تويت
"الأيام" تحاور أحد قادته البارزين في قطاع غزة
جيش الأمة هل هو النسخة الفلسطينية من تنظيم القاعدة؟
برزت في قطاع غزة خلال السنوات والأشهر الـماضية العديد من الأحزاب والفصائل الصغيرة، التي تحمل أفكاراً ومعتقدات مغايرة لـما تعود عليه الشعب خلال سنوات نضاله الطويل.
وقبل أيام، سمع الـمواطنون في قطاع غزة عن ظهور مسلحين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في استعراض للقوة احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش.
الـمسلحون الذين كانوا يحملون أسلحة من أنواع مختلفة، ويضعون على رؤوسهم عصبات سوداء وأخرى حمراء كتب عليها عصبة الـموت، نشطوا تحت مسمى جيش الأمة ــ بيت الـمقدس.
من هو جيش الأمة؟ وماذا يحمل من أفكار ومعتقدات؟ وماذا يريد القائمون عليه؟ وما هو موقفه مما يجري في غزة؟ هل هو النسخة الفلسطينية من تنظيم القاعدة؟ وما علاقته بتنظيم فتح الإسلام؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محور تساؤلات عديدة حملتها الأيام إلى أبو حفص أحد القادة البارزين في هذا التنظيم، الذي يحتفظ بدرجة عالية من السرية في العمل بخلاف ما اعتاد عليه الناس في عمل كثير من الفصائل والتنظيمات.
العثور على أبو حفص لـم يكن سهلا، وقبوله الحديث لـم يكن بهذه الدرجة من السهولة أيضا، إذ جرى اللقاء في مكان ما من مدينة غزة بعد ساعات من الاتصال به، ووفق ترتيب أراده هو.
بعد أن اطمئن أبو حفص إلى الـمكان عدل من جلسته وشرع يتحدث عن جيش الأمة، الذي كما قال يضم في صفوفه آلاف الـمواطنين من قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي الداخل.
واضاف أبو حفص: لقد بعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ونصرة دينه في الأرض، ونحن لا نعمل من أجل حزب أو تنظيم.
و تحدث عن نشأة التنظيم في قطاع غزة وقال : إذا تتبعنا الوضع في فلسطين، وقرأنا تاريخ الحركات والتنظيمات التي مرت، نلحظ وجود فصائل وطنية وقومية ثم جاءت الفصائل الإسلامية الوطنية مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهذه فصائل إسلامية وطنية وليست إسلامية بحتة، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
وقال: نحن جئنا بمنظور إسلامي بحت، ونعتبر أنفسنا جزءا من الـمسلـمين في كافة أرجاء العالـم سواء في أميركا أو الهند أو الصين، وإذا تحررت فلسطين فإن جهادنا قائم ومستمر إلى أن يقام شرع الله على الأرض.
وأضاف: نحن نعمل بدون أية مسميات أو مراتب.
ويصف جيش الأمة نفسه بالتيار الإسلامي الـمجاهد، الذي يهدف إلى إقامة حكم الله في الأرض وتحرير أرض الإسراء والـمعراج، ويتخذ من الجهاد منهجا للنهوض بالأمة من ذلها وتخلفها.
كما تؤكد أدبيات الجيش على أنه تيار يهدف إلى نقل الـمجتمع من الديمقراطية والعلـمانية الكافرة إلى الإسلام، من خلال إحياء روح الشريعة الإسلامية وتطبيقها ليكون الإسلام عقيدة وعبادة ونظام حياة.
وتشير الأدبيات إلى أن جيش الأمة هو تجمع مسلـم يتبنى الـمشروع الإسلامي لـمواجهة الـمشروع الغربي الصليبي في العالـم، ويقوم على إحياء فريضة الجهاد، والعودة بالأمة إلى عقيدة السلف الصالح التي ترتكز على الكتاب والسنة.
وعن إمكانية أن يتم تصنيفهم ضمن تيار السلفية الجهادية قال أبو حفص: نحن أهل السنة والجماعة، وإذا أردت أن تطلق مسمى السلفية الجهادية فلا ضير، لكننا أهل السنة والجماعة.
امة إسلامية واحدة
وينطلق جيش الأمة من العقيدة في جميع تصرفاته وتصوراته، وينظر إلى الأمة الإسلامية كأمة واحدة، ويدعو إلى استئناف الحياة الإسلامية وتطبيق الشريعة وإعادة الخلافة الراشدة، معتبرا أرض الإسراء والـمعراج أهم القضايا الإسلامية، وأن الـمجاهدين الفلسطينيين يشكلون رأس الحربة في الـمشروع الجهادي لتحرير الأمة الـمسلـمة.
ويؤمن جيش الأمة بالعمل في اتجاهين متوازيين: الدعوة العامة بكل وسائلها وأساليبها، والبناء الداخلي بكل مجالاته، مع الالتزام بالسرية في جميع الأطر والقواعد والـمؤسسات.
وجاء أعضاء جيش الأمة الذين غالبا ما يظهرون وينشطون في مدينة خان يونس جنوب القطاع من فصائل وتنظيمات متعددة، ومنهم من كان ناشطا في الأجنحة العسكرية لهذه الفصائل، وشارك في أعمال الـمقاومة والتصدي للاحتلال.
وقال أبو حفص: كنا موجودين في فصائل عدة، لكننا لـم نكن نحمل فكر هذه الفصائل، وانتهزنا فرصة تواجد العديد منا في فلسطين ممن يحملون فكر وتوجه ومنهج وعقيدة أهل السنة والجماعة فأنشأنا جيش الأمة.
وعن طبيعة وجود جيش الأمة ــ بيت الـمقدس في فلسطين أكد أبو حفص أنه موجود منذ فترة طويلة، لكنه تواجد بشكل تيار أو تنظيم منذ سنتين تقريبا.
تصفح الـموقع الالكتروني الذي أنشأه جيش الأمة على الانترنت يشير بوضوح إلى أنشطة هذا الجيش وأفكاره، وخاصة نشاطه العسكري في مقاومة الاحتلال الذي يشتمل على إطلاق صواريخ القعقاع، أو تفجير العبوات الناسفة وإطلاق القذائف على البلدات الإسرائيلية.
وتظهر العديد من الـمواقع صور فيديو لعشرات من أعضاء الجيش وهم يرتدون اللباس العسكري الأسود، ويتدربون في مكان وعر على السلاح وأعمال القنص وإطلاق الصواريخ.
قال أبو حفص: أنشأ جيش الأمة موقعا على الانترنت قبل سنة، وجرى تدميره من الإدارة الأميركية قبل أن يعاد تأسيس موقع آخر، نعلن فيه عن أنشطتنا ومواقفنا ورؤيتنا، واستطيع أن أؤكد أن لنا كثيرا من الأعمال العسكرية التي لـم نعلن عنها لظروف خاصة ولحساسية الوضع أو الأشخاص الـمرتبطين فيه، ولدينا كذلك عمليات عسكرية لـم نعلن عنها في موقعنا على الانترنت.
ويضع مقاتلو الحزب على رؤوسهم أثناء التصدي للتوغلات عصبة حمراء، يقول عنها أبو حفص إنها عصبة الـموت التي كان يضعها الصحابي الجليل أبو دجانة أثناء قتال الكفار.
وتابع: دماؤنا رخيصة في سبيل الله، ولـم نأت لنخلد في الدنيا بل لنموت وهذه سنة الكون.
لا اختلافات عن القاعدة
ويرفض أبو حفص الحديث عن وجود شق عسكري وسياسي في جيش الأمة، لافتا إلى أن هذا الشكل من التقسيم غير موجود لديهم.
وقال: الرسول صلى الله عليه وسلـم كان سياسيا وعسكريا وتنظيميا ومجاهدا ومزارعا وراعيا للغنم.
وتابع: نحن رجال دعوة، ولدينا بعض الـمشايخ الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما، لكنهم يحملون سلاحهم ويقاتلون خلال الاجتياحات.
ولا ينكر أبو حفص أن بعض أبناء جيش الأمة جاؤوا من فصائل وتنظيمات مختلفة، لافتا إلى أن الـمهم أنهم الآن يحملون فكر وعقيدة أهل السنة والجماعة.
وعن علاقة جيش الأمة بتنظيم القاعدة العالـمي قال أبو حفص: بالنسبة لنا فإن القاعدة وتنظيم فتح الإسلام وكل من يحمل عقيدة أهل السنة والجماعة شيء واحد، لكن لا يوجد اتصال معهم الآن.
وزاد: ليست لدينا مشكلة حتى مع الفصائل الإسلامية واليسارية والعلـمانية، فنحن ننسق معها في العمل الـميداني لـمقاومة الاحتلال، وقد فجرنا عبوات وأطلقنا صواريخ وقذائف هاون مع فصائل مسلحة، مثل سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي وكتائب أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، وقد أجاز لنا العلـماء والـمشايخ من ناحية شرعية التنسيق في الـمقاومة مع كل من يقاوم الاحتلال.
ويقول: نحن ضد الفكر الـماركسي والعلـمانية ونحاربهما، لكننا لا نقاتلهم الآن ونحن ندعوهم الآن ودائما إلى الكتاب والسنة.
وعن العلـماء والـمشايخ الذين يستقي جيش الأمة أفكاره ومواقفه منهم يشير أبو حفص إلى أن جيش الأمة يستند إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلـم تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة الخلفاء الراشدين الـمهديين من بعدي.
وقال: نحن نستند إلى الكتاب والسنة في الدرجة الأولى، وكذلك إلى نهج الخلفاء وسنة الأئمة الأربعة ومشايخ السلف، كابن تيمية وابن القيم والجوزي وأئمة الـمسلـمين بشكل عام، ولدينا مشايخ وعلـماء كبار في غزة والضفة لكن لن نذكر أسماءهم.
ويعتمد الجيش على الـمرحلية في البناء والعمل، ويؤمن بضرورة بناء الأنوية والـمجموعات التي تؤمن بالفكرة وتؤسس في كل مكان من الأرض، لدعم نهضة الأمة وبناء التيار ثم الانتقال إلى بناء الجبهة الإسلامية العريضة.
ويحمل جيش الأمة رسالة إلى الناس مفادها الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه، وقال أبو حفص: نحن نقول للناس ارجعوا إلى الكتاب والسنة ولن تجدوا أي عائق في حل مشاكلكم، وهنا استذكر أحد السياسيين الغربيين الكبار الذي قال لو أن كل مشاكل العالـم اجتمعت أمام النبي محمد عليه السلام لحلها وهو يحتسي فنجان قهوة.
علاقات جيدة
مع الأحزاب الإسلامية
ويؤكد أبو حفص أن جيش الأمة يحتفظ بعلاقة جيدة مع الأحزاب الإسلامية مثل حماس والجهاد وحزب التحرير رغم الاختلاف في التوجهات والعلاقات: علاقتنا بالأحزاب الإسلامية الـمحلية جيدة ضد الـمحتل، ونتفق معهم في مقاومة الاحتلال ونختلف معهم في توجهاتهم وعلاقتهم ببعض الدول، ونظرتهم لـما يوقع الغرب بالـمسلـمين في البلاد الإسلامية.
وأضاف: نعتبر أن حرب أو قتال عبدة الصليب الذين يهاجمون بلادنا واجب شرعي لابد منه، وليست فلسطين هي هدفنا فقط بل هدفنا هو نشر الدين الإسلامي في كافة بقاع الأرض، ونعتقد أن الجهاد قائم حتى إقامة شرع الله في الأرض.
وعن الأحزاب الوطنية والعلـمانية واليسارية قال أبو حفص: بخصوص هذه الأحزاب نحن ننسق معها في قتال الـمحتل لا غير، أما من ناحية فكرية وتوجهات فنحن نحارب هذه التوجهات لأنها تخالف الشريعة.
وينظر جيش الأمة إلى السلطة الوطنية كما يؤكد أبو حفص من خلال حكم الله سبحانه وتعالى على من لـم يحكم بما أنزل الله ويقول: من لـم يحكم بما أنزل الله فهو إما كافر أو فاسق أو ظالـم أو الثلاثة معا، ونحن لا نكفر السلطة ولكن نعتبرها فاسقة أو ظالـمة حتى نقيم عليها الحجة ونتأكد من كفرها.
لا علاقة للجيش
بالتفجيرات الداخلية
وينفي أبو حفص أية علاقة لجيش الأمة بالتفجيرات الداخلية التي تشهدها مناطق مختلفة من قطاع غزة، قائلا: لا علاقة لنا بها إطلاقا.
وزاد: إذا كانت هذه الـمقاهي والـمحال تدعو إلى الـمنكر وارتكاب الـمعاصي فنحن نرى أنه يجب إنذار أصحابها في البداية، وإن لـم يتراجعوا عن الـمعصية وفعل الـمنكر فلا مانع لدينا من إغلاقها حتى ولو بالقوة!! لكن نحن في الوقت الحاضر ندعو الناس إلى ترك الـمعاصي والفساد امتثالا لقوله تعالى ادع إلى ربك بالحكمة والـموعظة الحسنة، ولكن إذا استمر الفساد واستشرى فلابد من تغييره.
وحول ما يتردد بشأن تواجد حركات إسلامية جديدة في قطاع غزة مثل القاعدة وفتح الإسلام قال أبو حفص إن فكر القاعدة موجود كمنهج وكعقيدة، لافتا إلى أن هناك تنظيمات حاولت دعم أشخاص لتشويه نهج وسمعة أهل السنة والجماعة.
وينفي أبو حفص ما يتردد عن وجود تمويل من خارج فلسطين، قائلا: نحن لا نتلقى أي دعم من جهات خارجية، ونعتمد على مسلـمي بيت الـمقدس في تمويل جهادنا ضد ملة الكفر.
وقال كما أود أن أؤكد أن لا علاقة لنا بإيران أو حزب الله وبأي تمويل يتم إرساله إلى الـمجموعات الـمسلحة هنا أو هناك.
وعن موقف الجيش من الانقلاب الذي نفذته حماس في غزة أشار أبو حفص إلى أن جيش الأمة لـم يتحيز إلى أي طرف، ولـم يكن إلى جانب أي طرف، لأنه ضد إراقة الدم، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلـم.
وزاد: نحن وجهنا دعوة إلى الفصائل للاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه وحل خلافاتها عبر الكتاب والسنة، بعيدا عن استخدام القوة أو فرض الأمر الواقع، ونعتقد أن حل الخلافات لا يكمن في إيران أو أميركا.
ورفض أبو حفص الاقتراح الداعي لتواجد قوة فصل دولية، مؤكدا أن جيش الأمة سيمنع هذه القوات من دخول غزة على اعتبار أنها قوات غازية.
جيش الأمة هل هو النسخة الفلسطينية من تنظيم القاعدة؟
برزت في قطاع غزة خلال السنوات والأشهر الـماضية العديد من الأحزاب والفصائل الصغيرة، التي تحمل أفكاراً ومعتقدات مغايرة لـما تعود عليه الشعب خلال سنوات نضاله الطويل.
وقبل أيام، سمع الـمواطنون في قطاع غزة عن ظهور مسلحين في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، في استعراض للقوة احتجاجاً على زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش.
الـمسلحون الذين كانوا يحملون أسلحة من أنواع مختلفة، ويضعون على رؤوسهم عصبات سوداء وأخرى حمراء كتب عليها عصبة الـموت، نشطوا تحت مسمى جيش الأمة ــ بيت الـمقدس.
من هو جيش الأمة؟ وماذا يحمل من أفكار ومعتقدات؟ وماذا يريد القائمون عليه؟ وما هو موقفه مما يجري في غزة؟ هل هو النسخة الفلسطينية من تنظيم القاعدة؟ وما علاقته بتنظيم فتح الإسلام؟ هذه الأسئلة وغيرها كانت محور تساؤلات عديدة حملتها الأيام إلى أبو حفص أحد القادة البارزين في هذا التنظيم، الذي يحتفظ بدرجة عالية من السرية في العمل بخلاف ما اعتاد عليه الناس في عمل كثير من الفصائل والتنظيمات.
العثور على أبو حفص لـم يكن سهلا، وقبوله الحديث لـم يكن بهذه الدرجة من السهولة أيضا، إذ جرى اللقاء في مكان ما من مدينة غزة بعد ساعات من الاتصال به، ووفق ترتيب أراده هو.
بعد أن اطمئن أبو حفص إلى الـمكان عدل من جلسته وشرع يتحدث عن جيش الأمة، الذي كما قال يضم في صفوفه آلاف الـمواطنين من قطاع غزة والضفة الغربية وأراضي الداخل.
واضاف أبو حفص: لقد بعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ونصرة دينه في الأرض، ونحن لا نعمل من أجل حزب أو تنظيم.
و تحدث عن نشأة التنظيم في قطاع غزة وقال : إذا تتبعنا الوضع في فلسطين، وقرأنا تاريخ الحركات والتنظيمات التي مرت، نلحظ وجود فصائل وطنية وقومية ثم جاءت الفصائل الإسلامية الوطنية مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهذه فصائل إسلامية وطنية وليست إسلامية بحتة، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
وقال: نحن جئنا بمنظور إسلامي بحت، ونعتبر أنفسنا جزءا من الـمسلـمين في كافة أرجاء العالـم سواء في أميركا أو الهند أو الصين، وإذا تحررت فلسطين فإن جهادنا قائم ومستمر إلى أن يقام شرع الله على الأرض.
وأضاف: نحن نعمل بدون أية مسميات أو مراتب.
ويصف جيش الأمة نفسه بالتيار الإسلامي الـمجاهد، الذي يهدف إلى إقامة حكم الله في الأرض وتحرير أرض الإسراء والـمعراج، ويتخذ من الجهاد منهجا للنهوض بالأمة من ذلها وتخلفها.
كما تؤكد أدبيات الجيش على أنه تيار يهدف إلى نقل الـمجتمع من الديمقراطية والعلـمانية الكافرة إلى الإسلام، من خلال إحياء روح الشريعة الإسلامية وتطبيقها ليكون الإسلام عقيدة وعبادة ونظام حياة.
وتشير الأدبيات إلى أن جيش الأمة هو تجمع مسلـم يتبنى الـمشروع الإسلامي لـمواجهة الـمشروع الغربي الصليبي في العالـم، ويقوم على إحياء فريضة الجهاد، والعودة بالأمة إلى عقيدة السلف الصالح التي ترتكز على الكتاب والسنة.
وعن إمكانية أن يتم تصنيفهم ضمن تيار السلفية الجهادية قال أبو حفص: نحن أهل السنة والجماعة، وإذا أردت أن تطلق مسمى السلفية الجهادية فلا ضير، لكننا أهل السنة والجماعة.
امة إسلامية واحدة
وينطلق جيش الأمة من العقيدة في جميع تصرفاته وتصوراته، وينظر إلى الأمة الإسلامية كأمة واحدة، ويدعو إلى استئناف الحياة الإسلامية وتطبيق الشريعة وإعادة الخلافة الراشدة، معتبرا أرض الإسراء والـمعراج أهم القضايا الإسلامية، وأن الـمجاهدين الفلسطينيين يشكلون رأس الحربة في الـمشروع الجهادي لتحرير الأمة الـمسلـمة.
ويؤمن جيش الأمة بالعمل في اتجاهين متوازيين: الدعوة العامة بكل وسائلها وأساليبها، والبناء الداخلي بكل مجالاته، مع الالتزام بالسرية في جميع الأطر والقواعد والـمؤسسات.
وجاء أعضاء جيش الأمة الذين غالبا ما يظهرون وينشطون في مدينة خان يونس جنوب القطاع من فصائل وتنظيمات متعددة، ومنهم من كان ناشطا في الأجنحة العسكرية لهذه الفصائل، وشارك في أعمال الـمقاومة والتصدي للاحتلال.
وقال أبو حفص: كنا موجودين في فصائل عدة، لكننا لـم نكن نحمل فكر هذه الفصائل، وانتهزنا فرصة تواجد العديد منا في فلسطين ممن يحملون فكر وتوجه ومنهج وعقيدة أهل السنة والجماعة فأنشأنا جيش الأمة.
وعن طبيعة وجود جيش الأمة ــ بيت الـمقدس في فلسطين أكد أبو حفص أنه موجود منذ فترة طويلة، لكنه تواجد بشكل تيار أو تنظيم منذ سنتين تقريبا.
تصفح الـموقع الالكتروني الذي أنشأه جيش الأمة على الانترنت يشير بوضوح إلى أنشطة هذا الجيش وأفكاره، وخاصة نشاطه العسكري في مقاومة الاحتلال الذي يشتمل على إطلاق صواريخ القعقاع، أو تفجير العبوات الناسفة وإطلاق القذائف على البلدات الإسرائيلية.
وتظهر العديد من الـمواقع صور فيديو لعشرات من أعضاء الجيش وهم يرتدون اللباس العسكري الأسود، ويتدربون في مكان وعر على السلاح وأعمال القنص وإطلاق الصواريخ.
قال أبو حفص: أنشأ جيش الأمة موقعا على الانترنت قبل سنة، وجرى تدميره من الإدارة الأميركية قبل أن يعاد تأسيس موقع آخر، نعلن فيه عن أنشطتنا ومواقفنا ورؤيتنا، واستطيع أن أؤكد أن لنا كثيرا من الأعمال العسكرية التي لـم نعلن عنها لظروف خاصة ولحساسية الوضع أو الأشخاص الـمرتبطين فيه، ولدينا كذلك عمليات عسكرية لـم نعلن عنها في موقعنا على الانترنت.
ويضع مقاتلو الحزب على رؤوسهم أثناء التصدي للتوغلات عصبة حمراء، يقول عنها أبو حفص إنها عصبة الـموت التي كان يضعها الصحابي الجليل أبو دجانة أثناء قتال الكفار.
وتابع: دماؤنا رخيصة في سبيل الله، ولـم نأت لنخلد في الدنيا بل لنموت وهذه سنة الكون.
لا اختلافات عن القاعدة
ويرفض أبو حفص الحديث عن وجود شق عسكري وسياسي في جيش الأمة، لافتا إلى أن هذا الشكل من التقسيم غير موجود لديهم.
وقال: الرسول صلى الله عليه وسلـم كان سياسيا وعسكريا وتنظيميا ومجاهدا ومزارعا وراعيا للغنم.
وتابع: نحن رجال دعوة، ولدينا بعض الـمشايخ الذين تزيد أعمارهم عن الخمسين عاما، لكنهم يحملون سلاحهم ويقاتلون خلال الاجتياحات.
ولا ينكر أبو حفص أن بعض أبناء جيش الأمة جاؤوا من فصائل وتنظيمات مختلفة، لافتا إلى أن الـمهم أنهم الآن يحملون فكر وعقيدة أهل السنة والجماعة.
وعن علاقة جيش الأمة بتنظيم القاعدة العالـمي قال أبو حفص: بالنسبة لنا فإن القاعدة وتنظيم فتح الإسلام وكل من يحمل عقيدة أهل السنة والجماعة شيء واحد، لكن لا يوجد اتصال معهم الآن.
وزاد: ليست لدينا مشكلة حتى مع الفصائل الإسلامية واليسارية والعلـمانية، فنحن ننسق معها في العمل الـميداني لـمقاومة الاحتلال، وقد فجرنا عبوات وأطلقنا صواريخ وقذائف هاون مع فصائل مسلحة، مثل سرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي وكتائب أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى التابعة لفتح، وقد أجاز لنا العلـماء والـمشايخ من ناحية شرعية التنسيق في الـمقاومة مع كل من يقاوم الاحتلال.
ويقول: نحن ضد الفكر الـماركسي والعلـمانية ونحاربهما، لكننا لا نقاتلهم الآن ونحن ندعوهم الآن ودائما إلى الكتاب والسنة.
وعن العلـماء والـمشايخ الذين يستقي جيش الأمة أفكاره ومواقفه منهم يشير أبو حفص إلى أن جيش الأمة يستند إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلـم تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة الخلفاء الراشدين الـمهديين من بعدي.
وقال: نحن نستند إلى الكتاب والسنة في الدرجة الأولى، وكذلك إلى نهج الخلفاء وسنة الأئمة الأربعة ومشايخ السلف، كابن تيمية وابن القيم والجوزي وأئمة الـمسلـمين بشكل عام، ولدينا مشايخ وعلـماء كبار في غزة والضفة لكن لن نذكر أسماءهم.
ويعتمد الجيش على الـمرحلية في البناء والعمل، ويؤمن بضرورة بناء الأنوية والـمجموعات التي تؤمن بالفكرة وتؤسس في كل مكان من الأرض، لدعم نهضة الأمة وبناء التيار ثم الانتقال إلى بناء الجبهة الإسلامية العريضة.
ويحمل جيش الأمة رسالة إلى الناس مفادها الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه، وقال أبو حفص: نحن نقول للناس ارجعوا إلى الكتاب والسنة ولن تجدوا أي عائق في حل مشاكلكم، وهنا استذكر أحد السياسيين الغربيين الكبار الذي قال لو أن كل مشاكل العالـم اجتمعت أمام النبي محمد عليه السلام لحلها وهو يحتسي فنجان قهوة.
علاقات جيدة
مع الأحزاب الإسلامية
ويؤكد أبو حفص أن جيش الأمة يحتفظ بعلاقة جيدة مع الأحزاب الإسلامية مثل حماس والجهاد وحزب التحرير رغم الاختلاف في التوجهات والعلاقات: علاقتنا بالأحزاب الإسلامية الـمحلية جيدة ضد الـمحتل، ونتفق معهم في مقاومة الاحتلال ونختلف معهم في توجهاتهم وعلاقتهم ببعض الدول، ونظرتهم لـما يوقع الغرب بالـمسلـمين في البلاد الإسلامية.
وأضاف: نعتبر أن حرب أو قتال عبدة الصليب الذين يهاجمون بلادنا واجب شرعي لابد منه، وليست فلسطين هي هدفنا فقط بل هدفنا هو نشر الدين الإسلامي في كافة بقاع الأرض، ونعتقد أن الجهاد قائم حتى إقامة شرع الله في الأرض.
وعن الأحزاب الوطنية والعلـمانية واليسارية قال أبو حفص: بخصوص هذه الأحزاب نحن ننسق معها في قتال الـمحتل لا غير، أما من ناحية فكرية وتوجهات فنحن نحارب هذه التوجهات لأنها تخالف الشريعة.
وينظر جيش الأمة إلى السلطة الوطنية كما يؤكد أبو حفص من خلال حكم الله سبحانه وتعالى على من لـم يحكم بما أنزل الله ويقول: من لـم يحكم بما أنزل الله فهو إما كافر أو فاسق أو ظالـم أو الثلاثة معا، ونحن لا نكفر السلطة ولكن نعتبرها فاسقة أو ظالـمة حتى نقيم عليها الحجة ونتأكد من كفرها.
لا علاقة للجيش
بالتفجيرات الداخلية
وينفي أبو حفص أية علاقة لجيش الأمة بالتفجيرات الداخلية التي تشهدها مناطق مختلفة من قطاع غزة، قائلا: لا علاقة لنا بها إطلاقا.
وزاد: إذا كانت هذه الـمقاهي والـمحال تدعو إلى الـمنكر وارتكاب الـمعاصي فنحن نرى أنه يجب إنذار أصحابها في البداية، وإن لـم يتراجعوا عن الـمعصية وفعل الـمنكر فلا مانع لدينا من إغلاقها حتى ولو بالقوة!! لكن نحن في الوقت الحاضر ندعو الناس إلى ترك الـمعاصي والفساد امتثالا لقوله تعالى ادع إلى ربك بالحكمة والـموعظة الحسنة، ولكن إذا استمر الفساد واستشرى فلابد من تغييره.
وحول ما يتردد بشأن تواجد حركات إسلامية جديدة في قطاع غزة مثل القاعدة وفتح الإسلام قال أبو حفص إن فكر القاعدة موجود كمنهج وكعقيدة، لافتا إلى أن هناك تنظيمات حاولت دعم أشخاص لتشويه نهج وسمعة أهل السنة والجماعة.
وينفي أبو حفص ما يتردد عن وجود تمويل من خارج فلسطين، قائلا: نحن لا نتلقى أي دعم من جهات خارجية، ونعتمد على مسلـمي بيت الـمقدس في تمويل جهادنا ضد ملة الكفر.
وقال كما أود أن أؤكد أن لا علاقة لنا بإيران أو حزب الله وبأي تمويل يتم إرساله إلى الـمجموعات الـمسلحة هنا أو هناك.
وعن موقف الجيش من الانقلاب الذي نفذته حماس في غزة أشار أبو حفص إلى أن جيش الأمة لـم يتحيز إلى أي طرف، ولـم يكن إلى جانب أي طرف، لأنه ضد إراقة الدم، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال لأن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون على الله من أن يراق دم امرئ مسلـم.
وزاد: نحن وجهنا دعوة إلى الفصائل للاحتكام إلى كتاب الله وسنة نبيه وحل خلافاتها عبر الكتاب والسنة، بعيدا عن استخدام القوة أو فرض الأمر الواقع، ونعتقد أن حل الخلافات لا يكمن في إيران أو أميركا.
ورفض أبو حفص الاقتراح الداعي لتواجد قوة فصل دولية، مؤكدا أن جيش الأمة سيمنع هذه القوات من دخول غزة على اعتبار أنها قوات غازية.
تعليق