فاجأتني شقيقة لي قبل أسبوعين تشتكي لعدم تمكنها من الحصول على مسحوق للجلي وللغسيل، فقد حاولت في كافة "دكاكين" البيع الصغيرة والكبيرة في مخيمها وسط قطاع غزة دون جدوى، ثم انتقلت إلى مخيم آخر، فسارعت لزوجي أحاول تخزين بعض مما فقد الآخرون ظنا مني ان غزة المدينة الأكبر بالقطاع قد خزنت بعضاً من مسحوق الجلي والغسيل فلم نجد!!!.
قبل أشهر بادرت "معا" إلى إطلاق صرخات استغاثة عبر عدد من التقارير حول عدم توفر الأسمنت لبناء القبور وعدم توفر الأكفان لموتى غزة الذين يحصدهم الحصار وآلة الحرب العسكرية "البلدزورية" على حد سواء أمام مرأى العالم، وناشدت الوكالة أصحاب الضمائر ان يغيثوا غزة أيضاً بالأغذية والأدوية وغرف النوم للعرسان الذين اضطر كلهم لتأجيل أفراحهم إلى ما بعد غياب الأحزان وعودة الأفراح لمدينتهم العتيقة.
ولكن لا مغيث: مضى شهرين منذ حزيران/ يونيو ومضى أربعة وتبعهم أربعة أخرى وهلّ العام الجديد وازداد الحصار.
غزة: مدينة يحدها غربا بحر محاصر فلا صيد ولا أسماك ولا أمان للراحة، يحدها شرقاً بالتصاق رهيب سلك إلكتروني يوفر أماناً تكنولوجياً للمحتل الذي يراقب أنفاس المدينة المحاصرة، هناك على ذاك السلك المكهرب اصطاد الاحتلال عشرات الأطفال والرجال الذين حاولوا البحث عن مصدر رزق باصطياد الطيور المهاجرة فكانت رصاصات الاحتلال لهم بالمرصاد، وللموت فقط لذويهم تبقى جثة الشهيد يومان إلى حين يقتنع المحتل بإبلاغ الكوادر الطبية عن وجود قتيل ما... ويحدث اللقاء بين الأهل وشهيدهم المفقود في ثلاجة الموتى ولا تكفي الدموع لاسترداده، فغزة لم تفارقها جنائز التشييع وبيوت العزاء فكل شارع بها يحكي قصة شهيد، وكل منزل لا يخلو من آهات الحصار.
جنوباً يحد المدينة المحاصرة معبر رفح المغلق وهناك جراحات وآهات وبكاء حار لمن منعهم إغلاق المعبر من معانقة الأهل بغزة، في الجانب المصري عالقون يتوقون لأبنائهم ولرائحة المدينة المحاصرة، أما شمالاً فغزة محاصرة بفعل معبر إسرائيلي سيء السمعة قتل على أبوابه حجاج بيت الله الحرام والمعاناة تطول.
مدينة أظلمت ليلاً... وفي النهار المضيء بنور الشمس لا صوت مذياع ولا تلفاز ولا غسالة حتى ولا مدفئة تبعث الحر في اجواء المدينة الباردة، اما الشموع فقد عزّ وجودها بالمدينة المحاصرة وارتفعت أثمانها، لتصبح الشمعة كالعروسة طلابها كثر ومهرها أكبر..
وبالنهاية مقاومة تأبى الخضوع لذل المحتل الذي يحاول عصرها حتى الذوبان، وترسل حمم الحصار إلى مستوطنات المحتل المحيطة بالقطاع، ودعوات رسمية لوقفها، في ظل اقتناع شعبي عارم أنها وسيلة مقاومة شرعية تضمنها الشرائع الدولية لكل من يستبيح الاحتلال دمه وأرضه وغذاءه
قبل أشهر بادرت "معا" إلى إطلاق صرخات استغاثة عبر عدد من التقارير حول عدم توفر الأسمنت لبناء القبور وعدم توفر الأكفان لموتى غزة الذين يحصدهم الحصار وآلة الحرب العسكرية "البلدزورية" على حد سواء أمام مرأى العالم، وناشدت الوكالة أصحاب الضمائر ان يغيثوا غزة أيضاً بالأغذية والأدوية وغرف النوم للعرسان الذين اضطر كلهم لتأجيل أفراحهم إلى ما بعد غياب الأحزان وعودة الأفراح لمدينتهم العتيقة.
ولكن لا مغيث: مضى شهرين منذ حزيران/ يونيو ومضى أربعة وتبعهم أربعة أخرى وهلّ العام الجديد وازداد الحصار.
غزة: مدينة يحدها غربا بحر محاصر فلا صيد ولا أسماك ولا أمان للراحة، يحدها شرقاً بالتصاق رهيب سلك إلكتروني يوفر أماناً تكنولوجياً للمحتل الذي يراقب أنفاس المدينة المحاصرة، هناك على ذاك السلك المكهرب اصطاد الاحتلال عشرات الأطفال والرجال الذين حاولوا البحث عن مصدر رزق باصطياد الطيور المهاجرة فكانت رصاصات الاحتلال لهم بالمرصاد، وللموت فقط لذويهم تبقى جثة الشهيد يومان إلى حين يقتنع المحتل بإبلاغ الكوادر الطبية عن وجود قتيل ما... ويحدث اللقاء بين الأهل وشهيدهم المفقود في ثلاجة الموتى ولا تكفي الدموع لاسترداده، فغزة لم تفارقها جنائز التشييع وبيوت العزاء فكل شارع بها يحكي قصة شهيد، وكل منزل لا يخلو من آهات الحصار.
جنوباً يحد المدينة المحاصرة معبر رفح المغلق وهناك جراحات وآهات وبكاء حار لمن منعهم إغلاق المعبر من معانقة الأهل بغزة، في الجانب المصري عالقون يتوقون لأبنائهم ولرائحة المدينة المحاصرة، أما شمالاً فغزة محاصرة بفعل معبر إسرائيلي سيء السمعة قتل على أبوابه حجاج بيت الله الحرام والمعاناة تطول.
مدينة أظلمت ليلاً... وفي النهار المضيء بنور الشمس لا صوت مذياع ولا تلفاز ولا غسالة حتى ولا مدفئة تبعث الحر في اجواء المدينة الباردة، اما الشموع فقد عزّ وجودها بالمدينة المحاصرة وارتفعت أثمانها، لتصبح الشمعة كالعروسة طلابها كثر ومهرها أكبر..
وبالنهاية مقاومة تأبى الخضوع لذل المحتل الذي يحاول عصرها حتى الذوبان، وترسل حمم الحصار إلى مستوطنات المحتل المحيطة بالقطاع، ودعوات رسمية لوقفها، في ظل اقتناع شعبي عارم أنها وسيلة مقاومة شرعية تضمنها الشرائع الدولية لكل من يستبيح الاحتلال دمه وأرضه وغذاءه
تعليق