أقامه مجموعة من الأطفال
معسكر تدريبي شرق غزة يثير دهشة المواطنين
تقارير
كل شيء جائز في غزة، فالمنطق واللامنطق تشكيل يومي من حياتنا المعضلة، فلم يعد لشيء خصوصيته، في زمن ديست فيه كل القيم الإنسانية والأخلاقية وحتى الأعراف الدولية التي يتغنون بها صباح مساء ..ففي ليلة كان يكسوها الظلام الدامس الممزوج بالبرد القارص وعويل الرياح القادمة من كل صوب وحدب ، وبينما كانت عقارب الساعة تشير الى التاسعة مساء وكنت في طريق عودتي بخطى سريعة بحثا عن القليل من الدفء بعد الانتهاء من تنفيذ احدى المهمات الصحفية ، وما ان وطأت قدماي ذاك الحي القديم " المنصورة " بمنطقة حي الشجاعية شرق غزة حتى ترامت الى مسامعي بعض الشعارات والعبارات الغربية " ثابت ، خود الارض ، لليمين ولليسار سر " سرعان ما ادركت انها لمعسكر تدريبي .
رغم البرد القارص
وبنهم شديد وبينما كانت الرياح تلسع أنحاء مختلفة من جسدي وتسير بالاتجاه المعاكس اقتربت من المكان فكانت المفاجأة ، مساحة من الارض المحاطة بالسياج تحولت الى معسكر تدريبي يتجمع بها عشرات الاطفال ممن لاتتجاوز اعمارهم العشرة اعوام بشكل يومي يصفطون في طوابير منظمة تحت زخات المطر الكثيف غير اباهين بلسعات البرد وعيون الماء الراكدة ، بعضهم يرتدي البدلات العسكرية ، وآخرون يتوشحون بعصبة التوحيد الخضراء والتي يرتديها مقاتلو الجناح العسكري لحماس " كتائب القسام " فيما تطل عيون بعضهم من فتحات ذاك اللثام الاسود الذي تختفي وراءه ملامح بعض وجوههم البرئية .
منظر مهول اثار في نفسي وغمرني بالدهشة يتكرر بشكل يومي كما ابلغني بعض سكان المنطقة الذين خرجو مسرعين على صدى صوت الشعارت التي كان يطلقها ويرددها اولئك المقاتلون الصغار، حيث اتخذت وسط حالة من الذهول جانبا في المكان لمراقبة مايجري عن قرب .
قائد المجموعة الطفل حسام ايمن" الذي لم يتجاوز عمره العشرة اعوام ويكنى بلقب عسكري " ابو البراء " همّ بخطواته العسكرية ونبرات صوته التي حملت بين ثنياها معاني العزة والشموخ باختراق وترتيب الصفوف بين المقاتلين الصغار المدججين بالعتاد العسكري المصنوع من الخشب طالبا اياهم بالاستعداد للبدء في تنفيذ بعض التدريبات مع الاخذ بالحيطة والحذر خوفا من تعرض الموقع " للقصف الصهيوني " .
وعلى مقربة من المكان كان الطفل " سامر سهيل " الذي اطلق على نفسه لقب " ابو القعقاع " يراقب بعيونه البرئية وجسده النحيف وعبر جهاز لاسلكي سماء المنطقة عن كثب طالبا من القيادة الابلاغ عن اي خطر يتهدد المكان .
تحدي وعقاب
وبينما اشتدت الرياح ، بدأ المقاتلون " الصغار " باولى التدريبات العسكرية من حيث تنظيم الصفوف والدوران بالاتجاهات والسير بخطوات عسكرية واثقة وفق النداءات الصادرة من " قائدهم " والذي ويخفي ملامح وجهه وراء لثام اسود ويتوشح بعصبة التوحيد القسامية، حيث قال لنا بلكنة رجولية ومؤثرة بعد ان تمكنا من الاقتراب منه:" هذه هي بداية الاعداد للجهاد والاستشهاد وطريق اختارها ابائنا ولابد ان نسير على دربهم وعلى درب قادتنا ومن سبقونا " في اشارة الى قيادات المقاومة الفلسطينية وعلى راسهم كما اضاف الشيخ احمد الياسين والدكتور الرنتيسي .
وفيما كنت انظر بعين الرحمة والشفقة لهؤلاء الاطفال الا انني كنت سببا في عقاب احدهم بعد ان اقتربت منه للتحدث معه دون اذن مسبق فما كان من قائده الا معاقبته وسط الحاح مني بالعفو وذلك باصدار اوامر له بالزحف ارضا لعدة امتار والغوص في بعض برك المياه الراكدة في المكان فما كان من ذلك الطفل الا التحدي والتنفيذ.
في زاوية اخرى من المكان وتحت وقع المطر كانت مجموعة اخرى من المقاتلين الصغار تنفذ سلسلة من التدريبات العملية كان من ابرزها اقتحام موقع عسكري واختطاف احد الجنود في اشارة الى عملية اختطاف الجندي الصهيوني " شاليط " وذلك بالتزامن مع حدوث اشتباكات متبادلة باستخدام اسلحة وقنابل بلاستيكية تحوى بداخلها مجموعة من الخرز المستخدم في تعبئة اسلتحهم البلاستيكية في مشهد يعيد للأذهان حالات الاجتياح التي يقوم بها العدو الصهيوني للمناطق الفلسطينية، حيث تشعر كأنك في حرب حقيقة ، وتسمع دوي لإطلاق المفرقعات والألعاب النارية بل تم استخدام كميات من الصواريخ التي تنطلق في الهواء بعد فترة من اشتعالها وذلك تيمنا بالمقاومة الفلسطينية التي تطلق الصواريخ بصورة يومية على مغتصبات الكيان الصهيوني .
طمس الهوية والجهاد
يشار الى ان دولة الكيان الصهيوني تسعى بكل قوة لطمس حب الجهاد لدى أطفال فلسطين
كما وتسعى جاهدة لطمس هوية الشعب الفلسطيني وفرض الأمر الواقع على أطفال فلسطين للتعايش مع اليهود المغتصبين بل وتعمل بكل ما أوتيت من مادة لتحقيق هذا الهدف ،
البيئة و الواقع
وكان الدكتور فضل أبو هين قد أعد دراسة ميدانية متميزة بعنوان " تدافع الأطفال الفلسطينيين نحو الاستشهاد والجهاد " والتي أظهرت أن 90% من الأطفال الذين أجريت عليهم الدراسة وتتراوح أعمارهم ما بين 9 – 17 عاما موافقته على المشاركة في فعاليات الانتفاضة فيما شارك فيها فعليا حتى الآن 42% ، فيما تمنى 72% منهم الاستشهاد .
وأجاب الدكتور أبو هين حول أسباب تدافع الاطفال نحو هذه الالعاب قائلا : الطفل حينما يبدأ يلعب فإنه يخرج ما بداخله إلى أرض الواقع وبالتالي فإن أقرب شيء بداخل هذا الطفل هي الألعاب العسكرية التي هي جزء من الواقع الأليم والتأزم الداخلي الذي هو أصلا موجود بداخل الطفل الفلسطيني .
وأضاف :ان إسرائيل بإعتداءاتها واجتياحاتها وذبحها للأطفال تعمل على إنشاء جيل مجيش من الفلسطينيين الذين سيشكلون خطرا على وجودها وأمنها وبقائها .
كما وأكد بان البيئة تلعب دورا فعالا في هذه القضية مضيفا : الأطفال الفلسطينيون يعيشون في بيئة إحتلال وهذه البيئة المحيطة بهم تؤثر بشكل مباشر على الطفل وسلوكه
وأشار أن حمل الأسلحة البلاستيكية من قبل الأطفال الفلسطينيين يرجع إلى ما يعرف بــ"التنفيس الانفعالي" بسبب ظروف القتل والإغتيال والظروف الإقتصادية الصعبة فإن الطفل يريد أن ينفس عما بداخله بسبب تلك الأوضاع .
وعزى الدكتور أبو هين تدافع الأطفال نحو الشهادة إلى التمجيد المميز الذي يحظى به الشهيد في المجتمع الفلسطيني ، الأمر الذي يدفع الطفل لأن يتمنى أن يكون شهيدا حتى يحظى بكل هذا الدعم المعنوي والبطولي له .
وهكذا يتضح أن أطفال فلسطين يحملون هموما في صدورهم تخر لها الجبال الشم الراسيات، ويسعون ولو ببندقية بلاستيكية للتعبير عما يجيش في صدورهم تجاه المحتل الغاصب ، وطمعا منهم في استرداد الكرامة المسلوبة، فهل ياترى وصلت هذه الرسالة للزعماء وللكبار؟
مصدر التقرير
معسكر تدريبي شرق غزة يثير دهشة المواطنين
تقارير
كل شيء جائز في غزة، فالمنطق واللامنطق تشكيل يومي من حياتنا المعضلة، فلم يعد لشيء خصوصيته، في زمن ديست فيه كل القيم الإنسانية والأخلاقية وحتى الأعراف الدولية التي يتغنون بها صباح مساء ..ففي ليلة كان يكسوها الظلام الدامس الممزوج بالبرد القارص وعويل الرياح القادمة من كل صوب وحدب ، وبينما كانت عقارب الساعة تشير الى التاسعة مساء وكنت في طريق عودتي بخطى سريعة بحثا عن القليل من الدفء بعد الانتهاء من تنفيذ احدى المهمات الصحفية ، وما ان وطأت قدماي ذاك الحي القديم " المنصورة " بمنطقة حي الشجاعية شرق غزة حتى ترامت الى مسامعي بعض الشعارات والعبارات الغربية " ثابت ، خود الارض ، لليمين ولليسار سر " سرعان ما ادركت انها لمعسكر تدريبي .
رغم البرد القارص
وبنهم شديد وبينما كانت الرياح تلسع أنحاء مختلفة من جسدي وتسير بالاتجاه المعاكس اقتربت من المكان فكانت المفاجأة ، مساحة من الارض المحاطة بالسياج تحولت الى معسكر تدريبي يتجمع بها عشرات الاطفال ممن لاتتجاوز اعمارهم العشرة اعوام بشكل يومي يصفطون في طوابير منظمة تحت زخات المطر الكثيف غير اباهين بلسعات البرد وعيون الماء الراكدة ، بعضهم يرتدي البدلات العسكرية ، وآخرون يتوشحون بعصبة التوحيد الخضراء والتي يرتديها مقاتلو الجناح العسكري لحماس " كتائب القسام " فيما تطل عيون بعضهم من فتحات ذاك اللثام الاسود الذي تختفي وراءه ملامح بعض وجوههم البرئية .
منظر مهول اثار في نفسي وغمرني بالدهشة يتكرر بشكل يومي كما ابلغني بعض سكان المنطقة الذين خرجو مسرعين على صدى صوت الشعارت التي كان يطلقها ويرددها اولئك المقاتلون الصغار، حيث اتخذت وسط حالة من الذهول جانبا في المكان لمراقبة مايجري عن قرب .
قائد المجموعة الطفل حسام ايمن" الذي لم يتجاوز عمره العشرة اعوام ويكنى بلقب عسكري " ابو البراء " همّ بخطواته العسكرية ونبرات صوته التي حملت بين ثنياها معاني العزة والشموخ باختراق وترتيب الصفوف بين المقاتلين الصغار المدججين بالعتاد العسكري المصنوع من الخشب طالبا اياهم بالاستعداد للبدء في تنفيذ بعض التدريبات مع الاخذ بالحيطة والحذر خوفا من تعرض الموقع " للقصف الصهيوني " .
وعلى مقربة من المكان كان الطفل " سامر سهيل " الذي اطلق على نفسه لقب " ابو القعقاع " يراقب بعيونه البرئية وجسده النحيف وعبر جهاز لاسلكي سماء المنطقة عن كثب طالبا من القيادة الابلاغ عن اي خطر يتهدد المكان .
تحدي وعقاب
وبينما اشتدت الرياح ، بدأ المقاتلون " الصغار " باولى التدريبات العسكرية من حيث تنظيم الصفوف والدوران بالاتجاهات والسير بخطوات عسكرية واثقة وفق النداءات الصادرة من " قائدهم " والذي ويخفي ملامح وجهه وراء لثام اسود ويتوشح بعصبة التوحيد القسامية، حيث قال لنا بلكنة رجولية ومؤثرة بعد ان تمكنا من الاقتراب منه:" هذه هي بداية الاعداد للجهاد والاستشهاد وطريق اختارها ابائنا ولابد ان نسير على دربهم وعلى درب قادتنا ومن سبقونا " في اشارة الى قيادات المقاومة الفلسطينية وعلى راسهم كما اضاف الشيخ احمد الياسين والدكتور الرنتيسي .
وفيما كنت انظر بعين الرحمة والشفقة لهؤلاء الاطفال الا انني كنت سببا في عقاب احدهم بعد ان اقتربت منه للتحدث معه دون اذن مسبق فما كان من قائده الا معاقبته وسط الحاح مني بالعفو وذلك باصدار اوامر له بالزحف ارضا لعدة امتار والغوص في بعض برك المياه الراكدة في المكان فما كان من ذلك الطفل الا التحدي والتنفيذ.
في زاوية اخرى من المكان وتحت وقع المطر كانت مجموعة اخرى من المقاتلين الصغار تنفذ سلسلة من التدريبات العملية كان من ابرزها اقتحام موقع عسكري واختطاف احد الجنود في اشارة الى عملية اختطاف الجندي الصهيوني " شاليط " وذلك بالتزامن مع حدوث اشتباكات متبادلة باستخدام اسلحة وقنابل بلاستيكية تحوى بداخلها مجموعة من الخرز المستخدم في تعبئة اسلتحهم البلاستيكية في مشهد يعيد للأذهان حالات الاجتياح التي يقوم بها العدو الصهيوني للمناطق الفلسطينية، حيث تشعر كأنك في حرب حقيقة ، وتسمع دوي لإطلاق المفرقعات والألعاب النارية بل تم استخدام كميات من الصواريخ التي تنطلق في الهواء بعد فترة من اشتعالها وذلك تيمنا بالمقاومة الفلسطينية التي تطلق الصواريخ بصورة يومية على مغتصبات الكيان الصهيوني .
طمس الهوية والجهاد
يشار الى ان دولة الكيان الصهيوني تسعى بكل قوة لطمس حب الجهاد لدى أطفال فلسطين
كما وتسعى جاهدة لطمس هوية الشعب الفلسطيني وفرض الأمر الواقع على أطفال فلسطين للتعايش مع اليهود المغتصبين بل وتعمل بكل ما أوتيت من مادة لتحقيق هذا الهدف ،
البيئة و الواقع
وكان الدكتور فضل أبو هين قد أعد دراسة ميدانية متميزة بعنوان " تدافع الأطفال الفلسطينيين نحو الاستشهاد والجهاد " والتي أظهرت أن 90% من الأطفال الذين أجريت عليهم الدراسة وتتراوح أعمارهم ما بين 9 – 17 عاما موافقته على المشاركة في فعاليات الانتفاضة فيما شارك فيها فعليا حتى الآن 42% ، فيما تمنى 72% منهم الاستشهاد .
وأجاب الدكتور أبو هين حول أسباب تدافع الاطفال نحو هذه الالعاب قائلا : الطفل حينما يبدأ يلعب فإنه يخرج ما بداخله إلى أرض الواقع وبالتالي فإن أقرب شيء بداخل هذا الطفل هي الألعاب العسكرية التي هي جزء من الواقع الأليم والتأزم الداخلي الذي هو أصلا موجود بداخل الطفل الفلسطيني .
وأضاف :ان إسرائيل بإعتداءاتها واجتياحاتها وذبحها للأطفال تعمل على إنشاء جيل مجيش من الفلسطينيين الذين سيشكلون خطرا على وجودها وأمنها وبقائها .
كما وأكد بان البيئة تلعب دورا فعالا في هذه القضية مضيفا : الأطفال الفلسطينيون يعيشون في بيئة إحتلال وهذه البيئة المحيطة بهم تؤثر بشكل مباشر على الطفل وسلوكه
وأشار أن حمل الأسلحة البلاستيكية من قبل الأطفال الفلسطينيين يرجع إلى ما يعرف بــ"التنفيس الانفعالي" بسبب ظروف القتل والإغتيال والظروف الإقتصادية الصعبة فإن الطفل يريد أن ينفس عما بداخله بسبب تلك الأوضاع .
وعزى الدكتور أبو هين تدافع الأطفال نحو الشهادة إلى التمجيد المميز الذي يحظى به الشهيد في المجتمع الفلسطيني ، الأمر الذي يدفع الطفل لأن يتمنى أن يكون شهيدا حتى يحظى بكل هذا الدعم المعنوي والبطولي له .
وهكذا يتضح أن أطفال فلسطين يحملون هموما في صدورهم تخر لها الجبال الشم الراسيات، ويسعون ولو ببندقية بلاستيكية للتعبير عما يجيش في صدورهم تجاه المحتل الغاصب ، وطمعا منهم في استرداد الكرامة المسلوبة، فهل ياترى وصلت هذه الرسالة للزعماء وللكبار؟
مصدر التقرير
تعليق