشعبية اعتقال زعيمها آنذاك، وانتقده كذلك بعض انصار فتح فضلا عن حركة ''حماس''.
ويواصل قائلاً : "تدخلوا جميعا للإفراج عنه، حيث كان سعدات معتقلا في السجن الملحق بمكتب عرفات، وكان يعامل معاملة طيبة وتلبى جميع مطالبه، لكنه في النهاية رهن الاعتقال، وكانت وجهة نظر عرفات انه اعتقله حماية له من اسرائيل، فلو اطلق سراحه فسوف تخطفه اسرائيل وتحاكمه، وربما اغتالته مباشرة.
لكن الأهم من ذلك هي الفترة التي سبقت القبض على سعدات كان الأخير هاربا في إحدى الشقق، وكان عرفات يعرف مكانه، وان كان قد أعلن للإسرائيليين والاميركيين انه لا يعرف عنه شيئا، وكانت اسرائيل تلح في ضرورة القبض عليه، وعرفات يعلن انه يبحث عنه وسيقبض عليه بمجرد التوصل إلى مكانه، إلى ان فوجئ عرفات بأحد مسؤولي الاجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية يتصل به على تليفون مكتبه، ولم يكن ذلك الخط مؤمنا وكان المعروف أن اسرائيل تتنصت عليه، وكان معاونو عرفات إذا أرادوا أن يقولوا شيئا مهما لا يتحدثون على ذلك الخط نهائيا، لكن ذلك المسؤول اتصل به وقال له بالعبارة الصريحة ان سعدات في الموقع الفلاني و... فهم عرفات المكالمة وأمر بالقبض فورا على سعدات. ويشير مروان إلى ان ذلك المسؤول كان غالبا مخترقا من الإسرائيليين!!
أبوعمار يقول عن عباس: ''واحد في واشنطن وواحد محبوس بين أربعة جدران"
ويرصد كنفاني واقعة مهمة تؤكد وجهة نظره، حين زار محمود عباس ''ابومازن'' رئيس الوزراء الفلسطيني آنذاك واشنطن أول مرة، وكان عرفات تحت الحصار، وكان التليفزيون مفتوحا في مكتب عرفات لحظة استقبال الرئيس الأميركي جورج بوش لعباس في البيت الابيض، كان هناك احتفاء بعباس وكان الواضح ان زيارته تحقق نجاحا، ولاحظ مروان ان عرفات ينظر في أوراق امامه ولا يوجه نظره بالمرة إلى شاشة التليفزيون، وكان صامتا وحاول مروان ان يقطع هذا الصمت، فقال له ان الاخ ابو مازن يجد استقبالا طيبا وتحدث عن الحقوق الفلسطينية وضرورة قيام الدولة، فبدا الانفعال على وجه عرفات، وقام من أمام المكتب واخذ يتحرك في الغرفة بسرعة ثم قال بانفعال ''واحد في واشنطن وواحد محبوس بين أربعة جدران ''.
قادة الأجهزة الأمنية : صراعات داخلية وارتباطات خارجية
تصارع الأجهزة الأمنية المختلفة موجود في كل العالم, لكن هذا التصارع يتوقف مع مرور الزمن عندما يتبلور عمل هذه الأجهزة بحدود واضحة فيما بينها, لكن هذا لم يحصل في بلادنا مع الأسف, لأن معظم هذه الأجهزة شكلت من كوادر فتح وجيش التحرير العاملة في هذا المجال, في أثناء الوجود خارج فلسطين خلال مسيرة طويلة.. وهؤلاء كانوا شرفاء ويرغبون في خدمة الوطن, لكنني أحمل رؤساء هذه الأجهزة, وهم قلة, وبعض كبار ضباطها, مسئولية التدهور, لأن عملهم لم يكن أمنيا مهنيا بل سياسيا لخدمة أهداف سياسية.. وبهذه الصورة تجاوزوا اختصاصاتهم لزيادة دخولهم, وقدرتهم علي تجنيد الناس, وشراء الناس, والتجربة أثبتت أنه عند الصدام الحقيقي في يونيو الماضي لم يكن هناك أي دافع لهم للتدخل ضد حماس .
ويتحدث كنفاني عن معاناة الحصار وانقلاب دحلان فيقول:
في ذلك الوقت شن محمد دحلان المستشار الرئيس للأمن القومي تصريحات لاذعة ضد عرفات عام2002 وما بعدها, وكان ذلك لافتا للنظر, وتساءل البعض هل هناك انشقاق في القيادة الفلسطينية, واستفسر آخرون, فيقول كنفاني:' بلا جدال فإن أجهزة الأمن كانت قد أصبحت شبه مستقلة حتي في تصرفات غير مرغوبة, حيث استطاع بعض قادتها إجراء اتصالات مع دول مجاورة عربية وغير عربية واستطاعوا تأمين دخل كبير تماما كما يحدث في أي دولة تتضخم بها أجهزة الأمن بشكل منعزل عن السلطة بكاملها'.
عمرو موسي كشف لعرفات تسرب المعلومات لإسرائيل من خلال مفاوض فلسطيني!!
هنا يصل كنفاني إلي ذروة التراجيديا الفلسطينية ويكشف مفاجأة من العيار الثقيل:
كشف مروان كنفاني سرا خطيرا هو أن وزير الخارجية المصري السابق عمرو موسي ـ الأمين العام لجامعة الدول العربية ـ كشف لعرفات عن اسم عضو مفاوض في الوفد الفلسطيني كان يسرب المعلومات الخاصة بالتنسيق بين مصر والفلسطينيين إلي إسرائيل.
أثناء الاجتماعات بين وزير الخارجية المصري عمرو موسي في مقر وزارة الخارجية المصري المطل علي النيل في القاهرة,برفقة السفير الفلسطيني لدي مصر حسن عصفور, لمح موسي إلي أن هناك تسريبا, من مسئولين فلسطينيين, لما يجري من حديث وتنسيق مع المصريين في هذا المجال, قمت بالطبع بنفي هذه الشكوك, ولكن الوزير عمرو عاود الحديث حول الموضوع, وبعد إصرار من عصفور علي الوزير موسي لمعرفة مصدر التسريب.ذكر الوزير اسم أحد المفاوضين الفلسطينيين..
ويختم كنفاني بالقول عن نتائج الانتخابات الفلسطينية:
قال ان عباس وحركة فتح تقبلا "على مضض فوز حماس (في الانتخابات) وتم تسليم السلطة الفلسطينية شكليا لها والموافقة على تشكيلها الحكومة الا أن النية كانت مبيتة لافشال عملها وتعطيل صلاحياتها
تعليق