رسالة غزة..! .. ماهر رجا
هدمت غزة الجدار...
لا نتحدث هنا عن جدار حدودي في رفح..
نتحدث عن جدران المواقف والحسابات.. وربما أيضاً الجدار النفسي، ولكن في اتجاه آخر مختلف تماماً عما قصده السادات ذات يوم ..!
نتحدث عن جدران القلوب الوجلة من مجرد احتمال إغضاب أولمرت والعم سام، ومن مجرد ذكر اسم غزة أو التذمر أمام أميركا من مشهد الإبادة الجماعية المعلن على الشاشات..
غضب غزة هو من هدم الجدار.. غضب غزة لا جوعها ـ هو رسالة غزة المقاوِمة ، وكلمتها المقاومة وليس البحث عن ليترات من الوقود ولقيمات الطعام..
غضب غزة هو راية غزة ومعنى وجودها ودلالته وليس السعي إلى مؤونة أو ماء أو كهرباء أو هواء..
ما يميز غزة اليوم في هذا الفضاء العربي الرحب الضيق في آن، هو أنها هادمة الجدران: جدران الحدود، جدران الصمت العربي الطويل ، جدران اتفاقات التسوية التي حولت الكثير من العرب إلى متفرجين وسط ساحة حرائق طالت أطراف العروش والنعوش..
ما يميز غزة أنها اسم لمليون وأربعمئة ألف ثائر في زمن صارت فيه الثورة والبندقية تهمة، أو ، في أقل الأحوال نتاج (تخلف سياسي) لا يرى ليبرالية العصر العربي، الذي لا يمل من تقديم مبادرات السلام ووضعها على طاولات الذئاب.. العصر العربي الذي لا يكف عن تقديم لحم أطفال غزة ونسائها وشيوخها على مذبح العدو المرشح لأن يكون صديقاً وجاراً حميماً!!
من يرى العرب اليوم وهم يهرعون (أخيرا) إلى البحث عن حلول لحصار غزة، قد يعتقد أن السياسات العربية التي تواطأت مع مخطط الحصار وساعدت على إنجاحه، أصيبت اليوم بصحوة الضمير المفاجئ. إلا أن الحقيقة كما يبدو هي في مكان آخر، فهذا الاهتمام العربي المفاجئ هو في واقع الحال هلع مما قالته رسائل غزة الأخيرة، فالغضب الشعبي الذي اجتاح الجدار، ومشهد الغزيين وهم يتدفقون من فتحات الحدود مزق كل الستائر العربية التي كانت تحجب حقائق الحصار عن المواطن العربي. وعندما تتالت حرائق الغضب الشعبي العربي، راحت العروش تشعر بالخطر، ولعل هناك كثيرين ممن اتصلوا بواشنطن ليحتجوا ويشكوا لها الحماقة الاسرائيلية التي تعرض أمن التسوية السياسية وأمن الممالك العربية المعتدلة للخطر وتضعها في عين الإعصار!
يستطيع الغضب أن يفعل الكثير.. تلك هي الرسالة.. وغزة لا تركع كما قال أبناء فلسطين المحتلة عام 48 وكما كتب أطفالهم على جدارياتهم ولافتاتهم في تظاهراتهم أمس في حيفا والناصرة..
يستطيع الغضب أن يفعل الكثير.. أن يزلزل هذا الركود العربي.. أن يبعث الخشية في سياسات عربية اطمأنت إلى أنها قادت القافلة نحو المحطة الأميركية الصهيونية دون أن يعترضها صوت أو ترفع في وجهها ذراع غاضبة..
تلك هي رسالة غزة.. تحت هذا الثرى العربي ألف غزة..في الهواء ستنتشر أنفاس غزة اللاهبة.. جوع غزة وعطشها وآلامها وشهداؤها ينجب نسغ أرادة أشد، ومنه يكتشف خندق المقاومة فضاء جديداً..
تلك هي رسالة غزة.. صوتها الذي يقول : حذارِ .. حذار من جوعي ومن غضبي
فهل وصلت الرسالة..!!؟
لا نتحدث هنا عن جدار حدودي في رفح..
نتحدث عن جدران المواقف والحسابات.. وربما أيضاً الجدار النفسي، ولكن في اتجاه آخر مختلف تماماً عما قصده السادات ذات يوم ..!
نتحدث عن جدران القلوب الوجلة من مجرد احتمال إغضاب أولمرت والعم سام، ومن مجرد ذكر اسم غزة أو التذمر أمام أميركا من مشهد الإبادة الجماعية المعلن على الشاشات..
غضب غزة هو من هدم الجدار.. غضب غزة لا جوعها ـ هو رسالة غزة المقاوِمة ، وكلمتها المقاومة وليس البحث عن ليترات من الوقود ولقيمات الطعام..
غضب غزة هو راية غزة ومعنى وجودها ودلالته وليس السعي إلى مؤونة أو ماء أو كهرباء أو هواء..
ما يميز غزة اليوم في هذا الفضاء العربي الرحب الضيق في آن، هو أنها هادمة الجدران: جدران الحدود، جدران الصمت العربي الطويل ، جدران اتفاقات التسوية التي حولت الكثير من العرب إلى متفرجين وسط ساحة حرائق طالت أطراف العروش والنعوش..
ما يميز غزة أنها اسم لمليون وأربعمئة ألف ثائر في زمن صارت فيه الثورة والبندقية تهمة، أو ، في أقل الأحوال نتاج (تخلف سياسي) لا يرى ليبرالية العصر العربي، الذي لا يمل من تقديم مبادرات السلام ووضعها على طاولات الذئاب.. العصر العربي الذي لا يكف عن تقديم لحم أطفال غزة ونسائها وشيوخها على مذبح العدو المرشح لأن يكون صديقاً وجاراً حميماً!!
من يرى العرب اليوم وهم يهرعون (أخيرا) إلى البحث عن حلول لحصار غزة، قد يعتقد أن السياسات العربية التي تواطأت مع مخطط الحصار وساعدت على إنجاحه، أصيبت اليوم بصحوة الضمير المفاجئ. إلا أن الحقيقة كما يبدو هي في مكان آخر، فهذا الاهتمام العربي المفاجئ هو في واقع الحال هلع مما قالته رسائل غزة الأخيرة، فالغضب الشعبي الذي اجتاح الجدار، ومشهد الغزيين وهم يتدفقون من فتحات الحدود مزق كل الستائر العربية التي كانت تحجب حقائق الحصار عن المواطن العربي. وعندما تتالت حرائق الغضب الشعبي العربي، راحت العروش تشعر بالخطر، ولعل هناك كثيرين ممن اتصلوا بواشنطن ليحتجوا ويشكوا لها الحماقة الاسرائيلية التي تعرض أمن التسوية السياسية وأمن الممالك العربية المعتدلة للخطر وتضعها في عين الإعصار!
يستطيع الغضب أن يفعل الكثير.. تلك هي الرسالة.. وغزة لا تركع كما قال أبناء فلسطين المحتلة عام 48 وكما كتب أطفالهم على جدارياتهم ولافتاتهم في تظاهراتهم أمس في حيفا والناصرة..
يستطيع الغضب أن يفعل الكثير.. أن يزلزل هذا الركود العربي.. أن يبعث الخشية في سياسات عربية اطمأنت إلى أنها قادت القافلة نحو المحطة الأميركية الصهيونية دون أن يعترضها صوت أو ترفع في وجهها ذراع غاضبة..
تلك هي رسالة غزة.. تحت هذا الثرى العربي ألف غزة..في الهواء ستنتشر أنفاس غزة اللاهبة.. جوع غزة وعطشها وآلامها وشهداؤها ينجب نسغ أرادة أشد، ومنه يكتشف خندق المقاومة فضاء جديداً..
تلك هي رسالة غزة.. صوتها الذي يقول : حذارِ .. حذار من جوعي ومن غضبي
فهل وصلت الرسالة..!!؟
تعليق