أعلنت إسرائيل رفع درجة التأهب بسفاراتها في جميع أنحاء العالم عقب الهجوم الذي تعرضت له سفارتها في موريتانيا فجر الجمعة وأسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص.
وقال راديو إسرائيل إن مسؤولا دفاعيا سيتوجه إلى موريتانيا لتفقد الإجراءات الأمنية هناك, فيما وصف السفير الإسرائيلي في نواكشوط بوعز بيسموث الهجوم بأنه أمر محزن, وأضاف "العلاقات بين إسرائيل وموريتانيا رمز للسلام".
من جهة ثانية يبدأ وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر زيارة إلى موريتانيا الخميس المقبل, لإجراء محادثات تتعلق بالهجوم على مبنى السفارة الإسرائيلية في نواكشوط حيث أصيب ثلاثة فرنسيين.
وعبر كوشنر عن تضامنه مع إسرائيل وموريتانيا وشدد على ضرورة ملاحقة منفذي الهجوم وتقديمهم للقضاء.
وقد وقع الهجوم الذي وصفته إسرائيل بأنه "عمل إرهابي" بعد شهر على مقتل أربعة سياح فرنسيين بأيدي مسلحين على ارتباط بتنظيم القاعدة. كما ألغي رالي دكار 2008 بسبب ما وصف بمخاطر إرهابية.
في هذه الأثناء وبينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم, قال مركز إنتل ومقره الولايات المتحدة الذي يراقب رسائل الجماعات الإسلامية على الإنترنت إن أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة دعا إلى شن هجمات على السفارة في فبراير/شباط عام 2007.
وتواصل السلطات الموريتانية البحث عن المسلحين, حيث تشير التحقيقات الأولية إلى أنهم تركوا سلاحين استخدما في الهجوم إضافة إلى قنبلتين يدويتين, لدى هروبهم.
وقد دانت الحكومة الموريتانية "بشدة" الهجوم على السفارة الإسرائيلية وأكدت أنها "ستبذل ما في وسعها" لتوقيف منفذيه ومحاكمتهم.
تفاصيل الهجوم
وكان ستة مسلحين قد هاجموا السفارة الإسرائيلية فجر الجمعة بالأسلحة الرشاشة فأصيب ثلاثة أشخاص جميعهم فرنسيون, فيما تمكن المهاجمون من الهرب.
الفرنسيون الثلاثة الذين أصيبوا في الهجوم كانوا داخل مطعم قريب من السفارة (لفرنسية)
وذكرت مصادر بجهات التحقيق لوكالة الصحافة الفرنسية أن الفرنسيين الثلاثة كانوا في جوار مطعم ومرقص يبعد عشرات الأمتار عن السفارة. كما أصيب صاحب المطعم برصاصة طائشة جراء الهجوم بحسب المصدر نفسه.
ونقلت الوكالة عن أحد شهود العيان أن مجموعة من ستة رجال يرتدون قمصانا طويلة فضفاضة ويرتدون عمامات "ترجلوا من سيارة وتوجهوا سيرا إلى مطعم بالقرب من السفارة, وبعد دقائق قليلة "قالوا بصوت عال هيا بنا وصرخوا الله أكبر وأطلقوا النار".
يشار إلى أن موريتانيا من الدول العربية القليلة التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل إضافة إلى مصر والأردن.
دعوات المقاطعة
وقد وقع الهجوم في وقت ترتفع فيه أصوات في موريتانيا للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية التي أقيمت مع إسرائيل عام 1999 في عهد معاوية ولد طايع الذي أطيح به في انقلاب عسكري عام 2005.
ويوم الأحد الماضي دعا رئيس الجمعية الوطنية في موريتانيا مسعود ولد بلخير الحكومة إلى إعادة النظر فيما وصفها العلاقات المشينة مع إسرائيل.
وهذه هي المرة الأولى التي يطلب فيها مسؤول موريتاني يمستوى مسعود ولد بلخير -المسؤول الثالث في الدولة بعد الرئيس ورئيس مجلس الشيوخ- إعادة النظر بهذه العلاقات.
كما صدرت دعوات علنية في الآونة الأخيرة عن أحزاب سياسية في موريتانيا للرئيس سيدي محمد ولد شيخ عبد الله إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل لإظهار غضب موريتانيا بسبب الأحداث الأخيرة في غزة
الفرنسيون الثلاثة الذين أصيبوا في الهجوم كانوا داخل مطعم قريب من السفارة
تعليق