فلسطين اليوم : وكالات
أزمة حجاج غزة العالقين على الحدود مع مصر، أزمة أهالي غزة العالقين في سيناء المصرية، أزمة الأنفاق بين مصر وغزة، وأخيرا أزمة الوقود والكهرباء التي أسفرت اليوم الأربعاء عن اقتحام أهالي غزة معبر رفح الحدودي مع مصر لفك الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض عليهم دون تدخل فعلي من الأمن المصري لمنعهم.
سلسلة أزمات توالت في الأشهر الستة الأخيرة مصدرها جميعا السياسة الإسرائيلية الرامية لإحكام الحصار على غزة وتأثرت بها بشكل مباشر مصر المرتبطة بغزة جغرافيا.
ويجمع محللون سياسيون عرب على أن هذه الأزمات تعكس رغبة إسرائيل في تصدير أزمة غزة وصراعها مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى القاهرة لإحراجها ووضعها قسرا في خانة المشاركين في "الحرب على الإرهاب" ومن ثم المواجهة مع حماس أو مع قسم من الفلسطينيين على حدودها.
وأشار عدد من هؤلاء المحللين في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن مصر تملك أوراقا تستطيع بها مواجهة هذه الإستراتيجية الإسرائيلية بل والضغط على تل أبيب، أبرزها التقارب مع إيران بجانب ورقة معبر رفح، واعتبر بعضهم أن القاهرة بدأت بالفعل استخدام هاتين الورقتين أو على الأقل التلويح بهما.
الخبير المصري في إدارة الأزمات الدولية فخري الطهطاوي يرى أن تشديد إسرائيل الحصار على غزة بقطع الكهرباء وإمدادات الوقود كان يستهدف في جانب منه "إحراج النظام المصري مجددا ودفعه للصدام مع غزة".
ويوضح قائلا: "غزة التي يعيش بها مليون ونصف المليون فلسطيني وتحتضن القوة الضاربة للتنظيمات الفلسطينية المسلحة لن تقف متفرجة على المجزرة الإسرائيلية البطيئة بحقها، وبما أن مصر هي الباب الوحيد لسجن غزة الكبير فإن طرق الباب، وربما اقتحامه كما حدث اليوم، سيكون جزءا من الوسائل المراد بها كسر الحصار المحكم، ومن ثم الصدام مع مصر".
وبادرت حماس بعد اقتحام آلاف الفلسطينيين لمعبر رفح اليوم ودخولهم الجانب المصري، إلى التشديد على أنها لم تحرض الأهالي على اقتحام المعبر ولا علاقة لها بالأمر. وكان مراقبو الاتحاد الأوروبي وموظفو السلطة الفلسطينية التابعون لحركة فتح قد انسحبوا من الجانب الفلسطيني من المعبر فور سيطرة حماس على غزة منتصف يونيو الماضي وهو ما أدى لإغلاقه من الجانب المصري أيضا، تنفيذا للتفاهم الخاص بتشغيل المعبر المبرم في 2005.
وخلاصة الأمر كما يرى الطهطاوي أن "إسرائيل تنتهج إستراتيجية لتوريط مصر في أزمات تزعزع دورها الإقليمي واستقراراها السياسي وتؤثر بالتبعية على أمنها القومي".
ويدلل على ذلك بقضية أنفاق غزة التي اتهمت فيها إسرائيل السلطات المصرية بالتراخي في وقف تهريب السلاح من سيناء إلى غزة عبرها، الأمر الذي تسبب في حرب كلامية وتوتر بين الجانبين، خاصة مع سعي إسرائيل للضغط على الكونجرس الأمريكي لتعليق جزء من المعونة الأمريكية التي تحصل عليها مصر بموجب اتفاقية السلام المبرمة مع الإسرائيليين.
ملمح آخر يشير إليه الخبير السياسي الفلسطيني رائد نعيرات قائلا: "إسرائيل تتعامل مع العرب انطلاقا من المبدأ الأمريكي الذي أعلنه جورج بوش عقب هجمات 11-9-2001، وهو مبدأ: من ليس معي فهو ضدي".
وبالتالي – يوضح نعيرات – "إسرائيل تريد من الدول العربية التي تصنفها كمعتدلة وبينها مصر أن تحسم أمرها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأن يأخذوا جانبها ضد من تعتبرهم الإرهابيين الفلسطينيين"، ويشاركوا بناء على هذا التصور في حصار حماس.
ويؤكد أكثر من خبير سياسي عربي أن هناك أكثر من خيار لدى مصر لمواجهة هذا التكتيك الإسرائيلي، ويشير بعضهم إلى أن القاهرة بدأت بالفعل في استخدام هذه الخيارات.
خبير إدارة الأزمات فخري الطهطاوي يرى أن "التقارب المصري الإيراني في حد ذاته يعد عامل ضغط على إسرائيل، فوجود علاقات إيرانية مصرية سورية وثيقة سيغلق الدائرة على إسرائيل بل ويهدد أمنها القومي".
رائد نعيرات يشير أيضا من جهته إلى أن القاهرة بدأت بالفعل تلوح بالورقة الإيرانية في مواجهة الضغوط الإسرائيلية.
ويقول: "مصر وإن كانت ترغب في أن تنتهج سياسية الاعتدال فإنها لا تحسب نفسها على المحور الأمريكي كليا، وهو ما يفسر بدء انفتاحها على إيران في الفترة الأخيرة وذلك لما تقتضيه محددات الأمن القومي المصري".
وذكر نعيرات بأن "الرئيس المصري حسني مبارك أعلن أمام نظيره الأمريكي جورج بوش خلال زيارته الأخيرة في شرم الشيخ أن مصر تعارض ضربة عسكرية لإيران لما في ذلك من ضرر على الأمن القومي المصري".
ونشرت صحيفة هاآرتس العبرية على موقعها على الإنترنت خبر الاتصال الهاتفي الثلاثاء 22-1-2008 بين الرئيسين المصري والإيراني محمود أحمدي نجاد في صفحتها الأولى، وهو الاتصال الأول من نوعه بينهما.
أما ورقة معبر رفح، الذي يعد المنفذ الوحيد غير الإسرائيلي لغزة على العالم الخارجي، فهي بحسب المصادر نفسها، ورقة بدأت مصر في استخدامها للنأي بنفسها عن المخطط الإسرائيلي الرامي لإشراكها في حصار حماس، من خلال سماحها اليوم للفلسطينيين بعبور منفذ رفح إلى الأراضي المصرية للتزود باحتياجاتهم.
المحلل رائد نعيرات يوضح بدوره أن مصر حرصت ألا تسمح أو تشارك في تفاقم الحالة الإنسانية بغزة وحصار سكانها كما ترغب إسرائيل، وهو ما تجلى في أحداث اليوم على معبر رفح.
وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المصرية أنها قامت بعدة تعديلات على شبكة خطوط الكهرباء الموصلة إلى بعض مناطق غزة لزيادة كميات الكهرباء هناك، لتلبية احتياجات أبناء القطاع. وتوفر مصر أصلا 17% من احتياجات غزة من الكهرباء تزود بها جنوب القطاع.
التوقيت حرج
ويلفت فخري الطهطاوي إلى أن سلسلة الأزمات التي تعمل إسرائيل على تصديرها لمصر مرتبطة بتوقيت حرج على الجانبين.
إسرائيليا: الائتلاف الحكومي الإسرائيلي مزعزع بعد انسحاب حزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية، أفيغدور ليبرمان، من الحكومة، وهو ما يستحيل أن تستمر معه حكومة إيهود أولمرت في القيادة لأكثر من بضعة أشهر؟، بحسب المراقبين الإسرائيليين.
إضافة إلى ذلك -كما يذكر الطهطاوي- فإن التقرير النهائي للجنة فينوغراد التي شكلت لبحث الإخفاق في حرب لبنان 2006 من المقرر أن يصدر خلال أيام مع توقعات بتحميل أولمرت مسئولية الفشل في الحرب، وهو الأمر الذي يحتاج معه أولمرت إلى عمل شيء باتجاه غزة يرفع من رصيده المتدني.
وعلى الجانب المصري، فإن "النظام السياسي مقبل على مرحلة انتقال سلطة وبغض النظر عن الطرف الذي سيتسلم السلطة فإن النظام يريد أن تتم عملية الانتقال بسلاسة ودون أعباء خارجية، وهو ما يفسر بحسب الطهطاوي، "التحركات المصرية المنضبطة والحكيمة في التعامل مع الأفعال الإسرائيلية المشاكسة".
توتر غير مسبوق
وعلى صعيد العلاقات المصرية /الإسرائيلية، يرى وحيد عبد المجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، في مقال له نشرته جريدة "الأهرام" الثلاثاء أن "التوتر الحاصل حاليا بين مصر وإسرائيل يبدو غير مسبوق بعد أن وصل إلى حد إقدام إسرائيل جهارا نهارا على تحريض أنصارها في دوائر صنع القرار الأمريكي ضد مصر علنا، واتهامها بأنها لا تبذل ما ينبغي من جهد لوضع حد لتهريب أسلحة وذخائر إلى حركة حماس في قطاع غزة حينا، وبأنها تتواطأ مع المهربين حينا آخر".
وتؤكد مصر أنها تبذل «مائة بالمائة من الجهود لكنها لا تضمن النتائج مائة بالمائة»، وتطالب، بتعديل البند الأمني في معاهدة السلام مع إسرائيل بما يسمح لها بزيادة عدد قوة حرس الحدود المصري في المنطقة المحاذية للحدود مع القطاع والبالغة 16 كم، كي تقوم بتعهداتها، بيد أن السلطات الإسرائيلية تصر دائما على رفض هذا الطلب بدعوى أنه يشكل تهديدا لأمن إسرائيل.
وحول مواجهة القاهرة للسياسات والضغوط الإسرائيلية، يوضح عبد المجيد في مقاله أن "الحصار الإسرائيلي الخانق على غزة واستئثار حماس بالسلطة في القطاع، وهي امتداد لحركة أصولية (الإخوان المسلمين) عابرة للحدود – بحسب تعبيره - يفرض على القاهرة أن تعالج الوضع الفلسطيني الجديد بميزان دقيق".
إلا أنه يشدد على أنه ليس في مصلحة القاهرة في جميع الأحوال، "فضلا عن أنه ليس من مبادئها وأخلاقها، إحكام هذا الحصار إلى الحد الذي ينوء عنه القطاع بأهله، فلا يجدون مهربا منه إلا عبر اقتحام حدودها".
وبخلص إلى أنه "كلما اشتد الحصار على القطاع أصبح مصدرا لتهديد أمني لمصر، وهذا متغير رئيسي لا بد أن يؤثر في معادلات العلاقات المصرية-الإسرائيلية، كما العلاقات المصرية-الفلسطينية".
ويتابع عبد المجيد قائلا: إن المنطقة مقدمة على "مرحلة جديدة في العلاقات المصرية-الإسرائيلية، والأرجح أن هذه المرحلة ستكون أكثر توترا على نحو قد يؤدي لتحول ما كان يعتبر سلاما باردا إلى سلام عاصف
http://paltoday.com/arabic/news.php?id=58789
2008-01-23 19:39:55
أزمة حجاج غزة العالقين على الحدود مع مصر، أزمة أهالي غزة العالقين في سيناء المصرية، أزمة الأنفاق بين مصر وغزة، وأخيرا أزمة الوقود والكهرباء التي أسفرت اليوم الأربعاء عن اقتحام أهالي غزة معبر رفح الحدودي مع مصر لفك الحصار الإسرائيلي الخانق المفروض عليهم دون تدخل فعلي من الأمن المصري لمنعهم.
سلسلة أزمات توالت في الأشهر الستة الأخيرة مصدرها جميعا السياسة الإسرائيلية الرامية لإحكام الحصار على غزة وتأثرت بها بشكل مباشر مصر المرتبطة بغزة جغرافيا.
ويجمع محللون سياسيون عرب على أن هذه الأزمات تعكس رغبة إسرائيل في تصدير أزمة غزة وصراعها مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى القاهرة لإحراجها ووضعها قسرا في خانة المشاركين في "الحرب على الإرهاب" ومن ثم المواجهة مع حماس أو مع قسم من الفلسطينيين على حدودها.
وأشار عدد من هؤلاء المحللين في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" إلى أن مصر تملك أوراقا تستطيع بها مواجهة هذه الإستراتيجية الإسرائيلية بل والضغط على تل أبيب، أبرزها التقارب مع إيران بجانب ورقة معبر رفح، واعتبر بعضهم أن القاهرة بدأت بالفعل استخدام هاتين الورقتين أو على الأقل التلويح بهما.
الخبير المصري في إدارة الأزمات الدولية فخري الطهطاوي يرى أن تشديد إسرائيل الحصار على غزة بقطع الكهرباء وإمدادات الوقود كان يستهدف في جانب منه "إحراج النظام المصري مجددا ودفعه للصدام مع غزة".
ويوضح قائلا: "غزة التي يعيش بها مليون ونصف المليون فلسطيني وتحتضن القوة الضاربة للتنظيمات الفلسطينية المسلحة لن تقف متفرجة على المجزرة الإسرائيلية البطيئة بحقها، وبما أن مصر هي الباب الوحيد لسجن غزة الكبير فإن طرق الباب، وربما اقتحامه كما حدث اليوم، سيكون جزءا من الوسائل المراد بها كسر الحصار المحكم، ومن ثم الصدام مع مصر".
وبادرت حماس بعد اقتحام آلاف الفلسطينيين لمعبر رفح اليوم ودخولهم الجانب المصري، إلى التشديد على أنها لم تحرض الأهالي على اقتحام المعبر ولا علاقة لها بالأمر. وكان مراقبو الاتحاد الأوروبي وموظفو السلطة الفلسطينية التابعون لحركة فتح قد انسحبوا من الجانب الفلسطيني من المعبر فور سيطرة حماس على غزة منتصف يونيو الماضي وهو ما أدى لإغلاقه من الجانب المصري أيضا، تنفيذا للتفاهم الخاص بتشغيل المعبر المبرم في 2005.
وخلاصة الأمر كما يرى الطهطاوي أن "إسرائيل تنتهج إستراتيجية لتوريط مصر في أزمات تزعزع دورها الإقليمي واستقراراها السياسي وتؤثر بالتبعية على أمنها القومي".
ويدلل على ذلك بقضية أنفاق غزة التي اتهمت فيها إسرائيل السلطات المصرية بالتراخي في وقف تهريب السلاح من سيناء إلى غزة عبرها، الأمر الذي تسبب في حرب كلامية وتوتر بين الجانبين، خاصة مع سعي إسرائيل للضغط على الكونجرس الأمريكي لتعليق جزء من المعونة الأمريكية التي تحصل عليها مصر بموجب اتفاقية السلام المبرمة مع الإسرائيليين.
ملمح آخر يشير إليه الخبير السياسي الفلسطيني رائد نعيرات قائلا: "إسرائيل تتعامل مع العرب انطلاقا من المبدأ الأمريكي الذي أعلنه جورج بوش عقب هجمات 11-9-2001، وهو مبدأ: من ليس معي فهو ضدي".
وبالتالي – يوضح نعيرات – "إسرائيل تريد من الدول العربية التي تصنفها كمعتدلة وبينها مصر أن تحسم أمرها في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بأن يأخذوا جانبها ضد من تعتبرهم الإرهابيين الفلسطينيين"، ويشاركوا بناء على هذا التصور في حصار حماس.
ويؤكد أكثر من خبير سياسي عربي أن هناك أكثر من خيار لدى مصر لمواجهة هذا التكتيك الإسرائيلي، ويشير بعضهم إلى أن القاهرة بدأت بالفعل في استخدام هذه الخيارات.
خبير إدارة الأزمات فخري الطهطاوي يرى أن "التقارب المصري الإيراني في حد ذاته يعد عامل ضغط على إسرائيل، فوجود علاقات إيرانية مصرية سورية وثيقة سيغلق الدائرة على إسرائيل بل ويهدد أمنها القومي".
رائد نعيرات يشير أيضا من جهته إلى أن القاهرة بدأت بالفعل تلوح بالورقة الإيرانية في مواجهة الضغوط الإسرائيلية.
ويقول: "مصر وإن كانت ترغب في أن تنتهج سياسية الاعتدال فإنها لا تحسب نفسها على المحور الأمريكي كليا، وهو ما يفسر بدء انفتاحها على إيران في الفترة الأخيرة وذلك لما تقتضيه محددات الأمن القومي المصري".
وذكر نعيرات بأن "الرئيس المصري حسني مبارك أعلن أمام نظيره الأمريكي جورج بوش خلال زيارته الأخيرة في شرم الشيخ أن مصر تعارض ضربة عسكرية لإيران لما في ذلك من ضرر على الأمن القومي المصري".
ونشرت صحيفة هاآرتس العبرية على موقعها على الإنترنت خبر الاتصال الهاتفي الثلاثاء 22-1-2008 بين الرئيسين المصري والإيراني محمود أحمدي نجاد في صفحتها الأولى، وهو الاتصال الأول من نوعه بينهما.
أما ورقة معبر رفح، الذي يعد المنفذ الوحيد غير الإسرائيلي لغزة على العالم الخارجي، فهي بحسب المصادر نفسها، ورقة بدأت مصر في استخدامها للنأي بنفسها عن المخطط الإسرائيلي الرامي لإشراكها في حصار حماس، من خلال سماحها اليوم للفلسطينيين بعبور منفذ رفح إلى الأراضي المصرية للتزود باحتياجاتهم.
المحلل رائد نعيرات يوضح بدوره أن مصر حرصت ألا تسمح أو تشارك في تفاقم الحالة الإنسانية بغزة وحصار سكانها كما ترغب إسرائيل، وهو ما تجلى في أحداث اليوم على معبر رفح.
وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة المصرية أنها قامت بعدة تعديلات على شبكة خطوط الكهرباء الموصلة إلى بعض مناطق غزة لزيادة كميات الكهرباء هناك، لتلبية احتياجات أبناء القطاع. وتوفر مصر أصلا 17% من احتياجات غزة من الكهرباء تزود بها جنوب القطاع.
التوقيت حرج
ويلفت فخري الطهطاوي إلى أن سلسلة الأزمات التي تعمل إسرائيل على تصديرها لمصر مرتبطة بتوقيت حرج على الجانبين.
إسرائيليا: الائتلاف الحكومي الإسرائيلي مزعزع بعد انسحاب حزب «إسرائيل بيتنا» برئاسة وزير الشؤون الإستراتيجية، أفيغدور ليبرمان، من الحكومة، وهو ما يستحيل أن تستمر معه حكومة إيهود أولمرت في القيادة لأكثر من بضعة أشهر؟، بحسب المراقبين الإسرائيليين.
إضافة إلى ذلك -كما يذكر الطهطاوي- فإن التقرير النهائي للجنة فينوغراد التي شكلت لبحث الإخفاق في حرب لبنان 2006 من المقرر أن يصدر خلال أيام مع توقعات بتحميل أولمرت مسئولية الفشل في الحرب، وهو الأمر الذي يحتاج معه أولمرت إلى عمل شيء باتجاه غزة يرفع من رصيده المتدني.
وعلى الجانب المصري، فإن "النظام السياسي مقبل على مرحلة انتقال سلطة وبغض النظر عن الطرف الذي سيتسلم السلطة فإن النظام يريد أن تتم عملية الانتقال بسلاسة ودون أعباء خارجية، وهو ما يفسر بحسب الطهطاوي، "التحركات المصرية المنضبطة والحكيمة في التعامل مع الأفعال الإسرائيلية المشاكسة".
توتر غير مسبوق
وعلى صعيد العلاقات المصرية /الإسرائيلية، يرى وحيد عبد المجيد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، في مقال له نشرته جريدة "الأهرام" الثلاثاء أن "التوتر الحاصل حاليا بين مصر وإسرائيل يبدو غير مسبوق بعد أن وصل إلى حد إقدام إسرائيل جهارا نهارا على تحريض أنصارها في دوائر صنع القرار الأمريكي ضد مصر علنا، واتهامها بأنها لا تبذل ما ينبغي من جهد لوضع حد لتهريب أسلحة وذخائر إلى حركة حماس في قطاع غزة حينا، وبأنها تتواطأ مع المهربين حينا آخر".
وتؤكد مصر أنها تبذل «مائة بالمائة من الجهود لكنها لا تضمن النتائج مائة بالمائة»، وتطالب، بتعديل البند الأمني في معاهدة السلام مع إسرائيل بما يسمح لها بزيادة عدد قوة حرس الحدود المصري في المنطقة المحاذية للحدود مع القطاع والبالغة 16 كم، كي تقوم بتعهداتها، بيد أن السلطات الإسرائيلية تصر دائما على رفض هذا الطلب بدعوى أنه يشكل تهديدا لأمن إسرائيل.
وحول مواجهة القاهرة للسياسات والضغوط الإسرائيلية، يوضح عبد المجيد في مقاله أن "الحصار الإسرائيلي الخانق على غزة واستئثار حماس بالسلطة في القطاع، وهي امتداد لحركة أصولية (الإخوان المسلمين) عابرة للحدود – بحسب تعبيره - يفرض على القاهرة أن تعالج الوضع الفلسطيني الجديد بميزان دقيق".
إلا أنه يشدد على أنه ليس في مصلحة القاهرة في جميع الأحوال، "فضلا عن أنه ليس من مبادئها وأخلاقها، إحكام هذا الحصار إلى الحد الذي ينوء عنه القطاع بأهله، فلا يجدون مهربا منه إلا عبر اقتحام حدودها".
وبخلص إلى أنه "كلما اشتد الحصار على القطاع أصبح مصدرا لتهديد أمني لمصر، وهذا متغير رئيسي لا بد أن يؤثر في معادلات العلاقات المصرية-الإسرائيلية، كما العلاقات المصرية-الفلسطينية".
ويتابع عبد المجيد قائلا: إن المنطقة مقدمة على "مرحلة جديدة في العلاقات المصرية-الإسرائيلية، والأرجح أن هذه المرحلة ستكون أكثر توترا على نحو قد يؤدي لتحول ما كان يعتبر سلاما باردا إلى سلام عاصف
http://paltoday.com/arabic/news.php?id=58789
2008-01-23 19:39:55
تعليق